الموضوع: شرخ في الذاكرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-16-2020, 09:56 PM   #7
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





50 pm


إرتدت معطفاً سماوي اللون وطويل يُغطي قميصها الأبيض ونصف بنطالها ومن ثُم وضعت قٌبعة الصوف البيضاء على شعرها ..
إنسدل القليل منه على كتفيها ونظرت بعدها الى وجهها قليلاً في المرآة القريبة من المدخل ثُم إلتفتت لتُغادر ..
أوقفتها الخادمه قائله: سيخرج العشاء بعد قليل ..
فتحت الباب وهي تقول: أخريه لساعه ..
وبعدها خرجت دون أن تسمع كلمه واحده ..
ضمّت المعطف أكثر على جسدها بسبب برودة الجو وإتجهت الى بوابة الخروج من المنزل بأكمله ..
إتكأت بعدها على السور الخارجي تنظر الى الطريق بهدوء ..
أو بالأحرى الى الجهه المُقابله حيث حديقة صغيره أنيقه بجوار فيلة ضخمه ..
والحديقة هذه لم تكن فارغه على الرغم من أنه الليل والمكان عباره عن حي سكني وليس مُنتزه لذا من الغريب تواجد أحدٍ فيه ..
تنهدت وهمست: سأنفجر حتماً ..! سأنفجر لو بقيت يوماً واحداً بالمنزل أكثر من هذا ..! أين جينيفر هذه كي تُخرجني من هذا الوضع ..؟! غابت هذه المرة كثيراً عن المنزل ..!
أنزلت قُبعتها قليلاً لتُغطي أُذنيها فالجو بارد بحق ..
هي تعرف هذا .. ومع هذا أرادت الخروج لعل وعسى يختفي هذا الكبت والضيق من صدرها ولو قليلاً ..
عقدت حاجبها وإلتفتت الى اليسار عندما سمعت صوتاً فشاهدت شاب يمشي على الرصيف ووقف بعدها أمام باب المنزل المجاور ..
ضاقت عيناها قليلاً بعدها عرفت بأنه نفسه الفتى الذي دائماً ما تراه يقف على باب المنزل ..
دخل من الباب القصير الخاص بساحة منزله الأماميه بعدها وقف أمام باب المنزل الداخلي لفتره قبل أن يتجه يميناً قليلاً ويجلس وهو يسند ظهره على جدار المنزل ..
تنهدت وهي تراه فمنزلهم محاط بسور قصير للغايه لذا يُمكنها بسهوله مُشاهدة كُل ما بداخل ساحتهم ..
أمالت شفتيها قليلاً بعدها مشت وإتجهت إليه ..
أسندت ذراعيها على سور المنزل وإبتسمت قائله: لما لا تدخل ..؟!
رفع رأسه فوراً مُتفاجئاً بعدها تجهم وجهه بالغضب حين شاهدها ..
شد على أسنانه قائلاً: لا شأن لك فغادري ..
نظرت إليه قليلاً بعدها إبتسمت قائله: لا ..
غضب جراء ردها فوقف وتقدم قليلاً بعدها إنحنى ليلتقط حصىً من الأرض ..
دُهشت وجلست من فورها كي لا يصل لها أي شيء ..
مالبثت إلا وسمعت صوته قريب جداً وهو يقول: فتاة حمقاء ..
ثُم أسقط الحصى على رأسها ..
لم يؤلمها كثيراً فلقد أسقطه فقط .. فرفعت رأسها وشاهدته يعود الى مكانه وهو يقول: غادري قبل أن أُصبح جاداً ..
إبتسمت تقول: يالك من طفل ..
إلتفت إليها غاضباً فدُهشت للحضه قبل أن تقول: يا إلهي إنك تملك عينان خضراوتان بريئتان حقاً ..! الغضب يبدو مُضحكاً فيها ..
إصطبغ وجهه باللون الأحمر جراء الغضب الممزوج ببعض الإحراج ..
صرخ بوجهها: غادري ..!!
شعرت بأنها أزعجته أكثر مما يجب فإبتسمت تقول: حسناً لكني آمل مُستقبلاً أن نتحدث .. أرغب بحق بالتعرف إليك ..
لوحت بيدها مُكملةً: طاب مساؤك ..
بعدها إلتفتت لتغادر فجائها صوته يقول: أما أنا فلا أُريد لذا أتمنى بألا أراك مرة أُخرى ..
ضحكت وأكملت طريقها وهي تقول بصوت مسموع: هذا مُستحيل ..
دخلت من بوابة الفيلا وهي تُراهن بأن وجهه مُحتقن من الغضب جراء كلامها الأخير ..


***










Desamber 26
6:30 am


أنهت تجهيز نفسها بشكل تام ونظرت بعدها الى ساعة الحائط فرأت بأنه بقي ساعة تقريباً على موعد أول مُحاضرةٍ لها ..
إرتدت حقيبتها التي تحمل ثلاثة على الأقل من كُتبها وبعدها حملت معطفها الأبيض على يدها اليُمنى قبل أن تُغادر غرفتها ..
نزلت من الدرج وأخذ هذا بعض الوقت بما أن غرفتها تقع في الدور الثالث ..
إتجهت الى غرفة تناول الطعام فرأت بعض أفراد الأُسره –أو بالأصح ساكني هذا المنزل- يجلسون على كراسيهم لتناول الإفطار ..
وضعت حقيبتها ومعطفها فوق أحد الكراسي وجلست بلكُرسي المُجاور وهي تقول بنبرة جامده خاليه من أي شيء: مرحباً ..
رفع أخاها الأكبر رأسه عن طبقه ناظراً إليها حيث أنها تجلس بمُقابله تماماً فإبتسم يقول: ما الذي يُغضبُ حبيبتي إيلي مع هذا الصباح ..؟!
رفعت رأسها وإبتسمت تقول: أنت ..
وضع يده على صدره يقول بدراما: لقد كان هذا قاسياً ..
تحدثت فتاة تبدو أصغر منهما وقالت بنبرة فيها شيء من السُخريه: كان عليك أن تحترف التمثيل بدل الغناء يا إدريان ..
إبتسم ونظر إليها يقول: مُستحيل ..! كيف لي أن أحترف التمثيل بوجود المُبدعه فلور فيه ..؟!
إختفت إبتسامة السُخريه من على شفتيها الصغيرتين وظهرت على ملامحها بعض علامات الغضب ..
لقد نال منها ..!!
نظرت إليان الى جهتها مُتعجبة من سكوتها .. يبدو بأن أخاها الأكبر أصابها في نُقطة ما لا يعرفها أحد ..
تجاهلت الأمر وأكملت تناول فطورها في حين تحدثت جينيفر أخيراً تقول: إد إحترم وجودي على الأقل وكُف عن مُضايقة الآخرين ..
ضحك إدريان وهو يهمس: حسناً حسناً ..
في حين وقفت فلور ذات التسعة عشر عاماً تقول لجينيفر: ياااه علي أن أشكر طيبتك فلقد أوقفتي إبنك عند حده .. يالك من امرأة غاية في الطيبه .. أنتِ ملاك حقاً ..
إدريان: هههههههههههههه غضبت ..! لقد إنفجرت غضباً ..! أُحبك فلور ..
نظرت إليه فلور بطرف عينيها العسليتين بعدها إلتفتت وغادرت ..
وقفت أمام المرآة التي تقع في نهاية الممر قريبة من المدخل الذي يؤدي الى قلب المنزل ..
نظرت الى إنعكاس وجهها هامسه: ذلك البغض إدريان ..!
تلاشى إنزعاجها قليلاً وبدأت بتصفيف شعرها الأسود .. لم تتعب كثيراً فهو قصير على أية حال .. يصل طوله من جانبها الأيمن الى حد أذنها بينما جانبها الأيسر يصل طوله الى مُنتصف عُنقها ..
عقدت حاجبها عندما لاحظت من طرف المرآة إنعكاس صورة إبن عمها ريكس وهو ينزل من الدرج ..
بقيت تنظر إليه لفتره حتى إختفى إنعكاسه من المِرآه فعادت بجسدها الى الخلف ناظرةً الى يمينها فشاهدته يتجه الى بوابة المنزل ..
أمالت شفتيها قليلاً بعدها إبتسمت وعادت الى غرفة الطعام ..
إتكأت على الباب حينما فتحته وقالت بإبتسامه ساخره وهي توجه كلامها الى جينيفر: إبنك الغالي والعزيز للغايه ريكس فضّل تناول طعام فطوره في العمل بدل الجلوس معك على نفس المائده .. إنها القصه الدراميه الخاصه بهذا اليوم ..
إنفجر إدريان ضاحكاً في حين وقفت إليان بعد إنتهائها من طعامها وأخذت حقيبتها ومعطفها وإتجهت خارج الغرفه ..
وحينما مرت من جانب فلور تحدثت ببرود قائله: أخاك الذي يصغُرك بخمسة أعوام يفوق ذكائك وعقليتك بملايين المرات ..
وخرجت بعدها ..
عضت على شفتيها بغيض بعدها خرجت وصفقت الباب خلفها وإتجهت الى الدرج وهي تسمع ضحكت إدريان البغيضة تصلها بكُل وضوح ..
صعدت الدرج وهي تهمس: أعلم أعلم كان تصرفي طفولياً ..! سُحقاً حتى لو كان كذلك لا يحق لهم التعليق أو الضحك ..! لا يحق لهم بتاتاً ..!!
دخلت الى غُرفتها وأغلقت الباب خلفها بإحكام ..

***









8:50 am


مكتب فاخر مُترف وواسع للغايه ..
كان يجلس فيه لوحده ينظر الى إحدى الملفات بتركيز شديد قبل أن يطرق أحدهم الباب عليه ويدخل بعدها ..
تقدم شاب قصير يرتدي النظارات حتى بجانبه يقول: أيها الرئيس ريكس ..
ريكس دون أن يرفع عينيه عن الملف قال: ماذا ..؟!
وضع الشاب المظروف البُني بالقرب منه يقول: قام بإرسالها إلينا .. فابريان نفسه ..
رفع ريكس عينيه ونظر الى المظروف بعدها أخذه وقام بفتحه في حين أكمل الشاب: أُرسلت على البريد مساء الأمس ولم نفتحه سوى اليوم ..
صمت قليلاً وأكمل: وبصباح هذا اليوم وصلنا خبر وفاته ..
نظر ريكس إليه فأكمل الشاب: وجدته الشُرطه ميتاً في إحدى الأزقه قبل يومان وحققت بسبب وفاته واليوم أُعلن على وفاته ..
صمت ريكس لفتره بعدها قال: وماذا قالوا سبب وفاته ..؟!
حرك الشاب نظارته قليلاً وهو يقول: لم يحددوا هوية القاتل ولكن رجحوا وبقوه بأنه دخل بمُشاجرة مع بعض المخمورين أدى ذلك الى طعن أحدهم له بسكين عاديه فقد كان هُناك بعض الشهود الذين شاهدوه قبل عدة أيام و...
قاطعه ريكس: يكفى فلا يهمني أمره ..
أخرج من المظروف قرص DVD ونظر إليه قليلاً فدُهش الشاب وقال: أليس هذا ...
ولم يُكمل جملته بعدها علق قائلاً: لكن لما يُعطينا إياه ..!! لقد أرسل جاسوساً منذ ستة أشهر من أجل فقط أن يسرق هذه المعلومات فكيف يُعيدها بهذه البساطه ..!! الأمر مُريب .. هُناك سبب لذلك بكُل تأكيد فنحن نعرف فابريان جيداً .. إنه أكبر مُخادع عرفناه .. هو يراك كعدو يسعى الى تدميره بكُل الطرق فكيف يُعيد إليك ما سرقه منك ..؟!!
نظر الى ريكس وأكمل: أُراهن بأنه فخ .. من الأفضل إخبار الشرطه .. قد يعود الأمر علينا بالضرر ففابريان كالثُعبان لا يُمكنك أن تأمن له أبداً ..
وضع ريكس القرص بهدوء على المكتب بعدها نظر الى الشاب يقول: تُخبر الشُرطه ..؟! أنت تعلم بأني لا أُحب خوض مشاكل مع الحكومة أياً كان نوعها .. أنا الرئيس هُنا .. لذا أنا من يُصدر الأوامر ..
الشاب: الإحتياط واجب ..
ريكس: وأنا أقول الأمر إنتهى ..! أياك أن تُحاول تفتح فمك بأي كلمه عمّا شاهدته بالمظروف .. غادر الآن ..
نظر إليه الشاب بعدم رضى ولكنه في النهايه إنصاع لأمره وقال: كما تشاء .. المعذره ..
وغادر بعدها ..

تأمل ريكس القُرص لفتره بعدها أخرجه من عُلبته وأدخله في الحاسوب لتفقد مافيه ..
إرتسمت على شفتيه إبتسامه عندما رأى بأنه هو القُرص المسروق نفسه ..
ثوانٍ حتى إختفت وإسترخى بعدها في مقعده يُفكر بأمر فابريان هذا ..



بجهة أُخرى بعيدة بعض الشيء ..
أطفأ التلفاز الموجود في مكتبه وشد شفتيه وهو يهمس: كيف مات ذلك الجُرذ البغيض ..!!
أجابه شاب يجلس بالقرب منه يقول: كارلوس .. هل حقاً تضن بأن هُناك أحد آخر غيره ..؟!
نظر إليه كارلوس يقول: من تقصد ..؟!
تنهد هذا الشاب الذي يبدو من ملامحه بأنه شديد الهدوء وشديد الدهاء ..
في بداية الثلاثين من عمره صاحب شعرٍ أسود وعينين سوداوتين أيضاً ..
إبتسم يقول: ريكس من غيره ..
إبتسم كارلوس يقول: مُستحيل تروي .. هذا الشخص يخشى على نفسه كثيراً لذا لن يُتعب نفسه ويعرضها الى الشبهه بقتل رجل وضيع مثل فابريان ..!
تروي: لا تنسى بأن هذا الرجل الوضيع سرق منه قرص يحوي أسراراً ستُدمره لو وقع في يد شركة مُنافسه كشركتنا .. لذا سيفعل المُستحيل من أجل أن يستعيده .. وأيضاً لابد من أنه وصل إليه خبر بأننا وعدنا فابريان بمدّ شركته التي شارفت على الإفلاس بالمال كي تنهض من جديد مُقابل هذا القُرص ولهذا تحرك بسرعه وقام بقتله قبل أن تتم صفقتنا معه ..
نظر إليه كارلوس لفتره بعدها هز رأسه يقول: لا لا أضن .. حدسي يُخبرني بأن لا شأن له ..
تروي: نحن في عمل وليس في علاقة عاطفيه كي نتحدث بالإحساس بدل العقل ..!
تنهد بعدها عندما رأى عدم الإقتناع مرسوم على وجهه وأكمل: كارلوس صدقني .. هذا ما حدث .. أعلم بأن ما يمنعك عن التصديق هو لأنك تريد أملاً في الحصول على القرص .. لقد إستعاده ريكس لذا لا أمل حالياً ..
بقي كارلوس صامتاً لفتره بعدها همس: أكرهك تروي ..
ضحك تروي يقول: إنه الواقع وعليك تقبله ..
وقف كارلوس وإتجه الى النافذه الزجاجيه ..
بقي ينظر الى الأبنية التي تبدو من هذا الطابق وكأنها مجموعة ألعاب رُصّت بإتقان ..
بعد فترة من التفكير قال: تروي .. جد طريقة لتوريط إسم ريكس في قضية قتل فابريان ..
إبتسم تروي يقول: لأول مرة .. تطلب أمراً في غاية البساطة الى هذه الدرجه ..!

***










1:40 pm


في إحدى مراكز الشُرطه ..
دخل شاب يبدو في العشرينيات من عمره وهو يحمل في يده ورقة صغيره ..
جلس في الإنتظار حتى ينتهى الشرطي من من هم أمامه ..
كان مظهره عادياً ويرتدي ملابس عاديه جداً ويبدو بأنه من الطبقه العاديه من الناس ..
شعرٌ بُني عادي وعينان زرقاوتين وطول لا بأس به ..
لا شيء بتاتاً مُميز فيه سوى تلك الشامه المُميزه بالقرب من عُنقه ..
إنها تجذب أنظار كُل من تقع نظره عليه .. يبدو شكلها أقرب الى قدم غُراب لذا من يراه ... لا ينساه بسهوله على الرغم من مظهره العادي ..
بدأ يلعب بعلبة المناديل التي بالقُرب منه وهو يُلقى نظرة الى الشرطي والعميل الذي يتحدث معه ..
أمال شفتيه بشيء من التأفف وهو يهمس: أكره الإنتظار ..
إقتربت منه طفله في الرابعه من عُمرها تنظر الى يده التي كانت تُحرك علبة المنديل بطريقه مُحترفه ..
نظر إليها قليلاً بعدها إبتسم وبدأ يُريها العديد من الحركات وهي تنظر إليه بإنبهار كبير ..
أنهى هذا بوضع المنديل فوق رأسها وإبتسم لها قبل أن يُغادر ويتجه الى الشُرطى الذي أخيراً أصبح مُتاحاً ..
نظر إليه الشُرطي يقول: أي خدمه ..؟!
قدم الشاب الورقه الى الشُرطي وهو يقول: هذا الإعلان كان قبل فتره مُنتشر في شبكات الإنترنت .. عندما ذهبت الى المكان المُحدد بالإعلان قالوا بأننا لم نصدر شيئاً كهذا ..
نظر الشُرطي الى صورة الفتاة التي في الإعلان في حين أكمل الشاب: لقد قطعت أكثر من خمس مائة كيلو متراً من أجله فأنا أعرف هوية الفتاة الموجودة هُنا ولكن لا أعرف أين أذهب ..!
وضع الشُرطيّ الورقة جانباً وبدأ يبحث بالإنترنت عن رقم البلاغ هذا وهو يقول: سأبحث من أجلك ..
هز الشاب رأسه يقول: شُكراً لك ..
دقيقتين حتى رفع الشُرطيّ رأسه يقول: أعتذر .. لم أجد بلاغاً قد أُصدر تحت رقم هذا البلاغ .. يُحتمل بأن يكون هذا بلاغ مُزيف وهذه الأُمور تنتشر كثيراً هذه الأيام ..
دُهش الشاب يقول: هل أنت مُتأكد ..؟!! لكن الفتاة التي بالصوره والتي يبحثون عن هويتها أنا أعرفها جيداً .. حينما ذهبتُ الى منزلها لم أجدها فيه وهذا يعني بأن البلاغ هذا حقيقي ..!!
الشُرطيّ: لو أصدر هذا البلاغ من جهة رسميه لظهر لي في البحث لكنه لم يظهر لذا لا أضنه بلاغاً صحيحاً .. هل أنت مُتأكد بأن الفتاة في الصوره مختفيه حقاً ..؟! ما صلتك بها ..؟!
الشاب: أنا ... كُنت أحد جيرانها سابقاً ..
تنهد الشُرطي وقال: إذا ربما أخطأت وكانت قد غادرت المنزل مثلاً وليست مُختفيه كما تضن .. أعتذر منك ..
نظر الشاب إليه بشيء من الدهشه بعدها تنهد وقال: قد تكون مُحقاً .. أعتذر عن هذا الإزعاج ..
أخذ الورقه وغادر المكان مكسور الخاطر ..

***









8:20 pm


كانت ترتدي بنطالاً أسود مع سُترة صوفيه زهرية اللون ..
وكعادتها إرتدت قبعة صوف تُغطي فيه منابت شعرها الذي بدى يُصبح غريباً ويُزعجها ..
كانت تمشي في الممر القريب من الباب جيةً وذهاباً تنتظر قدومه ..
لقد أخبرتها إحدى الخدم بإن إدريان سيأتي الليله هُنا وقد طلب منهم تجهيز طعام العشاء له ..
وأخيراً سيأتي .. لن تجعل مجيئته تذهب هباءاً ..
ستُحادثه وتطلب منه أن يجد لها حلاً فهي لن تبقى لوحدها في هذا المكان أكثر من هذا ..
هي مُتأكده بأن لهذه العائله منزلاً آخراً غير هذا ..!
نعم لابد من هذا فهذا المكان يكاد يكون مهجوراً من قِبلهم ..!!

إلتفتت الى جهة الباب حالما سمعته يُطرَق وبقيت تنظر إليه بإبتسامه والخادمه تتقدم وتفتحه ..
دخل إدريان الى المنزل وتعجب حالما رآها واقفه تستقبله بإبتسامه ..!!
إبتسم نصف إبتسامه يقول: هل من المُمكن أنكِ ....
قاطعته تقول: مرحباً .. اممم هل لنا أن نتحدث قليلاً قبل أن يخرج العشاء ..؟!
عقد حاجبه بعدها تقدم وإتجه الى الدرج يقول: دعينا نؤجله الى وقت العشاء فأنا أُريد أن آخذ حماماً ساخناً ..
تبعته تقول: هيّا الأمر لن يأخذ عشر دقائق ..!
إبتسم وهو يصعد الدرج يقول: لا تكوني فتاةً ملتصقه هكذا فنحن لا نُحب هذه الأنواع ..
أسرعت في الخُطى حتى إعترضت طريقه وقالت بكُل وضوح: خذني معك هذه الليله ..!
توقف مُندهشاً من جُرأتها فهو لم يتوقعها من هذا النوع ..!
ضحك يقول: أنتِ لستِ جادّه صحيح ..؟!
آليس: أنا كذلك .. لن أنام الليلة هُنا .. خُذني معك ..
تكتف وإستند على درابزن الدرج وهو يقول: صغيرتي مهما كان فما تقولينه خطير .. لا تبيعي نفسك بهذه الطريقه ..
عقدت حاجبها قليلاً بعدها تنهدت عندما لاحظت بأنه فهم الكلام بشكل مُختلف تماماً ..
إبتسمت تقول: لم أضنك شاب شهم ..
عقد حاجبه فأكملت: ما أقصده هو أن تأخذني الى منزل العائله الرئيسي .. أعلم بأنكم تملكون واحداً ..!!
بقي ينظر إليها قليلاً بعدها إبتسم يقول: لا أعلم إن كان هذا ذكاء أو تلاعب منك أم أنه عن طريق الصُدفه ..
لم تفهم فأكمل كلامه يقول: على أية حال ماذا تقصدين بمنزل العائله ..؟!
آليس: أنت تفهم ما أقصده ..!! بات من الواضح أن هذا المنزل هو منزل ثانوي وأنكم تملكون منزلاً أساسياً تترددون عليه ..! لقد كدتُ أنفجر من البقاء وحدي هُنا .. صدقني ..!!
بقي ينظر إليها لفترة ليست بالقصيره قبل أن يقول بهدوء: أنتِ في نعمه فلا تقودي نفسك الى الهلاك ..
عقدت حاجبها فقال: ذلك المنزل من الجيد بأنك بعيدة عنه .. فهو أشبه بغابه شرسه لن تتحمل أرنبة مثلك البقاء فيه ..
بعدها تجاوزها وأكمل الصعود الى الأعلى وهي تقف في مكانها تُفكر في كلامه ..
إلتفتت ولحقت به حتى غُرفته ..
دخلت من الباب الذي لم يكن مُقفلاً ووجدته أمام خزانته يختار له بعض الملابس ..
نظرت إليه قبل أن تقول: أنت تُبالغ ..
إلتفت إليها مُتفاجأً فلم يكن يعتقد بأنها ستلحقُ به ..
آليس: مُصطلحات كهذه أراها مُبالغه ليس إلّا ..! غابه وحيوانات شرسه وأرنب ..! كُن واقعياً فكلمات كتلك لا توجد سوى بالأفلام ..
ضحك رُغماً عنه يقول: أُقدر شجاعتك هذه حقاً ..
إنزعجت منه في الحقيقه فقالت: على أية حال إنه منزل العائله وأنا بالفعل قابلتُ كُل عائلتكم بإستثناء والدك .. إليان تبدو غير طبيعيه ولكن يُمكنني التعامل معها .. ريكس مجنون لذا عليّ تجنبه فحسب .. أنت وجينيفر طبيعيين جداً وأُحب الحديث معكم .. لم يبقى سوى والدك وسأعرف كيف أتعامل معه بناءاً على نوعه .. الأمر ليس صعباً ..
أخرج له بعض الملابس وهو يقول: عمي الأصغر توفي قبل زمن لذا والدي يرعى أبناءه في منزلنا .. إنهم خمسه إن كُنتِ لا تعلمين .. إثنان حمقى تستطيعين اللهو معهم كالألعاب ولكن الثلاثة الآخرين هم أخطر مما تضنين ..
رفعت حاجبها تقول: وهل تضن بأنك تُخيفني هكذا ..؟! بالعكس لقد سعدتُ كثيراً فهذا يعني بأن منزلكم هُناك مليء بالحياة .. إزددتُ رغبة بالذهاب إليه ..
إبتسم يقول: للمرة الثانيه لم أضنك قط تملكين جرأة كهذه .. خسارة أن تذهب حالما تري طبيعية العيش هُناك .. آليس تبدين فتاة شغوفه حالمه .. أُحبك هكذا لذا إنسي أمر الذهاب الى هُناك ..
إنزعجت من رده وحالما فتحت فمها لتتحدث قاطعها يقول: والدتي لن تسمح لك مُطلقاً لذا إنسي ..
صمتت قليلاً بعدها قالت: إذاً والدتك هي من عليّ إقناعُها صحيح ..؟!
تنهد بقلة حيله وقال: العناد مُزعج على الفتيات إن كُنتِ لا تعلمين ..
إلتفتت وغادرت الغرفه فبقي ينظر الى مكانها لفتره قبل أن تضيق عينيه ويهمس: لن يمر الأمر كما توقعت ..
إبتسم بشيء من السُخريه بعدها إلتفت وإتجه الى غرفة الإستحمام ..




- PART end -



 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:49 PM

رد مع اقتباس