عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-2020, 07:16 PM   #13
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




كان جاسم مجهز كلامه ومستعد لكل شي ولو جا له واحد وقاله قبل دخوله للمجس إنك بتوافق على كل شروط أزهار و بتصر إنك تتزوجها كان ضحك عليه وعلى خباله , ما يدري كيف خرجت من فمه وهو يقول : أنا موافق على كل الشروط ..
هو قالها لكنه ندم بعدها على طول ~ ليييييييييييه وافقت ؟؟ ليييييييييه ؟؟~
فرح أبوه وقال : الحمد لله ..
قال عمر اللي بداخله ما حب جاسم ولا ارتاح له أبدا : عمي فيه شرط أخير لأزهار , هي طلبت مني إنه إذا وافق على كل شروطها تبغى تتكلم معاه على إنفراد ..
انصدم أبو جاسم من الشرط الأخير لكنه ما حب يعلق , قال وهو يلف على جاسم : ها جاسم ؟؟
قال جاسم بثقة وهو يكتف يدينه ويسند ظهره للكنب : أنا موافق ..
شاف الراحة على وجه أبوه وحس بالفرحة في صوته وهو يقول : وأنا موافق, نروح نكلم أزهار يا عمر ..
طالع عمر في جاسم بشك , ما عجبه أبدا طريقته في الجلسة والكلام , كان حاس إنه ورى هالثقة شي , قام وقال وهو يرمي جاسم بنظرة برود : أمرك يا عم بس أنا لي طلب واحد إذا ممكن ؟؟..
: تفضل يا ولدي آمر ..
: ما يأمر عليك عدو , انت عارف وضعنا زين , وفاة الأهل وزواج أزهار الغريب , لكن هذا كله ما يمنع إنه ودي أفرح بها هي أختي الوحيدة والباقي لي من أهلي , أتمنى يتسوى لها فرح زيها زي غيرها من البنات ..
حط أحمد يده على كتفه ورص عليها وهو يقول بحب وسعادة : هذا مفروغ منه , تعال , تعال نروح للعروسة ..
بعد ما خرجوا زفر جاسم براحة وهو يتكى بأكواعه على ركبه وقال : يا ربي كيف نظراته فضييييييعة ؟؟ ليش يكرهني ؟؟
وغرق في أفكار عمييييييييقة عن الإجتماع اللي طالبته أزهار وكان في نفس الوقت يلللللللللعن غباؤه اللي خلاه يوافق , هل هو وافق تحدي لبرود أزهار وقوتها و لا عطف بسبب نظرة أبوه المترجية ولا عناد لعمر اللي كان يطالع فيه من فوق لتحت كإنه شي قذر , المهم إنه ما يدري اش السبب ..
***
~ أنا ليه قلت شروط زي كذا , كان قلت لا وأرجع لحياتي زي أول وأستنى ولد الحلال , لا لا لا أزهار , أمه بنفسها قالتلي بصريح العبارة إنها تبغاني و ما تتخيل بعدي وهي الصراحة حقها كبير علي هي و زوجها , بس ترمين نفسك مع واحد زي جاسم عشان أبوه وأمه , لكن لو رفضت ومحد بيلومني بأصير مطلقة , اش بيسوي عمر الضعيف مع أخت مطلقة , مطلقة لقب غريييييييب علي , أففففففففف , لو رفض ذاك الساعة بأفكر بهالشي بس لو وافق , يمممممممممممه , لا لا ما أظنه يوافق خاصة وهو متخيلني وحده وصخة وحثالة , يكون بياخذني عناد , لااااااااا ما أتوقع ~ خرجها من دوامة أفكارها دخول أحمد للصالة وهو يقول : طريق , يا ولد ..
حست أزهار بضربات قلبها تزيد لمن سمعت أحمد يقول : قوموا يابنات , معايا عمر ..
قاموا البنات ودخلوا مع أمهم للمجلس الداخلي , سحبت أزهار نفس عميق وقالت بصوت حاولت تخليه ثابت عكس يدينها اللي بدأت تنتفض : تفضل يا بابا ما في أحد ..
سلم وهو يدخل و وراه عمر , قال أحمد على طول وهو يدخل للمجلس اللي فيه حرمته وبناته : أسيبكم لوحدكم ..
طالعت أزهار في عمر لمن صاروا لوحدهم , قال عمر بسرعة : وافق على كل شي ..
حست أزهار بقلبها يغوص بداخلها من الخوف وغصب عنها قالت بصدمة : ليييه وافق ؟؟
طااااالع فيها عمر وسأل بشك : أزهار ليش أحسك مصدومة ؟؟ انتي كنت متوقعته يرفض ؟؟..
ما قدرت تصرح لأخوها إنها مضطربه ومهي عارفة مشاعرها بالضبط واش كانت تتوقع , هي ما كانت تبغاه يوافق و كانت تتمنى تعجزه وإنه يرفض عشان ما تكون في نظر الكل هي المتبطرة على النعمة واللي طالبه الطلاق , وفي نفس الوقت ما تبغاه يطلقها عشان أخوها يشوف حياته من دون ما تكون عقبة في طريقه , هو الأيام اللي راحت ما قدر يروح ويجي كله لأنها لوحدها في الشقة , ولمن يخرج يدق كل شوي عشان يتطمن عليها , هزت راسها وقالت : لا مو كذا , أنا بس تعرف ..
و دنقت راسها مستحية وهي تقول بتلعثم : قلتله ..
رحمها وقال : إيوه , عشان كذا جاي آخذك عشان تكلمينه ..
~ وافق على كل شي رغم موضوع عبد الرحمن , ليييييييييييييييييييه ؟؟؟ْ أقله على حقيقة الموضوع , لا اااااااااا مستحيل , على الأقل مو دحين , يروح يسوي فضيحة ولا شي دحين ويضرب البندري , أزهااااااااار فكري بنفسك , ترضين يفكر فيك كذا , طبعا لا بس , ياربييييييييييييييي والله دايخة ماني عارفة في ايش أفكر ~ حست باضطراب و خجل فضيع وهي تمشي ورى أخوها اللي دخل المجلس , وقفت عند باب المجلس وهي تحس بمشاعر فضيعة متضاربة , سحبت نفس ودخلت وهي تهمس : السلام عليكم ..
قام جاسم وهو يرد السلام , عمر اللي حلفته أزهار في البيت إنه ما يجلس معاهم رمى جاسم بنظرة غريبة وهو يقول : اسيبكم لوحدكم ..
وخرج , لمن انصك الباب جثم صمت مخيف على المجلس , ما تحركت أزهار المدنقة راسها وشابكة يدينها في بعض من مكانها عند الباب و ما تحرك جاسم اللي عيونه تثبتت عليها من مكانه ..
~ جاسم تكلم قول شي , يا ماما اش هالحيا الغريب اللي بيقطعني ؟؟ مو كنت أتعامل معاه عادي ؟؟ اش صار دحين ؟؟ طيب يا غبية اكتشفتي إنه زوجك بعد ما كنت تتعاملين معاه ببلاهة كإنه أخوك و كنت تجرين و....... أزهاااااار بلاش تفكير في هالأشياء المحرجة ما انتي ناقصة إحراج , لساني لصق في سقف حلقي , ياربييييييييييييي ~
~ أدفع اللي في جيبي وأعرف اللي تفكر فيه هالبنت , والله وعندها الجرأة بعد سواتها تتشرط في مهر وفي عملي كمان , لا يكون على بالها بأطلقها وتصير حرة و تلعب على عبد الرحمن زي أول , حامض على بوزك , ليش واقفة و ما تحركت ؟؟ ~
قال بعد نفاد صبر : ما بتتكلمين ؟؟
رفعت راسها بشويش وأول ما شافت نظرته البااااااااااارده حست بقلبها المرتجف يجمد وضربات قلبها المتسارعة تتباطأ , قال وهو يعقد ذراعينه قدام صدره : مو انتي اللي طالبة هالمسرحية كلها ؟؟ أخلصي وقولي اللي عندك ترى ماني فاضي لك عندي أشياء أهم ..
طريقته في الكلام ونظراته قتلت بداخلها خجلها منه , ~ مستحييييييييييييييييييييييييييل أقوله على الحقيقة ~ شمخت براسها وقالت بجرأة وثقة : مع احترامي لك , ترى يكون في علمك لو بنت غيري خاطبها زوجها اللي ما تعرفه بهالطريقة كان تهورت وقالت طلقني , لكن حمد لله أنا غييييييييير وغير هذي حط تحتها 10 خطوط ..
رفع واحد من حواجبه و قال باستهزاء : لا والله , أحي فيك هالثقة ..
ورجع طالع فيها ببرود وقال وهو يحرك يده بحركة لا مبالية : أخلصي وقولي اللي عندك ..
بلعت وقاحته وقالت ببرود : كان عندي شرط ما قدرت أقوله لعمر احتراما لك , أنا عارفة إنه كان في أشياء صارت في السابق وأنا هنا عشان أطلب منك نبدأ صفحة جديدة وننسى كل اللي صار , أنا حأوعدك إني أحفظك في وجودك وغيبتك وأحفظ مالك وبيتك لكن بالمقابل شرطي إنك توعدني نفس الوعد ..
رجع رفع واحد من حواجبه وقال باستنكار : نعم ست أزهار ..
~ أككككككككككككككرهه لمن يرفع حاجبه ويطالعني بهالطريقة ~ قالت بجرأة : يعني أوعدك ما أخونك وتوعدني إنك ما تخونني ..
قال بسخرية بارده : هذا شرطك ؟؟
قالت وهي تأشر بيدها : كاااااان لكن دحين صار شرط ثاني ..
ولمن شافت نظراته المستهزئة ما تغيرت ولا تبدلت قالت بجد : زي ما أحترمك تحترمني , أنا لاااا يمكن أعيش مع واحد يخاطبني بهالطريقة ويطالعني بهالنظرات ..
قال ببرود الدنيا : و أنا لا يمكن أثق فيك ..
~ مين اللي ما يثق في الثاني ~ رمته بنظرة غرييييييييبة وقالت بضيق : عدم الثقة متبادل بيننا , لكن أنا مستعدة أنهي هالشك إذا وعدتني ..
تأملها وعقله يدور بأفكار كثيرة من بينها صوت يصرخ ~ طلقها وارتاح من ازعاجها , طلقها , طلقها ~ زفر وسأل وهو يطالع فيها بطفش : وإذا وعدتك باللي تبغينه ؟؟
~ معقول أنا قاعد أسايرها , بتصير أزهار زوجتي , وافقت على كل شي , جاسم اش صار ~ انصدم من اللي قاله و انصدم أكثر لمن حمرت خدودها فجأة وهي تدنق راسها وتقول بتلعثم وهي تفرك أصابعها بتوتر : هذا كل شي ..
ما يدري ليه ابتسم وهو يتأملها , شعرها كان مسشور ووجهها هادي بزينته المقتصرة على الكحل والروج الوردي , تنورتها السوداء وبلوزتها البيضاء المورة بورود سوداء , حس بنفس الرغبة بمناكشتها ترجع له فسأل وهو يتقدم منها بثبات : و متى تبغيني أقدم نقل على جدة ؟؟ قبل ما نحدد زواجنا ولا بعد ؟؟
ما همست بحرف , كانت تحس بالخجل يزيد مع كل ثانية , اش بها مشاعرها تتقلب بهالشكل السريع قبل شوي كانت معصبة وقوية , لمن حست بوجوده جنبها رفعت راسها من المفاجأة , التقت عيونها المتوترة بعيونه الثابته المليانه سخرية , دنق عليها إلين صار وجهه قريب من وجهها , قال بصوت غريب : الله يعنني عليك ..
وخرج , زفرت براحة وجلست على أقرب كنبه لها وهي حاطة يدها موضع قلبها اللي شويه ويخرج من شد الأعصاب اللي حسته وهو واقف قدامها ~ الله يعنني أنا ويصبرني عليك , انتهى كل شي , الحمد والشكر لك يارب , انتهى كل شي ~ ..
ابتسم جاسم أول ما شاف عمر اللي كان يدور في الحوش بتوتر وقال : انتهى اجتماعنا على خير ..
ابتسم عمر بتردد وراح صافحه وقال بهدوء واثق : الحمد لله على كل حال و مبروك عليك شيخة البنات ..
وسابه ودخل المجلس , ما يدري ليه قلبه انقبض لمن شافها جالسة وهي ساندة دقنها على يدها وعيونها فيها نظرة ساااااارحة مهمومة , حمحم وسلم , لفت عليه وهي ترسم أحلى ابتسامتها وهي تقول بخجل : قابلته ؟؟
ابتسم وسأل وهو يغمز لها : ميييييين ؟؟
تلعثمت وهي تقول : هو .. جـ ..جاسم ..
قال : قابلته وعزيته ..
رمته بنظرة تهديد فقال : قصدي باركت له , هو في ذيك الساعة اللي ياخذ أكبر زنانة مزعجة في جدة ..
: عمــــــر ..
ضحك على عصبيتها وسلم على راسها بسرعة وقال بصوت مخنوق : مبروك يا زهرة ..
طالعت فيه بخوف وفتحت فمها بتسأله عن سبب الحزن اللي في عيونه لكن دخول أحمد منعها , جا وبارك لها وبارك لأخوها وجلس عشان يتفق معاه على كل شي , سحبت أزهار نفسها وخرجت , وقفت عند المدخل خايفة تدخل للبنات يحرجونها بتعليقاتهم وخوفها الأكبر إنه جاسم جوة ..
***
طالعت العنود في جاسم اللي واقف في الصاله قدامهم وقالت : و ليش تقولها بهالملل ؟؟
زفر وقال : أصلا أنا متزوجها من شهرين يعني ما صار شي جديد عشان أتحمس وأنا أخبركم إنه تم كل شي ..
قالت العنود بضيق : ياخي على الأقل كان قلتها بابتسامة ..
سوى حركة بيده دلالة الطفش وراح لغرفته , قالت أمه بفرحه : الله يتمم لهم على خير , بطق من الفرحة أخيرا بأسوي زواج ولدي ..
كانت الهنوف والبندري متحمسات مع أمهم , قالت العنود فجأة وهي تشوفهم يتناقشون بحماس عن القاعات والفساتين و هبالات الزواج : ياااااااااقردك يا أزهار اللي بتاخذين جسومو ..
ضربتها أمها وقالت : بنت عيب عليك أخوك , بعدين اش فيه جاسم عشان تقولين عنه كذا ..
زفرت وقامت رايحة لغرفتها وهي تقول : أبدا مافيه شي سلامته , بيحطها في عينه ويحبها ويعوضها فقدها , صدقوني ما بيضربها بالعقال ويشوه جسمها زي أول ..
الكل استغرب من كلامها , طلعت العنود غرفتها ودخلت الحمام وصكت الباب , تنفست بعمق و حست بعيونها تدمع , ~ اش جاب أزهار لجاسم , هي هادئة , حنونه , معطاءه وملتزمة محافظة على الصلوات والسنن والأذكار وقارئة للقرآن و ما تتفرج حتى التلفزيون وأخوها عصبي , وقاسي بعض الشي و مهوي أغاني وأفلام و دشوش و بالوت مع الشباب لآخر الليل وسفرات وصلاته على الله , فرض يصليه وعشرة ينام عنها , انظلمت أزهار بهالزواج الغير متكافئ , أحس نفسي خاينه ليش ما علمتها عن عيوب جاسم ~ مسحت دموعها وغسلت وجهها وهي تستعد للنزول عشان تودع أزهار اللي يعز عليها إنها صارت تعيش مع أخوها بعيد عنهم ..


************************


ما نامت أزهار ذيك الليلة من كثر التفكير , كانت تحس بمشاعر غريبة تتملكها لمن تتذكر اللي صار قبل ساعات , انقلبت على جنبها وهي تفكر بداخلها ~ معقولة , معقولة أنا خلاص تحدد من هو زوجي , طول حياتي كنت أتخيل خطبتي وأرسم بعض التصورات الواهية عن شكل اللي بيتقدم لي وصفاته , معقوله هذا كله انسف و صحيت على زوج بعد موافقته على اكمال ما بدأه يا أرضى به يا أتطلق , الحمد لك يارب على ما قسمت ~ استغفرت وانقلبت مرة ثانية على ظهرها وطالعت في السقف وهي تتابع تفكيرها ~ يا ترى هو في ايش يفكر , ليه وافق على إنه يخلي الزواج رسمي , ليه ما طلقني ؟؟ معقولة كله عشان موضوع عبد الرحمن !! الـــلـه يعينني عليك يا جاسم ~
قامت من سريرها اللي كانت دايما تشارك فيه أمها و توضت وصلت عل وعسى يهدأ بالها ويرتاح قلبها المتعب ..
وهي جالسة على السجادة تقرأ قرآن وتنتظر صلاة الفجر حست بشي ثقيل على راسها , رفعت راسها وابتسمت لأخوها وقالت : صبحك الله بالخير ..
: صبحك الله بالنور , اش فيك ما نمتي ؟؟
ما قدرت تكذب وتقول إنها نامت عشان كذا التزمت الصمت , طاااااااااالع عمر في عيونها وهو يحاول يقرأ عيونها زي دايما , لكن عيونها كانت محجوبة بحجاب غريب ما طمأنه , طبطب على راسها وراح للحمام وهو يقول : صلي الفجر ونامي , سامعه ؟؟
جافاها النوم بشكل مقلق , اضطرت تقفل باب غرفتها و تطنش دق عمر على الباب عشان يعتقد إنها نايمة , جلست تعبث في أشياءها وتنظف في البيت بعد ما نام عمر , حتى الستاير خرجتها وغسلتها من الفضاوة , وعلى الساعة 11.30 حطت الفطور وصحت عمر اللي لاحظ إنها ما نامت لكنه ما علق , بعد الفطور اقترح يوديها عند المشاعل لأنه عنده مشوار مع صاحبه و حيتأخر إلى بعد صلاة الجمعة لكنها قالت له إنها مهي قادرة توصلها , وإنه شكلها في الديرة , ولمن شافته ساكت قالت بابتسامة : روح مشوارك عمور أنا عندي شغل في البيت ..
: مستحيل أسيبك لوحدك هالفترة كلها ..
غمزت له وقالت : إذا حسيت بطفش ولا خوف عندي منى كلها خطوتين وأنا عند باب شقتها ..
اخفى الإبتسامة اللي كانت على وشك ترتسم على شفايفه وقال وهو يقوم ويلبس شماغه : يا ذي منى اللي هلكتينا بها , ترى ما كنت أسمع عنها أول زي دحين , 24 ساعة تتكلمين عنها ..
دقته بكوعها وقالت بدلع : ياذي منى , يعني يعني طفشان من سيرتها ..
لف عليها وقال بصرامة مصطنعة : بنت ..
سكتت وقالت : طيب ..
خرج من البيت وغصب عنه لف وطالع على باب جاره أبو صلاح , زفر و دنق راسه وهو يقول : الله يصلحك يا أزهار جبتيلي الهوس ..
غيرت أزهار ثوبها ولبست بنطلون وبلوزة وربطت شعرها وكملت تنظيفها اللي بدأته , صلت الظهر وقرأت سورة الكهف وقامت تغسل بلاط المطبخ , البيت صار يلمع من كثر النظافه لكنها كانت تطلع شغلة من لا شيء عشان ما تفكر بهمها , دق جرس الباب , راحت طيراااااان للباب وطالعت مع العين لقيت رجال واقف , سألت بصوت خافت : مين ؟؟
جاها صوته وهو يقول بثبات : جاسم ..
حست عظامها ذابت مرة وحدة , قالت : عمر مهو موجود ..
قال بسخرية اخترقت الباب : ويعني ؟؟ أرجع , كلها كلمتين و رايح ..
زفرت بداخلها وقالت : دقيقة ..
وراحت جري لغرفتها وغيرت لبسها ولبست أول تنورة وبلوزة قدامها , شالت الربطة وعقصت شعرها ومسحت عرقها وخرجت , شافت عطر عمر عند المدخل فعطرت منه شويه , و انصعقت وهي تشوف شعرها الملفلف زي الأندومي ووجهها اللي ما فيه حتى كحل , سحبت نفس وفتحت الباب , شاف الممر فاضي فعرف إنها ورى الباب , دخل وهو يقول : السلام عليكم ..
قالت بهمس وهي تصك الباب وراه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
لف عليها و طاااالع فيها بعدين قال بابتسامة استفزازية : البنات لا قابلوا رجالهم يتزينون ..
حست كلامه زي الصفعة فقالت بسرعة كرد فعل : الرجال لاجوا يزورون يعطون خبر ..
قال ببرود : قلت لعمر أمس إني جاي بعد صلاة الجمعة ..
من قالها كذا أشرت على الصالة وقالت بأدب : تفضل ..
دخل وجلس على طول , وهي راحت للمطبخ , أول ما دخلت رفعت يدينها للسما وهي تقول من بين أسنانها : اللللللللللللللله يصلحك يا عمر ..
وراحت تعصر برتقال عشان ما في وقت تسوي قهوة , صبته في كاسة وشالته وهي تحس قلبها يضرب بشكل فضيع , قدمت له العصير وعيونها على الأرض , وراحت جلست على الكنبه بعيد عنه , قال وهو يخرج من جيبه ظرف : جيت لعمر عشان أسلم المهر , ومادام هو مو موجود بسلمه لك ..
~ مسسسسسسسسسرع , أمس اللي تكلمنا , متى راح البنك ؟؟ الخميس إجازة , يكون عنده من أول الفلوس !! يا مااااااامااااااااا والله قلبي يعورني ~ بلعت ريقها وهي تحس بخجل فضيع , مد يده بالظرف وكمل : هنا 30 ألف كاش وبطاقة حساب باسمك في بنك الراجحي فيه الـ30 ألف الثانية رقمها السري 1397 ..
رفعت راسها لمن قال الرقم بشكل كامل , ابتسم وقال : عشان تحفظين سنة ميلادي .... غصب عنك ..
مدت يدها بتردد وسحبت الظرف من طرفه , وحطته على الكنبه وهي تهمس : شكرا ..
كان مخطط يعطيها الظرف ويخرج على طول لكنه حس بمتعة وهو يشوف توترها , حط رجل على رجل وسألها : وين عمر ؟؟
قالت بهمس : راح مع صاحبه مشوار قبل الظهر ..
سأل : و انتي عادي جالسة لوحدك هنا ؟؟..
جلست تلعب في أصابيعها وهي تقول : عادي ..
قال : أجل بأجلس إلين يجي عمر ..
طالعت فيه بصدمة وقالت بعفوية : لا روح ..
رفع واحد من حواجبه وقال : نعم ست أزهار ..
انكمشت على نفسها ~ لاااااااااا وين بيجلس ؟؟ باقي ساعة ونص على العصر وعمر ما بيجي إلا بعد العصر , ياااااااااارب فكني منه , أنا ناقصته ~ قالت بهدوء مصطنع : ورايا غدا أسويه ..
قال وهو يأشر على المطبخ : ما حأعترض طريقك روحي سوي اللي تبغين ..
شاف التردد في وجهها ولقي نفسه غصب عنه يتأملها , ما كانت حاطه شي لكن كان فيها شي يجذبه ويخلي قلبه يرتجف بداخله , ما يدري ليه جال في خاطره ذكرى احتضانها وهي تهمس بحب وحشتني كانت تقولها بعيون براقه ~ جاسم على وين راح تفكيرك ؟؟ ناسي سواتها مع عبد الرحمن ووقاحتها وهي تفرض شروطها رغم كل اللي سوته ~ حتى محاولته تذكير نفسه بغلطاتها ما خفف ضربات قلبه , رفعت عينها وطالعت فيه بخجل وهي تقول : صدقني عادي أجلس لوحدي ..
قام من مكانه قبل ما يتهور وقال : أجل اقفلي الباب بالمفتاح بعد ما أخرج ..
اهتمامه حرك بداخلها أمل ضعيف إنه ممكن يكونون زوجين عاديين زي بقية الأزواج , ابتسمت وقالت بهمس من دون ما تطالع فيه : إن شاء الله ..
وتبعته وهو خارج , قبل ما يفتح الباب لف عليها وسأل : سنة كم ولدت ؟؟..
انخطف وجهها و ما عرفت اش ترد , أصلا هي ما كانت ماخذه بالها لمن قالها الرقم لأنه صعقها بالكلام اللي بعده , قال لمن شاف صمتها : أللللف وثلاثمية وسبعة وتسعييييييييين , سنة كم ؟؟..
قالت بهمس وهي تحس بالخجل يقطعها : واحد ثلاثة تسعة سبعة ..
ابتسم وخرج , من صكت الباب حطت يدها على قلبها وهي تقول : ياربييييييي بموت من الفشلة , الله يقطع شرك يا عمر ليه ما نبهتني ..
وراحت للمطبخ عشان تجهز الغدا وهي تموت وتعرف متى مداها يسوي هذا في يوم والدوائر الحكومية كللللللللللها مقفلة ..
ركب جاسم سيارته وهو يحاول يستوعب متى بدأ يتقبلها وهو من يومه مقرر يطلقها ويفتك من شرها ..


***********************


سد عمر أذانيه وقال : زن زن زن , أزهارو تراني قلتلك مليون مرة كنت أحسبه جاي بعد العصر مو بعد الظهر , صدعتي راسي يا بنت الناس , خليني آكل غداي بهدوء ..
زفرت أزهار وقالت : كان أعطيتني خبر على الأقل ..
: حقك على راسي , آسفين ..
ابتسمت وقالت : طيب ذوق الإيدام اللي سويته والله تاكل أصابعك وراه ..
زفر وقال : الله يعينك يا جاسم على زنها ..
: نعم اش قلت ؟؟..
: مالك دخل شي بيني وبين نفسي ..
: أحسب ..
قالتها وهي تخرج الظرف من الدرج , حطته جنبه وقالت : هذي هديتي لك , وأسألك بالله ما تردها ..
طالع في الخمسميات اللي في الظرف وقال : هذي إيه ؟؟
ابتسمت وقالت : هذي الـ30 ألف الكاش ..
انصعق وقال : أزهار أ..
قالت تذكره : تراني سألتك بالله ومن سألك بالله فأجبه ..
ولمن شافته سااااااااكت قالت وهي تقطع الخبز وتعطيه إياه عشان ياكل : أصلا أنا طالبه 60 عشان كذا , مهري 30 والباقي من أول ناوية أعطيك إياه عشان ما تلقى عذر في حكاية زواجك , ودي أفرح بك ..
قال بهدوء : طيب خلي الظرف معاك ..
قالت : آسفة خليه معاك عشان بكرة الصباح تحطه في حسابك ..
وقامت وهي تكمل : أروح أجيب الموية ..
طالع فيها وهي رايحة وغصب عنه حس بخنقه بداخله وتمنى لو يقدر يقدملها شي بسيط من اللي تقدمه له ...


***********************



عصر يوم السبت 22 / 4 / 1427 هـ :
في المساء :

شهقت العنود وصرخت رغم عنها : نقللللللللللللللت ..
قال وهو يسحب الورقة منها : ألحقت لمدة سنة مو نقلت يالدلخة ..
قالت أمه : كيف بهالسرعة ؟؟
ابتسم جاسم وقال وهو يلوح بالورقة : هذي حلاة الواسطة ..
قال أحمد بحماس : لواء المنطقة طلع ولد صاحب أبوية الروح بالروح وصراحة رجال محترم , وسطت أبوه في الموضوع فوافق اللواء بشرط يكون له مكان هنا وما يأثر إلحاقه على أحد ثاني والحمد لله تم الموضوع على خير ..
قالت الهنوف : سنة بس ؟؟
قال أبوها : والله هو أملني إنه بعد سنة يمكن يثبتونه لو أثبت جدارته و إلتزامه ..
قالت العنود وهي ترمي جاسم بنظرات حادة : شوف لو ما أثبت جدارتك بأذبحك , سامع ؟؟ ما نبغى أزهار تنقل الشرقية ..
: لا والله , قومي عن وجهي قبل ما أسوي في وجهك شوارع ..
قالت بتريقة تقلده : لا والله , شارع فلسطين ولا حراء ..
دقته أمه وهي تقول : ولد , تراك صاير متوحش , هي اش قالت أختك عشان ما أدري اش تسوي في وجهها ..
قام وقال بسخرية : ذبحتنا بأزهار اللي يسمعها يقول بأتزوج ديانا سبنسر ..
قالت العنود بضيق : والله تسواها وتسوى عشرة زيها ..
دقتها البندري اللي التزمت الصمت طوال هالمدة وهمست : بسك , طنشيه لا يقوم يسوي الشوارع اللي قال عليها ..
قالت الهنوف وهي تضحك : أهم شي ما يسوي شارع الأربعين زحمة وكله تقاطعات ..
قاموا يضحكون و العنود لافه بوزها وهي مقهورة ليش مهم حاسين باللي تحسه ..
انسدح جاسم على سريره وزفر بضيق وهو يقول : يالله تطولك يا روح , أنا اش خلاني أبتلش فيها ؟؟ كل دقيقة أقول بأكنسل الموضوع ولا شفتها تراجعت عن كل قراراتي , من زينها ما في ذاك الحلا اللي يصبرني على غثاها ..
زفر ثاني مرة وطالع في شاشة جواله بطفش , مفتقد سواليف ليلى الحلوة وصوتها الثقيل الهامس , افتقد ضحكتها ورقتها , جلس يقلب في الأسماء وقف عند اسم (( البلشة )) ابتسم وقال : والله صدق إنك بلشة ..
طااااااالع في الرقم والاسم , حط يده على السماعة الخضرا وتراجع ورجع حطها وتراجع وأخيرا دق , ما يدري ليه دق على رقمها , ما كان لا على البال ولا على الخاطر , حتى كلام ما كان مجهز ..
***
طالعت أزهار من مكانها فوق الكنبة على الطاولة اللي حاطه عليها جوالها , لقيته رقم غريب , لفت عنه وجلست تتابع البرنامج اللي في المجد الوثائقية عن حياة الفيلة , رجع الرقم دق و طنشته ولمن دق المرة الثالثة رفعت الجوال وقالت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وصلها صوته الساخر : وعليكم السلام , داق على قناة القرآن الكريم أنا ؟؟..
سكتت و ما ردت وهي تصرخ بداخلها ~ هذااااااااا ليييييييش داااااااااااق , واااااااي يالفشلة , اش يبغى ؟؟ ~ نادها : أزهار ..
قالت بهمس : نعم ..
تورط , ما كان مجهز شي يقوله , وعلى طول تذكر الورقة , قال بسرعة : تراني ما لقيت نقل لكن جاني إلحاق لمدة سنة ..
ما عرفت اش تقول من الخجل إنه متصل عشان يكلمها على شروطها اللي فرضتها بس عشان تعجزه , قالت بهمس : الله يقدم اللي فيه الخير ..
استغرب إنها ما ضاربته على إنها تبغى نقل مو إلحاق , فقال : إلحاق مو نقل ..
رجعت قالت : فاهمة , الله يقدم اللي فيه الخير ..
انتهى الكلام , ما يدري ليه حس بضيق وهو يقول : كنت بأخبرك ..
ابتسمت وهي تلعب في جهاز التحكم وهمست : شكرا ..
سألها لمن سمع صوت : اش هالصوت ؟؟
حمرت خدودها , كانت تتوقع إنه هذا نهاية المكالمة لكن شكل الموضوع مطول , قالت : برنامج في الوثائقية ..
فرح إنه لقي مجال للكلام فسأل : عن إيه ؟؟
ما تدري ليه ضحكت بداخلها وهي تقول : حياة الفيلة ..
حس بالضحكة في صوتها فابتسم وقال : وكيف حياتهم ؟؟
ضحكت غصب عنها على سؤاله السخيف وقالت : حلوة ..
ضحكتها هزته فابتسم وقال بتريقة وهو مقهور من مشاعره الغريبة : حياة الفيلة حلوة ..
مسكت ضحكتها وقالت بهمس : بالأحرى مثيرة وممتعة ..
حس بقلبه يضرب وهو يسألها مدعي عدم السماع : إيه ؟؟
قالت وهي تعلي صوتها شوية : مثيرة وممتعة ..
قال : نعم ..
ما انتبهت له وهي تعيد : أحسها مثيرة و ممتعة ..
ابتسم مستمتع ببراءتها اللي ما توقعها وهو يقول : آآآآ مثيرة وممتعة ..
رجعت لهمسها وهي تقول : إيوه ..
قال بعد صمت : أسيبك تكملين برنامجك الحلو , مع السلامة ..
همست مودعة وصكت الجوال وزفرت بقوة وهي ترمي الجوال بعيد عنها , حطت يدينها على خدودها و حستها حارة من الخجل ~ يا ربي هو مزاجي ولا فعلا تغير ومسك شروطها ونسي كل اللي فات وبدأ يعاملها بطريقة معقولة ~
***
رمى الجوال آخر السرير وهو يزفر بضيق , كان مقهوووووووور من نفسه ليش اتصل و ليش جاته رغبة يطول المكالمة , اش سوت فيه هالبنت ما يدري , هو بداخله مقتنع إنه لا يمكن يحبها , لا يمكن , لكن ليش يسوي هذا كله , ما يدري ..


*********************



بعد أسبوع تقريبا يوم السبت 29 / 4 / 1428 هـ :
بعد صلاة العصر في الباحة :

(مرت أيام الهنا وصرت في أيام العنا
لا كتبت ولا نطقت غير وينك يالمنى
وإن سألت محد عرف قلبي والهوى
وإن سكت نار قلبي ما انطفى
هذا أنا وهذي قصتي يا أهل الوفا
وين الدوا يوم نور عيني اختفى
مرت شهور بين نور وبين ليل
وقلبي يا حياتي في بعادك انكوى
وين رقمك وين صوتك وينك يالهنا
وين حبك وين ضحكك صارت أيامي عزى
ارحمي قلب تولع في فراقك والتوى
ارسلي مكتوب يمسح دمعة أيامي والعنا )*

صكت مشاعل دفترها بعد ما كتبت قصيدتها وزفرت وهي تستغفر , من صغرها تمنت إنها تصير شاعرة , بداخلها كلمات كثيرة ودها تخرجها لكن في شي يوقفها , ياما سخروا أخوانها من أمنيتها , أبوها هو اللي كان دافع لها إنها تستمر في محاولاتها الشعرية وبالرغم إنه أطولها ما تعدت العشر أبيات وبالرغم من مزحه وتنكيته على قصايدها كان يستمع لها بإنصات كإنه محد نظم كلمات وقصيد زيها , أزهار كمان كانت تحب تستمع لها وتشجعها وما تناديها إلا بشاعرة القبيلة عشان تحفزها , قامت تتوضأ وعقلها مشغول بأزهار , يوم مات أبوها حست بحزن وألم وفقد كبييييير لكن مو زي حزنها الآن على أزهار , أبوها على الأقل عارفه مصيره وإنه راح لرب غفور رحيم , لكن أزهار مايندرى حية ولا ميته , حزينة ولا سعيدة , صلت العصر ودعت لها , حست بنشاط بعد الصلاة وبانشراح عجيب فقامت تصحي هالة وأحلام بحماس وهي تقول : يلا قوموا صلوا عشان نخرج الشنط و الأكياس , يلا يا بنابجة النوم , هذا كله نووووووم , طالعين جدة أخيرا ...
ولمن قاموا من فرشهم , سابتهم وشالت بعض الأكياس وخرجتها عند باب البيت الشعبي اللي يطل على حوش كبير فيه غنم وأرانب, خرجت من الباب وهي مبتسمة , حتفتقد جو الباحة البارد لكنها أبدا ما تقارن بافتقادها لجدة , تصنمت وانفلتت الأكياس منها وهي تشوف الجمس واقف بشموخ وسط الحوش , مشيت له بلا شعور وتلمسته وهي تدور حولينه , وقفت قدام باب السائق , حطت يدها على القزاز وهي تتذكر وجه الباسم وهو يلوح لها , فتحت الباب وجلست مكانه وتأملت كل شي حولينها , تلمست الدركسون وهي تحس باختناق , أي ذاكرة خارقة هذه اللي خلتها تتذكر تجاعيد يده وهو ماسك الدركسون , حتى شكل خاتمه ولمعته مع أشعة شمس الظهيرة وهو جايبها من المدرسة تذكرتها , غرقت في ذكرياتها لدرجة إنه ريحة العوده اللي يحطها حستها لسه موجوده في جو السيارة , حطت راسها عليه وهي تهمس : يابختك , كنت تحس دفء يدينه لساعات طويلة ..
من بعد وفاة أبوها أخذ عمها الجمس وما شافته إلا لمحات من بعيد , حست بغصة مريرة وبحرقان في جفونها اللي أطبقتها بقوة عشان ماتنفلت دموعها , انفتح الباب بقوة خرجتها من ذاكرتها , شهقت برعب وهي تلتفت , غمامة الدموع اللي في عيونها سالت على خدودها ووضحت الصورة قدامها , بندر اللي جا معصب وهو مستعد يذبح البنت اللي جوة السيارة زالت كل عصبيته وهو يسأل بصدمة : مشاعل ؟؟ اش تسوين هنا ؟؟
مسحت دموعها اللي عمرها مانزلتها قدام أحد بسرعة وتنحنحت وقالت : ولا شي , كنت أخرج الأشياء و شفت الجمس ..
جا معاذ وقال بصراخ : ماقلتلك إنها أكيد ستي مشاعل قاعدة تستعرض نفسها ..
قال بندر بنبرة حادة نوعا ما : معاذ اسكت ومالك دخل يوم أنا موجود إنت تنطم ..
حرك يده بجلافة وصرخ : ياسلام , يعني عاجبك إنها خارجة بلا حجاب وراكبة السيارة كمان قدام الرجال ..
انصدمت من كلامه وقالت وهي تنزل من السيارة : حدك عاد , جوال وسمحنالك تتكلم , لكن تتهمني إني أستعرض قدام واحد أنا ما كنت داريه إنه موجودة والله أقص لسانك ..
صرخ وهو يتقدم منها : نـــعــــم , اش قلتي ؟؟
رفعت راسها بشموخ وقالت بصوت قوي وهي تتقدم منه توريه إنها ماهي خايفة منه : قلت اللي سمعته , بندر بنفسه قال خرجوا العفش , اش يدريني إنه فيه رجال ..
بعدهم بندر عن بعض وقال : بس انت واياها , فضوها سيرة , الشي صار وانتهى ..
طاااالعت فيه مشاعل من فوق لتحت ودخلت البيت , كانت مقهورة من نفسها ليش ردت عليه وهي مسفهته من يوم الجوال ولا فتحت فمها بحرف معاه إلا اليوم ..
رماه بندر بنظرة وهو يقول بصوت ثابت : أبوي رباك عشان تتكلم مع أختك اللي أكبر منك بهذ الطريقة وبهذا الكلام الوقح , يكون في علمك كنت بأصكك على فمك بكف لكن ماحبيت أحرجك قدامها ..
قال معاذ : ماشفت هي اش سوت ؟؟
طاااااااااااالع فيها لفترة بعدين قال : برضو , أكبر منك ولازم تحترمها , بعدين هي وضحت لك سوء الفهم , ويكون في علمك كانت تصيح , شكلها تذكرت أبوية , قدر حالتها بالذات الآن , معاذ ترى عمرها مشاعل ما أذتك ولا قصرت معاك , تذكر جمايلها عليك , مو عشان كم كلمة سمعتها من العيال الطينة اللي تماشيهم رحت تبهذلها وتبهذل أخواتك ..
وأعطاه ظهره وراح جوة البيت وهو يقول : ركب العفش , واعتذر لها في أقرب فرصة ..
ركب معاذ العفش وهو يقول بعناد : ماسويت غلط عشان أعتذر ..
لكنه بداخله كان عارف إنه تجاوز حدوده معاها ...


***********************


قبل المغرب بساعة في فيلا أبو جاسم :

عقدت يدينها قدام صدرها ولفت بوزها وقامت تطقطق بكعبها على الأرض الرخامية , طالعت فيها أمها وقالت : عنيدي , قلتلك أخوها قاعد في البيت وين تبغين تروحين لها ؟؟ بعدين أكيد هي مشغولة بحكاية خطوبة أخوها , اليوم كلمتني وقالت بتروح لأهل العروسة وتكلم الأم عشان تجس نبض ..
قالت بضيق : أمي والله اشتقت لها الدب المعفنه , بعدين عمر ما بيقعد في البيت 24 ساعة , الله يسعدك كلها ساعة أزورها وأجي , الله يخليك ..
ودقت بكوعها الهنوف اللي جالسة جنبها بصمت وقالت من بين أسنانها وهي تطالع في أخواتها : تكلمي انتي والخبيلة الثانية , دايما مخليني في وجه المدفع واني أنا الزنانة وانتم المطيعات ..
قالت البندري : أمي شوية بس , والله ما نطول ..
وهزت الهنوف راسها مؤيدة , شهقت العنود بطريقة مسرحية وقالت : لا والله , جبتم الغايبة دحين يا ستاتي ..
زفرت هدى وقالت وهي تأشر على التلفون : ياااااا رجتك هذا هو التلفون اتصلوا على أبوكم , أنا عيزت معاكم ..
دقت العنود اللي دايما على راسها كل شي وترجت أبوها للعفو إنه يوافق , ووافق لهم بشرط ما يطولون أكثر من ساعتين برى البيت عشان ما يرجعون آخر الليل مع السواق لوحدهم , ما حسبوا بالكلمة لبسوا عبيهم وراحوا , ووصلوا بعد نص ساعة من الوقت المفروض للبيت ..
فتحت أزهار الباب وقالت بفرح : ما بغيتم يا خياتي , اش التأخييييييير هذا ؟؟
قالت الهنوف وهي تفك غطاها وتهوي وجهها المعرق : مو هذي فعايل ستي عنيدي , داقة الصدر وتقول أخذت العنوان من أبوية , دااااااااااارت بنا جدة كلها ..
ضحكت أزهار من قلبها وهي تاخذ منهم العبايات وتعلقها وهي تقول : وانتم ما اعتمدتم إلا على عنيدي , هذي لو حطيتوها في الشارع اللي ورى بيتنا تضيع , كيف بيت عمرها ماجات له ؟؟
مسحت البندري عرقها وقالت : مالت عليها سبتها تتضارب مع سوناردي اللي مو راضي يرجع البيت لأنه مو عارف طريق الرجعة من كثر ما دوخته ..
ما خلصت كلمتها إلا على طلت العنود من الباب وهي تلهث من طول الدرج , ضمتها أزهار وقالت : هلا والله بخريطة جدة المحترمة ..
صرخوا الثنتين استهجان لهالتشبيه وقالت البندري : أي خريطة الله يرحم والديك هذي خبيصة مو خريطة ..
قالت العنود وهي مقهورة ليش دايما يعايرونها بعدم معرفتها للطرق : اسكتوا ولا أرجعكم دحين , ترا أنا اللي فكرت في الزيارة وأنا اللي خططت , ولو مو أنا بعد الله كان كل وحده فيكم منطقة في غرفتها ..
لمن بدأوا يتناقرون حست أزهار بشعور كانت فاقدته لها فترة , ضحكت من قلبها ضحكة وقفتهم كلهم عن الكلام , طالعت فيهم وقالت : والله وحشتوني و وحشتني سواليفكم وضحكهم و هواشكم وكل شي فيكم ..
مسحت العنود دموع وهمية وفردت يدينها وحضنت أزهار وهي تقول : و انتي وحشتينا أكثر , يلا عاد متى تجين تعيشين عندنا ..
قالت الهنوف ببساطة : وين عندنا ؟؟ يا حبيبتي جاسم إختار شقة على بعد شارعين من بيتنا ..
حست أزهار بمعدتها تتلوى وبقلبها يعورها ~ شقة , بأعيش معاه لوحدنا , أنا وجاسم ~ لفت وجهها اللي بدأ يحمر عنهم وقالت : أروح أجيب القهوة ..
صرخت العنود : آآآآآآآآآآ ورينا وجهك يابنت , وااااااااااااااي بنتنا تستحي ..
ضربتها أزهار وراحت للمطبخ , ثواني وإلا كلهم معاها داخل المطبخ , العنود فاتحة الثلاجة والبندري تتأمل المطبخ و الهنوف تطردهم عشان ما يحرجون أزهار اللي كانت مستمتعة بكل دقيقة معاهم لدرجة إنهم ما نتبهوا للوقت من كثر الكلام والحماس , نص الكلام كان إجابات أزهار على أسئلة البنات اللي كانوا متحمسات لمعرفة ماضيها , حكتهم عن أمها و أخوانها و منى اللي بتخطبها لعمر و صحباتها اللي انشغلوا بدنياهم وبعضهم بأزواجهم ماعدا مشاعل اللي كانت ومازالت بحسب اعتقاد أزهار هي الوفية بينهم , وختمت كلامها : أستناها تجي من الديرة وأطب عليها ..
قالت العنود بمزح وهي حاسة بغيرة من مشاعل اللي ذكرتها أزهار باستمرار : يمكن زوجها ما وداها الديرة , ما فكرتي إنها مع زوجها يمكن انشغلت عنك ..
قالت أزهار : أولا مستحيل تنشغل عني خاصة وهي عارفة إني واعدتها إني أكون معاها في يوم الحنا وجوازها , ثانيا زوجها ولد خالتها وغصب عنه يروح الديرة هو كمان , الديرة عندهم فرض واجب , ياما اشتكت من أهل أبوها هناك , قاعدين لها على الدقة عشان يهرجون عنها ..
قالت العنود : طيب طلعي بدل شريحتك , يمكن تدق على رقمك القديم ..
قالت بأسى : شريحتي باسم عموري , و عمور حبيبي مشغول ما عنده وقت , وأنا بصراحة ما أبغى أكلف عليه فوق طاقته ..
لمن شافت علامات الإستفهام واضحة في وجوههم ضحكت وقالت : عموري عامر الله يرحمه , الكبير , و عمور هو عمر , و عمير أدلعه عمرو ..
ضحكوا على خبالها وسألت العنود : وهم يميزون الفرق ..
: طبعا , و ما يلف إلا صاحب الدلع لمن أنادي , لكن أحيانا عمر وعمير الله يرحمه كانوا يلعبون عليه و يتمصخرون على طريقتي في التدليع, لمن أنادي على واحد الكل يلتفت يعني يعني محنا عارفين مين تقصدين ..
قالت الهنوف بحماس عفوي : إذا عمر مشغول اطلبي من جاسم ترى عنده أصحاب كثير في الهاتف , ممكن يطلعها لك بسرعة ..
سكت الكل وتشاغلت أزهار بشيل فناجين الشاهي ولو النظرات تقتل كان قتلتها نظرات العنود اللي طاااااالعت فيها بغيض , قالت بهدوء وهي خايفة إنها قالت شي خطأ : ترى أنا قصدت إنه ممكن يساعدك و ..
قاطعتها أزهار وهي شفقانه على منظرها المتوتر : هنوفه حبيبي عادي , أنا فاهمة قصدك , بنت عنيدي لا تطالعين فيها كذا ..
تداركت العنود موقفها وقالت عشان ما تخمن أزهار أفكارها وقالت : لا قلت بس يمكن تنكسفين من جاسم ..
ضحكت وقالت بمزح عشان تخبي خجلها : وليه أنكسف ؟؟
وراحت للمطبخ وهي تقول بهمس : يا حلاتي وأنا داقة عليه أطلب منه يرجع شريحتي , يا فضيحه , والله إنك مهوية يا هنوف ..
لفوا العنود والبندري على الهنوف وقالت العنود بلوم : يا دب , اش قاعدة تقولين ؟؟ تبغينه يصك الخط في وجهها , انتي بنفسك سمعتي اش قال اليوم الظهر على الغدا ..
وقالت تقلده بغيض وهمس عشان ما تسمعها أزهار : زواجي من أزهار تحصيل حاصل ولا هي ماااااا قربت من المواصفات اللي كنت أبغاها في البنت اللي تشاركني حياتي ..
وقالت البندري : أنا لو قلتلك أطلبي شريحة من حسان بتطلبينها منه ...
حمممممممممرت خدودها من سمعت اسم حسان وقالت بتلعثم : ها ... لا طبعا ... يووووووو شكلي أحرجت أزهار ..
قالوها الثنتين في نفس الوقت اللي دق فيه جوال العنود : توك اللي انتبهتي ..
لفت العنود عن الهنوف اللي سود وجهها من الهم وهي خايفة إنها أحرجت أزهار وردت على جوالها وهي تأشر لهم يعني يا ويلكم وتقول : هلا أبوية ..
هاااااااااوش أبوها إلين شبع ليش متأخرين لهالوقت وأكيد إنهم مزعجين عمر وكيف بيرجعون مع السواق في هالليل , حكت العنود شعرها وقالت : أبوية عمر مو موجود , وخلاص سوناردي تحت دحين نجي لا تعصب ..
صرخ : أي تحت وهو توه داق جرس البيت علي يقول متى أجيب بنات أنا أبغى أنام أنا تعبان , أنا ما أعرف هذا طريق ..
سبت سوناردي أللللللللللف سبة في داخلها وهي تقول بهدوء : ها ... عندك ... والله كنت أحسبه تحت يا أبوية , خلاص أنا أدق عليه وأوصف له الطريق ..
سمعت أبوها يتكلم مع شخص غيرها , نادته : أبويه ..
قال براحة : خلاص جاسم جايكم دحين , توه دخل وقلت له يجيبكم هو يعرف الطريق أحسن من سوناردي , وتراه يقول لو دق الجوال و مانزلتم على طول بيوريكم شغلكم ..
ما قدرت تقول شي , الخطأ خطأهم ليش ما انتبهوا للوقت , قالت : طيب ..
ولفت على أخواتها وهي تقول بخوف : جاسم جاي ..
كلهم التفتوا على أزهار اللي خارجة من المطبخ وهي شايلة تبسي فيه صينية مكرونة بالباشميل وصحون وملاعق وشطة , حطت التبسي على الأرض وقالت : اش فيه ؟؟ هذا بابا اللي كان يكلمك ..
قالت العنود وهي حاسة بالذنب : تراه أرسل جاسم ..
انصدمت أزهار اللي ما كانت مستعدة تقابله لكنها ما حبت تبين لهم , هزت أكتافها وقالت وهي ترجع للمطبخ : ويعني ؟؟ يلا قوموا كلوا قبل ما يوصل و يعجلكم ..
جابت العصيرات وغصب عنها طالعت في شكلها في مراية الحمام من دون ما يشوفونها , صح هو قال بيرن جوال وينزلون لكن سبحان الله يمكن يطلع , شعرها مستشور ومرتب وكل شي زين لكنها كانت منحرجة تقابله ببنطلون , صح بلوزتها توصل للركبة بس برضو إحراج , جلست معاهم وهي تحاول قدر الإمكان ما يشوفون التوتر والخوف في تصرفاتها , دق جوال الهنوف فانتفضوا كلهم , طالعت الهنوف في جوالها وقالت بهمس : رسالة ..
طالعوا في بعض وانفجروا بالضحك مرة وحدة , ضحكوا إلين دمعت عيونهم على ردة فعلهم وراحت رهبة الموقف , وهم ياكلون و يسولفون دق جرس الباب , قامت أزهار وقالت وهي تطالع في الساعة اللي كانت 11.30 الليل : شكله عمر ..
ولمن طالعت في العين رجع لها التوتر , طلعت راسها من الممر وقالت بهمس : جاسم ..
قاموا بسرعة يدورون على عباياتهم ويلبسونها , ضحكت أزهار على أشكالهم وفتحت الباب وهي وراه , ولمن ما دخل طلت براسها فشافته واقف عند العتبة لابس بنطلون جنز وبلوزة عليها رسمات متداخلة ولابس آيس كاب , قال ببرود و طفش من دون ما يسلم : وين الزفوت ؟؟
~ أسبوع لا اتصل ولا تطمن ويبدأها كذا , يالله تسكنهم مساكنهم , زفوت مرة وحدة , ياخي احترم ألفاظك قدام حرمتك على الأقل ~ ما تدري ليه ابتسمت وهي تقول بهمس خجول : يلبسون العبايات , دقايق ويكونون عندك ..
سألها بجفاء صدمها : والابتسامة هذي اش معناها ؟؟
انمحت ابتسامتها وهي تقول بهدوء : ضايقتك ؟؟ خلاص شلناها ..
أعطاها ظهره ونزل , رسمت أزهار على وجهها ابتسامة مصطنعة وهي تودع البنات وتشكرهم على زيارتهم , وبعد ما صكت الباب زفرت وهي تقول : مالت عليه أنا اش سويت له ؟؟ ماد البوز عليه , يا ربي رحمتك ابتليتني بزوج ماني عارفه كيف أتعامل معاه ,الله يعين البنات عليه , أكيد لعن سابع جدودهم ..
***
: وانت لييييييش معصصصصصصب , أنا ما قلت لأبوية يرسلك ..
صرخ بقوة : عنود صكي حلقك ..
دقتها البندري وهي تأشر لها بصمت يعني اسكتي ولا تناقشين , طنشتها وقالت بضيق : مالت , كله من العجلة نسيت صحن الأكل اللي أعطتني إياه أزهار لأمي وأبوية ..
لفت الهنوف بصدمة وقالت : نسيييييتييييييييه ؟؟ أمي ما تعشت تستناه ..
لف جاسم عند أول لفة بقوة خلتهم يتصقعون في اللي جنبهم وهو يقول بعصبية : أصلا الحق مو عليكم , عليه أنا اللي مطاوعكم ..
حطت الهنوف يدها على موضع قلبها وهي تدعي بداخلها ما يصير لهم حادث بسبب سرعته المجنونه , فرمل عند باب العمارة بقوة طيرتهم على قدام وخرج وهو يصفق الباب بكل قوته , تفلت العنود من قلبها بعد ما خرج وقالت الهنوف وهي تسد إذنها : صفقة الباب أحسها فجرت إذني و هزت عظامي ..
تأوهت البندري اللي جالسة وراها وقالت : صفقة الباب بس , لفته خلتني أصك في الباب صكة بنت كلب , والعصلا هذي كملت الناقص , فغصتني ..
بعدين سألت بحيرة : هو ليه معصب كذا ؟؟
صرخت العنود بقهر وسط ضحك أخواتها : الرجااااااال طول عمرهم أنذال متى ما اشتهوا عصبوا ومتى ما اشتهوا روقوا ويا ويلك و سوااااد ليلك لو ما مشيتي مع مزاجيتهم العفنة ..
دق جاسم الباب وهو يحس بفورااااااان غرييييييب بداخله , زاده الشابين اللي نزلوا من الدور اللي فوق , لو أعطوه حجار ذيك الساعة كان فتته من اللي فيه ..
أول ما شافته فتحت الباب باستغراب , لسه توه 6 دقايق بالكثير من خرجوا من عندها , زفر وقال باختصار شديد : الصحن ..
انفتح باب جارهم وخرج منه أبو صلاح وطالع في جاسم بصدمة , مد جاسم يده على طول وفك تقطيبة حواجبه وهو يقول بثقة وهدوء : أكيد إنت أبو صلاح , أنا جاسم أحمد الـ ... , عمر يشكر فيك كثير خصوصا وقفتك معاه بعد أزمته ..
ابتسم أبو صلاح وارتاحت ملامحه وهو يقول : أهلا وسهلا , إنت جاسم زوج أزهار , كلمني عنك عمر , هلا والله , سامحني , خفت على البنية يوم سمعت أصوات , تعرفها لوحدها و ما عندها أحد و موصيني عليها أخوها ..
ابتسم جاسم وقال : والله فيك الخير يا أبو صلاح , جزاك الله خير ما قصرت , سامحنا على الإزعاج ..
حطت أزهار الصحن اللي ملته من المكرونه والفطاير اللي سوتها في كيس وهي تحاول تخمن اش قاعد يسولف جارهم مع جاسم ..
: ما خلصتي ؟؟
انتفضت بخوف وهي تشهق ولفت عليه وهمست بخلعة : بسم الله , فجعتني ..
قال بتريقة : لا والله , أخلصي وهاتي الصحن ..
تجاهلت وقاحته وابتسمت بعكس ما توقع وناولته الكيس بصمت , سحب الكيس ومشي خارج , ولمن سمعت صوت الباب زفرت وقالت : يا ربي على الرجال كلهم واحد , يعصبون من شي ويحطون عصبيتهم على الناس الغلط , أكيد خسر أسهم ولا تهاوش مع رئيسه ولا صاحبه , يارب تعينني على هالرجال ..
هي لاحظت هالطبع في عمر وعمير لكن عمار لا , تنهدت وهي تتذكر عمار اللي كان يكظم غيضه بشكل عجيب , حتى في أحلك المواقف كان يكتفي بكلمات بسيطة أثناء الإجابة عشان ما يجرح أحد أو يغلط عليه في لحظة غضب , همست لنفسها : الطيب ما يعيش يا عمار , الله يرحمك رحمة واسعة ..
بلعت ريقها أول ما اختنق صوتها وقامت تغسل الصحون وهي تحاول تلهي نفسها عن ذكراه بأي شي ثاني ..
دق الجرس ووصلها صوت انفتاح الباب وصكه ممزوج بصوت عمر وهو يلحن : السلااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
غسلت وجهها ولفت وهي ترد السلام , طالع فيها وقال : أشوف حليت للسيد جاسم الجية وأنا ماني موجود ..
حممممممممممر وجهها و انشرقت بريقها لمن فتحت فمها بتدافع , ضحك عمر وقال : بس , بس , هذا كله من الخجل أمزح معاك أنا , قلي إنه جا أخذ البنات , تصدقين بدأت أغير نظرتي عنه ..
رفعت راسها وسألت : أي نظرة ؟؟
قال وهو يفصخ شماغه : دق علي يسألني أنا فين وقال لي إنه بيستناني إلين أجي عشان ما تقعدين لوحدك خاصة إنه عيال جارنا فالح طالعين نازلين , وما حرك سيارته إلا بعد ما سلم علي وتأكد إني طالع ..
ابتسمت وقالت : و انت حضرتك كان لك نظرة و ما قلتلي ؟؟
قال وهو يخرج من المطبخ متهرب من الإجابة : بأروح أتروش ..
~ اش النظرة اللي في بال عمر ؟؟ أفففففففف ما أدري تصرف جاسم هذا هو خوف علي ولا شك فيني , لازم قبل الزواج تنحل هالمسألة , مو معقول بنتزوج وهو مهو عارف الموضوع ولا حتصير مشاكل لا لها أول ولا ثاني , استغفرك يا رب وأتوب إليك ~..
***
كان جالس على سريره و محموله قدامه يضغط أزراره بسرعة محترف , طالع في رده اللي كتبه وضغط إدخال وهو مبتسم , كان صوت الأغنية المفضلة له مسموع من ورى السماعات اللي حاطها على أذانيه , هز راسه بدندنه وكتب ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أقول , أكيد بتقعد تفلسف علي مو النار ما تحرق إلا رجل واطيها ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : هذاك قلتها بنفسك , رجل واطيها اللي هو انت , رحت من عندي قبل 10 أيام و انت ناوي الطلاق و هذاك مختار الشقة و ماخذ إلحاق وقاعد تجهز لعرسك من دوني يالخاين ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أبوية ما يخلي الواحد يتنفس كإنه ماحسب واحد من عياله يتزوج , لو تشوفه تقول هو العريس مو أنا ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : ومتى نفرح بك ؟؟
عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أقول لا تغثيني بهالسؤال لأرسللك فايروس يجيب أجل محمولك انت ووجهك ؟؟
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : جاسم أكلمك بعقلانية أنا , صدقني لو تزوجت وهالفكرة في راسك وانك مغصوب عالبنت لو اش ما سوت واش ما صار بينكم بيقعد شي في نفسك ينغص عليك , ما أظن البنت لهالدرجة ما تنطاق ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج : اقطع النفس خلاص , فيهااا شي يخليني أطططططلع من طوري وانتهينا ..
أرسله صورة واحد مبتسم ومروق وكتب ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : يا أبو حق صلصل إحنا في محادثة يعني اقطع الضغط على الأزرار مو النفس ..
حس بضغطه يرتفع فكتب بغيض ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج : لا والله ؟؟ يا برودك , ضف وجهك عني ورجع النك نيم القديم أحلى ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : كيفي أنا حاليا طفشان ماني مخبول وانت منت مكروف بالعكس متبطر على النعمة ..
أرسل جاسم صورة متحركة , الولد اللي يرمي بالون الموية وخرج من المحادثة ..
جلس يقلب كلام عدنان في راسه كثير وفي الآخر طفش طفى اللمبة وانسدح عشان ينام , أمه متوعدته بكرة بدوران في الأسواق ...


***********************



 

رد مع اقتباس