CR
سألت بشبه همس, وهي تشعر بنفحات باردة قاتمة تلفّهما معًا مع كلّ كلمة.
صمته الجليل كثّف إحساسها, و ارتاحت لمّا قرّر أنّه لن يستغرق فيه طويلا...
-ظننتُ أنّي قادر على الخوض أكثر في تفاصيل تلك الليلة...مع أحدٍ من خارج محيط ما جرى.
-ليس من داعٍ لتحاول, طالما لست مرتاحًا للبوح بعد
اكتفى بهزّ رأسه أمام عقلانيّتها, متأمّلا الحلوى في محاولة بائسة لاشتهائها.
حين سألته "..."عمّا يحبّ تناوله, لم يجد من حاجة لإخبارها أنّه لم يعد يحبّ تناول شيء,
و أنّ كلّ ما يدخل جوفه بات بلا طعم ...مجرّد موادّ غذائيّة ضروريّة لا أكثر.
-كما ليس من حاجة لإجبار نفسك على الأكل, فلستُ هشّة لأتضايق من صديق,حصل أنّه فقد شهيّته
-و ماذا سنفعل بالدّانغو يا صديقتي الأذكى ممّا ينبغي؟
تجاوب باسترخاء وقد لاحظ أنّها أحجمت بدورها عن تناول الحلوى
-الأمر بسيط..."ت" سيحبّها...هيّا معي لأعرّفك به,لطيف جدًّا, و "ش" أيضًا! ستألفهما سريعًا!
فقط لا تخبرهما بامتداحي لهما...لن يصدّقاك.
لم يستشعر مجاملة من ناحيتها,
و ما دعوتها تلكَ إلّا لإخراجه من جوّ وجد نفسه بالفعل يريد مغادرتَه.
عاطفتها الدّافئة كانت مستمرّة بتحسُّسِ طريقها نحوَ زاوية ما من أعماقه الزّمهريريّة