عرض مشاركة واحدة
قديم 06-27-2020, 05:13 PM   #25
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





البارت التاسع عشر
.
.
.


.
.

لا يكفيني هذا الهروب، هروب الجسد والروح من المكان الذي يحمل بداخله الكثير من الذكريات والمُظلم بعواصفه
لا يكفي!
كان بودِّ لو استطعت الخروج من هذا الجسد المُتعب والمُثقل بالحمول الضخمة والثقيلة
كُنت أظن إنني قادرة على تجاوز الذكريات
تجاوز مرحلة الصدمات التي تعاشيت معها مُنذ الصغر
تناسي الضغوطات التي واجهتها مُنذ إن كنت ابلغ التاسعة من عمري ولكن فجأة حينما قررت التكيّف مع هذه المعيشة بعد واحدة وعشرون سنة من المحاولات والاضطرابات النفسية
عدُت إلى المحطّة نفسها دون التخطيط لذلك
ظننُت إنني تجاوزت مرحلة التنمّر ، الاشتياق لوطن لفظني بغلظة الاحداث من داخلة، عدم الشعور بالراحة في مُحيط غريب ويناقض
معتقداتي وافكاري التي جُبلت عليها وتنمّت بداخلي بفضل
يوسف!
ظننت إنني تجاوزت مرحلة التذبذب الاجتماعي والنفسي
وكذلك الديني حتى إنني أصبحت اخبر نفسي إنني
مسيحية دون تردد!
وها انا اليوم بعد هذه الزوبعة من الأحداث
تبعثرت من جديد حقيقةً
لم يكن خبر وفاتكِ يا أمي وطئهُ سهلًا أبدًا لم يكن!
كان صعبًا عليّ من ان استوعبه وافهمه!
ولكن حدثت أمور كثيرة جعلتني ثملة ولكن اتألم بلاواعي مني!
تألمت لِفُراقك ....وتلقّيْت الصفعات لتشعرني بألم
خدائعكما لي طيلة هذه السنوات
لا أنكر كُنتما تظنان َنفيِّ في المشفى سيكون ارحم لي من جنوني في الخارج ....
ففي ذلك الوقت أصبحت اكثر تمردًّا وحنقًا على نفسي
لم يكن وطأ ما حدث لي سهلًا
كذبتِ على إننا سنذهب من المنزل وسنعود ليوسف
ولم تصدقي
بينما يوسف تخلّى عني وكأنه لا يعرفني ابدًا
لم استطع العيش بشكل سوِ
شعرت باليُتم، وبالخوف...فظّل يوسف كان لي مصدرًا للحنان وتضميد نوبات الهلع لقلبي
ولكن بيديك يا أُمّاه اقتلعتني من هذا المصدر!
ثم إنني وجدتُ نفسي باحثة عن امانٍ متشكلٍ في قصة حُب مندفعة وفاشلة
حتى بي انخدعت ، وانسغت وراء هذا الحُب اكثر حتى نتجت ثمرتهُ الخائبة!
انجبت....طفلة....تشبهني .....تشبهني كثيرًا في بعض الصفات الشكلية وحتى النفسية!
لا اريدها أن تعيش ما عُشته
ولكن انتما الاثنان جعلتاها تتجرّع جزءًا لو تعيه
ستكون أسوأ من حالاتي الآن
خائفة من أن اعترف لها بالأمومة
فأنا لا زلت اريد حضنًا يحتضني ولا اعرف كيف احتضن احد!
فالأفضل تبقى مُبتعدة عن ظلّي لكي لا يحرقها!
انطوت صفحات العيش في ظل العائلة التي تحاول اسعادي
ها انا اليوم يا أماه اركض
باحثةً عن الراحة لعلني اجدها
هاربة من تذبذبي وتناقض مشاعري
وداعًا!
.......




.
.
.



قبل ساعات عدّة كانت تركض تارة تنظر للخلف وتارة تنظر للأمام وصلت على الموعد .....وصلت وقلبها يشدو بألحانهِ الخائفة ، المتوترة، الشاردة....حُزنًا لا ينطفي
خشيت من ان يتبعها أحد ولكن لم ترى سوى ظُّل الخوف والتردد يلحقها بصمته!
سمعت آخر نداء للتوجّه إلى بوابة المغادرون
خفق قلبها بشده يعز عليها ان يكون آخر وداع بينها وبين والدتها وأمير بهذا الشكل ......تشعر بانها بدأت تستوعب فقدها لديانا ....وفقدها ايضًا لأمير
تشعر أنها فاقت من صدمتها الآن......حتى بها تشعر بنوع آخر من الآلام....الذي يُصعب على المرء شرحه ...ويصعب على المستمع فهمه!.
حدّقت بالناس...
شعرت برغبتها في البكاء ولكن تكتمها بسحب هواء عميق لتدخله لرئتيها وليسكت شهقاتها
مشت وهي تجّر خلفها اذيال الخيبة.......اذيال الخيانة.......تاركه عواصف الخوف تعصف وتهدم ما بداخلها، انفجرت الينابيع الصامتة بصدمة مُّر الأحداث التي مرّت عليها.....انفجر بداخلها كل شيء....وازادت رغبتها في الهروب من اللاشيء!
وبعد عدّة دقائق من اشتعال النيران والعواصف والاعاصير المشاعرية والنفسية
أصبحت على متن الطائرة
الامر ليس سهلًا
هناك أمور متشابكة في عقلها تزيد من رهبتها حينما تُدرك منطوقها الصحيح!
اليوم ...شعرت أنها ستنصاع وراء رغباتها اللاإرادية
نحو شعور مُخيف وغريب بعد ان سمحت لنفسها بالتقرّب من ابنتها .....شعور لم يواردها قط....شعور مُخيف كونها مسحتها من ذاكرة حياتها وجعلتها من عِداد الأموات!
وتبع خوفها هذا
خوفها من وجود بهاء.......وحنانه على ابنتها ....وجديّته في الحديث معها...شعرت بالضياع والشتات.....ولم تعد قادرة على ربط ما يحدث لها الآن بالماضي...تشعر بسذاجتها......وبانانيّتهم التي بات واضحة لها!
ادركت إنها ضائعة
بعد إصابة أمير!
والأدهى في الامر أنها شعرت بالخوف والقلق بعد أن ادركت موت والدتها
وضعت يديها على وجهها
وبكت......لا تتحمل الانغماس اكثر في التفكير في تفكيك الأمور......بكت بدموع....هي...كانت بحاجة لإخراج وافراز هذه الدموع
مُنذ وقت طويل.......تريد البكاء.....تريد التحدث بلا حواجز....تريد حضن دافىء .......وتريد الهروب من رغباتها كلها!

بكت بلا صوت وبدموع كثيفة ، تحاول ألا تلفت النظر ولكن منظرها هذا يُجبر من هم حولها بالتحديق بتعجب لها
مسحت دموعها عندما ادركت نظراتهم ثم أسندت
رأسها للوراء
اعلنوا عن اقلاع الطائرة.....حدّقت في فراغ ما
كيف ستعيش؟
شهاداتها ليست بحوزتها ...اوراق رسمية كُثر من اجل الدراسة ليست معها ففكرة اكمال الدراسة هناك مستحيلة!
وفكرة العمل صعبة لأنها لا تملك أوراق رسمية غير الجواز والبطاقة الشخصية لها
هل ستعيش في ظروف اقسى مما عاشته؟
هل ما ينتظرها قبيحًا ؟
تذكرت عليها ان تُرسل رسالة تذكير لإيلاف
أرسلت لها متى ستتواجد في المطار والقت بهاتفها في الحقيبة ثم عادت تحدّق للاشيء بضياع عينيها الغارقتين بالدموع وبعقل شادر في ذكريات الماضي!
.................................................. ......
بينما مُراد قبل عدّت دقائق من إقلاعها
لم يكن مرتاحًا لوضعها اطالت وهي في الخلاء مسح على شعره عدّت مرات ثم مشى بخطواته لناحيته
كان مترددًا بين الدخول وبين الانتظار اكثر
ولكن شكّ بالأمر
طرق الباب ليعلن عن دخوله مضطرًا
فتحه ...حدّق للأرجاء وكان خاليًا ....خطى خُطوة لتجعله بالداخل
تحدث: نور.....
لم يسمع سوى صدى صوته
فهم انّ المكان خاليًا من أي شخص
وشخصت عيناه وخرج راكضًا بعدما فهم جزء بسيط من حالتها
اجرى اتصالا سريعًا
يقول(مترجم): نور هربت ......انتشروا في المستشفى من الداخل والخارج ....هيّا....
ثم اغلق الخط وركض في ارجاء المستشفى
وهو يقول: جِنّت عارف فيج شي مو طبيعي.....خدعتينا يا نور...خدعتينيييييييينا...

سأل الممرضات وبعض المارّة عنها بوصفه لها ولكن قالوا لم يروها
دار حول نفسه وهو شاد على اسنانه
ندم كثيرًا من إقناعه لها في المجيء
فهو سهّل عملية هروبها دون أن يشعر آنذاك
ولكن الآن ادرك تغيّر حالها......سكونها......مكوثها في الغرفة لفترة طويلة....شتات عينيها....وشرودها....نرفزتها.....كل هذه الأمور لا تبشّر بأي خير ولكن ....فجأة ظهرت لهم جزء آخر يقنعهم أنها على ما يرام....تقبل امر سندرا...خروجها من الغرفة لتناول الاكل.......
ركض من ناحية الطوارئ......خرج من الباب نظر....لمن حوله وانفاسه بدأت مسموعة
إذًا هربت منه .....ومن كلّ شيء يدور حولها
ألي هذه الدرجة كانت موجوعة ؟
ألم يزول وجعها؟ ألم تتقبّل امرها الحالي؟
كيف ظنوا انها تحسنت في خلال أسابيع قليلة
ضرب بيديه على فخذيه
حينما ادركت انهم سيجبرونها على المعيش وتقبل أمور كُثر
جنّت وهربت
أكانت تخطط لهذا الهروب طيلة فترة جلوسها في الغرفة؟
كان عليهم منعها من الجلوس لوحدها
شدّ على شعره واتصل على ماكس
تحدث: ماكس...نور جاتكم على الشقة لو لا؟

ماكس نظر لجولي وسندرا التي تتناول الشيبس بهدوء وتنظر للتلفاز
: لا........شو صار؟
مُراد بلا مقدمات : هربت؟
ماكس وقف حتى جولي نظرت إليه: كيف؟
مراد حكّ جبينه ونظر لزحمة الشارع: ما عرف...بس دخلت عند امير....طلعت ...قالت لي تريد تدخل الحمام ...طولت هناك.....جان اروح ....اشوفها وما شفتها.....هربت البنت خلاص مو متحملة شي....

ماكس مشى لناحية الباب بخطى مستعجلة: فين راحت؟

مراد بتفكير: امممم أخاف تطلع من هالبلد...
ماكس : لالا.......الباسبورتز....كلها عند أمير وما بعرف فين حاططها أصلا؟

مُراد شعر بالأمل من لُقياها: ......لازم ندور عليها لا يصير بيها شي....

ماكس ركب سيارته: راح جيك الآن...

مُراد بقلّة حيلة: وآني راح انتظرك....
ثم اغلق الخط
ونظر للشوارع....وتذكر حالها بعد أن ضربها واقنعها بكرهه
اخرجها في آخر اليل وهي تبكي وتصرخ وتترجاه بألا يفعل بِها كل هذا...
يذكر انه رماها على الرصيف
ركل ساقيها وهو يقول: افتهمي آني ما اريدج....آخذتج بس عشان امتّع نفسي......ويّاج...أنتي ...مثل على قولتهم...صيده سهله....وهسه....خلاص.....ما اريدج.....انقلعي على بيت اهلج....يلا...

كانت تنظر له......كلامه صعب ....وثقيل عليها لم تدرك كلماته........تشعر بالحرقة من ضربه...وإهانته لها....تشعر بالأسى على نفسها...وتشعر بالحُب يتبدّل لنيران تحرق صدرها كله....استسلمت واتكأت بيديها على الأرض لتنهض...ولكن رجفاتها المتتالية لم تساعدها ابدًا
سقطت وكان ينظر لها بسخرية......
بصق على الأرض ثم عاد بإدراجه للداخل
تاركها محطمة...وذليلة....وليس لها لا حول ولا قوة في النهوض....تركها بآلام وأوجاع متفرعة في المعاني.....تاركها تخوض جولة نفسية مخيفة جدًا عليها وعلى عائلتها
ادركت الآن ألا تخضع لا بقول ولا بفعل لأحد
وعليها أن تأخذ اشد الحذر في الوثوق بالناس!
تركها...في ظلمة الليل البارد ...والموحش
ولا يعرف بعدها ماذا حدث لها

إلا بعد ست سنوات

وها الآن يقف ينظر لأرصفة الشارع ليخبرها أنه كان متوحش
ومسلوب الحرية في ذلك الوقت
كان انانيًا وحقيرًا لدرجة ركل من قلبه حُب كاد ان ينضخ طيل حياته

استوعب حجم الألم الذي تعيشه....أدرك هناك موت بطيء يخب من عينيها ......جامدة ظاهريًا ولكن
بها فوضة قاتلة من الداخل....لا يستطيع أحد على ترتيبها او حتى انتزاعها!
تحرّك يبحث في الارجاء وهو يتنهد بين شهيقه وزفيره!
.................................................. ................


قبل ساعات من جنون نور
.
.
جلست من النوم حدّقت في السقف بسكون ....وعينيها مليئتين بالدموع ...رمشت مرتين .....هل فعل بها فعلته الشنيعة ...هل نجح؟
ازدردت ريقها....تشعر بالخدر في أجزاء كثيرة من جسدها
سحبت نفسها ببطء لتجلس على السرير نظرت لملبسها
نظرت للقميص الرجالي الواسع يغطيها
قوّست حاجبيها بذعر
ثم نهضت بسرعة من على السرير نظرت لنفسها من خلال المرآة التي أمامها
آثار مقرفة تتفرّع في أجزاء من وجهها وحتى رقبتيها
شهقت ووضعت يدها على فمها
هل هي الآن في بيته؟
نظرت للغرفة.......ارتفع صدرها وهبط بخوف....
نظرت للجرح القريب من شفتها....
ازدردت ريقها
هل انتهت حياتها؟
تحسسن الآثار بيد مرتجفة وهي تتذكر كيف كان يحاول محاولاته في الاقتراب في ....
لم تستحمل وضعت يديها على فمها وشعرت بالغثيان رأت باب آخر في الغرفة غير باب الغرفة المفتوح فهمت أنّ هناك دورة المياه
ركضت لناحيته فتحته بعجل......حتى ارتطم الباب بالجدار مصدرًا صوتًا مزعجًا!
وانحنت على المغسلة اليدين
وبدأت تستفرغ....سائل....لا لون له.....تستفرغه بوجه....وبوهن...شعرت انها تستفرغ روحها
بكت....وشعرت انّ قدميها غير قادرة على حمل جسدها كله ....انحنت اكثر على المغسلة.....وشعرها تفرّع على كتفيها ووجهها......اضطرب جسدها وعاد يرتجف.....وبدأت تتذكر التفاصيل!
بينما طارق كان في الصالة
لم يستطع الذهاب للجامعة ولم يستطع النوم
ما رآه آلمه من الداخل
ماذا لو كانت لديه اخت وحدث لها ما حدث امام عينيه؟
وتستنجد به وهو عاجز ومكبّل
اوجعهُ قلبه عندما بدأت تستنجد به وهو يستخدمها كأداء لإتمام الخطة في الانتقام من جورج
ذلك الرجل الحديدي الصلب
الذي عمل معه لفترة ليست هيّنة
انشأ له قواعد ......وانشأ له برامج.....ودمّر ناس بأمر منه ....إلكترونيًا!
عاش معه على نظام لا أرى ، لا أتكلم، لا اسمع
ولكن هو كان يرى ويسمع ...ولكن لا يتكلم....
ادرك بعد فترة .....انّ جورج لديه ابنه مخفية....ادرك أشياء حول جورج...ساعدته الآن في الانتقام......بحث عنها....بشكل دقيق وتوصل لتفاصيلها بتعاقده مع الكثير من الجواسيس والقتلة
والآن بدؤوا ينتقمون منه!

كان سيستخدمها في فضح أفعال جورج
سيخبرها أنه والدها الحقيقي.....امها دلال التي تظن خالتها ....سيخبرها بقصة حبهما...وتضحية حصة.....
تلك القصة التي سمعها منه وهو يهذي بها ذات يوم
لإحدى الفتيات الاجنبيات ......كان فاقدًا عقله .....اتى بتلك الفتاة لقضاء ليلته معها ولكن .....همس لها انها تشبه دلال كثيرًا وبدأ يهذي بها...
وكان آنذاك طارق اتى ليطلعه على آخر المستجدات ولكن رآه بذلك الحال واسترق السمع......
لم يهتم في وهلتها لكل ما قاله
ولكن بعد ان خدعه وخانه ...واسجنه بدلًا عن أخيه
بدأ يستخدم كل المعلومات التي عرفها ضدّه
لم يكن امر الوصول إلى ايلاف سهلًا
ولم يكن امر اتأكد من صحة المعلومات متاحًا
ولكن استخدم ذكاؤه....في طريق الزلل
والآن ستصبح ايلاف ضحية أخرى لخيانتهما في بعضهما البعض!
لن ينكر انه فرح من حساسية علاقة مراد بأخيه فهو يريد ان يثير الفتن بينهما واستطاع
ولكن ايلاف ما ذنبها؟
ذنبها انّ جورج والدها ومراد عمها!
هكذا كان يقنع نفسه!
تنهد بضيق........غير قادر استيعاب ما حدث
ذلك اللعين ....تحرّش بها امام عينيه...وهي تستنجد به وكأنه البطل الخارق والمُحب الذي سينقذها!
تنهّد........هو وثق به.....ضحّى من اجله ولكن عندما رآى أخيه في مصيبة مثل تلك البسهُ إيّاها بدمٍ بارد دون أن يحترم العشرة التي بينهما...دون أن يعي أنه مقرّب له.....قريب لدرجة هو لم يعيها.......ظنّ ان السجن سيجعله يبتعد حينما يخرج ولكن وفاة أخيه.....وضياع جزء من عمره اوقدا في قلبه الغّل ورغبة الانتقام!
....
فجأة انقطع حبل أفكاره ثم
...............

التفتت انظاره على الباب سريعًا عندما سمع صوت ارتطام الباب في الجدار
فهم أنها استيقظت
نهض راكضًا
.....
اقترب من باب الخلاء سمع صوت بكاؤها....ومحاولاتها في لاستفراغ......
سمع صوت شهقاتها ، وتمتمات كلمات غير مفهومة
ازدرد ريقه....

اقترب اكثر
ونظر إليها دون ان يدخل رآها منحنية على المغسلة وجسدها يرتعش
تشد بيدها على طرف المغسلة لتمنع نفسها من السقوط
تبكي بمرارة........ترشح وجهها بالماء بيدين مرتجفتين
شدّت انظاره عندما رفعت رأسها للمرآة ......وتنظر لوجهها
هو لم يدخل الى الآن للداخل ولم تشعر بوجوده بسبب نوبة بكاؤها وانهيارها!

مررت من جديد يدها على الآثار شدّت على اسنانها وهي تبكي بألم، اغمضت عينيها ثم
شهقت ببكاء وبغضب ممزوج برعشاتها رفعت رأسها وضربت بقبضة يدها المرآة
وصرخت: ليييييييييييييييييييييييييييش؟
هنا دخل سريعًا ،
وقال: إيلاف....
التفتت عليه بطريقة هجومية وانفعالية.......نظر ليدها لم تنجرح بجرح عميق...بل انخدشت ببعض شظايا الزجاج....
اقترب وهو يقول: ايلاف ما صار شي.......

ايلاف بانهيار اشارت لنفسها وهي تشهق ما بين كلمة وأخرى: شلون......شلون وهذاااااااااااا.....وهذاااااااا....انا ما ذكر شي........احس...
اقترب بحذر وهو يقول: ما سمحت له .........ما سمحت له.....اهدي.....
ايلاف حركت رأسها بعدم تصديق انحنت للأمام قليلًا وهي تبكي: أنا ضعت ......ضعت.......
ثم صرخت ببكاء وانهيار عظيمين جعلها تجثل على ركبتيها
واتكأت بيديها على أرضية الخلاء تصرخ بوجع وتخرج انين موحش لم يعتاد طارق يومًا على سماعه أو حتى تخيّله
اثّر به موقفها
وانحنى مقتربًا منها
مسك يدها قائلًا: ايلاف...
انهارت تضربه قائلة وسط بكاؤها: وخرررررررررررررررر عني وخرررررررر عني.....

اضطرّ هنا طارق من ان يجعلها تفيق من هذا الانهيار بمسكه لأكتافها وهزها قليلًا: والله ما صار لج شي....

ايلاف اغمضت عينيها بكت بجنون وهي تهز رأسها وتضرب على فخذيها: ابوي وامي ...بذبحوني..........بذذذذذذذذذذذذذذبحوني....انا ضعت

صرخ طارق وهو يهزها: قلت لج ما سوى لج شي.....
وبصوت مرتفع: ما اغتصبج!

سكنت قليلًا وفتحت عينيها عليه.........كان صوت تنفسها مسموعًا وكذلك هو كان يتنفس بتوتر شديد....ومسموع.....
ارتخت يديها من الشد على القميص
نظرت له وبرجفة شفتيها وعدم تصديق: ما ذكر شي؟
طارق نظر لعيناها وبهدوء: كل شي صار قدام عيني.....ما سوى لج شي........ايلاف ما سمحت له......خليته يتركج...وطلّعتج من اهناك وجبتج اهنيه......

طأطأت برأسها تبكي بوجع واقترب اكثر وبتردد احتضنها وهي بادرته سريعًا بهذا الاحتضان باحثةً عن امان ينتشلها من نوبة هلعها هذا
قالت ما بين بكاؤها: خفت....خفت...ما تقدر...تسوي شي...خفت....

لم يخطط على أن تؤول هذه الأمور إلى هكذا.......اغمض عينيه....وطبطب على ظهرها
ابعدها عنه وابعد خصلات شعرها عن وجهها: الحمد لله قدرت......
ايلاف شعرت بقربه واستوعبت انها في حضنه ابتعدت اكثر
مسحت دموعها وبرجفة: بروح شقتي....
طارق لم يرفض حقيقةً يريد منها ان تتركه لوحده
فقال: اوصلك....
ايلاف هزّت رأسها برضى وابتسم ليطمئنها
نهض وساعدها على النهوض....ذهبت للغرفة ...سحب طارق جاكيتها من على الكنبة الجانبية
ساعدها في ارتداؤه
واوصلها لشقتها....
بعد ما يقارب الربع ساعة......وصلت......
قال: ايلاف...انسي اللي صار.....حاولي يعني...تنسينه.....الحمد لله ما صار لج شي...

ايلاف هزت رأسها ثم خرجت من سيارته كيف لم يحدث لها شيء؟
ما حدث لها اثقل الأشياء؟
لم تفقد عذريتها ولكن فقدت شيء آخر....يقتلع قلبها الآن....فقدت شعورها بالأمان .....واُستبدل بالخوف والاضطراب......توجهت للمصعد وصلت للشقة....بحثت في مخبأ الجاكيت عن المفتاح حقيقةً هي نست اين وضعته .....وخشيت من انه سقط من يدها في تلك الحادثة ولكن أخيرًا وجدته
اخرجته وفتحت الشقة....
توجهت للغرفة القت بنفسها على السرير واكملت نوبة بكاؤها الحاني....
بينما طارق تحرك ومشى للعودة للشقة يريد أن يبتعد عنها وعن تذكر موقفها في تلك اللحظة!

....
بكت....انهارت....بعثرت الأثاث والاشياء من حولها...ثم غفت على السرير ......بعد صراعها النفسي...فكرة انّ شخص تحرّش بها ......جعلتها تكره نفسها لوهلة!

نامت.....ولكن لم تستطع ان تدخل في النوم العميق ...فالاحلام المزعجة تلاحقها....ومنظر الرجل واقترابه منها....لمساته.....همساته...قبـ....
استيقظت وهي تتنفس بعمق......قبل ان يكتمل المشهد!
نهضت بتعب وبثقل متوجّهة للخلاء استحمّت....وخرجت سريعًا...وبقيت بروب الحمام....
جلست على السرير تحاول ان تستجمع نفسها....سحبت هاتفها .....ونظرت لعدّت اتصالات من نور...ورسالة
قراتها وفتحت عيناها على الآخر
فعلتها؟
ازدردت ريقها هي بحاجة لها ولكن لا تستطيع رؤيتها وهي على هذا الحال......
مضى وقتًا طويلًا ......نهضت ارتدت ملابسها بعجل....ثم اتصلت عليها
حاولت ان تكون هادئة

...............
اما نور...وصلت .....بعد مضي ساعات قليلة تشعر بالإرهاق ومُتعبة .......اتصلت على ايلاف لم ترد عليها بقيت تنتظر ليس لديها الطاقة الكافية للمشي.....تريد أن يأتي احدًا وينتشلها مما هي فيه الآن.....
تشعر بالضياع.....والخوف.....ومشاعر أخرى تلعب في قلبها ونفسيتها.....
نظرت للناس من حولها سمعت الرنين
أخرجت هاتفها اجابت: وينك ايلاف تكفين تعالي؟
نبرت الحزن واضحة ونبرة الخوف مسيطرة عليها
ايلاف تحاول ألا تبيّن لها حزنها: راح اجي.....
نور برقرقت عينيها: تكفين لا تتأخرين...
ايلاف ازدردت ريقها: انزين

ثم أغلقت الخط...لبست جاكيتها بعجل....ثم خرجت أوقفت سيارة اجرة .....اخبرته إلى اين ذاهبة ....اوصلها واخبرته بأن يبقى في مكانه ....وستدفع له قيمة أخرى ووافق....
دخلت المطار....اتصلت عليها اخبرتها في أي اتجاه هي ذهبت....
رأتها جالسة على الكرسي.........باهتة ....لا لون لها....صفراء.....وجهها شاحب ...عينيها محمرتين ومترقرقتين بالدموع...كما انهما شاخصتين بذعر....جسدها يتأرجح للأمام والخلف كالبندول....تنظر للناس بانكسار
ارتجفت شفتي ايلاف من منظرها
ولكن نور

ما إن رأتها نهضت تتجه لناحيتها وهي تتنفس بعمق لا تريد ان تبكي وكذلك ايلاف لا تريد مشت بثقلها...تريد أن تصل ولكن تشعر أنّ احدهما يسحبها للخلف بينما
ركضت ايلاف لناحيتها بعد ان شعرت بثقل خطواتها ....ودموعها انسابت على خديها عجزت من أن تتحكّم بهما ..بكت وما ان اقتربت ايلاف منها احتضنها بشدة......
وبكت وكأنها لم تبكي يومًا
بكت على فقدها لأمها
بكت على مشاعرها التي اتضحت لناحية سندرا
بكت لخداع الجميع لها
بكت بشتات وخوف وضياع قراراتها في هفوات غير معروفة
شدّت عليها ايلاف وبكت هي الأخرى بألم ما حدث
بكت خوفًا من ان تتبعها يدين إدوارد من جديد
بكت من ثقل فكرة أن رجل حقير كأدوارد تحرّش بها
انهارت بخوف وشدّت على نور وكأنها تريد أن تفهم أنها بحاجة لهذا الحُضن العميق
ولكن نور ادركت هذا وشدّت عليها الأخرى ودفنت وجهها في رقبة ايلاف....تريد الاختفاء من هذه الحقائق
تريد حقًّا الهروب من نفسها ........ومن ضعفها!
.
.
كلتهما محتاجتين إلى هذا الحضن ودّت كل منهما ان يتلاشى في هذه اللحظة الناس بدؤوا ينظرون إليهما بتعجب...

ولكن ما زلتا في انهيار حصون ما يخبآنه في صدرهما
بكى وكأنهما منعزلتين عن العالم كله
تسللت رعشتهما بعضهما البعض لتخبر كلّا منهما عن مدى الوجع الذي تشعران به
قلبهما محطّم، وبه العديد من الجروح التي لا تُشفى!

نور
بشهقة تكاد تُسمع
لها: تعبت ايلاف تعتب....
ايلاف بصدق همست وهي تشد على نور بيديها التي حاوطتا ظهر نور بضعف: وانا خايفة يا نور.....الحمد لله جيتيني....
نور شدّت عليها وكذلك ايلاف فعلت ذلك.....وبعد دقيقة ابتعدت ايلاف
ومسحت دموعها وحاولت ان تتزن في فعلها وقولها: تعالي ....برا تاكسي ينتظرنا...نروح الشقة.....يلا ....واضح انج تعبانة

لم تتحدث نور بأي كلمة......مشت معها ووصلتا إلى السيارة ركبتا واخرجت نور هاتفها ....اخرجت البطاقة منه وكسرتها وهي تقول لايلاف: مابي احد يعرف مكاني
هزت ايلاف رأسها بتفهم...وشدّت على يديها!

كل واحدةٍ منهما تنظر للأخرى تريد النجاة
تريد العيش بشكل سوي وبعيد عن المشاكل المفاجأة
تشعران انهما في موجٍ ما بين مد الحياة وجزر المصاعب التي تتخللها....
.................................................. .................

.
.


بعد مرور ثلاثة أيام



.


.
.
زارها اخبرها عن مخططهم انصدمت.........وخافت من المواجهة....خاصةً بعد أن اخذها عمها قبل يومين من اجل رؤية ام قصي لها...شعرت بشعور غريب....
أوصل لها حُبه على طريقته.......حقًّا هو مُقتنع فيها
مقتنع لدرجة حارب من اجل أن يوصل إلى هذه اللحظة.....شعرت بالتوتر من نظرات امه......تبتسم تارة
تكرر: ما شاء الله
زوجة عمها بدأت تتقبّل الموضوع بسعة صدر.....كل ما يهمها ابتعاد هذه الفتاة عن انظار أبنائها وخاصة محمد
فأيّدت فكرة زوجها....
واستقبلت ام سيف.....بترحيب ....وابتسامة...ووجه بشوش...
انتهت الزيارة .......واصرّت على عمها في إعادتها إلى الشقة
تُريد ان تختلي بنفسها، تريد أن تستوعب الأمر....هل حقًّا يحبها حتى به اعلن هذا الزواج؟

انفتح باب الشقة ، دخل وفي يده عدّت أكياس....وضعهم في المطبخ ثم دخل عليها وهي ترتّب ملابسها

تحدث: اوه....خلاص نويتي تروحين؟

مُهره فهمت وتحدثت: لا.....قلت لعمي ببقى هنا....
قصي اقترب ثم جلس على السرير
: شفتي نتيجتك؟
مُهره علّقت ملابسها التفتت وشتت نظراتها عنه: لا......مابي اشوفها...

قصي ابتسم فهم انها خائفة.....وجدًا نهض وامسك بيدها كانت سترفض ولكن شد عليها واجلسها على السرير
: بطلعها الحين...
مُهره باندفاع: لا لا تطلعها الحين انا متى حسيت اني ابي اشوفها طلعتها....
قصي طبطب على يدها: صدقيني نسبة تبيّض الوجه....
مُهره بتشتت: ان شاء الله
ثم سكتت
وبعدها اردفت: شصار؟
قصي اخيرًا نطقت واظهرت اهتمامها لهذا الامر: امي ما غير تمدح فيك....بس وقفت على عمرك...تقول صغيرة وما تبي تظلمك.......وخايفة من ردك بالموافقة......
اردف جملته الأخيرة وهو يضحك بخفة....

مُهره ....صغيرة....ولكن هذا حال الحياة
اخذت نفس عميق: عمي اليوم قال بيعطيكم الخبر...

قصي مسك يديها : والله احس إني بحلم.....
مُهره نظرت لعينيه: وانا احس نفسي في كابوس....
قصي بلل شفتيه ثم اردف: وش خايفة منه بالضبط يا مُهره؟
مُهره سحبت يدها منه ثم اردفت: خايفة من كل شي....

قصي تنهد بضيق: مُهره......صدقيني كل شي بكون حلو......لازم تتقبلين هالشي....

مُهره نهضت ومشت خطوتين للأمام ثم التفت عليه وهي تفكر لثانية واردفت: ما فيه مجال نفترق؟

احرقتهُ حقيقةً اشعلت بداخله نيران لا تُطفأ: وليش تبينا نفترق؟

مُهره بجدية: ما احس مقتنعة
قاطعها: فيني؟
سكتت...وشتت ناظريها عنها
وقف وفي قلبه حرقة .....كل يوم تزيد من الحطب لتشعل نيرانه
اردف: عارف انا قرار خطأ....جاء بوقت...انتي بحاجة تحسين فيه بالأمان....خذتيني عشان شعورك بالارتياح...والامان بس......ما كنتي تعطين نفسك فرصة لتقبلي......وانا ما نكر اني كنت سيء ببدايتنا....وهالشي ما ساعدك من انك تفتحين قلبك لي......بس الحين.....قلبي تعلّق فيك يا مُهره...عطيت نفسي مجال اشوفك بنظرة ....ثانية.......لكن انتي....ابد.....انانية....ما تبين تعطين نفسك فرصة للتغير...
مُهره فتحت عيناها بصدمة: أنانية؟...
ثم قالت بصعوبة: قصي.....انت مو فاهمني......مابي اعطي نفسي فرصة في حياة ....انا اشوفها غلط.....طريقي غلط....ولازم...
قاطعها بنرفزة: انا غلط؟....انا الحين غلط يا مُهره

مُهره بصوت منكسر: احس جد احتاج افكر......افكر اكثر ارتبط فيك للأبد ولا لا...
اقترب منها اكثر وبنرفزة شد يدها اليمنى ورفعها قليلًا للأعلى ووضع يده على بطنها الممسوح وهو يقول: تفكرين وانتي تحملين بداخلك جزء مني؟

ارتعش جسدها لكلمته وسحبت يدها منه وابتعدت قليلًا قائلة: هم هذا
وأشارت لبطنها: صار بوقت وقرار غلط....
قصي أشار لها بعصبية: بالنسبة لك...... بالنسبة لي لا ابدًا ......ابدًا ما كان قراري فيه غلط....
مُهره : لأنك أناني!

قصي بغضب: مُهره لا تحاولين توصلين لي انك تبين الطلاق لأنه هالشي عمره ما راح يصير......
مُهره تحدثت بانفعال: أبي أعيش....
قصي قاطعها قبل أن تكمل وبصرخة: ما اظن انا كاتم عليك عيشتك لدرجة تتمنين فيها تعيشين...
قاطعته: ابي أعيش لنفسي.....ابي أعيش عمري....مابي اشيل مسؤولية من بدري....ما ابي ارتبط بأي شي...ابي أعيش لنفسي وبس...

ضحك بسخرية وقهر منها: هههههه.........تحملي قرارك يا مُهره ما فيه تراجع...وانا ما فيني اتركك واترك اللي في بطنك.....واظن الخطة ماشية صح....لا تحاولين انتي .......تخربين على نفسك ...بتفكيرك......

مُهره بكت بلا مقدمات...
قصي تأفف: افففففففف......واضح اللي فيك هرمونات حمل....الافضل تروحين بيت عمك......
مُهره بصوت منفعل وهي تمسح دموعها: ما بروح لمكان....
قصي بنفس نبرتها ولكن امتزجت من نبرة النرفزة: لازم تطسين هناك....عشان تجهزين نفسك للزواج....فاهمة.....

مُهره بخيبة أمل: اجهز نفسي وانا هنا.....
قصي بملل : الكلام ضايع معاك....مع السلامة

ثم خرج اما هي بقيت على السرير تبكي!
.................................................. ..........

.
.
كانت في غرفتها تحدثها وهي منفعلة: تخيلي...وربي انهرت لم شفت الفاصلة نازلة.....

ضحكت شيخة: هههههههههههههههههههه يا كـ.......المفروض تفرحين نسبتك مرا مرا مرتفعة ...

نوف لا تستطيع نكران هذا الامر فنسبتها99.95%
: أتمنى ما ينكبني التحصيلي والقدرات.....

شيخة مسحت على شعرها: لا ان شاء الله .....هااا....وش تبين تدخلين.....

نوف بحماس: هندسة طبية حيوية.....

شيخة قوّست حاجبيها: غريبة ما تبين طب....
نوف حركت يدها وكأن شيخة امامها: احب التخصصات اللي فيها تفكير.....اكثر من الحفظ وكذا...وهذا التخصص يجمع بين الاثنين....
شيخة ضحكت: هههه واضح انك باحثة عنه كثير....
نوف: أي...
شيخة سكتت وبتردد اردفت: نويّف
نوف : هاااااا.....
شيخة ازدردت ريقها: اخبار بندر؟

سكتت نوف....ثم اردفت: بخير....ليش تسألين متزاعلين انتوا؟
شيخة وتشعر برغبة البكاء: مادري عن اخوك صار له فترة ما يكلمني......اتصل عليه ولا يرد....

نوف بتعجب: يمكن عشانه مشغول بالاختبارات....

شيخة بكت : مارسل يبارك لي على النجاح حتى لم صورت له شهادتي....
نوف ارتعبت من بكاؤها
وفي نفس الوقت شكّت بأمرهما
فاردفت بمزح: لالا....مو من جدك تبكين.....يا الخبلة....ليش الحين تبكين بس عشانه ما كلمك......اعرف بندروه...يموت فيك.....وما كلمك عشان اختباراته....

شيخة مسحت دموعها: يعني قولك كذا...
نوف بهبل: أي لا تخافين ما بيسحب عليك...

شيخة شتمتها
نوف : هههههههههههههه حقيرة ......هذا جزاتي اطبطب عليك.....
شيخة لتنهي المكالمة: انقلعي...
نوف بنفس النبرة: جهزي نفسك بس.......بكرا بجيك.....

شيخة : لا تجين ما بستقبلك...
نوف عادت بشخصيتها: بتستقبليني غصبن عنك باي
أغلقت في وجهها تاركة شيخة تسبها وتشتمها بلا حدود
.
.
.
بينما نوف بدأت تفكر بأمرهما حقيقةً هي خائفة على ابنت عمها وخائفة من اخيها !
نفضت افكارها السلبية من رأسها وخرجت من الغرفة .....نزلت الى الدور الأرضي
رأت اختها الجازي وعبد لله في حضنها نائم
ابتسمت على منظرهما
حقيقةً ملّت من زعلها على اختها
فهي لم تعتاد على ألا تكلمها لأيّام عدّة
تنهدت واقتربت منهما
وهي تردف : ما ودّك تصالحيني ويّه وجهك؟
التفت الجازي على مصدر الصوت
جلست نوف بالقرب من اختها
والجازي ابتسمت: كل ما جيتك ابي اراضيك تصديني شسوي يعني؟
نوف بوّزت: يعني تشوفين اللي قلتيه لي هيّن ...ولا يجرح...
الجازي طبطبت على ابنها الذي بدأ بالحركة العشوائية في حضنها بسبب اصواتهما
: ....زلّة السان وفهمتيها مني غلط...

نوف بجدية: لا والله كانت واضحة.....ومفهومة...

الجازي سكتت ثم قالت: حقك علي...آسفة.....سيف جنني...والله وما ترك لي عقل ....خلاني اغلط عليك......وما راعي كلامي.....آسفة نوف....صدق....بدل ما كون لك عون ....وانا اللي اساندك.....صرت عليك حمل ثقيل......ما غير اتشكّى لك......وتسمعين لي...ولا قد سمعت لك......وحمّلتك مسؤوليّة عبد لله في فترة تعبي...آسفة اني...

نوف ......استغربت من حديث اختها...ونبرتها التي باتت تميل إلى نبرة تنّم عن البكاء .....والحُزن ...شعرت انّ اختها في غضون هذه الأيّام باتت تؤنّب نفسها على ما فعلتهُ بها...

اقتربت منها ومسكت يدها: جب جب...لا قولين كذا انا اللي آسفة تركتك فترة خلتك تفكرين بهالطريقة.....الجازي...حنا لبعض....حنا خوات.....مالنا غير بعضنا.....وترى يوم ما اكلمك...مو بس لأني زعلانة عليك لا....عشاني اختبر وهذي آخر سنة لي...فاحس تراكم كل شي علي.....

الجازي مسحت بيدها الأخرى دمعة تسللت على وجنيتها قائلة: لا جد انا ضغطت عليك كثير....

نوف بصوت منفعل: جب...بس وعن هالحكي الفاضي......
ثم مالت إلى حس الفكاهة : ابشرك ترا نسبتي تبيّض الوجه.....
الجازي ابتسمت : كم؟
نوف أسندت ظهرها للوراء: كالعادة...بس نزلت اشوي بالفواصل....
الجازي تمتمت: الحمد لله ومبروك يا قلبي....

نوف ردت عليها وهي تنظر لعبد لله: الله يبارك فيك......اوه احس عبود كبر...
الجازي ضحكت بخفة: ههههههه تراك ما شفتيه كم يوم....مو سنة...

نوف ضحكت: هههه لا جد اللي في عمره احس كذا يكبرون بسرعة.....
الجازي نظرت لأبنها وقبلّت يده الصغيرة
واردفت نوف بتذكر: صدققققققق.....شصار ...ذاك اليوم...وديتي عبود له....ولا....

الجازي سكتت لا تريد ان تتذكر شيء عن ذلك اليوم
: وديت له عبود وهو جاني....
نوف سكتت ترمش بعينيها بصدمة
ثم انفلتت تضحك حتى ارتعب عبد لله وبدا بالبكاء
وهي اردفت: آسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسفه يمه هههههههه عبود اسم الله عليك...
الجازي بدأت تهدهد ابنها وقرصت اختها في فخذها: وجع على هالضحكة اللي مال أمها داعي....خوفتيه...

نوف وضعت يدها على فمها: ههههههههههه جد جد جا هنا؟ شعنده؟
الجازي اسكتت طفلها قبل ان تتحدث: انا ذاك اليوم رميت عليه حكي بالجوال وشكله ما ستحمل وجا.....وطبعا كملت عليه الناقص....
نوف بحماس ابتسمت: بالله؟....وش سويتي....
الجازي بهدوء: وضحّت له اني ما زلت على رايي....
نوف تربعت على الكنبة: لالا ابي التفاصيل...
الجازي بتذمر: جلستي عبود وش يسكته....وتبين اقولك كل شي....
نوف مدّت يدها: عطيني إياه ووقولي...
الجازي مدته لها ووقفت به نوف وهي تهدهدهُ

الجازي بعصبية: نوف جلسي لا تعلميه على الوقفة

نوف بانفعال: بالله تكلمي وربي جاتني حكّه.....ابي اعرف

الجازي ضحكت: ههههههههههههه نوف تستهبلين؟

نوف : لا طبعا....قولي وش سويتي فيه...

الجازي سكتت ثم قالت: هو اللي جابها لنفسه...بدا يتكلم لي عن غزل وكيف ....كان يحاول ياخذها.......وامه اللي هي عمتك حطتني بالنص وخذني واكتشف بعدها انه بدا يميل لي...وصار يعاملني بطريقة تبعده عني ومادري ايش....وكذا....

نوف وهي تطبطب على ظهر الصغير: زبدة الحكي؟

الجازي : انا غليت ....بصراحة...من اعترافاته....بكيت ..وحضنته....
نوف بحماس ارتفع صوتها: اووووووووووووووووه....
الجازي نظرت يمينًا ويسارًا: يا كـ......قصري صوتك انا الغلطانة اللي اقولك عن هالشي....بعدك بزر ....صغيرة...

نوف نظرت لعبد لله وبنبرة حاده: خلاص يا يبه اسكت انت...
ثم نظرت لأختها: يا تبن ماحد هنا....وما البزر الا انتي كملي....

وقفت الجازي وسحبت من يدها ابنها: بعد تصارخ على ولدي...
نوف ضحكت: ههههههههه والله ما صرخت هاتيه خليه عندي...وكملي سالفتك......
ثم اردفت بتذكر: ترا بندر وخالد وابوي مو هنا....كملي....
الجازي عادت جلست بتأفف: أي .....حبيت انتقم له....واعلمه انه كان أسلوبه يوجعني وحسسني بالنقص بعد...
نوف ما زالت مبتسمة كالبلهاء: أي
الجازي بتردد وشتت ناظريها عنه: يعني صج اللي سويته كان جريء ولا ادري كيف سويته بس من حر ما في قلبي.....عطيته
نوف بحماس : أي شنو..عطتيه...

الجازي: بوسه....
نوف سكتت وتوقفت عن الحركة
نظرت لأختها بصدمة: بوستيه؟
وبتساءل: وين؟

الجازي وقفت منفعلة: لا اله الا الله وقّف عقلها الحين.....

نوف باستيعاب شهقت وشدّت على عبد لله خشيةً من ان يسقط من يدها: يا وسسسسسسسخة.........طيب وش صار بعدها...
الجازي بهدوء: قلت له عجّل بطلاقي صرت ما اطيق قربك......


نوف بفجعة: أويلي.....
وبضحكة بعدها اردفت: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ولّع سيفوه اجل....ولّععععع

ضحكت على ردت فعل اختها ونظرت لأبنها وهي تقول: عصب اتصل علي......وتحديته انه يطلق وقال اجل انسي ولدك ومن هالحكي الفاضي...وبالليل جابه لي....

نوف بضحكة: ههههههههههههههه ...

ثم قالت: صدقيني ما جابه لك من فراغ...
الجازي سكتت ثم اردفت: شقصدك....
نوف قبّلت خد عبد لله وناولته اختها: صدقيني ناوي على شي..

الجازي بلا مبالا: على تبن....
نوف : الحين انتي من جدّك خلاص ما تبينه؟

الجازي اخذت ابنها وعادت تجلس على الكنبة: لا امزح معاكم انا.....
نوف جلست وبجدية تحدثت : طيب وعبد لله

الجازي بتأفف: بعيش حاله حال أي طفل ....

نوف حكّت جبينها : يعني انتي ما تحبينه ؟

الجازي باندفاع: هو عطاني فرصة عشان احبه؟....كل ما قلت خلاص اصطلح الحال بيني وبينه بعدني عنه......خلاني أخاف من فكرة الحب.....والاقتناع فيه.......فبصراحة الحين ولا احس باي شعور ناحيته كل اللي ابيه ورقة طلاقي منه...
سكتت نوف بعد حديث اختها
حقًّا سيف هو من شكّلها على هذه المشاعر
تنهدّت
ثم اردفت الجازي: عطيته فرصة ......وهو ما اغتنمها....خلاص....ما فيني حيل.....اجازف معاه...واعطيه فرص ثانية...

نوف كسرة قلبها اختها طبطبت على كتفها: معاك حق...
الجازي بتغيير الموضوع: المهم ناوية اشتغل...
نوف نظرت لأختها بنصف عين: تستهبلين؟
الجازي: والله ما درست وتخرجت عشان اركن شهادتي بالدرج.....ابي اشتغل مع ابوي في الشركة بحكم تخصصي ...يعني ....نظم المعلومات الإدارية.....ابي آخذ خبره....

نوف بهدوء: ظنّك سيف بوافق....

الجازي بنرفزة: ياخي بطلّق منه وش عليه مني...
نوف بعقلانية: بس لساتك الحين على ذمته.....

الجازي كانت ستتحدث ولكن أتت سنا وهي تقول: بابا سيف....يبي آنتا...

نوف ضحكت بقوة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه......
عمره طويل ولد عمتي....

الجازي بنرفزة من ضحك اختها: اكيد جاي يشوف عبود ...سينا خذي عبود وديه له

سينا هزّت رأسها واخذت عبد لله
نوف: قومي روحي شوفيه......وفتحي معاه موضوع الشغل....صدقيني بجرّك من شعرك على بيتهم....

الجازي بانفعال: يخسي والله.....وبكلم ابوي أصلا خلاص.....يكلمه انه يطلقني وبشتغل باذن الله....

نوف نهضت :الكلام سهل وانا اختك...واصلا ابوي مستحيل بيرضى على سالفة هالطلاق....مو شفتيه ما كلمك يعني راضي...شوفي ايش اللي شاغلة الحين.....وبعدها بجيك الكلام اللي يسنعك انتي وسيف.....

الجازي بتأفف: انقلعي عن وجهي لا تسميني بهالكلام....

نوف ضحكت وهي تمشي متجهة للمطبخ: والله هذا الواقع ههههههه


الجازي تشعر بالحرقة من واقعية حديث اختها ولكن تمتمت: بطلّق غصبن عنه!
...........................................

سيف خطى اول خطواته في رد الصاع لها...اتى لرؤية ابنه وهو متوقع عدم مجيئها إليه رأى الخادمة تدخل المجلس وبيدها ابنه اخذه من يدها وخرجت

نظر لأبنه ابتسم: اخبارك يا بطل.....
ثم قبّله بخفة واردف: واضح امك ما فيه اعند منها .....بس ما عرفتني....زين.....باذن الله بخليها تتعرّف علي عدل....
ثم اخذ يداعبه ويلاعبه......
وهو يفكر كيف يقنعها في لقاء جديد معه.....من أجل التفاهم ليس الانتقام على آخر ما حدث بينهما.....إن عاندها وانتقم فسيزيد الامر سوء
فامر مجيئه الآن انتقام صغير لها بسبب عدم رغبتها بتواجده في المنزل
ولكن سيفرض نفسه عليها لعلها تُدرك حُبه الحقيقي في اتجاهها!
..................................................

.
.
شعر أنّ أخيه في الأوان الأخيرة جدًا متعب....وشكّ بالأمر.....ولكن بعد ان حدثه أبا سلطان عن الأمور وفشل عبد الكريم في الوصول إلى أي معلومة عن مكان امير والذي اتضح له انّه من إحدى الرجال المهددين من قِبل تلك الجماعة التي قتلت لويس حاول أبا سلطان ان يُشيح بنظر يوسف عن الامر خشيةً من أمور سياسية، فالفوضى هدأت في بريطانيا
والجميع يقول هذه حركة شخصية ولا تنم للسياسة من أي ناحية
ولكن في الواقع أبا سلطان يراها سياسية بحتة والبحث عن امير في هذه الأوضاع سيدخلهم في محط الأنظار والشكوك والظنون
لم يقتنع أبا ناصر في الامر
فاضطر ان يخبر أخيه أبا خالد بكل شي ليقنعه

فذهب الآن أبا خالد...لأخيه ...حدثه عن معرفته بالأمر
فقال: يا يوسف......انسى امرها...ولا دّخل نفسك في متاهات الله العالم كيف شكلها.....

بو ناصر ساءت حالته جدًا خاصة حالته النفسية ، وكذلك الصحية لم يعد قادر على العيش تأنيب ضميره جاء متأخرا ولكن جاء بقوة ...تُمرضه !
: هذي بنتي يا غازي بنتي.....

بو خالد ملّ من تكرار أخيه لهذه الجملة حقيقةً هو من المعارضين لزواجه من ديانا وحذره من ان ينصاغ لرغبته
تحدث بنبرة غضب: شوف يا يوسف...حذرتك قبلها.....ما تحرق نفسك في هالزواج هذا ......وما سمعت لي....وحرقت نفسك......وحرقت زوجتك وعيالك......وبالأخير وش صار...؟.....خانتك...وتركتك بدون ما يرف لها جفن........خلاص....لادمّر نفسك اكثر يكفي بنت عمك صبرت عليك.......يكفي الفضيحة....اللي حاولنا نلملمها بعد تخليك عن نورة.......لا ترجع تفتح ملفات بجيب لك وجع الراس...موضوع امير انساه......وصولك له.....بجيب لك المشاكل.......


بو ناصر بعينين دامعتين : وكيف انسى بنتي.......غازي......قلبي يحترق....يحترق.....احس بهَم......احس اني حقير وواطي....يوم سمحت لأمها تاخذها....

قاطعه : انت تخليت عنها...بدم بارد يا يوسف......انت قلتنا بعظمة لسانك هي ما هيب بنتك.....صدمتنا وقتها.......ما عطيت احد فينا...فرصة يشوف هي صدق بنتك ولا لا.......لملمت السالفة وفجأة قلت راحت مع أمها......كيف تقول الحين بنتك....؟

بو ناصر بنبرة حزن : تسرّعت ....قراري طايش وقتها......امها الانانية اللي ما تركت لي مجال استوعب....شي........خيانة...تهديد.....فجأة تشكيك نورة مو بنتك....وش كنت تبيني اسوي....

بو خالد لم يحبذ ان يطيل لوم أخيه ....فحالته لا تسر

قال: انساها.......كيف لا تسألني بس اللي عارف انه عندك القدرة على نسيانها مثل ما نسيتها لمدة عشرين سنة يا يوسف........

بو ناصر هز رأسه: والله ما عدت اقدر.....والله..
قاطعه: تبي انت تقلب حياتتتتتتتتك تبي....شيخه تكرهك....تبي ناصر وسعود يلومونك؟.....تبي منيرة زوجتك تطلّق منك.....استوعب اللي تسويه غلط......امير .....مهدده حياته بالخطر.......وبريطانيا ظاهريا هادية بس من الداخل مقلوبة.......يحاولون يسيطرون على الوضع وانت تبي تدخّل نفسك بينهم........مجنون؟

بو ناصر تحدث بثقل: طال الزمن ولا قصّر ....لازم اشوف بنتي نورة .....لازم اخليها تسامحني....
بو خالد بحده: مو الحين.......الوقت مو مناسب.....اصبر لين تهدأ الأوضاع على الأقل...

هز بو ناصر رأسه
تنهد أبا خالد: انا ماشي .....وبمر عليك في الليل ......
بو ناصر : الله معاك

خرج أبا خالد لا يريد أن يطيل الجلوس معه أخيه لكي لا يزيد عليه تأنيب ضميره
لا ينكر يوسف طائشًا بقراراته ولكن لم يتوقع يومًا انه سيتخذ قرار صارم في اتجاه ابنته صدمه في ذلك الوقت
وبحكم انه يكبره بسنوات نصحه في وقتها على الا يتزوّج ديانا على ألا يكرر سفره لهناك
ولكن يوسف مندفع لرغبته ....ولحبه ....وها هو الآن يدفع ضريبة هذا الاندفاع بشكل مؤلم !
.
.
بعد ان خرج أخيه.....بقي مكانه .....يبكي بصوت واطٍ ...لن ينسى عينيها التي تنظران إليه ببراءة ...لن ينسى آخر موقف بينه وبينها ...كانت جالسة في غرفة نومهما
جالسة امامه ترسم في كراستها وهي مبتسمة
وهو يحدّق لها آنذاك بشحوب الحقائق التي وصلت إليه
اقتحمت غضبه عندما أتت تُريه الرسمة
اجبرته على ان يُمسك بها
: بابا شوف....رسمتي حلوة...
لم تمهله في ان ينطق ....بكلمة واحدة ....سحبت جسدها ووقفت على اطراف اصابعها لتجلس بعدها على فخذه الأيمن

اضطر ان يضع يده اليُمنى على ظهرها كانت يديه ترتجفان
اليوم كان سيكتشف الامر
ولكن تبعه امير......لاحقه .......سحب الظرف من يده بعد أن دخل معه في نقاش حاد
ختم أمير الامر بعبارته التي لم يستطع مسحها من رأسه الآن
) اقسم بالله ، لو ما كفيت شرك عنّا لا اشتكيك....وأئلب الطاوليه على راسك.....اتار الضرب ما برح على وجّه وجسمه.....بطّل تفكير تاخذ البنت منها وإلا والله بافتح قضية ما راح تسكر ابدًا ...وادخّل السفارة اللبنانية كمان....خلاص تطمن البنت باحضان امه....والأم بلاش تفكر فيها هلأ لأنها ما عادت لإلك.)
كان سيمد يدّه ولكن أمير تحدث: لك أنا بتمنى تضربني مشان تسهل علي أمور كتير ..... راح تكون صعبة عليّ
ثم ابتسم له بمكر وخبث
وهنا انسحب عن وجهه يوسف .....انسحب وفي قلبه غّل وحقد ......وغضب ...لا يريد أن يطيل الامر سيطلقها
وسيجعلها تأخذ ابنتها.....هو موجوع منها.....ومنصدم مما سمعه.....ورآه......بكى حقيقةً مع نفسه....وبعثر الأشياء من حوله....ولم تخمد نيرانه......
جعلته يستفيق من هذه الذكرة
بعد ان وضعت رأسها على صدره: بابا...ليش ضربت ماما؟
سقطت الكراسة من يده واضطربت أنفاسه
نظر لعينيها ....ودّ لو يخنقها بيديه...اهذه نتيجة الخيانة؟
بدأ يشك بشكلها...رغم أنّ هناك شبه حتى لو كان بسيطًا ولكن بعد هذه الترهات المتتالية عليه لم يدركه،
أبعدت رأسها عن صدره عندما لم ترى منه إجابة ثم حاولت ان تصل إلى خده وقبلته بلطف
وهي تقول بنبرة طفولية: آسفة عشان ماما ضايقتك...بس لازم انت تقول لها آسف عشانك ضربتها
كان يحدّق لها بصمت، وبعينين محمرتين ....بينما هي كانت تنظر له بحب...وخوف ايضًا ...فلم ينمحي مشهد ضربه لوالدتها ولكن لكي تُرضيه رسمة له منظر من الزهور واتت إليه معتذرة لم فعلته والدتها فقط تريد منه ان يبتسم ويعود كما كان يلعب ويحضنها كما في السابق هي لم تعتاد على ان تراه صامتًا غير متفاعلا معها رغم خوفها إلا انها كانت تشعر بالأمان وهي في حضنه لذلك هي تثق سيرضى عن والدتها ....هو طيّب.....وكثيرًا هكذا كانت نظرها له ولكن
لم يجيب عليها ايضًا سمعت صوت والدتها تناديها
فابتعدت عنه ولوّحت بيدها له مخبرته بعودتها إليه
وحقيقةً هو يعلم أنها لن تعود
ما إن خرجت اخذ تلك الرسمة مزقها ورماها في القمامة
واخرج جميع اشيائها ورماها
واعلن كرهه عليها
ولكن الآن
يبكي
يبكي
عليها يبكي بحرقة وألم
انفتح باب المجلس
دخل ابنه سعود فجع عندما رأى والده على هذا الحال
اقترب منه: يبه
لم يسمع سوى صوت بكاؤه
سعود بذعر: يبه....احد صار له شي
هز راسه بلا
سعود مسك يده : اجل وش صاير؟....يبه انت تعبان؟
هز راسه بـ(أي)
قبّل سعود يد ابيه ثم قال: بنادي ناصر ....راح نوديك المستشفى ......
ثم خرج راكضًا للداخل
بينما أبا ناصر بقي يبكي ندمًا على عدم مبادرته في حضنها، على عدم احتفاظه لرسمتها
على عدم شم رائحتها
بكى ...وكأنه استوعب جُرم ما فعله بها!


.
.
.
دخل إلى المنزل اغلق الباب بقوة ثم توجّه إلى الطابق العلوي وقبل أن يلتف لناحية اليمين صدم في أخيه

الذي قال: خير قصي شفيك؟
قصي بملل: وخر عن وجهي....
حقيقةً خشي من وجه أخيه: قبل قول وش صاير معك

قصي دفع أخيه بخفة: جسّار وربي مالي خلقك....وخّر....
جسّار انسحب من مكانه تارك أخيه يتوجّه للغرفة

ثم خرج عزام من غرفته مردفًا: شصاير وش هالاصوات؟

جسّار: في هالبيت عندما مجنونين ....

عزام فهم انه يقصد (سيف وقصي)ضحك بخفة:هههههههه........مو شي جديد.....
جسّار مشى بالقرب منه: قصي فيه شي....
عزام بجدية: تركه عنك ......متوتر الحين خايف امي توقف الموضوع على سالفة العمر....
جسّار : والله ذا مقرود....كل ما قلت بيتعدل وضعه يطلع شي جديد....

عزام مشى بخطواته لناحية عتبات الدرج: لا تعايب عليه عشان ربي ما يبتليك وراك .....مشوار على سالفة الزواج ترا....
جسّار ضحك وتبعه: ههههههههههههه ما نيب مزوّج....
عزام بنبرة سخرية: نشوف
............

بينما قصي دخل الغرفة......شتم مُهره سرًّا دوما ما تنكد عليه الامر وتشعره بتأنيب ضميره على اقدامه على هذا الزواج
هو حقًّا تزوجها عنادًا لقرارات اهله......واثباتًا لقوته ولكن لم يُدرك انّ هذا الزواج ستؤول وراؤه أمور أخرى
ولكن اقتنع بكل ما آل إليه!
وهي الآن تشعره .....باحتقارها لهذا الزواج....وخوفها الغير مبرر له....يحرقه...
حديثها اليوم احدث شرخٌ في علاقته معها........هي اثبتت له بشكل صريح .....لجأت إليه فقط لانتشالها من مكان عانت فيه لمكانٍ هادئ يشعرها بالأمان اما شعورها لناحيته .....لا شيء...لا عنوان له......
سيتركها هذه الفترة .....تعيد حسابات تفكيرها لعلها تُدرك انها بدأت تغوص في أنانية تفكيرها لناحيته!
.................................................. ...............
.
.
لم تمل تتصل عليه مرارًا وتكرارًا ترسل له تفاصيل ما فعلته باليوم ......وآخر رسالة وصلته صورة نتيجتها
شعر بالخوف...من حديث نوف
يخشى من أن تفعل وتحب شخصًا لا يعرفانه من ورائهم
ويستدرجها ذلك الغريب للهاوية !
ولكن هو حقيقةً لا يلهو ولا يستدرج ابنت عمه
حقيقةً رغبته بها صارمة وملحّة بالحُب الحقيقي
مسح على رأسه سمع رنين هاتفه من جديد
ما زالت تتصل لن تهدأ إلا بعد ان يُجيبها!
أجاب بهدوء
سمع صوتها: لا كان رديت.....مو من جدك بندر؟...تحقرني كذا عشان الاختبارات......

بندر بهدوء: ما عندي وقت للمكالمات

شيخة فتحت عيناها على الآخر: طيب خلصنا اختبارات......

بندر بجدية: الأفضل نبتعد عن بعض لين ما يصير بينا شي رسمي....
شيخة بشهقة: هأأأأأأأأ...من جدك تتكلم؟.....بندر شفيك ....

بندر مسح على رأسه وبشتات: الأفضل كذا.....
شيخة بحساسية الموضوع: قول ما بيك وخلاص...
بندر فجأة تحولت نبرته للعصبية: يا ربببببببببببي .......انا ما قلت كذا.....
شيخة بنبرة بكاء: مليت مني صح؟

بندر : مو صاحية شيخوه....جالسة تقَوليني أشياء ما قلتها.......قلت لك نبعد لين يصير شي رسمي افضل....

شيخة بانفجار بالبكاء: طيب انا ماقدر ابعد عنك على الأقل نتواصل على الوات.....
بندر سكت
واكملت: بندروه لا تخليني اكرهك.....والله ما صدقت على الله اخلص من سالفة سلطان لا تخليني اندم.....

بندر بلل شفتيه واردفت هو يحاول ألا يبتسم: ما عرفتك وانتي تحبيني هالكثر.....

شيخة مسحت دموعها كالطفلة: أي أي ارجع مثل ما انت عليه ...مجنون...ومرجوج......لا تسوي لي فيها ثقيل........

وبنبرة تقلّد فيها صوته: ما نكلم بعض لين يصير بينا شي رسمي.......
وبهجومية: من زين صوتك عاد.....اجلس اسمعه أربعة وعشرين ساعة

بندر مات ضحكًا على تقلب مزاجها في الثانية الواحدة: فيك انفصام انتي؟هههههههههههههههه

شيخة : أي بكيفي.....لا تقاطعني....عشان م...
قاطعها بجدية: شيخوه.......لم ما اكلمك ما يعني اني ما ابيك يا فهيمة انتي.....

شيخة بنبرة استهبال وواقعية مشاعرها: طيب ادري بس شفّهم قلبي المشتاق....

بندر اتسعت ابتسامته وعينيه: انتي شيخوه اللي اعرفها ولا وحده ثانية......
شيخة باندفاع: أي عمتك شيخة اللي تعرفها.....
بندر : هههههههههههههه جنيتي؟ انتي؟لهدرجة بُعدي عنك جننك

شيخة خجلت من حديثه حكّت جبينها: كل تبن....لا تسوي فيها آخر حبه......
بندر بصدمة: الحين انتي وش تبين توصلين لي....

شيخة هدأت قليلًا تشعر أنها بدأت تهاجمه بكلمات وجمل متناقضة ....ومتداخلة في بعضها البعض

تحدثت بهدوء اخافه حقيقةً: ابي أوصل لك حُبي.....
بندر سكت.....نظر لمن حوله : شيخة انتي تعبانة؟

شيخة بجدية : بس عشاني شرحت لك حُبي صرت مجنونة وتعبانة...وفيني شي.....بندر انت مو مستوعب.....قد ايش احبك ....احسك ماخذني على قد عقلي....وتسلك لي من ناحية المشاعر....

بندر شعر برعشة من حديثها وبخوف قال: لا والله....بس مو متعود على اسلوبك هذا.....
شيخة ترقرقت عيونها بالدموع: للأسف.....خليتني ضعيفة بحبك.......وما صرت اقدر على بعدك يا بندر....بس انت مو مستوعب هالشي.....
بندر : قلت لك اكلم ابوي وخلاص....ما نطول هالسالفة...

شيخة بغصة: سو اللي تبيه باي

أغلقت الخط في وجهه وبكت
بينما هو مصدوم من تأجج مشاعرها...وحديثها....ولكن اعطته الضوء الأخضر
حقيقةً لن يتناوى في الحديث مع ابيه هذه الليلة لن يطيل الأمر ابدًا!
بينما هي بكت ثم مسحت دموعها وهي تكرر: مالت عللللللليك
هي ليست متناقضة ولكن هذي هي طريقتها في التعبير عن مشاعرها ......لناحيته.....تُدخل الجمل والكلمات في بعضها البعض.....حتى الطرف الآخر من الممكن لا يفهمها ولا يفهم ما تريده! او يُسيء فهمها....بشكل سريع
.................................................. ..............

.
.
.
الوضع بات فوضى ......مشتت....قلوب خائفة .....وعيون حائرة.....مُنذ اتصاله عليها وهي لم تذق النوم ......لم يهدأ لها بال
خائفة من هذا السكون كانت تنتظر فضيحتها تصبح على كل لسان
تنتظر لحظة انهيار حصة .....تنتظر لوم ايلاف لها...
تنتظر انتقام أهلها لأخذ الثأر منها وغسل العار الذي جلبته
باتت باهتة خائفة من ملاحقة الماضي
لم تستطع أن تكبح مشاعر القلق
رسلت له
(جورج صار شي يديد؟)
..................................................

بينما جورج حقيقةً تلك الرسالة وترت حياته كلها....وبُعد أخيه عنه وتأخر أمور التصدير والاستيراد للبضائع
ووقوف حركة النقل الداخلية كل هذه الأمور اشعرته بالعجز
كان ينتظر صدمة أخرى تهديد آخر خلال هذه الأيام ولكن
لم يرى سوى الهدوء
حتى أخيه مُراد بات هادئًا رغم تزعزع الأوضاع هناك اخبره بكل شيء وامره بان يتدخل في الامر بنفوذه ويبحث عن نور ولكن رفض من ان يتدخل بقوله
(مابدي ادخل في أي شي بيخص امير لأنوه ئصتي معوه خِلصت من زمان!)
فأدرك مُراد أنانيّة أخيه في هذا الأمر
ولكن التمس خوفه من الشخص الذي يهدده بابنته حتى به اتصل عليه ذات يوم يخبره(تعال انا بحاجة لإلك كتير ، مشان الله تعال واتروك أمير ونور)
مراد احتار هل يترك ماكس في معمعة الاحداث هل يترك ابنته، ولكن شعر بخوف جورج مهما كان انانيًا هو بحاجته الآن.....وحقيقةً ليس له غنى عنه فهو أخيه الوحيد الذي وقف معه في ازماته بغض النظر عن حقده لناحية امير وانانيته لناحية نور!
فهو لم يسبق
له سماع نبرة الخوف تلك منه عليه ان يعود ويرى امر هذا التهديد لكي يُجبر أخيه بعد ذلك بنفوذه يبحث عن نور بسهولة!
ويصبح له مدينًا ....لكي لا يرفض له طلبًا!
عاد إلى المانيا بالأمس ولكن لم يأتي إليه قرر أن يأتي اليوم لرؤيته ولحل الامر !

.
.
بينما جورج
سمع نغمة خاصة للرسائل سحب هاتفه نظر للرغم ادرك انّ هذه الرسالة من دلال
قرأ رسالتها
فارسل بهدوء
(ما صار شي)
ورمى هاتفه واغمض عينيه، يريد الهروب من هذا الخوف....لا يدري لماذا هو خائف من إزاحة الستار عن عينين ايلاف
لا يدري لماذا!
.................................................. .................
.
.
.
كانتا غارقتا في النوم......خلال هذه الأيام القليلة شرحت كل منهما للأخرى عن همومها التي تُثقلها في المشي وتُثقل عليها لذة العيش
كلتاهما انصدمتا مما حدث للأخرى
كلتاهما شعرتا انهما متشابهتين باختلاف الاحداث التي عاشتاها
طبطبا على بعضهما البعض.......وبكى معًا...واحتضنا بعضهمل......وحاولا ان يمررا ايامهما بهدوء....بعد جولة الانهيار والاعترافات الثقيلة ...
خاصة موضوع زواج نور وانجابها .....كان كالصفعة على وجه ايلاف ولكن ادركت ان ما حدث لها وطئه اقل بكثير مما حدث لنور وشدّة وطئه عليها!

........................................
سمعت صوت المنبّه ، شعرت بثقل على ساقيها
انقلبت وصدمت في كتلة صلبة وادركت انها بجانبها
تمللت وتأففت
أغلقت صوت المنبه وركلت رجلها
وهي تقول بصوت مشبّع بالنوم: ايلاااااااااااااف.....ايلااااااااااااااااافوه..... ..ايلاف....
وابعدت نفسها من على الوسادة وحدّقت في ايلاف
جلست على السرير ازاحت اللحاف من على جسدها وسحبت لحاف ايلاف ورمته على الأرض وهي تهزها
: ايلاااااااافوه....قومي......وش هالنوم الثقيل......قومي....


ايلاف سحبت الوسادة ووضعتها على رأسها وركلت برجلها رجلي نور: خليني اناااااااام.....

نور سحبت الوسادة ورمتها على الأرض وضربت كتفها:قومي.....اليوم مستحيل تغيبين صار لك يومين .....والله بفصلونك.......يكفي رسلوا لك رسالة........قومي....

ايلاف استلقت على ظهرها وفتحت عيناها بصعوبة
: فيني النوم ...ما نمت زين....مابي اروح...
نور نهضت من على السرير
وسحبت ايلاف من قدميها حتى سقطت على الأرض وارتطم جسدها بالارضية
صرخت ايلاف: يا حمممممممممممممممممــ..........مينونة؟

ومسكت ظهرها ضحكت نور وكأنها لم تكن تلك الفتاة الحزينة التي بكت يومين متتاليين من شدّت ألم قلبها وخوفها من أمور كثيرة

: هههههههههههههه والله بداومين....
وقفت ايلاف
أبعدت شعرها عن وجهها ثم جلست على طرف السرير تحدثت: ما ابي اشوفه مالي ويّه....

نور بجدية جلست بالقرب منها طبطبت على يدها: حبيبتي ايلاف انتي رايحة تدرسين مو رايحة تقابلين طارق......حرام عليك.......تضيعين مستقبلك......انسي اللي صار....

ايلاف اجتمعت الدموع في عينيها ونظرت لنور: مو قادرة انسى....
نور بانفعال: تكفين لا تبكين حنا وعدنا بعض امس نوقّف بكى بس....لا تبكين.......
ايلاف اخذت نفس عميق وحدّقت بالسقف: مستحية وايد منه كيف بطالع في ويهه.....كيف بطالع فيه...شافني وذاك الحمار يتحرش فيني قدامه....متخيله هالشي قدامه....

نور تهوّن عليها: قولي الحمد لله ما صار اكبر من كذا......والمفروض تشكرينه على اللي سواه.....هو ما سمح له يكمّل عليك الناقص...وبعده عنك وحماك.....
ايلاف هزت رأسها ولم تتحمل بكت: مابي اشوفه....
نور احتضنتها: لا تشوفينه.....حاولي تركزين حاليا على دراستك ...والطريق اللي يمشي فيه .....لا تمشين انتي فيه ....روحي في طريق ثاني.....بس تكفين قومي روحي لا يفصلونك....

ايلاف هزت رأسها برضى

وبمرح اردفت نور: وخلاص ...من يوم ورايح بنام على الاريكة....ما تحمل....رفسك......وضربك لي ....باليل

ايلاف نهضت وهي تسحب المنشفة من على الكرسي: والله أنج جذابة.........انا ما ارفس احد....وانا نايمة....

نور بدأت بترتيب الغرفة: أي ....حيل ما ترفسين...انقلعيييييي تروشي بس....

ايلاف فتحت الدولاب: باقي وقت انتي مقعدتني مبجر...
ثم التفتت عليها: صج شنو بسوين بدوني....
نور سحب اللحاف الذي رمته على الأرض: ببحث عن شغل مناسب .......وبروح اسجل في النادي اللي قلت لك....

ايلاف بصدمة: يعني انتي مصممة ....مينونة؟
نور ضحكت: ههههه ليش مفجوعة كذا...
ايلاف خرجت لها ملبس مناسب: ما تخيّل شكلج معضلة.....
نور رمت عليها الخدادية: منو قال لك ابي اعضّل....

ايلاف : يعني بتفهميني ما راح يعطونك بروتينات وهرومونات و...
قاطعتها: لا....انا ابي بس اتمرن واضيّع وقت واقوي عضلاتي وعظامي........واتعلم البوكسين بس كذا عشان افرّغ طاقتي السلبية....

ثم نظرت لايلاف وهي تلعب بحواجبها: عشان اكفخك على أصول واساسيات بعدين لم نتضارب...
ايلاف التقفت من على الأرض الخدادية ورمتها على نور
: حقيييييييييرة

نور بجدية : روحي اتجهزي.....
ايلاف مشت خطوة للخلاء ثم أبعدت خصلة من شعرها بغرور: سوي لي فطور....

ثم أغلقت باب الحمام سريعًا عليها
نور بصوت عالي: اكلييييييييييييي هواء......جدا مفيد وبدون سعرات....
ضحكت ايلاف على ردها
بينما نور سحبت هاتفها الجديد الذي اشترته بالأمس
اخذت تبحث عن فرص عمل بسيطة لا تتطلب أي شهادات
هي رأت واحدة ولكن مترددة ولم تخبر ايلاف عنها
وظيفة صباحية تبدأ من الثامنة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا
كجليسة أطفال ولكن تشعر بالتردد من القدوم عليها
ولكن لا مجال لها حقيقةً عليها ان ترى لها اية وظيفة
لن تحرّك المال الذي بحسابها ....تريد أن ترى وضعها قبل كل شيء
خرجت من الغرفة وهي مقررة في
امر الذهاب والاشتراك في النادي الرياضي للملاكمة فجأة قررت الالتحاق به تشعر انّ حياتها تتطلب
ان تكون على معرفة في كيفية الدفاع عن نفسها
ستشارك في هذا النادي ولكن بعد أن ترتب أوضاعها ستشارك فيه!
رتبت الشقة بينما ايلاف بدأت تتجهّز للذهاب إلى الجامعة
خرجت ونظرت لنور التي ما زالت تنظف بعثرت الأشياء التي احداثها بالأمس

ايلاف: نور يلا بطلع......
نور بتردد: ايلاف لقيت شغله بس مترددة فيها

ايلاف: شغلة شنو؟
نور وقفت واتجهت لناحيتها: أكون جليسة أطفال.....

ايلاف سكتت ثم اردفت: اذا الراتب زين ما قول لج لا .......اهم شي الراتب...
نور ضحكت: هههههههههه تحبين الفلوس....
ايلاف ابتسمت: ما في احد ما يحب الفلوس....
نور بقلق: يعني اروح للعايلة...واقابلهم....
ايلاف : أي روحي....فرصة وجاتج على طبق من ذهب وانا بعد بسال عن وظايف جذه بسيطة....تناسبج.....وما تطلّب شهادات!

نور هزت رأسها: تمام يلا روحي لا تتاخرين ...
ايلاف بهدوء قبلت خدها: انتبهي على نفسج.....وتركت لج ....نسخة لمفتاح الشقة بتشوفينه بالدرج...
هزت نور رأسها بينما ايلاف خرجت...
نور بتفكير: نأجل موضوع النادي ونرح نقابل هالعيلة
ثم سحبت نفسها لترتدي من ملابس إيلاف
وبعد دقائق عدّة خرجت متجهّة للعنوان التي تتبعه من خلال هاتفها كانت خائفة ولكن لا تريد ان تبقى هكذا بلا دراسة وبلا عمل
إن بقيت في الشقة دون عمل ستجن من شدّت تفكيرها لذا هي مصممة على العمل!
.................................................. .
.
.
في غضون هذه الأيام عاش صراعًا ما بين توقفه عن الانتقام وما بين ختامه كما خطط
ايلاف لم يحصل لها أي ضرر إلى الآن
سيحمد الله على ذلك
لن ينكر أنّه تأثر بـ شكلها ، واستوعب خطورة اشتراكه مع هؤلاء القتلة ولكن استعاد وعيه
واستعاد حقده من جديد
سيسدد هدفه الأخير
مُراد لم يعد الحارس الشخصي لجورج فبعد ان اثار الشكوك والظنون بينهما يستطيع الآن أن يلعب على المكشوف كما خطط
كان مخطط ايضًا في اثارة الفتن بينه وبين ابنته ولكن الآن وبعد ما حدث اشاح بنظره عن ذلك
خلال هذه الثلاثة الأيام بعد ان تأكد من بُعد مراد عن أخيه
اتى إلى ألمانيا
للقياء جورج ووضع النقاط على الأحرف لن يبقى خلف الستار لفترة طويلة لن يبقى ابدًا
لبس بذلته الرسمية
انزل من على عينيه نظارته الشمسية وقف بسيارته امام المقر الرئيسي لجورج
ابتسم بسخرية على فخامة المبنى
لم يخاف من فكرة الموت هنا بل مندفع في انتقامه

دخل استقبله السكرتير الألماني اخبره عليه ان يقابل جورج الآن ولكن
اخبره بأن يبقى هنا
دخل السكرتير اخبر جورج
عن مجيء رجل يريد مقابلته ورفض
فخرج معتذرا ولكن طارق نهض بشكل منفعل وفتح الباب بطريقة مستفزة وتبعه الرجل ليوقفه
ولكن ما إن لمس يده حتى امسك بها ولواها لتصبح بعدها خلف ظهره

رفع جورج رأسه منصدم من هذه الفوضى ومن تجمع رجاله بسرعة على الرجل الممسك بسكرتيره
جميع رجال جورج أشاروا لطارق بمسدساتهم لناحية رأسه
ازدرد ريقه جورج
أشار لهم(مترجم): اخفضوا اسلحتكم....

انصاعوا لأمره ،
جورج بصوت هادئ : اتركوه
طارق دفع السكرتير عنه وأشار جورج غمز لهم بعينيه بمعنى(طلعوا برا)
انغلق الباب على جورج وعلى طارق
طارق جلس ببرود على الكرسي ونظر لجورج: انصدمت صح؟
جورج بنرفزة وعصبية: شو بدّك.....شوف خليني ئولك......لو جايني مشان ترجع على شغلك...ما راح ارجعك ...لو جياني مشان مصاري...ما راح اعطيك....اي شي...
طارق .....نهض بنرفزة
جورج ما زال حقيرًا ومتمسكًا بـ ألا يكسر
ضرب بيده على الطاولة: وانا جاي آخذ روحك...
جورج بعدم استيعاب: طاااااارق.....اطلع برا....

طارق بخبث مسح على ذقنه واخرج من مخبأ بدلته الرسمية
صورة لإيلاف .....وهي في الحرم الجامعي
ابتسم: اخبار بنتك إيلاف؟
واقترب اكثر من جورج: لحد الحين ما وصلها خبر الحقيقة؟
جورج إلى الآن لم يستوعب الأمور
تحدّث طارق : كنت ناوي أقول لها انك ابوها.....واخليها تحقد عليك...وتاخذ حقي منك ......بس للآسف ....حسيت انها مسكينة.....واخذت عقابها مبجر.....بعد ما تحرّش فيها إدوارد...

فتح جورج عينيه على الآخر......استوعب قليلًا الامر انقض على طارق : يا حقيييييييييييييييير....
طارق اخرج سريعًا مسدسه: المسني...وربي ما راح اتردد في قتلك....
جورج توقف سريعًا وابتعد
طارق اكمل بانتصار: مُراد وخلصنا منه........وما صار يحوم عليك مثل الجلب عشان يحميك......قدرت افرّق بينك وبينه عشان هاللحظة....الحلوة......وبنتك...صارت مثل اللعبة بيدي....وتثق فيني.....
جورج ازدرد ريقه
فهم كل شيء
من يهدده طارق
من يحاول أن يسلب راحته طارق
تحدث: لشو حتى تعمل فيني كل هيدا؟
طارق بحقد: سجنتني بلا حق.....
جورج : هيدا انتّا اطلعت ...و
قاطعة بحقد وهو يشد على سنانه: سجنتني سنتين......مات اخوي.....امي كرهتني.....والسبب انت....بس عشان تحمي اخوك.......
جورج ازدرد ريقه وانعقد لسانه لا يعرف كيف يبرر له
طارق اقترب منه: كنت تظن بمرر لك ....الموضوع ......لا......كنت انتظر اللحظة اللي اصير فيها حُر عشان.......آخذ حقي منك.....

جورج بخوف ولكن حاول أن يخفيه: طارق.....أنا وئتها ما كنت افكر انه....

قاطعه بصرخة: ما تفكر ايش؟....
جورج أشار له: طارق...مشان الله اهدا.....انا راح اعوضك عن كل شي....
طارق ضحك بخبث: هههههههههههههههههههههه تعوضني؟؟
وبنبرة حاقدة: بعد ما تسبب في موت اخوي تعوضني...
جورج بتبرير: انا ما قتلته...

طارق بصرخة: مااااااااااااات مقهوووووووووووووور....وزعلان مني....

جورج
حقيقةً اصبح مذعورًا من طارق، الذي بدأ وجهه يحمر وتبرز عروقه من شدّة صراخه
: طارق......دخيل الله ...اسمعني للحظة وبس...
طارق اقترب منه: انا مو جاي عشان اسمعك....انا جاي اترك لك بصمة في حياتك وامشي....
جورج فتح عينيه مذعور
طارق بدون أي تردد رفع مسدسة والذي يحتوي على كتم الصوت
تحدث بتهديد: لو تشتكي علي بعد ما اطلع اقسم لك بالله.....ايلاف ما راح تكون بخير......

جورج ارتجفت بداخله كل خلاياه
جورج نطق: ططططــ
لم يمهله اطلق النار على ساقه الأيمن
وبشكل سريع وقبل ان يسقط اطلق النار على رجله اليسرى
حتى صرخ جورج واتى بالقرب منه وهو يضع المسدس على جبينه ويضحك بسخرية: شي بداخلي يصرخ يقول لي موته....
جورج بوجع جاثل على ركبتيه
وانفاسه باتت مسموعة
وعرق جبينه: ممممممممشششــ
طارق بتلذذ من رؤيته هكذا خائف وعاجز
: اششششش.......
جورج اغمض عينيه بخوف وما زال يشد بالمسدس على جبينه: خايف من الموت؟

ضحك طارق بجنون .......وانفتح الباب بشكل مفاجأ وصادم لطارق وجورج
وفجأة سمعوا صوت اطلاق نار
وصوت مُراد يرتفع وهو يتنفّس بشكل سريع وبصوت مسموع بعد ان اخبره السكرتير بما حصل بعد وصوله شك بالأمر سحب سلاحه وفتح الباب على مصرعيه بقوة: وشكلك انت هوايه مشتاق للموت يا حيوان!
.
.
.
.
لكل بداية نهاية
وجميعنا نهايتنا الموت!
.
ما زال متوترًا أمير ترك على عاتقه ثقل ....ثقل الشركات والأموال وثقل تعبه...وهروب نور
كان ينظر لجولي....وينظر لخطيبته .....تحاول أليكسا ان تخفف عنه ولكن ما زال يشعر بالضغط
تحدثت
سندرا متسائلة
: نور وينها؟
سكتوا جميعهم ....لماذا بدأت تسال عنها هل آلفة الجلوس معها في غضون ثوانٍ! ام شعرت أنها جزء منها
مسحت على شعرها جولي
: سافرت وراح ترجع...
ماكس اغمض عينيه وشدّ عليهما
اليكسا طبطبت عليه
: حبيبي.......ئوم ريّح لي بالك ......ئوم نام....لو ساعة وحدي....
ماكس : ما فيني....
اليكسا تنهدت بضيق
سمعوا رنين ماكس
اليكسا سحبته من على الطاولة وناولته إياه
ماكس بتعب: ما بدي ارود

نظرت للرقم والاسم: المستشفى...
ما إن قالت كلمتها حتى سحبه ونهض يجيب على الطبيب
سمعه يتحدث ...يخبره عن امر....
لم يصدق ما سمعه.....شعر باضطراب مشاعره .....
اغمض عينيه يريد ان يستوعب
همس (مترجم): أعد ماذا حدث لأمير؟
.
.
.

انتهى

.
.
.
أول مرة اسويها قفلتين في بارت واحد(


لا تحرموني من ردودكم ......وتقييمكم

راح اتحمس اشوف تفاعلكم

ودعواتكم لي يا غاليين

تحياتي شتات



 

رد مع اقتباس