عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2020, 09:52 PM   #2
Titanium
عضو لا مثيل له


الصورة الرمزية Titanium
Titanium غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 230
 تاريخ التسجيل :  Apr 2020
 العمر : 25
 المشاركات : 2,017 [ + ]
 التقييم :  3844
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Female
 SMS ~
ما دام القادمُ بيد الله فنحن
بخير دائماً .
لوني المفضل : Gold
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة








حياة من العفن

البنسلين مضاد حيوي شكل اكتشافه بداية عصر المضادات الحيوية، ويعد
أحد أعظم التطورات في الطب العلاجي. وقام باكتشافه العالم ألكسندر فليمنغ .
وقبل البنسلين والمضادات الحيوية لم يكن هناك علاج فعال للعدوى مثل
الالتهاب الرئوي أو السيلان، وكانت المستشفيات مليئة بأشخاص أصيبوا
بتسمم في الدم بعد أن خضعوا لعملية جراحية أو خدش،
ولم يكن بوسع الأطباء أن يتعاملوا مع هذه الحالات، وكان يتم
فقط تقديم الدعم المتاح لها ومراقبتها.






الكسندر فليمنغ

عالم اسكتلندي ولد سنة 1881 ، كان عالم نباتات وأحيائي وصيدلاني ،
اكتشف انزيم اللايسوزايم عام 1923 ، وكذلك المضاد الحيوي البنسلين
المشتق من العفن عام 1928 ، حاز السير ألكسندر فلمنج على جائزة نوبل في
الطب عام 1945 مع العالمين إرنست تشين وهوارد فلوري. دخل فلمنج المجال الطبي
في عام 1901 ودرس في كلية St. Mary’s Hospital Medical School
في جامعة لندن.وأثناء دراسته فيها عام 1908 فاز فلمنج بالميدالية الذهبية
كأفضل طالب في كلية الطب ذاتها . كان هدف فلمنج أن يصبح جراحًا،
لكن عمله المؤقت في قسم التلقيح في مستشفى «St. Mary’s»
ساهم في ميله نحو التخصص في علم الجراثيم.هناك استطاع
فلمنج أن يطًور من مهارته البحثية على يد الخبير في علم الجراثيم
وعلم المناعة السير ألمروث إدوارد رايت




في أثناء الحرب العالمية الأولى، أرسل فليمنج ورايت إلى فرنسا
حيث عملا على تضميد جراح الجنود المصابين، وكان الأطباء
في ذلك الوقت يعتمدون على المطهرات لعلاج الجروح في المعارك.
لكن فليمنج لاَحظ إِن الفينول أو حمض الكربوليك ، (الذي يَُعد أشهَر
مطهر في ذلك الوقت) كان ضرره يفوق نفعه ؛حيث إنه يقتل كرات الدم
البيضاء أسرع من البكتيريا، وكان يعرف أن هذا أمر سيئ؛
لأن تلك الكرات هي وسائل الدفاع الطبيعية للجسم ضد البكتيريا
وكنتيجة لذلك كان العديد من الجنود يموتون جراء العلاج بالمطهرات
لا العدوى وهذه النتيجة التى توصل إليها، دفعت فلمنج إلى أن
يقترح طريقة أكثر فعالية في علاج الجروح تتلخص ببساطة
في إبقاء الجروح جافةً ونظيفة، ولكن للأسف لم يجد فلمنج آذان
صاغية تستمع إليه لذا ذهب اقتراحه أدراج الرياح.







في عام 1922، اكتشف فليمنج بالمصادفة مضاٍّدا حيويٍّا يقتل
البكتيريا دون أن يقتل كرات الدم البيضاء . فبينما كان فليمنج
يعاني من نزلة برد، صنَع مزرعة من بعض إفرازاته الأنفية،
وبينما كان يفحص طبق المزرعة المليئة ببكتيريا صفراء،
سقطت دمعة من عينه في الطبق. وعندما فحص المزرعة في
اليوم التالي، وجد مساحة خالية حيث سقطت الدمعة؛ فجعلته
ملاحظته الدقيقة وحبه الشديد للبحث يتو َّصل إلى الاستنتاج
الصحيح ، تحتوي الدمعة على مادٍة تسبب بالتدمير السريع (الانحلال)
للبكتيريا، لكنها لا تضر بالنسيج البشري. و َسمى إنزيم
المضاد الحيوي الموجود في الدمعة (اللايسوزيم) لكن اتضح أن
تلك المادة ليَسْت لها أهمية عملية كبيرة ؛لأن الجراثيم التي
كانت تقتلها كانت غير ضارة نسبيٍّا، لكن هذا الاكتشاف
كان مقدمة ضرورية لاكتشاف البنسلين..
...

في عام 1928، كان فليمنجُ منشِغًلا بإجراء أبحاث عن الإنفلونزا،
وبينما كان يقوم ببعض الإجراءات المعملية الروتينية التي تتضمن
فحصاً ميكروسكوبيٍّا لمزارع البكتيريا التي يتم إنماؤها في
أطباق بتري (وهي أطباق زجاجية مسطحة لها أغطية)
لاحظ في أحد الأطباق مساحة خالية غير معتادة، وأظهر الفحص
أن المساحة الخالية كانت تحيط بمنطقة وقع فيها القليل من الَعفن ،
متذكرًا تجربته مع اللايسوزيم، استنتج فليمنج أن الَعفن يُنِتج شيئًا يقتل
البكتيريا العنقودية في طبق المزرعة. عزل فليمنج الَعفن وحدد أنه ينتمي
لنوع البنسليوم ، وسمى المادة المضادة للجراثيم التي كان ينتجها البنسلين.
أثبت فليمنج بعد ذلك أن البنسلين غير سام بالنسبة إلى الحيوانات وغير ضار لخلايا ِ
الجسم. وقد قال عن ذلك:
إن كونه غير سام بالنسبة إلى كرات الدم البيضاء هو ما أقنعني أنه سيصبح
يو ًما ما بمنزلة مادة علاجية ... إن البنسلين الخام يُوقف نمو البكتيريا ِ
العنقودية تماماً في محلول مخفف بنسبة واحد في الألف عند اختباره في الدم
البشري، لكنه ليس له تأثير سام على كرات الدم البيضاء أكثر من وسط المزرعة الأصلي

...

بعد ذلك كان هوارد فلوري وإرنست تشين وزملاؤهما بمدرسة
السير ويليام دان للباثولوجيا في جامعة أكسفورد قد حولوا
البنسلين من فضول مختبر إلى دواء ينقذ الحياة، وذلك عبر العمل
على تنقية البنسلين عام 1939.وعام 1940 أجرى فلوري
تجارب أظهرت أن البنسلين يمكن أن يحمي الفئران ضد العدوى
من المكورات العقدية القاتلة.



 

رد مع اقتباس