عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2020, 07:48 PM   #3
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً



EDITH;5530329]









أعيننا البريئة .. كانت تراها لعباً تحلق كما الطيور

وأعينهم .. كانت تراها وحوشاً توشك ان تلتهمنا نيرانها

فأينا على حق

وهل سيرحم الدهر طفولتنا ؟!






توقفت عينيها على تلك السطور المعتمة

لاتزال تلك ذكرياتها .. لكن أي شبح مظلم أعتمها وأخفى ضيائها

وأي غادر ذاك الذي انتشل سعادتهم وسرق بسماتهم

اغلقت ذلك الدفتر الذي احتوى ذكرياتها

وأبحرت مجدداً في عميق ماضيها

وعيناها تجوبان تلك البقعة التي كانت في يومٍ ما

مزهرة يانعة خضراء

ولكن .. ماحالها اليوم ؟!



أوساكا | 1438م



- Hi

- آي

- لا لا هكذا Hi

اجابته بكل براءة وهي تلعب بدميتها : آآآي

أومأ لها بالنفي ثم قال وهو يوجهها اليه :

انظري لي كيف أنطقها .. حسناً ؟ هكذا H..i

نظرت له وهي تحرك شفتيها كما يفعل ثم قالت ببرائتها المعهودة : آ..ي

تنهد بيأس ثم قال باصرار وهو يعتدل بجلوسه أمامها :

انظري صغيرتي سننتقل لكلمة أخرى قولي Hello

أخذت الفرشاة وبدأت بتسريح شعر دميتها وهي تقول بلا مبالاة : آلو

رمى نفسه للخلف بضجر ويأس : استسلم .. ماقصتها مع هذا الحرف اليوم ؟!

ضحكت آرياكو بلطف ثم اقتربت منهم ووضعت الطبق أمامهم وكان به حلوى الأرز الشهية

اسرعت الطفلتان لأخذ نصيبهما بسرعة وبدأتا تناولها بسعادة

هارو بمرح : بابا بابا انت قلت ان انا ذهبت المدرسة ستعطيني هدية صحيح ؟

اومأ لها بالايجاب وهو يعتدل جالساً : بكل تأكيد حلوتي الصغيرة

ابتسم بحب وحنان وهو يراقبها تثرثر وتحكي كل ماتشاهده وتراه

حتى وان كان بسيطاً لايستحق الذكر .. بينما هانا تتأمل والدها ببراءة

التفت لها بتساؤل : مالخطب صغيرتي ؟ اتريدين شيئاً ما ؟

ابتسمت ابتسامة عريضة واقتربت منه لتقول بدلال : بابا علمني مثل هارو

شد خدها بلطف وهو يقول :

هانا الغيور .. حسناً انما غداً أنا متعب الآن وسأخلد للنوم .. ليلة سعيدة أحبائي ..

هارو بمرح : ليلة سعيدة بابا الرائع

ابتسم بسرور وقبل خديها ثم بعثر شعر هانا وتوجه لغرفته تتبعه آرياكو

بينما كانت هانا تنظر له بحزن ..

اقتربت بعدها من المائدة وتركت قطعة الحلوى وهي تقول :

يجب ان لانأكل الحلوى قبل النوم

هارو : اجل لاتأكليها ذهبي للنوم أنا سأتناولها جميعها

نظرت لها بدهشة ثم نهضت وتوجهت للحمام لتغسل أسنانها وهي تفكر



في الغرفة جلست آرياكو بعد ان جهزت فراش زوجها

وانتظرته حتى استتم اموره وجلس على الفراش ليستعد للنوم .. قالت بعد تردد :

عزيزي .. هل لي أن اتحدث معك قليلاً ؟

نظر لها بتساؤل وقال بينما يرتدي جواربه : مالخطب ؟

- الحقيقة .. كنت أريد سؤالك عن .. أجرك .. متى ستتلقاه ؟

نظر لها بدهشة ثم قال بهدوء : غداً .. لما ؟

ابتسمت باستبشار ثم قالت بسرعة : هذا جيد جداً

اردفت بابتسامة لطيفة :

اعتذر لأني أثقل كاهلك ولكن الفتاتان اكملتا الخامسة ..

ويجب ان نضمهما لمدرسة القرية .. ومابقي لدي من مال لن يكفي لذلك ..

وأعلم انك تعاني من ضائقة مالية لذلك لم ارغب بسؤالك من قبل .. لكن ..

لايمكنهما التأخر عن البقية أكثر .. سامحني ارجوك ..

قطب حاجبيه وقال باستياء :

مالذي تقولينه آريا .. !!

منذ متى وأنا أعتمد على امرأة في ادارة شؤون منزلي المادية ..

دعي الأمر لي ولاتنفقي قطعة واحدة من مالكِ ..

احتفظي به فحتماً ستحتاجيه في المستقبل ..

كما اني كنت احضر لهذا لذا لاتقلقي بشأن أي شيء..

ابتسمت بسعادة وامتنان : شكراً لك عزيزي .. أنت الأفضل حقاً .. محظوظة بك

ابتسم ضاحكاً واستلقى على الفراش وهو يقول بنعاس :

أعلم أعلم أنا الأفضل والأروع .. ليلة سعيدة زوجتي العزيزة ..

قالها وأغمض عينيه وسرعان مااستسلم للنوم بتعب .. ابتسمت بحنان وغطته جيداً

ثم خرجت لابنتيها لترى هارو تجلس بمفردها وهي تلتهم حلوى الأرز بشراهة

- آآه هارو !! يالكِ من طفلة نهمة

جلست بجانبها وأخذت الطبق الذي أصبح فارغاً لتغسله وهي تقول باستياء :

كيف لكِ ان تأكليها جميعها .. هذا ليس جيداً البتة ايتها الشقية .. يجب ان تهتمي بصحتكِ أكثر

ارتمت هارو على الارض وهي تقول بينما تحرك ساقيها في الهواء وتتدحرج على الأرض بمرح : أنا قوية ماما لن يحدث لي أي شيء صدقيني

استلقت على بطنها وهي تنظر لأمها وتسند وجهها لكفيها

انهت آرياكو عملها وجلست بجانب ابنتها بهدوء : أولاً لاتتصرفي كالفتية .. ولاتستلقي على الأرض هكذا كي لاتتسخ ملابسكِ ..

قاطعتها هارو ببرود : لكنها نظيفة ماما كيف ستوسخ ملابسي ؟

تنهدت آرياكو محاولة استجماع صبرها : هارو كفي عن هذا الآن واطيعيني .. كما انه موعد النوم هيا غيري ملابسكِ واغسلي اسنانكِ واخلدي للنوم

هارو بتململ : حاااضر

نهضت وتوجهت للغرفة بينما تنهدت آرياكو بعمق : ياالهي الرحمة .. هذه الطفلة الشقية ستقتلني يوماً ما بتصرفاتها اللامبالية



حل الصباح وأشرقت الشمس الذهبية ناثرة ضيائها اللامتناهي لأفئدتهم

لكن دفئها لم يتمكن منن التغلب على تلك النسمات الباردة التي غلفت الأرجاء

وتلك الوريقات الملونة تناثرت وتراقصت مع الرياح بعد أن عصفت بها الرياح القوية

خرج من المنزل ممسكاً بتلكما اليدين الصغيرتين الدافئتين

وكل منهم يودع آرياكو التي شيعتهم الى الباب بابتسامتها المحبة الحانية

انحنى بعد ان سار خطواتٍ قليلة ليرتب وشاح كلٍ منهما ويدفئهما ثم نهض وأمسك يديهما من جديد

بينما كانت كل واحدة تسير معه بثقل اعياهما بسبب تلك الملابس الدافئة الثقيلة

واذا بصوت يدوي في الأرجاء ترتعش لوطئته الأفئدة

رمق السماء بطرفه ليرى تلك الطائرات الضخمة التي شقت عرض الفضاء

بينما صرخت الطفلتين بسعادة وهما تشيران لها : طائرة طائرة .. طائرة حربية

واخذتا تغنيا وهما تسرعان محاولتان اللحاق بتلك الطائرات وهما ترددان :

طائرة حربية طائرة طائرة حربية ..

استفاق من كوابيسه التي اعادت له للحيظات ذكريات لايمكن نسيانها

فهرع مسرعاً لابنتيه ليحتضنهما ويحملهما معهاً ويتوجه مسرعاً لمنزله

دخله واحكم اغلاق الباب بعد ان انزلهما وكلتاهما تحدق به بدهشة

بينما توجهت لهم آرياكو ماان سمعت تلك الضجة لتخرج حاملة المغرفة وهي تقول بتعجب :

مالخطب أرى انكم عدتم سريعاً ؟

التفت لها بصمت وتعابير وجهه الغامضة تخفي الكثير

توجه للداخل وهو يجر ابنتيه خلفه بينما هارو تقول بشقاوتها المعتادة : اريد ان ارى الطائرة بابا

نظر لها بحدة وحزم لأول مرة ليقول بنبرة محذرة مخيفة : لن يخرج أحد من المنزل.. واضح !!

وكالعادة لم تكن لتبالي لنظراته تلك رغم انها أربكتها لوهلة لتقول بعدها بالحاح :

بابا أريد ان ارى الطائرات ارجوك .. بابا .. بابااااا

لم يكن يبالي بالحاحها بل دخل الغرفة وجلس ووضعهما بحجره وضمهما بصمت

وكأنما يريد حمايتهما من ذكرياته التعيسة المخيفة ومن ذلك العالم الذي يخفي الكثير لهم

بينما آرياكو تتأمله بدهشة وقلق لكنها آثرت الصمت بعدما ادركت ماارق هدوئه وعكر سعادته



مضى بعض الوقت وهو لايزال على تلك الحال حتى ملت الطفلتين ذلك

انما لم تتحرك احداهما خشية غضبه ..

دخلت آرياكو وقدمت لهم بعض الكستناء المشوي وهي تقول بابتسامة لطيفة :

احبائي مارأيكم ان نتناول الكستناء الساخن ليمنحنا بعض الدفء

صرخت الطفلتان بسعادة : ماما نحبك

اسرعتا نحوها وعانقتاها ثم جلستا بجانبها منتظرتان ان تقشرها لهم وتطعمهما

بينما ابتسمت بسعادة وقبلت خديهما وبدأت تقشيرها

وعينا فلورانس تراقبهما بينما لايزال بصمته

نظرت له آرياكو لتقول بحنان وهي تمد له حبة كستناءٍ مقشرة :

كل هذه عزيزي .. ولاتقلق .. سيكون كل شيء بخير

نظر لها ملياً ثم أخذها منها وتناولها بهدوء

ابتسمت برضاً وتابعت اطعامهم بسعادة



تلك الحقول التي امتدت عبر مرأى البصر تحولت الوانها

واختفى رونقها رغم تلك الوريقات الملونة التي غطتها

سار نحو ذلك الرجل الذي اصطف العاملين في الحقل لتلقي اجورهم منه

وقف بانتظار دوره مترقباً وهو يتذكر ماخطط لشرائه ويفكر بعائلته وكيف ستستقبل تلك المفاجئة

حان دوره فوقف قبالة ذلك الرجل الياباني ذو الجسد النحيف والعينين الضيقتين أصلع الرأس

ابتسم فلورنس وهو ينظر له منتظراً أجره ... الا انه كان ينظر له بحدة وصرامة

تلاشت ابتسامته ونظر له بتساؤل وحيرة بينما نطق الرجل أخيراً بنبرة جافة :

خذ .. هذا اجرك ..

اخذ فلورنس تلك القطع النقدية القليلة ونظر لها بدهشة ثم قال بحيرة : فقط ؟! لكن لما ؟

اجابه بنبرته القاسية ذاتها :

الوضع يسوء في اليابان كما ترى والحالة المادية من سيء لأسوأ ..

وبالطبع لايمكن أن يكون أجر ابناء الوطن كغيرهم .. أم أنا مخطأ ؟

اتسعت عينا فلورنس بدهشة وانعقد لسانه ..

بينما تراجع ذلك الرجل ليعود ادراجه لرفاقه

واذا بأحدهم يهمس له بعد ان وقف بجواره :

أمثالهم يستحقون ان ينزل العذاب عليهم

نظر له بدهشة وتساؤل .. وكان احد زملائه من العاملين .. صيني المنشأ

ذو عينين ضيقتين جداً ووجه سمين نوعاً ما وشعر حريري أسود باهت

وملابس مهترئة قديمة كساها الغبار لوناً جديداً

- مالذي تقصده بما تقول ؟

كان ذاك ماقاله فلورنس وقد عصفت به رياح الحيرة وجعلته اسيرها

ليجيبه ذلك الغريب بنبرة متوعدة بينما عيناه تحملقان برئيسهم الذي جلس ينعم مع رفاقه بدافيء الشراب ولذيذ الطعام :


- لقد جعلوا منا اضحية يغتدون بافتراسها ..

لايهمه مقدار ماسيحل علينا من ألم ومعاناة ..

المهم هو اشباع بطونهم التي لاتشبع وارضاء قلوبهم الحاقدة

نظر له فلورنس ملياً ثم التفت الى حيث ينظر وهو يقول : لكن..

قاطعه وهو ينظر له بجدية :

اتقصد ان تبحث عن اعذارٍ لهم .. صدقني .. لقد بتنا كلينا على القارب ذاته ..

وغداً نمسي في اللحود تبكينا أهلنا وعيالنا

اردف وهو ينظر للسماء التي لوثها منظر تلك الطائرة التي ماانفكت تعصف الأجواء بصوتها المدوي منذ الصباح :

- انها متهجة لموطني .. لتقتل ابناء أرضي وشعبي ..

لتحرقهم وتسلبهم وتهدم منازلهم فوق رؤوسهم ..

وتعصف بأبنائهم فتتركهم رهناً للموت

ازدرى فلورنس ريقه وهو ينظر للسماء تصرعه تلك الذكريات القاتلة

ليقول باستسلام لكلمات رفيقه : ومالعمل ؟

ابتسم الآخر وهو يقول وعيناه تتقدان شراً وحقداً : نُحرقهم ونلتهمهم قبل ان يلتهمونا



تلك الأضواء الحمراء اتقدت في عينيه وهو يتأمل الشرارات المتطايرة في الأجواء

وصراخ الناس قد على وكل يحاول اخماد تلك النيران المشتعلة في المخزن تفتك بكل شيء دونما رحمة

قبض على يده بقوة ودقات قلبه تتسارع بجنون ..

كيف لا .. وقد شهد لأول مرة كل تفاصيل تلك الحادثة المؤلمة .. لكنه لم يحرك ساكناً

بل كان طرفاً في تلك المعادلة الجائرة ...

وقف بجانبه وهو يبتسم بنصر وكأنما شفى غليل صدره قليلاً

- انظر فلورنس .. هاقد حققنا النصر .. سنرى مايمكنهم عمله الآن .. وسنرى من سينتصر في النهاية ..

انتهـــــــــــــــــى













للحظات أتمنى أن اعود طفلة

لكي أرى الأشياء بعيني البريئة

وأعيش عالمي المميز الجميل الخالي من الأحقاد والظلم

لكن الحياة تجبرك على خوض تلك المتاهات المخيفة

وتحول بقسوتها الأطفال الى كهل

فكيف سنجتاز مغاراتها ؟

وسيظل السؤال ... هل ستنجو طفولتنا ؟


 
مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~Edith ; 03-14-2020 الساعة 07:59 PM

رد مع اقتباس