عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-2020, 04:36 PM   #14
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Post






البارت 13

بقلم الكاتبة : نسمات عطر

جلست على سريري في القبو أتحسس عنقي أسترجع
ما حدث قبل أن أطير إلى هنا ركضاً ..لم أستوعب كيف تغير الحال،، من دقات قلبي المتسارعة لأجل أمر بادر أفهمه إلى خوفٍ يقهرني بسببه!!

حينما شدَّ على عنقي بيديه جعلني أشعر وكأن أنفاسي رهنٌ لديه، رفعت يدي أتمسك بيديه المغلقتان علي أبواب التنفس وكأني أحاول إزاحتها ومنعه من إزهاق روحي مع أنه لم يكن بذلك الضغط الشديد الذي يمنع مرور الدماء عبر الوريد!

نظر بعينيه الخضراء إليَّ مباشرةً بغموض ، في تلك اللحظة لم أرى العجرفة ولا الغرور..

ولا تكبره، بل شيء غريب عن هيكتور تماماً كأنه يقرأ ما بين سطور الأعين
تركت إحدى يديه عنقي مبعداً بها خصلة قصيرة من شعري ليزيحها من أمام عيني، رأيتُ عينيه و قد توترت للحظة وهو ينظر لأطراف شعري على كتفي ثم ترك عنقي كليا،لا أعلم ما يجري له لكنه حقا ليس الأسد المفترس الذي اعتدته ...

أمسك بقليل من خصلاتي ومشى بإصبعيه حتى طرفه فانسلت من بين أصابعه وسقطت وراء كتفي ثم اعاد حدقتيه الخضراوين لمواجة مقلتي المنتظرتان أسوء الاحتمالات..

كلمني بصوت خافت حاد جعلني أتوتر أكثر من مخافتي...
" ألم أقل لكِ اذهبي للنوم، لمَ مازلتُ أرى هراءك القلق هنا"

اه، هذا هو المتصور من هيكتور عديم الضمير،، بقيت صامته لعدم رغبتي سوى بالخلاص من قبضتيه حالياً منتظؤة القادم منه ..

فترك عنقي بسرعة مستديرا ليعطيني ظهره ، بصراحة ظننته سيدفعني لأقع على الأقل كعادته الممقوتة التابعة لقسوته
لكنه لم يفعل !!

مما جعلني أستغل الفرصة لأخرج بسرعة هاربة للقبو المخصص لي وأنا أتحسس عنقي ودقات قلبي تقفز في صدري.

جعلني أتذكر أول مرة تجرأ بخنقي قابضاً على عنقي النحيل، كان غاضباً و مشتعلاً كنار لا تنطفئ وكاد يقتلني أما الآن..كان نوعا ما لطيف..!!

أعلم أنني جننت..لكن هذا هو الواقع..
أشعر بالحرج الشديد رغم أنه هو السبب ..

" ياالهي ،كيف سأقابله غدا؟ "
استسلمت للنوم بعد تفكير قد طال و أجزم أن على وجهي ابتسامة حمقاء ، فكفي لازالت تتحسس عنقي ..حيث مازال دفء يد هيكتور ..و كأني أتحرى سر اختلاف قبضته عن المرة الاولى


هيكتور


حين جلست أمامي.. والأكثر لمست جبيني تتفقد حرارتي بقلق...شعرت بحرارة أكبر اضعافا من الجمى التي أبدت ملامحها للظهور علي ..

لم أتمالك دقات قلبي الصارخة حتى ظننت أنها ستسمعها بكل وضوح، لم يُمس جبيني من قِبلْ فتاة أبدا..
لم ألاحظ جمال شعرها الأشقر من قبل، رغم أنه كان طويلاً لكن الآن أراه فتّان

" فتانّّّ؟؟ "
لقد فقدت عقلي بسببها حقا..

في ذاك الصباح رأيتها جميلة، وقبل قليل أمسكت خصلاتها الشقراء.. لو لم أتمالك نفسي كنت سأقبل خصلاتها أيضا!!..و أقدم اعتذاراً خالصا على ما فعلته إبنة شقيقي ..
" أعتذر ..أنا أعتذر ؟؟ "

ماهذه المزحة السخيفة هيكتور،ما تظن نفسك فاعلاً ..
لن يحدث هذا و لو على جثتي، لن أعتذر لحشرة ..يكفيها أني وعدتها بتعويض!!
" أجل هكذا أفضل"

لكن ما هو التعويض المناسب؟!
أطفات الضوء وتركت العصير الذي أحضرته،حاولت اغماض عيني ليعم الظلام الحالك لأني لا أريد رؤية ما يذكرني بتلك الفت...الحشرة

..............................

في اليوم التالي

فتحت عينيّ على طرق الباب ، فنهضت لفتحه بملامحي الناعسة لأرى رالف واقف ويديه خلف ظهره يناظرني بملل فسألته بغباء ولي رغبة كبيرة في العودة للنوم ..
" ماذا هناك رالف؟ كم الساعة الآن؟"

" هيا بسرعة، السيد ينتظر فطوره انها السابعة وأنتِ..."
ولم يكمل لأني قاطعته بصفع الباب في وجهه متجهةً للحمام مهرولة..
" يا الهي ماذا أنا فاعلة بنفسي؟.. للتو نجوت من بين يديه و الن أتأخر، عملية انتحارية مناسبة روجينا.."

وبعد أن رشقت وجهي بالماء البارد ارتديت ملابس الخدم التي أعجبتني سابقا من تلك الغرفة، وذهبت راكضة ولكن بهدوء للمطبخ، ولصدمتي وجدت هيكتور يتناول إفطاره فأكملت طريقي أحاول ألا ألفت انتباهه..

دخلت المطبخ لأجد رالف يطلُّ على الثلاجة كنت سأسأله ولأنه حتما شعر بدخولي باشرني قائلا بهدوء وهو يحمل دفتراً ما كان على الطاولة مسبقاً وبدأ يدون عليه مجيبا ًً تساؤلي الصامت..
" لقد أعددتُ الفطور للسيد."

أردت سؤاله إن كان هيكتور غاضب لكنه أكمل و هو متجه لفتح الأدراج والأبواب ويقلب داخلها ..
" اليوم يوم عطلة السيد هيكتور وهذا من حسن حظك لأنه يتناول فطوره متأخر."

أطلقت تنهيدة ارتياح وجلست على الكرسي ثم سارعت في سؤاله بفضول
" ماذا تفعل؟ انك تعبث هنا وهناك وأيضا ماذا تكتب في الدفتر؟."

أمسكت الدفتر حيث رماه لي مع القلم قائلا
" كما ترين أدون فيه ما يلزم للمطبخ ... هيا أكتبي....."

ثم شرع يملي علي الكثير من المكونات والأشياء التي تكفي لأسبوع ،وهذا ذكرني بما قالته جولي الخادمة السابقة أنهم يتسوقون أسبوعيا...

أظن،مازلت أجهل الكثير عن أسلوب العمل و هذا سيئ و قد يوقعني بمشكلة مع نظام هيكتور ..
فقط تذكر اسمه يجعل شعر جشمي يقشعر.. ذلك المريض النفسي المتناقض..


هيكتور


استيقظت فجرا وذهبت للركض لمدة عشرين دقيقة ، وهذه عادة أفعلها مرتين في الأسبوع
وأنا أفكر في روجينا،قد غزت تفكيري كثيراً و هذا يزعجني ..

أخبرتها أني سأعوضها لما حلَّ بشعرها و كلمة الرجل من كرامته ، و ما زلت أفكر ماذا سافعل؟؟!!
أظن أننَّي سأسمح لها اليوم بالخروج كتعويض لما فعلته البارحة ، والآخر سوف أفكر به لاحقا..
عندما قام رالف بتحضير الفطور سألته عنها فقال
"الآنسة يبدو أنها مرهقة من الاعتناء بالطفلين بالأمس"

بدا كانه يدافع عنها!! ..
بدأت تأخذ حماية رالف و أخي في وقت قياسي.. يجب أن أتصرف و أوقف تأثيرها الذي يسري للجميع و أولهم أنا.. كأنها ساحرةً ما...

أنهيت فطوري ولم ألحظها، يبدو أنها لم تستيقظ بعد،، أيجب عليّ تأديبها أيضا..؟!
لكم أرغب برؤية عذابها فجأة..
التفكير في هذا جلب ابتسامة شر لطيفة إلى شفتيَ وأنا متجه إليها، حيث تتكاسل نائمة حتى هذه الساعة !!

ولكن عندما دخلت إلى القبو لم أجدها!!؟؟
أين يجب أن تكون إذا.. ؟؟

لا تقل أنها تجرأت و تهربت من العمل لتعارضني كعادتها المتهورة..تظن أنها ستتغلب علي تلك الحثالة !!
وجدت سريرها في حالة يرثى لها مما جلب السخرية إلي..
" تبدو وكأنها تنام مع الثيران"

لأقصد المطبخ بخطوات هادئة فشقراء الشعر تلك بلهاء و لاذعة اللسان، لديها دين عندي وعندما أقضيه ستُفتح لها أبواب الجحيم مجددا..

................................

شعرت روجينا بالقشعريرة لسبب ما ، فنظرت حولها ورجحت ذلك للجو الخريفي....
فتح هيكتور باب المطبخ متزامناً مع إغلاق رالف للباب الخلفي الآخر للمطبخ وهو خارج فلم تلحظ روجينا هيكتور، وكونها جالسة تعطيه ظهرها....

كان شعرها منسدل على ظهرها لأنها طارت إلى المطبخ لخوفها من غضب غروره...
مررت القلم بين أصابعها حتى أحست بشيء عبث بأطراف شعرها حركة خفيفة بالكاد...

أدارت رأسها بتوجس لتطلق صرخة مرعوبة مصحوبة بسقوطها للخلف بالكرسي، فتنحى هيكتور جانباً لتسقط المسكينة وتشعر بألم فضيع من صلابة الخشب تحتها، لتأن وتتدحرج جالسة تدلك ما ا ستطاعت لمسه من ظهرها بالكامل وهي تشتم هيكتور بسرية على عدم وجود الإنسانية بداخله، لتحذف كلمة
"لطيف"

التي دخلت افكارها مؤقتاً نهائيا
وتضع عوضاً عنها
"لئيم"

أما هيكتور مشى قاطعا الخطوات القليلة ليفتح الباب منادياً على رالف
" انتظر رالف اصطحب معك روجينا اليوم "


روجينا


هذا ما تفوه به وعاد و من ثم توقف بمحاذاتي!
ماذا بعد،،،؟؟!!!

هو لن ينوي خيراً بالطبع، هذا ما طرأ ببالي..
فرفعت نظري إليه وجدته يحدق بشعري...!
ثم نظر لعيني مباشرة بهدوء غامض!
انعكس بعينيه لمعة ببريق زاد خضرتيه جاذبية لم أرها من قبل...

" اذهبي مع رالف للسوق، بما أنني لم أسمح لكِ بالخروج، هذا تعويض لما فعلته البارحة."
قالها و أكمل طريقه ...ليتركني حائرة و مبعثرة بين عينيه وما قاله!!

هل هو في وعيه..؟؟!!
أم هل هو صادق..؟؟!!
أليس فخاً؟؟!!

وقفت أجري لرالف في السيارة وقد نسيت الألم ، مهما كان مقصده...
"سأستغل هذ اليوم { يوم حريتي } "


هيكتور


عندما نظرت لشعرها لم أشعر بنفسي إلا وإصبع سبابتي لمس أطراف خصلاتها الشقراء ،ولكنها بصراخها الغبي و سقوطها أخرجتني من تلك الحالة الغريبة من السكون ، ولمعت فكرة في عقلي نبهتني على عدم إمساكها لأن ذلك سيكون خطراً علي وسيضعني في موقف محرج أكثر من البارحة، وسيكون كلانا في وضع ليس بجيد أبداً ..

عندما نظرت لعينيها الزرقاء المشرقة وملامحها التي أبدت تقطيبةً بألم جعلني أندم على إحكام عقلي في موقف كذلك وهي التي البارحة أسمعت ساندي كلمات مريحة لأعصابي بمواجهتها لأجلي ..

ولأني أعرف رالف سوف يذهب لأماكن عديدة بعد التسوق فهذا يوم عطلته أيضا، وعند عودته سيحضر الغداء من أحد المطاعم كما العادة، وبهذا ينقضي الدَّين الصغير وبعدها الدَّين الأول وبعدها ...تفتح أبواب الجحيم على خادمتي ...
ستعرف مقدارها قريباً ... فلا تظن لوهلة أني سأنسى هدفي




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:22 PM

رد مع اقتباس