الموضوع: شرخ في الذاكرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2020, 09:16 PM   #8
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





ـ PART 5 ـ



3:20 am


بداخل هذا المنزل المُظلم ..
خطت خطواتها بكُل هدوء وحذر بين كُل تلك الفوضى التي تملأ المكان ..
خشب متوزع هُنا وهُناك .. بقايا طوب وأكياس إسمنت مُنتشر .. أثاث متحطم وألواح صور متناثر ..!
دخلت .. وتقدمت .. وتوغلت الى الداخل أكثر رُغم ظلمة المكان ..
لا شيء تراه .. كُل ما تشعر فيه هو وطئ أقدامها على تلك الفوضى التي خلفها قِدَم المكان ..
إلتفتت الى جهة يسارها عندما وصل الى مسامعها صوت بُكاء طفله ..
صوت مكتوم .. ضعيف ..... ويُشعرك بالحنين ..
تقدمت وبدأت تتسارع خطواتها وهي تتجه الى مصدر الصوت الذي يزداد في الإرتفاع شيئاً فشيئاً ..
دخلت الى إحدى الغُرف ووقعت عيناها مُباشرةً على شيء أسود مُتكور في زاويتها ..
والصوت ... نابع من تلك البقعة السوداء ..
ترددت للحضات قبل أن تتقدم وهي تقول: من ... أنتِ ..؟!
إنقطع الصوت فجأه فتسلل الخوف الى قلبها ولم تستطع أن تتحرك من مكانها ..
إرتجف جسدها للحضه عندما شاهدت تلك البُقعة السوداء تتحرك ..
بلعت ريقها وتحدثت بتردد تقول: أ أعتذر ... عن الإزعاج ..
جفُلت بخوف عندما وقف هذا الشيء الأسود وتقدم منها شيئاً فشيئا ..
حتى توقف أمامها وخرج صوت الطفلة المكتوم يقول بكُل هدوء: لماذا .... تخليتي عنّا ..؟!
رفعت رأسها وقد كان أقبح ما رأته عيناها ..

صرخت فزعه مُستيقظةً من هذا الكابوس الذي داهمها هذه الليله ..
إحتضنت جسدها بخوف وعيناها جاحضتين من الرعب ..
صرخت مُجدداً عندما خُيّل لها بأنها شاهدت ظلاً في زاوية غُرفتها ..
أغمضت عينيها بقوه تُحاول التخلص من أثار هذا الكابوس وتستعيد وعيها كاملاً ..
دقيقتين حتى عاودت فتح عينيها ونظرت الى الغرفة المُظلمة إلا من أضواء الشارع التي تدخل من النافذه الزُجاجيه ..
بقيت تنظر الى الفراغ لفتره بعدها رفعت يدها بهدوء وتحسست ضربات صدرها ..
ضرباته قويه جداً .. تكاد تخرج من مكانها وتتراقص أمامها ..
لأول مره مُنذ أن إستيقضت قبل شهر في المُستشفى تحلم بمثل هذا الحُلم المُروّع ..!
بقيت على حالها جالسة وتضم جسدها النحيل بلحافها وهي تنظر الى الفراغ بعينين كسيرتين ..
هل .. هذا الكابوس له علاقة بماضيها ..؟!
من تلك الطفلة التي كانت تبكي ..؟!
لما عندما سمعت صوت بُكائها شعرت بتلك المشاعر ..؟!
مشاعر الحنين .... والإنتماء ..
لما ..؟!
عاودت الإستلقاء على ظهرها ونظرت الى السقف المُظلم لفتره بعدها همست: كفاكِ تفكيراً فيها .. وجهها كان مُرعباً .. إنه كابوس وبالتأكيد لا علاقة له بماضيك .. كفاكِ يا آليس ..
أغمضت عيناها وتبادر الى ذهنها كلمات تلك الطفله ..
" لماذا .... تخليتي عنّا ..؟!"
عقدت حاجبها بضيق بعدها عاودت فتح عينيها وهمست: ماذا تقصد بسؤالها ..؟! لما تسأل مثل ذلك السؤال ..؟! هل حقاً ..... أعرفها ..؟!
بدأ الضيق يتسلل الى عينيها وأكملت: نبرة صوتها .. كانت حزينه .. كسيره .. ومؤلمه ..! إني حتى أشعر بالذنب رُغم أني لا أعرف أي شيء ولستُ متأكدة من ما إن كان هذا حقيقة أو مُجرد كابوس لا علاقة له بحياتي ..
إبتسمت وهمست: أُريده أن يكون ..... مُجرد كابوس ..

***







Desamber 29
10:20 am

على شُرفة غرفتها الخاصه ..
وضعت رجلاً على رجل تنظر الى المساحات الخضراء التي تُطل عليها وبجانبها طاولة صغيره ..
تقدمت الخادمه ووضعت لها كوباً من القهوة السوداء وصحناً من حلوى الكريب المحشو بالمُربى ..
بعدها إنسحبت بُكل هدوء وإحترام ..
تناولت كوب القهوه بيدها اليُمنى وبدأت بإرتشاف القليل منه وهي منغمسة بتفكير عميق يكاد يجزم كُل من يعرفها بأنه تفكير شيطانيّ ..!
أعادت القهوة الى مكانها عندما سمعت صوت دخول أحدهم الى غرفتها وتقدمه شيئاً فشيئاً من باب الشُرفه ..
قالت بهدوء: تقدمي فلور ..
بلعت فلور ريقها وخرجت الى الشُرفة وهي تقول بإبتسامه مُصطنعه: أهلاً إستيلا .. سعيدة جداً بعودتك ..
إبتسمت أُختها الكُبرى إستيلا تقول: أجل إني أرى سعادتك جيداً ..
أشارت الى الخلف وأكملت: خُذي الكُرسي وتعالي فلدينا حديث طويل ..
عادت الى الخلف وأخذت الكُرسي الآخر ووجهها تعلوه العديد من الملامح التي تدل على تورطها التام وعدم رغبتها بالتحدث ..
وضعت الكُرسي وجلست فوقه تقول: حدثيني عن سفرتك إستيلا .. هل كانت مُمتعه ..؟!
نظرت إستيلا بعينيها التي إمتازتا بالحِدة والغموض فيهما وأجابتها بهدوء: أكره هذه الحركات ..
فلور: حسناً آسفه ..
عاودت إستيلا النظر الى الأمام حيث تُطل شُرفتها على الحديقة الأمامية للمنزل المليئة بالأشجار الكبيرة المُتنوعه والتي زُرعت بعنايه تامه وبأماكن جيده للغايه ..
بقيت فلور تنظر الى أُختها التي تكبُرها بخمسة أعوام والتي على الرُغم من أنها تُعد الإبنة الثالثه إلا أن سُلطتها في هذه العائله مُخيفه للغايه ..
تمتاز أُختها ببشرة بلون البرونز والتي إكتسبتها من جلسات التشمس المُحببة الى قلبها ..
ذات جسد نحيل وقوام يُشعرك بالهيبه بطول يصل الى الـ165cm ..
شعرٌ طويل أسود أدخلت عليه خصلات حمراء أعطتها مظهراً قوياً لا يُنسى ..
على الرُغم من قوة شخصيتها وخوفها الكبير منها .... إلا أنها تفخر فيها كثيراً ..
أُختها الكُبرى هي تلك الفتاة التي يستحيل أن تخرُج من أي نقاش بخساره ..!
تحدثت إستيلا قائله: ماذا حدث في غيابي ..؟!
فكرت فلور قليلاً قبل أن تقول: لا شيء مُهم .. مُجرد بعض الإصطدامات بيني وبين ذلك المُزعج إدريان ..
إستيلا: واثقه ..؟!
فلور: لا أعلم .. أعني هذا ما طرأ في بالي ..
إستيلا بإبتسامه: حسناً فضفضي لي عن إصطداماتك الطفُوليه مع إدريان ..
فلور بشيء من الإنزعاج: هو فقط يُضايقني كُلما تحدثت حتى لو لم أكن أُوجه حديثي إليه ..! يُقاطعني ويُزعجني ويسخر مني ويستصغرني كما يفعل دائماً وبعدها يرحل ضاحكاً ..!! وكعادته عيّن نفسه ملاكاً حارساً لأُخته المغروره .. كُلما ضايقها أحد دافع عنها بإسلوبه المُستفز الحقير ذاك ..! لم أعد أُطيق وجوده في هذا المنزل مُطلقاً ..!! متى يُصبح ذلك المُغنى المشهور للغايه كي ينشغل في سفراته لحفلات توقيعه أو حفلات غنائيه في أنحاء العالم ..؟!
تناولت إستيلا بعضاً من حلوى الكريب وهي تقول: ولما تصطدمين معه ..؟! ألم أُخبرك بأن تتجاهليه ولا تُعطيه ما يُريده ..؟!
فلور: أخبرتك بأنه يتدخل حتى لو لم أكن أُوجه الحديث إليه ..!! يُريد بأي طريقة أن يُثبت بأنه هو وأخته الأقوى في هذا البيت ونحن أبناء عمه مُجرد لا شيء .. غيابك أنتِ وأخي الأكبر جعلني وحيده بجانب الأحمق ذاك المُتخاذل ..! إني أصغره بعدة أعوام فكيف يُمكنني الفوز عليه ..!!
إبتسمت إستيلا وقالت: ولكن ذاك الشيطان الصغير موجود ..
فلور بإنزعاج: بالكاد أراه .. يذهب الى المدرسه ثم الى أصدقائه ثُم يحبس نفسه في غرفته أو يبقى أمام التلفاز لساعات طويله ..! وجوده وعدمه واحد ..
ضحكت إستيلا ضحكةً قصيره قبل أن تقول: لا تنسي .. هو مُختلف ..
أمالت فلور شفتيها تقول: نعم نعم أعرف ..
عقدت حاجبها عندما تذكرت أمر ما وقالت: هيه أتعرفين ..؟! سمعتُ تلك العفريتة جينيفر تتحدث مع أخي المُتخاذل .. أتعرفين بأن ذلك المُدلل ريكس قد صدم فتاةً قبل عدة أسابيع ..!
عقدت إستيلا حاجبيها تقول: صدمها ..؟! وهل ماتت ..؟! الموضوع إنتشر أم قام عمي بالتستر عليه ..؟!
فلور: لم تمت .. بالمُقابل أنا سمعت الموضوع صُدفه عن طريق التجسس وهذا يعني بأنه لم ينتشر وأضنه مئة بالمائه أن العفريتة هي من تسترت عليه وليس عمي ..
إستيلا بلا مُبالاه: هذا يعني بأن الأمر إنتهى بعدة رضوض صغيره وتنازل من عائلة الفتاة ..
إبتسمت فلور بإستمتاع تقول: ليست الحكاية هكذا .. الفتاة قد تأذت .. لقد وصل الأمر الى أنها فقدت ذاكرتها تماماً ..
ضاقت عينا إستيلا فأكملت فلور: وأضن بأن العفريتة هي من أجبرتها أو ضحكت عليها لتجعلها لا تشتكي على ذاك المُدلل .. وبشكل غير طبيعي البته لم يأتي أي أحد من عائلة الفتاة ليبحث عنها .. وبطيبة عارمه من العفريتة الطيبه قررت الإعتناء بها لحين عثورها على عائلتها .. ما رأيُك ..؟! الأمرُ مُريب صحيح ..؟!
إلتوت شفتيّ إستيلا بإبتسامة مُختلفه وهي تقول: لا فلور .. تفكيرك سطحي .. الأمر ليس هكذا بتاتاً ..
تعجبت فلور وقالت: ماذا إذاً ..؟!
أخذت إستيلا كوب القهوه وإرتشفت منه القليل وهي تنظر الى الجو بإبتسامة غريبه تعلو شفتيها ..

***










1:40 pm

ألقى إدريان بجسده على الأريكة المخمليه في غرفة الإستيديو الخاصه بالمُهندس الصوتي الذي دائماً ما يهتم بإخراج وهندسة أغانيه ..
أطلق زفرة طويله قبل أن يقول: ذوقك سيء ..!
ضحك مُهندس الصوت والذي يُدعى فيليب وقال: ماذا ..؟! كُل مافي الأمر أنك شخصٌ مُتطلب لذا هذا ليس خطأي ..
إدريان بإنزعاج: إخرس ..
زاد ضحك فيليب أكثر وقال بعدها: ما الذي لم يُعجبك فيهم ..؟! لقد رتبتُ لك موعداً مع ثلاث وليس واحد .. فما الذي لم يُعجبك ..؟!
ظهر الإزدراء على وجه إدريان يقول: الأول فتاة ما إن رأتني حتى قالت بدون مُقدمات أن كتاباتها يستحيل أن تُعطيها لمُغني صاعد بل تُعطيها للمُحترفين فقط ..!
مط شفتيه وأكمل: والثاني وجهه كان قبيحاً .. لقد رفضتُه قبل أن أسمع نوع كتاباته .. يستحيل علي أن أُغني كلمات شخص لا أتقبل رؤية وجهه ..!
هز فيليب رأسه بيأس وقال: والثالث ..؟!
صمت إدريان لفتره بعدها قال: مغرور .. لم يرق لي .. كانت طريقة حديثه مُتسلطه للغايه .. أكره أنواعه ولو إستمررتُ بالعمل معه سينتهى الأمر بشجار لا محاله ..
تنهد وأكمل: فيليب جد لي أشخاصاً يستحقون وليس مُجرد مُهرجين ..!! أُريد أن أُنهي الألبوم فلارك المُزعج يُطاردني في كُل مكان ولا أُريد أن يصل الأمر الى أن يُجبرني هو على كلمات وألحان لا أُريدها ..!
فيليب: ماذا تُريد مني أن أفعل إدريان ..؟! أنت من ترفض وأنت من تجد عيوب لا يلتفت إليها الإنسان الطبيعي الـ...
قاطعه إدريان: الإنسان الطبيعي وليس المُغني ..! هُناك فرق ..
تنهد فيليب وقال: حسناً حسناً سأُحاول أن أجد لك شخصاً آخر خلال هذين اليومين ..
وقف إدريان يستعد للخروج وهو يقول: حاول أن تستعجل فلقد تعبتُ من مُماطلة لارك والتهرب من لقائه ..
أشار فيليب بعلامة الـok بيده فإبتسم إدريان وغادر غُرفة الإستيديو ..
مر بجوار غُرفة تدريب وتوقف حالما سمع إسمه يصدر من داخل الغُرفة المفتوح بابها بشكل موازي ..
إلتفت ونظر بهدوء بإتجاه الغرفه وهو يسمع أحدهم يقول: وهل تضن بأن المُدير سيُفرط بإدريان هذا ..؟! حتى لو كان فاشلاً ومُتطلباً لا تنسى بأنه أداة قويه وأنت تعرف ماذا أقصد ..!
رد عليه الآخر: لا يهمني أياً ما تقوله .. أنا لا أُريد سوى العدل هُنا ..! أفشل مني في الرقص وتم إختياره ببطوله رئيسيه في كليب الفرقة القادم ..!! أتُصدق ذلك ..!
ضحك شخص ثالث يقول: تُريد العدل ..؟! هههههههههههههههههههههههه أنت مُسلي ..
عاود الشاب الأول الحديث يقول بسخريه: إنسى أن تجد العدل بوجود أشخاص كإدريان وغيره .. فهُنا المصلحه تحكُم وليس القدرة والمهاره ..
فتح إدريان عليهم الباب فجفل ثلاثتهم ونظروا الى الباب ودُهشوا عندما رأوا إدريان ينظر إليهم بكُل برود ..
إنزعج أحدهم بينما الآخران ينظران إليه بهدوء ..
كانوا يجلسون بشكلٍ مُتفرق أمام كُل واحد منهم آلته المُوسيقيه الخاصة به ومن المُفترض أنهم يتدربون عليها ..
أمال إدريان شفتيه بإبتسامه ساخره يقول: العجائز فقط هم من يجتمعن ويتحدثن بالسوء عن الآخرين .. هل سمعتم ..؟! إنهن العجائزُ فقط ..
إنزعج الأول يقول: وهل التجسس في رأيك يُناسب إعلامياً دخل مجال الغناء في أضخم المؤسسات الترفيهيه ..؟!
ظهرت إبتسامة السخريه على وجهه لفتره قبل أن يقول بمُنتهى الإستفزاز: أجل .. يُناسبني .. فأنا إدريان الذي يحق لي مالا يحق لأي فرد منكم .. لذا جدوا لكم طريقة لإظهار نجوميتكم دون إستعمال إسمي ..
بعدها خرج عندما لم يستطع أحدهم التجادل معه ..
حالما أغلق الباب خلفه وقف أحدهم وخرج من الغرفة وهو يتمتم: سُحقاً له سُحقاً له ..!!
بينما إنزعج الثاني وهمس: أكره أمثاله ..! من يضن نفسه كي يحسبنا نستخدم إسمه في حديثنا من أجل أن نشتهر ..؟! مغرور تافه ..
شد على أسنانه وأكمل: لا يعرف بأن حقيقة الأمر أنه لا شيء وإنما مُجرد أداة يستخدمها المُدير من أجل أن يُحقق ما يطمح إليه ..
تنهد الثالث وقال: تجاهله .. سيُدرك يوماً ما بأن ما كان يعيشه وهم .. وحينها نحن من سيضحك لا هو ..
ضاقت عيناه وقال: سأنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ..

***











3:20 pm

مُسترخيةً على الأريكة تنظر الى السقف وهي تُدندن ببعض كلمات الأغاني التي حفضتها في الأيام الماضيه ..
لقد أخذ منها الملل ما أخذ وأصبحت تُكافح لمُحاولة تغيير روتينها هذا ..
إعتدلت في جلستها ونظرت الى الأمام قليلاً قبل أن تقف وتمشى في أرجاء المنزل ..
وضعت يديها في جيب بنطالها الأبيض الذي يصل الى مُنتصف الساق وصعدت الدرج هامسه: المرة الماضيه تمشيت في الطابق السُفلي .. سأتمشى هذه المرة بالطابق العلوي ..
تنهدت وأكملت: لأول مره لا أتمنى رؤية جينيفر .. أخشى أنني عندما أُقابلها تبتسم في وجهي بلطف قائله لا يُمكنك في حالتك هذه أن تدرسي .. سأُجن حتماً فهذا يعني بأن أيامي هذه لن يكون لها نهايه ..
فكرت قليلاً قبل أن تُكمل: لحضه .. لدي حلٌ آخر .. لو قالتها فسأطلب منها على الأقل أن تجد لي عملاً .. نعم نعم حتى لو كُنتُ أعيش في رفاهيه فأساس طلبي ليس حاجتي للمال بل للحُريه ..
إلتفتت يساراً ناظرةً الى دهليز طويل لم تدخله من قبل فهو بعيد للغايه عن موقع غُرفتها ..
أمالت شفتيها قليلاً بعدها قررت الدخول إليه فرؤية أماكن جديده هو السبيل الوحيد لإبعاد مللها ..
بدأت تمشي فيه ناظرةً الى الصور الرماديه المُشبعة بالألوان الحيويه مُننتشره على جدران هذا الممر ..
وصلت الى صالة صغيره أنيقه ذات طابع كلاسيكي بتلفاز يتوسط أرفف الحائط ..
إبتسمت وهمست: مكان لطيف ..
نظرت الى أحد الأبواب وقامت بفتحه فإذ هو عباره عن دولاب بجانب ثلاجة صغيره وهناك العديد من آلات صُنع القهوة وصُنع الرغوة وغيرها ..
يبدو كمطبخ مُصغّر ..
خرجت وذهبت الى الباب التالي وفتحته ولكن كان مُحكم الإغلاق من الداخل ..
تنهدت وأمالت شفتيها هامسه: إنه بالتأكيد يعود لأحد أفراد الأُسره بإستثناء إدريان فأنا أعرف موقع غرفة نومه .. هو للفتاة المغرورة أو الشاب الوقح ..
إلتفتت ولكن خُيّل لها بأنها سمعت صوتٌ بالداخل ..
عقدت حاجبها وعادت الى الباب .. وضعت إذنها عليه وطرقته عدة مرات ..
ولكن لم تسمع أي شيء ..
رفعت حاجبها بعدها ضحكت تقول: لا تقولوا لي بأن المنزل مسكون ..؟! أرجوكم أرحموني ..
وبعدها إلتفتت وقررت أن تُغادر فالبقاء هُنا بدأ يُخيفها وخصوصاً أن الإضاءه كانت مُخفضة تماماً ولا وجود لأي نافذه ..
خرجت من هذا الدهليز الطويل فوجدت أمامها المُربيه كانت للتو خارجةً من غرفتها الخاصه والتي كانت قريبة منها ..
حالما رأتها المُربيه إتسعت عيناها من الصدمه وقالت بسرعه: لما دخلتي الى هُناك ..؟!!!
رفعت آليس حاجبها للحضه بعدها إبتسمت وقالت: لما ..؟! ألا يحق لي الدخول ..؟!
تمالكت المُربية أعصابها وقالت: الأمر ليس كذلك ولكن هذا القِسم ينتمي لأحدهم وهو بالتأكيد لا يُريد لأحد الدخول حتى الخادمات .. الأمر لن يمر على خير لو عرف عن أمر دخولك ..
تجاهلتها آليس وتقدمت وعندما إقتربت من الدرج تفاجأت بالإبن الأكبر لهذه العائله صعد الدرج وإتجه مُباشرةً الى غرفته التي تقع في الجهة المُقابله ..
كان يبدو مُستعجلاً فهو لم ينتبه لوجودها حتى ..
ضاقت عيناها وبعدها تقدمت وذهبت الى حيث إتجه ..
إقتربت من باب غرفته فوجدته أمام أحد الدواليب يُفتش فيه عن شيء ما ..
رفعت حاجبها وهمست: عن ماذا يبحث ..؟!
إختبأت للحضه عندما عبر من أمام الباب مُتجهاً الى مكان آخر ..
نظرت مُجدداً ووجدته هذه المرة أمام دولاب آخر مليء بالأدراج ويبحث فيه أيضاً ..
إختبأت بسرعه عندما شعرت بإلتفاتته وهمست لنفسها: أتمنى بأنه لم يراني ..
ثواني مرت حتى قررت أن تسترق النظر مُجدداً لكنها تفاجأت به متكأ على الباب ينظر إليها بهدوء بالغ ..
تورطت كثيراً ولم تجد مخرجاً سوى أن تبتسم قائله: مرحبا ..
لم يرد وبقي ينظر إليها بهدوء تام فعرفت بأنه ينتظر تفسيراً ..
لم تدري ما تقول .. لأن حتى كِذبة مررت بالصدفه لن تُفيد فهي الآن بداخل جناحه أصلاً ..
قررت أن تُلطف الوضع قائله: ذوقك جميل ... في إختيار الأثاث أقصد ..
لم تجد تعليقاً فإبتسمت وأكملت: وفي ملابسك أيضاً ..
تحدث بهدوء يقول: إن كُنتِ ستستمرين بالتدخل في شؤون غيرك فأُتركي المنزل ..
تفاجأت من كلامه وفوراً قالت: أعتذر .. أعني أنا حقاً لم أقصد .. الملل جعلني أتصرف تصرفات غير طبيعيه .. لن أتجسس مُجدداً ..
ريكس ببرود: أُغربي عن وجهي ..
مطت شفتيها غير راضيه عن أُسلوبه ولكن في المُقابل لا تلومه فتصرفها حقاً مُزعج ..
هزت رأسها وقالت: حسناً كما ترغب ولكن ... عليك أن تعرف بأن الأُسلوب المُحترم يترك تأثيراً في نفس المُتلقي .. لو قُلتها لي بإحترام لخجلتُ من نفسي ولكن أنا الآن أصبحتُ غير آسفةً على تصرفي ..
أشار بنظره الى خارج المكان وكأنه يقول حسناً فهمت لذا أُخرجي ..
زاد إنزعاجها وفي هذه اللحضه رن هاتفه النقال الذي كان على الطاولة في مُنتصف جناحه ..
نظر إليها قليلاً بعدها تجاوزها خارجاً من غرفته .. أخذ الهاتف ونظر الى الشاشه التي كانت تُشير الى رقم مجهول ..
نظر الى الرقم مُطولاً بعدها رد ووضع الهاتف على أُذنه قائلاً: نعم ..
ثواني من الصمت بعدها أُغلق الخط في وجهه ..
نظر الى شاشة هاتفه للحضه بعدها دخل الى الرقم وقام بحظره ..
دائماً ما تأتيه مُضايقات من هذا النوع لذا حتى يتخلص منها يقوم بحظر كُل رقم مجهول يتصرف بمثل هذه التصرفات ..
أغلق هاتفه وعندما كاد أن يضعه على الطاوله أتت مُكالمه أُخرى من رقم مجهول آخر ..
نظر للشاشه قليلاً بعدها رد دون أن يقول شيئاً ..
ومُجدداً فترة صمت وبعدها أُغلق الخط ..
عض على طرف شفته بعدها قام بحظر هذا الرقم ..
ما إن ضغط على كلمة حظر حتى جائه إتصال ثالث من رقم مجهول آخر ..
وضعه على الصمت ورمى به على الطاولة بقوه لدرجة أنه سقط على الأرض ..
إلتفت عائداً الى الغرفه لكنه توقف عندما رأى آليس لا تزال واقفه في مكانها ..
جفُلت عندما رأت الغضب والإنزعاج واضحاً في عينيه فإبتسمت وتسحبت الى الخارج ..
أخذت نفساً عميقاً وإتجهت الى الدرج وهي تقول: وااه تلك العينين الباردتان تحولت فجأه الى عينين تشع غضباً .. ما أمر تلك المُكالمات حتى تجعله هكذا ..؟!
نزلت من الدرج وأكملت: أضنها من شخص مُزعج فعلى ما يبدو أنه يُغلق الخط حالماً يرد عليه .. أو ربما قال بعض كلمات الإستفزاز قبل أن يُغلق الخط .. آآآآه لا أعلم .. وما شأني أنا ..
ما إن إنتهت من نزول الدرج حتى إلتفتت الى الخلف عندما سمعت خطواته وهو ينزل من الدرج ..
راقبته بعينيها وهي تتسائل في نفسها ما إن كان قد عثر على ما يبحث عنه ..
أو ربما تلك المُكالمه قيل فيها شيء جعلته يُغادر ..!

خرج ريكس من المنزل وإتجه الى سيارته بهدوء وهو يهمس لنفسه: إن لم تكن هُنا فأين ..؟!
عقد حاجبه وتوقف حالما وصل الى سيارته ..
أمال شفتيه بسُخريه وهو يرى أثنان من عجلات سيارته قد تم العبث بها ..
رفع رأسه ونظر حوله قليلاً قبل أن يتجاوز سيارته ويذهب الى السائق الوحيد لهذا المنزل ..
رمى له مفاتيح سيارته يقول: قُم بإصلاحها وأعطني مفاتيح سيارتك ..
هز السائق رأسه وسلمه مفاتيح سيارته الخاصه بالأُسره ..
خرج ريكس من بوابة المنزل حيث أن السياره تقف بالخارج ..
مر من جانب حارس الباب العجوز وقال له ببرود: تفقد كاميرات المُراقبه وأرسل الفيديوهات على البريد الإلكتروني الخاص بي ..
هز البواب رأسه يقول: كما تُريد ..

***











8:40 pm

دخلت الى المنزل وقامت بنزع معطف الروز حالما أتتها الخادمه وسألتها: هل من أخبار ..؟!
أخذت الخادمه معطفها وحقيبة يدها تقول: لم يحدث شيء لهذا اليوم سوى أن الآنسه إستيلا لم تُغادر المنزل قط ..
ما إن أنهنت جملتها حتى أتتها إستيلا تمشي بهدوء وهي تقول بإبتسامه غريبه: مرحباً عمتي جينيفر .. لم أجدك بالأمس عندما أتيت لذا لم يتسنى لي مُقابلتك ..
إنحنت الخادمه وإنسحبت في حين إبتسمت جينيفر بالمُقابل وقالت: أكُنتِ تنتظرين كُل هذه الفتره في المنزل من أجل لقائي ..؟! أشكُر لك لُطفك ..
وصلت لها إستيلا وحيّتها تقول: أوه بالتأكيد .. أنتِ شخص عزيز جـــداً بالنسبة لي ..
سألت بعدها: لكن لما لم تنامي بالأمس في المنزل ..؟! أين كُنتِ ..؟!
تقدمت جينيفر من أحدى الأرائك وجلست عليها تقول: في منزل إحدى الصديقات .. سهرنا الليل في موضوع ما وعندما تأخر الوقت أصرّت على أن أبات عندها ..
جلست إستيلا على الأريكة المُقابله ووضعت رجلاً على رجل تقول بإبتسامه: وأنتِ قبلتِ ..؟! أحسد صداقتكما ..
جينيفر بإبتسامه غريبه: لا إنها لا شيء أمام رابط علاقتك بأخوتك ..
ضحكت إستيلا بعدها قالت: إذاً ... أُريد أن أصنع أمر ما .. لن تُمانعي صحيح ..؟!
جينيفر: ومن يستطيع أن يرفض طلبات الجميلة إستيلا ..؟!
إبتسمت إستيلا لفتره ولم تتحدث ..
دقايق قبل أن تقول: فقط كُل مافي الأمر أن رأس السنة الميلاديه قادم .. أُريد أن يُقام حفلة كبيره في المنزل .. ضخمه وشامله لا تُنسى ..
جينيفر بتفكير: لم نفعلها منذ خمس سنوات .. بالنسبة لي لا أرى مانعاً ولكن الكلمة الأخيره لعمك ..
إستيلا: لا تقلقي .. عمي لا يرفض طلباتي ..
نظرت إليها جينيفر لفتره قبل أن تبتسم قائله: ولكن لم يتبقى سوى يومان .. من الصعب تجهيز كُل هذا في حدود يومان فقط ..!
إستيلا: لا صعب على إستيلا ..
لم تُعلق جينيفر وإكتفت بالإبتسامه المُصطنعه ..
ضحكت إستيلا وقالت: عمتي العزيزه .. لم أُخبرك طلبي بعد .. فطلبي لم يكن الحفله فهي ستُقام في كِلا الحالتين ما دُمت أُريد ذلك ..
إبتسمت وأكملت: أُريد أن تحظر .. تلك الفتاة التي أطلقتي عليها إسم آليس ..
إختفت إبتسامة جينيفر ونظرت الى إستيلا لفترة ليست بالقصيره قبل أن تقول: سأسألها ولكن لو رفضت فلن أُجبرها ..
إستيلا بهدوء: لا .. هي لن ترفض .. أنا واثقه ..
إبتسمت جينيفر تقول: أتمنى أن تكون ثقتك في مكانها ..
إكتفت إستيلا أن ترد بإبتسامه بعدها وقفت وقالت: أنتِ مُرهقه ولن أُزعجك أكثر ..
إلتفتت لتُغادر لكنها توقفت ..
نظرت الى جينيفر وسألت بإبتسامه تحمل العديد من المعاني: أتسائل .... لما من بين جميع الأسماء إخترتي إسم آليس ..؟! عمتي .... لا تكوني شيطانة الى هذه الدرجه ..
نظرت إليها جينيفر بهدوء تام ولم ترد فإلتفتت إستيلا وغادرت هامسه: أتطلع للقادم بكُل شوق ..

***

















 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:54 PM

رد مع اقتباس