عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2022, 07:50 AM   #4
نسمة شتاء
عضوة مميزة


الصورة الرمزية نسمة شتاء
نسمة شتاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 432
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 المشاركات : 8,822 [ + ]
 التقييم :  95313
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkslategray
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



الدعـــاء من الكتــــ📖ـــاب و الســــنـــة*

الدعاء الثالث

{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
[سورة البقرة : 201]

الشرح

بيّن اللَّه سبحانه دعوات لأهل الهمم القليلة، وأصحاب الحظوظ الدنيوية يسألون حظ الدنيا فقط: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ}
↩ثم ثنّى بأصحاب الهمم العالية الذين يسألون خيري الدنيا الآخرة
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

وذكر سبحانه هذه الدعوة تعليماً لنا في التأسي بهم وملازمتها مع فهم معانيها وما حوته من جوامع الكلم الطيب

فقدموا توسلهم بأجمل الأسامي والصفات: (ربنا): نداء فيه إقرار بالربوبية العامة للَّه تعالى المستلزمة لتوحيده في الألوهية، فجمعوا بين أنواع التوحيد

وهم يستحضرون كذلك *ربوبيته الخاصة* لخيار خلقه الذين رباهم بلطفه، وأصلح لهم دينهم ودنياهم، فأخرجهم من الظلمات إلى النور، وهذا متضمن لافتقارهم إلى ربهم فليس لهم غير ربهم يتولاهم، ويصلح أمورهم

لهذا ينبغي للداعي أن يستحضر هذه المعاني الجميلة من ربوبيته تعالى العامة لكل الخلق، وربوبيته الخاصة، فإن ذلك يوجب للعبد الخشوع والخضوع، وتذوق حلاوة المناجاة، والدعاء التي لا يعادلها أي شيء

{آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً}
سؤال من خير الدنيا كله بأوجز لفظ وعبارة، فجمعت هذه الدعوة كل خير يتمناه العبد، فإنّ الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودارٍ رحبةٍ، وزوجةٍ حسنةٍ، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيءٍ، وثناء جميل، إلى غير ذلك

{وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً}
أما الحسنة في الآخرة فلا شك أنها الجنة؛ لأن من لم ينلها يومئذٍ فقد حُرم جميع الحسنات ، فهي أعلى حسنة
ويدخل في حسنات الآخرة كذلك: الأمن من الفزع الأكبر وتيسير الحساب

{وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
وهذا يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشبهات والحرام ، وتتضمن هذه الوقاية أيضاً ألاّ يدخل النار بمعاصيه، ثم تخرجه الشفاعة

ثم بين علو درجتهم، وبعد منزلتهم في الفضل، كما دلّ على ذلك اسم الإشارة *(أولئك)* {أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}

ولما كان هذا الدعاء المبارك جامع لكل معاني الدعاء من أمر الدنيا والآخرة، كان من أكثر الأدعية التى يدعو بها صلى الله عليه وسلم ، فعلى العبد ملازمة هذه الدعوة اتباعاً

الفوائد المستفادة :

تضمنت هذه الدعوة جملاً من الفوائد، منها:
1⃣يحسن بالداعي أن يجمع في دعائه خيري الدنيا والآخرة

2⃣ينبغي لكل داعٍ أن يكون جُلَّ دعائه ونصيبه الأكبر في أمورالآخرة، فجاء في هذا الدعاء سؤال أمرين عظيمين من أمور الآخرة: وأمرٍ واحدٍ من أمور الدنيا {وَفِي الآخِرَةْ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

3⃣ ينبغي للداعي أن يكون من أصحاب الهمم العالية.

4⃣ أن الإنسان لا يذم إذا طلب حسنة الدنيا مع حسنة الآخرة ، فكل إنسان محتاج إلى حسنات الدنيا والآخرة

5⃣ من حُسن الدعاء أن يجمع في مطالبه بين الرغبة: {آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً}، والرهبة: {قِنَا عَذَابَ النَّارِ}. حتى يكون العبد بين الخوف والرجاء.

6⃣ أهمية الأدعية في كتاب اللَّه تعالى، فهي كافية وشافية من جميع المطالب التي يتمناها العبد في دينه، ودنياه، وآخرته.

المرجع
شرح الدعاء من الكتاب والسنة
سعيد بن وهف القحطاني


 
 توقيع : نسمة شتاء



لا تختلط بأكملك مع الناس
أحتفظ لنفسك ببعض منك...

المدونة....https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=1779


رد مع اقتباس