عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2020, 09:01 PM   #6
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





مقدمة للأحداث!


.
.
.
.كُّل الأشياء بدأت تصغر ، تضعف وتتهاوى ساقطة على الأرض باستسلام ضجيجها المزعج وأنينها المؤلم للسامعين ...كانت قد عقدت العهد بينه وبينها بألّا يحدث هذا الضجيج ....قسمت بألا تفترق عن روحها ولكن ماذا حدث؟ كُلّ الأشياء تغيّرت وتحولت إلى رمادٍ قاتل تحوّلت اغصان الاشجار فجأة إلى غضاريف ضعيفة متناهية في الصغر !!! وتحولت اوراقها إلى اوراقٍ شفافة لا يُعرف لونها! من شكلها!! ....الجدران تخبطت في بعضهما البعض وصرير الأبواب بدأ بالارتفاع ويعلو تردده في كُل يوم! مات كُّلّ شيء وبقى جسدها فارغًا ...تكتم بداخلها صرخت طفلٍ أضاع امه في مكانٍ واسع....لا تعرف بدايته من نهايته!
ذهبت إليه ، ليُرمم شتاتها فاخرسها بقبلة الفراق الموجعة....كانت تظن سيضمّد جراحاتها وسيُمسح على قلبها بقرار الهروب ولكن رضخ لِم يحدث حولهما ...بكى بعينين محمرتين بِلا دموع ..اعتصرها ما بين اضلاعه ....وفي وسط رجفتهما الناجمة من مشاعرٍ مجهولة ..علقت دموع كلًّا منهما في ثياب الآخر أطال قُبلة الوداع ما بين عينيها ثم رحل بانكسار وضعف! تاركها في وسط هذا العجّ من الغبار المُميت حاولت أن تحدث فرقًا في هذه الأحداث الماكره ولكن لم تستطع ....استسلمت وحان موعد دفانها في هذه الليلة
.................................................. .................................
أنانية القرار، وقساوة الحديث فطر قلبها وقسمه إلى شقّيْن كانت تنظر لعينيه بجمود الدموع في وسط محجر عينيها...قراره صادم ولم تتخيّل يومًا تتذوّق مرارته اضاعت عمرها اربع سنوات انقضت معه بهدوء
وبروتين ممل لا تنكر هذا ابدًا ولكن كيف لهذا الهدوء يتحوّل إلى عاصفة يُصعب عليها ان تُديرها بنفسها ! ارتفعت اصواتهما ليرتعب ذلك الصغير ذو الخمس سنوات صرخ في وجهها قائلًا
: ما حد يقدر يوقفني عن قراري فاهمه
ثم خرج ولم يعد إليها إلى بعروسته ، كانت جميلة ذات ملامح هادئة وباهتة لا تحبذ الحياة خائفة من مصيرها الحالي تنظر إليها بضعف ترجو منها المساعدة تلتهمها بقول (انجبرت عليه) تبكي امامها بانهيار مختنقة(بدي ارجع على بلدي ......ساعديني)تنظر إليها بضعف وتهرب من انجاداتها بعيدًا عنها عاشا معًا في هذا المنزل بما يقارب ثمان سنوات
لا تخلو هذه السنوات من الصراخ ...والانفعالات ....وكان ثمر زواجه منها طفلة جميلة تحمل صفات جمال والدتها وانتهى هذا الزواج
بخيانة لا تُعرف....
وانشقّ طريقٌ جديد لها ، بدايته الضياع ......ونهايته أمل!!!!
.................................................. .............................
قبل الزواج باسبوع
كانت أمامه جاثلة على ركبتيها تترجاه بألم موجع تصرخ بحبٍ اخرسه قرارٍ سريعٍ وأناني ، اخذت تُسرد عليه برجاء وعود هذا الحب
فنهض ليخرسها قائلًا
: ما بدي يّاكي تزوجي هايدا الحئير......ما بتعرفي بيُّوه شو عمل فيّا......راح تزوّجي يوسف ....وبطلي بكى وكثرة حكي عن هـ...
قاطعته برجاء وقاطعها بضربته القاضية في قول: زواجك منّو راح يكون الخميس الجاي....
خرج من المنزل
فبقيت في الحقيقة الصادمة ، ثم قررت الهروب والتسلل إليه من اجل ان يُحدث شيئًا يُغيّر مجرى هذه الاحداث المؤلمة ، ولكن لم يفعل شيء واخذ يزيد ألمها بقول: ابوكي وبيّي قرروا هالقرار حتى نموت ويتصافى اللي بيناتهوم ما فيني اعمل شِي ما فيني....
بكيت على حالها وضعفها وتّم زواجها بنجاح وانتهى بفشلٍ لم تُطيقه
.................................................. .................................
بعد ثمان سنوات انقضت من زواجهما انتهى بها المطاف ان تجول في الشوارع تائه لا تعرف أين
تذهب؟ وقلبها يصرخ بخوف شديد على طفلتها بقيت بما يقارب اسبوعين بلا مأوى وبلا نومٍ هني إلى أن اتى وانتشلها من هذا الألم ولم ترضى أن تُبقي ابنتها في هذا المنزل اخذتها منه بالقوة وبالخداع ثم

سافرت عن هذا البلد وطوت قصتها مع هذا السفر ...وشقّت لحياتها قصة جديدة وصعبة جدًا.......لم يكن الأمر في غاية السهولة ...أمر السفر....أمر اخذ الفتاه من احضان والدها....وامر التهديد الذي اختلقهُ ذلك العاشق من أجل ان يخرس ذلك الرجل ويثنيه عن مطالبته بكل الأشياء.. جرت تلك الاحداث

بصعوبة وبثقلٍ وقلّة نومٍ وراحة! إلى أن انفصلت عن هذا العالم واثبت للجميع أنها وفية جدًا لهذا الحُب الذي ولدته ولم تستطع أن تتخلّى عنه يومًا !ولدته واضاعته رغمًا عنها وها هي اليوم استعادته من جديد وعادت لتحتضنه بلطف ونعومة اظافر يديها! ولكن عادت إليه بوجود كائن جديد اقتحم لجّة

مشاعرهما وحياتهما! كان من الصعب على هذا الكائن التأقلم معهما والعيش في هذا المكان الجديد والمجتمع الجديد والغريب عليه.......هذا الكائن ما هو إلا ابنتها ذات العمر الصغير تربّت على يد والدها يوسف ....وعلّمها على تعاليمه وعاداته وتقاليده والمدرسة لم تقصّر ابدًا في تعليمها الصح من الخطأ!

فأخذت تقارن أمور كثيرة وشاسعة الفرق ما بين ما عاشته في ذلك البلد وهنا
فأخذت الفتاة تتشتت افكارها ، وتتزعزع تعاليمها الدينية!! إلى ان انطوت وتقوقعة في تلك الغرفة وعاشت في فترة جمود عن الكلام وإبداء الرأي إلى أن ساعدتها والدتها وزوج والدتها بالنهوض

والخروج لمواجهة هذه الفروق وهذه الاختلافات واحترامها! لم تتقبل هذا الاختلاف ولم تتقبل وجود رجل آخر في حياة والدتها ولكن اجبرت على التأقلم إلى أن بدأت ترى كُلّ الاشياء دون أن تدقق في تفاصيلها واخذت تنخرط في هذا العيش الذي رأته في بدايته غريب ومن الصعب التاقلم معه ، ولكن أثّر

ذلك في نفسيتها وشعرت أنها مضطربة ...واخذ الجميع يلحظ اضطراب شخصيتها بسبب التنمّر الذي عاشته في المدرسة وفي المحيط الخارجي لكونها طفلة غريبة اطوار كما اطلقوا عليها ذلك اللقب !!كانت لا تحبذ أن تنزع الحجاب الذي علمها والدها عليه .....ما زالت تصلي ...رغم انها لا تعلم أوقات

الصلاة الصحيحة ....كل هذا وهي طفلة ذات ثمان اعوامٍ ونصف !ولكن تربت على هذا ووالدتها لم تنهيها يومًا عن كل هذا ولكن هنا ....في هذه الغربة ....احدثت تغيرات عليها إلى ان كرهت ذلك

الحجاب....نزعته بإرادتها وصدمت والدته وزوجها.....تغيّبت عن المدرسة لفترة ثم عادت تخوض حرب جديدة معهم....حرب اللغة....حرب الافكار....حرب الخوف من نظراتهم والاختلاط معهم......حرب التأقلم على اللعب معهم ...واقحام نفسها مع صُحبة جديدة....خاضت كل هذا لوحدها في المدرسة.....وتلقت الدعم من والدتها في المنزل!.....عاشت بهدوء...ولكن بداخلها ضجيج.....واشتياق

لذلك الوطن الذي تنتمي إليه!



تعديل شتات الكون; بتاريخ 25-05-2019 الساعة 02:25 am.




 

رد مع اقتباس