عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2020, 10:52 PM   #18
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




ـ تـّفتـّح بـّرعمّ الحـّب ـ




إحـدّى لـّيـاليّ الخـميـّس كـّانـّت السـمـّاء و بهـذّا اليـّوم مـليـئة بـالنـّجوم المـّنيـّرة بينـمّا إختـفى القـمـّر
وسـطّ غـّيوم لنـدّن و ضـّبابهـّا ،
فـّي تـّلك الـشـّقة الصـّغـيرة للآنـّسة روبــّرت مـّاري و التـّي تـّعـّرفّ حـّاليـّا بـّلقب الأمـّيرة مـّاري آل لبيـّر
لأنهـّا استـطـّاعت كسـّر الـجـّليد الـذّي يـحتـّويه قـّلب نـايـّت ، لكـّن و بـالـّرغم من أنهـّا نـجـّحت فـّي
مهمـّتها في نـظّر الإعـّلام و التـّي يـّظن بـّعض رجـّال الأعـمال الـذّين سـّبق لهم و أن تـّعـاملوا مـّع نـايت
ـ أنّ هـذه الشـّابة خـطّيبته تسـتّحق الحـّصول على جـّائزة و شـكـّر لأنهـّا قـدّ استطّاعت أن تـّلين قـّلبه
الصـّارم و بهـذّا قـدّ يـّسهل عـّليهم التعـّامل معه .
لكـّن هنـاكّ وجـهة نـّظر أخـرى ، خـائبة كالعـادّة .. فـّمعـظم عـّامة الفـّتيات يـّظن أنّ مـاري لا تـناسّب
أمـيرا مثـّاليـّا مثـّله و هو يستـحّق الحـّصول على شـاّبة ذات طـّموحـّات عالية لا فـّتاة عـادّية تـّعمل
كـنادلة فّي المـطّعم
و كـاّن هـذّا نـّقـّاش المـوجودّ في الـجـّريدة بـّعنوان كـّبير و عـّريضّ ـ سنـدّريـلا الغامضة تـّتسـلل إلى
القـّصر ـ
لـمّ يـنـّل هـذا اهـتمام مـاري لأنهـّا تـّعلم أن كـّل هـذّا مـجّرد تـّمثيل و لـّيس من المـمكنّ حصـّولهـّا على
قـّلب نـايت ، لـذّا سـّوف تـّدع الأمـّور تـّجري مـّجرى الـّريّاح و سـّوف تـّذهب إلى أينمـّا قدّ تـأخـذها
قـدّميهـّا أو بالأحرى إلى أيـنّ يـأمـّرها الملكّ .
كـّانت مـّاري جـّالسة على الأريـكّة تـقـّرأ روايـّة رومـّيو و جـّوليـّت للمؤلفّ المشهور شيكسبير،
بـكـّل هـدوء و استـمتاع ثـمّ تـّذكرت فـجـأة مـّوقفهـّا مع نـّايت فـّي الحـّفلة عنـدّما انحنى بكـل طـّوله
نـّاحيتها لّيقبلها على جّبهتهـّا بكـّل شـّاعرية
وضـّعت يـدّها على مكـان القـّبلة ، فتـذّكـرت المـّرة الأولى التـي قـّابلته فيهـّا .. عنـدّ انحنائه للمـرة
الأولى و تقـّبيلهـّا بكـّل شـّاعرية أمام الجميـّع مدّعيـا أنهـّا خطيبته ،
هـزت رأسهـّا نفيـّا و قـدّ أحمر وجههـّا بالكـّامل ، كـّيـّف لهـّا أن تـّفكر به بـهذه الـطـّريقة الشنيـّعة ؟
إنهـّا ليسـّت قـّصة حـّب حقـيقية لـكّن لا تـستـطّيع منـع نفسهـّا
ضحـكـّت و هـّي تـّجتـّاح بـخيـّالهـّا ، إنّ كـان نـايت فـّعـلا يـحبهـّا ؟ و إن كـّانت هي فـّعلا سنـدريـّلا
الـحقيقية ؟ أن يحـّبا بـّعضهما بّعضـّا بكـّل جنونّ ، كـروميـو و جـّولييت
شـّعرت بالحمـّاس و قـدّ انتابتها رغـّبة مفـّاجئة في رؤيـّته فـحـّملت هـّاتفهـّا و أرسلت له نصـّا قصـّير
و مـّرحا يـّعبر عن شـّخصيتهـّا
ـ نـّايت أنـّا بـحاجة ماسة لمـّقابلتكّ لدّي شيء مـّهم أريدّ أخبـّارك به ـ
وصـّلتها رسـّالة فـرفعت هاتفهـا و فتحتهـّا ، كــّان المـّرسـل نـايت .. و هـو يـّقول بـكـّل اختصار
[ قـّابـليني غـدّا عـّلى السـّاعة الثـّانية عـّشر عنـدّ الكـّلية ، مـّلاحظة إرتـدّي شيئـّا أفـّضل من مــّلابس
المـّتوسـلين الـتيّ تـملكينهّا ]
قـطّبت و قـدّ اختـفت جمـّيع أحلامهـّا أدراجّ الـريـّاح ثـمّ تمتـّمت بـّغيض و هـّي ذاهبة لتأكد من
مـّلابسهـّا
ـ و منّ قـّال يــّحبه ؟ هـّه كـّتلة جـّليد متـّحركة

/

فـّي غرفة كـّبيرة ، ذّات نـّافذة أخـذّت مسـّاحة الجـدّار بـأكملهّ أغـّلقت بـّواسطة ستـّائر سـّوداء محـّكمة
منـّعت ذّلك الـضّوء القـّليل التـّي تمنـّحه لندّن لسكـّانهـّا منّ التسلل، أمـّام ذّلك المـّكـّتبّ الـزجـّاجي بّه
حـّاسوّب محـّمولّ كـّانت شـّاشته تـّنيـّر فّي الـظّلام
عـّينيهّ الحــّادتينّ ركـّزتـّا عـّلى تـّلك الصـّورة الجـّميلة التـّي أخـذّت تـطفـّوا على الشـّاشةّ بكـّل عـّنفوان
و حـّرية ، ليـّس كـقـّلبه المقـّيد بـّسـّلاسّل و الأغـّلال .
تنهـدّ بأسّى و وضـّع يـّده على عينـّيه ليمنـّعهمـّا من اخـتّلاسّ النـّظر ، بينمـّا شـدّ على قـّبضة يـدّه اليسر
ليستـجمـّع القـّليل من الشـّجاعة .
كـّانت مـّلامحّ وجـّهه التـّي دوما ما بدّت للعيـّان غـّامضة و بـّاردة ، كـاّنت هـذهّ المـّرة متـّألمةّ و حـّزينة
لـّدرجة الثـّمـّالة ، التـّعاّسة التـّي غـّزت قـّلبه لـّم و لنّ تـّختفّي مهما طـّالت السـّنين . فـّي النهاية
استسـّلم لـّرغبته القـّوية و وضـّع أصـّابعه الـطـّويلة أمـّام الصـّورة ثمّ قـّال بنـّبرة مـّبحوحةّ و أليـمةّ
تحـّاكي نغمة النـّاي ،
ـ أخـّبرنيّ ما الذّي يجّب عليّ فـّعله ؟ و أنـّت التـّي تـحـّاولينّ مغـّادرة هـذّا القـّلب بكـّل سهولة ؟ أنـّت
التـّي كـّل شيء بالنـّسبة ليّ ،
صـّمت قـّليلاّ نـّادمـّا على هـذه الهـّفوة التـّي استسـّلم لهـّا بكـّل سهولة ، فـّوقّف و سـّار بخـطـّوات ثـّقيلة
نـّاحية النـافذّة ثـمّ أبـعدّ الستـّار لـّيرى تـلكّ السمـّاء المـظّلمة الممـّتلئة بالغـّيوم الدّاكنة فـدّوى صـّوت
الـّرعدّ في مـّكتبه الفـّارغ و المـّوحش فجـأة
لقدّ انحـّنت السمـّاء بـّعلياهاّ تـّواسيه على حـّاله و تـكبـّر الإنسـّان بـّالرغم من صـّغره على مشـّاعره
. ابتسـّم بـخفـّوت ثـمّ قـّال بنبـّرة هـادئة
ـ كـّنت سـعـيدّا عنـدّما كـّنت الفـّتاة الوحيـدّة لّي و أنـّا الرجـّل الوحيـدّ لكّ ،
كشـّر عن مـّلامحـّه البـّاردة و اختـّفت تـّلك الولهـّة الصـّغيرة التـّي أنـّارت عينيهّ للحـظة ،
و أخـذّ المـطّر يـّسقطّ بغـّزارة ، فعـادّ يحـدّث نفـّسه مجـددّا بحقـدّ و كـّره عمـّيق
ـ كمّ أكـّره نفـّسي التـّي رمـّت بـّعيدّا ، الـتّي أحبـّتكّ .

/

جـدّران بيضـاّء خـّالية من أّي جمـّال ، و نـافذّة كـّبيرة إحتـّلت الجـدّار تـطـّل على حـدّيقة جميـّلة أنساب
عبق زهـّورهـّا إلى دّاخل الغـّرفة ،
فيّ وسـطّهـّا وجـدّ بيـّانو أبيـّض اللونّ بلّ شديدّ البيـّاض ، جـّلس على مقـّعد الذّي أمـّامه ذلكّ الشـّاب ذو
الشـّعر الذّهبي الذّي تـّركه دّون ربـطّة هـذه المـّرة ، يضـّع أصـّابعه الـطّويلة على مفـّاتيحّ البيـّانو ،
غـّلق عينيهّ ذّات لونّ العّشب بكـّل هـدوء ثـمّ صـدّر صـّوت جـميـّل جـدّا ذو نـّغمة رومـاّنسية هـادّئة و
نــاعمة حـّزينة . قـدّ ظـّهرت لكـّنته الانجليزية
ـ أحـّاول أنّ أمحييك بـواسطّة هـذّه الـدموع المتـّسـاقطة ، لكـّي أستـطّيع أنّ أغـّادر جـّانبك ،
تـّوقف فجـأة و هو يـّضع رأسه على بيـانو مصـدّرا صـّوتا فـّضيـّعا ، تـأففّ بـغـّيض ثـمّ صـّرخ قـّائـّلا
ـ أحـّتاج إلى إلهـّام ، تبـّا .. الكـّلمات غـّير متنـّاسقة و المـّوسيـّقى كـذّلك أيضـّا ، كـّيف ليّ أنّ أصـدّر
الألبـّوم التالي بـحّق السـماء ؟
تـّنهـدّ بـعدّم رضـى دّام لدّقائقّ ثـمّ وقفّ بمـّرح و هو يحـّمل ستـّرتهّ ، قـّال بـابتسـّامة لـطّيفة زّينت
شـّفتيه
ـ أنـّا جـّائع ،

/

ّ الفـّتاة الأخـّرى ـ الآنـّسة فـّلور روبـّرت ـ التـّي عـكـّس أختهـّا تمـّاما فـهـّي الآنّ جـّالسة فـّي مكـّتبهـّا
و بيـّن يـدّيهـّا عـدّة أوراقّ تـحـّتاج إلى إطـّلاع عـّام أخـّير قـّبل أن ترسـّلها إلى المـدّير .
تـّعـّرف فـّلور روبـّرت بأنهـّا شـابة وقـّحة بيـّن زمـّلائهـّا و لأنهـّا تـّستمـّر بـّقول الـحقـّيقة دّومـّا دون
مـّجاملات و دّون إدراكّ للعـّواقب و لأنهـّا أيضـّا مجـتّهدة تـّتقن أعمـّالهـّا فـهّي تـّرقت فـّي ظـّرف شـّهر
إلى مـّكتب مسـّاعدة المــدّير الرئيسية .
تـّقدمـّت منهـّا الشـّابة الوحـّيدة التـّي تستـطـّيع تـّحمل مزاجها العـّصبي و تـّصـّرفاتهـّا الـصـّبيانية و
التـّي هـّي صـدّيقتهـّا الوحـيدّة منـذّ أيـّام الابتـدائية، ثـمّ قـّالت بـّهـدوء
ـ فـّلور سيـدّ جيمس يـطـّلب منـكّ إرسـّال أوراّق الآن
ـ مـاذّا ؟ سـحقـّا لقـدّ أخـّبرته أننـّي سـأرسـّلها عنـدّما أنتهـّي من قراءتها ؟ لمـاذا هـّو لحـّوح لهـذه
الـدّرجة ؟
ـ آ دأ أليـّس هـذا واضحـّا ؟ لأنه المـدّير طـّبـّعا
ـ حسـّنـّا حسنـّا أنـّا ذاهبة
وقفـّت و هـّي تـحمل الأوراقّ بينّ يديهـّا ثـم طـّرقت مـّكتب المـدّير جيمس ، وضـّعتها أمـّامه و غـّادرت
بـدونّ أن تتـّفوه بـكلمـّة ، بينمـّا قـطّب سيدّ جيمس من تـّصرفـّها الوقـّح لكـّنه تـجّاهله فـّلا يهـمه هـذا مـا
دامتّ تـّكمـّل عملـّها المـكـّلف به فّي وقته و بأحسن صـورة .
عـّادت تجـلسّ عـلى كرّسيـهـّا ، لحـظة مـّا رنّ هـّاتفهـّا النقـّال . رفـّعته دون أن تـّنظر للاسم ثـمّ قـّالت
بـبـّرود و هـّي تـنظر إلى أظافـّرها
ـ أخيـّرا اتصلت ، كـّنت أتساءل متـّى ؟
ـ عـذّرا آنسـّة روبـّرت أظـنكّ تـّنتـظرينّ اتصالا مهـّما أسـّف لأننـّي قـطـّعت عـليكّ ، لكّن أنـّا بحـّاجة
لمنـّاقشة مـّوضوع مهمّ مـّعك
انتـظرت لدّقائق قـّبل أن تقـّول بـحّقد و هي تـكـّز أسنانها
ـ ويـليـام ؟ ويـليـام دويـل ؟ هـّل أنا محقـّة ؟
تنهـدّ ويـليـّام في الجـّهة الأخـّرى و هـو ينـظر نـّاحية نـايت الجـّالس على مكـّتبه و يـّرمقه بـنـّظرات
حـادة تـّلحّ عليه بإكـّمال الحـدّيث
ـ أجـل إنهّ أنـا
ـ أنـّت أيهـّا الحـقير كـّيف تـّجرأ على أن تـقّوم بـّدعوتنـّا هـكذا ؟ دون إخـّبار أحـدّ بالأمر ؟ من تـّظن
نفـّسك ؟ أيها الحـّقـّير عـديم التـّربية و الأخـّلاق
أبـعدّ ويـليـام الهـّاتف عن أذنه و هو يسمـّع سيـّل من الشـّتائم تـنـطّلق نحـّوه و تـّنعته بكـّل صفـّات ،
فتـّقدم نايت منـه و أخـذّ الهـّاتف .. تـحدّث بنبرة حـّادة مبـّحوحة عـمّيقة
ـ أنـا نايت أل لبيـّر ، آنسـة فـلور روبـرت أريـد منـّاقشة موضوّع مهـمّ مـعكّ
تـّوقفت فـلورا عن الشـّتم ثـمّ أغـّلقت البـّاب و استنـدّت عليهّ ، قـّالت بـهدوء
ـ ما الـذّي تـّريده ؟
ـ ما أريده واضحّ جـدّا ، إنهّ تـعاونكمّا ما أحتـّاجه فـأنا و مـاري خـّطيبين مـّعروفينّ عـّالميـّا و أن
تـّكون خـطيبتي مـّنبوذة من طّرف عـائلتها لهـو أمّر لا أريده
ـ ما الذّي تقصده بمنبوذة ؟ مـاري أختي و أنـّا أحبهـّا أكـثـّر من أيّ شخص بهـذا الـوجودّ ، لكـّن أن
تـّحبهـّا انت فـهذا أمر مستـحيل
ـ فـلور ، ماري خـطيبتي و أظن إن كـّنت أحبهـّا أم لا فـهذا عـائدّ إلي
ـ اسـمّع لا تـّظن و لا لـوهلة أننّي أصـدّق تـمثـّيليتك الـسخيفة بخـّصوص هـذه الخـّطبة المـّزيفة ،
أنـّا قـدّ لا أعـّرف التفـّاصيـّل لكـّن أنا واثـّقة إن مـّاري أختـّي التي أعـّرفها من المستـحيل أن تـّرتبـطّ بـشخص مـّثلك
ـ حقـّا ؟ و ما الـذّي يجـّعلك تـّظنين هـذّا ؟ آنسة روبرت ؟
ـ أظـن أنـكّ أنـّت من أعـطّاها الـ 500 مـليون دّولار ، ألـيس كـذّلك ؟ أخـّبرني ما الذّي تـّريده منهـّا ؟
ـ مـّا أريده لـّيس من شـأنكّ ، كـّل مـّا أمر بـه الآن هـّو تـّعاونك أنت و والدكّ خـّلال حـّفلة الـزفـّاف
الـتّي سنـّقيمهـّا ،
ألجمت الصـدمة لسّان فـّلور و لمّ تستطـّع ان تـّتخـّيل و لو لـلحظة أنّ يـتّم زواجّ ماري الـطّفلة من
هـذّه الـكـّتلة الجـّليدية ذو القـّلب القـّاسي ، قـّالت بارتجـّاف
ـ مـ مـا الذّي تـّقصده ؟
ـ مـّا قـّلته و لنّ أعـيده، أخـّبروني كمّ تـّريدون و أنا مستـّعد لدّفع مقـّابل تـّعاونكم و حضـوركمّ حـّفل
الـزفـّاف و إن لم تـفّعلوا فـ
ـ أنـّت كيـّف تـجـرؤ أن تتـحدث معـّي بهـذه الـطريقة الوقـحة ؟ أنـّا لـّست فقيرة جدا لكـّي أريدّ مـّالك
أمـّا بالنـّسبة لتـّعاوننـّا فـأنت لـّن تـّحصل عليه و لنّ تـّحصل أيـّضا على بـّركتي كـأخـّت لزوجـّتك
أيضـّا ، سـأحـّرص على أنّ لا يـّتم هـذا الـزواج بـكّل تـأكيد
ـ حقـّا ؟ أريـدّ أن أراكّ و انت تحـّاولين ؟
ـ صـدّقني مـّاري لنّ أسلمـّها لـّك و لو عـّلى جـّثتي
صـّرخت فـّي وجـههّ بـكـّل عّصبية ثـم أغـّلقت الهـّاتف و رمـّته على الجـدّار بكّل عـنّف ، بينمـّا ابتسـم
نايت بهـدوء و هـّو يجـّلس على الأريكة واضعـّا قدما على الأخرى بكـّل راحة ، قـّال ويـليـام له بـّغيض
ـ هـّل أعجـّبك ما فّعلته ؟
ـ طبـّعا لقـدّ تـّخلصت على القـّليل من الـملل الذّي أصـّابني ، لكـّن حقـّا أفـرادّ عـائلة روبـّرت فـّريدون
من نـّوعهم
كـّان ويـليـام يـّسند رأسه على كـّوعه و هـّو يـّرمق نـايت مستـّغـّربـّا منه ، قـّال بـتـّعجب
ـ كلمـّا أظنّ أنني و أخـّيرا تـّمكنـّت من فـّهمك فـأنـّا أجـدّ نفسيّ جـّاهلا مـّرة أخـّرى ،

/

رّن جـّرس ذّلك المنـّزل الكبيـّر عـدّة مـّرات من قـّبل رجـّل ربمـّا في منتصـّف الأربعينّ يحمـّل بينّ يدّيه
ظّرف متـّوسط الحـجمّ ، يرتـدّي بـذّلة رسمّية قـدّيمة نوعـّا ما بكـّل إهمـّال ،
فجـأةّ فتحّ البـّاب على يـدّ خـادّمة فأقتحم ذلك الـرجّل منـزّل كالإعصـّار و الغـّضب بـادّي على مـّلامحّه ،
أخـذّ ينـادّي بصّوت عـّالي و حـادّ
ـ روّي ، روّي
آتى من الغـّرفة المقـّابلة الـرجّل المـدعو روّي يمـّيل للبـدّانة و قدّ غـزى الـشّيب شّعره ،
نـظّر باستغراب إلى هـذّا الـذّي اقتحم منـزله عنوة و قـال بتسـاؤل
ـ جوناثان ما الأمـّر ؟
كـّانت مـّلامح جونـاثان غـّاضبـّة جـداّ ممـّا جـّعل روّي يتساءل أكـثر فـأكثـر عن السّبب ليـّقول
جـّونـاثـّان بـحدّة و عصبية راميـّا المـّلف في وجـه صديقه
ـ كـّيف لكّ أن تـّفعل هـذّا بي ؟ كـّيف لكّ ؟ لقدّ صـدّقتكّ و أعطـّيتكّ الثقـّة المـطّلقة أفها هكذا تـّجازيني
يـّا صديق العـمر ؟ هـكذا ؟
ـ مـا الذّي فـّعلته ؟
ـ و مـا الذّي لمّ تـّفعله ؟ كـّيف لكّ ألا تـّخبرني أنّ آرثر رجـّل متـّزوجّ ؟ و هو يـّخونّ زوجـّته أيضـّا ؟
كـّيف لكّ أن تـّغفل عن ذكّر هـذا لّي ؟ و أنـّا الذّي كـّنت أريدّ تـّركّ ابنتي فّي عهـدّتك ؟
ـ صدّيقي أنت تـّسيء الفـّهم فآرثر لّيسّ متـّزوجـّا فـّعلا هو قـدّ تـّزوجّها من أجـّل أن تحّصل على
الجـّنسية الأمريكية و هو مسـّتعد أيضـّا لطـّلاقّ لذاّ لم أرى أن الأمـّر يسترعي كل هـذا الاهـتمـّام
ـ أرجـّوك كـّف عن الكـذّب ، لقـدّ وثقـّت بكّ و أردّت أنّ أرتـّاح بـتـّزويج أبنتي و الاطمئنان عليهـا لكـّن
أنـّت .. أنـّت كـّيف لكّ أن تـّفعل هـذا بي ؟ كيـّف ؟
ـ أنـا أسفّ جون لـمّ أكنّ
قـطّب جـّونـاّثان و هو يـنـظر إلى صـديقه الذّي غـدّره ، ثـمّ اتجـه إلى الخـارج و هو يقـّول بـكـّل هـدوء
ـ عـّقدنـّا قدّ انتهـى و كـذّلك صـدّاقتنـّا
بـّعد ذّهاب جـّوناثان ، قـّام روّي بفـّتح المـّلف بكـّل فـّضول .. وجـدّ صـّور عـدّيدة لابنه آرثر ليسّ مع
فتـّاة واحـدّة أو اثـّنين .. بـّل الكـثّـير و معـّظمّهم كـّان مخـّللا للحيـّاء ،
احمر وجـه السيّد روّي و وضـعّ يده على قـّلبه بـكّل ضـّعف ، أخـّرج حـّبة دّواء من عـّلبة موجودة
فّي سترتهّ و تنـّاولهـاّ على عـجـّل ،
ثـمّ جـّلس على دّرج و تنهـدّ بكـّل أسى و ذّل على مـاّ أوصله ولدّه

/



 

رد مع اقتباس