الموضوع: اللوجّرس | lugers
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2020, 05:25 AM   #15
جلنار | Gulnar

محكوم علينا بالأمل


الصورة الرمزية جلنار | Gulnar
جلنار | Gulnar غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 25
 المشاركات : 10,232 [ + ]
 التقييم :  69085
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة

مشاهدة أوسمتي

الفصل الثالث| اللوجّرس











"الحياة ، إما مغامرة جريئة أو لا شيء"

- هيلين كيلر



-مساحة لذكر الله -


سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
سبحان الله الحمدلله لا إله إلا الله الله أكبر
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين


-الفصل الثالث -

أسندت مرفقيها على الحافة تميل بجسدها للأمام شاردة في انسياب حركة النهر أسفلها ، جسر الآلفية في لندن مكان مناسب
للشرود في تناقضات الحياة ، هَبت نسمة الربيع تبعثر أفكارها ، تنهدت بارتياح للنتائج الجيدة التي حصلت
رين استلم توصيل البضائع من الآن فصاعداً وصاحب الورشة قد تغير بالفعل مما سبب صدمة لكلوديا
حينما تراه يتجنب النظر ناحية إحدى العاملات ويتلعثم في الإجابة على أسئلتهم ، فَكرت بأنه من الجيد دخولها
لهذا العلم ربما كان الشيء الوحيد الجيد الذي فعلته بحياتها، لعل هناك ما يرشدها لأرض الأحرار تلك
" أين عساي أجدها ؟"
لمحت عينيها سيارةً بيضاء حديثة الطراز قد توقفت عن الحركة في طرف الشارع ، كان محيطها جذاب بشكل لا يقاوم
خَرَج شاب ذو بذلة بيضاء راقية ملائمة لبنيته القوية ، تأملته لفترة من خصلات شعره الفحمية
وصولاً إلى حدقتيه بندقية اللون ؛ إنه من الأغنياء الذي لا يملك سوى بطاقات مصرفية ، هذا ما جال برأسها
وكما تقول هي " فقير الجيوب " صرفت النظر عنه بتملل ولكن شيئاً ما لامع قد التقط نظرها ، التفتت عائدة بنظرها باهتمام
تنظر إلى معصمه بتركيز لتلك الساعة الذهبية التي تعانق بشرته القمحية !
وقعت في غرامها من النظرة الأولى ، ويبدو بأن قيمتها النقدية تطغي على قيمتها الجمالية
لم تنتبه بأنها تحبس أنفاسها طوال فترة تحديقها ! شهقت باستيعاب تملئ رئتيها بالهواء
ثم جزمت قرارها وتحركت نحوه مبتسمة فها هي قد وجدت شيئاً يشغلها

" أنرت المنطقة يا سيد "
ابعد الهاتف عن أذنه والتفت إليها بتعجب يشير لنفسه " أتتحدثين معي ؟"
" أجل ، وهل هناك سيد راقي يقف هنا أمامي غيرك ؟ "
رمش بعينيه يحدق بها بشك ; ثم أغلق هاتفه وسط تلك المكالمة التي لم تنتهي
ولم يعطي أي كلمة حتى للطرف الأخر قبل الإغلاق !
" ماذا تريدين ؟ "
" أن أقدم لك أمنية "
ضحك باستهزاء واستند على سيارته مكتفاً ذراعيه يردف
" وما الأمنية التي يمكن لفقيرة تقديمها إلى غني ! "
أخرجت قداحة معدنية تلوح بها أمام عينيه تنطق بحماس " هل تريد التجربة ؟ "
دحرج عينيه بضجر " لست مُدمن تدخين سيجارات ملغومة "
" فقط تمنى أمنية يا رجل "
رفع حاجبه بشرط " أياً كانت ؟ "
رددت جملته بتأكيد " أياً كانت. "
فاجأتها حركته وهو يميل بجذعه نحوها كما لو انه يهمس بسر وبابتسامة ساخرة قال
" أريد من فاتنة شقراء الخروج معي في سيارتي "
احتلت المتعة تقاسيم وجهها وما لبثت إلا أن حركت القداحة بحركة غريبة وسريعة بين أصابعها بالكاد قد تلاحظها
ثم أشعلتها وسط أنظاره ، عقله يرغب بمحاولة فهم الرابط العجيب بين امنيته وهذه العلبة المعدنية، أنفاسه مشتتة
يرمش باضطراب ، حركت الولاعة المشتعلة ببطء ناحية باب متجر " ها هو .. طلبك "


رَفع بصره عن الولاعة نحو الأمام حيث تأتي باتجاهه فتاة شقراء ، طويلة القامة وجسد منحوت
يحتويه ثوبٌ أحمر قصير; أستقام هو بصدمة يتأمل تلك المتوجهة نحوه " عليك الحذر ، إنها جريئة "
اتسعت ابتسامته ونطق فور وصولها إليه ووقوفها أمامه " هذا ممتع."
" إذاً حظاً موفقاً "
لوحت له مغادرة بينما هو لم يبالي بها وقد فتح باب السيارة لتلك الشقراء التي ما إن دخلت سيارته حتى اختفت !
انتفض بعدم استيعاب ينظر للكرسي الفارغ التي كانت تجلس عليه فتاة للتو ! التفت حوله بتشتت
وكأنه قد قابل سحراً من نوعٍ ما ! لمس معصمه يهمس باستنجاد " رودوس "
ولكنه لم يلمس سوى بشرته ، فَقد القطعة المعدنية المحيطة لمعصمه
" اللعنة أين هي الساعة ؟ "
أخذ يبحث كالمجنون بينما اللصة قد ابتعدت مستلقية على سطح أحد المنازل

تختفي عن الأنظار إلى أن يهدأ حال الشارع ويذهب الشاب الغني باستسلام ، نظرت لقداحتها
" استهلكت الكثير منها اليوم! "
تذكرت حركتها السحرية التي أوهمت الشاب برؤية الفتاة التي يتمنى عقله مواصفاتها ، ببساطة كان ذلك
من نشأة خياله ، هذه هي براعتها في الخدع البصرية ! " المسكين كاد يسيل لعابه "
أخرجت الساعة الذهبية من جيبها تتأملها بأعين عاشقة ثم قبلتها " كم أنتِ جميلة "

تبدو كما لو أنها تُقبل جميع مسروقاتها بحب ، قلبت الساعة بين يديها تتفحص إن كانت هناك أي كتابات تمنعها من بيعها
فتعجبت من وجود نقوش بـ رموز غريبة تحت كلمة " رودوس " لفظت الكلمة الوحيدة التي استطاعت قرأتها بريبة
قطع تأملاتها صوتٌ ساخط خرج أمامها بشكلٍ مفاجئ
" لما عدت بطلبي ! ألم نقل أننا لن نتكلم لمدة أسـ.. "
هرب الكلام منه عندما التفت إليها وصمت بـ تفاجئ ، أخذ ينظر حوله بتشتت عن المكان الذي هو به !
بينما بقيت هي متجمدة مكانها تحدق بالكائن الأقرب للبشري الذي ظهر أمامها من العدم !
هَبت رياح عصفت بشعرها عندما اصطدم نظرها بحدقتين زجاجيتين كانعكاس السماء
شعره فضي بل أقرب للثلج الصافي يصل لكتفيه ، ثمة شيء أخر جعل قلبها ينبض بسرعة
الوشم الأزرق المضيء على طول ذراعه اليمنى وصولاً لكتفه ، أذانٌ لوزية لم ترى مثلها من قبل
جلعتها تلمس أذانها تتأكد إن كان الشكل طبيعي أم أنها تبالغ في ردة فعلها !
تداركت نفسها أخيراً تخفي الساعة في ثيابها عندما سقط نظر ذلك الغريب إلى يديها
انخفض يجلس القرفصاء أمامها حتى يصل لمستوى نظرها وهي جالسة
" هل بطريقةٍ ما وجدتِ ساعة ذهبية ؟ "
" لـ لا "
" متأكدة ؟ ألم تنطقي اسم رودوس منذ قليل ؟! "
" لا أفهم عما تتكلم "
" إنها بحوزتكِ، صحيح ؟ "
" مالذي تقوله! ارحل من هنا "
نهضت من أمامه حينما شعرت بأن عليها إخلاء المكان ، لربما كان هذا الغريب
يراقبها وظهر أمامها فجأةً ، اقتربت من الحافة تود الهبوط فتلقت أذانها صوته كالصدى
" أنتِ تضعين نفسكِ بمصيبة يا امرأة "
كادت ان تلتفت لتخبره بألا يلحق بها لكنها لم تجده كما لو أنه تبخر في الهواء
جمعت أنفاسها بارتباك ورمت بجسدها هبوطاً إلى الأرض ، تحسب نفسها بغابة تتعامل مع الأشجار
لا بمدينة تَعج بالسياح والأغنياء المترفين ، كان المكان الوحيد الذي يستطيع احتواءها
- مكتبة لوديان -
دفعت الباب بهدوء ليرن صوت الجرس معلناً عن دخول أحدهم، أطل العجوز لوديان من فوق مكتبه
ليعبس عند رؤيته للكارثة قد عادت لمكتبته ، سارت كالأشباح دون أن تعير المتواجدين أي اهتمام
" أذانه تلك " تمتمت بشرود بينما تتذكر شكله وتلمس أذنها بين الحين والأخر ، أمالت رأسها بتفكير
فور تذكرها لشيء ، جلست على كرسي بنهاية طاولة القراءة بحيرة
" لما سألني ان كُنت نطقت اسم رودوس ؟ "
أخرجت الساعة من جيبها وقلبتها سريعاً لتتأكد شكوكها ، كانت تعلم بأنها قرأته بمكانٍ ما
" هذا اسماً إذاً ! هل مالك هذه الساعة يختم اسمه كي لا يتم بيعها ؟ "
" بتِ تحضرين أشياء لا نفع منها "
قفزت من مكانها صارخة مما جعل الكرسي الذي كانت تجلس عليه يتشقلب معها مصدراً ضجة
عالية أدت إلى تلقيها لنظرات حادة من أصحاب التماثيل الغارقون في قراءة الكتب على الطاولة
سحبها لوديان الذي أفزعها سابقاً بصوته المفاجئ مدمراً غلافها الصامت على الرغم من انه
كان يهمس لها ليس أكثر " ألا يمكنك احترام الوقت الذي أقضيه مع عقلي ؟ "
" لا فأنا لستُ معتاداً على امتلاككِ عقلاً "
" أصابك الخرف أيضاً ! سترى بأني من سلالة اينشتاين "
جرها معه ناحية مكتب الاستقبال بعيداً عن زوار المكتبة ، وهو يضيف ساخراً
" ابحثي عن عائلتكِ بعدها تعالي واقلعي عيني باسم السلالة "
" لا احتاج للبحث عن أشخاص تخلوا عني "
" وما أدراكِ بأنه تم التخلي عنكِ "
صمتت تزم شفتيها مما جعله يلتفت إليها باهتمام ، وبقلق ركز على ما ستقوله
هل لامس شيئاً من ماضيها ؟هل ستفيض بحزنها المكبوت! إنها نادرة العبوس
" أنا جائعة "
- إنها تهرب كعادتها - هذا ما قاله داخل عقله ، هز رأسه بيأس منها وسار يأمر
" جهزي الغداء "
" هل .. بطريقةٍ ما تود التخلص من حياتك ؟ "
" لم أطلب منكِ صنع الغداء بل تجهيزه ، ارسل لي أحدهم وجبة "
" من من !! "
" فلتأكلي منه وأنتِ صامتة أو ارحلي لتبحثي عن طعام أخر "
" ياااه جدنا العجوز يعيش مراهقة جديدة "
تجاهلت شتائمه وتوجهت ناحية ثلاجة المكتبة في آخر القاعة ، بالرغم من أَن المكتبة قديمة
وليست عصرية إلا أن هناك بعض الناس المهووسين بالأماكن العتيقة ذات الوثائق النادرة ، كأنها
خزينة سرية لعلم العالم البشري منذ الأزل ، وبعض الحضور من المناطق المجاورة يدفعهم كسلهم إلى هنا
حتى لا يجهدوا أنفسهم بقطع مسافات أطول لـ مكتبة أخرى ، حصلت على علبة غداء مغلفة بشريط أحمر
" أوه، يا للرومنسية ! "
أزالت الشريط الأحمر بعناية وتدفن أنفها في العلبة لربما كان المرسل رجل أحزنه حال لوديان الوحيد
أو إمرأة عجوز تريد استرجاع شبابها مع لوديان ، فشلت حاسة شمها باكتشاف أي رائحة عطورات
" بالنهاية هي علبة غداء لن تتعطر "

فتحت الغطاء لتجد ورقة لُصقت في جوفه ، أزالتها بفضول تقرأ الخطوط المزخرفة بكل حب
" بالصحة والهناء ، عزيزي "
" عزيزي !! عزيــ "
ما إن استوعبت الرسالة حتى انفجرت ضحكاً بصوت عالي ، أدى لهرولة لوديان سريعاً ناحيتها
وخطف الرسالة من يدها ، ضيق عينيه يقرأ ثم رفع رأسه عن الورقة يتجنب النظر ناحية نتاليا
التي تحاصره من كل اتجاه يدير رأسه إليه

" إذاً ، من سعيدة الحظ تلك ؟ "
" تناولي طعامكِ خارجاً، هيا "
" مالـ.."
" اذهبي واشتري طعاماً آخر "
قال جملته وهو يدفعها للخارج دون أن يدع لها الفرصة بأَن تحرجه أكثر بكلامها
" تشه! ياله من لئيم " تذمرت عندما وجدت نفسها أمام الباب وقد صفعه وراءها
فقررت أَن تستعطف جانبه البشري ، واستندت على الباب تمثل البراءة
" لوديان السماء أَظلمت، ألن تخاف من خروجي وحدي؟! "
" أَخاف على البشر منكِ"
رد عليها يصيح من الداخل لتضرب الباب بيدها تهدد " سأذهب، فليأكلك الندم! "
تجاهلها واتجه ناحية علبة الغداء بأعين عاشق ولهان ، فتح العلبة ثم تصنم بمكانه
حيث وجدها قد أصبحت فارغة يعبث الهواء بها ، عَلم بأن تلك اللصة وراء هذا
لا بد وانها انتشلت الطعام وهي تعبث بالكلام دون أَن ينتبه لحركتها ، مشغولاً بمشاعر الغيظ والاحراج
صاح بحنجرته المتيبسة " نتاليا!!!!" أَسرع ناحية الباب والدخان يتصاعد من رأسه
فَتحه ليراها جالسة على سياج السلالم التابعة للمكتبة ، تحمل في يدها عدة شطائر مغلفة
وعلى محياها نظرة خبيثة كافية لاستفزازه
" مِن الجيد أَنك جئت ترجو عودتي "
ضغط على أسنانه يلَعن حركتها الخفيفة في السرقة ثم مد يده ناحيتها يطالبها

" أعيدي الطعام لي، لم أتلقى شيئاً كهذا منذ زمن "
" أَنت طردتني "
قالت جملتها وهي تدير وجهها عنه بكبرياء وتضم غلاف الشطائر إليها أكثر
تنهد بيأس يقول محاولاً جذبها بالعروض " سأشارككِ إياه، هيا تعالي "
أعادت نظرها إليه بشرط خبيث " سآخذ شطيرتين ، وواحدة لك "
طفح الكيل به ليهم نحو تلميذته الوقحة يحاول استرداد ما سرقته ، وبالتالي هي قد أبعدت
يدها للوراء تميل أكثر في الهواء كي لا يصل للطعام الذي تمسكه ، ومع زيادة محاولة
لوديان للحصول عليه ، فقدت نتاليا توازنها لتجد جسدها يهبط للخلف نحو الأرضية
اتسعت عينيها وشريط حياتها مر أمامها ، جميع التحليلات تتطاير من رأسها وهي تفكر
- سأصاب بكسور مؤكد ! سينتهي مستقبلي الجميل قبل أَن يبدأ حتى -
وفي الثواني القليلة التي كادت بها تصطدم بالأرض ، ظهر وميض أزرق مفاجئ
في البقعة التي سقطت عليها ، وسرعان ما اختفى عند ملامسته لجسدها
بقيت مجمدة لدقائق تحاول استيعاب ما حصل ، لا تشعر بأي آللام كما لو أنها
سقطت على حرير بلا أي جاذبية ، قرصت ذراعها تتأكد إن كانت تشعر ، حية أم ميتة
" اعقلي نتاليا لن تموتي بسقوط من ارتفاع بسيط كهذا "
أخذت أنفاسها بروية وهي تربت على قلبها حتى تتماسك ، لمحت خيالاً أسود يمر أمامها سريعاً
كأنه يدور حولها محاولاً إحاطتها ، نهضت تتلفت بحذر وعجلة مربكة

" أنتِ بخير ! "
استدارت ناحية لوديان الذي وصل أخيراً ، وما إن رآها حتى زفر براحة مؤنباً
" يالكِ من قردة، لا طعام لكِ ! "
" فلتأخذه كله، هيا نعد "

هرولت ناحيته تضع الطعام في حوزته بعجلة وهي تدفعه للعودة إلى المكتبة
مما أثار تعجبه كيف تغير رأيها بهذه السرعة ! لا بد وأنها صدمت رأسها بقوة
ما إن دخلا حتى أقفلت الباب خلفها ، ثم اتجهت إلى النافذة تتأكد من إقفالها
خالجها شعورٌ غريب بأنها مراقبة ، دققت بالنظر من خلف الزجاج لتجد أحدهم يقف
عند زاوية الطريق مثبتٌ نظره نحوها، لا يبدو بأنه يمتلك ملامح ، هيكل أسود بالكامل ذو أطراف
بشرية واقفاً كالصنم لا يتحرك ولا يرمش ، هذا إن كانت عيناه واضحة ! رفعت حاجبها بتعجب
ثم أسدلت الستارة حتى تمنعه من المراقبة ، استدارت لتجد لوديان واقفاً بجدية ينتظر منها تفسير
تنهدت وعلمت بأن الوقت حان لأخذ المشورة " علينا التحدث "
جلس على الطاولة بهدوء وحكمة ثم أشار لها بأن تأتي لافتتاح الحديث فهذه هي
عادات نتاليا وتقاليدها عندما تجلب الكوارث ، وقفت بقربه ووضعت الساعة أمامه على الطاولة
أردف وهو يلتقطها بأنامله جاهزاً للتفحص " أهذه ما كنتِ شاردة بها عند مجيئكِ ؟ "
همهمت بهدوء وأمالت جذعها العلوي تستند على الطاولة باهتمام لتفحصاته
لامس القرصين الغريبين ذو التركيبة المعقدة فوق العقارب تماماً ، عقد حاجبيه بفضول
ثم قلب الساعة حيث الكتابات المنقوشة عليها ، دقق فيها شارداً لتشاركه نتاليا
" ماهذه النقوش برأيك ؟ لغة! "
" أَجل تبدو كذلك، لغة غريبة جداً "
" ماذا تعتقد ؟ هندية ! يابانية "
" لا ليست أياً منها "
" ماذا إذاً ! "
" إن لم يخب ظني ، إنها عبرية "
" عـ عـبرية ، لم أسمع عنها من قبل ! "
" لأنها شبيهة بالانقراض ، لم يستعملها أحد منذ زمن طويل ، أكثر غرابة
وتعقيد من
اللغة المسمارية والهيروغليفية ، تعود أصول رموزها إلى الحروف الآرامية "
" من أين جاءت ؟ من الغريب وجودها على قطعة قيد الاستعمال إلا إن كانت ترمز لشيء ما "
" أنتِ محقة، كانت شائعة في عهد الهيكل الثاني ومِن بعدها كثر استعمالها كـ طلاسم وتعاويذ "
" هـيكل ماذا ؟ "
" إنه تاريخ طويل "
" أتحسب انها تعويذة ؟! "
" لا أدري حقاً ، فلا أملك معاني لتفسيرها "
استقامت بوقوفها تدلك عنقها بتفكير عن أين بإمكانها إيجاد وثائق تفيدها بهذا الأمر

حتى لوديان الخبير لا يملك معلومات كافية عن هذه اللغة ، راقبته وهو يلمس الاسم المنقوش
الاسم الوحيد الذي بإمكانهم قراءته ، لفظه ببطء شارداً " ر و د و س "
صوت شيءٍ ما سقط من المكتبة جذب انتباه كليهما ، تحركت نتاليا ناحيتها بحذر تراقب
إن كان هناك دخيل ! سقط نظرها على الكتاب المركون أرضاً وعلى ما يبدو أنه سقط من الرف
مصدراً ذاك الصوت ، انخفضت تلتقطه ثم أعادته إلى مكانه بلا اهتمام فقد كان أحد مصنفات علم الجغرافيا
كادت أن تعود إلى الطاولة حيث لوديان لكن صوت السقوط أوقفها ، مجدداً ! كانت متأكدة أنها ركنته جيداً
التفتت تلتقطه ، واحد .. اثنان .. ثلاثة .. الكتب تتساقط واحداً تلو الآخر ، بينما هي واقفة بصدمة
هرول لوديان إليها ظاناً أن هناك مشاجرة إثر الضجة وقد اتسعت عينيه لرؤية الكتب مندثرة على الأرض
سيستهلك منه الكثير من الوقت لإعادة كل كتاب إلى تصنيفه
" كيف حدثت هذه الفوضى ؟ "
" سقطوا لوحدهم ! "

-فسحة الكاتبة-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ادري تأخرت ، أصلاً مستحيل ألاقي نفسي منتظمة بمواعيدي ، رح انصدم لو صار

الفصل مؤلف من 2400 كلمة كلمة تنطح كلمة الأحداث صارت بمنحى

ثاني صح ؟ بالله كنتو تتوقعوا ؟ ياه اتوقع كنتو تتوقعو

الأحداث القادمة بدت تفوح رائحتها شميتو ؟
نقدر نقول عنصر الكوميدية لتصنيف هذا الأسبوع جاء مع لوديان

والفصول السابقة كانت درامية ، من يدري ماذا يختبئ خلف الستار

- اسئلة عن الفصل -
- من برأيك ذاك الغريب ذو الشعر الفضي ؟
- ما علاقة رودوس ؟

- ردة فعلك وانت تقرأ الأحداث ؟


متشوقة لأرائكم ونصائحكم




 
 توقيع : جلنار | Gulnar

تَنفس ، عِش ، أكسر كل الحواجز | أنت على قيد الحياة!

اشتم ولا تخلي شي بقلبك || اترك جمال حروفك تنور حياتي
ي

التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 06-15-2020 الساعة 09:39 PM

رد مع اقتباس