عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-2020, 04:48 PM   #15
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Post






البارت 14

بقلم الكاتبة : ألكساندرا


روجينا


عبرنا تلك البوابة بعد ركننا للسيارة بأحد الأماكن الشاغرة لأذهل مما تراه عيناي لدرجةٍ منعت مقلتي من الرَّمشِ حتى، بحالى ومكانتى يستحيل على فتاة فقيرة ومشردة مثلى دخول مجمَّعٍ فخمٍ كهذا ... لو لم اكن بصحبة رالف بمظهره الراقى مبديا الثراء لرميت خارجا..
كنت أسير بجوار رالف وعيناى تطوفان بكل الجهات...

مرَّةً على الناس و أعدادها التى لا تُحصى ومرَّةً على المَعْروضَاتِ الفاخِرَة
ملابسَ بأشكال ٍ وألوان ٍ مختلفة ...
احذية و أثاث راقي المنظر..

توقفت لثوانٍ أمام ركن الملابس أتمعن تلك الأثواب الجذابة قبل نداء رالف علي لأتبعه بعجلة و أنا في حسرتي الصامتة لعدم اقتنائى أحد تلك الأثواب و لربما انطبع شىء بداخلى مصمما اقتناء أحدها بعد سداد دينى...

انتبهت لكلام رالف الهادئ عند وصولنا لقسم بضائع الاستهلاك وهو يحرك أحد تلك العربات الحديديه: لا تبتعدى عني، ليس لدي وقت للبحث عنك.

ضحكت بسرى لكلماته فصدقاً لو توارى عن ناظرى سأكون مثل من فقد مرشده ببلد أجنبى ، لحقته ببطىء و أنا مندهشة من تأقلمه مع المكان و تجاهله للناس و كأنه لا أحد حوله ...
يلتقط ما يريد ليضعه بهدوء بعربته ثم يكمل باحثاً عن بقية متطلباته...

ابتسمت لا شعوريا لرؤيتى طفلة أنيقة المظهر لطيفة الملامح تحمل علبة من النوتيلا وتضعها بعربة مشتريات والداتها خلسة أثناء انشغالها بجمع متطلباتهم ، دُهِشَت عندما رأت أنِّى شاهدت فعلتها فرفعت سبابتها بسرعة ووضعتها على فمها تُهَسْهِس بهمس لألَّا أفضح أمرها فأومأتُ لها برأسى و أنا أكتم قهقهةً تطالبُني بالخروج ، فانطلقت متحمسة لأحد الرفوف متظاهرةً بمساعدةِ والدتها...

ألهَمَنِي حماسها أن أساعد رالف عِوَضَ تبلُّدِي الحالي ،لاحظت أنِّي أقف على مقربةٍ من رفِّ التوابل فتقدمت له بتردد ، و بدأت أقرأ أنواعها ، رغم موقفي مع ما مررت بذلك المطعم إلا َّّ أنِّي لا أنكر فضل أيامه.

لقد تعلمت الكثير به وهذا لصالحي ، التقطت عدَّةَ زجاجاتٍ أعلم يقيناً أنَّني لن أستغني عنها بمطبخي ، ثم سرت بها للعربةِ قرب رالف، انحنيت و وضعتها ببطئ فجذب ذلك إنتباه رالف و نظراته التي لم تكن طبيعية أبدا ًً... !!

بدى الانزعاج جلياًّ عليه ، ابتسمت له بخفَّةٍ مفسِّرَة : هذه بعض اللَّمساتِ التي لن أستغني عنها أثناء طبخي..

تناول ما وضعته يستكشف ماهيته ثم وضعه عندما اطمئن لمحتواها، بل هذا ما اعتقدته ولكن كلماته وضحت موقفه من زاويةٍ لم اتصوَّرها حيث قال بنفس هدوءه : لدي قائمة بما نحتاج ، لا أريد اقتناء غرضين من نفس النوع.
ابتسمت له : لأساعدك.

نظرت للورقة التي بيده ثم قلت و أنا أشير بسبابتى لأسفلها: سوف أُحضر أنا المجمدات.. إتَّفقنا ..؟
نطق بتبلد
"حسنا"

ثم سار متابعاً ما يفعل ، إنطلقت أنا بذلك الممر الطويل أبحث عن مكان ما اخترت، متحمسة لفعل شىء لم أعتد عليه قبلاً ..


هيكتوور

واااه ...

و أخيراً ذهبا، هكذا ستُنَفِّس عن نفسها تعويضاً عن ما فعلته " ساندي" الحمقاء ، لا أعلم لم مسألة الشعر هامَّة و حساسة للفتيات ..لكن أنا واثق أن روجينا كانَ شعرها لها بمثابة قطعة من روحها و صعبٌ عليها فراقه ، ردَّة فعلها تنبئ عن هذا فعلاً !
لا بأس لدي بما حصل و لا أبالي، بل بصراحة أرى شعرها هكذا أفضل حالاً و أجمل... ولكنى لا أراها ترى هذا الرأي بتاتاً .. و ربما لو قلت هذا أمامها واجهتني بهمجيتها المعتادة ...

حقاً لا تتسم بالأنوثة بالتفكيرِ بالأمر ..
أظن أن ََّّّ هذه النزهة ستنسيها أمره قليلاً بكلِّ حال ..
لحظة ... لم أضيِّع وقتي بالتفكير بها ..؟!

أشعر أنها مشعوذة ما ألقت عليَّ تعويذة تحبس أفكاري بها..!!
عليَّ إنجاز هذه الأعمال بسرعة .. مادمت خارج تغطية أفعالها التي تسبب تشتت تركيزي ..، تبا لكِ روجينا أصبحتِ تعطلين أعمالي حتى بغيابِك ..

عدَلْتُ الورقةِ التي بين يدي أتأمل محتوياتها ، موهماً نفسي أنِّي منشغلٌ بها ولكن الحقيقة غير ذلك ، وقفت متأفِّفًا أمدِّد جسدى من خموله، ثم تحركتُ مقرِّراً الخروج لتفقد أمر ٍ ما ...

تبعتُ خطواتي التي توجَهَت مباشرة لذلك القبو ، أنرت مصباحه ثم أخذت أجول بعينى بأركانه ، إبتسمت عند رؤية سيوفي الغاليه التي أوشكت على أن تكون كلَّها لامعة و حادة بالشكل المطلوبِ منها ، تلك الفتاة تعمل بجد عليها ، سِرْتُ لحيث علَّقت ذلك السيف الذهبى تلك المرة ، و أمسكته أتأمل لمعانه المثير و أتلمس حوافَّه بحماس يتلاعب بحقائق أفكاري ..

قَبْضَتُه المزخرفة ورسوماتها الهادئه كما و حُلَّتُه البرَّاقة يريحان نفس كلَّ من ينظر له ، تأمَّلْتُ حروف إسمها المحفورةِ على نصله و تحرَّكَت أناملي بلا وعي تتلمسها بمتعة ، صدقاً لا أدري ما يحصل معي و لكن شيء بداخلي يقول أنَّ هذا السيف صُنِعَ خِصِّيصاً لها ، صنِعَ لتَحْفُر هيَ حروف إسمها المميز عليه...

تنهدت براحة ثم علقته بمكانه ، وأنا عازمٌ على ما واتتني من فكرة مجنونة لنفسي المتضاربة ، متمنياً وقوفَ الحظ معي و إيجاد لحظةٍ مناسبة لإهدائه لها دون أن اقلل من مكانتي ... و مع ذلك ، أشعر أن مكانتي تزلزلت لهذه الفكرة السخيفة ..!!

لفت انتباهي باب تلك الغرفة الصغيرة الغير موصد فتقدمت ناحيته وفتحته ببطىء وكما المرة السابقة كان سريرها غير مرتب وفوضوي ، وزجاجة الماء ملقاة أرضًا بكل إهمال ، هززت رأسي ساخرًا وهممت بالخروج ولكن شيئًا إستوقفني ، هناك شىء أسفل تلك الوساده ، إنحنيت بحذر ورفعت طرف الوسادة لأُصدم بما أرى.

إنها خصلات شعرها جمعتها معا بشريطة حمراء أنيقة مربوطة بالمنتصف على شكل وردة ، ولكن لِمَ تحتفظ بها حتى وإن كانت ثمينة ما الفائدة من إبقائها..!

مددت يدى وتناولتها برفق أتلمس نعومتها ولونها الذهبى البراق ، لا اعرف ما السر بهذه الخصلات ولكني كلما رأيتها إطربت مشاعرى وافكارى، هممت بإعادتها لمكانها ولكن فكرة خاطفة اوقفتنى فابتسمت برضا قبل تنفيذ ذلك.


روجينا


كنت اقف ورالف بذلك الصف ننتظر دورنا لحساب المشتريات وذلك الموقف بين رالف والطفلة يتردد بذهنى ، ظننت انه سيصرخ بها عندما اخذت بعض الاغراض من عربتا ولكنه ابتسم لها وانخفض لمستواها قائلاً لها انه لا يمانع ذلك ، وبالنهاية لعب بخصلات شعرها المنسابة قبل ان يبتعد ليجلب نفس الاغراض التى أُخذت.

بينما كنت اتأمل ملامحه الهادئة ، بشرته الحنطية وعيونه السوداء ، كما وانفه المعقوف بنهاية متوسطه ، لاحظ ذلك فنظر لى قائلاً : أهناك شىء ؟
كان واضح انه انزعج لنظراتي ولكنى كنت انتظر تلك الكلمات منه فقلت بحماس" أجل" لعبت باصابعي ثم تشجعت قائلة بسبب الفرصة التى واتتنى: امم ألديك عائلة ؟

سؤالى ادهشه اظنه لم يتوقعه فقد اتسعت عيونه وحدق بالفراغ بصمت ، شعرت بخطأى وبأنه ما كان على ان اسأل عندما رايت ذلك اللمعان الحزين بعينيه ، اخفضت راسى بندم قائلة: آسفه
تفهم موقفى وقال موضحا " لايهم" لبث هنية ثم اضاف: لدى والدة وشقيق بعائلة كما واخت متزوجة ببلد اخر.

رمشت غير مصدقة لما قال فلم اتصور انه يملك، كما ولم اعِ نفسى الا عندما نطقت تلقائيا: ألديك زوجة واطفال؟
تنهد بحزن ثم اجاب بهدوء" كان" شعرت حينها ان سكينا غرز بقلبي يبدو باننى تماديت وفتحت عليه صفحات حاول نسيانها.

ظللت احدق به بصدمة فأكمل وكانه يود ازاحة الاهات عن قلبه: كان لدى زوجة وابنة جميلة بثلاث اعوام ماتتا بحادث سيارة اثناء انتقالنا الى هنا.

رمشت استسيغ ما قال فرفع احد حاجبيه وهو ينظر لتبلدى ونظراتى ليعقب قائلا: انت فضوليه .. والدتى واخى بعائلته يعيشان هنا لذا اذهب لزيارتهم من وقت لاخر.

علمت انه قال ذلك محاولا جعلى لا اتأثر لاجله ، فتنهدت بحزن وافصحت له عن اعتذارى الشديد.
بقيتُ صامتة بعدها حزناً عليه و خجلاً من نفسي إلى أن أنهينا المحاسبة و عندما خرجنا من المجمَّع استوقفني بينما نسير لمكان السيارة : أنا لديَّ بعض الأمور التي عليَّ إنجازها، بإمكانك الذهاب حيثما تريدين لحين ذلك...

شهقت بصدمة معربة عمَّا خالجني من فرحٍ غامر : أأنت جادٌّ بهذا ...أأ..أتعني أنَّهُ بإمكاني الذَّهاب لوحدي ؟!
توقف أمام السيارة وفتح باب صندوقها يضع ما اقتنيناه مجيباً استفساراتي : يمكنك بشرط أن تحرصي على العودة عند الثانية عشر لأنها نهاية جولتنا.

سايرته بعجلة من ثم ارتميت بداخل السيارة بحماسٍ دون أن أفكر في أيٍّ منَ الأماكن التي سوف أزورها.
بعد انطلاقنا بثوان صرح متعجبا: ها, إلى أين أوصلك؟

بقيت فترة صامتة لحيرتي ، إلى أين ساذهب، أنا انسانة بائسة بحق.. لا أصدقاء لي حتى جودي التي رافقتها فترة متأكدة أنها نسيت أمرى الآن و لربما قد انتقلت أو تزوجت ، رغم ذلك لن أفوت هذه الفرصة من بين يدي.
نبهنى بحروفه المنزعجة : قرري، ليس لديَّ الكثير من الوقت.

نطقت بقهر و أنا أتفادى النظر له : أنزلنى ببداية المجتمع السكني الذي كنت أسكنه
نطق وهو يذيد من سرعة قيادته: تلك خاصة الفقراء؟

أومات له برأسى من ثم وجهت نفسي لزجاج السيارة أزفر بضيق...حتى هنا ألتقط غرور هيكتور..
نطقت بعد دقائق ببؤسٍ و هدوء : أكانت حياتك مرفَّهة أم عادية بصِغَرِك؟

ظلَّ على صمته لثوان قبل نطقة بسخرية : لو كانت مرفهة لما كنت على ما أنا عليه الآن أيتها الصغيرة.
ضربت الزجاج برأسي بأسىً على الوضع المزري ، الجميع يعانون بهذه الحياة ، لمَ لا تكوني لطيفة معنا...
فحتى حين تلين قليلاً يظهر بها أشخاص يكدِّرون لينها

قلت بسخط: ظننت عملي سيكون سهلاً ولكن ذلك اللعين هيكتور يصر على تعذيبي ، متأكدة أنه يخطط لأمر ٍ ما بفعلته هذه.

أرعبتنى كلماته الغاضبة مدافعاً عن سيده: هاي ،التزمي حدودك و إياك وإهانته أمامي مجدداً.
وااااو .. على الأقل أحب هذا الغبي احد لدرجة الدفاع عنه، البعض لهم حظ استثنائي و لو كانوا بمستوى تفكيره الحقير ...

لا ، لحظة..ربما يخاف أن يعلم هيكتور بحديثنا عنه..
رمقت إنعكاسه بزجاج السيارة الأمامى بحنق وقلت بإنزعاج : لست مضطراً للدفاع عنه فهو ليس موجوداً هنا .
قال وعيناه لا تبشران بخير : ليس من الضروري تواجده لأدافع عنه ، إنه سيدي ويستحيل على أحد إهانته بوجودي لذا احترمي ألفاظك.

إنه غريب ، ألا يود شتمَه و لو مرة ؟!
ماذا فعل له كي يخلص له لهذه الدرجة..؟!
كنت أودُّ سؤاله بشدة و لكني فضَّلتُ الصَّمْت ، فمن سرعته الجنونية استنتجت أنِّ أزعجته بما فيه الكفاية اليوم..

فتحت عيناي لتوقف السيارة أخيرا ًً فقد زال خوفي ، فتحت الباب ونزلت بعد أن شكرته بسرعة لعجلته.....
وقفت أتمعن نافذة شقتي البائسة التي كنت أعيش بها سابقاً ، مؤكَّد أن أحد الفقراء قد استأجرها الان ، سرت متجاهلةً لها و للجميع

بالتفكير بما كنت عليه قبل فترة ،فقد كان كل وقتي بالمطعم ومن ثم أعود لشقتى و أنام لبداية الدوام الجديد ، لذا لم أستطع الإختلاط بأحد ، لقد أرغمتني الحياة على الوحدة ، الآن أسوء من السابق أيضا... يجب عليَّ ألَّا أسمح لأحد بإشغالي عن أعمالي،سأغدوا الأفضل على الإطلاق و سوف أسبق ذلك الهيكتور بشهرته... سيركع أمامي بالنهاية ..
بدأت أضحك لتخيلي الموقف فقط،فكم ستكون سعادتي كبيرة لو تحقق هذا الحلم...

لم أعِ نفسى بسيرى سوى عندما ابتعدت عن المجتمع السكني ، فقررت متابعة سيري إلى حين مجيئ رالف بعد ساعة عند ذلك المصرف الآلي الذي اتفقنا عنده ، و حقاًّ لقد كنت هناك عند الموعد المحدد... لكن ، رالف لم يصل بموعدنا..!
لقد تأخر بضع دقائق لوصوله بالثانية عشر وخمس دقائق.

توقف أمامي بالسيارة وقد بدى الإرتياح على وجهه ، يبدوا أنَّه لم يتوقع وجودي أو وصولي بالموعد ...
أقلَّنى و انطلق مبتعداً ، لم أسأله عن وجهتنا و لا موعد عودتنا ، بل بقيت صامتة أفكر في ما عاينته حياتي من تغيُّرِ الفترة الماضيه... إلى منحنىً لم أتوقعه و لو بواحدٍ بالمئة...

توقف فجأة فنظرت لمكان وصولنا بتشتت ، سحقا ماذا أرى... ألم يكن من المفترض أن نعود لمنزل هيكتور..؟!!!

"لم توقفت هنا"

قلتها له بعجلة و هو يغلق الباب بعد خروجه ، وقف بجوار نافذتي مضيِّقاً عينيه مخرجاً ما بجعبته : بإمكانك تفسيره على أنَّه عرض قدم لك على طبق من ذهب، فلولاه لما دخلتُ أبدا ً لمطعمٍ راقٍ كهذا.
أجبته بإنزعاج دون الإكتراث لكلامه المنمق
"إنه قذر"

أعرضت عنه و أنا منزعجة من موقفي لأنطق بحنق: ألم تجد مطعما أرقى من هذا..؟
رفع أحد حاجبيه يرمقني بشك فلويت فمي محاولةً إبداء عدم رضاي أكثر بينما قال بإستفزاز: تحاولين استغلال موقفك ، لكني لست ممن ينصاعون لغير سيدى.

ما بهذا التفكير الأهوج بالله..؟!
بهذا المكان قد أهِنت و لم يُسمح لي بالدفاع عن نفسي لحظة ..!
بهذا المطعم الراقي بحد زعمه سُلِب حقي ..!!
و الأسوء.. بسبب طردهم لي التقيت بهيكتور و بت عبدته..

تشبثتُ بحافةِ زجاج السيارة وأنا أنظر له من فوقه أحاول تغيير رأيه : أعرف مطعما راقياً جدا سيعجبك كثيرا.

نفض ثيابه وهو يرمقني بجانبية : ماذا معك ضد هذا المطعم ، إنَّه مميز.. لقد ارتَدْتُه أكثر من مره وهو مناسب جدا كما أنَّ وجباتُه فاخرة.

عدَلْتُ جلستي و كتَّفتُ يداي معرضةً عنه و أنا أزفر بشدة : إنَّه رخيص .. أنا أمقته ، جميعهم بائسون.
لم أرَ تعبيره تجاه ما قلت و لكنِّى لمست تعجُّبَه من صوته : ماذا جرى لك ؟! ..ضننتك ستتحمسين كثيرا.

صمتَ قليلاً ثم أضاف عندما لم يجد إجابة منِّي فقد قررت الصمت لأدفعه لتغيير اختياره ، فيستحيل أن اجعله يعلم أني طردت من هذا المكان .. لو علم هيكتور سيكون المنتصر ..!!
لا ..
محال..

" أهذا يعنى انك لن تدخليه ؟"

التزمت صمتي فاستدار هوَ قائلاً : حسناً ،سأشتري وجباتنا من طعامهم الفاخر ثم نغادر.

ماذا..؟!

بهذه السهوله يضيع حظى..؟!!

كنت سأتناول الطعام بمكان فاخر ، كلُّ هذا بسبب هذا المطعم البائس ... سحقاً له و لمالكه ..
لو لم يطردني لما حقدتُ عليه هكذا انه جشع ، لأجل بعض السنتات ضحَّى بى بكل سهولة ، لكن مهلاً لربما أستطيع استعطاف رالف ببعض الكلمات الرقيقة...
استدركته قبل ابتعاده : مهلاً ....أليس بإمكانك تغييره ساقبل بأيِّ مطعم غيره.

نظر للبؤس الذى اظهرته على وجهى ويبدوا انه تأثر فقال بتفهم: ماذا بينك وبينهم لم هذا الموقف؟
تلون وجهى فيستحيل على ان اخبره انى طردت منه قبل فترة قصير بسبب موقف منحرف من شابين فاسدين ، أعدت راسى انظر لمقود السيارة، لألا يلمح توترى بينما اجبت بتلبك: اكرهه..فحسب.

نظر لساعته التي تزيِّن معصمه ثم أجاب بإختصار : للأسف ..الوقت لا يسمح،، لربما في وقتٍ آخر.

تابع طريقة فزفرت بغضب ،،بئساً لهم لقد ضيَّعتُ فرصتى،، مهلاً مهلاً .. كان من الممكن أن أستغل الموقف و أنتقم من ذلك المتبجح ، كم أنا غبية لمَ لمْ أفكر بهذا الخيار


هيكتور


خرجتُ من غرفتي بعد أن خبأت بداخلها تلك الخصلة الشقراء التي اقتبستها مما وجدت بوَكْرِ تلك العنيدة،، توجهت للحديقة وجلست بها بعدما أنهيت أعمالي التي استغرقت بها وقتاً أكثر من المعتاد...
المكان ممل من دون رالف وتلك المزعجة ، إنهما يضفيان على وحدتى طعماً ، لا أنكر علاقاتى السيئة ولكن المكان ألِف أصواتهما.

تأملت الحديقة و كيف أنها تفتقر لبعض اللمسات الفنية مأخراً ، فمنذ ذلك الموقف و طرد كل العمال هنا لم تنل أكثر من الرى والنظرات، أظن أنَّنى سأوكل لروجينا مهمةً أخرى ، هي ستجعلها أكثر و أكثر نضارة بالتأكيد.

لفت انتباها صوت توقف تلك السيارة فعلمت بوصولهما ، دائما ما يصل رالف بالموعد المحدد إنه حارس مثالى ، منذ توظيفي له لم يقصر بأي شيء... لا بحماية ولا خدمات.

رأيتهما يجتازان تلك البوابة قدوماً ناحيتي حاملان أكياس البضاعة وقد بدا على وجه روجينا عدم الرضا،،ماذا جرى...؟ ظننت أنها ستكون في قمَّة فرحها أوَ ليس قد خرجت كما أرادت!

توقفا أمامي فانحنى رالف وهو يلقى علي التحية ففعلت هيَ مثله تماماً يبدوا أنهما انسجما معاً بتلك الجولة.
قلت ببرود: علَّ جولتكما كانت جيدة؟

أومأ رالف برأسه مؤيدا ما قلت بينما لوت روجينا فمها و أعرضت بعيداً ، حينها تأكدت أن أمرا ً ما قد حصل.

رفعت حاجبى لراف و أنا أقصدها بنظراتي ،ففهم سؤالى و أجاب باقتضاب : إنها مزاجية، يتغير مزاجها تلقائيا.

أومات برأسي و أنا أتفحصها جيدا بزيها الرث الذي ترتديه ،لا أنكر أن أغلب الفتيات يرتدين مثله ولكنى لا أراه شىء مقارنة بما أرى يوميا ،لاحظت نظراتى فأعادت اعراضها عني بسرعة ولكن ما الذى لمحته للتو..أتوردت وجنتاها؟

استأذن رالف ليدخلا ما يحملان بعد ان طلبت منهما تغيرا فى الروتين واحضار طعامى لهنا.
لم أعلم لم رقص قلبي وتسارعت نبضاته عندما لمحت تلك الحمرة تزين وجنتيها ،أمري صار غريبا هذه الفترة ،عليَّ السيطرة على مشاعري.
عاد رالف بعد دقائق حاملا طعامى ،وضعه على الطاولة الصغيرة امامى ثم قال بهدوء: كيف كان يومك سيدى؟

اجبته بانه عادى وطلبت منه تناول وجبته الصغيرة بجوارى فقد وددت الحديث معه قليلا.
عاد بعد ثوان وجلس مقابلاً لي لاحظت أنه هذه المرة اشترى لي وجبتين وذلك ليس من عادته فهو يعرف أنّي لا أكثر في الطعام ، سألته عن ذلك فأجاب بأنها كانت لروجينا و بأنها رفضتها كما و حكى لي عما حصل هناك.

أمرها محير لم رفضت دخول ذلك المطعم و طعامه ، هناك سر في الأمر و علي اكتشافه....انتظريني روجينا سأنتزع منك ما لم يستطع رالف انتزاعه ، فأنا هيكتور بلاديمون ...وعندما أصمم فعل شيء أفعله ....
ما الذي ترغب بإخفاءه عني بذلك المطعم ... و ما لديها هذه المرة ؟؟!




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:24 PM

رد مع اقتباس