عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2020, 07:28 PM   #5
ورده المودة
في جوار ربها ، اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عنها


الصورة الرمزية ورده المودة
ورده المودة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 104
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 المشاركات : 221 [ + ]
 التقييم :  277
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة


.

















.


6
هي البداية





وقوفهما أمام اللوح كان بدايتهما الحقيقية...
بداية كشف ماخلف هذا الزمان المبهم..
بداية التأقلم مع جيل الأسرار هذا..
بداية البحث عن مفتاح العودة...أقصد، مفتاح التقدم
نحو مستقبل لايعرف مغزى أحداثه سوى لهما...
و تقدمهما نحو المقاعد المشار لها من قبل المعلمة كانت علامة..
«هي البداية»



التموا على العشب قرب شجرة أوراق الكرز الزهرية، حيث كانت هبات الهواء تسقط أوراقها على رؤوسهم....
كانت كاورو مستندة على الشجرة تمسك بخصلاتها المتطايرة: هواء عليل..
أخذت ليندا نفسا بعمق: صدقت، يرد الروح.
منظر كاورو وملامحها التي كانت تعكس هدوءها جر إيريكا لإهباط رأسها فوق كتفها: الجو جميل بالفعل.
التفتت لها كاورو: مابك؟!..
أغمضت عينيها لحظات لتستعيد شعور الإستقرار: لاشيء..
أبعدت كاورو جسدها لتسقط إيريكا المندمجة بعالمها: تتصرفين بتودد يثير اشمئزازي...
وضعت إيريكا كفها مكان الألم...
((يا للحنان!))
لم يتمالك هاروكي ضحكته من هذا الموقف حيث أن هذه الأم لا تعي أمومتها بعد... و هي فتاة بطبع صبياني أيضا....و ابنتها هنا، تطلب حنانها الذي بنفسها لاتعرفه...
ثبتت ليندا نظرتها المعاتبة: و ما المضحك؟
حاول تمالك نفسه: لا تهتمي...
تركهم ناهضا ليتجول في المدرسة قليلا، تلك العادة التي يداولها دوما...
و عندما كان يمضي وقته بهدوء الوحدة الذي يحتاجه الشخص أحياناصادف صبي ذو طبع غريب، جالس بزاوية تحت النوافذ..ممسكا قلما بين أنامله و دفترا فوق رجله..
شعره البني الذي وصلت خصلاته لعينيه لم تخفي لون بؤبؤتيه المماثلة لشعره..




فتى هادئ اتخذ هذا المكان مركزا له للبعد عن الناس لسبب لم يعيه هاروكي حتى الآن..
اقترب منه بروية حتى أنه لم ينتبه لوجوده: أنت..
شده لينتبه لمناديه بصمت...
أعلن هاروكي عن استفساره: لم أنت منعزل هنا؟
"أنا أفكر.."
إجابة مبهمة تزيد التساؤلات: تفكر!
أومأ الفتى بالجلوس قائلا: يبدوا أنك جديد على هذه المدرسة...لا تبدوا مألوفا لي.
ابتسم هاروكي لسماعه هذا: بل أنت الجديد ظاهرا..
جملة هاروكي لم تكن من عبث فهو ما أن انتهت حصته حتى التم حوله الطلاب..منهم من يستهزأ به ذاكرا نومه في زاوية الساحة، و منهم من يظهر دهشته لكثرة شبهه بأبيه...
و قد يجد فتاة معجبة!..
و هذا الفتى لم يلمح لأي منهما، فبالكثير هو آت بداية هذا العام الدراسي...
أجابه الفتى بلكنة تظهر التزاون و الرزانة: أنت محق، أنا انتقلت هذا العام.
جلس بجانبه ينظر للشجيرات التي تقابله مع بعض البنايات: تفضل الوحدة.
" و عن أي وحدة تتحدث؟.. أنا لم أعزل نفسي كما تظن... لكن الإحتكاك بالناس ليس فني، بل جل حديثي منصب في داخلي فلا تفهمه ذوي الألسن كهذا الدفتر الذي في يدي أو كالأشجار التي تشاركني زفيرها و شهيقها..."
تنهد بملل: شاعري للغاية!
ابتسم ابتسامة لطيفة و أخرج كلماته دون تغيير لكنته: أرأيت؟...أنت لا تتقبل أسلوب كلامي أيضا.
تلبك و هو يحرك يديه نفيا محركا شفتيه بسرعة لإزالة سوء الفهم هذا: لا ....أنا لم أقصد.
أردف بأسلوب عادي بعد أن أنزل يديه : كل ماهناك ، أنها كلمات غريبة السياق.. خاصة لفتى.
ضحك الآخر ضحكة خفيفة: لا بأس ..لا بأس، لم أتضايق البته.
عدل هاروكي جلسته لينظر لما حوله بتمعن: في الواقع أنت محق، قد لايفهمك الناس أبدا..و قد تحتاج أن تشرك همومك مع ما ذكرت..أتصور أني في الوقت الحالي أفهمك.
طأطأ الطالب رأسه و كأنه تمنى عدم سماع هذا التأييد منه...
لم يلحظ هاروكي ذلك على ملامحه فمد يده للمصافحة مع ذاك الصبي: تشرفت بمعرفتك، أنا هاروكي نوكامي.
ترك الآخر قلمه الرمادي قبل أن يبادله تلامس اليدين: نيك مونديان.. فصل الثالث «ب».
شعر هاروكي بغرابة هذا التعريف، لكنه فضل مجاراته لألا يتحسس : فصل الثالث «أ».
" جيد، في عمري إذا"
" حقا، لكني أفضل دراسة"
اكتفى ببسمة خفيفة له و كأنه غير مكترث بينما كان هاروكي ينتظر رد فعل صبياني..
و هذا هو لقاء يجمع بين صديقين...
لقاء سينتهي بوقت و شكل يجهله كليهما، و المهم هو النفس التي تبتغي لحظات اللقاء لا الوداع...



تعارف الفتيات لايأخذ أكثر من خمس دقائق.. فخلالها، تسطيع معرفة ماتحبه من طعام و آخر الصيحات و اللون المفضل و الممثل المفضل و الشخصيات المميزة...تلك هي ميزة الفتيات التي تقرب الأرواح....لذا، حديث الفتيات لاينتهي..
و بطيات هذا الحديث تدبر إيريكا للأمور بألفاظ تجهل حقيقتها في أنها موجودة بالفعل هنا أم لا...
في تلك الأثناء اخترق ذاك السؤال أجواء جلستهما المرحة: و من أين أتيت إيريكا؟
صوت كاورو المستفسر لتجيبه إيريكا بسرد القصة مرة أخرى....
احتظنتها ليندا بعد سماعها لهذه القصة المهيجة لأحاسيسها: يا إلهي، قد عانيت الكثير هذه المدة...أتفهم وضعك.
أما كاورو خففت من ظاهرها المتصلب قليلا بوضعها يدها فوق يد إبنتها قائلة: نحن بجانبك منذ الآن.. و إن احتجت لأي شيء لاتخجلي من طلبه منا...
استأنست بوجودهما و أجابت بهمس: شكرا لكما...
رفعت صوتها لجوهر مسموع بوضوح: أظن أني حصلت على أفضل صديقات يمكن الحصول عليهن.
عرضت شفتي كاورو حتى بان سنها: في هذا محقة..لن تحصلي على أفضل منا .
بعد لحظات من تردد لطف هذه اللحظة توجهت ليندا لصديقتها: كاورو... ماذا حصل مع والدك و ديونه؟
تأففت و هي تضرب جبينها براحة يدها ضربتين متواليتين: أبي لا يدرك الوضع بتاتا... بإصرار أبقيه في المنزل.
أكملت بعد أن استقامت جلستها: و الآن بدأ يتاجر بأشياء بسيطة لمحلات تجارية ليجمع نقود دينه..أحد يوصل حقيبة للمنزل و أنا أستلمها ، ثم يخبرني والدي بالعنوان الذي يجب أن أبيع الحقيبة به.
أجابتها ليندا بقلب صادق: أتمنى خلاصكم من هذا المأزق ... بحق، لقد وقعتم بمخمصة صعبة.
وجهت نظرها لصديقتها: آمل أن تنتهي هذه المعاناة قريبا.. لقد أخذوا كل شيء، لم يبق لدينا شيء ليندا... لا طاقة لي بتحمل المزيد.
آذانها تلتقط المعلومات التي لم تسمع عنها طيلة حياتها لتحفزها على معرفة أسرار هذه الحياة بولع شديد...
فما سبب هذا الدين لرجل ذو منزل كالقصر بطلته؟!
و ما المأزق و المعاناة المقصودة...
اكتفت بإنتظار انكشاف الأمور بروية لألا تثير الشكوك..
صوت رنين قطع جلستهم ليعودوا أدراجهم معلنين نهاية وقت الإستراحة...



خطوات العودة للمنزل لم تتغير بطابع الضحك و المرح ، فهو ما يبعد أذهانهم عن مايمرون به مصاعب...
ومن هذه التسلية سخرية هاروكي ..: حقا، كدت أموت من الضحك...تستسقين الأمان من تلك الفتاة..!
ضربة من كوعها جعلته يرفع كفه لخصره المتألم: و من يتسمر كلما رأى فتاة الثانوية ذات الشعر الرمادي، لا أعلم هل شعرت بأمومتها المسقبلية أم أنك أغرمت بها أول نظرة...
ضيق عينيه قليلا: أو تظنين أنني لم ألحظ توترك و حركات أصابعك المثيرة للأعصاب عندما جلست بجانب والدك..
تنبه لما قال :..أقصد ريو.
علت ضحكاتها ليضحك تاليا....
استعاد بعض النشاط بمزحتهما هذه، فهي قد امتزجت بتلك الفكاهة اللتي اعتاد عليها منذ طفولته...
كلاهما لا يجهل سبب هذه التصرفات الغريبة و مغزاها، لذا أردف و هو رافع حقيبته السوداء قال: دعينا نتدرب على عدم الأخطاء الغريبة و التصرف كأصدقاء لهم.
تقدمت مجيبة: بداية بالأسماء.
بدأ يعد بأصابعه: كاورو..ليندا...يوري..هيجي..نيك..و ..ريو..
أثار عجبها اسم غريب: و من هو نيك؟!
التفت لعدم إخبارها بهذا الصديق الجديد...: آه...غريب الأطوار ذاك، هو فتى من الفصل «ب» تعرفت عليه اليوم.
وسعت حدقتيها قليلا: صديق من أول يوم..جيد.
تحول مناط الحديث بلسان هاروكي: لم لا نعرض عليهما العمل معنا.
توقفت عن المشي ضاربة ماتحتها بإمتعاض : مستحييييل.
أثيرت دهشته لهذه المعارضة الشديدة: لم لا ..؟!
بان الإعتراض في كلماتها: أنا أتيت للتفرقة بين والدي ، و أنت تقول لي بأن أكون الشخص الذي يجمع بينهما...هل أنت مغفل؟..ألا تريد العودة لعالمك؟!
رفع حاجبا ليظهر لها عدم قناعته: أنت تحاولين التفرقة..ها..ألم أخبرك أننا سندرس الوضع لنجد حل؟ ....فلو فرقت بينهما لن يكون لك وجود ، أي لو عدت بعد عشرين عاما..لن تكون هناك فتاة تسمى إيريكا...
تركته مع غضبها الذي لم تضمحل علاماته: إذا ، دعنا ننظر للتطورات دون تدخل.
تبعها بصمت و في داخله تأييد لهذا القرار .....





لم تطل وقفتهما أمام الباب ليظهر لهما ذاك الفتى بشعر مبعثر و بجامة نوم متوسطة الزرقة مع ملامح النعاس الكاشفة عن إستيقاضه توا.....
أخفى ملامح خموله بإبتسامة بينما أنامله تتخلخل تلك الخصلات و هو ينظر لهم: هذا أنتما..مرحبا...
قال هاروكي بنظرة استصغار له: قل مرحبا قبل كل شيء...
أنزل يده مبتعدا عن واجهة الشقة: أدخلا.
أجابته كاوروا: لا بأس ريو، كنا نريد فقط أن نعلم عن وقت العمل.
تثائب كعلامة لعدم انتهاء نعاسه: حسنا، إنه بالثالثة... لكن لا تأخذانه على محمل الجد بهذه الفترة... فنحن لم نرتب أموره بعد.
ابتعد هاروكي شاكرا لتتبعه إيريكا: أراك لاحقا.



صرخة إمرأة قطع طريق أولئك الأربعة المتحدون في المسير ....
ردة فعل هيجي التي لم يلحظوها بانت عندما رفع تلك المرأة الساقطة على الأرض: هل تأذيت؟
حركة النفي برأسها لم تكن كفيلة بتصديقه ، خاصة و هو يرى دموعا منسابة فوق وجنتيها.....
وقف أمام ذاك الشاب الذي ملأ عنقه بالسلاسل القصيرة و الطويلة مرتديا قميصا كحلي ذو ياقة عريضة و بنطال أبيض به بعض السلاسل الممتدة على جانبيها بشكل لولبي و شعره المصبوغ بتلك الألوان الغريبة البنفسجي و الأحمر ...
نظراته الصامته بغضب مشع جعلت صديقه يتمتم بين شفتيه: سيوسع ضربا..
أظهر هاروكي بعض ملامح الفخر: إن كان هذا المتبجح كما أعرف، فذاك الرجل حصل على أسوء لحظة في حياته.
أما هيجي فهو بحال لا تجعله يعي ما يجري من تجمع للناس و نظراتهم، فتقدم نحو المعني: لم تحصل على غير إمرأة ضعيفة لتبين مدى قوتك ؟
ضيق عينيه مع ابتسامة ساخرة: من الأفضل أن لا تتدخل فيما لا يعنيك .
حرك رأسه كأنه لم يعي ما سمع: أتدخل؟
خطى الرجل الشاب نحوه خطوتين مشيرا للمرأة المرتمية هناك: هذه زوجتي لذا لي الحق في التعامل معها كما أشاء... فاذهب و أكمل طريقك فقط.
تفل على الأرض تفلة ليوجه عينيه السوداوان لعيني الرجل مباشرة: سيكون لي الفخر بتخليصها من مهرج مثلك.
ضم شفتيه مخفيا إبتسامته : صن لسانك يافتى.
رسم بسمة تستفز كل من يقابلها و هو ضاما يديه في جيبيه: و ماذا ستفعل لو لم أفعل؟ ... ستستعرض بشعرك أم بزيك الغريب هذا....هنا ليس المكان المناسب...
أخرج يمناه مشيرا لما خلف المتحدث معه: أنظر.... بعد خمسون مترا تقريبا، لف على اليسار ثم أول زقاق على اليسار أيضا...
غلظ لهجته ليركز على هدفه: هناك سرك يستقبل خدماتك.
من الطبيعي أن ينفجر الرجل صافعا خد هيجي: وقح!...سوف ترى نتيجة إهانتك هذه.
عرضت شفتي هيجي ببرود غامض: وصلت لما أريد.
لحظة و ذاك الرجل يمسك معدته بكلتا يديه من شدة الألم العارض علبه: سحقا لك.
اعتدل بوقفته بعد ثوان ليبدأ العراك.......
" يستحق ما سيواجه"
جملة ختمت بها إيريكا هدوء الشارع.....



رجل في حدود أواسط الثلاثين واقف يجول في الغرفة حول المتعاركين بينما جلست إيريكا مع الإمرأة الشاحبة تهدئها....
نطق بصوته الجهوري الصارم و قد أشرك الغلظة في كلماته: و أنت... تضرب زوجتك في الشارع و تتوقع أن كل الناس حمير مثلك.
نظرته الحاقدة مبينة لما في خلده لكن لسانه لم يكن له الجرأة على معاتبة رئيس مركز الشرطة...
كان هيجي جريئا حين أكمل القصة بلسانه: و هو من اعتدى علي بالضرب عندما اعترضت فعلته ....
حول الشرطي بؤبؤتيه الرمادية نحوه: و كيف لي أن أصدق أنك لم تكن البادئ ؟
حرك اصبعه نحو الباب : شاهدان و هذه الفتاة التي هنا.
حصل كل شيء مخطط له و وقع الرجل على التعهدات بعدم الإعتداء على زوجته.. و مع ذلك، عوقب بالسجن لأسبوع كتأديب..
نظرات مهزوزة و يدين مرتعشة مع أن البسمة على شفتاها الوردية مرسومة غبطة بما وصل له الأمر...
أنزل الشرطي رأسه نحوها: لا تقلقي...كل شيء سيكون على مايرام، لن يستطيع إيذائك ثانية.
كلماتها التي تكاد تكون متقطعة بينت سبب هذه المشكلة: لق..د ... طردت .....من العمل، لذا...هو..غا...ضب...راتب...ي يريده....
عضت إيريكا على شفتيها: ياله من جشع....
أمسكت بيدي إيريكا منطلقة بلسانها: لديه سبب...ابننا سايكوا مريض، و يحتاج لعملية...راتب عمله لايكفي.
انقلبت الموازين النفسية بسماع ما لم يتوقع...
ذاك الرجل غاضب لمشاعره الأبوية...
نهض الشرطي متحنحنا: و مع هذا...ضرب زوجته و تصرفه الغير لائق يستدعي بعض التأديب.
أهبطت رأسها لتكون خصلاتها غطاء لملامحها: هو يغضب...يضرب... يهين أيضا، لكنه زوجي و لا أستطيع تغيير هذا ... هو عمود استقراري و أب طفلي و هذا يكفيني لتحمله...

سلبت نظرات استحسانهم مع الإعجاب لكونها إمرأة عرفت أسمى ما يمكن أن تملكه إمرأة... الصبر و التضحية... و في حياة كل أم لها بصمة......
ربت الظابط على كتف البطل هيجي: أجدت دورك هيجي... تطبيق جيد.
ضرب برجله على الأرض و يده ة بجانب رأسه: واجبي سيدي.
أبدى رضاه بتصرف هيجي: و تتمرن على الإنظباط أيضا.
أظهر بسمة لا تكاد ترى : نتيجة درسك سيد سايكوا.
اعترض الواقف قريبا منذ أن دخل لإبداء شهادته: أستاذ...قليلا من التقدير لي.
غمز له غمزة مرحة: غدا تطبيقك أنت.
كان شخصا مألوفا لإبني هذين الشرطيين، فهما يريانه منذ الطفولة...لكن أن يكون هو أستاذهما لهو شيء جديد...
خرجوا بصمت متحدثين عن طريقة تطفئ غضب يوري المؤكد من هذا التأخير...
تأخير من جميع العاملين...



حركة في ذلك المطبخ الصغير و رائحة طيبة تفوح واصلة حاسة شمهم: يبدوا أنها أتت مرة أخرى..
هذا ماقاله ريو قاطعا سلسلة استلطاف إيريكا لهذه الرائحة الزكية....
دخلوا لحيث المصدر ليروا شابة شديدة الجمال ، وضعت مريلة الطبخ البيضاء .... شعرها الأسود منسدل لنهاية ظهرها و بؤبؤتيها اللامعتان سوادا أكحلت عينها بجمال و الحنيه مع بعض المرح الظاهر في طبعها...
أدارت جسدها لتظهر ملامحها الأنثوية أمامهم....




اقترب ريو منها لينزع عنها المريلة: لم أنت هنا ميواكو؟!....ألم يخبرك الطبيب بالراحة...
ظهر صوتها الهادئ و هي تجيبه: دعوني أتحرك قليلا، مللت الجلوس في المنزل دون حركة.
قال بلكنة احتجاج: تنوين إيقاعنا مع يوري في المشاكل.
استفسر هاروكي عنها: من هذه ؟..ظننت أننا الوحيدون هنا.
أجاب هيجي مشيرا لها: ميواكوا، زوجة يوري... إنها كأخت لي و ليوري.
أرادت إيريكا التوضيح لماتبادر لها: أتقصد إنهما....
صمتت قبل أن تتم جملتها ، و فهم هاروكي مغزى مسكها لسانها ..
(( تسائلت عن أساميهما المألوفة في نفسي...إذا، هما عمي و زوجته اللذان يعيشان بأمركا ...))
نظرت إيريكا لمن كان ريو يتحدث عنها كثيرا....
تلك التي عاشت معهما في الميتم منذ نعومة أظفارهما...
كما وصف والدها، هادئة و حنونة و مرحة و يبدوا عليها النضج و التفهم...
هذه هي المفاجآت التي تتوالى بإسعادهم و بإثارة مزيد من التساؤلات لهذه المجهولات التي لا يعلموا منها شيئا....
لاحظت ميواكوا الواقفين هناك فغطت فمها بأناملها البيضاء الضعيفة لتسمعهم ضحكة خيفية: هل وجدت أخاك التوأم هيجي؟
ظهر الإنزعاج فورا عليهما ليجيبها: توقفي ميواكوا.. يكفي ما خططه زوجك الأحمق ذاك....
اقتربت منه و ضربت جبينه بخفة: ألا ترى أنك تتحدث عن من أكبر منك بفضاضة؟
أجابها بغيظ انتابه: ميواكوا، أنا لست الطفل الذي ترعينه.
لوحت بيدها نحو إيريكا و هاروكي: أهلا بكما...
أحنت رأسها نحوهما: وافدين أم مطرودين؟
ظهر صوت الوافد ذو الشعر الأخضر: غدا لو حصل تأخير ساعة و نصف سيكونون مطرودين جميعا.
اقترب ريو واضعا كوعه الأيسر فوق كتف يوري و محركا يده الأخرى بحركات توضيح مرحة: لا تعلم يوري ماصادفنا و نحن بطريقنا....رجل يضرب زوجته حتى رماها أرضا وسط الشارع...
رفع يوري يده : و ظهرت بطولتكم بإنقاذها...
وجه نظرة جدية لهم: يجب أن تتركوا روح الإنسانية هذا وقت عملي... لا أن تأتيا لي آخر وقت العمل بعد أن تنقذا إمرأة أو أن تقبضا على لص و قاتل... أتركا هذا للشرطة.
أجاب هيجي جالسا بكرسي حديدي رمادي هناك: على كل لا عمل مهم غير أن نبحث بترتيبات هذين الجديدين اليوم.
نظر تجاهه ليلتفت لزوجته : أنتي؟...ألا تستسلمين .
أخرجت لسانها بطفولية: و لن أفعل حبيبي.
تنهد بيأس منها: و ما هذه الحبيبي هنا؟! ... إنها تغضبني فقط .. تستخدمينها لكي أتوقف عن المعاتبة..
أخذت تقترب منه بإمتعاض: صدقني يجب أن تجرب عدم الحركة لأسبوع كي أفهم ما أعني.. أشعر بالخمول و التعب من كثرة الجلوس.
أشار لوجهها: بل هي أعراض الحمل عزيزتي... و عليه، يجب أن تتوقفي عن العمل بتاتا.
أيده هيجي: أصغ لزوجك و عودي للمنزل... سوف أزورك الليلة لقضاء بعض الوقت.
أظهرت المعارضة بملامحها لحظات ثم نزعت تلك المريلة : حسنا حسنا، فهمت...أنتظركما الليلة..
اقتربت من تلك الواقفة للمجريات: و أنت و رفيقك أيضا.
أجابت ببعض التلعثم:... لا.. لن أزعجكم في هذا الإجتماع العائلي.
رفع ريو وجهه ناحيتها: لا تهتمي..هي دعتك بنفسهت، فلا تردي دعوتها.
أيد هاروكي: لا بأس، أنا سوف آتي .
"لأنك قطعة صمغ"
جملة معروف صاحبها ليغيظ هاروكي: قطعة الصمغ هذه ستلوث ملابسك..من الأفضل أن تبتعد عنها.
" تطردني من منزل أختي..."
و استمر الشجار بينهما بينما اقترب ريو من إيريكا : دعيني أعلمك قواعد الطبخ الأساسية حالما ينتهيان.
إهانة لا شعورية صعقتها : ريو..
جر يدها ذاهبا لمقصده أمام الطاولة : لا أعذار..يكفيك أنك ستتعلمين الطبخ من ريو العبقري.
جرت يدها: أنا سأتعلم الطبخ بنفسي.
ضرب جبينها: صمتا...استمعي لما سأقول...
قاطعته بإحتجاج: لم أنت مصر ، قلت لا أريدك أن تعلمني.
أظهر أسناناته اللامعة : هل تظنين أنك ستقعين بحبي؟...لا بأس لدي، فأنا لا أملك فتاة حتى الآن...
قرب وجهه منها: و لايمكنني أن أعترض على فتاة جميلة مثلك....
كان هاروكي قد توقف عن مشاداته مع هيجي ناظرا نحو إيريكا و أبيها....: هل هذا الفتى معجب بإيريكا؟!
دفعته إيريكا ساخرة: و من البلهاء التي ستقع بحبك؟..يا إلهي...
اعتلت ضحكاته و غمز غمزة مرحة لهاروكي: أمزح يافتى...تقبل المزاح السليم.
أقبض كفه:قلتها للسلامة.
باتت تحرك عينيها بضجر: أنتم حقا تحبون الإزعاج.
أجابها هاروكي: لا يجب أن يغيب البطل في الفلم الدرامي... أليس كذلك؟
وضع يوري يده فوق كتف هاروكي: فلم درامي !... تكذب جيدا.
مد سبابته نحو ريو: لست كتلميذ لهذا الواقف أمامك.



جنى الليل الدامس الذي تنيره أضواء نجوم يتوسطها ذاك الهلال الساطع ....
كانت سماء صافية لا تشوبها أية غيوم ، و تلك الليلة كانت تنتظر معاني السعادة بجمعة بسيطة لبعض الأصدقاء اللذين قرروا الإجتماع تحت سقف مدير عملهم يوري...
مشاعر قرابة التفت حول قلب الجميع دون أن يدرك مايعني هذا الشعور...
و بين جدران غرفة متواضعة كانت تلك الفتاة ذات الشعر الأشعر الذي يصل لما تحت كتفيها و العينان الأرجوانتيان ممتدة فوق سريرها تفكر بالمجريات...
أخذتها غشوة راحة أوقفت تحركها....



جلست لتنهض من غرفتها متجهة لتلك الغرفة التي ضمت أسوء ذكرياتها...
أسوء لحظة بصفعة والدها فوق وجنة أمها...صرخات أمها المتوالية و كأنها تمقت زوجها....
عدم راحتها... عدم استقرارها....
توقفت لدى الباب تستمع لصوت أمها المتحدثة عبر هاتفها المحمول: أعلم....هي نائمة منذ أتت... سأخبرها غدا...
وضعت يدها نحو بطنها ة:..أتظن أنها ستفرح بالخبر...
أهبطت رأسها متمة:... أن يدخل لعائلتنا عضو جديد....
ركزت فترة سمعها على من يحدثها لتجيب:.... عن ذلك، لا تهتم...فأنا أحاول تفهم الوضع بعد إظهار ذاك الملمح البطولي الغبي....
ضحكت ضحكة خفيفة لتعود ملامح تفهم عليها: يجب أن تخبرني عن هذه المهمة التي تهلك الأعصاب بعدما تنتهي.... حسنا، انتبه لنفسك ريو.
أرادت الإقتراب لكنها رأت نفسها قد فتحت جفنيها على السرير الذي ضم حيرتها...
وضعت يدها فوق رأسها قبل أن تجلس: ما ذلك الذي ترائى لي توا؟!...
تفكيرها ذهب يجول نحو هذا الشيء..
(( هل ما رأيته كان في زمننا؟...هل هو حلم فقط؟.... هل تلك علامة عودتي ؟...))
نهضت لتترك الأفكار خلفها مؤقتا و تأخذ حماما ساخنا ترتدي بعده قميصها الأرجواني مع البنطال الأسود تهيئا لأول دعوة تتلاقاها و اتجهت نحو المكان الذي علا به ضجيج الفتيان الثلاثة...



ترفع قدما و تضع أخرى بمرح التم بخطواتها... تستدير و تري هاروكي مالفتها أو شد انتباهها من ملابس أو أحذية أو مجمعات تجارية ضخمة...
و تحت ظل الأجواء التي رسمت ملامح الراحة على وجهها، ظهر آخر شيء تتمناه.....
هاقد انتبه ريو لتلك الفتاة ذات الشعر الأشقر المنسدل لتضيق عينيه بجدية: هيجي... تلك هي التي سرقت محفظتي...
علا صوتها منادية لها: ريو... تعال و انظر، بهذا القميص أجمل لون تستطيع اختياره.
لكن آذانه لم تكن صاغية و أفكاره لم تكن واعية، خطواته هي القائدة التي توجهه نحو ما يعلم سر أقداره، و تظن إيريكا أنها تعلم دون أن تفكر بتلك النقاط المجهولة التي واجهتها....
أدار جسدها و قال بجوهرية: أنت... كيف لك أن تسرقي محفظتي؟
أجابته بعينين باردتين: أنا...!





سظ،- ما الذي تتاجر به كاورو؟
سظ¢- هل هناك سبب لجلوس نيك لوحده أم أنها رغبة شخصية؟
سظ£- هل ما رأته إيريكا حلم أم لحظة من زمنها؟
سظ¤- هل ستسطيع كاوروا الإفلات من هاروكي للوقت الراهن؟
سظ¥- أجمل مقطع؟
سظ¦- إنتقادات؟..

قراءة مُمتعة ،،



.



.


 
 توقيع : ورده المودة

















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 03-04-2020 الساعة 10:04 PM