عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2020, 03:47 AM   #22
سيـرَان.
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً.


الصورة الرمزية سيـرَان.
سيـرَان. غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 197,875 [ + ]
 التقييم :  484599
 الدولهـ
Iran
 SMS ~
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى•
لوني المفضل : Black
شكراً: 383
تم شكره 488 مرة في 387 مشاركة

مشاهدة أوسمتي








الفصل العشرون

_ لا شيء ..
قالت هذا وادارت وجهها عنه ..
رد عليها – هل انتي غاضبـه لان كلارا كانت هنـا ..؟
هل همـا حبيبـان ..؟ لماذا يسأل هذا ..؟ ما شأنها هي بكلارا ولماذا ستكون غاضبه ..؟
بالطبع هي منزعجه ولكن لماذا يسألها ..
_ لماذا عساي اغضـب ..؟
ضل يحدق بها مبتسما بسخريه بدون ان يقـول شيء ..
قالت بدون ان تفكر بما تقوله .. لقد ارادت ان تثبت له فقط انهـا لم تعد تهتم به – ربمـا سأنزعج لو كان ايفان مكانك ..
فتح عينيه وبدت عدستاه الفضيتان تلمعان وهو ينظـر لها ..
ولكن كان الوقت هذا هو افضل وقت لكي يُفتح باب المصعـد .. هربت من عينيه قبل ان تسمع اجابته
وتحركت بسـرعه لتقف قرب السيـاره تنتظر وصوله .. فتحت لهأ كاميليا باب السياره فتصنعت انهـا اسرعت لانها
احضرت الحقيبه معهـا .. خرج السائق واخذ الحقيبه منها ووضعها في الخلـف .. جلست هي بقرب كاميليا عندما وصل
ادوارد .. لم ينظر لها ولا لوالدته بل جلس في المقعد الامامي بقرب السائق ..
قالت كاميليا – كيف حالك الان عزيـزي ..؟
اجاب بهدوء كما هي عادته مع امه – جيد ..
ابتسمت عندما نظرت لها كلوديا .. وكأنها تخبرهـا ان اهم شيء هو ان يكون ادوارد بخيـر ..
كلوديا كان الغضب يشتعل في داخلها .. لم يحرك ساكنا .. كم هو متحجر ..
ادارت وجهها لتنظر من خلال النافذه .. بدت تحدث نفسها – ماذا كنت اتوقع اذن .. ان يغـار ..؟ هل يمكن ان اكون بهذه الحماقه ..؟
وصلو اخيرا بعد معاناة الطريق الصامت .. كم هو تعذيب هذا الطريق .. احست كلوديا انها ستنفجر من التوتر والانزعاج ..
كان الجميع في انتظار السيد ادوارد في البيت ..
جـون . السيد مايكل . مدبرة المنزل تلك العجوز . السيد رالف و ميا ..
قام الجميع بالأقاء التحيه عليه بينما تقدم رالف ليحتضنه بقوه .. شعرت معها كلوديا انهم حقا اب وولده ..
بعدها اقترب جون من كلوديا ليرحب بها .. شعرت انه سعيد بحضورها فجعلهـا هذا تبتسم بفرح ..
كانت ميا تنظر لها بسعاده فتقدمت كلوديا منها ..
_ كيف حالك ميا ..؟
_ ايتها اللئيمه .. لقد اشتقت لك لما لم تأتي لزيارتي ..
¬_ تعرفين رقم هاتفي ولم تتصلي ولا مره ..؟
_ لقد كُنت غاضبه منك ..
احتضنتها كلوديا – توقفي عن هذا هيا ..
بعد ان تحدثتا قليلا كان الجميع في طريقه لغرفة الجلوس ولكن ادوارد
توجه نحو السلالم ليصعد لغرفتـه فور دخولهم .. توقف ليستدير لكلوديا ويقول وكأنه يحاول احراجها ..
_ هل يمكنك ان تساعدينـي ..؟
كانت نظرتهـا مستغربه جدا .. الجميع ينظر لهـا فحاولت ان تكون طبيعيه – هم ..؟
توجه الجميع بعد هذا ليتركوهـا وحدها .. اذن فمساعدته اجباريه .. لن تبدء بالألقاء الحماقات
امام اهله بالطبـع .. ابتسم لها جون بخبث قبل ان يتوجه لغرفة الجلوس ..
كم هو لئيم ذاك الطفل .. ستريه بعد ان تهتم بمساعدة ادوارد الذي لا يحتاج لمساعدتها بالاصل ..
تحركت بهدوء و توازن .. ستكون كما لو كان اي شخص من الشارع وهي تقوم بمساعدته فحسب ..
انتظر هو حتى اصبحت تقف بقربـه .. رفع ذراعه واراحهـا حول كتفهـا ..
ارتجافه خانتهـا ولم تستطع منعهـا من الخـروج .. ولكن لا يهـم .. عزائها بأنه على علم بمقدار شوقها له ..
كم هـو كاذب .. يحاول ان يرفع ساقه بهدوء .. ويتحرك بسلاسه .. هـو يستطيع ان يتحمل الألم الذي يأتيه
جراء سحقه عليهـا .. ولم يحتجهـا في شيء ... لم تشعر بأنها ساعدته .. كانت تسير بقربه فقط
بينمـا يمسكهـا هـو بخفه وكأنها فراشه يخاف ان يؤذيهـا ان رمى بثقله عليها ..
هي مهتمه في تماسك جسدها وعدم ارتعاشه .. اما قلبها ليذهب للجحيم .. نبضه لا يسمع للخارج ..
حتى لو اراد ان ينفجر فكما يشاء .. المهم ان لا يشعر بالذي يسببه لها بأقترابه منهـا هكذا ..
هذا ما كان يدور في رأس كلوديا الصغيره عندما وجدت نفسهـا معه امام باب غرفتـه ..
فتح الباب بينما ضلت هي واقفه .. لم يتركهـا فحاولت ان تبعد يده – سأذهب الان ..
قالت محاوله ان تبدو مهذبه وهي تضع ابتسامه على شفتيها .. فأنزل يده عن كتفها وامسك بأصابعها ..
سحبها خلفه فأبت ان تدخل ..
_ هناك ما سأسئلك عنه ..
قال بأنزعاج فدخلت معه ..
توجه نحو السريـر وجلس عليه بينما رفع ساقه ليمددها قليلا .. بدا انه تألم كثيرا ..
ضلت هي واقفه امام الباب تنتظر ان يقـول شيء .. نظر لها وقال بينما بدى وكأنه يحاول كتم
غضبه منهـا – لقد كان هناك اوراق بيدي ..
نظرت له مستغربه – ماذا ؟
لم تفهم ماذا يقصد فقال وكأنه تضايق منها جدا – في الغابه .. عندما اصبت ..
_ اااه ...
بدت تتذكر قليلا وقالت بعدها – لا .. لم ارى شيء ...
احست انه لم يصدقها لوهله .. قال بعدها – اين ذهبت اذن ..؟
_ ربما اسقطتها بينما كنت تشرب .. لم تكن بوعيك لذا لم تكن لتشعر بالامر حتى ..
قالتها متعمده ان تبدو منزعجه .. فقال – ربما ..
هز رأسه بعد هذا وكأنه اقتنع بجوابهـا .. اراح رأسه على الوساده وامسك ساقه بقوه ..
اقتربت قليلا وهي تشعر بالقلق عليه – هل تريد مسكـن ..؟
قالت فحدق بها وكأنها قالت شيء تافه للتـو – مسكـن ؟
ابتسم بسخريه وقال – بماذا يفيد ..؟
سألها وكأنها طفله .. اجابت – هل اخرج الان ..؟
_ هل تريدين ..؟
_ انا .. نعم اريد .. ان لم يكن لديك شيء ..
_ انا لا اريد شيء .. ولكن تستطيعين ان تبقي .. لن يسبب لي اي ازعـاج ..
قالت وهي غاضبه – ولكنه يسبب لي ازعـاج ..
ابتسم ساخرا وقال – اوه .. كم هذا محبط ..
صرخت بوجهه – انــت غير محتمل ...!!
استدارت بعدها ولكنه كان يريد ان يقول شيء عندمـا جاء له اتصال ..
اخرج الهاتف وقال بعد ان سمع الطرف الاخر ..
_ نعم كلارا ..
قال بعفـويه .. بدون ان ينتبه لهـا .. ارتعش جسدها كليا عندما خرج اسمها من شفتيه ..
لقد احست ان المتصل كان كلارا .. لما لم تتحرك وتخرج بسرعه ..
خرجت ولم تعي لنفسها الا عندما سمعت صفق الباب بقوه ..
لقد ضربته بقوه كبيره وهي غاضبه ..
نزلت للطابق السفلي وهي تحاول نسيان ما حدث للتـو ..
لقد اشتاقت لهذا المنزل .. كم هو جميل . هناك بعض القطع قد تغير مكانها وهناك اشياء اخرى قد ذهبت كليا ..
انهـا تتذكر كل شيء كان هنا .. لقد كانت تتأمل الاثريات الموجوده بشكل دائم ..
ولكن كما توقعت .. السفينه الفضيه مازالت في غرفة الجلوس .. انهـا الاروع في هذا المنزل ..
ابتسمت عندما دخلت .. كان جـون يجلس هناك لوحده يتابع احدى البرامج ..
_ جيد انك اتيتي اخيرا ..
ابتسمت – كيف حالك ..؟
_ بخير ..
_ هذا جيد ..
_ وانتي ..؟ كيف حالك ..؟
¬_ انا .. بخير تماما .. لولا ان العطله ستنتهي بعد يومين ..
ضحك – بالطبع .. ايتها الكسوله ..
_ هذا صحيح .. ولكن ربما من الجيد ان تبدء الدراسه .
_ نعم .. فبعد ان عدنا من الرحله لم يعد هناك شيء .. البيت ممل جدا
_ نعم .. معك حق ..
اكملا حديثهم حيث تناولت حواراتهم كل شيء يدور حولهم ..
كانت تسأل احيان عن طفولته .. وعن اصدقائه .. حاولت بقدر الامكـان ان تبتعد عن
ادوارد والحديث عنه ..



~~

لامار كانت منكمشه على نفسها وهي جالسه على الاريكه .. لم يستيقض حتى الان ..
او ربمـا هو لا يريد ان يتحدث معهـا بعد الان ..
دموعهـا لا تكاد تتوقف حتى تبدء بالانهمـار مجددا .. دموع بدون صوت بكـاء ..
لا تريد ان تزعجـه اكثر ..
بدت تفكر بعقلانيه اكثر .. هل يعقل ان يكون هذا النائم على السرير امون الذي تعرف ..؟
تحول فجأ لوحش .. لمجرد كونهـا حامل .. هل فكرة امكان ان يكون طفله ليس كباقي الاطفال تستحق هذا كله ..
هي لا تفكـر هكذا .. انه طفلهـا .. شيء خُلق ليكون لها معه .. كيف يمكن لأمون ان يفكر هكذا ..
كيف يستطيع ان يكون قاسيا هكذا ..
حتى ان كان طفلهـا معـاق .. انه صغيرهـا .. هي ستربيه .. ستجعل منه الافضـل ..
بدت تبكي .. ان فكرة كونه معاق او لديه تشوهه محزنه .. محطمـه .. بل انها فكره تجعلها تنهـار داخليا ..
ولكن .. ليس كآمون .. ليس بأن تتخلى عن الطفل .. ليس بأن تبقي امنية حياتها امنيه فحسب حتى موتهـا ..
ليس بأن تعيش معه وهي تشعـر بهذا النقص الكبيــر في حياتهـا ..
انهـا الان امرأة كبيره . كبيره بما يكفـي لتعرف كيف تعيش .. بما يكفـي لتتعامل مع الامور بعقلانيه ..
يجب ان يفهم آمون انهـا لم تعد طفلته التي تستمع لكل كلامه بدون مناقشه ..
توافق على كل شيء يقوله حتى لو كان فيه المها .. فقط كي لا ينزعج هو ..
فقط كي لا يغضب هو .. فقط كي لا يتركهـا هو ..
كل شيء حتـى الان كان من اجل آمون .. كل شيء عاشته في حياتهـا كان لآمون ..
لسعادت آمون .. لنجاح آمون .. لحياة افضل لآمون .. حتى والدة آمون ..
تتعامل معهـا وكأنها اداة لأسعاد آمون ..
لم تتخلى عنها لأن امون كان سيغضب .. لم تتركها تذهب لان آمون كان سيحزن ..
تركتهم يتزوجون لان هذا يسعد امون .. والان ..
يجب ان تقتُل طفلهـا لان هذا سيوئثر على آمون .. بالطبع لا ..
صرخ صوت في داخلهـا .. صوت جعلها تنتفض كليا ..
ان الطفل بدى يكبر .. لم يعد هناك مجال للتخـلي عنه .. وحتى لو لم يكن كذلك فهي لن تتخلى ..
لقد تعبت من آمون ..
يقول ان العيش معهـا متعب .. ولكنه لا يعرف ما قاسته هي كي تبقى معه ..
لا يعرف ما يحدث لها عندمـا يتأخر ليلا في حفلاته .. لا يعرف كيف تعيش بينما يسافر هو بالايام والاشهر
لتصـوير عمل سخيف .. لا يفهم انهيارهـا عندما تخرج اشاعات بعلاقاته مع زميلاته الممثلات ..
يتهمها بعـدم الثقه .. بأنها لا تستطيع العيش بـدون ان تشك به ..
يتهمها بهذا كله ولكنه نسي .. نسي ان يجعلها تثق به .. نسي ان يبرر لها الاشاعات ..
نسي ان يقول لها كم هي مهمه في حياته .. نسي ان يعبر لها انها الانثـى الوحيده التي يريد ..
انه ينسـى كل هذا .. ويطلـب منهـا ان تتذكر كل شيء ..
رأسهـا يكاد ينفجـر .. هل يعقل ان يكون الشرخ بين علاقتهـم كبير هكذا ..
هل كـانت عمياء .. هل عشقهـا له جعلها تمرر كل هذا .. جعلها تتغاضى عن كل هذا ..
ورغـم هذا كله .. انه لا يعترف بشيء لها .. كل النقاط له ..
انهـا خاسره .. في كل الحالات خاسره ..
فكل شيء تقـوم به هي خاطئ .. كل شيء لا يتناسب معه فهو خاطء ..
كيف كان يريها هذا .. وكيف كانت ترا انه صحيح .. كيف كانت تريد ان تغير من نفسهـا ..
لأرضائــه ..؟
رفعت عينيها الدامعتـين له ..
قالت بهمس مما جعل صوتها لا يصل لها حتى – لكني لا استطيع .. هذا كله في حياتنا .. هذه الاخطاء المتراكمه ..
ولكن .. انـا اُحبُــك ... رغم هذا كله ما زلت اتمتع بهذا القدر من الغباء وما زلت اعشقك ..
عضت على اصابعهـا عندمـا كادت تخرج منها شهقه مكتومه ..
وقفت بعد هذا بسرعـه وقامت بتغيير ملابسها .. لم تعرف ماذا سيحدث ..
ولم تعرف ماذا ستفعل .. كل ما تعرفه انها ستفكر عندما تصبح خارج الغرفه هذه ..
غرفه فيهـا نفس آمون لا تسمح لها بالتفكير بشكل سوي ..
فقلبهـا لا يسمح لها بشيء يؤذيه .. ولا يقبل بالابتعـاد .. يريد حل ..
ولكنه ليس موجود لديهـا .. لقد اعطت الخيوط جميعهــا له .. بينما ابى هو ان يحرك شيء ..
حملت حقيبتهـا واخرجت منها ورقه صغيره .. كتبت عليها بضع كلمات له وتوجهت نحـو باب الغرفه ..
ضلت ساكنه قليلا كي تفتح الباب بهـدوء .. ولكنها لم تفتحه حتى سمعت صوته وهو يبعد الغطاء عن وجهه
ويستدير لها – الى ايــن ..؟
وقعت الحقيبه منهـا .. لقد افزعهـا .. كان الصمت يخيم على الغرفه وهي في اوج افكارها عندما اقتحم هو سلسلة
افكارهـا .. استدارت بعد هذا له .. لم تنظر في عينيه .. هذا افضل .. كانت تتفاداه وهي تقول – سأخرج قليلا ..
_ تعالي ..
نظرت له .. عينيها تعلقت به وهو يمد يده لها .. لم يكن ينظر لها وكان وكأنه منزعج من ما يقوم به
ولكنه لم يبعد يده .. بدت تتنفس بعمق وتتحرك بهدوء ..
كانت الافكار السابقه كلها تدخل رأسها .. ولكنها لم تعرف اي فكره تختار .. لم تعرف ان كانت ستعود للوراء ..
ان كانت سترتكب الاخطاء مجددا . . ولكن هذه المره ستترك هذا له .. ليفكر هو ..
حتى وصلت له .. امسك بيدها وانزلها لتجلس على السرير قربـه .. لم يقربها اكثر ولكنها كانت تحتاج ان يحتضنها ..
مازال هناك دموع تريد ان تخرج .. لم ترد البكاء .. لم يكن يجب ان تضعف .. ولكنها دست وجهها في صدره وبدت تشهق ..
حاولت امساك نفسها كي لا تبكي .. بينما الاوان قد فات ..
بدأ هو يمسح علىى رأسها .. واحيان اخـرى يقبل خصلات شعرهـا حتى هدئت .. رفع وجهها له وقال وهو خائف ان يحطمها
مره اخـرى – اسمعـي لامار ..
خافت .. احس بها تنكمش .. لقد شعرت .. هو لم يهدئ بعد .. لم يتنازل عن فكرته ..
ضلت تحدق به خائفه مما سيأتي ..
قال بعد هذا – يجب ان تفكـري بعقل اكبر ..
انه يحاول اذن اقناعهـا .. لقد فهم ان صراخه عليها لم يعد يفيد .. اذن فالاقناع هو الحل ..
وكم هو بارع في هذا الحل ..
حاولت الانسحاب من بين يديه ولكنه لم يتركها تتحرك – لا تكوني طفله ..
_ لن اقتلـه ..
_ انه ليس شخص .. الا تفهمين ..
_ لقد دخلت في الشهر الرابـع ..
نظر لبطنهـا تلقائيا .. لم يبد عليها ابدا .. كيف يمكن ان تكون بهذا النحـول ..؟
لم تعي ما تقوم به الا بعد ان احست بيدها تلتف حول بطنهـا .. وكأنها تحميها ..
رفع عينيه لها متفاجأ .. قال بعدها بألم – هل انتي خائفه مني ..
ادارت عينيها عنه وقالت بثبات – لن اتخلى عنه ..
صرخ – لامار ..
وقفت بسرعه – انا احبك .. لا بل اعشقك .. بل اتنفسك امون .. اتنفسك .. هل تعرف هذا .. ولكن ليس هذا ..
ليس طفلـي آمون .. ارجوك .. ليس ما اعيش من اجله ..
تتحدث وهي منهاره تماما .. لقد عرف ان ما تتحدث عنه شيء تقدسـه .. احس بنفسه ضعيف امامها ..
لم يعد يتحمل كلامهـا .. بدا يعبث بشعره بعصبيه حتى رما بالوساده خلفه – اللعنه .. اللعنه .. اللعنه ..
جلست هي ارضا .. ولكنها استطاعت ان تتوقف عن البكاء .. تتنفس بهدوء .. لا تعرف ماذا تفعل ..
قال بهدوء وهو يعيد رأسه لينظر للسقف – سأترك العمـل ..
رفعت وجهها له .. عن ماذا يتحدث .. سيترك العمل .. وهل هذا مهم الان .. هل هذه هي اولوياته ..
لن يصور الفلم المعروض عليه هو اهم من طفله ..
ولكنه لم يقصد هذا .. ادار وجهه لينظر لها وقال مجددا – سأعتزل ..
حدقت به .. اعتزل .. اعادت الكلمه في رأسها .. – التمثيل ..؟
قالت بهمس ..
وقف بعد هذا وكأنه لم يعد يريد اكمال الحديث .. اخذ منشفه ودخل ليستحم ..

كلوديا كانت مع ميا بعد ذلك .. عرفت منها انها ستتزوج وكانت سعيده جدا لهذا الخبر الرائع ..
اخبرتهـا ميا انها يجب ان تحضر حفل الزواج رغم انه لن يكون بمستوى الحفلات التي تعودت عليهم كلوديا
فضحكت الاخرى عليها – وكأني اعيش حياتي كلها في قصر كهذا .. ايتها الحمقاء بالطبع سأحضر ..
_ هذا رائع ..
_ من هـو اذن ..؟
ابتسمت بخجل – انه يعمل في احدى شركات السيد مايكل ..
نظرت لها كلوديا مستغربه فقالت ميا – نعم .. انا ايضا استغربت ان يطلب مني طلب كهذا ..
فهـو على قدر معقول من الوسامه .. ولديه وضيفه ودخل ممتاز .. لماذا سينظر لخادمه ..
_ توقفي عن قول الحماقات .. تعرفين انك جميله جدا ..
_ هناك اجمل مني ..
ضحكت كلوديا – هل تريدين ان تتركيه اذن ..
ابتسمت ميا – لا .. اقصد ان اقول فقط ان استغرابك ليس غريبا ..
_ انا لم استغرب لهذا الامر فتوقفي عن التقليل من نفسك ..
فقط كيف تعرفتي عليه ..؟
_ انه يحضر احيانا بعض الاوراق للسيد مايكل ليوقعها .. وهكذا رأني ..
_ واعجب بك .. ثم عشقك .. اليس كذلك
ضربتها بخفه – توقفي عن هذا ..
_ هل ستكملين العمل اذن ..؟
_ لا ..
_ ااه ..
ردت كلوديا .. شعرت بالسعاده من اجل ميا .. كم هو رائع ان ترتاح اخيرا ..
كانت تتمنى دوما ان تحضى ميا على فرصه لتشاهد العالم .. لتعيش كما تعيش اي فتاة بعمرها .
فهذا اقل حقوقها ..
_ اشعر بالحزن لتركي العمل .. ولكنه لم يقبل
_ كم هو رائع .. وانتي حمقاء .. حتى ان كُنتي تحبين هذه العائله ولكن كم سيكون جميل ان تعيشي اخيرا
كما يعيش الأخرين ..
_ ماذا تقصـدين ..؟
نظرت كلوديا محرجه وتلعثمت – اه .. ااه .. حقا لا شيء ..
علت ضحكت ميا – كم انتي حمقاء .. دائما تفعلين ما تندمين عليه ..
_ نعم .. هذا صحيح ..
_ ماهذه الجديه فجأ ..؟
ابتسمت كلوديا بهدوء – لا شيء ..
_ توقفي .. هناك شيء .. هيا قولي ماذا ..
_ حقا لا شيء .. مشاكل صغيره فقط
_ انا اخبرك بكل شيء بينما انتي .. انك حقا لئيمه
_ لستُ كذلك .. حقا انه ..
وقفت ميا لتحضر لكلوديا كأس عصير – نعـــم ..؟
_ لقد تعرفت على ايفـان ..
_ لقد تعرفتي عليه هنا .. اعرف هذا ..
لم تكمل كلوديا فحدقت ميا بها مطولا قبل ان تقول متلعثمه – لقــد .. لقد اُعجب بـكِ ..؟
كانت الصدمه باديه على ميا فضحكت كلوديا عليها – لماذا هذا كله ..؟
_ حسنا .. اليس من الرائع ان يقع شخص كأيفان بك
_ لم اقل بعد شيئ ..
_ ولكنك لم تنفي
_ هل تضنين حقا انه رائع ..؟
_ الا ترينه كذلك ..؟
_ لا .. ليس هو .. بل ان .. ان يكون بيننا علاقه ..؟
جلست ميا وقالت وهي تشرد بتفكيرها – لا افهم سؤالك تماما .. ولكن العيش مع ممثل .. ربما يكون ..
_ توقفي ايتها الحمقاء .. ليس هذا ..
غضبت ميا – اذن ماذا .. تحدثي وانهي الامر ..
_ هناك شخص اخر .. اقصد
لم تعرف كيف تكمل فقالت ميا بسرعه وكأنها تنتظر هذه الفرصه منذ زمن – ادوارد ..
اتسعت عينا كلوديا وبدت الصدمه تملء وجهها .. لم تعرف ماذا تقول فعرفت ميا انها اصابت عين الحقيقه ..
احست كلوديا بعد هذا بالاحراج .. استدارت وبدت تطرق بأصابعها على الطاوله بهدوء ..
_ هل يعرف ..؟
لم تجب كلوديا فقالت – السيد ادوارد اقصد ..؟
هزت كلوديا رأسها .. احست ميا بالالم عليها .. بالطبع تعامل معها كما يفعل مع الجميع .. ومن تصرفاته يبدو
انه يقسو عليها اكثر .. – دعيه ..
رفعت كلوديا وجهها .. بعد برهه من الصمت قالت ساخره – وكأن هناك شيء بيننا كي اتركه ..
_ حسنا .. انسيه .. دعيه .. سمها كما تشائين .. ولكن السيد ادوارد لم يخلق للحب ..
_ هل هناك اناس مخلوقين للحب ..
_ لا اعرف ان كان هناك غيره .. ولكن السيد ادوارد لا يعرف ماهي العاطفه .. انه فقط هكذا ..
_ اعرف ..
_ اذن كيف ..؟
نظرت لها كلوديا فرفعت ميا يدها لتعبث بخصلات شعرها – كيف وقعتي بحبه ..؟
بعد صمت قصير اطلقت كلوديا ضحكه .. لقد كان سؤال ميا يبدو محيرا حقا ..
لم تجبها فقالت – ماذا اذن ..؟
قلت كلوديا – ماذا ..؟
_ ماذا قررتي ..؟
_ بشأن ..؟
_ السيد ايفان ..؟
_ لم اقرر شيء ..
_ هل تضنين انه يطلب علاقه جاده ..؟
_ ماذا تقصدين ..؟
_ السيد ايفان .. ممثل شاب .. تعرفين .. اقصد
_ لقد طلبني للزواج ..
_ ااااه ..
انها صدمه اخرى ..
_ اعتقد ان من الافضل ان تعطي نفسك فرصه للتعرف عليه ..
نظرت لها كلوديا بدون ان تقول شيء .. اكملت ميا – ربما سيكون هو الذي تحتاجينه لتنسين ادوارد ..
_ ربما لا ..
_ لا تضعي احتمالات كهذه .. فكري فقط انه سيكون من الجيد ان تكوني مع ايفان ..
_ ولكني لا اشعر بشيء حياله .. اشعر باني اقوم بخداعه ..
_ لا تقومين بهذا .. الامر بسيط .. احببتي شخص ولم تكن تلك العلاقه ذات نهايه جيده .. مالخطأ في التعرف على
شخص جديد ..
ابتسمت كلوديا واخذت نفس عميق – لقد ارتحت لتحدثي معك .. دعينا الان من هذا ..
_ يبدو ان حالتك صعبه ..
..||


اخذها جون لغرفته وبدأت تسأله عن كل شيء تراه من محتواها .. لقد كانت غرفه جميله ..
فيها يوجد الشيء الكثير .. بدى لها ان جون مهتم جدا بالتكنلوجيا والاعاب الاركترونيه ..
اذن ان غرفته مليئه بهـا .. لعبت معه كثيرا بألعاب الفيديو .. كما قام بتعليمها اكثر على استعمال الحاسوب
وشاهدو البرامج التلفزيونيه .. لقد احست بالمرح معه ..
واحست انه ايضا سعيد بما حدث .. بدى انه يتعرف على اشياء جديده في حياته ..
العلاقات .. كم بدى غريبا عليه في السابق .. احست ان ما وصل اليه جـون لها بعض الفضل فيه .
جاه لجـون اتصال بعد ذلك من احد اصدقائه والذي فاجئ كلوديا .. لم تعرف من قبل ان لجون علاقات خارج هذه
البيئه . ولكنه كان يتحدث مع صديقه بطريقه جميله .. لقد بدى انه صديق قريب جدا ..
تركته لوحده وخرجت .. كانت الشمس الان قد غابت .. لقد حل الضلام ..
بدى الجو رائعه في الخارج ولكنها لم تخرج بل جلست في الشرفه لتتمتع بمنظر السماء الصافيه ..
اخرجت هاتفها بعد هذا وبدأت تلعب بالارقام وتعبث بالرسائل .. كانت تنزعج كلما رأت اسم ايفان .. لقد
كانت اخر مكالمه بينهم سيئه .. قررت انها كانت على خطأ في ذلك الوقت .. انفعلت بدون وعي منها وقامت بقول
حماقات ما كان يجب عليها ان تقولها .. بدت تفكر بوعي اكبر .. هل من الجيد ان تتصل به ..؟
قررت بعد هذا ان تتصل وتسأل فقط عن احواله .. بعد ان رن كثيرا واحست انه لن يجيب .. او ربما
ترك هاتفه في حين انه سافر لانه قد لا يعمل بنفس الرقم هناك اجاب عليها صوت انثوي ..
_ نعـم ؟
هل هي منزعجه .. احست كلوديا ان من اجابت عليها كانت غاضبه جدا – مرحبا ..
قالت متلعثمه فردت عليها الاخرى – ماذا تريدين ..؟
_ عفوا .. هل هذا هاتف ايفان ..؟
_ نعم انه هاتفه .. ماذا تريدين منه ..؟
سمعت صوت ايفان يقترب – من هناك ..؟
سأل الفتاة فأجابت – لا احد ..
استغربت كلوديا الحوار الدائر بينهم .. ولماذا لا تريد هذه ان تعطي الهاتف لأيفان ..
جائها صوته الان – كلوديـا ..؟
هل يتسائل – الم يضهر اسمي على الشاشه ..؟
_ بلى .. ولكني لم اتوقع ان تتصلي ..
ماهذا الترحيب .. فكرت في بادء الامر انه منزعج منهـا .. فقالت – اسفه ان كنت اتصلت في وقت غير مناسب ..
_ لا .. لاداعي .. ليس هناك فرق ..
لم تعرف ماذا تقول الان .. فقال لها – مابك ..؟
ردت عليه بأنزعاج – لا شيء ..
_ اذهبي ..
قال ايفان فأستغربت كلوديا .. ولكنه اوضح بعد هذا – ليس لك ..
وابعد الهاتف الان ليتحدث قليلا مع تلك التي ترافقه في مكانٍ ما ثم عاد لكلوديا – اسف .. ماذا قلتِ ..؟
_ يبدو انك مشغول .. سأتركك الان ..
_ انتظري ..
قال بسرعـه .. توقفت قليلا ولم تغلق .. قال – جيد انكِ اتصلتي ..
_ لا اعتقد .. يبدو اني تسببت في مشكله ..
احست بالنزعاج .. هي لا تشعر بالغيره ولكن لماذا يتحدث معها بشيء والان هو مع اخـرى ..
وكما بدى لها فالعلاقه بينهم ليست بريئه ..
_ توقفي عن قول الحماقات .. لماذا اتصلتي ..؟
_ لا لشيء .. فقط اتصلت .. والان سأغلق ..
غضبت مجددا .. وقامت بأغلاق الهاتف في وجهه .. لم تعد تتحمل ..
ما بها الناس .. كانت تنظر للهاتف وهي تقف في الشرفه .. عصرته بقوه وحاولت رميه حين امسك بيدها
احد من الخلف .. فزعت واستدارت بسرعه لترى ادوارد يقف امامهـا .. كان يمسك بيدها حتى انزلتها فافلتهـا ..
قال بعد هذا وهو يُقرب وجهه منهـا – تبدوان مناسبيـن جدا ..
بدأ قلبها يدق نواقيس الخطر .. امسكت بالشرفه بيديها وهي تحاول اللا تقع .. لم تفهم ما قاله ..
لقد كان جل اهتمامها نحو عينيه اللاتي لم تفارقنهـا ..
_ فأنتما كليكما احمق ..
اكمل جملته ولكنه لم يتحرك .. حاولت ان تبتسم بسخريه ..
_ عكسك انت وكلارا تماما .. فأنتما لا تتناسبان ابدا ..
ابتسم وكأنه اهتم بما تقوله وسأل – كيف هذا ..؟
حاولت ان تبتعد ولكنه لم يسمح لها .. بدى قلبها يجعل من تفكيرها صعب ..
وبدت تشعر بمغص شديد جراء اقترابه منها .. قالت وهي تنظر بالاتجاه المعاكس له – انها فتاة مسكينه حالمه ..
اعتقد ان من تناسبك هي سيدرا .. فقد كانت تشبهك تماما ..
بدت منزعجه الان .. امسك وجهها بأصابعه و اداره له .. اجبرها ان تنظر لعينيه وقال – وانتـي ..؟
كاد قلبها يتفجر الان .. ماذا يريد .. الى اين يريـد ان يصل بتعذيبها ..
_ انا ايضا ضمن اللائحه التي لا تناسبك ..
ترك وجهها الان وامسك بكلتا يديه بسياج الشرفه ليحبسها بينهم ..
_ اريد ان اذهب ..
_ بتي تخافين مني موئخرا ..؟
_ ربما اشمئز هي الكلمه المناسبه ..
لم تعرف كيف ومن اين جائتها هذه القوه لتقول تلك الكلمات .. لكن ملامحه لم تتغير .. لم يبد عليه الانزعاج ..
ولا شيء اخر .. ولكن لا يهم مادامت تستطيع ان تريه كم تمقته .. مادامت تستطيع تبين مشاعرها ..
ولكن بالعكــس تماما عما هي عليه حقيقتا ..
قرب وجهه اكثر منهـا .. حاولت ان تتنفس ولكن هذا كان مستحيل ..
اصبحت شفتيه قريبتين جدا منها .. خافت جدا .. هل يحاول تقبيلها ..؟
ماذا ستفعل الان .. شعرت بقلبها يكاد يخرج من بين اضلعهـا .. لم تستطع الحراك ..
خرجت بعد هذا ضحكه مدويه جعلتها ترتجف .. كان هو من يضحك ..
انها سخريته المعتاده .. ابتعد عنها وقال بسخريه جرحتها – لم يبد عليك الاشمئزاز كثيرا ..
بدأت تتنفس بقوه من شدة الغضب .. كيف استطاع ان يفعل هذا .. ولكن لا .. ليس هذا هو السؤال .
بل لماذا يفعل هذا .. ماذا يريد منها .. هل تسليه حقا .. هل ينتشي بجرحهـا ..؟
ضلتت تحدق به عندمـا اخرج سيجاره من جيبه واشعلها .. بدأ ينفخ دخانها ..
انه غير مهتم .. تحركت بسرعه لتدخل للقصـر ..
اللعنه على هذه الحال .. لما جئت الى هنا ..
في وقت متأخر حضرت والدتهـا ولكنهـا دخلت مباشرتا لمكتب السيد مايكل ..
فكما قالت ان هناك شيء مهم ستتحدث به معه ريثما تتجهز كلوديا كي يعودو للمنزل ..
كان السيد مايكل يجلس خلف مكتبه يقرء احدى الملفات عندما اقتحمت عليه زوجته وروزا المكتب ..
خلع نظارتيه وقال – ماذا هنـاك ..؟
_ لما لم تخبرنـي ان جورج خرج ..؟
نظر مايكل لروزا بهدوؤ وقال بعدها – لم اشعر انكِ مهتمه ..
انزعجت روزا منه .. لم تفهم لما فعل هذا – هل هو من طلب منك ..؟
_ لا .. لم يطلب شيء .. لم تثبت التهمه عليه كما كان متوقع لذا اخلو سبيله ..
_ كان يجب ان تخبرها مايكل ..
علقت كاميليا فقال – لم ارها مهتمه به ..
_ هل انت منزعج لهذا ..
_ روزا .. دعينا اذن نتحدث قليلا بعقلانيه .. لقد غاب جورج .. مده طويله .. لن اتحدث عن مدة مكوثه في
السجن فهي شيء اخر .. ولكن اربع سنوات كانت مده طويله .. لقد اراد تأمين حياة كريمه لكم ..
الن تلتمسي له العذر في هذا .. الن يغفر له هذا شيء ..؟
_ وكأنك لا تعرفه ..
_ ما زلتي لا تثقين به ..
_ وسأضل الى الابد ..
قالت روزا هذا واكملت .. – جورج ليس اهلا للثقه .. انت تعرف هذا ..
_ انه مختلف .. لقد تغير .. انكِ لا ترينه عندما يتحدث عن كلوديا .. عندما بدت تعامله كأب ..
عندما يقول شيء اخبرته اياه هي .. او ان اتصلت به .. هو يتغير تماما .. يصبح كالطفل ..
لقد اصبح ابا .. انتي بحاجه له .. وطفلتك ايضا .. لما لا تعترفين بهذه الحقيقه ..
_ هل يجب ان اضحك .. اعود له من اجل المال ..؟ هل هذا ما تقصده ..؟
_ تعرفين تماما انه ليس كذلك .. احتياجكم لبعض هو احتياج عاطفي .. انا اعرف مقدار حبك له
فلما لا تكتفي بهذا فحسب ..
_ واترك كل شيء يحدث في حياته جانبا ..
نظر لها بدون ان يقول شيء فأكملت – هل لك ان تخبرني لما ما زال مستمر بعلاقته مع هذه العصابه الى الان ..
لم يقل السيد مايكل شيء .. فقالت – اذن فالامر كذلك .. انه جورج .. وليس شخص اخر ..
اعتقد ان هذه الحقيقه كافيه لأفكر مئه مره قبل ان اضع طفلتي تحت رحمته ..
سألها بعد هذا – لماذا تسألين اذن عنه ..؟
نظرت له وقالت – لأطمئن ..
ضل يحدق بها وهكذا فعلت كاميليا .. تحركت بعد هذا ..
_ سأذهب الان .. لا تخبره بما جرى .. ارجوك ..
هز رأسه معلنا الموافقه وخرجتا المرأتين من المكتب ..
لم تسمح الفرصه لكاميليا بالتعليق .. لقد كانت كلوديا تقف وهي تنتظر والدتها مع جون ..
لم يتأخرا كثيرا بعد هذا .. فسرعان ما عادتا للمنزل .. اوصلهمـا السائق الى حيث تصل السياره
واكملتا الطريق سيرا على الاقـدام .. احست كلوديا ان والدتها في عالم اخر .. ولم تحب ازعاجهـا ..
فهي ايضا لديها الكثير لتفكر به قبل العوده للدراسه ولحياتها الطبيعيه ..
كان هناك من يقف اما باب المنزل عندما وصلتا .. نظرت كلوديا قليلا بتمعن بينما اشتعل قلب روزا
متلهفا لذاك الرجـل الواقف .. لم يكن سوى جـورج ..
بعد ان تأكدت كلوديا بدت تجري نحوه حتى احتضنها بقـوه ورفعها لفـوق ..
_ كم اشتقت لك صغيرتي ..
_ انا ايضا ابي .. متى عدت ..؟
سألت بسرعه عندما انزلها للأرض فقال .. – منذ فتره .. ولكني اسف صغيرتي .. كنت منشغل تماما ..
اقتربت روزا الان ووصلت لهم .. ترك عينيه لتحدقـان بها بدون خجـل .. لقد كان هو الاخر متلهف لرؤيتهـا ..
كم احس بالألم عندما رئا وجهها الشاحب .. بدت وكأن الحياة لا تسير معهـا بالشكل الصحيح ..
قال وهو يحرك شعر كلوديا بيديه – كيف حالك روزا ..
نظرت له .. اذن فهو يحاول ان يلعب لعبة التهذيب .. لما لا ..
ابتسمت بهدوء شديد زاد ورفعت وجهها له مما جعل زرقة عينيها تزداد – بخير .. كيف حالك انت ..؟ وكيف كانت سفرتك ..
_ مزعجـه .. مزعجه جدا .. ولكني الان بخير ..
هزت رأسها له وتحركت لتدخل .. ولكنها توقفت فور سماعها لكلام كلوديا ..
_ هل تدخل ابي ..؟
سألته واحست بعدها انها قامت بأحداث كارثه .. ولكنها مشتاقه له وتريد ان تجلس معه قليلا ...
بينما ابتسم هو عندما رئا روزا وقد توقفت .. عرف انها تنتظر جوابه وكما يبدو الجواب لم يعجبهـا ..
_ بالطبع عزيزتـي .. هل ستقدميـن لي القهـوة ..؟
ابتسمت بمرح شديد جعل قلب جورج يتحطم على تركه لها كل هذه المده – نعم .. وسأقدم لك ايضا الكعك ..
ضحك ودخل بينما سبقتهم روزا حيث تركت الباب مفتوح لهـم ..
بدأ يدير بعينيه في ارجـاء المنزل .. انه جميل .. احس بالدفء فيه ..
الدفء الذي فقده منذ رمى بروزا وحطم حياته بعمل العصابات والتهريـب ..
لقد دخلت روزا لغرفتهـم بينما توجها جورج وابنته لغرفة الجلـوس ..
جلس هو وقالت له كلوديا وهي تكاد تطير فرحا بوجود والدهـا في منزلهم بانها ستذهب لتضع القهوة ..
دخلت روزا للغرفة مناديا كلوديا .. وقفت امام جورج عندما جائها صوت كلوديا من المطبخ – انا هنا امي ..
ضلت تحدث به بينما هو كان ينظر لها مبتسما .. لم تعرف لما لم تتحرك .. لقد ارادت ان تنظر له قليلا ..
وقف هو وتقدم منهـا فخطت خطوتين للخلف وقالت مرتبكه – لا ..
بدت تحرك يديها بتوتر – لنكن طبيعيين امامهـا ..
_ هل انهيتي الامـر اذن ..؟
فهمت انه كان ينتظر منها قرار اخر .. ولكنها لا تستطيع .. مازال جورج في مستنقع الوحل ذاته منذ
تركته .. لو كانت وحدها لرمت بنفسها في حياته بدون تفكير .. ولكنها ليست كذلك .. انها مسؤله عن طفله ..
مسؤله عن فتاى تعرف انها ان عادت لجورج ستقوم بتدميرهـا .. كل شيء يمكن ان تراهن به ..
حتى حياتهـا .. الا كلوديا .. انهـا خط احمـر .. عندما يأتي دورها لتدخل المسأله فالحسابات
كلها تختلـف ..
لم تجبه فقـال محاول ردعها عن قرارهـا – فكـري مليـاً .. لا تكوني ضدي مع الجميع ..
_ لقـد جلبت كل شيء لنفسـك بنفسـك ..
ابتسم بألم – اعرف .. وانا اطلب عفـوكِ الان ..
فليتوقف عن التحدث بهذا اليأس .. ضلت كلوديا واقفه عند الباب وهي تنظر لهـم .. شعرت بجو الغرفه المتوتر ..
حاولت الابتسام ولم تعرف هل يجب ان تتراجع .. كان يجب ان تتأنى بالدخول ..
تحركت روزا وذهبت للمطبخ بعد هذا ..
صاحت كلوديا خلفها – لقد حضرت لك ايضا امي ..
لم تجبهـا .. بدت كلوديا تلوم نفسها على دخولها الاحمق .. كان يجب ان تعطيهم فرصه ..
تقدمت بعد هذا واعطت والدهـا فنجانـه وجلست بقربـه .. لم يتحدث فأقتربت منه وقالت – هل تشاجرتما مجددا ..؟
نظر لها وابتسم بعد هذا – انكي فتاة مشاغبه .. لا يجب ان تتدخلي بمسائل الكبار ..
ضحكت معه وقالت – هل تحبها حقا ..؟
نظر لها مستغرب سؤالها المفاجأ .. هل هي خائفه على روزا منه ..
ولكنه لم يجبها بل ضربها بخفه على راسها وقال – الى اين ستذهبين بعد التخرج ..؟
اعتدلت في جلستها وقالت وهي تفكر – امممم .. حقا لم افكر بعد ..
_ ماهي المهنه التي تعجبك ..؟
_ لا اعرف .. افكر دائما ولكن ليس هناك ما يجذبني .. لم اقرر بعد ..
_ يجب ان تفكري جيدا .. ويجب ان تدرسي بجد كي تنجحي عزيزتي .. اريد ان افخر بك
_ بالطبع ابي .. ستفخر بي ولاكن .
نظر لها فقالت – ولكن ربما لا انجح بدرجات عاليه ..
ضحك وقال – المهم ان تنجحي ..
_ انت اب رائع ..
_ ايتها اللئيمه .. لانني اقبل بنجاحك بدرجات متدنيه ..
_ انها مصلحه .. هههههههه

روزا كانت تستمع لهم وهي تشعر بقلبها ينبض بقوه .. لم هي سعيده بوجوده ..
انهـا تشعر بالامـان .. هي لا تريده ان يذهب مجددا .. ولكن كيف هذا ..
كيف سيكون الامر .. كاد رأسها ينفجر من شدة التفكير .. فهي تريده ولكنها لا تستطيع ان تتنازل
عن اشياء كثيره .. ان حياته مليئه بالعثرات .. ان تغاضت عن شيء فلا تستطيع ترك كل شيء فقط والعوده له ..
بدت مشتت عندما رن هاتف جورج .. اجاب فبدت تستمع له وهو يتحدث بهدوء ..
ولكنها احست ان هناك شيء .. وقف وقال لكلوديا انه سيتحدث في الخارج ويعود بعدهـا ..
ضلت كلوديا جالسه تنتظره في مكانها بينما تحركت روزا بدون وعي منهـا لتقف بقرب باب الخروج الذي تركه مفتوح ووقف
خلفه ليتحدث ..
كان غاضب جدا – العنه عليك .. هل تضن اني سأتركك بجرح سخيف كهذا لو كنت من حاول قتلك ..
رد عليه الجانب الاخر بشيء استفزه وزاد غضبه فقال – اذن انت تعرف انني بريئ .. ايها الوضيع السافل ..
سأريك ما استطيع فعله ..
بدت انها مشاحنات .. يبدو ان هذا الرجل هو الذي ادعى على جورج بانه حاول اغتياله .
هذا ما فهمته .. ولكن جورج قال – ربما لا استطيع التبليغ عن ما تقوم به من مخالفات للقانون ولكني استطيع
هدم امبراطوريتك بأكملها .. فلا تكن واثقا ياصديقي ..
واغلق بعدها الهاتف .. عاد ليدخل فوجدها جامده تقف بدون حراك وهي تنظر له ..
_ اذن كُنتي تتجسسين علي .. هل ضننتي انها صديقتي ..؟
بدى وكأنه يحاول تلطيف الجو .. ولكن هذا مستحيل .. ماذا يحدث .. مازال وكأنه في ذلك الوقت ..
وكأنه ذاك الصبي المتهـور .. فكرت بكلام مايكل .. لقد تغير .. لقد كبر .. انه يريد تغير حياته ..
كلها تفاهـات لا تمت لجورج بصله ..
_ قولي شيء ..
قال وتحرك للخلف ليترك لها مجال كي تخرج .. اغلقت الباب بهدوء خلفها وقالت ..
_ لا شيء لدي لأقوله .. اي شيء يخصك لا يعنيني وليس لي الحق بشأنه ..
قاطعهـا – انا اعطيك الحق ..
ردت منفعله – لا اريد .. لا اريد هذا القلق .. اريد فقط لأبنتـي الهدوء ..
_ انهـا طفلتي ايضا ..
_ جورج .. كلوديا يجب ان تبقى خارج حياتك .. هل تفهمنـي
_ هل تخافين مني عليهـا ..
احست به جُرح .. ولكن يجب ان تقول ما لديهـا – ليس منك .. من عالمك .. من ما انت فيه
_ الامر ليس كما تضنين ..
_ لا اريد ان افهم شيء .. حياتك اجرام ومصائب وتهريب وعصابات وقضايا قذره .. مهما حاولت تنضيفها
فأما انك تعود لهم او هم لا يتركونك .. في النهايه هي هكذا ..
_ لن اسمـح لأحد ان يقترب منهـا ..
_ انا لا استطيع ان امنعك منهـا .. وهي ايضا لن تقبل بهذا .. ولكني لا اريد ان تهتز صورة والدها الذي تطير فرحا
بعودته لها ..
_ اذن فأنتي لا تخبرينهـا بشيء ..
_ بالطبع لا ..
قالت بأنفعال فأبتسم – اعـدك انني لن اكرر الخطأ معهـا ..
_ خطأ .. كيف ترى الامور
قالت بعد ان احست بكميه الغضب التي بدت تتسلل لقلبهـا فرد عليها ..
_ لقد جربت اسلحتـي جميعها معك .. انك تريديني ولكنك ما زلتي خائفه ..
ابتعدت بسرعه وتحركت للخلف – سأضل خائفه حتى النهايه .. لست قادر على اعطائي الأمان فلم تغامر ..
_ لان الحياة تريد هذا ..
_ هل تغامر بي وبأبنتـك لأجل تجربـه ربما تنجح ..؟
_ تحاولين دائما جعلي وحـش ..
_ الست كذلك ..؟ انك وحش ولاكن المصيبه هي انك تملك قلبا بشريا
اقترب منها وهو يبتسم – كم هي جميله كلامتك رغم انها جارحه للغايه ..
عندما احست بدفاعاتهـا تنهار قالت – لندخـل ..
_ هل يناسبك ان ابيت الليله هنـا ..؟
نظرت له مستغربه – هل هي من طلب منك ..؟
_ نعم ..
_ كما تشاء ..
_ هل يزعجـك الامر ..؟
_ ليس كثيرا .. لا تقترب مني وحسب
_ كم اصبح عمرك ..؟
قال وكأنه يحاول ان يريها كم تبدو صغيره فقالت – كثير جدا .. اكثر مما تتوقع
_ ولكنك ما زلتي الانثـى الاجمل ..
بدت ترتجف .. قالت بهدوء وهي تضع ابتسامة وقار على شفتيها – شكرا لك ..
ضل يحـق بعينيها الزرقاوان للحضات فلم تستطع التحرك .. او ربمـا هي لم ترد ذلك ..
امسك اصابعهـا بعد هذا ورفعها لشفتيه .. قبل راحت يدها وقال لها – شكرا لك روزا .. لكل شيء ..
ودخل تاركا اياها تغرق في بحـر حبـه ..
كم اشتاقـت وتاقت لأحتضانه .. شعرت ان همـوم الكون كلها مصوبه عليه ..
احست ان ما تقوم به يقوم بتحطيمه كليا .. هي تريد مواساته .. ولكن هو لا يسمح بهذا ..
انه لا يكاد يقربهـا قليلا حتى تكتشف ان جـورج لم يتغيـر ..
دخلت بعد هذا وهي تحاول ازالة كل ذلك من قلبهـا .. ربما هكذا افضل ..
فوجوده يكفـي .. يكفـي لتعيـش بهـدوء فقط وهي تعـرف انه قريب ..





بعد ان استحم آمون غيرت ملابسـه وخرج بدون ان يلتفت للامار ..
هي كانت تشعر بالجـوع الشديد ولاكنه تأخر .. لم تكن تريد ان تخرج وحدها ..
كانت تستطيع ان تتصل على خدمة الفندق وتطلب طعام ولكنها لم تفعل ..
ضلت جالسه على الكرسـي امام النافذه وهي تراقب الليل ..
بعـد هذا احسـت به يدخل .. وقف قليلا وكان ينظر لهـا .. اقترب بعد هذا وانحنـى
ليقبل رأسهـا .. اغمضت عينيها واحست بقلبهـا يرتعـش بين اضلعهـا ..
لم تتحرك .. قال لهـا بعد هذا – هل نخرج للعشـاء ..؟
لا يريد مزيد من المشاحنـات اذن .. لقد عرف انه ان قال شيء فهي ستنهـار كليا ..
وقفت وحاولت ان تبتسـم .. ولكنه تحاشا النظر لعينيهـا ..
اذن هو يتصـرف بتهذيب فقط .. غيرت ملابسهـا وخرجت معه ..
ان تبقـى معه وهو هكذا افضل من بقائها لوحدهـا لتعد المشاكل التي مرت عليهـم ..




في الصباح تعمدت كلوديا ان لا تستيقض مبكـرا .. فهي تريد من ابيها وامها ان يبقيا وحدهما بأي طريقه ..
عندما استيقضت روزا غيرت ملابسها وتجهزت للذهاب للعمـل .. وحاولت ان تدخل المطبخ بدون ان تحدث ضجة في غرفة الجلوس حيث كان ينام جورج ..
ولكنها لم تستطع ان تمر بدون ان تلقي نظره عليه وهو نائم .. كم كان هادئ في تلك اللحضات ..
ابتسمت بهدوء وذهبت لتأكل شيء وتشرب القهوة قبل ان تخـرج ..
جورج كان متعب جدا لذا فهـو لم يستيقض وهكذا احست كلوديا بأن خطتها فشلت فشلا ذريعا ..

في ذلك اليوم زارها آمون ولامار بنائه على طلب لامار .. فقد كانت مشتاقه لكلوديا جدا ..
والدها خرج عصرا لان كان لديه بعض الاعمـال ..
حاول ايفان الاتصال بها مرات عديده ولكنها لم تجب .. لقد كانت غاضبه منه وهي كانت خائفه من التحدث معه ..
لقد عرفت انهـا ستقوم بكارثه لو فعلت ..
تحدثا امون ولامار معها بكل شيء .. ولكن لم يحضرا موضوع الطفل بتاتا ..
شعرت انهما يحاولان فقط الابتعـاد عن الحديث بشأنه .. هل يعقل ان لامار قررت التنازل عنه ..؟
لم تجرء على السؤال ولم تقل شيء ..
قال آمون عندما قدمت له القهوة – سنسافر غدا ..
نظرت لهم مستائه – حقا ..؟ لماذا ..؟
_ هل نسيتي اننا في اجازه .. يجب ان اعود فأعمالي متراكمه ..
_ ولكن الن اراكم مجددا ..؟
_ كم انتي حمقاء .. كيف هذا .. اننا فقط في منطقه اخرى .. صحيح انها بعيده ولكن سأتي لزيارتك دوما
ابتسمت وهي تنظر للامار – سيكون هذا رائع ..
قالت لامار – بالطبع .. سأشتاق لك كثيرا ..
نظرت كلوديا لأمون منزعجه وقالت – هل انتي منزعجه من شيء لامار ..
ابتسم لها امون وقالت لامار – لا .. لم تسألين ..
_ لأطمئن فقط ..
_ لقد سال ايفان عنك ..
نظرت لأمون فأكمل – الا تجيبين على اتصالاته ..؟ انه قلق
_ ااه .. يبدو اني لم اسمع ..
_ كلوديا .. ماهي المسأله ..؟
_ اي مسأله ..؟
_ اريد ان اطمئن عليك انا ايضا ..
_ لا تشعرنـي وكأنك ابي .. ما زلت صغير على هذا
قالت محاوله ان تغير الموضوع فقال لها – اعتقد ان ترك ايفان كل هذه المده بدون الرد على طلبه هو شيء سيء ..
نظرت له قليلا قبل ان تقول منزعجه – هل يقول لك كل شيء ..؟
_ ليس تماما .. ولكننا اصدقاء
_ اذن ..؟
_ لا تتصرفي بلؤم ..
_ لقد وافقت ..
قالت وهي تقف لتحمل الاكواب الفارغه للمطبـخ .. نظر امون ولامار لبعضهـم مستغربين ..
ووقف امون بعد هذا ولحقت به لامار للمطبـخ ..
_ ماذا قلتي ..؟ هل جُننتـي ..؟
_ لماذا ..؟
سالت وهي مازالت تعطيهم ضهرها .. شعرت ان هذا ليس ما تريده .. ادوارد ما زال يسيطر عليها
تماما .. ولكن هي لا تستطيع نسيانه ان لم تفكر بأنها تخوف ايفان بحبه .. ربما ايفان فقط من يستطيع ان يجعلها
تنسى ادوارد .. هي لا تستعمله .. ولكن ليس خطأ ان يحب الشخص ثم يرتبط بشخص اخر ..
هذا هو حـال الدنيـا ..
_ كلوديا ..
اقتربت منهـا لامار فأستدارت لهم وهي تبتسم – ماذا ..؟ ايفان جيد جدا .. هو يحبنـي جدا .. وهو طيب للغايه ..
ما المشكله اذن ..؟
قال آمون وكأنه يتحدث مع طفله – لا مشكله اذن ..؟
_ ماذا تقترح اذن .. ان ارفضه .. ان كان هذا جيد فليس هناك مشكله ..
_ اذن فموافقتك من اجل ماذا ..؟ ان كان الرفض لا يسبب لك شيء ..
_ ماذا تحاول ان تقول .. تحاول ان تقول اني احاول نسيان ادوارد به .. ما الخطأ ..؟
ليس هناك شيء بيني وبين ادوارد ..اذن فأنا لا اقوم بشيء بشع كما تحاول ان تصور الموضوع ..
احس بها مكتئبه جدا .. وقف واحس بالندم على ما قاله بينما اقتربت لامار منها – اهدئي حبيبتي .. انتي
لا تفعلين شيء خاطئ .. بالعكس فما تقومين به هو الصواب ..
نظرت بعد هذا لامار بنظره مؤنبه فرفع يده لشعره واقترب من كلوديا ..
_ انا خائف عليك كلوديا .. هذا هو فقط ..
ابتسمت له – شكرا .. انا اعرف امون .. ولكن
_ لا تكملي .. انه جيد .. ان كان هذا ما تشعرين به فهو هكذا ..
كانت تريد ان تخبره انها لا تشعر بان قرارها جيد .. ولكنها لم ترد اقلاقهـم اكثر ..
هكذا مر اليومان القادمـان .. الشيء الوحيد الذي اراحهـا هو وجود والدها واتصالات ميا وجـون
التي باتت تصبح كثيره .. ايفان لم يعد يتصل بها منذ ذلك اليوم وهي ايضا كانت تحاول الانشغال باي
شي كي لا تتصل به او لا تفكر بأدوارد الذي لا تعرف ما الوضع لديه الان ..
ولكنها احست ان كلارا قد عادت لتعيد ادوارد .. وربما نجحت بهذا ..
كانت تبكي عندما تكون والدتها خارج المنزل .. تبكي كلما تذكرت ادوارد .. كلما احست انه
مع كلارا .. ولكن هكذا افضل .. كما قالت لنفسها .. هي تكمل مع ايفان وهو ليكون مع كلارا ..
الامور هكذا بالتأكيد افضل ..

في ذلك اليوم عندما خرجت والدتها قالت لها ان تنام باكرا اذ انها ستذهب للمدرسه في اليوم التالي
ولهذا السبب يجب ان تكف عن السهر .. اجابت بأنها ستقوم بذلك ووعدهـا والدها انه سيحضر صباحا قبل ذهابه للعمل
كي يوصلها للمدرسـه .. كانت سعيده جدا .. وايضا هي تريد من صديقاتها ان تلتقيا بوالدها كي تعرفان
كم هو رائع .. في وقت متأخر من ذلك اليوم وفي حين كانت تتابع احدى البرامج سمعت احدهم يطرق الباب ..
احست ببعض الخوف في بادء الامر .. والدتها تملك مفتاحا .. وقفت وهي تسير بهدوء وقلبها يدق بسرعه ..
لم تكمل .. قررت ان لا تفتح الباب .. هكذا افضل ..
ولكنها بعد هذا قالت انه ربما يكون والدهـا .. تحركت ونظرت من العين الصغيره في الباب ..
كان ايفـان .. استغربت مجيئه في وقت متأخر كهذا .. رتبت نفسها قليلا وفتحت الباب بهدوء ..
ضل واقفا وهو ينظر لها بدون ان يقول شيء .. انه منزعـج .. هذا ما احست به ولكنها لم تطلب منه
ان يدخل .. قال بعد ان عرف انها لا تريد منه ان يدخل – تعالي معي قليلا ..
_ الى اين .. ؟
_ كلوديا .. هنا فقط ..
اشار لها ان يقفا امام المنزل .. ارتدت حذائها وخرجت بدون معطف .. لقد كان الجو بارد قليلا
ولكنها تحملت ..
لم تقل شيء فبدأ هو – هل تتزوجينــي ..؟
_ الم تكن مسافر ..
_ لم اذهب .. اجيبي ..
_ مع من كنت اذن ..؟
_ توقفي عن هذا .. اجيبي ..
قالت منزعجه منه – لقد كنت مع احدى نسائك بالامس .. والان تأتي لتطلب يدي للزواج ..؟ كيف تفكر بحق السماء ..؟
_ كالمجنـون .. لم اسافر بسببك .. وكنت مع امراى بسببك ..
_ هل ستقوم بخيانتي كلما غضبت مني ..؟
لم تعرف لما كانت تحاول استفزازه ولكنه اجاب – لم اخنك ..
_ اذن ..؟
_ لقد كنت مع امراة ولكني لم اخنك ..
لم تفهم .. ولكنها احست انه صادق .. لم تقل شيئ وكذلك هو ..
ضل مستند على حائط منزلهم وهو ينظر لها .. ارتعشت فخلع سترته ولفها حولها ..
_ يجب ان ادخل ..
_ وماذا بعد ..؟
ابعدت يده واخذت الستره منه لتلف بها جسدها .. – هناك ما يجب ان تعرفه ..
_ انا هنا لأسمعك ..
_ انا كُنت ..
لم تستطع الاكمال .. لم تعرف هل تقول له هذا كي يتركها هو ..
هي لا تستطيع ان تخطو خطوه صحيحه فعله هو يقوم بها .. نظر لها مشجعا ان تكمل فقالت
_ انا كُنت اُحب شخص ..
كانت قد انزلت رأسها وهي تتحدث هامسه .. امسك وجهها بيده ورفعه له .. قال وهو يبتسم
_ ما زلتـي ..؟
اجابت وهي تشعر بانها لن تستطيع تحطيمه – لا ..
_ اذن لا داعي لأن تذكري شيء كهذا .. يكفيني انك الان هنا ..
هزت رأسها له وهي تشعر بكمية الكذب الذي قامت به اليوم ..
ولكن هذا كله سيزول مع مرور الوقت ..
_ هل اعتبر هذا موافقه ..؟
هزت رأسها له .. لقد انهت كل شيء يخص ادوارد اليوم ..
احست بقلبها يقع من بين اضلعهـا .. لقد كان صعب عليها ان تشعر انها لشخص اخر غير ادوارد ..
ولكن هكذا افضل .. فما يسقط من اضلعها هو اخف لها بكثير ..
_ اذن هل تخرجين غدا ..؟
_ لا .. غدا لدي دوام ..
_ ااه .. اذن ستبدئين من جديد .. هذا جيد .. حضا موفقا اذن عزيزتي ..
ابتسمت له واعطته الستره .. – يجب ان ادخل الان ..
_ حسنا ..
اقترب منها وبدى انه اراد تقبيلها ولكنها ابعدته – لا ..
نظر لها مستغرب فقالت – لا ..
ودخلت .. عرف انها مختلفه تماما عن ما عرفه من بني جنسها سابقا ..
وتأكد ان اختياره كان مناسب جدا ..
بينما دخلت هي واغلقت الباب خلفها بسـرعه ..
لقد احست بكئابه تجتاحها لم تمر عليها سابقا .. لقد قطعت اخر خيط كان يجمعها
بأدوارد .. اذن فالان هي مجبوره ان تنسـاة ..
رمت نفسها على السرير واحتضنت الوسـاده .. هل لها ان تفكر اليوم فقط بأدوارد ..؟
هل تعجل هذا اليوم هو يوم وداعـه كليا من حياتهــا ..؟



 

رد مع اقتباس