عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2020, 10:28 PM   #11
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً






الظلمة في طريقها نحو النور
مستلة ذلك السيف الحاد لتقطع به كل خيط ذهبي يحاول الوصول
إلى قلوبنا المتلهفة له ، وكل ماحولنا ينبأ بالدمار القريب
لكن
هناك شمعة مضيئة صغيرة بداخلنا، زهرة تأبى الذبول
تعطر روحنا وتبث فيها الأمل
فهل سنقوى على خوض الصراع ومجابهته
أم أننا سنهار وستحل علينا

" لَعنَة الغُراب "




حركت شفتيها لتتحدث لكن صوت الباب قاطعها بينما
كان يُطرق بقوة
جلس فلورنس بسرعة وجلا دون أن يتمكن من اخفاء ذعره
بينما صوبت ناظريها نحو الباب بريبة..
وسرعان مانهضت وخرجت من الغرفة متجهة نحوه
تنفست بعمق محاولة طرد الأفكار السيئة قدر ماتستطيع لتفتح الباب
وإذا بها ترى مازاد من حيرتها ومخاوفها
فما عساه يكون ؟




حرك بصره متأملاً إياها من رأسها وحتى أخمص قدميها
نظراته المريبة تلك والإبتسامة المخيفة التي ارتسمت على شفتيه
جعلت قلبها ينتفض خوفاً
رفعت يدها لتلك الخصلات المتناثرة على وجهها وأبعدتها بتوتر واضح
بينما ازدادت ابتسامته اتساعاً بينما يقول بهمس : يالك من محظوظ أيها البريطاني .. لديك زوجة كالملاك
لم تنبس ببنت شفة مفكرة في كلماته الوقحة تلك
وماهي إلا هنيهة حتى رفعت طرفها له بحدة ونطقت أخيراً
بنبرة جافة : هل من خدمة تطلبها سيد تشوي ؟
ظل تشين يحدق اكتفى بصمت وعيناه لاتزالان تتأملانها حتى غلف الغضب قسماتها ..
وما إن همت بالحديث إذ بشخص يبعدها عن الباب ويتقدمها
- خيراً ؟
التفتت بسرعة ما إن سمعت نبرته تلك مدركة على الفور غضبه
وقد كان يحدق بتشين بنظرات حارقة كما لو كان يود قتله
اقتربت منه وأمسكت بذراعه هامسة له : عزيزي ..
قاطعها آمراً : جهزي ملابسي .. سأذهب وتشين الى الحقل
أومأت بالإيجاب وغادرت مسرعة وقلبها يضطرب بخوف شديد
بينما أعاد فلورنس ناظريه لتشين ونطق وهو يحاول السيطرة
على غضبه : ماذا كنت تفعل ؟
تشين بابتسامته الباردة الواثقة : لاشيء .. أتيت لمرافقتك للحقل .. خشيت أن تفضحنا إن ذهبت بمفردك ..
فلورنس بهدوء : لاتقلق .. لن ألقي بنفسي في الجحيم أبداً
أكمل محدثا نفسه" ولن أسلم نفسي وعائلتي لك بعدما أيقتنه
من دنائتك أيها الحقير
"
أشار الدخيل بعينيه السوداوين نحوها : زوجتك تنتظرك
التفت حيث كانت تقف آريا بارتباك وخوف تحاول إخفائهما
نظر لها فلورنس وقلبه يشتعل غضباً بصمت حالما أدرك نظرات
تشين الوقحة و الجريئة لها
توجه لها وأمسك يدها بعنف ثم أدخلها للغرفة ودخل معها
نظرت له بخوف ونكست رأسها على الفور وهي تضم يديها لبعضهما بارتباك شديد
أمسك ذراعها بقوة وقال بهمس غاضب : ماذا قال لكِ قبل أن آتيكما
ارتعش جسدها وظلت بصمتها بخوف وقد تحجرت الدموع بمقلتيها
هز ذراعها بعنف وهو يهمس بغضب أكبر : تحدثي
انهمرت دموعها وقالت بخوف : لا .. شيء .. سألني عنك .. و .. و..
- قولي الحقيقة !..

انسابت الدموع من مقلتيها بغزارة وقلبها يرتعش بشدة في جوفها
تنهد بعمق محاولاً السيطرة على نيران الغيرة التي اشتعلت
بقلبه وتوجه الى حيث وضعت الثياب ثم استبدل ملابسه
بسرعة توجه بعدها نحو الباب ورمقها بنظراتٍ غامضة
بينما كانت لاتزال منكسة طرفها ودموعها على وجنتيها
همس لها : لاتفتحي الباب قبل أن تسألي عمن خلفه في المرة القادمة .. فأنا حقاً .. أخشى عليكِ آريا
رفعت عينيها الباكيتان له وهي تنظر له نظراتٍ حائرة ..
ثم ابتسمت باطمئنان وأومأت ايجابا طائعة
- آسفة .. أعدك .. لن اكررها مجدداً
ربت على رأسها بهدوء وهو ينظر لها نظراتِ تخفي الكثي
نظراتٍ لم تفهم معناها لكنها آلمت قلبها بشدة واخترقته
كما لو أنها تنذرها .. بلعنة على وشك الحدوث
دلف بعدها إلى خارج الغرفة بينما هي لاتزال تتأمله بحيرة شديدة



مسحت عينها بكفها الصغيرة وهي تنهض من فراشها البارد وتوجهت
لخارج الغرفة حاملة دميتها المهترئة
نظرت لوالدتها التي كانت تقف أمام الموقد تطهو بشرود وقد غلف
القلق والخوف معالم وجهها
اقتربت منها بضع خطوات وقالت ببرائتها المعهودة :
- ماما أريد طعاماً .. جائعة
بدا وكأن آرياكو لاتسمعها فاقتربت أكثر وقالت بضجر وهي تشد
طرف ثوبها : ماماا جائعة
التفتت لها آرياكو باستياء :
- هارو !! كم مرة حذرتكِ من التصرف بهذه الطريقة الفظة؟!
نفخت هارو خديها باستياء طفولي :
- ماما ماذا فعلت الآن .. أنا جائعة وأنتِ لم تسمعيني حتى
استدارت لها قاطبة حاجبيها باستنكار ووضعت يديها على خصريها :
- لم أسمع ماقلته تواً .. أوليس كأنكِ تجاوزتِ حدودكِ أيتها الصغيرة
الشقية .. إنكِ حقاً بحاجة للتأديب ..

- تأديب !! .. كل هذا لأني جائعة ؟
هذا ماقالته هارو بتعجب وتذمر لتزيد من استياء آرياكو التي
نفذ صبرها فأمسكت بيدها بقوة وساقتها نحو الجدار
أوقفتها أمامه ونظرت لها بحزم وهي تقول :
ارفعي يديكِ وساقكِ ولاتبرحي مكانكِ وإلا ضربتكِ بالعصا
تنهدت الطفلة بيأس وضجر وقالت بتململ :
ماما .. أنا جائعة .. مالخطأ الذي فعلته الآن لتعاقبيني ؟
عقدت آرياكو يديها أمام صدرها وهي تنظر للطفلة باستنكار واستياء :
لاتعرفين بما أخطأتِ ؟ تعاملين والدتكِ كالخادمة ..
حتى أنكِ لم تلقي تحية الصباح علي .. إضافة إلى تلك النبرة الآمرة
التي تطلقينها وإجاباتكِ الغير مهذبة التي تنطقين بها
باستمرار حالما تحدثت .. أنتِ لاتعرفين معنى اللباقة حتى ..

كانت هارو تحرك قدميها بتململ وهي تلعب بدميتها متجاهلة
ماتقوله والدتها وإذا بجسدها يرتعش إثر تلك الصرخة الغاضبة التي
أطلقتها آرياكو : لاتتجاهليني حينما أحدثكِ ..
لقد ازدادت وقاحتك أيتها الطفلة المشاكسة

نظرت لها هارو بخوف بينما أمسكت آرياكو العصا وبدأت بضرب
هارو على ظاهر قدميها من الخلف فأخذت تصرخ وتبكي بشدة
مما جعل هانا الصغيرة تستيقظ اثر سماعها لصوتها وتخرج ناعسة
من غرفتها وحالما رأت غضب والدتها وعقابها اختئبت فوراً خلف
الباب وأطلت برأسها متعجبة خائفة



- كما أوصيتك فلورنس .. لاتبدي لهم أنك خائف أو مرتبك وإلا فُضح أمرنا
أومأ له فلورنس بالإيجاب وتوجها للحقل حيث كان يقف الفلاحين أمام نائب الرئيس " كازومي "
والذي انتظر حتى اكتمل عددهم فبدأ يقول بعد حديث مطول دار بينه
وبين كبار القرية
{اذاً .. تعلمون جميعاً لما اجتمعنا هنا .. يؤسفني قول هذا .. لقد احترقت المخازن بأكملها .. وسرقت الأموال ..

واختفى تاماكي ..المسؤول عن المخازن والحقول .. كل مااجتهدنا
لجنيه خلال هذا العام .. لقد احترق وأصبح رماداً ..إنها كارثة
حلت بقريتنا لم يسبق لها مثيل خلال الأعوام العشر السالفة ..
أشعر أن بالأمر مكيدة ما ..لكننا لم نتأكد من ذلك بعد ..
وحتى نعرف ونكتشف حقيقة هذه الحادثة الغريبة ..يجب أن نتعاون جميعاً لمساعدة القرية وتعويض ماخسرناه ..الشتاء على الأبواب
وبدون ما اذخرناه في المخازن لن نتمكن من سد احتياجاتنا ..
لذلك سنقوم بشراء الطعام من المدينة ..وحتماً ستكون أسعاره
باهظة للغاية . لذلك نأمل تعاونكم ومساعدتكم ..فكل مانفعله
ونبذله من جهود ستعود حتماً على القرية بالنفع قبل ان ننتفع
منها نحن }

أكمل كازومي خطبته تلك وبدأوا بجمع التبرعات والمساعدات
ممن يمكنه تقديمها ..بينما كان هناك أعين خفية تراقب مايحدث
مترقبة أي خيط قد يدلها على الفاعل ..متفرسة وجوه الفلاحين
تستسقي منهم أي بادرة تدلهم على هدفهم المنشود .. !
تنفس فلورنس بعمق وقلبه يأبى أن يهدأ من خفقانه المستبد .. وتقدم حالما حان دوره نحوه معاون كازومي والذي رمقه بنظرة آمرة
بمعنى أفرغ مابجيبك وقدم المساعدة للقريةرفع فلورنس رأسه
وبتردد قال : أعتذر .. لايمكنني المساعدة .. فمالدي من مال بالكاد
يكفي لسد احتياجات عائلتي

أجابه كازومي ساخراً : معك حق .. انه لايكفي لمساعدة قريتنا التي لاتنتمي إليها صحيح ؟.. إنما يكفي لتزويد جيوش العدو بما يحتاجون من مال وعتاد لقتالنا ..
نظر له فلورنس بدهشة مستنكراً مايقول بينما أكمل كازومي آمراً :
أفرغ جيبك أيها البريطاني القذر !
قبض فلورنس يده بقوة وهو ينظر لكازومي وذكرياته ترتسم في
عقله بينما قلبه يعتصر ألماً
- منذ متى وأنتم تعاملونني بهذه الطريقة كما لو كنت غريباً عنكم ؟!
.. لقد عشت هنا .. اليابان بمثابة موطني الثاني ..لكنكم جميعاً في
الآونة الأخيرة تنظرون لي باحتقار كما لو كنت المسؤول عن هذه
الحروب والمناوشات السياسية التي تدور بين زعمائنا وزعمائكم ..
ماشأني وماشأن عائلتي لنمسي ضحايا هذه الحرب الجائرة ؟!
أوتراني حملت سلاحاً لقتالكم ؟! هارو تنتظر منذ مدة طويلة الحلوى
التي وعدتها بها .. هانا تنتظر بلهفة موعد انضمامها وشقيقتها لبقية الأطفال .. لتكون تلميذة مثلهم .. وزوجتي .. لاتحلم بأكثر من حياة
هادئة تكفينا لنمضي قدماً سعداء ..نعيش حياة بسيطة رغيدة هانئة ..
لما تفعلون بنا هذا ؟

نظر له كازومي وهو يبتسم ابتسامة جانبية خبيثة وهمس له :
لن أتعجب ان كنت خلف مايجري في هذه القرية من كوارث .. سيد فلورنس .!
أشار بعدها لتشين بأن يتقدم وكان هذا الأخير ينظر لفلورنس بغضب
مكبوت هامساً بداخله :
" تباً لك فلورنس .. أقسم انك من سيفتضح أمرنا بسببه .. يجب أن أتخلص منك قريباً ..فأمثالك تقودهم شخصيتهم المسالمة الساذجة لقول
الحقائق المهلكة دائماً .. لن اتركك حتى ذلك الحين ..سيكون هذا اليوم
آخر يومٍ تمضيه بأحضان عائلتك
"



حل المساء واختفت الشمس خلف الأفق مخلفة تلك الظلمة الحالكة برحيلها ..بينما ظهر القمر من بين الغيوم راسماً بعض الضياء في العتمة ..
يختفي حيناً ويبدو حيناً آخر
فُتح الباب أخيراً منذراً بعودته للمنزل ..
لم يقل شيئاً واكتفى بأن خلع حذائه العتيق واجتاز عتبات المنزل
الصغيرة ليدخل بعدها الى غرفة المعيشة قلب ناظريه في أرجائها
حتى وقع بصره على آرياكو التي كانت تجلس أمام الطاولة الصغيرة
والتي احتوت على بعض الأطباق المغطاة .. وعلى جانبها كانت تجلس هانا بصمتها المعهود
اقترب نحوهما وقال بحيرة : مابكم ؟ إنها المرة الأولى التي يبدو
فيها المنزل بهذا الهدوء .. ثم أين هارو ؟

نظرت له آرياكو وعلى وجهها علامات البرود والاستياء : مرحباً بعودتك ..
كيف كان يومك ؟

أجابها وهو يجلس مطلقاً تنهيدة متعبة :
لاشيء جيد البتة .. ماذا حضرتي لنا من عشاء ؟
فتحت الغطاء لتكشف عن طبق الأرز مع الخضار وبجانبه إبريق الشاي
تنهد بضجر والتفت لها وهو يقول بسخط :
ودائماً هذا هو عشائنا ؟ سئمت هذا لما لاتقومي بطهي شيء آخر لنا
أجابته بهدوء : مثل ماذا ؟
- اللحم أو السمك أو الدجاج .. بيض أي شيء آخر مللت هذه الأطباق
أخذت طبقه وبدأت بملئه بالرز وهي تقول :
ومن أنّا أحضر لك هذا الطعام عزيزي .. تعلم أن هذا كل مانملكه
تنهد بعمق وهو يتذكر ماقاله كازومي له في الصباح وتمتم بغيظ :
لتأتي أيها الحقير وتشاهد حالنا هذه قبل أن تتفوه بتلك الترهات
نظرت له بتساؤل : أحدث أمر ما ؟
أجابها وهو يأخذ عيدان الطعام ويهم بالأكل :
بل قولي مالذي لم يحدث .. بت منبوذاً الآن لأنني بريطاني الأصل ..
وكأنني لم أتحمل العيش بهذه الحال التعسة طوال السنين الثمان الماضية

صمتت لوهلة ثم قالت وهي تنظر له بجدية :
نادم على زواجك بي والعيش هنا ؟!
نظر لعينيها ملياً بغضب مكبوت ثم قال وهو لايزال ينظر لهما :
لست متفرغاً لشجار آخر سيدة آرياكو
ابتسمت مصدرة صوتاً لضحكة قصيرة ساخرة :
هه .. يبدو أن رفيقك الجديد ذو تأثير عظيم ليغيرك بهذا الشكل
ترك فلورنس أعواد الطعام على المائدة وتنهد بعمق ثم نظر لها :
مالذي تريدين أن تصلي له الآن ؟
بقيت تنظر له بصمت وهدوء غاضب حتى التفتت بعد ثوانٍ لهانا
وأشارت لها بالعودة لغرفتها فاستجابت بسرعة طائعة ودخلت
الغرفة وأغلقت الباب ثم التفتت للخلف وأسرعت نحو شقيقتها التي
كانت مستلقية على الفراش
- هارو هارو .. بابا وماما غاضبان
نظرت لها هارو بوجهها الباكي المستاء :
سأخبر بابا عما فعلته بي أمي انظري .. هذا مؤلم
نظرت هانا لقدمي شقيقتها اللتان احمرتا وبدت آثار العصا واضحة
عليهما ثم قالت بخوف : مؤلم .. جداً ؟
اومأت هارو بالايجاب :
أكل هذا لأني أردت تناول الطعام ... أنا جائعة ..
أمي لاتحبني لقد حرمتني من الطعام طوال اليوم
هانا ببراءة : أنتِ السبب .. طريقتكِ في الحديث مع أمي سيئة وغير لبقة بتاتاً
هارو بغضب : بل أمي امرأة متوحشة وسيئة .. أبي أفضل منها بكثير
واذا بهما تسمعان صوت صراخ والدهما يعلو تبعه صوت والدتهما الغاضب
هانا بخوف : يتشاجران !!
اعتدلت هارو في جلوسها بقلق وتوجهت كلتاهما نحو الباب وفتحتاه
قليلاً وهما تراقبان مايحدث



قبل وقت قصير :


التفت لها ما إن دخلت الطفلة الغرفة وقال بغضب مكبوت :
إلاما تسعين آرياكو؟
أغمضت عينيها لبرهة محاولة تهدئة غضبها ثم فتحتهما والتفتت له من جديد : ماصلتك بالمدعو تشين ؟
رفع أحد حاجبيه مستنكراً ثم عقد ذراعيه أمام صدره وهو يقول
بنبرة ساخرة :
منذ متى وزوجتي الحبيبة تتدخل بشؤوني الخاصة وتختار أصدقائي أيضاً ؟
أجابته بثقة : منذ الآن .. طالما لايمكنك إيقاف نفسك عن الوقوع في الخطأ فسأفعل وسأوقفك قبل أن تلقي بنفسك وبنا إلى الهاوية
اتسعت عيناه بدهشة لما سمعه ثم عقد حاجبيه بغضب ونهض وهو يقول :
تماديتِ آريا .. تماديتِ كثيراً .. بعد كل ماأفعله وأعانيه لأجلكم هذا كل
ما ألقاه منكِ ؟!! ألا يكفي انني تحملت هذه الحياة العفنة والمعيشة
القاسية .. الاذلال والاهانات والجوع والتعب والمعاناة .. وقد كنت مدللاً
في عائلتي .. كنت أعيش مرفهاً والآن ماذا !!

نظرت له بألم وحزن تخفيهما بينما أكمل بغضب :
انظري كيف أصبحت يداي .. يداي اللتان لم تمسا التراب يوماً أنهكتا
ثمان سنين في العمل والحفر واختلطتا بالقذارات والأسمدة واسودتا
بسبب أدوات الزراعة المتعبة الثقيلة ..برأيكِ كل هذا لمن ؟! ..
أليس لأجلكِ .. لأجلك ضحيت بكل شيء جميل عشت معه وتخليت عن
أحبتي وعائلتي .. لأمضي كل هذه السني أقاسي وأتحمل الآلام
والمعاناة وكل مالم أعتد على عمله يوماً .. وفي النهاية أنا من سيقودكم للهاوية صحيح ؟! كم هذا عظيم منكِ زوجتي الحبيبة ..
شكراً لثقتكِ .. شكراً لتقديركِ ..

قاطعته وهي تصرخ بحزن وأسى : فلورنس يكفي ..
انهمرت الدموع التي احتجزتها طويلاً بينما تقول :
" أعلم كل هذا .. أعلم كم أفنيت عمرك وضحيت لأجلي ..
أنا أحبك حقاً فلورنس .. أنت .. لست زوجي وحسب .. انك أول وأجمل حب عشت حياتي لأجله ..أنا حقاً خائفة من أن أفقدك ..
أشعر بأنك بت تبتعد عني أكثر فأكثر .. وكلما ازدادت المسافة بيننا ..
أشعر أني أوشك على خسارتك .. والهلاك قريب للغاية مني .. أرجوك
لاتتخلى عنا .. من أجلنا كن بخير.. أرجوك ..عدني أن يكون كل شيء
بخير وأطفأ هذه النيران التي أضرمتها بقلبي
"
أشاح بوجهه وهو يستمع لحديثها والحيرة تملأ قلبه .. واذا بعينيه تقعان
على تلكما الطفلتين اللتان تختبئا خلف الباب ، تنهد بعمق محاولاً
السيطرة على غضبه ولملم شتات نفسه ثم أشار لهما باالاقتراب نظرت
كل منهما للأخرى ثم سارتا بتردد نحو والدهما ..والذي ماان وصلا له
حتى عانقهما بحنان وأخذ يخلل أنامله بشعرهما
- هل تناولتما عشائكما صغيرتاي ؟
أجابته هارو باندفاع : لا بابا .. أنا لم أتناول طعام الافطار ولا الغذاء ولا العشاء .. جائعة
نظر لها بدهشة : ولما لم تفعلي ؟!!
نظرت لها هانا مشيرة بالنفي بقلق محاولة ردعها عن الحديث بينما لم تلتفت لها هارو وأكملت تقول باحتجاج
- ماما حرمتني من الطعام وضربتني بالعصا بشدة انظر لساقي
نظر فلورنس بقلق لساقها ولآثار العصا بها ومسح عليها بأنامله بدهشة :
ولما فعلت هذا بكِ ؟!
هارو بتذمر وشكوى : فقط لأني قلت .. أنني جائعة
نظرت لوالدها بخوف حالما شاهدت الغضب يعلو قسمات وجهه بينما ينهض التفت بعدها لآرياكو التي كانت تنظر لهارو متوعدة بغضب
واذا بكفه تعانق خدها بقوة راسمة أثراً واضحاً لصفعته التي خلفت ورائها جرحاً عميقاً بقلبها وصدمة كبيرة .. لم تكن لتتوقع حدوثها يوماً ما !!



خلصنا اخيراً احس انو البارت طويل كتير
بتمنى يعجبكم ياحلوين ^///^




الوَاجِب :

• تطورت علاقة الزوجين نحو الأسوأ فهل ستزداد الأوضاع بينهما سوءاً ..
أم لاتزال هناك بادرة أمل تلوح في الأفق لغدٍ أفضل ؟

• لاتزال الحادثة طي الكتمان .. والشكوك الآن تدور حول فلورنس الذي
لم يستطع كتمان غضبه ونقمته لما يحدث بينما تشين يهدد ويتوعد
بالخلاص منه .. فمالذي بانتظاره وهل سيقع حقاً في الهاوية كما تنبأت
له آرياكو ؟

• هارو تزداد عناداً وشقاوة وتسبب ثغرة أكبر بين والديها .. وهانا تفتقد
الشعور بحب والدها .. مالذي يخفيه الغد لهاتين الطفلتين .. ومالدور
اللتان ستلعبانه في الأحداث ؟





وتستمر الحياة عناداً وتجبراً وقسوة حتى يكاد الماضي
أن يكون مجرد حلم جميل في ليلة قمرية عابرة
فهل سيتكرر هذا الحلم أم انه سيغدو حقيقة يوماً ما ؟




 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~Edith ; 04-04-2020 الساعة 02:21 PM

رد مع اقتباس