عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2020, 11:42 PM   #2
URANUS
"Hell is others"


الصورة الرمزية URANUS
URANUS غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 59
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 20,635 [ + ]
 التقييم :  19078
لوني المفضل : Gainsboro
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي








ɪɴᴛʀᴏᴅᴜᴄᴛɪᴏɴ


الاحلام - كما تُعرّف هي سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم،
وتختلف الأحلام في مدى تماسكها ومنطقيتها، توجد كثير من النظريات
التي تفسر حدوث الأحلام، من قِبل علماء مختلفين - فيقول سيجموند فرويد
أن الأحلام هي وسيلة تلجأ إليها النفس لأشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة
خاصة التي يكون أشباعها صعبا في الواقع، ففي الأحلام يرى الفرد دوافعه
قد تحققت في صورة حدث أو موقف! المثل الشعبي القائل "الجوعان يحلم بسوق
العيش
" خير تعبير على هذا، ولكن غالباً ما تكون الرغبات في الحلم مموهة أو مخفية
بحيث لا يعى الحالم نفسه معناها، ولذلك فأن كثير من الأحلام تبدو خالية من المعنى
والمنطق شبيهة بتفكير المجانين على عكس أحلام اليقظة التي تكون منطقية جدا.
ودراسة الأحلام وجدت لها آثار على الألواح الحجرية التي ترجع إلى سومر أقدم
حضارة عرفتها البشرية، واعتقدت بعض الشعوب القديمة مثل الإغريق أن الأحلام
عموما هبة من الآلهة لكشف معلومات للبشر وزرع رسالة معينة في عقل الشخص النائم.

ᴇxᴘʟᴀɴᴀᴛɪᴏɴꜱ


"انت تنظر إلى طفل ويُخيّل إليك انه حمامة بيضاء، وملاك بريئ
نقي طاهر الذيل، ولكن فرويد له رأيٌّ آخر: إنه يقول ان طفلك شيطانٌ
لعين، حيوانٌ تلوثه الرغباتُ والغرائز؛ الغيرة، الأنانيّة، الرغبة في التحطيم
والتلذذ بالبكاء والقسوةِ والجنس.. كل هذه الاُمور في دمه"

والطفل في نظر فرويد مخلوق جنسيّ يتلذذ بفمه في أثناء
الرِضاع، ويتلذذ بجسده العاري ويفرح برؤية نفسه عارياً، ويأخذ
في تحسسّ جسده بنشوة، ويتجه بغرائزه إتجاهاتٍ غير مُهذّبة، لا
يعرفُ فيها الحلالَ من الحرام، فهو يتجه بحبه نحو أمه ويعشقها ويغارُ
عليها من أبيه، بل هو يحقد على أبيه ويتمنى ان يقتله - عُقدة اوديب
ثم يصطدم بالواقع، بصغره وتفاهته وقلة حيلته وحاجته الدائمة للرعاية.

يحاول الفرار من مشكلته بالتشّبه بالبالغين، سيجارةٌ ومواعظُ وشاربٌ مزيّف
يحدث كل هذا في عقله الباطنيّ دون ان يستشعره، هذه بذرةٌ ينشأُ بها الضّمير،
ثم يخرج من نطاق عائلته إلى الشّارع، يخرجُ من انانيّته ويدخل في علاقات
حُبٍ مع افرادٍ من ابناءِ جنسه، مع اشباههِ من الاولاد، ثم يضل الى سن البلوغ
وترتكز لذّاته في اعضائه التناسليّة، فيتجه بحبه إلى الجنس الآخر، ويصطدم
بكومٍ هائل من الاُمور؛ شريعة، عادات، تقاليد، عرف، اخلاق، حلال وحرام!
تحصل صدمةٌ لديه، يدفن من أثرها كل رغباتهِ غير المشروعة في عقله الباطنيّ.
وتظلُّ هذه الرغباتُ صاحيةً لا تموتُ، بل هي مدفونةٌ في العقل! تتمطى بين وقت وآخر
في أثناء النوم، لتعيش حلماً طويلاً غريباً، وهذه هي نظرية الأحلام عند فرويد.
الأحلامُ - هي بعث للرغبات الحرام المدفونة في النفس من أيام الطفولة، وقضاءٍ
للحاجاتِ التي حُرمنا منها بحكم الأخلاق والدّين والآداب الاجتماعية، وتحقيق لما
لا يمكننا تحقيقهُ في الواقع، وما لا يليقُ أن نفكّر فيه في يقظتِنا ونحنُ بكامل وعينا!
بل إن الأحلامِ كُلها تحقيق لرغبةٍ عُليا، هي حراسةُ النوم، فَبدلا من أن نتيقظ لأن حلقنا
جفّ من العَطش، نحلم بأننا نشرب ونشرب حتى نرتوي، و بهذه الحيلة نحتفظ بنومنا.


"الحلم إذن هو قضاء رغبة؛ وهي عند فرويد ليست
أي رغبة وإنما رغبة طفولية، غالباً رغبة جنسٍ، مخجلةٌ، مُزرية"


وكما أسلفت، آراء العلماء تختلف فَعلى سبيل المثال؛ كارل يونج
كان يعتقد امراً مُغايراً فرويد، حيث يعتقد ان الحلم هو عودةُ للماضي
وإلى الطفولة بتخريبها وهذيانها! يعتقد يونج أن الحلمُ إشارةٌ للمستقبل،
وإلهامٌ من الملأ الأعلى - الأحلامُ هي تفكيرٌ، وهي ليست دائماً لإشباعِ
رغباتنا كما يقول فرويد، فأين وجه إشباع الرّغبات في الأحلام المرعبة
والكوابيس، إننا لا نرغب في الرُّعب، ولا في الألمِ.

يقول كارل يونج: "قد يمكن القول بأن الحلم هو واجهة، غير أنه يترتب علينا أن نتذكر
بأن واجهات معظم البيوت لا تضللنا أو تخدعنا، ولكنها على العكس تتوافق
مع مخطط البيت، وهي كثيراً ما تنم عن تصميمه الداخلي، ونحن نقول بأن
للحلم واجهة كاذبة فقط، لأننا لا نستطيع قراءته، وليس علينا أن نذهب إلى
ما وراء ذلك النص في المقام الأول، وإنما يتحتم علينا أن نقرأه".
ويقول يونغ أيضاً: "إن الحلم يعطي صورة للحالة الداخلية للفرد، بينما العقل
الواعي ينكر بأن هذه الحالة موجودة، وهو إذا ما اعترف بوجودها، فإنه يفعل
ذلك مكرهاً، فنحن عندما نصغي إلى أوامر العقل الواعي، فنحن في حالة شك
دائم، والحلم يأتي كتعبير عن عملية نفسية غير إرادية وغير مسيطر عليها من
وجهة نظر واعية، وهي إنما تمثل الحالة الداخلية للفرد كما هي عليه في الواقع".





 
 توقيع : URANUS



« سَلامٌ عَليكُم بِمَا صَبَرتُمْ فَنِعَمَ عُقبَى الدار »
ᴘᴜʀɢᴀᴛᴏʀɪᴏ ᴇᴛᴇʀɴᴀʟ ʟᴏꜱᴇ ꜰʀᴀɴᴋɴᴇss


رد مع اقتباس