الموضوع: اللوجّرس | lugers
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2020, 05:55 AM   #11
جلنار | Gulnar

محكوم علينا بالأمل


الصورة الرمزية جلنار | Gulnar
جلنار | Gulnar غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 25
 المشاركات : 10,232 [ + ]
 التقييم :  69085
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة

مشاهدة أوسمتي

الفصل الثاني








" فليس ثمة من يأبه لما يقوله الفقراء"

- جورج أورويل



-مساحة لذكر الله -


سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك



اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين


-الفصل الثاني -

أظلمت السماء معلنة عن نهاية يوم شاق للجميع فالليل عند الناس له معاني مختلفة
قسمٌ يقضي الليل سهراً وشرباً ، وقسمٌ آخر يقضيه نوماً خفية مداهمة الجوع له
لكن المساء مع ميتم جويوك شيءٌ آخر ! حينما يلتمون جميعهم مع أوسدتهم وأغطيتهم
يجلسون متراصين بعشوائية فوق بعضهم ، وأذانهم مصغية بتركيز ناحية نتاليا التي جلست تقص

عليهم إحدى حكاياتها الحديثة ، ما المفترض قصه لأطفال أبرياء ؟ هذا ما يجب على نتاليا تعلمه

" سأحكي لكم اليوم عن سويني تود "
بصوت كالفحيح نطقت جملتها، انسجمت مع الغيوم التي مرت تُخبئ القمر الخائف خلفها !
" جميع سكان شارع فليت يتحدثون عنه ، الحلاق الماهر الذي كان يمرر شفرة الحلاقة

على أعناق زبائنه مراراً وتكراراً ، ثم بحركة واحدة منه " مررت اصبعها نحو عنقها مع صوت مرعب

دلالة على الذبح مما جعل الأطفال يشهقون بصدمة مركزين أكثر مع سردها ، أكملت بملامح راضية ومستمتعة

" كانت طفولة سويني قاسية ، اعتاد على أَن يكون وحيداً ! يهرب من الميتم حتى يسرق ما يحتاجه

فاعتاد هذا الطريق لحياته .. وفي ليلة ما، أمسكت به الشرطة ورمته في السجن ، هناك حيث
أكثر المجرمين رُعباً ! يمثلون زعائم على بعضهم وهو كان الضعيف بينهم ، فتمكن العفن من روحه
حتى أصبح حلاقاً شيطانياً يذبح زبائنه ليلملم الغنيمة في دكانه الذي اشتراها بمال ضحاياه"

لم ترعبهم الحكاية فحسب بل كانت إيماءات نتاليا وأداءها التمثيلي في السرد كافياً لجعل ملامحهم صفراء !
تخيل الأمر أربك رين فابتلع ريقه يدلك عنقه بتوتر وهو يهمس لنفسه " لن أذهب لأي حلاقٍ أبداً ! "
قفز أحد الأطفال من مكانه يقترب لفراش نتاليا بفضول يسألها

" أنتِ دائمة الذهاب لـ شارع فليت ، هـ..هـل قابلتي سويني ؟"
حمحمت بافتخار تتظاهر كونها أحد الأبطال الخارقين رغم أن الحقيقة هي بأن سويني
قد مات قبل مولد جدها بكثير لكن حكايته مع الخبازة جارته تبقى تاريخاً مظلماً في المدينة

" أجل لقد رأيته وحطمت رأسه حتى لا يؤذي أحداً "
رمقها رين بطرف عينه مستهزئاً " كيف استطعتِ تحطيم رأسه ؟ "
" بقبضتي هذه ، أتريد التجربة ؟ "
" لا، شكراً "
ضحك الأطفال الذين يصدقون كل ما تتفوه به هذه المجنونة ، بينما بادلتهم هي ابتسامة فخورة
وكأنها قد انتصرت في معركةٍ ما ، وجهت لها المديرة سؤالاً كان وقعه ثقيلاً صامتاً

" إذاً وهل تريدين أن تكوني النسخة الثانية لـ سويني ؟ "
" أتمزحين أمنا ؟ أنا لا أفقه شيئاً في الحلاقة "
كانت إجابتها مرحة ضاحكة جعلت البقية يشاركونها الضحك ، بينما عينيها كانت تسرد الكثير
لتلك المربية ، بالرغم أنها لم تنجبهم ، وبرغم عددهم الكبير إلا أَنهم جميعاً مكشوفون أمامها
تشبيه نتاليا بأنها تسير على خطى السفاح الشهير الذي بدأ من السرقة وصولاً إلى السجن
ثم القتل ، طريقٌ طويلٌ وشاق لا يستبعد حدوثه ، بهذه اللحظة فقط أدركت كم أَن الأمر كارثي!
" لَقد عدت "
صوتٌ هادئ اقتحم الأجواء ليركز الجميع على تلك الدخيلة التي نقلت عيناها بين الحضور

وكأنها تشعر بأجواء جديدة يفتعلها شخصٌ واحد تعرفه جيداً ، وقع نظرها على نتاليا التي تظاهرت
بأنها غير منتبهة ، أسقطت الكيس الضخم الذي كانت تحمله معها واقتربت من نتاليا تصفع رأسها بخفة
" ما عداوة الجميع مع رأسي بالضبط " نطقت جملتها بدرامية مع انكاس رأسها بإحباط ، ثم نهضت بحيوية مفاجئة
تعانق الفتاة وهي تصرخ " كلوي ! " - ردت عليها الأخرى بسخرية " سأصدق بأنكِ لم تلحظي دخولي "
بدأ نشاط نتاليا يخبو ويخمد عندما لاحظت ثقل حزنٍ ما يؤرق صديقتها ومدة عناقها طال عن الوقت الطبيعي مما يوضح
بأن لا شيء معها يسير على ما يرام ، همست بإذن كلوديا وهي تمسد على شعرها " هل أنتِ بخير ؟ "
" فقط .. قليل من التعب " ردت ثم فصلت العناق بابتسامة خافتة ، ألقت نظرة على المديرة تُحدثها
" جلبتُ بضاعة إضافية ، يريدونها جاهزة غداً "

اكتفت تلك بالإيماءة ولملمت الأقمشة تتفحصها وتضيفها إلى قائمة عملها ، شاركتها نتاليا بقلق

" غداً ؟ ما هذا الهراء هل ستبقين طوال الليل تعملين بها ! "
" أخبرتكِ من الجيد توفر العمل ، لا يجب علينا إهمال الفرص "
تنهدت وفركت فروة رأسها بانزعاج تراقب مربيتها تبدأ في الحياكة بلا انتظار او فترة راحة
انضمت كلوديا إليها للمساعدة ، على عكس نتاليا التي لا تبرع بشيء من أمور الحياكة ، فقط عليها النحيب
لكن هذا لم يمنعها من العبث معهم وبكل الأدوات ، قالت المديرة وهي تغرز الإبرة في القماش وتسحبه من الجهة الأخرى
" هل أعطاكِ صاحب البضاعة شيء ؟ "
نقلت نتاليا بصرها ناحية كلوديا بكل تركيز ، تلك التي وغزت اصبعها بالإبرة عند ذكر ذلك وكأنها تشتت
بنظر ثابت للأسفل قالت بتقطع " لا ، أخبرني أن أأتي غداً " مر صمت لم يرح نتاليا لتقطعه قائلة
" سأذهب أنا لإيصال البضاعة غداً "
"لا!! "
قاطعتها كلوديا فورياً بطريقة جذبت انظارهم ناحيتها ، لتحاول إيضاح اندفاعه بتبرير مربك

" إنه لا يعرفكِ! لن يسلمكِ الأجر "

هزت نتاليا رأسها بتفهم " حسناً إذاً .. دعونا ننتهي من العمل ثم نخلد إلى النوم جميعنا "
حاولت التقاط بعض الخطوات بتمرير الخيط والإبرة هنا وهناك ، والمديرة تراقبها خشية إفسادها للقطعة
فبدل من أن يكسبوا المال يضطرون للتعويض ، فركلوها بعيداً عن البضاعة لتذهب وتقوم بترتيب أماكن
الأطفال كل منهم بفراشه بمساعدة رين " أغمضوا أعينكم " فعلوا مثلما طلبت فقد اعتادوا على هذه الحركات
التي تأمرهم بها " والأن تنفسوا ببطء ، شهيق وبعدها بثانية زفير ، نعم تماماً أنتم جيدون "
" الحقول الصفراء بإنتظارنا ، وأزهار عباد الشمس تستدير ناحيتنا " كانت تجعل في عقولهم صورة سحرية
موحدة ، تنقل مخيلتهم لعالم أخر بعيد جداً عن هنا ، حتى يبقوا فيه وتنام أجسادهم بسكون هنا
في قاع الواقع ، استجابتهم لها وصمتهم حيث لا صوت يصدر سواها ساعدها على التنويم
" خلفنا كانت الشمس ترسل دفئها ليحتضنا ، تقبع فوق شجرة ضخمة يصل طولها للسماء
تصل بين عالمنا وعالم العمالقة ، ومن بين فروعها الضخمة تتدلى الأراجيح التي تتجهز لإستقبالنا واللعب بها "
لمحت الإبتسامة على ثغر رين الذي وصل إلى ذلك المكان تماماً ، انتهى العمل بوقت متأخر من الليل

بعد ان سيطر النوم على الجميع ، ركنت كلوديا في فراشها قرب نتاليا التي كانت تنتظر ليغطا بالنوم معاً

وجود الأصدقاء بجانبك هو التعويض الذي يصبرنا ويملأ طاقتنا كلما انتهت حتى نتمكن من المضي

بشكل جيد دون ترنح ...
استيقظ رين بشكل مضطرب إثر وغز قاسي يداهم صدره ، جلس يسند كفه ناحية قلبه يحاول ضبطه
لعله يستطيع إمساكه ! جال بنظره يتفقد حال البقية إن كان قد لاحظه أحد أم لا ، انتبه إلى مكان نتاليا الفارغ
" إنها تأتي كالحلم تماماً "
تحتل ليلتهم ثم تختفي عند أول ضوء للصباح ، نهض يغسل وجهه ويسرح شعره بكل اهتمام

أسقط في معدته تفاحة كانت ضمن الفاكهة التي جلبتها نتاليا أمس معها ; ثم تحرك ليخرج

كي يتفقد أحوال المنطقة وما يمكنه فعله بالحقول او حمل البضائع ، ما إن وصل إلى نهاية الشارع
حتى سحبه أحدهم يطبق على فمه ، فكانت ردة فعله انه أمسك ذراع الشخص الذي خلفه ورماه من فوق كتفه

" أين تعلمت هذه الحركة بحقـ .. آه ظهري "
صُدم عندما رأى ان الفاعل كانت نتاليا ، ساعدها على النهوض وهو يعتذر بندم ، وقفت تقلد لوديان عجوز المكتبة
بإحناء الظهر وأصوات الطقطقة ، ضحكت ثم ضربت ظهره باعتزاز " أنا حقاً فخورة بك رجلنا الصغير "

بعثرت شعره ليضرب يدها بعيداً عن رأسه " ما كان الداعي لهذه الحركة ؟ لربما تأذيتِ من السقوط "

كان يعاتبها بقلق بينما هي سعيدة انه اصبح قوي وحذر تستطيع الاطمئنان عليه
" كنت أريد أَن أُحدثك بسرية دون أن ينتبه أحد لوجودي ، لكنك افتعلت ضجة كافية لفضحي "
" بـما كنتـ " قاطعته بجدية لم يراها إلا نادراً " أحتاجك بأمر ما "
" أَنا جاهز ، ما الأمر ؟ "

" سنلاحق كلوديا إلى العمل "
رفع حاجبيه بتعجب وبدأت الأفكار تعبث برأسه ومن الواضح أن نتاليا قد اتخذت قرار لا نقاش فيه
التفت كلاهما ناحية كلوديا التي خرجت من الميتم تُغلق البوابة الحديدية خلفها
تضع كيس البضاعة على كتفها وبنظر شارد في الأرضية تُكمل سيرها ، لم تنتبه إلى الاثنان
اللذان اختبئا بطريقة غبية وبقيا يلاحقاها طيلة الطريق ، كان الناس يناظروهم بتعجب من حركاتهم
الغريبة يتنقلان كما النينجا ويتبادلان الأماكن من اليمين إلى اليسار ثم العكس ، لو لم تكن كلوديا
شاردة لـاستطاعت كشفهم من الثانية الأولى !

" هل هذا هو مكان العمل ؟ "
" أجل، إنها ورشة عادية "
اقتربت بحذر أكثر تراقب ، كان المكان ذو مساحة لا بأس بها ، كافية لتكون مخزن للبضائع الجاهزة للتحويل
مع بضع آلات للحياكة يجلس عليها بعض العمال ، جدران من حديد تُغلف المكان كله ، هناك يقف
صاحب الورشة فهو الوحيد اللامع بين الجميع بدأً من حذاءه إلى شعره الذي يجمعه بعقدة ليبدو كذيل الفأر
بين أصابع يده سيجارة ينثر رمادها بكل مكان ، التفت إلى كلوديا فورما لاحظ وجودها فاقترب منها يحدثها
بإسلوبه اللعوب " هل انتهت البضاعة ؟ "

" أجل، سيدي " فتحت الكيس الذي تحمله وتكشف عن كيفية سير عملهم على كل قطعة ، فاجئها عندما
أمسك يدها يهمس بابتسامة " هل أكملتِهم بهذه اليد الناعمة ؟ " أسقطت الكيس من يدها بإرتباك فور لمسها
سحبت يدها بهدوء مخفضةً رأسها ترد عليه بأدب " لقد تأكدت من إنهاء العمل على أكمل وجه "
أخذ يتنفس من سيجارته بتسلية وهو يتأملها بقرب أكثر " بشأن الأجر .."
قاطعها بقوله " أجل لم أنسى ، نظفي مكتبي أولاً بعدها سنتناقش "
لف خصلة شعرها حول اصبعه يهمس وهو يشدد على كل حرف " حول كُل فلس " أَغمضت عيناها بضيق
تجزم قبضة يدها تحاول تمالك نفسها ، لكن يبدو بأنها الوحيدة من تحاول فعل ذلك ، عندما فتحت عيناها
كان الرجل قد تم سحبه من ياقة قميصه الخلفية بواسطة نتاليا " لقد وجدت مصدر رائحة العفن هنا "
اتسعت عينيه بصدمة فقد كان واقفاً بطريقة جذابة منذ ثانية والأن قد تجعدت ثيابه وهو مائل محاولاً

أن لا يمتد أرضاً فيتم مسحها به ! أدار رأسه إلى الفتاة الصهباء خلفه تقسمه إلى شطائر رفيعة بعينيها
تثني طرف ثغرها بسخرية ، استوعب الرجل الأمر لينتفض ويدفعها بعيداً عنه متظاهراً أنه يمسح ثيابه من التلوث
" ما هذه الوقاحة ! "

تشتت انظار كلوديا بين الاثنان ، أعليها ان تركل نتاليا بعيداً ! أم أن تحاول الاعتذار من صاحب العمل وتبرير الأمر
همست بخفوت" نتالي ! ماذا تفعلين ؟ "
" رين ينتظركِ فاذهبي ، لدي بعض الكلام مع هذا الوسيم " أنهت جملتها تضرب كفها على صدر ذاك المذهول
الذي بدأ يتراجع للخلف حفاظاً على مسافة بينه وبينها ، لم تعامله فتاة هكذا من قبل ؟ كأنها نوعٌ جديد بالنسبة له
نظرت كلوديا بإرتباك إليه " سـ..سيدي " تجاهلها كلياً حيث كانت عينيه معلقة على نتاليا يسألها ببطء " من تكونين ؟ "
هذا التأثير كان كل ما تحتاجه ، النظرة المشتتة ، حدقة العين متسعة عن المعدل الطبيعي ، الطاقة المقاومة ضعيفة
يده اليمنى تنقبض بطريقة لا إرادية ، نجحت بالبروز أمام عينيه فأشعلت القداحة ليثبت نظره على لهيبها
" أنت "
صدى صوتها داخل عقله وخَمدت عيناه كما الشارد غائبُ العقل " ستخجل من مواجهة الفتيات والتلاعب بهن "
" ستتلعثم بكلامك معهن ، وستنسى أنك رأيتنا اليوم " سحبت سيجارة جديدة من جيب قميصه وأشعلتها بالنار
ثم وضعتها في يده مع ابتسامة راضية ، رمش بعينيه ليجد بأنه يقف وحيداً في الزاوية يشعر بأن ثمة جزءٌ
مفقود كان هنا لكنه لا يتذكر الأمر بشكلٍ واضح ، أكمل تدخين سيجارته والتفت إلى العمال يأمرهم بالإسراع
كما لم يحدث شيء ، تماماً نفس الطريقة التي قامت بها بسرقة اللوحة من المعرض دون أي دليل فـ هي لم

تهدد ولم تأخذها بالقوة او رغماً عن الجميع ، كانت تفعل ما تريد بكل بساطة ، هذا العلم من التحكم بالعقل
قد ذُكر بالكتب مع تسجيل تاريخ كل تجربة ، لكن جميعها كانت دوافعها دفع الأخرين لإرتكاب الجرائم وتنفيذهم
للأوامر دون أَن يتذكروا شيئاً فانغمست نتاليا في الأمر سنوات حتى أتقنتها وفاقت براعة معلمها الذي اعتزل مؤخراً

خلف هذا المكان كان هناك نقاش حاد باللسان ، يحاول رين تهدئة الوضع بين الفتاتين رغم كونه يجهل ما حدث

كانت كلوديا منفعلة ويهشمها القلق تأخذ المكان ذهاباً وإياباً " كيف لكِ أَن تفعلي هذا ؟! لقد دمرتِ كل شيء بلحظة "
" رويدك، لقد قمت بإصلاح الأمر لن يتعرض لكِ ثانيةً ولا لأي أحد آخر "
" تظنين بأَنكِ تصلحين كل شيء ! ما أدراكِ إن كانت تعمل طريقتك حتى ؟ "
" لقد كانت دراساتي دقيقة في ذلك ، الأمر استغرق معي سنوات لن أفشل بعدة ثواني "
" ألن يخبرني أحدكم مالذي حصل ؟ " تدخل رين يسأل بحيرة وقد اكتفى من مراقبة رد كل واحدة على الأخرى
فأجابته كلوديا باستياء" لقد خسرنا العمل الوحيد الموفر لنا "
" كيف ؟ "

أشارت ناحية نتاليا التي تتظاهر بالبراءة " الأنسة هنا أهانت صاحب العمل "

" حقاً ! " كانت ردة فعله أكثر من الدهشة ؛ ذهول مختلط بإعجاب وكأنه على وشك أن يصرخ بها بـ [أنتِ رائعة]
" لقد كان يريد تحويل أختك إلى دمية يلعب بها"
"ذلك الـ.." هاج الثور الذي بداخل رين ولم يكمل شتيمته لأنه اسرع راكضاً يريد المشاجرة
فسارعت نتاليا بتهدئته بأن ذاك لن يذكر شيء حتى مما حدث وكانت واثقة من تغيره
زفرت كلوديا بضيق مكتفة ذراعيها ، ثم سألت بتركيز

" لولا الولاعة التي بحوزتكِ تلك ، هل كنتِ لتدافعين هكذا أم ستصمتين ؟ "
" لما قد نصمت ونسمح للبشر بالتحكم بنا ؟! "
أجابتها الأخرى وهي ترفع كتفيها بحيرة لا تفهم ما رابطة هذا بالقدرات
فأعادت كلوديا سؤالها بتشديد أكبر تلاه انفجار متتالي من الكلام
" لو كنتِ مثلي بلا أي قدرات ، هل كنتِ لتتصرفين معه هكذا ؟
تعيشين كما لو أنكِ لستِ معنا ، كأنكِ وحدكِ بلا مسؤوليات ، تخاطرين بكل شيء
كلما دافعنا، كلما خسرنا أكثر ، لا عيب في الصمت"
لما على فتاة في الخامسة عشر التفكير هكذا ؟ ما مقدار سواد هذا العالم ؟ ولأي هاوية قد وصِل
هذا ما كانت تفكر به نتاليا بعدما اكتفت بالصمت تسمع مافي جعبة صديقتها ، ثم تكلمت أخيراً
" كلوي، العالم الذي تعيشين به واسع جداً ، أنتِ لا ترين سوا بقعة بائسة منه ، سنرفض أَن
يتحكم بنا أحد المخلوقات الأرضية فهناك مئة بقعة أخرى نستطيع أَن نجد بها ما يلزمنا "
" هل هذا ما تعلمكِ إياه المدينة ؟ "
كان سؤالها هادئاً وكأنها على وشك الاقتناع ، لكن من أين ستأتي نتاليا بإجابة جيدة

بعد الذي رأته في المدينة ، ماذا تعلمت في المدينة غير أَن تعطي المال لمن يستحق لا لمن يُبذر فيه

" عندما تكبرين ، مهما ترين في المدينة تذكري [ أننا سنعيش أحرار مهما كلف الثمن]"
وضعت يدها على كتف كلوديا تدعمها " لذا لا للصمت بعد اليوم، حسناً ؟ "
أومأت برأسها مما أبهج نتاليا وجعلها تعود لحماسها تشجعهم" هناك دائماً ... مكان للأحرار "

تنهد رين براحة ليضع يديه في جيبي بنطاله بإسترخاء فلقد فهم الآن أين تغيب عنهم كل فترة
" إذاً أنتِ تبحثين عنه "
" أجل "




-فسحة الكاتبة-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل مؤلف من 2300 كلمة مستحية من قصر الفصول وإني عم اتأخر كمان

فـ سوري أشغال رمضان مع أشغال المنتدى + النفسية ضاربة+ كنت احاول
انزل كل يوم فصل ، فشلة ناه لسا في وقت رح حاول ، انا وبنزل هذا الفصل
جهزت معظم الفصل القادم فاحتمال تشوفوه الليلة XD الكل سبقني ما يصير
متحمسة لرأيكم بالفصل لا تتكاسلوا

-معلومات عن الأحداث -
في الفصل الأول اسم المنطقة والمزاد واسعار اللوحات جميعها معلومات حقيقية


في الفصل الثاني قصة سويني تود حقيقية جرت في نفس المنطقة وقد تم إخراج فلم عنها


وحتى التنويم المغناطيسي بالطريقة التي جرت حيث يبرمج العقل على فعل ما تأمره

حسب تحكمك بمستواه ، ذكرت تجارب من كتاب " احتلال العقل "
وكتاب " المخابرات والتنويم المغناطيسي "
مدير قد نوم السكرتيرة الخاصة مغناطيسياً زارعاً برأسها أنها عندما تستيقظ تقتل
أي شخص تراه أمامها ، لقد وضع بقربها مسدس وكانت هناك خادمة عندما استيقظت
وقامت بالفعل بإطلاق النار ثم صُدمت ولم تتذكر لما فعلت ذلك



في تجربة اخرى تقول بأن الضابط قد نوم جندي مغناطيسياً وأخبره انه عندما يفتح
عينيه سيجد جندياً يابانياً يوجه السلاح نحوه وعلى وشك قتله ، عندما فتح الجندي
عينيه كان ساكناً في الثواني الأولى ثم ما لبث إلا أن زحف ناحية الضابط وهاجمه
ولولا تدخل باقي الجنود لكان الضابط ميتاً فقد كان عازماً على قتله حقاً




 
 توقيع : جلنار | Gulnar

تَنفس ، عِش ، أكسر كل الحواجز | أنت على قيد الحياة!

اشتم ولا تخلي شي بقلبك || اترك جمال حروفك تنور حياتي
ي

التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 05-29-2020 الساعة 12:14 AM

رد مع اقتباس