عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2022, 11:56 AM   #4
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



. الفصل الثالث
-----------------------------------

من الذي يقرر ما هو الجنون ؟ أين يبدأ الحد الفاصل ؟ أين ينتهي ؟

-----------------------------------

إنه ذلك السكون الثقيل مرةً أخرى ..

لا يوجد أي صوت , لا توجد أي حركة. لوهلةٍ ظن الإثنان بأنهما توهما الأمر بأكمله , ولكن ما أن تقدما قليلاً في الممر المقابل لهما ليبدأ البحث هناك حتى عادا للواقع المرعب ثانيةً. كانت الإضاءة جيدةً هنا , وذلك ما جعل المنظر أكثر سوءاً.

كانت هناك بقعة واسعة من الدماء الداكنة اللتي أكسبت المكان رائحةً حديديةً صدئة , بينما لم يكن هناك أي أثر لمصدرها. لم يساعد ذلك في تحسين ظنونهما حول مصير (أمورا) أبداً , وبدا (نويل) على وشك الإغماء لولا أن تقدم (ساي) وانحنى ليلمس الأرضية المصبوغة بالأحمر القاتم.

" إنها جافة .. هذا يعني بأن ما حصل هنا كان قبل فترة ليست بالوجيزة. لا يمكن أن تكون (أمورا) , فلو كانت هي لسمعناها .. ولكن من , أو ماذا كان مصدر هذه الدماء ؟ "
" هذا الوضع غير طبيعيٍ أبداً يا (ساي) , لم يكن من المفترض حدوث هذا .. "

" تمالك نفسك (نويل) , نحن ما زلنا – "

" لحظة .. هل تسمع ذلك ؟ "

" أسمع ماذا ؟ "

" إنه صوت دقات ساعةٍ ما .. "

" ساعة ؟ - أرهف السمع لبرهةً بينما تعالى صوت دقات مكتومة - ربما كانت الساعة التي وجدتُها بالأسفل. ربما سمعت (أمورا) الصوت أيضاً , لا بد أنها ستتجه نحوه ! فلنعد إلى الأسفل بسرعة."

إنطلقا يهرولان نحو السلالم المؤدية للأسفل وهما يلتفتان حولهما بقلق , فليس هناك من شيء يجعل وضعهما أسوأ الآن سوى ظهور ذلك الشيء الغريب مرةً أخرى من حيث لا يتوقعون.

تبع (نويل) خطوات (ساي) وهو يقوده عبر الممر إلى الغرفة التي وجد فيها الساعة الضخمة سابقاً , ولكنه تخطى الأخير ليدفع الباب الخشبي بعنف وهو يصرخ بإسم (أمورا) ويفاجأ بعدها بــ ...

-----------------------------------

كان اللون الأحمر الصارخ هو أول ما رأته عيناهما.

تقدم (نويل) بخطوات بطيئةً للداخل وقدت إعتلت محياه الوسيم نظرة غير مُصدقة , بينما تنفس (ساي) الصعداء وهو يقاوم الرغبة في الإندفاع للأمام كالأبله.

إن القوة التي دفع بها (نويل) الباب جعلت (أمورا) تقفز من مكانها بوَجَل وهي تطلق صرخةً صغيرةً سرعان ما كتمتها بيديها. بدا وجهها شاحباً وهي تتراجع للخلف بحركة لا إرادية , لا بد أنها ظنت بأن القادم هو ذلك المجهول الذي رأته في البهو.

" (نويل) , (ساي) .. أنتما هنا .. لماذا ؟ " تمتمت بذلك بدهشةٍ فاجأت (ساي) , لقد كان يتوقع أنها ستبدأ بالبكاء والعويل في أي لحظة الآن, ولكنها لم تفعل.

لم يجبها (نويل) , ولم يبد أنه سمع سؤالها أصلاً , فقد تقدم ليمسك يدها بلهفة وهو يبتسم بسعادة.

" يا إلهي , (أمورا) ! أنت بخير , الحمد لله , الحمد لله .. أيتها البلهاء , لا تصيبيني بالقلق هكذا , أقسم بأنني كنت على وشك الإصابة بأزمةٍ قلبية بسبب ما رأيناه , ولكنك إختفيتِ فجأة ولم أستطع العثور عليك .. "

" حمداً لله أنك بخير ! لقد عدتُ من هذه الغرفة للبهو ولم أجدكما , مالذي حدث ؟ " قالها (ساي) وهو ينظر نحوها بعينين فاحصتين.

قالت بإرتباك ومعالم الذنب تبدو واضحةً على وجهها الجميل : " أنا آسفة ً حقاً .. لم أكن أقصد أن .. لكنني فقط فوجِئتُ بظهور ذلك الشيء , وعندما صرخ (نويل) لم أستطع السيطرة على نفسي وأخذت أركض في الممر إلى أن وصلت لهذه الغرفة. "

" ولكن ... ! " قَطَع (ساي) كلماته وهو يعقد حاجبيه بصمت. (( ولكن هذا مستحيل ... ))

" (ساي) ؟ "

" هممم ؟ نعم .. مالذي كنا نقوله ؟ "

قال (نويل) وهو يبحث عن شيء ما في جيبه : " كنا نقول بأن علينا الخروج من هذا المكان بأسرع وقت , فلسنا في حاجةٍ لأن ننتظر ظهور المزيد من الأشياء الغريبة لكي نفعل ذلك. "

أتبعت (أمورا) بيأس : " ولكن الباب مغلق بإحكام , لقد حاولت فتحه للخروج ولكنه لم يستجب أبداً , والنوافذ لا تُفتح أيضاً لسببٍ ما ."

" بمناسبة ذِكر الأشياء الغريبة .. (أمورا) .. أنتِ .. لست جريحةً في مكانٍ ما , أليس كذلك ؟ " كان (ساي) يعلم الإجابة مسبقاً ولكنه قرر السؤال على أي حال.

" ماذا ؟ أمم , لا , على الإطلاق. إنني بخير , فيما عدا الجرح المعنوي بسبب ترككما لي لوحدي ! " قالتها بنبرة عتاب مازح وهي توجه نظرات عابثة نحو (نويل) الذي تظاهر بأن التأمل في السجاد يحتل جُل إهتمامه.

(( هذا جيد. يبدو أن الدماء في الطابق الثاني ليست لها بالفعل. ))

إبتسم (ساي) بلطف وقال بنبرة هادئة : " أنتِ أقوى مما توقعت , لا تبدين بذلك الخوف حول ما حدث. "

قالت وهي تُبعد بعض خصلات الشعر المتناثرة على وجهها : " حسناً , لقد فوجئتُ أنا نفسي بذلك. أعتقد بأنني تماسكت عندما فكرت في (نويل) , لقد كان خائفاً بحق مما جعلني أقلق عليه بشدة وقد قررت أن أكون هادئةً وشجاعةً لأقوم بالبحث عنه – لاحظت النظرة البائسة التي إعتلت وجه (ساي) فأسرعت تردف - أوه , لقد قلقت عليك أنت أيضاً يا (ساي) و أردت البحث عنك ..! "

" نعم نعم , أستطيع رؤية قلقك عليَ بوضوح – قالها بنبرة متهكمة – ولكن هذا لا يهم الآن. مالذي تفعله يا (نويل) ؟ كُفَ عن الدوران في الغرفة هكذا ! "

" إنني أحاول الإتصال بـ (لورانس) , ولكنني لا أستطيع إتمام أي مكالمة. "

وافقه (ساي) قائلاً : " لقد حاولت ذلك مسبقاً , لا جدوى من ذلك على ما يبدو. ربما علينا العودة للطابق الثاني والإنتظار في الغرفة التي كُنتَ فيها حتى نَجِدَ مخرجاً أو يجدنا الآخرون. أعتقد أننا جميعاً بحاجةٍ بعض الراحة. "

قالت (أمورا) بتعاسةٍ : " إنني فعلاً منهكةٌ جداً , فلنذهب إلى الأعلى , ولكن السرير سيكون لي ! بإمكانكما أن تناما على الأرضية أو داخل المدفأة ! "

" أيتها القاسية ! أهكذا تشكرين من جاء ركضاً لإنقاذك ؟ " غمغم (نويل) بحقد وهو يعيد هاتفه المحمول إلى جيبه بعد أن تأكد من عدم جدوى محاولة الإتصال بأي شخص في الخارج.

إستمر الإثنان في الجدال وهما يخرجان من الغرفة غير منتبهين لـ (ساي) الذي وقف في مكانه بصمت وهو ينظر إلى الساعة الخشبية الضخمة بتساؤل.

ما زالت عقارب الساعة تشير إلى تمام الرابعة , مما أكد نظريته الأولى بأن هذه الساعة تعاني تلفاً ما. ولكن الذي جذب إنتباهه هو وجود فتحة صغيرة في منتصف قرص الساعة , وهو شيء لم يلاحظه في المرة الأولى. كانت أشبه بفتحة لمفتاح أو قطعةٍ صغيرة الحجم. ربما كانت هناك أداةً ما تستخدم لمعايرة الساعة؟

نفض هذه الأفكار من رأسه وأسرع يلحق بصديقيه عندما إنتبه بأن أصواتهما إبتعدت عن مكانه بشكل ملحوظ.

-----------------------------------

" إركضي !! لا تنظري للخلف يا بلهاء , إركضي فقط ! "
" إلى اليمين , أسرعا !! "
" (نويل) , (ساي) !! إنه يقترب ! "
" لا تنظري !! "

كان الثلاثة يتسابقون لصعود السلالم وأصوات خطواتهم المتسارعة تدوي في البهو الذي كان صامتاً حتى دقيقةً مضت. فما أن وصلوا للبهو حتى وجدوا ذلك الشعور الخانق اللذي صاحب ظهور ذلك الشيء المجهول سابقاً , وكأنه كان بإنتظارهم , إندفع من ظلمات الممر الأيسر لينقض عليهم قبل وصولهم للطابق الثاني. وهذه المرة , كانت ملامح "الشيء" واضحةً لهم.

لقد كان شخصاً , أو على الأقل , أشبه ما يكون بشخص. كان مزيجاً من شيء لا يبدو إلا كشخص , وفي نفس الوقت , يستحيل أن يكون شخصاً.

لم يقف أي منهم لينظر إلى ملامح ذلك الشخص الذي بدا وكأنه يقع في منتصف بقعةً مظلمةً على الدوام , بل سارعوا إلى الغرفة اللتي كان (نويل) مختبئاً فيها بالطابق الثاني. كان (ساي) أول الواصلين حيث دفع الباب وأنطلق للداخل وهو يصرخ على الآخرين بالإسراع. كادت (أمورا) أن تتعثر وتسقط في الممر لولا أن (نويل) قام بإلتقاطها وسحبها للغرفة وهو يلهث بينما أغلق (ساي) الباب خلفهم وأسند ظهره عليه دافعاً إياه بقوة ليمنع ملاحقهم من الدخول. كانوا جميعاً فزعين بدرجات متفاوتةً ولكن لم يصدر أي صوت من خلف الباب لبضع دقائق قضوها في إلتقاط أنفاسهم. كانت (أمورا) ترتجف وهي واقفة في ركن الغرفة.

وحالما أن إسترخى (ساي) ظناً منه بأنهم أصبحوا في أمان , شَعر بالباب يُدفَعُ بقوةٍ من خلفه , وكادت المفاجأة أن تفقده توازنه للحظة ولكن (نويل) إسرع ليغلق الباب الذي إنفتح قليلاً جراء الدَفعة. وبينما كان يفعل ذلك , لاحظ بأن مفتاح الباب كان موجوداً في القفل – لحسن حظهم – فقام بإدارته مرتين وقفز للخلف. ظلت أعينهم ملتصقة بالباب الذي بقي ساكناً لبرهة , وتبع ذلك صوت خطوات ثقيلة تسير مبتعدة .. وعندها فقط , تساقطوا جميعاً على الأرض يلهثون.

-----------------------------------

جلست (أمورا) على السرير الصغير في الغرفة وهي تضم ركبتيها إلى صدرها , بينما وقف (نويل) بصمت عاقداً ساعديه ومسنداً ظهره للجدار. أما (ساي) فقد تربع على الأرض أمام المدفأة وهو ينظر لألسنة اللهب بعينين شاردتين , ويلقي لها بقطعة من الخشب بين الفينة والأخرى. لقد مضت عشرون دقيقةً تقريباً , وما زال الوضع هادئاً. لم يسمعوا أحداً يتجول في الممر ولم يحاول أحدٌ إقتحام الغرفة ثانيةً.

مهما كانت طبيعة مهاجمهم, فهو ليس شبحاً على الإطلاق. الأشباح مجرد أطياف هائمة, أو أنها من المفترض أن تكون كذلك. ولكن هذا الشيء يمتلك قوة ثور هائج, بالإضافة إلى أنه يستحيل على باب خشبي أن يحول دونه ودونهم إن كان شبحاً فعلاً.

تنحنح (نويل) بلطف ليكسر حاجز الصمت.

" تبدين مرهقةً لحد الإغماء يا (أمورا) , من الأفضل لكِ بأن تخلدي للنوم قليلاً ما دمت تستطيعين ذلك. "

" ولكن ... "

" لا تقلقي , إن الباب موصد بالمفتاح , والمفتاح مع (ساي). لن يتمكن أحد من الدخول. "

" وأنت أيضاً يا (نويل) .. " قال (ساي) وهو يلتفت ليواجههما " لا تبدو بحالة جيدة يا صاح. لست أحبذ فكرة أن ترهق نفسك لدرجة الإغماء فأنا لن أقوم بحمل جسدك الضخم إلى الخارج عندما نجد طريقةً للهرب. "

" جسدي ليس ضخماً .. أنت فقط قصير القامة .. "

" .. وأكبر عمراً , والآن إصمت وإستمع لمن هم أكبر منك سناً وأذهب لتخلد إلى النوم. "

أطلقت (أمورا) ضحكة قصيرة ناعمةً وهي ترى ذلك , لقد بدا لوهلة أن واقعهم المظلم قد أشرق قليلاً.

" تصبحان على خير , أظنني سأغفو قليلاً ", قالتها وإندست تحت الأغطية كلياً لتغط في نوم عميق بعد عدة دقائق.

بعد فترة وجيزة من الصمت , قال (نويل) بصوت خافت : " إنني أحسدك على قدرتك للمزاح في وقت كهذا .."

تمتم (ساي) وهو يخرج قطعةً من حلوى الكرز من جيبه ويقوم بإزالة غلافها الزاهي : " أعتقد أنني سأصاب بالجنون إن لم أفعل. تباً , إنها آخر قطعة من الحلوى في جيبي .. إسمعني , يجب عليك أن تحصل على قسط من الراحة , أستطيع رؤيتك وأنت تغفو من هنا. "

" وماذا عنك أنت ؟ "

" أنا ؟ أنت تعلم أنني لست مولعاً بالنوم عادةً. سأبقى مستيقظاً لأنبهكما في حال عاد ذلك .. الـ .. مهما يكن. سأوقظك لتحل مكاني بعد بضعة ساعات. "

" حسناً .. – تردد (نويل) قليلاً قبل أن يحسم أمره - .. إتفقنا, سأنام على الأريكة قليلاً. لا تقم بتشغيل الأغاني الصاخبة وإلا ألقيتك خارج الغرفة. "

" أعلم ذلك , أتظنني طفلاً ؟! إذهب فقط ! "

زفر (ساي) بحنق وهو يتمتم لنفسه: " تباً , على ماذا سأتسلى الآن ؟ "

لوَح له (نويل) وهو يستلقي على الأريكة المجاورة للسرير قبل أن يعطيه ظهره وينطلق إلى عالم الأحلام في زمن قياسي. يبدو أنه كان يجاهد ليبقى نفسه مستيقظاً فعلاً.

خيَم السكون على الغرفة الواسعة ولم يقطعه إلا صوت الخشب والنيران تأكله لتمد المكان ببعض الدفء , وقرر (ساي) بأن أفضل ما يقوم به لتمضية الوقت هو تفحص الكتاب الذي كانت تتصفحه (أمورا) والذي تركته على الرف الواقع بجانب السرير , فنهض ليحمل الكتاب الصغير ذو الغلاف الفاخر ويعود به إلى مكانه أمام المدفأة.

ولكن ما أن تحرك بضعة خطوات حتى تناهى إلى مسامعه صوت خافت إختلط بصوت النيران المتأججة .. صوت خطوات ثقيلة تقترب من باب الغرفة ببطء. فور أن سمع (ساي) ذلك الصوت توقف متسمراً وبدأت عيناه بالإتساع تدريجياً. ولكن الصوت الذي أصبح أمام الباب مباشرةً توقف لتتبعه لحظة من الصمت الذي لم يستمر طويلاً, حيث تلى ذلك ثلاثُ طَرَقاتٍ خفيفة على الباب الخشبي مع صوت خافت يهمس من الجهة الأخرى: "(ساي)؟".

تصلب (ساي) في مكانه بصمت للحظات وهو يشعر بأنفاسه ودقات قلبه تتسارع تدريجياً , ثم إستدار ببطء ليواجه الباب. هل سمع إسمه حقاً؟ لم يبد الصوت عدوانياً, ولكن كيف يعلم بأنه هذه ليست خدعة أو أنه ليس مجنوناً فعلاً؟ تواردت الأفكار في رأسه بسرعة البرق بينما إمتدت يده المحاطة بإسورة معدنية إلى داخل جيب معطفه الداخلي وخرجت وهي تحمل سكين جيب مطويةً قام بفردها بهدوء. تأمل النصل قليلاً , لا بأس به. نظر إلى رفيقيه النائمين, هذا جيد, لا حاجة لهم بأن يروه الآن.

توجه إلى المكان الذي كان يحتله قبل قليل أمام المدفأة وانحنى ليلتقط هاتفه المحمول من الأرض, ولدقيقتين من الزمن , ظل يكتب شيئاً ما بداخله بينما كانت أذناه تنصتان لصوت الخطوات البعيدة داعياً الله في سره بأن لا يحدث شيء قبل أن ينتهي مما يفعله.

وأخيراً, بعد أن إطمأن بأن صديقيه ما زالا نائمين بسلام , تقدم ليضع الكتاب وهاتفه المحمول بجانب (أمورا) النائمة.

كانت الأصوات متوقفةً تماماً منذ وهلة, ما من صوت خطوات أو طرقات, أو شخصٌ مجهول يناديه بإسمه.

أخرج مفتاح الباب من جيبه وقام بفتحه بحرص لكي لا يصدر صوتاً عالياً , أطل برأسه أولاً ثم تقدم عندما لم ير شيئاً أمامه, وحالما كان واقفاً خارج الباب قام بإغلاقه مرةً ثانيةً بالمفتاح من الخارج , ثم إنحنى ليدفع بالمفتاح للداخل عبر الفتحة الضيقة أسفل الباب.

" سأحاول أن أعود لكما , ولكن إن لم أفعل ... "

لم يكمل جملته , بل وقف ومضى قدماً بصمت يتفقد الممر الذي كان أكثر ظلاماً من الأفكار القاتمة التي ملأت رأسه.




الـــســـاعـــة الـــرابـــعـــة -إنتهى-


بدأت الأحداث بالتسارع قليلاً, فما رأيكم؟ هل تؤمنون بأنه شبح عابث؟ أم أنه شخص عدواني؟

أم أنه شيء غير هذا وذاك؟


 
 توقيع : ساي

دخول متقطع .


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ساي على المشاركة المفيدة: