الموضوع: سبارتينا |h.s
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2020, 05:55 PM   #11
EINAS



الصورة الرمزية EINAS
EINAS غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 219
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 المشاركات : 5,823 [ + ]
 التقييم :  9352
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 SMS ~
التفاؤل في ظل هذه الظروف يكاد يكون وقاحة !..
لوني المفضل : Pink
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

سبارتينا |h.s










بارت5



تأملت ماريآن تحرّكات كايت التي كانت تحمل مُلصقاً أضخمُ منها حجماً
وتحاول إلصاقهُ على الحائط وكلّما ألصقتهُ من زاوية يسقُط من زاوية أخرى.

المُضحك في الأمر أن ماريآن قد قرأت لُغة جسد الفتاة بالفعل
ولكنها لم تشعر بالفضول ذاته الذي شعرت بهِ تجاه ذلك الغريب.

ولكن من الناحية الأخرى كانت لُغة جسد كايت مختلفة تماماً
عن الإنطباع المُزعج الذي أخذتهُ ماريآن عنها في أول لقاء.

على العكس تماماً كانت لطيفة جداً، ومُحبة للعمل بشكلٍ عام، ودوماً مايُساء فهمها ولكنها لا تُمانع..
هي فقط لطيفة بطبعها.. ذلك اللطف المثالي الذي ظنّت ماريآن بأنهُ لا يوجد سوى في المسلسلات والأفلام.

"مارأيكِ لو تكفّي عن التحديق في مؤخرتي ومساعدتي قليلاً؟" سألت كايت مبتسمة بتهكّم
في وجه ماريآن بينما سقطَ المُلصق الذي ألصقتهُ فوقها.

ضحكَت ماريآن بشدّة فهي لم تُدرك حين شرودها أنها كانت تُحدّق في مكانٍ لا يجدُر بها التحديقَ فيه.
ولكنها نهضت لتُساعد كايت قائلة: "آسفة، لم أقصد، ماذا تُلصقين بأية حال؟"

رفعت كايت المُلصق على الحائط مجدداً قائلة: "إعلان. إمسكي الزاوية الأخرى."
أمسكت ماريآن بالجانب الآخر ثم سألت مستغربة: "ألا يوجد موظفون لفعل هذا؟"
وقفت كايت على أطراف أصابع قدمها ثم ضغطت
على جوانب الملصق ليلتصق ثم قالت متنهدة: "بلى، ولكن إيريك مريض."

"همم، إيريك؟" تساءلت ماريآن بينما استرجعت ذاكرتها لهذا الصباح ثم قالت بنبرة شك: "لقد رأيتهُ هذا الصباح.. كايت، إيريك ليسَ مريضاً وإنما يستغلّ لُطفك لوضع الملصقات."
تراجعت كايت للوراء لتأمل الملصق قائلة: "لا يُهم، فهذا المُلصق الأخير، وأنا سعيدة بالمساعدة."
لم تُجادلها ماريآن فهذهِ عادة ولن تغيرها كايت مطلقاً، فتراجعت للخلف أيضاً ونظرت للإعلان.

"الحفل الأكبر! بمناسبة مرور 10 أعوام من النجاح!"

10 أعوام؟ هذا ليس بالكثير، هنالك شركات مرّ عليها 50 عاماً
ولا أحد يكترث بشأنها، ولا تقوم بالإحتفال على أي شيء، على ألأرجح هُم يملكون
الكثير من المال ولا يعرفون أين يصرفونه.

فكّرت ماريآن بهذا بينما عادت تجلسُ في مكتبها الصغير في القبو وقد بدأت تتفقد نِسَب الأرباح ومقارنتها مع الخسائر.


إهتزّ هاتفُ ماريآن في جيبها الخلفيّ لتنتفض على إهتزازه المُفاجيء
ثم وضعت الأوراق جانباً متنهدة بتعب وأجابت: "همم؟"
"لا تُجيبيني برغبة شبه معدومة، أين أنتِ؟" سألت جينيڤر بنبرتها المتذمرة من على الطرف الآخر من الهاتف.
ألقت ماريآن نظرة نحو الساعة المُعلقة على الحائط ثم قالت ساخرة: "في العمل، أين يُمكن أن أكون؟"
"هل يُمكنكِ الإستئذان مُبكراً؟" سألت جينيڤر متجاهلة نبرة السخرية في عبارات ماريآن.
"كلاّ، لماذا؟" أجابت ماريآن فوراً.
"لورا مريضة وأنا لديّ ورشة عمل مهمة، هل يمكنكِ جلبَ ماسأرسلهُ لكِ في رسالة ثم العودة للمنزل؟"طلبت مجدداً وقد قامت بتحسين أسلوبها الوقح للحظة.
"سأرى مايُمكنني فعله." ردّت ماريآن ثم أقفلت الخط قبل أن تقوم جينيڤر بإلقاء كلمة.

"آدم!" نادت ماريآن وقد نهضت من كُرسيها متوجهة نحو مكتب آدم.
التفت آدم نحوها ببذلتهِ الضيقة، التي لا تعلم ماريآن لماذا يتأنق بهذا الشكل وهو يعمل في قبو..
"ما الأمر، ماري؟" سألها.
"هل يمكنني الخروج مبكراً؟" طلبت ماريآن وقد رقمتهُ بتلك النظرة اللطيفة.
"ستعملين غداً لساعة إضافية." قال فوراً ثم أضاف قائلاً بسخرية: "وهذهِ النظرة لا تنفع معي."
وافقتهُ ماريآن ضاحكة ثم سحبت حقيبتها وغادرت المكتب وقد أرسلت لها جينيڤر رسالة تخبرها ماذا تُحضر للورا.

1- دواء للسعال والحُمى.
2- مشروب طازج.


تنهدّت ماريآن بتعب وتساءلت هل لازال بإمكانها رؤية جونز اليوم؟ أو الذهاب لسبارتينا على الأقل؟
ولكنها لم تجد إجابة لتساؤلاتها، فقط آملت أن تعود جينيڤر مبكراً حتى يمكن لماريآن الخروج.
دخلت ماريآن للصيدلية وإستشارت الطبيب عن الدواء المطلوب ثم خرجت مستقلة سيارة أجرة
متوجهة لأقرب متجرٍ للعصائر ثم وقفت في الطابور الطويل.

مابين دقيقة وأخرى كانت عيناها تحدّق في الساعة التي أحاطت معصمها بملل
حتى قاطع تفكيرها صوت ضحكاتِ طفل.

التفتت ماريآن نحو مؤخرة الطابور لتجد إمرأة في منتصف الأربعينات تحملُ طفلة صغيرة
وعلى مايبدو أن الشخص الذي يقفُ وراء والدتها كان يقوم بمداعبة الطفلة ولكن ماريآن
لم تستطع رؤيته لأن المرأة والطفلة قد حجبتا رؤيتها، ولكنها ابتسمت لاشعورياً لصوت قهقهة الطفلة.

للحظة أمالت الطفلة ذات الرداء الزهريّ رأسها للناحية الأخرى لتتوقف ماريآن
عن الإبتسام فجأة عندما وقعت عيناها على الرّجل.

هو ذاته، ذلك الغريب.. يقفُ منحنياً ليقوم بصنع وجوهٍ مضحكة بوجهه ليُضحكَ الطفلة
وقد إرتدى بنطالاً جينز وقميصاً أبيض اللون ذو أكمامٍ قصيرة، إستطاعت ماريآن رؤية عدّة وشوم على ذراعه.

وكانت أشّعة شمس الظهيرة الثاقبة قد تسللت من النافذة الزجاجية لتُضيء عيناهُ الخضراوين
كانت ماريآن مسحورة تماماً بملامح وجهه الواضحة فهي لم تراهُ بهذا القُرب والوضوح
يوماً نظراً لأن مطعم سبارتينا يتميز بهدوء إضاءته.

طريقة نظرتهِ الشاردة للطفلة جعلت ماريآن تُدرِك بأن هُنالك الكثير من الأفكار في رأسه
وشرودهِ المفاجيء هذا يدلّ على أنهُ شخص يكتمُ مشاعرهُ كثيراً، لا يبوح بالكثير هو من النوع
الذي يكتفي بقول 'أنا بخير شكراً لسؤالك' وكان هذا النوع من أصعب الأنواع بالنسبة لماريآن.

فهُم يكتنزون مشاعرهم وأحزانهم ثم ينفجرون فجأة على أتفه الأسباب، ولذا الأغلبية
يظنون بأنهم شديديّ الحساسية، ولربما سخيفين.. ولكن هذا غير صحيح.

إعتدل الرّجل في وقفته لتقع عيناه على عينا ماريآن، لتشعُر بالمكان يدور بها فجأة، فرمقتهِ بإبتسامة
صغيرة ثم إستدارت ولم تلتفت للخلف مطلقاً رغم نبضات قلبها السريعة التي لا تفسير لها أخبرتها بأن
تلتفت وربما تسأله عن إسمه أو أيّ شيء ولكنها لم تستطيع هي فضلّت أن يبقى مجهولاً لها كما طلب منها جونز 'الكتابة عن شخص لا تعرفه' .

أخذت ماريآن طلبها ثم خرجت سريعاً وهي تحدّق في الأرض دون أن ترفع نظرها، لطالما كانت ماريآن
جريئة وصاخبة ومجنونة أحياناً ولكنها تتصرف بحماقة في مواقف كهذه.
ولكن طوال طريقها للمنزل كانت تلك الصورة الواضحة منه متعلّقة في ذاكرتها.








السلام عليكم ~
إن شاء الله البارت الخامس عجبكم
أتمنى يوم سعيد للكل
دمتم بخير










 
 توقيع : EINAS






نسمات عطر نبع الأنوار




التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 04:30 PM

رد مع اقتباس