منتدى وندر لاند - عرض مشاركة واحدة

مشاهدة أوسمتي · 05-12-2020, 08:57 PM

الفصل الرابع

فتح هيرو عينيه بتفاجئ وفي تلك اللحضة خرجت تلك العمة وغلقت الباب
التفت ليراني واقفة ...فجلس بتثاقل و انزل رأسه ووضع يده عليه وقال :
- تبا هذا ما كان ينقصني...

ثم رفع رأسه ونظر لي بملامحه الباهتة ..واكمل :
- لما اتيتي الى هنا....ماذا تريدين هذه المرة

اجبته :
- حسنا...لاعطيك الدروس

قال لي وهو منزعج مني :
- اصدقائي يخبروني بالواجبات ....لا احتاج مساعدتك...اتركيني وشأني

في تلك اللحضات كنت انظر له واراه ضعيف ومريض جدا ...
تحركت قدماي لا اراديا وجلست الى جانبه ومددت يدي الى جبينه ووجدته محموم كثيرا بشكلا لا يصدق

تفاجئ هو الاخر بتصرفي ولم يستطع قول شيء...فقلت له وانا مصدومة بحرارته :
- لديك حمى عالية جدا ...لا عجب انك منهك تماما
الامر سيصبح خطير ان بقيت على هذا الحال...

ثم اخرجت هاتفي من الحقيبة واكملت :
- سأتصل بلاسعاف فوراً عليهم ان ينقلوك الى المستشفـ.....

وضع يده بسرعة على هاتفي وامسك يدي ليوقف اتصالي وهو يقول :
- لا تتصلي بلاسعاف انا بخير انها حمى بسيطة ستختفي بعد دقائق...

شعرت انه لا يريد ان يذهب للمشفى بسبب فاتورة العلاج...فنطقت محاولة تقديم العون:
- ان كنت قلق على فاتورة العلاج فأنا سوف...

عاد وقاطعني ولكن هذه المرة بدا عليه الغضب وقال بصوت عالي:
- اياكي وان تفكري بالامر حتى....انا لا احتاج شفقة احد خصوصا انتي...اتركيني وشأني ولا تأتـ....

هذه المرة انا قاطعته...هو مريض كفاية يجب ان لا يغضب ...وضعت يدي على كتفيه وصرت ادفعه بهدوء ليتمدد وانا اقول له :
- حسنا حسنا انسى امر المستشفى...لا تهتم لشيء فقط تمدد...استرخي عليك ان ترتاح لا ترهق نفسك...

بطريقة ما وجدته قد سلم امره لي وهدئ على الفور وتمدد على سريره وكأنه مغمي عليه..

خرجت من غرفته لاحضر قطعة قماش وماء بارد لكي اضع له كمادات ...على الاقل لانزال حرارته...

نظرت خلسة لغرفة الجلوس فوجدت تلك السمينة تأكل وتنظر للتلفاز...جيد انها مشغولة لا اريد ان اقابلها فهي السبب بما عليه هيرو الان...

دخلت للمطبخ بالرغم انه صغير وبسيط الا انه كان مرتب جدا...شعرت بلمسات هيرو فيه
نظرت للموقد وتخيلته يطبخ عليه...ونظرت للمغسلة وتخيلته يغسل الاطباق....

ولكن لما اشعر بضيق في التنفس عندما اتخيل هذه الامور...
تناسيت الامر واخرجت اناء وملئته ماء بارد واحضرت قطعة القماش وعدت لغرفته

كان نائم ويتنفس بصعوبة...الحرارة اتعبته تماما
جلست لجانبه وبدأت بتبليل قطعة القماش وعصرها ووضعها على جبينه بعد ان ارفع خصلات شعره من عليه

ثم رفعت القطعة بعد ان اصبحت ساخنة وعدت لتبليلها بالماء البارد ولكن عندما وضعتها رفع يده فجأة وامسك يدي التي تمسك قطعة القماش من المعصم وفتح عيناه بتثاقل وقال :
- هل تشفقين علي؟...هل ابدوا لكي مسكين لهذه الدرجة...

نظرت له ثم اغمضت عيني وابتسمت ابتسامة خفيفة وانا اقول داخلي :
- كنت اظن انني الاكثر كبرياء في المدرسة ...ولكن كبريائه وعزة نفسه قد غلبوني ..

ثم فتحت عيني وقلت له بهدوء ويدي مازالت على جبينه كما يده مازالت ممسكة بمعصمي:
- انا لا اشفق عليك...و لا يهمني وضعك المادي...انا فقط اقوم بواجبي لك كزميل مريض...
وجدتك مريض فحركني ضميري لاقوم بمساعدتك....لو كنت مكاني وتجدني في هذه الحالة هل ستتركني وترحل؟

سكت لحظة ثم ترك يدي وعاد لاغماض عينيه ...وكأنه يقول لي حسناً اذن استمري فقد بدأت اشعر بالارتياح من الصداع

بقيت نصف ساعة اقوم له بالكمادات وبالكاد نزلت حرارته ...
الى ان وضعت يدي على جيبنه والاخرى على جبيني وقلت بارتياح :
- جيد حرارتنا متساوية تقريبا....

كنت وقتها اجلس على كرسي صغير امامه ....كنت متعبة بعض الشيء ...وضعت يداي على السرير ووضعت رأسي عليهم وانا انظر لملامح وجهه
يبدو وسيم جدا وبريء

وهنا وانا انظر له شعرت بنبضات قلبي باتت تتسارع...ولكن ما الذي يحصل؟
لما اشعر بهكذا شعور...انه شعور لاول مرة ينتابني....

قاطع الجو العاطفي الذي اعيشه طرق الباب من تلك المرأة وهي تقول :
- ايتها الطالبة الصغيرة امازلتي بالغرفة؟

فقمت بسرعة لكي لا توقضه بضجيجها وصوتها العالي فقد نام مرتاح للتو

ففتحت الباب وقلت :
- نعم يا خالة انا مازلت هنا كنت اقوم له بالكمادات فقد كان مريض بشدة

اجابتني دون اهتمام لحالته :
- حسنا حسنا...المهم هل سيعطيه المعلم اجازة اسبوع نظراً لحالته

فكرت وقلت في نفسي
- نعم انه يحتاج لاجازة ....عليه ان يرتاح كما انني خادمته علي ان اتاكد من راحته سأجعل ابي يكلم المدير ليعطيه اجازة
ولكن العمل هو اكثر اتعاباً من المدرسة...علي ان اجد طريقة اجعل تلك المرأة تقبل بان يتوقف عن العمل لمدة اسبوع
ماذا علي ان افعل؟؟

نظرت لها وقلت :
- نعم يا خالة سيأخذ اجازة اسبوع لكن هناك امراً علينا نعقده بيننا وسيكون سراً عن هيرو

فأجابتني بتسائل :
وماهو؟

اخبرتها بفكرتي...ووافقت عليها....حسنا انا اشعر بالذنب لما فعلته ولكن في هذه اللحظة همني فقط ان اجعل هيرو يرتاح لمدة اسبوع مهما كان الثمن

وقبل ان يخيم الظلام اتصلت بسائقي وذهبت للبيت

استيقظ هيرو وهو مرتاح من الحمى فقد اختفت تماما ...وصار ينظر بأرجاء الغرفة ظن انه كان يحلم بوجودي
لكن حين التفت ورأى الاناء تيقن من اني كنت هنا ولم يكن يتخيل...

ثم قام وخرج من الغرفة ووجد عمته مازالت تأكل وتنظر للتلفاز
فقال لها :
- عمتي....لمَ لم توقظيني لاذهب لعملي المسائي!!

تحيرت بماذا تجيبه العمة وتلكأت قليلا ثم قالت :
- حسنا لقد اتصلت بمدير عملك وقلت له حالتك وتفهم الامر وقال انه لن يفصلك لا بأس ان ترتاح اليوم

تفاجئ هيرو بل انصدم لطريقة تفهم عمته لوضعه ولطفها في الكلام معه هذا على غير عاداتها تماما

ثم اكملت وهي تنظر له بشكوكية:
- ولكن اخبرني انت اولا...هل تلك الفتاة التي قالت ان اسمها مايا على ماظن...هل هي حبيبتك ؟؟

سؤالها ايقظه من الصدمة التي كان فيها وقال بنفي وبدا عليه الخجل قليلا:
- مستحيل هي ليست كذلك...حسنا ان لم يكن هناك عمل سأعود لغرفتي

رجع هيرو لغرفته وهو يتسائل عن سبب لطف عمته المفاجئ وصار يقول بينه وبين نفسه:
- ولكن هل القت تلك الفتاة تعويذة على عمتي لتجعلها تتكلم معي هكذا......هذا غريب

مر اليوم الثاني واصبح صباح اليوم الثالث لخدمتي...لا اعلم سبب شعوري هذا ولكني سعيدة بهذه الخدمة
حقا شعرت اود ان اسعد هيرو

كان هيرو قد عاد من عمله الصباحي الذي ينتهي قبل بداية المدرسة ...وعندما كان يبدل ثيابه ليتجهز للذهاب للمدرسة دخلت عليه عمته بعد ان طرقت الباب وقالت :
- الى اين انت ذاهب ؟

اخبرها قائلا:
- الى المدرسة كما ترين

- لا تذهب....ليس هناك داعي

اجابته هكذا وقال لها هيرو مبررا ظن ان قصدها ان يترك المدرسة :
- لكن ياعمتي اخبرتكي ان المدرسة لن تؤثر على اعمالي وسأقوم بجميع واجباتي كما تطلبين وامر مرضي اعدكي لن يتكرر..ارجوكي فقط دعيني.....

قاطعته قائلة :
- كفاك ثرثرة انا لم اقصد ان تترك المدرسة بل قصدت ان المدير اعطاك اجازة مرضية لمدة اسبوع...لهذا ابقى وارتاح خلال هذا الاسبوع
وايضا لم ذهبت للعمل الصباحي؟...لقد اتصلت بمديري اعمالك قبل قليل وطلبت لك منهم اجازة لمدة اسبوع ايضا
ستمكث بالبيت فقط تنام وتأكل لتستعيد نشاطك...هيا غير ملابسك

اغلقت عمته الباب وقالت وهي تحاول تمالك نفسها :
- تبا لست معتادة على التحدث معه بهذا العطف والحنية...هو لا يستحق كل حرف قلته حتى....ولكنني مجبرة على قول هذا فقط

وقعت السترة من يد هيرو من كثر الصدمة ....لم يتوقع بحياته كلها ان تحدثه عمته بهذا التعاطف.....

تدارك نفسه وقال :
- لاااااا لا اصدق ما يجري اكيد هناك امرا يحصل علي ان استفسر

خرج من غرفته وذهب لعمته في المطبخ ووجدها تعد لنفسها بعض الطعام

حيره الامر اكثر بعد وقال لها :
- عمتي.....غريب انتي تعدين الطعام لنفسك....انتي طلبتي لي اجازة من العمل والمدرسة
اتوقع ان تطلبي لي من المدرسة لكن من العمل!!!!!!!
اخبريني ما الذي يجري هنا؟؟؟

~~~~~~~

يتبع~