الموضوع: شرخ في الذاكرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2020, 12:09 AM   #14
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




2:10 am

تقدم الضيوف الى الساحه الخلفيه للمنزل حيث كانت هُناك طاولةً طويله موضوع فوقها أصناف وأنواع من الأطعمه الساخنه واللذيذه ..
حان موعد العشاء وبدأوا بأخذ أطباقهم البيضاء المُستديره واضعين فيها قطع الطعام التي يُفضلونها على العشاء ..
العشاء وفلور كعادتها مع صديقاتها .. إدريان رافق أُخته إليان فقد غادرت كاتالين قبل ساعه من الآن ..
إستأذن الطبيب جان من جينيفر من أجل الإطمئنان بشكل أخير على آليس فذهب إليها ورافقه كين ..
تقدم أليكسندر بعد أن إختفى لنصف ساعه الأخيره حيث خمّن البعض أن السبب هو ذهابه لتوبيخ إبنه عما حدث هذه الليله ..


جلست هذه الفتاة الحسناء على الكُرسي بجوار والديها ..
كانت تبدو في الثانية والعشرين من عمرها .. ذات شعر أشقر زهري وعينان زرقاوتان صافيتان ..
نعومتها وصفاء بشرتها أعطتها ذلك المظهر اللطيف والجميل ..
كانت ترتدي فستاناً ضيق أبيض اللون مع كعب بساق قصيره ..
بدأت تأكل وهي تسمع والدتها تقول لزوجها: إبنتي جوليتا هي إبنتي الوحيده ..! هي مُدللتي كما تعرف ..
تنهد الأب يقول: ومدللتي كذلك ..
الأم بشيء من الإنزعاج: إن كانت كذلك فلما لم تتدخل لوقف ذلك المُتعجرف عند حده ..! ألم ترى تصرفه الوقح ذاك ..!!
لم يرد فأكملت: كنتُ في الحقيقة أنوي أن أرفض إعتذار أليكسندر ولكن بما أنك لم تتدخل علمتُ بأنك تُريد أن ينتهي الأمر فما كان مني سوى قبوله ..
الأب بهدوء: دعينا نتحدث في هذا الأمر في المنزل ..
الأم بشيء من الإنزعاج: بارد كعادتك وتفكيرك أرعن ..! منذ البدايه وأنا لا أُحب هذه العائله ولا أُحب ريكس هذا ولكني لم أتحدث فلم أجد منهم أي موقف أستطيع إستعماله كشاهد على كلامي .. ولكن ما حدث اليوم كان أكبر دليل .. تلك العائله أهانة إبنتك الوحيده .. ستكون كالمُغفل لو إستمررت بالشراكة معه ..!
نظر الى زوجته وقال: لا تتدخلي في العمل ..! حدث الليله ومجال عملي مع أليكسندر حدثان مُختلفان لا علاقة بهما بالآخر ..
إبتسمت بشيء من السُخريه وبدأت بتناول طعامها ..
همست بعد ثواني: ويقول لي بأن ريكس هو الزوج المُناسب لجيني ..!
أكملت بسخريه: نعم الزوج المُناسب يصفعها هكذا وكأنها شيء قذر ..
الأب: لا تُفسري الأمور كما تشائين ..!
دُهشت وتركت طعامها تنظر إليه وتقول: ماذا مع هذا الرد ..؟! أنت لا تُدافع عنه صحيح ..؟!
تجاهلها فغضبت وقالت: صمتُّ ولم أُناقشك أكثر في موضوع عملك مع أليكسندر بحكم أنه موضوع مُختلف ..! لكن أن تُدافع عن الوقح الذي آذي إبنتك وأحرجها فهذا لا يُمكنني السكوت عنه بتاتاً ..!!
نظرت إليهما جيني وقالت بشيء من الضيق: أمي أبي ..! إنها ليلة رأس السنه لذا لا تجعلوها ذِكرى سيئه ..
الأم بإبتسامه: عزيزتي نقاشنا كُله لمصلحتك ..
جيني بهدوء: أياً كان .. أنا لا أُريد بدء سنتي الجديده بحدث سخيف .. غيرا الموضوع لأجلي ..
تنهدت الأم وقالت: أنتِ مُحقه ..
رمقها الأب بشيء من الإنزعاج وكأنه يقول كُل هذا بسبب نقاشك العقيم الذي لم يكن في مكانه ..
تجاهلته الأم وهي بحق غاضبة منه ولكن ستؤجل النقاش عندما يُصبحان بمُفردهما ..
أكملت جيني تناول طعامها وحدث الليلة لم يُفارق مخيلتها ..
تعرفه جيداً .. شاب فظ بالفعل ولكن .... لم تتصور أن تصل فضاضته الى هذا الحد ..
الى حد رفض الإعتذار عن خطأ هو سببه بنسبة مائه بالمائه ..
هي بالتأكيد ... لن تُسامحه ..
هزت رأسها تطرد ذِكرى طفوله قديمه غزت مُخيلتها ....
هذه الطفوله .. كانت تجمعها به ..

***













1 January
9:40 am

أشرقت شمس صباح السنة الميلاديه الجديده ..
شمس بيضاء بارده وجو صحو مُناسب للخروج ..
إستيقضت وهذه المرة لم تأخذ وقتاً كي تستوعب وضعها .. إنها الغرفة ذاتها التي كانت فيها بالأمس ..
نظرت حولها وإستوعبت بأنهم أشغلوا التكييف وأغلقوا الستائر على النافذه ..
تتذكر بأنها عندما إستيقضت بالأمس كان مُغلقاً ..
إبتسمت وهمست: كما توقعت .. لقد أُصبتُ بالرشاح لهذا لم يُشغلوه إلا عندما شُفيت منه ..
أخذت نفساً عميقاً بعدها نزلت من فوق السرير وبدأت تبحث عن جهاز التحكم بالتكييف ..
أغلقته حينما وجدته وإتجهت الى النافذه وفتحتها ..
إستنشقت الهواء بكُل قوه وزفرته ببطئ شديد ..
شعرت بالحياة تعود الى جسدها مُجدداً ..
إتكأت على النافذه وبدأت تتأمل المكان حولها ..
الجهة هذه التي كانت بالأمس تعج بالناس أصبحت فارغه ونظيفةً تماماً وكأن ما حدث بالأمس كان حُلماً لا غير ..
تنهدت بشيء من الضيق وهمست: كُنتُ مُتحمسه للغايه .. فاتني الكثير بلا ريب ..
إلتفت وإتجهت الى الباب فمعدتها بدأت تُصدر صوتاً دليل الجوع الشديد ..
توقفت عند الباب ونظرت الى نفسها وللتو إستوعبت أنها ترتدي بيجامةً رمادية اللون ..
كيف أردتها ..؟! هي لا تتذكر ..
ترددت .. هل من الأدب النزول الى الأسفل وهي بالبيجامه أم عليها أن تُغير ملابسها ..؟!
نظرت حولها ووقع نظرها على طرف دولاب يقع على الجانب .. بالتأكيد هذا مدخل غُرفة الملابس ..
هل من الأدب الدخول وإختيار لبس ما ..؟!
تسألت في نفسها عن صاحب هذه الغُرفه ..!
هل هي جينيفر .. أم إبنتها ..؟! أم إحدى الفتاتين الذين يقربان لهما ..؟!
لم يدم ترددها كثيراً حالما وقعت عيناها على قطع ملابس موضوعةً على كُرسي مُستقل بالقرب من دولاب التسريحه ..
تقدمت فرأت بنطالاً جلدياً رمادي اللون وكنزة صوف بيضاء بأكمامٍ طويله ..
هو لم يوضع هُنا إلا لكي ترتدين بدون شك ..

خلال عشر دقائق كانت قد نزلت الى الأسفل وبدأت تمشي في المنزل الشبه ميت بسبب الهدوء التام الذي يُسيطر عليه ..
الكُل مُرهق ويغط في نوم عميق من دون شك ..
حالما رأتها إحدى الخادمات تقدمت منها وإبتسامت قائله: جائعه ..؟!
نظرت آليس إليها وهزت رأسها تقول: كثيراً ..
الخادمه بإبتسامه: سأُجهز لك طعام الإفطار سريعاً .. يُمكنك الإنتظار على تلك الأريكه وسأستدعيك حالما أنتهي .. لن أتأخر ..
آليس: حسناً .. شُكراً لك ..
تقدمت آليس وجلست على الأريكة البيضاء وبدأت تتأمل المكان من حولها ..
لم تتصور أن تلك القصور والمنازل الفخمه الموجوده في الأفلام تكون موجوده على الواقع ..
لا .. ليس الموضوع هكذا .. بل لم تتصور بأنها قد تدخل الى أحداها ..
هذا شيء مُذهل وحدث لن تنساه طيلة حياتها ..
توقفت عن التفكير وهي تتأمل آخر جملة فكرت فيها ..
"لن تنساه طيلة حياتها" !
تسائلت ما إن عاشت بالماضي أحداثاً كانت لا تُنسى ..
همست لنفسها: لا يوجد لشيء إسمه لن أنساه طيلة حياتي .. إنها كِذبه ..
إبتسم وقال: ولكنها مُنتشره ..
فزعت وإلتفتت عن يمينها فوجدت كين يجلس بكُل براءة على الأريكة المُجاوره ..
كيف لم تشعر به ..؟! إنه ساحر ..
إبتسم قائلاً: صباح الخير ..
نظرت إليه بشيء من الريبه فكلامه بالأمس لا يصدر من طفل بمثل عمره ..
الأمر لا يتعلق بعمره .. فعلى الرغم من أنه في الرابعة عشر إلا أنه كان يملك جسداً صغيراً يجعل الجميع يضنه في الثانيه أو الحادية عشر ..
إختفت إبتسامته وسأل: لما تنظرين إليّ هكذا ..؟! هل فعلتُ لك شيئاً خاطئاً ..؟!
نظرت الى عينيه البريئتين وشعرت بأنها قاسيه عندما رمقته بنظرات الريبة تلك ..
إبتسمت له وقالت: لا لم تفعل .. اممم إذاً أنت إبن عم إدريان .. لا تشبهه كثيراً ..
كين: هههههههههه هذا أفضل .. فلو حدث هذا لكرهني إدريان كثيراً ..
آليس: ههههههههههههه لا لا أضنه هكذا ..
تقدم بجسده الى الأمام بشيء من الحماس وسأل: آليس .. هل تعرفين دراكولا ..؟!
تعجبت وسألت: أتقصد مصاص الدماء ..؟! ذلك الرجل الأسطورة في أفلام مصاصي الدماء ..؟!
هز رأسه يقول: تعرفينه إذاً ..
آليس: بالتأكيد .. شهرته تُعادل شُهرة أسطورة تنانين الصين وشهرة وجود الحوريات وغيرها من الخرفات التي يؤمن بوجودها الكثيرون ..
كين: أمممم .. وماذا تعرفين عنه ..؟! أقصد دراكولا ..
آليس بتفكير: مصاص دماء لا يظهر سوى بالليل ويمتص دم الإنسان حتى يصبح جسده فارغاً ويموت ..
أمال كين شفتيه يقول: لا تعرفين عنه سوى الأشياء السطحيه التي يعرفها الكثير ..
إبتسم وقال: أتعلمين بأنه لا يستطيع إمتصاص دماء البشر بدون وجود شرط محدد ..؟!
عقدت آليس حاجبها وقالت: أعرف بأنه يتجول في الليل يمتص دماء أي بشري تقع نظره عليه ..
هز كين رأسه يقول: هذا الكلام خاطئ .. لا يُمكنه إمتصاص دماء أي بشري دون حدوث أمر مُحدد ..
شعرت آليس بالفضول وسألته: أحقاً ..؟! هذا الأمر جديد علي فأنا لم أقرأ له أية روايه ولم أُشاهد أفلامه ولكن كُنت أعرفه ما يعرفه العامه .. ماهو هذا الأمر ..؟!
إبتسم كين وقال: لا يمكنه دخول منزل أي أحد لإمتصاص دمه مالم يسمح له هذا الشخص بالدخول ..
ضاقت عيناه وأكمل: يتودد إليه ويتظاهر باللطافه وحين يسمح له البشري بدخول المنزل يُصبح هذا البشري هو غذائه الدائم ولا يُمكنه مطلقاً منعه من المجيء حتى لو أوصد الأبواب والنوافذ فمصاص الدماء بإمكانه حتى أن يُصبح رماداً ويتسلل بكُل سهوله .. يأتي إليه كُل ليله ويتغذى من دمائه حتى يبدأ يضعف هذا البشري تدريجياً ويموت ..
دُهشت من هذه المُعلومه وقبل أن تفتح فمها أتتها الخادمه وقالت بإبتسامه: لقد تم تجهيز طعام الإفطار ..
نظرت إليها آليس وقالت: أنا قادمه ..
وقف كين وقبل أن يُغادر قال بهدوء: لذا آليس .... إحذري من مصاصي الدماء ولا تسمحي لهم أبداً بالدخول لحياتك .. فحين تسمحين لا يُمكنك التراجع حتى تنتهين ..
تغيرت نبرة صوته وإبتسم بلطف يقول: أتمنى لك إفطاراً شهياً ..
بعدها غادر وآليس تنظر إليه دون أن تتمكن بأن تتفوه بكلمه واحده ..
هذا الطفل ..... هو بحق يُخيفها ..
لفترات يبدو ولداً عادياً ولكنه فجأه يبدو ... مُخيفاً ويتفوه بكلمات ليست عاديه ..
أهو يمزح معها ..؟! لا يمكنها أن تتوقع أن يكون مزحاً بعد تحذير جينيفر لها من التحدث إليه ..
ربما يكون مريضاً نفسياً ..
هذا هو الشيء الوحيد الذي فكرت فيه ..

***















5:22 pm

دخل الى منزله الصغير بعد مرحلة عمل أتعبته كثيراً ..
رمى بجسده على الأريكة الباليه وأغمض عينيه ليسترخي ولكن إزعاج جيران المنزل المُجاور لا ينتهي ..
لا مجال سوى أن يرفع شكوى ضدهم فالأمر لم يعد يُطاق البته ..!
أخذ نفساً وهمس لنفسه: لماذا لم يكتب لي القدر أن أُصاحب جيراناً لُطفاء كمنزلي السابق ..
تذكر أمراً فجلس من فوره وضاقت عيناه بتفكير ..
أدخل يديه بين منحنيات الأريكاه حتى عثر على الورقة المطبوعه ..
نظر الى وجه الفتاة لفتره قبل أن يهمس: ما زِلتُ مُرتاباً من الوضع .. كيف أن ينتشر موضوع البحث عن عائلتها في كُل مكان وفجأه يختفي كُل شيء وعندما أسأل مراكز الشُرطة يقولون بأنه لم يصلهم مثل هذا البلاغ ..!
عض على طرف شفتيه لفتره قبل أن يهمس: الرقم الموجود في البلاغ عندما بحثتُ بدليل الهاتف وجدته يعود الى شخص له مكانة ليست عاديه في عالم التجاره .. ولكن كُل ما إتصلتُ عليه أجد رقمه مُغلقاً .. لما رقمه كان يوجد في البلاغ ..؟! لما لا أستطيع أن أُصدق بأن بلاغ فقدانها للذاكره وبحثهم عن عائلتها ليس سوى كذباً أو بلاغاً غير رسمي كما قال لي الشُرطي ..؟! صاحب الرقم شخص غير عادي لذا من السهولة أن يصدر بلاغاً رسمياً ولن يُعرض نفسه للمشاكل بوضع بلاغ غير رسمي ..
ضاقت عيناه وهمس: ومن السهولة أيضاً أن يخفي أمر البلاغ وكأنه لم يكن موجوداً ..
بقي يُفكر بالأمر قبل أن يهز رأسه يقول: لا يُمكنني تجاهل هذا الأمر .. سأبحث عن صاحب الرقم وأسأله بنفسي ..!
وقف وقرر أن يُغادر متجهاً الى المدينة الذي كان البلاغ مُصدراً منها ..
لن يجعل هذا الأمر أن يمر .. عليه أن يعرف الحقيقه ..

***











‏8:30 pm


وقفت إستيلا أمام مرآة غُرفتها وقامت برفع شعرها على شكل ذيل حصان ..
منذ الساعة الرابعة فجراً وحتى الآن وهي تغط في نومٍ عميق فهي أكثر من تعب بحق في حفلة البارحه ..
دُق باب غرفتها فقالت: أُدخل ..
دخلت الخادمه وقدّمت لها طرد بداخل مظروف بحجم كتاب وقالت: لقد وصل بإسمك ..
إستيلا: ضعيه هُنا ..
وضعته على الطاولة القريبه منها بعدها غادرت الغرفه ..
وضعت إستيلا لنفسها مكياجاً خفيفاً وحالما إنتهت إلتفت الى جهة الطرد وأخذته ..
جلست على الكُرسي ورأت إسم المُرسل فأمالت شفتيها وهي تقرأ إسم إدريان ..
إنها دُعابة مُزعجة منه من دون ريب ..
فتحته وأخرجت الورقه التي كتب فيها بخط يده:
*لأنك إبنة عمتي الغاليه ولأنك مُميزة عندي .... أردتُ أن أُرسل لك خصيصاً نُسخة من مجلة الشركه التي ستُصدر غداً .. تمعني جيداً بقرائتها وفي الصفحة السابعة بالتحديد ..
إبن عمك المُحب/ إيدي *
مطت شفتيها وهي تعلم ما محتوى المجله ..
بالتأكيد مُقابلة الشركه مع تلك الكاتالين بخصوص حفلة الأمس ..
هو لم يُرسلها هكذا إلا لأن مافيها لن يُعجبها بتاتاً ..
هو صديق كاتالين لذا بالتأكيد ستُجاوب بالأجوبة التي هو يُريدها ..
سُحقاً له ..!
أخرجت المجله والتي كانت صورة كاتالين مطبوعة على غلافها بعنوان كبير *كاتالين بحفلة عائلة إدريان ؟!!!*
وتحتها عنوان مصغر مكتوب فيه *آيقونة جمال شركة WRPG تكشف لنا عن سر ذهابها وتروي أحداث إحتفالها الخاص بليلة رأس السنه* ..
فتحت على الصفحة السابعه كما قال وأمالت شفتيها عندما وقعت عيناها على صورة مُصغره له في وسط المقال ..
قرأته بكُل هدوء وفي كُل مره تنزعج من جواب هُنا وتصريح هُناك ..
ذلك الوغد .. يعرف كيف يستغلها جيداً ..
لقد نجّمته في مقالتها كثيراً .. بالمُقابل أخذ هو كُل المدح تجاه كُل الترتيب الخاص بليلة البارحه ..
كانت تعلم عندما تحدث بالأمس عن الإحتفال بأن نيته أن يأخذ هو تعبها كُله .. كم ودّت أن تتدخل وتُحرجه ولكنها تعلم بأن هذا ما يُريده إدريان وأنها بتدخلها سيقلب الموضوع ضدها ويجد سبباً لتشويه سمعتها في المقاله ..
يُزعجها أخذه للثناء كُله ولكن يفرحها عدم مقدرته لأن يذهب الى أبعد من هذا ..
ضاقت عيناه وأكملت القراءه ولم تجد أي طارٍ لحادثة أخاه ريكس ووالده ..
يعرف أيضاً كيف يبعد عائلته عن المشاكل ..!
لا تهمها محاولاته المُضحكه هذه .. فإنتشار مثل هذا الأمر في الوسط الفني لن يضر ريكس كثيراً ..
يكفيها أن الحادثه حدثت على مرآى من العشرات من تُجار الأعمال بالسوق ..
شوهت سُمعته وإنتهى الأمر ..
ولن تقف بتاتاً عند هذا الحد ..
فهذا الشخص من بين الجميع ... عليه أن يدفع ثمن ما فعله غالياً ..

***










‏11:40 pm

دخل ريكس عبر بوابة المنزل المظلم ودخل خلفه آندرو وهو يُغلقها خلفه ..
تنهد ونقل نظره في المنزل الذي لا تشتغل فيه سوى عدد قليل من الأنوار فالأغلب قد تعطل ولم يُكلّف ريكس نفسه حتى بإصلاحها ..
مشيا على بلاط الرُخام الذي كان يتدرج باللون الأسود والأبيض وكأنه لوحة شطرنج كبيره ..
منزل من أوله لآخره مُصمم على الطريقة الروسيه ..
منزل قديم .. بُني قبل مائة سنه تقريباً ..
آندرو: ريكس .. ألا تنوي أن تشفق على هذا المنزل المسكين وتُصلح الكهرباء فيه على الأقل ..
ريكس: لا أضن الأمر يخصك ..
جلس على أريكة مخملية باللون العنابي فجلس آندرو أمامه يقول: حسناً بعدما ذهبنا الى أبعد مكان وأكثر الأماكن أماناً كما تقول فما هو الشيء الذي تُريد إخباري به ..
شرد ريكس ينظر الى الطاولة الصغيره التي بجانب أريكته فتنهد آندرو وقال: ريكس أنا لا أُحدث الحائط كما تعلم ..؟! لا تفعل فعلتك تلك التي تفعلها دائماً وتقول لي إنسى فلا رغبة لي بالحديث الآن ..! حينها سأقتُلك دون ريب ..
مد ريكس يده وعدّل ذلك المجسم الصغير لطائر العنقاء الموضوع على الطاوله وهو يهمس بداخله: "كان مكانُها هُنا" ..
أمسك آندرو بإحدى المخدات ذات اللون الؤلؤي ورماها على ريكس ..
تألم ريكس وإستيقظ من شروده فلقد كانت الرمية قويه بحق ..
رماها بإهمال بجانبه وهو يقول: ألا يُمكنك أن تمنحني إستراحة بسيطه مع نفسي ..!
آندرو: لم ألتقيك أو أُحدثك منذ فتره .. ألم يكفيك بقائك طوال ذلك الوقت مع نفسك ..؟!
أخذ ريكس نفساً عميقاً وقال: هُناك أمر يُحيرني كثيراً ..
آندرو: إنتظر لحضه ..
عقد ريكس حاجبه فسأله آندرو: المطبخ هُنا يعمل صحيح ..؟َ هو ليس مهجوراً منذ سنوات ..؟!
إنزعج ريكس من السخريه الخفيه في سؤاله وأجابه على مضض: نعم ..
وقف آندرو وقال: إذاً إنتظرني .. لا أُحب الحديث دون أن أحتسي القهوه ..
ريكس: لا داعي وإجلس ..
غادر آندرو يقول: دائماً ما كُنتَ تتأخر عليّ في فتح مواضيعك وتجعلني أنتظر .. جرب أن تنتظر أنت هذه المره ..
أمال ريكس شفتيه بشيء من الإستياء وبقي جالساً في مكانه لفتره قبل أن يقف ويتجه الى المكان الأثري المُبهر القريب من مكان جلوسه ..
كان عبارة عن مكتبه حُفرت بشكلٍ مُتقن على الجدار ..
إحتوى الرف الأول منها على أنواع من الكُتب الأدبيه وكُتب الفنون ..
والرف الثاني إصطفت فيه الدُمى الحجريه الصغيره .. دمى لعرائي ودُمى لمُجسمات راقصه ودُمى لعناكب وجماجم وهياكم عظمية ولحيوانات مُشوهه ..
والرف الثالث والأخير كان مليئاً بالصناديق ذات الصناعة الروسيه .. صناديق موسيقى وصناديق مجوهرات وصناديق الباتريوشكا والعديد ..
مد يده بهدوء وتحسس الغبار المتراكم عليها ..
آخر مره قام بتنظيفها كان قبل ثلاثة أشهر ..
بدأ بكتابة إسم Alice على أحد الصناديق التي يُغطيها الغُبار ..
توقفت يده للحضه ونظر الى الصندوق المُجاور حيث كان غطاء الصندوق نظيفاً .... أو ربما كان أقلهم بتواجد الغبار على سطحه ..
سحب الصندوق وأخرجه من مكانه .. فتحه فتفاجئ بوجود أشياء هو مُتأكد بإنه لم يضعها بالداخل أبداً ..
محفضه وأوراق وقلاده و .....
قاطعه صوت آندرو يقول: ريكس ..
أغلق ريكس الصندوق وإلتفت الى جهته فنظر آندرو إليه لفتره بعدها قال: وردني إتصال من والدك ..
علم ريكس بأن الموضوع لا يُبشر بخير نظراً الى ردة فعل آندرو ..
أعاد الصندوق مكانه وقال: ماذا قال ..؟!
آندرو: قال بأن هاتفك مُغلق ويُريد منك العودة الى المنزل الآن ..
أشاح ريكس بنظره يقول: لن أفعل ..
مط آندرو شفتيه يقول: نعم .. هذا العناد هو من أوصلك الى هذا الحال ..
بعدها قال بشيء من الإستياء: والدك يا ريكس لا يُريد منك العودة لإحتساء كوب القهوة معك .. يُريد منك العوده هذا لأن الشُرطة عند المنزل تُريد إلقاء القبض عليك ..!!
إتسعت عينا ريكس للحضه بعدها عاود الى وضعه الهادئ وهو يقول: لا تقل لي بتهمة قتل فابريان ذاك ..؟!
آندرو: أجل هو نفسه الذي حذرتك من أنهم سيجدون وسيُلفقون عليك تُهمة قتله .. لاحظ جيداً .. هم يملكون مُذكرة توقيف بحقك أنت يامن تملك مركزاً عالياً في عالم التجاره والمُذكرة بحق أمثالك لا تُصدر دون وجود أدله ملموسه وحقيقيه ..!
حاول آندرو السيطرة على أعصابه وهو يُشاهد ريكس يتلقى الخبر بكُل برود وكأن المسألة بسيطة للغايه ..
هو غاضب لأجله وهذا لا يهتم ..
إلتفت وغادر وهو يقول: لا فائدة من التحدث مع حجر مثلك ..
راقبه ريكس بعينيه حتى غادر المكان تماماً ..
أخرج الهاتف من جيب معطفه ورأى بأنه قد وضعه في وضعية عدم الإتصال بالشبكه ..
فهو بحق لم يكن يُريد لأحد أن يُزعجه ..
عليه أن يطلب في المرة القادمه من آندرو أن يُغلق هاتفه أيضاً أو يُغير رقمه ..
فهذا أفضل لراحة باله ..






ـ part end ـ






 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:59 PM

رد مع اقتباس