عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2020, 12:56 AM   #52
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





فيّ تلكّ الغّرفة الصّغيرة كاّنت فّلور مسّتلقيةّ تمسكّ بالوثائّق الرّسمية لّمنزل والدّها بينماّ يبدواّ الترددّ واضحاّ علىّ معالمهاّ ،
بالّرغم منّ أنهاّ بحاّجة ماّسة للماّل لكنّ أنّ تّقوم ببيعّ منزل والدّها يبدواّ أمراّ خاطئّا فّهزتّ رأسهاّ بشدةّ نافيّة هذّه الفكرةّ من
باّلها و محاولّة أنّ تركز علىّ كسبّ المالّ ،
لقدّ قامّ آرثرّ بّترك رّسالة صّوتية علىّ هاتفها الخاصّ يطلبّ منهاّ شراءّ المنزلّ بالتقسيطّ و ذّلك لعدمّ امتلاكه المالّ هوّ الآخرّ
لكنهّ سيدّفع مبّلغاّ لا بأسّ به فيّ البدّاية أيضّا تّواجدّ آرثرّ بمنزلهم يمنحهاّ القّليل من الّثقة فربماّ قدّ تستطيعّ أن تشتريه مجدداّ
فيّ المستقبلّ
أمسكتّ رأسهاّ بّقلة حّيلة عندّما داّهمتّها الكثيرّ من الأفكارّ من كلّ جّهة و كادتّ أنّ تستلقي على السّريرّ لولاّ أنهاّ فيّ حافتهّ
فّسقطتّ على رأسهاّ لتتنهدّ بّضجرّ حينماّ فتحّ البّاب على وسّعه و ظهرّ منه ويّليامّ مرتدياّ قميصّا أبيضّ اللونّ و رّبطة عنقّ معّ
سّروالّ جينز عاّدي بينماّ شعرهّ الأشقرّ مرفوعّ للأعلىّ كعادتّه ، نـظرّ إليها بّعينيه الزرقاوتين ثمّ قّال بّحدةّ
ـ أصحيحّ ما سمعته ؟
زفرّت فلورّ بّكل كره عندّما اضطربت دّقات قّلبها حالّما وقّعت عينيها عليهّ فّاعتدّلت فيّ جلستهّا و نـظرتّ إليهّ ، إنهاّ واثقةّ أنّ
السيدّة فرانسيسّ أخبرّته شيئّا و إلاّ لماّ أتىّ بهذّا الشّكل الثّائرّ لكن ما الذيّ قّالته تلكّ العجوز ؟ فّهزتّ فلور كتّفيها دون إهتمامّ قّائلة
ـ هذاّ يّعتمد علىّ الأمرّ الذيّ سمعّته أيضّا هلاّ قّرعت البابّ قّبل دّخولك ؟
صمتّ علىّ مضضّ ليقتربّ منهاّ ، نـظرّ إلىّ كميةّ الأوراقّ الكثّيرة التيّ احتلتّ الغّرفة ثمّ إلىّ إعلانات الجّرائدّ الملّصقة فيّ كل
زاويةّ ليتأكدّ حينهاّ أنّ فلور ليستّ تّفكر فيّ الرحيلّ و إنماّ هي مغّادرة فّعلاّ فّرفعّ وثيقةّ منزلهاّ و قّال بّإنزعاج
ـ لاّ تقوليّ أنكّ تردين الرحيلّ فقطّ لأجلّ إبعاّد ماريّ عنّ نايت ؟
سّحبت الّوثائق بعصبيةّ من بينّ يدّيه ثمّ وضّعتها فيّ الملفّ الذيّ أمامهاّ ، سحبتّ سترتهاّ و ارتدتها على عجّل عندّما أغلقّ ويّليام
البّاب بّقوة يرمقّها بّكلّ غيضّ،فصاحتّ فلورّ بّكل غضب
ـ و ماّ شأنكّ أنتّ ؟ هلّ أنتّ حّزين لأننيّ سآخذّ ماريّ و لنّ تستطيعّ رؤيتها بّعد الآن ؟ حسناّ أناّ لاّ أهتمّ
زفرّ ويّليامّ بّعصبية هوّ الآخرّ فّكلما حاولّ أن يتحدثّ معهاّ ينتهيّ الأمرّ بينهماّ بإفتعالّ شجارّ كبيرّ هيّ عنيدّة جداّ و غبيّة أيضّا مندّفعة ،
هذاّ ما يجّعلها تخطأ فيّ كل شيءّ تحاول فّعله لذّلك تماسكّ بّكل هدوء للحفّاظ على أعّصابه و ردّ عليهاّ بنبرة هادئةّ
ـ فلّور إنّ ماريّ متزوجةّ الآن لاّ يمكنكّ اختطافها هكذا أيضّا حتىّ لو أرادتّ ماريّ الذّهاب معكّ هل تستطّيعين دفّع تكاليفّ عّلاجّها ؟
علىّ الأقّل و هيّ بّالقصرّ نايت يحرصّ على صحتهاّ و يريدّ مصّلحتهاّ ، بالّرغم من أنه أنانيّ متعجرفّ بّارد غيرّ أنه إذّ تّعلق الأمرّ
بّصديقّ له فّهو سيفعل المستحيلّ لأجلّه ، و نايت يّضع ماريّ فيّ خانة الأصّدقاء أظن ربماّ لاّ أعلم
رمقّته بحدةّ جّعلته يّغلقّ فمه بكلّ توتر ، أقّال أن نايتّ يّعتبرّ ماريّ صدّيقة ؟ هوّ بالكادّ يّعتبرهاّ شخصاّ فّحملتّ وثائقّها بّكل عصبيةّ و
كـّادت أنّ تغّادر عندّما تنهد ويّليام بأسى و هو يمسكهاّ من ذّراعهاّ
ـ لحـظةّ سأخبركّ بشيء،
تّوقفتّ فقطب ويليام حاجبيه بّقليل منّ الترددّ يقوم بمسحّ عرقّ زائفّ من جبّهته لوّ علمّ نايتّ بماّ سيفعله لّسوف يّقتله دون شّفقة
لكنّ لا بأسّ هي أختهاّ فيّ النهاية و هيّ بحاجّة لأن تكونّ إلىّ جانب أختهاّ ، تحدثّ بتوتر
ـ فيّ الحقّيقة فلورّ ، إنّ نايت يخططّ لإرسّال ماريّ برفقة فرانسواّ إلى فرنسّا و ذلّك لّكي يعالجّها ، أيضّا يريدّها أنّ ترحلّ الليّلة
و هي موافقةّ
شّهقت فلوّر بصدمة أيّعقل أنّ نايت يخططّ لإرسّال ماريّ بّعيداّ عنهاّ ؟ لكن لماذاّ لم يّخبرهاّ ؟ و لماّ لم تخبرهاّ ماريّ ؟ يّا ألهي لابدّ أنهاّ
غاضبةّ لأنهاّ لم تزرهاّ أبداّ منذّ أن فتحتّ ماريّ عينيهاّ من الغّيبوبة لكنّها ستتفهمّ إنّ علمتّ أنهاّ كانتّ تبحثّ عن المالّ ليغاّدرا لندن
لكن أيّن المالّ الآن ؟ أمسكتّ برأسهاّ لماّ داّهمها صدّاع و سّارعت بالمغّادرة ّ، إتجّهت إلىّ منزل آرثرّ و قـّامتّ بّطرق البابّ بكلّ قوة
تملكهاّ لكيّ يّفتح آرثرّ و ملامحّ الّرعب ظاّهرة على وجههّ ، فّدّفعتّ فلور الوثائقّ إليه و قاّلت بحدةّ
ـ سّأقوم ببيعكّ المنزل أحتاجّ إلىّ دفّعة مسّبقة أيضاّ ،
أومأّ آرثرّ بّصدمة و سّار بخطّوات مسّرعة ناّحية غّرفته ثمّ قّام بإحّضار وثائقّ آخرى و قّدمها إلىّ فلور التيّ تبعته ، قّال بّدهشة
ـ يجبّ عليكّ توقيعّ هذّه الأوراقّ لتّ
قـاّطعته وسّحبت فلّور القلّم منّ جيبّ سترته و وقعتّ دونّ مباّلاة بينماّ وقعّ آرثرّ بدّوره و عّلاماتّ الحيّرة بّادية على وجههّ فيّ حين كانّ
ويّليام يّقف خّلفهماّ لاّ يصدقّ أنهاّ قامتّ ببيعّ المنزل هكذاّ دونّ أيّ ترددّ و بلّ دون أنّ تباليّ لماّ توقعه ، ثمّ قدمّ آرثرّ لهاّ شيكاّ بسيطاّ
فأخذتّه فلورّ و سـّارعت بالركضّ خاّرجاّ غيرّ مهتمة لّويّليام المناديّ بإسمهاّ و لاّ لّطلبه المترجيّ لهاّ بالتوقفّ ،
أسّرع ويّليامّ خلفهاّ بينماّ بقي آرثرّ يّراقبّ المنظرّ أمامهّ بّنظرّات حاّئرة غيرّ مصدّقة ، حينماّ أمسكّها منّ ذّراعها و جّعلها تستديرّ نحوهّ ، قـّال بّحدة
ـ لاّ يمكنكّ فعلّ هذاّ فلورّ ، لاّ يمكنكّ أنّ تّجبريها على البقّاء لقدّ فات الآوان فّهي مغّادرة
رمقّته بّنـظراتّ غاّضبة حاّنقة و متألمةّ أيضّا ، كيفّ لأختهاّ الفّرد الوحيدّ المتبقيّ من عّائلتها أنّ تغّادر و تتركّها هكّذا ؟ صمتّت لوهلةّ
ثمّ حاّولت أن تسحبّ ذّراعها لكنّ قوتها ضّعفت فجأةّ فّقالتّ بّنبرةّ متحشرجة
ـ كيفّ لكم أن تخفواّ هذاّ عنيّ ؟
أخفضّ رأسهّ بقليلّ من الإحراجّ و الندّم الشديدّ يّعلم تماماّ مدىّ خوف فّلور علىّ أختهاّ لكنّ و لّشخصيتهاّ المندّفعة أرادّ أنّ يبعدهاّ عنّها ،
فّتحدثّ بنبرةّ متوترةّ
ـ فلوّر بالّرغم من أنّ نايتّ متعجرفّ لكنه يّفعل المستحيلّ لمعالجّة ماريّ و حتىّ لو لمّ يرد الاعتراف إلاّ أنهّ حاّليّا هوّ الذيّ يحتاجّ ماريّ
إلىّ جانبهّ أكثرّ مناّ جميعّا ، أرجوكّ أعطه فّرصة
زمتّ شّفتيهاّ بّكل عصّبية فهيّ تكرّه نايتّ كرهاّ لاّ يقدرّ أحدّ على وصّفه و بالّرغم من أنهّ بالنسبةّ لهاّ لاّ يعتبرّ إنسّانا كيفّ ذلكّ و قدّ
تجردّ من كلّ معالمّ الإنسّانية ، قدّ وصّفته الصّحافة بمدمر الإقتصادّ ؟ إنهاّ تّعلم أشّياء عديدّة عنه ، كثّيرة و مخيفةّ لكنهاّ لم تتجرأ علىّ قولهاّ
لماريّ ، أختهاّ التيّ تعشّقه بجّنون فّاستسلمتّ هذّه المرّة لأنهاّ تعلم حتىّ لو أنهاّ عملتّ لآخرّ رمقّ بّحياتهاّ لما استطاعتّ دّفع تّكاليفّ علاجّ ماريّ
فقالت بّنبرة حادةّ
ـ حسناّ أناّ أفعل هذاّ فقطّ لماريّ لكن و لماّ تعودّ سوفّ أحرصّ علىّ جّعلها تعيشّ معيّ أتفهم ذلكّ ؟ أناّ فلور روبرت لا أرضخّ لأحدّ
و ليكنّ نايت واثقّا من هذاّ ،
أومأّ بالإيجابّ موافقاّ ثمّ أمسكّها منّ ذّراعها سّاحبا إياهاّ نحوّ سيّارته بينماّ وقعّ كل هذاّ تحتّ أنظار آرثرّ المتعجبّة و الحاّئرة ، فـّلور تكرهّ نايتّ
و ماريّ مغّادرة إلىّ فرنساّ للعّلاجّ ؟ سيكونّ الأمرّ جيداّ إنّ شفيت فّهز كتفيه بّعدم إهتمام و اتجّه إلىّ شّقته
الآن بّعدما حصّل علّى منزلّ جوناثّان سوفّ يّضمن مسّامحةّ والده رويّ له فّهو يمتلكّ خطةّ تكادّ تكونّ ناجحةّ يحتاجّ فقطّ إلى وجودّ كلا من
فلورّ و ماريّ إلىّ جاّنبه ثمّ تنتهيّ مشكلتهّ العويصّة هذّه ،

/

عندّ بّلوغ السّاعة الـحاديّة عشّر و نصفّ ليلاّ كـّانت تجلسّ على كرّسيها المتحركّ بّقلة حيّلة و يبدواّ العـجزّ واضحاّ عليهّا بجانبهاّ كانّ نايتّ
جـّالسا يّرتديّ وشّاحاّ أسودّ و قّفازاتّ يّخفيّ ملامحـّه مرّاقباّ الأوضّاع بّعينينّ حاّدتينّ لاّ تكادّ تّفوتان أيّ شيءّ ، خلّفهما كـّان فّرانسوا يقفّ
ممسكاّ بجـّواز سّفر ماريّ الذيّ تمّ وضعّ هويةّ جديدّة لهاّ و ذلّك لحماّيتها من تّعقبّ ديميتري ،
ألقتّ ماريّ نـظرّة على نايتّ الذيّ يبدواّ مركزاّ بشدّة ثمّ تنهدّت بأسىّ اعترافهاّ حبّها و كلّماتهاّ الصـّادقة لمّ تّؤثرّ به ، دّق قّلبهاّ بّقوة فّوضـعتّ
يدّها مكانه بّقلق و قدّ شحبّ وجههاّ تماماّ فيّ حين أخذتّ أناملهاّ ترتجفّ كذلّك شّفتيها حدثّ هـذاّ لماّ تمّ الإعـّلان الأخيرّ عنّ رحلّتها فّتقدم
فّرانسوا منهاّ و قـّال بّنبرة هادّئة
ـ سيدتيّ لاّ نستطيعّ البّقاء أكثرّ يجدرّ بناّ الـذّهاب الآنّ
أومأتّ نفياّ غـّير مسّتعدةّ لكنّ فرانسواّ تقـدمّ على آيّ حالّ داّفعا كرّسيهاّ للأمامّ عنـدّما تّشبثت ماريّ بّمعطفّ نايت بكلّ قوتهاّ ، احتـّضنته
و بدأتّ دموعهاّ بأخذّ وجنتيهاّ مأوى لهما ككّل مّرة قـّالت بنبرة بّاكية
ـ لاّ أريدّ رحيلّ ، أرجوكّ نايتّ .. أنـّا لا أستطيّع ، هناكّ خطّب ماّ أنّا أعلم . أرجوكّ لّن أزعجكّ بعدّ الآن فقطّ دعنيّ أبقّى ، أنـّا أسفة نايتّ لا تتركنيّ
إرتبكّ كلاّ الرجلّين و كمّ تمنىّ فرانسواّ لو أنهّ أحضرّ سوزيّ لعلهاّ كانت لتهدأ منّ روعها فيّ حينّ لمّ يعلمّ نايت ما الذيّ قدّ يفعله لّيخفف
من سّوء الـوضعّ حينّ تقدمتّ منهمّ سيدةّ كبيرّة فيّ العـمرّ ثمّ أخذتّ تنـظرّ إلىّ ماريّ التيّ ترفضّ تركّ نايت بالّرغم من محـّاولاتّ العـديدّ من
الأشخاصّ الذّين حـّاولوا الـتدّخل فقّالت السيدّة بتسّاؤل
ـ هـّل أنتّ صديقهاّ ؟
أومأّ نايت بكلّ ارتباك لّتّهز السيدّة رأسهاّ دلاّلة على أنهاّ فهمتّ كل شيءّ ، ثمّ أشّارت له بيدّيها علىّ أنّ يضمهاّ فشحبّ وجهّه بأكمله غيرّ قـّادر
على استيعابّ إشـاراتهاّ أنّ يقدمّ هو علىّ ضمّ ماريّ شيءّ غيرّ معـّقول ؟ هوّ لن يستطيّع حتىّ لو حاولّ ذلّك ، لمّ يّفعل ذلّك قّبلاّ فّرفعت السيدّة
ذّراعيه و لفتهماّ حول ماريّ إرتبكّ نايت فيّ الـبدّاية لكنهّ اعتاد على الأمرّ إذّ أن ماريّ دوما ماّ كانتّ تّضمه برغبته أوّ بدونها لذّلك انحنى و
وضع يدّيه على وجنتيهاّ ينـظرّ إلىّ عينيهاّ بهدوء ، ثمّ تحدثّ بنبرة باردة
ـ مـاريّ إنهاّ ليست نهايةّ الـكونّ، أنتّ ذاّهبة للعـلاجّ لاّ للمشاركة فيّ حـربّ ماّ لذّلك تماسكّي قّليلاّ
نـظرتّ إليه السيدّة بسّخرية أهذاّ أفّضل ماّ يتستطيع فعله لكنّ الذيّ آثار دّهشتها هوّ أنّ ماريّ توقفت فّعلا عنّ البكاءّ و أخذتّ تّمسحّ دموعهاّ
لكيّ تومئ لهّ بالإيجّاب ، فّسحبّ فرانسواّ الكرسيّ للأمامّ مغـّادرين بّرفقتهماّ تلكّ السيدّة التيّ صّارت تتحدث بّلؤم عنّ تّصرف نايت البّارد عندّما
أوقفتهماّ ماريّ مجدداّ ثمّ أداّرت عجلاّت كرسيهاّ مستديّرة بّسرعة ، لاّ لا تستـطيعّ أنّ تـرحلّ هـكذاّ ليسّ بهـذّه الطـّريقة ، لمّ تردّ أنّ يكون وداّعها
الأخيـّر هـكـذاّ .
كـّاد فرانسواّ أنّ يمسكّها لولاّ أن تلكّ السيدّة أوقفته و هي تؤنبه كيّ يتركّها تودّع حبيّبها ، عنـدّما اقتربت منه كّفاية نـظرّ نايت إليهاّ بّإستغّراب
أشـّارت لهّ أن ينحنيّ لّيفعل ذّلك ظّنا منه أنهّا سّتهمسّ بّشيءّ ّ غيرّ أنهاّ وضعتّ ذّراعيها حـّول رّقبته و قـّبلته بّهدوء على شفتيه ثمّ سّارعت
بالابتعاد عنه قد شحبّ وجـهه بأكمله غـيرّ قّادر علىّ التحـركّ بينماّ حدقتّ ماريّ به و إلىّ ردةّ فّعله المصدّومة إذ أنه سرعان ما وقف فّأشارت
على خـده الأيسر و قـالت بّتصميمّ محاولة إخفاءّ ضحكتها
ـ تعـال لقدّ أخطأت الهدفّ أريد أن أمحيّ أثـار إليزابيث ،
رمقّها نايت بحدةّ واضحـةّ فقدّ جذبّت إنتباه المارين بينماّ تظاهر فرانسوا بالتحدثّ في الهاتف كاتماّ ضحكتّه على وجه سيدّه المصدّوم بشدةّ ،
ما الذيّ تتوقعه ماري من شخصّ اعتاد إخفاء مشاعره حتى في صغره ؟ فّقام نايت بمسح خـدهّ بّعصبية بّالغة و قـال ببحة
ـ هلّ هذاّ كافي ؟
عـّاد الإعـلان عنّ رحلّتهم فّأومأت ماريّ نفياّ إذّ أنها عازمةّ على تّنفيذ ماّ برأسهاّ و لن تغاّدر إلاّ و هيّ قد نفذّته ، حينهاّ تنهد نايت بتعبّ شديد
و فّضل لوّ أنهاّ تبكيّ على أن تتصّرف بّمثل هـذاّ الحزم كأنهاّ طّفلة لذّلك إنحنى مجددا ناحيّتها فقبلته علىّ خده لتبتسم بّعدها بّرضا قّائلة
ـ أجلّ هـكذاّ ، لاّ تدّعها تّقترب منك خذّ حذركّ فّهي ماكرّة أيضّا كايلّ حاولّ أنّ تتفهمه خلالّ هـذه الفترة إنهّ يتألم بّشدة لذّلك مهما قّال لكّ لاّ تأخذّ كلامه
على محملّ الجـدّ و إن إقتربت منك إليزابيثّ فّسوف أعود أتفهم ؟ فأناّ أيضّا أملكّ جواسيسّ فيّ القصرّ ، أنـّا أراقبكّ
استمرت بالكلامّ بينماّ فرانسواّ يّدفع كرسيهاّ للأمامّ ، من يصدقّ أن هذه الفتاة كانتّ تبكيّ منذّ قليل ؟ تنهـدّ بّقلة حـّيلة مراقّبا إيّاها و هي تبتعـدّ
خـطّواتّ عنه زمّ شفتيه بّعبوس متذّكرا بّكائها الشديدّ و تّوسلاتهاّ المستمرةّ كانت على وشكّ الدّخول و المّضيفة تّرحب بهماّ عندما استدارت ناحيته
، ابتسمتّ بّرحابة صّدر ثمّ رّفعت يدّها مـّودعة إيّاه فّلا إراديا رفّع يدّه هو الآخر مودّعا لماّ صـرختّ ماري بّقوة
ـ أنـا أحبكّ ، أحـبكمّ جميـعّا .. أخبـرّ فلور أننيّ أحبّها و لاّ داعيّ للقلق ، نايت أحـبك
سحبّ فرانسواّ الكرسيّ إلىّ الأمامّ و هو يّؤنبهاّ علىّ صّوتها العـّالي إذ أنهم يّحاولون جاهـدّين إخفاّء رحيّلها بينماّ هيّ تكشفّ كل شيءّ فيّ
ظرفّ ثانية بالّرغم من أن فرانسوا فيّ البدّاية كانّ يّحاول معّاملتها بّرسمية إلاّ أنهاّ تّثيرّ أعصّابه كأنهاّ طفّلة صّغيرة ، فيّ حين إزدادّ وجه
نايت شّحوباّ إذّ أن الجميّع قدّ إلتفت إليه ضاحكاّ على حبيبته المجّنونة كماّ يّعتقدون غيرّ أنهّ يعلم تمامّا أنّ ماري تسعى لّجعلّ وداعهماّ هـذاّ
ينتهي بإبتسامةّ حتىّ لو كانتّ الدموعّ تنهمرّ من عينيهاّ بدونّ توقفّ لحظّة ماّ غاب هو عن أنـظاّرها إلاّ أنهاّ استمرّت بالإبتسام لأجله ، بّعـدّ
أنّ غـّابت ماريّ عن أنـظاّره سّار بّخـطّوات هـّادئة بطّيئة إلىّ المـخرجّ فجأةّ إرتطّم بّه شخصّ ما ليّكمل نايت طّريقه غيرّ آبه لماّ أمسكّه منّ
ذّراعه ، نـظرّ نايت إلىّ فلورا التيّ تّحاول جاّهدة إخفاءّ دّموعها لتسأله بّحدة
ـ أينّ ماري ؟
عندّما لمّ تجدّ جّواباّ منه عّلمت تماماّ أنّ ماريّ قدّ غـّادرت لندّن بدّون أنّ تودّعها حتىّ فّأخفضتّ فلور رأسهاّ فتـّرة منّ الزمنّ لماّ آتى ويّليام
مسّرعا بّعد أنّ ركن سيّارته ، نـظرّ إليهماّ بّقليل من الحـّسرة إذّ يبدوا أنّ ماريّ غّادرت و لمّ يتسنى لهمّ الوقت بّتوديعهاّ حتى ، تحـدث ويليام
بّندم لكنّه أسّرع بتغيير نبّرته لّنغمة أشدّ حنانّ لماّ لاحظّ ارتجاف جسدّ فلور كأنهاّ تقاوم بّشدة رّغبتها فيّ البكاءّ
ـ لقدّ أخبرتكّ أنهاّ ستكون فيّ المطّار لكنكّ أصررتّ على الذّهاب للقصرّ ، أرأيتّ ؟... آ فـّلورا لاّ بأسّ أعنيّ يمكنناّ دوما أنّ نـحدّثها على الهاتفّ
رفّعت فلورا رأسهاّ لّيرى الاثنين مدىّ حدّة ملامحّها فّكادتّ أن تسددّ لكمة قّوية لّنايت لولاّ أنّ ويلياّم أمسكّها من خصّرها مبعـداّ إياها عنهّ ،
كاّن ويّليام بّدّوره مرتبكاّ و هوّ يرى النـظرّة الحـّادة النـّارية و الخـطيرةّ التي اعتلت ملامحّ نايت كذلّك شتائمّ الـعديدةّ التي أخذتّ فلورا تتفّوه
بهاّ كماّ لو كأنّ فمهاّ هذاّ قد خلقّ لّشتم فقطّ ، قـّال ويّليام بنبرة مّتوترة
ـ هياّ كلاكماّ إنّه ليس بالوقت المناسّب لّشجارّ و ما الذيّ قدّ يفيدّ الكلام الآن ؟ فلورّا اهدئي قليلا ، نايتّ أنتّ كذلكّ تّمالك أعصاّبك ،
تّوقفت فلوراّ فعلا عنّ المقاومة و رتبتّ ملابّسها الفّوضويةّ بّعصبية واّضحة ثمّ أومأتّ بالإيجابّ و هي تقومّ بّسحبّ نايت منّ ذّراعه
بالّرغم من أنهّ لمّ يتحركّ قيدّ أنملة إلاّ أنها استمرت بّسحبه غيرّ مستوعبّة لماّ يحدثّ حولهاّ و هيّ تتكلمّ بنبرةّ مصـدّومة تّخللهاّ الرجاءّ
ـ نعمّ أنتّ محقّ ، ياّ رجلّ لنذّهب لإيقافّ الطاّئرة أنتّ مشهور أليسّ كذلّك ؟ أعنيّ أنتّ تملكّ شّركات لبيرّ بأكملها ّقريباّ ؟ أليسّ كذلكّ ؟
هياّ أطلّب منهم إيقاف الطاّئرة و لنجلبّ ماري ، أناّ أعلمّ أن ماريّ لاّ تريد الذهابّ هيّ تتألمّ أرجوكّ أعدّها إليّ ، عـزيزتيّ ماريّ أعدّها إليّ
إلتزمّ نايت الصّمت فّعادّ ويليام لّيسحبها ناّحيته ، وضعّ يدّيه على كتفيهاّ و قّرب وجّهه منهاّ لكيّ ينظرّ إلى عينيهاّ العسليتينّ الغّاضبتين
بّنـظرّات هـّادئة رقيّقة و حـّنونة ، لفّ ذّراعيه حـّولها ثمّ همسّ بّنبرة صّادقة
ـ أرجوكّ لا تكونيّ هـكذا فّلورا ، كونيّ كما عهدتكّ دوماّ قّوية منّ ماريّ و منّ أجلّي أرجوكّ منّ أجلناّ جميعا
حينّها بكتّ فلورّ فيّ حضّنه كأنهاّ طـّفلة صّغيرة تسّعى للأمانّ ، بكتّ و بكتّ كماّ لمّ يسبقّ لها أنّ فعلت ، لقدّ بذّلت كلّ جهدّها لحماية آختهاّ
لكنّها بـاءت بالفّشل ، لماذاّ هي فّاشلة هـكذاّ ؟ لماّذا لمّ تستطعّ حماّية الشخصّ الوحيدّ الذيّ تأبه لأمرّه ؟ بينماّ كان ويّليام يّواسيهاّ بكّلماتّ
هـّادئة حنونةّ كعـّادته غيرّ أنّ قلبه تجّرع ألمّ بّسكون و بطّء لرحيلّ ماريّ و لألم فلوراّ ، فيّ حينّ غـّادر نايتّ المكانّ بصـمتّ مطبقّ ،
اتجـه إلى سيّارته و صّعد على متنهاّ ، وضـعّ رأسه علىّ المقودّ ثمّ ضّربه بّأقصى قوته هوّ كذلّك لمّ يستطعّ حمّاية الفتاة الوحـيدةّ التيّ
وقفتّ إلى جاّنبه أحبـته بّصدق ، كيفّ له أنّ يكون بمثّل هـذاّ الضّعف ؟ أليسّ هو نايتّ لبيرّ الذيّ يخـّاف الكلّ من تعامل معه ؟ أليسّ هوّ منّ
يسـعىّ للإنتقـّام فّكيفّ له أنّ يفشلّ فيّ منتصفّ الطـّريق ؟ لماّ رفعّ خصّلات شعرّه الأسودّ كيّ تـّظهر عينيه الدّاكنتين بشدّة تّنبـآن بّمدى شدّة
خـطّورتهماّ ، حيّنها ابتسـمّ بّكل سخريّة قـّائّلا بنبّرة حـّاقدة حـّادة
ـ لقدّ أغضبتّ شخصاّ أتىّ فيّ غنى عنّ غضـبهّ ديميتري

آنتهـّى



 

رد مع اقتباس