الموضوع: اي صديق
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2022, 05:28 AM   #9
عَنقَاء.

𖤓☾



الصورة الرمزية عَنقَاء.
عَنقَاء. غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6116
 تاريخ التسجيل :  Mar 2021
 المشاركات : 21,557 [ + ]
 التقييم :  188532
 الدولهـ
Morocco
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 69
تم شكره 157 مرة في 86 مشاركة
cup



-

ميم

السلام عليكم ورحمَة الله تعالى وبركَاته .
بقي القليل ليكمل موضوعك سنته الثالثة،
عجبًا كيف لم أنتبه له، خاصة وأن عنوانه يشد من لا يُشد.
أتمنى أن يجِدك ردي في أتم الصحة والعافية عزيزتي سارة .

اقتباس:
رمضان مبارك
عِيدكِ مبارك سعيدٌ وكل سنة وأنتِ لله اقرب .


اقتباس:
الإنسان بطبعه كائن اجتماعي بيحتاج وجود أشخاص جمبه تسانده
أشخاص نقضي وقتنا معاهم و نكون جمب بعض ف لحظات هبوطنا ولحظات صعودنا
أشخاص فهماك وبتشجعك تكمل الحياة.. حياتنا ممكن مش هكمل الا بيهم
دا رأي عن الاصدقاء
كلامُك لا خلاف فيه، فالإنسان -حقيقة- بطبعه هو كائن اجتماعي، وإن عدنا بالزمن لأوقات سحيقة وحتى بغياب التطور وأساليب العيش الحالية بعالمنا الحديث، فإننا نلحظ غياب أمور كثيرة ومتباينة إلا أمرين رئيسيين اثنين، وهما التدين والاجتماعية.
لذلك فالإنسان -كسائر الكائنات الأخرى على هذا الكوكب- يعيش بمجتمعات -بغض النظر عن حجمها وكثافتها-.

لكن بالنسبة للأفكار التي تتبع فكرة اجتماعية الإنسان فهنا وقفت للحظات متأملة الجمل التي تصفين بها الصديق والذي وضعته بخانة صفة الاجتماعية.
قد أختلف قليلًا هنا فيما يخص الجمع بين الاجتماعية والاحتياجات والصديق.
لنبدأ أولا بتبسيط المفاهيم لتتضح لنا الصورة بشكل أدق، لنبدأ مع مفهوم الاجتماعية عند الإنسان.
الاجتماعية هي سمة أو صفة وليست حِكرًا على البشر فقط، بل ويتقاسمها مع كائنات حية أخرى، وهذا يجعلنا نزيل نجمة الامتياز والتفرد بصفة الاجتماعية من البشر ونعود لنكمل الكلام عن هذه السمة المعقدة، طبعًا معقدة، فحقيقة الاجتماعية هي مختلفة عما نتصورها جميعًا، أن تكون اجتماعيًا ليس بالضرورة أن تكون واعيا أو مستقصِدًا تفاعلاتك مع من هم حولك، بل هذا أمر يحدث دون وعي منك في بيئتك، مما يأخذنا لنقطة جوهرية ألا وهي فطرية هذه السمة في البشر وباقي الكائنات الحية.
لكن إن كانت الاجتماعية سمة فطرية، أيجعل منا ذلك أصدقاءً لكل من حدث وتفاعلنا معهم دون إدراكٍ منا فقط لأننا احتجنا لمساندتهم في موقف معين أو أشخاص مروا بنا لظروفٍ معينة وجمعتنا بهم أمور مبنية على "رغبتك في من يشجعك ورغبتهم في التشجيع" لا غير؟
أيعقل أن يوضع مفهوم عظيم كالصداقة بهكذا تعريف هزيل؟
لا أختلف معك، فلكل نظرته للأمور يا سارة، لكنني ارتأيت أنه يجب علي الدفاع قليلًا عن هذا المفهوم العميق.
ونعود الآن لنقطة الاجتماعية لنخلص لفكرة أنه ليس كل من جمعتنا به سمتنا الفطرية في الاجتماعية هو صديق، إذا، كيف تُحدد الصداقة؟

قبل أن نغوص في غمار هذا المفهوم دعينا نمر لنقطة الاحتياجات،
هنا لنسلط الضوء على كلمات قوية ذكرتها بموضوعك، أهمها: " مساندة، قضاء وقت، لحظات هبوط وصعود، تشجيع، حياتنا مش بتكمل بدونهم".
كلماتُكِ هنا كانت قوية جدًا وكذلك خطيرَة جدًا وبوصفي هذا فأنا مركزة على آخر تعبير لك عن "الصديق".
افتِقارنا لشيء ما يجعلنا نبحث عنه عند غيرِنا لنستمده منهم ونملأ ثغور نقصنا به، لكن وإن قمتَ بملئه فإنك ستجد نفسك عائدًا مجددا واضعًا قنينتك على أمل أن تملأ ثقوب النقص من جديد، أنت لن تعلم أين الخلل في ذلك، ولا الخلل موجود في ذلك "الصديق" حتى، لكنك وكلما شعرت أنك ملأتها تجدها تنساب من كل جانبٍ وتعود لصورة النقص مجبرة إياك أن تبحث عن ذلك "الصديق" في محاولة يائسة منك من أن تجعل "حياتك كاملة به، لأنها لا تكتمل بدونه".
لكن مشكلة اكتمال حياتك، في الحقيقة، لا تقف على صديقك بل على ما تحدده أنت بنفسك، فكما وضعت الصديق هو المكمل فأنت قادِر على جعل صخرة صماء مكملة لحياتك ولا غنى لك عنها أبدا ما دامت تجعلك قادرا على الوصول وتحقيق متطلباتك وإن لم تكن مدركًا للأمر.
لا أريد الإطالة في الأمر، لذلك سأمر لنقطة الصداقة الآن.

الصداقة، كما سبق وذكرت، فلكل شخصٍ نظرته الخاصة عن الصداقة، وبالفعل للتو قرأت عن نظرتك وهي سبب جريدتي هذه، عمومًا، فتركيزي على وصفك للصداقة لم يكن إلا لتسليط الضوء على عمق المفهوم، لأن وصفك لم يكن وصف الصديق بل كان وصفًا يضم أشخاصا بصفات مختلفة ولم أستطع إيجاد ولا واحد منهم حاملا لصفة الصديق، لذا دعيني أبدأ ما دمتُ قد وصلت للجزء الأهم، لكن دعيني أفتتح حديثي بحروفٍ طاهِرة مقدسة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنَّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، والْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً"

قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرءُ على دينِ خليلِهِ، فلينظُر أحدُكُم مَن يخالِل"

قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يَأْكُلْ طعامَك إلا تَقِيٌّ"

قَال تَعالى: {الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ}

بعد التمعن في هذه النصوص الكريمة، يتضح أن الصداقة ليست ما نستطيع وصفه في بضع صفاتٍ سطحية قد يتشارك فيه الغرباء كذلك، بل الصداقة خاضعة لمقوماتٍ ومعاير قوية وصارمة، وإلا فلم يكن ليكون لها ذكر ووصف وكذا توضيح بكتابه عز وجل وأحاديث نبيه الكريم، لكن على العكس من ذلك، فقد ورد في العديد من الآيات والأحاديث وصف الصديق بحالته التقية وكذا العكس، وهنا نجد أنفسنا متأملين، كيف نميز بين التقي والذي سيأخذ بنا للطريق السوي المستقيم وبين من يجب علينا تجنبه والإعراض عنه؟

بكل بساطة، وإن أردت تلخيص جريدتي في سطر كنت لأكتب "من يشد بيدك لطريق الله" أو لألخصها أكثر؟ الصديق بكل بساطة هو "من يعرف الله ويتقيه حق تقاته".

الآن فقط نستطيع أن نتكلم عن صفاتِ هذا الصديق أو الصداقة التي كرمت بالذكر في بالكتاب والحديث، كيف يكون هذا الصديق التقي المعطر بالمِسك؟
لعلي بالفعل لخصت كل الصفات في جملة "هو من يتقي الله حق تقاته"، فهذا الصديق هو الذي يشد بيدك لدار الحق، من صفاته التقوى وحسن الخلق والرزانة وكذا الحكمة، أن يذكرك إن نسيت وينبهك إن هفوت، الصديق يا سارة هو الذي تجدينه معك لا منقلبا ضدك في هذه اللحظة:

قَال تَعالى: {الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ}

أظنني اطلت الرد، كنت سأزيد لكنني حرفيا قد غلبني النعاس ")
أتمنى أن أراك وأرى مواضيعًا جديدة لكِ بالقسم.
لا توقفي افكارك، واغدقينا بتساؤلاتك يا جميلة .
حفظكِ الرحمن .


 
 توقيع : عَنقَاء.


التعديل الأخير تم بواسطة MiMi ; 07-09-2022 الساعة 05:54 AM

رد مع اقتباس