عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2020, 05:42 PM   #2
ᏉᎬᏁᏌᏚ
نشيط جدًا
:" class="inlineimg" />


الصورة الرمزية ᏉᎬᏁᏌᏚ
ᏉᎬᏁᏌᏚ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 334
 تاريخ التسجيل :  May 2020
 العمر : 26
 المشاركات : 1,339 [ + ]
 التقييم :  26
 الدولهـ
Algeria
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ابہـتسمۓِ
فہـلا جہـميلہـة الہـا انہـتۓِ ❣🕊😌
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
star الفصل الأول و الأخير 🌟






اِنطلقت في الرَّابع من أيلول مجموعةٌ متكوِّنة من ثلاثة رجالٍ مغامرين نحو منطقة جبليَّة وعرة.

أين كانت قلعة_ ميداس_ مخفيَّة هناك تنتظر مستكشفين شجعانًا لاِستخراج كنوزها الثَّمينة.

و قد كان هناك بالمجموعة شقيقان أشقران، تبدو على ملامحهما إمارات المرح و الاِنشراح.

بينما بدى ثالثهما أكثر جديَّةً و تجهُّمًا و هو يسير في المقدِّمة حاملًا خريطته و مقطبًا بين حاجبيه بتفكيرٍ طيلة الرِّحلة.

لكنَّ الأيام و اللَّيالِ توالت عليهم، و هم في العراء ينامون وسط البرد و الخطر المحدِّق بهم، يأكلون الشَّيء الضَّئيل من مؤونتهم مخافة أن تنفذ.

كانُوا يعلمون أنَّ الطَّريق إلى بلوغ مرادهم لن يكون سهلًا، بل يكاد يكون مستحيلًا.

لأنَّ العديد من المستكشفين حاولوا إدراك القلعة لسنواتٍ طويلة.

لكنَّ جميع محاولاتهم باءت بالفشل، فبقيت فرضيَّاتهم و خططهم تقبع بين الورق، تنتظر الفرج يوم تصبح فيه الأسطورة حقيقةً تدركها الأبصار و الأيادي.

لكنَّ "فريدريك" كان يمسك قبسًا من الأمل بين يديه بعزيمة، فجدُّه كان قد ترك له خريطةً قديمة ورثها هو بدوره عن والده.

كان دومًا ما يقصُّ عليه كونه قد رأى تلك القلعة بأمِّ عينه في ليلةٍ مدلهمة تحت خيوطٍ متسلِّلة من ضياء القمر، لكن ما إن هبَّ صاعدًا الطَّريق الطويل حتَّى تفاجأ باِختفائها بين ذيول الضَّباب كأنَّها سرابٌ غير حقيقيٍّ.

لكنَّه متأكِّدٌ أنَّها هناك في مكان ما !!. ستكشف عن غطائها ذات يومٍ ليغذوا مستكشفها أكثر شخصٍ محظوظٍ في العالم.

و ها هو الآن يقتفي آثار جدِّه الرَّاحل ليحقِّق حلمه الِّذي طال حتَّى لو اِضطَّر لإفناء عمره بأكمله لأجل ذلك.

قضوا أياماً أخرى مضنية أسوأ من سابقتها هناك بين الجبال، و قد نال منهم الإجهاد و الجُّوع، فقد اِنتهت مؤونتهم بأكملها و اِضطَّروا إلى اِصطياد الحيوانات و إشعال النَّار لطبخها.

كما أنَّ "سام" أكبر الشَّقيقين قد أصابه اِضطِّراب شديدٌ بالمعدة و حمًّى أوشكت على الفتك بهِ، لولا بعض الأدوية الِّتي أحضروها معهم قد ساعدته بشكلٍ مؤقتٍ على الصَّمود أمامها.

لكنَّهم كانوا يعلمون أنَّ عليهم العودة إلى ديارهم، و إنهاء هذه الرِّحلة قبل أن يهلكوا جميعًا في هذا المكان المقفهرِّ و الخالي من أيِّ أثرٍ بشريٍّ عداهم.

لهذا قاد "سام" دفَّة الحديث محاولاً اِستمالة "فريدريك" و اِقناعه بالعدول عن قراره بالإستمرار في هذه الرِّحلة:

- لقد مضى أسبوعان و نحن نجوب العراء بدون جديد يذكر..و نفذت مؤونتها من الطَّعام بينما تبقَّى القليل من الماء لن يكفينا ليومين آخرين...
علينا أن نعود يا "فريدريك" في الحال !!.

لكنَّ "فريدريك' اِستشاظ غضبًا وهو ينتفض من فوق الصَّخرة الِّتي يجلس عليها عند سفح جبلٍ ضيِّق، محاولين اِلتقاط أنفاسهم ثمَّ التوَّغل أكثر في عمق الجبال.

- أنا لن أبرح مكاني حتَّى أعرف مكان تلك القلعة...
لقد درست المنطقة لسنواتٍ عديدة و أنا أشعر بأنَّنا قريبون من إيجادها.

- نحن سنهلك قبل أن نَّصل إليها ..!.

علَّق "هاري" شقيق "سام" بتهكُّم و هو يسلِّي نفسه برمي الحجارة من فوق الجرف العالي.

ليصيح "فريدريك" بغضبٍ أكبر حتَّى تردَّد صداه مزعزعًا المكان:

- غادِرا إذًا.. فهذه الرِّحلة ليست للجبناء أمثالكما !.

- لا تحاول اِستفزازي يا "فريدريك" لأنَّني لن أتهاون عن ضربك.

علَّق "سام" بنفاذ صبر و هو يهزُّ سبابته بتهديد، بينما كان "هاري" يهزُّ رأسه بلا حيلة و يقف معطيًا ظهره لهما و هو مستمرٌّ في قذف الحجارة.

- فلتفعل هيَّـــــا...

و اِقترب منه "فريدريك" ضاربًا صدره بالحاح، قبل أن يتشابك الشَّابان بالأيادي بعنفٍ و هما يزمجران بغضب.

بينما تدخَّل "هاري" صارخاً فيهما بالتَّوقف و هو يحاول فضِّ اِشتباكهما بقوَّة.

غير منتبهٍ لقدمه الِّتي اِنزلقت نحو حافة الجرف بفعل تدافعهما الهمجي، قبل أن يفقد توازنه و يسقط عبر الجرف صارخًا بارتعاب صرخةً هزَّت أرجاء المكان و شدَّت انتباههما بالكامل.

- هــــــــــــاري !!!!!!!!.

صاح "سام" مفجوعًا ليهبَّ نحو حافة الجرف جاثيًا و متفقِّدا أثر أخاه، و قد سُحب لون وجهه بصدمةٍ و رعبٍ حقيقي.

بينما وقف "فريدريك" عند رأسه جاحظ العينين بغير تصديق يحاول اِقتفاء أثرٍ لجثَّة "هاري" عند نهاية الجرف العال.

غير مدرك لقبضة "سام" القويَّة التي أمسكت مقدِّمة قميصه بغضبٍ جنوني و هو يكزُّ على أسنانه بغيض:

- اللَّعنة عليك أيُّها الحقير !.

فعالجه بقبضةٍ سريعة على فكِّه جعلت الدِّماء تتطاير من بين شفتيه كالقنبلة.

لكنَّ صوتًا اِنطلق من مكان ما، جعل كلاهما ينهيان نزالهما بذهولٍ و يطلا برأسيهما من فوق السفح بلهفة:

- هــــــــــاي يا رفاق !!!! لقد اِكتشفت ممرًّا جديداً...!!!!.

- هــــــاري أين أنت !!!!!.

صرخ "سام" بلهفة و فرح لسماع صوت أخيه، ليجثو مكانه و ينحني ناظرًا نحو الصَّخرة المحدَّبة الَّتي كانت تختبئ أسفل السَّفح، بعد أن سقط عليها "هاري" بفعل معجزةٍ حقيقيَّة.

ليصيح "هاري" من جديد مطمئنًا:

- لا تقلقا أنا بخير، هيَّـــا أسرعا بالنزول...
هناك تيارٌ من الرِّياح قادمٌ من داخل الفتحة، لابدَّ أنَّها تفضي لمكانٍ ما !!.

لم يكونوا يعلمون أنَّهم و بعد فترةٍ وجيزة سيكونون على أبواب اِستكشافٍ جديدٍ سيدوَّن تاريخه بأحرفٍ من ذهبٍ إلى جانب أساميهم.

فالممر الضَّيق كان يفضي إلى أرضٍ مخفيَّة تحت سفح الجبل تطغى عليها الأعشاب الخضراء و الزُّهور البريَّة، بينما كانت تتسلَّل إليها أشعَّة الشَّمس و ضياء القمر عبر ثغراتٍ مفتوحة.
و في الوسط تعربدت قلعةٌ ضخمة بأبراجٍ عالية حجريَّة، تلمع أبوابها المزدوجة ببريق الذَّهب الخالص.

سرعان ما اهتزَّ المكان بصياحهم الممزوج بنشوة النَّصر و الفوز، و قد اِقشعرَّت أبدانهم لمنظر القلعة المهيب بأبوابها العملاقة.

ففكَّر "فريدريك" منتشيًا بسعادة في أنَّ جدَّه كان محقًا، فالقلعة حقيقيَّة و ليست خرافة كما يعتقد البعض.

ليصل إلى اِستنتاجٍ سريع أنَّ جده قد رأى منظرها عبر الفتحة ليلاً.

و عندما صعد الجبل ظنًّا منه أنَّها هناك لم يكن يدري أنَّها كانت كلُّ الوَّقت أسفل أقدامه.

فانطلقوا نحوها كالعطشان الِّذي عثر على واحةٍ في صحراء قاحلة، يجوبون أروقتها المزدانة بالذَّهب و بريقه قد اِنعكس داخل أعينهم الجاحظة بغير تصديقٍ.

فقد كان كلُّ شيٍء داخل قاعات القلعة الوارفة مصنوعٍ من الذَّهب الخالص، حتَّى ستائر النوافذ الثَّقيلة كانت منسوجةً من خيوط الذَّهب، و كذلك الأرضية بأكملها كانت تسطع بشعاعٍ ذهبيٍّ غايةٍ في الرَّوعة.

و في خضم اِنشغال الشَّقيقان بالنَّظر إلى التَّفاصيل الدَّقيقة لكلِّ جانبٍ من ردهة الإستقبال.

لم يتفطَّنوا إلى أنَّ "فريدريك" قد غاب داخل أحد الأروقة أين وجد بابًا أكبر من حجمه بثلاث مرَّاتٍ محفورٍ بنقوشٍ ذهبيَّةٍ ساحرة الجمال.

إلى جانبه حُفرت بعض الكلمات الإغريقيَّة القديمة الِّتي حاول دراستها منذ ثلاث سنوات لشغفه الكبير بالميثولوجيا الإغريقية و أساطير الآلهة.

فراح يدوِّن الكلمات على مدوِّنته بيدٍ سريعةٍ مرتعشة تحت وطأة مشاعره، يحاول ترجمتها بدِّقة.
قبل أن يتوارى صوت خطوات رفيقيه و هما يقتربان منه بلهفة.

قال "سام" مستفسرًا :

- مالذي كتب هنا ؟!.

- لا أعلم أنا على وشك أن أعرف..

غمغم "فريدريك" بها بصوتٍ متباعدٍ و شارد.

قبل أن يسمع صرير الباب يرتفع بصدى عالٍ بعد أن دفعه "سام" للدَّاخل بصعوبة.

فرفع "فريدريك" رأسه من مدوِّنته صائحًا خلفه بتنبيه:

- "سام" لا تلمس شيئًا ..!!.

بينما كان "هاري" يراقب المكان حوله باِهتمام، غير قادرٍ على زحزحة نظره عن تلك التُّحف الأثريَّة، و اللَّوحات الغاية في الرَّوعة التي تزيِّن الأروقة و تضفي سحرًا إضافيَّا إلى المكان.



لم يكن "سام" يومًا أكثر سعادة ممَّا هو عليه الآن، بعد أن اِنذهل من جبال الكنوز اللَّامعة الِّتي تغرق القاعة من كلِّ الجوانب.

بينما يتوسَّطها حوضٌ بقاعدة من الرُّخام المذهَّب تصل لمنتصف خصره، يختلي فوق مياهه الصَّافية كالمرآة اِنعكاسه.

و قد وجد نفسه منجذبًا نحوه كأنَّ قوةً مغناطيسيَّة تشدُّه، و رغبةً جامحةً لإرواء عطشه من هذا الماء العذب.

لكنَّ دخول "فريدريك" المفاجئ أجفله و أيقظه من أثر ذلك السِّحر عليه.

قبل أن يقطب بين حاجبيه باستغراب لمنظره الغريب، بتلك التَّعابير المتجهِّمة الغامضة، و اِشتداد عضلاته الملحوظ و هو يقترب منه بخطواتٍ سريعة.

- أين هو "هاري" ؟!.

وخزةٌ غير مفهومة في قلبه أشعرته أنَّ شيئاً سيئاً ما قد حدث، ليجيبه الآخر ببساطة و ضياء المياه السِّحرية ينعكس على وجهه المكفهر بعد أن وقف إلى جانبه.

- إنَّه في الخارج ينتظر قدومك.

كان هناك شيٌء غير مفهوم في نبرته، لهذا سارع الآخر بسؤاله من جديد باستفسار:

- ماذا تعني ؟! هل فهمتهم ما تعنيه تلك اللَّوحة بالخارج ؟!.

و حدَّق إليه مطولاً وسط صمتٍ طويل، بينما كان الآخر منشغلاً بتمرير كفَّه فوق سطح المياه بشرودٍ.

و قد لمعت عينيه بنظرةٍ خاوية من المشاعر الإنسانيَّة، سوى من مشاعر الأنانيَّة و الجشع.

ليهمس بخمول مقررًا قطع الصَّمت بينهما، و قد رفع نظره ليحدِّق إلى عينيه قائلًا بقوَّة:

- تقول أنَّ هناك وريثاً واحداً فقط سيرث قدرة _ميداس_ و كنوزه ..

و علت وجهه إبتسامة نصرٍ شيطانيٍّ قبل أن يخرج عصاةٍ خشبيَّة من حافة حقيبته و يهوي بها على رأسه بضربة قاتلة بلمح البصر، جعلته يخرُّ صريعًا مثل أخيه.

ليضيف بنشوةٍ و هو يترك العصاة لتسقط هامسًا:

- أنا آسف ..لكن لن يكون ذلك الوريث سواي أنا !!!.

و أغرق كفَّه غارفًا من تلك المياه السحريَّة الِّتي تجعل أول شخصٍ يشرب منها يمتلك قدرةً خارقة على جعل كلِّ ما يلمسه يتحوَّل إلى ذهبٍ خالصٍ.

غير آبهٍ لتلك الأرواح الشيطانيَّة الِّتي تلبَّست جسده و جعلت الجشع يعتمر قلبه و يحوِّل كلَّ كيانه إلى ظلامٍ دامس.

فما إن يتوهج لون الذَّهب داخل أعين ضعفاء النُّفوس، حتَّى يظهر معدنهم الحقيقي الرَّخيس و يعمي الجشع بصيرتهم.

غير مدركين أنَّ لا شيء سيدوم، حتَّى أنفسهم !!.



اِنتهت.

عدد الكلمات: 1374 كلمة.
هي أوَّل قصة لي أنشرها على وندرلاند، مع أنَّني بدأتِ مسيرتي في حبِّ الكتابة و القراءة بين أعضائنا الرائعين في عيون العرب...
لهذا دائما ما أشعر بالحنين نحو هذا المنتدى الذي جمعنا كوطن واحد..
فـ أتمنى أن تكون الأقصوصة قد نالت إعجابكم..🌟😘
و شكرا لمروركم العطر..💮
دمتم في حفظ المولى و رعايته.







 

رد مع اقتباس