الموضوع: سبارتينا |h.s
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2020, 06:21 PM   #4
EINAS



الصورة الرمزية EINAS
EINAS غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 219
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 المشاركات : 5,823 [ + ]
 التقييم :  9352
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 SMS ~
التفاؤل في ظل هذه الظروف يكاد يكون وقاحة !..
لوني المفضل : Pink
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

سبارتينا |h.s










بارت1


حاكت الشمسُ من أشّعتها وشاحاً لتُحيطَ بهِ لوس أنجلوس، مدينة الأحلام.. المدينة التي يُصارع الأغلب من أجل زيارتها
ولربما البقاءُ فيها وتحقيق هدفٍ ما.

هذا كان مُنافٍ تماماً لمشاعر ماريآن، التي ضغطَت على القلم بتوتر بينما نظرت مابين الورقة ووجه الأستاذ.
سعلَ الأستاذ ليلفت إنتباهها ثم سأل: "هل أنتِ متأكدة من هذا؟"
صمتت ماريآن وقد عضّت شفتها السفلية في تفكير، هي تعلمُ جيداً بأنها ستندم على هذا القرار، تعلمُ جيداً بأنهُ حالما توقع هذه الورقة ستهوي أحلامها للهاوية.
ولكن كان هذا الخيار الوحيد أمامها، فأخذت نفساً عميقاً ثم زفرتهُ مستسلمة لقساوة هذهِ اللحظة ووقعت على تلك الورقة.

ابتسم الأستاذ إبتسامة حزينة عندما لاحظ معاناة ماريآن في استجماع قوّتها، ثم عدّل ربطة عنقهِ وأخذَ منها الورقة قائلاً بلُطف: "تهانيّ لكِ، أتمنى أن تشعُري بالرّاحة في قسمكِ الجديد".
كانت تلك الكلمة كالصفعة على وجهها، فهي لم تُرِد الإنتقال مُطلقاً، أرادت أن تدرس مهارات علم النفس لبقية حياتها الجامعية، ولكن هاهي تطلبُ الإنتقال لمجال المُحاسبة والإقتصاد لهدفٍ لا تعرفهُ على وجه التحديد وإنما هذا ماطلبتهُ منها زوجة والدها وإلا ستتوقف عن دفع تكاليف جامعتها.

خرجت ماريآن من الجامعة بخطوات ثقيلة، تُحاول الإستعداد نفسياً لتقبّل مجال دراستها الجديد.
إهتزّ هاتفها ليُقاطع تفكيرها، كان إسم "جيني" زوجة أبيها يُضيء شاشة الهاتف.

أجابت ماريآن بشيءٍ من التعب: "مرحباً.."
أتاها صوتُ جينيڤر الحاد من على الطرف الآخر: "لا تنسي مقابلة العمل بعد نصف ساعة، هل أنتقلتي؟"
صمتت ماريآن قليلاً تحاول كبحَ غضبها ودموعها ثم أجابت:"لقد فعلت، وسأذهبُ لمقابلة العمل الآن."
هدأت نبرة جينيڤر قائلة برضا: "جيد، لقد تطلّب الأمرُ مني جهداً حتى أقنع السيّد ستايلز بعمل مقابلة عمل معكِ بالرّغم من أنكِ لا تزالين طالبة جامعية."
أوقفت ماريآن سيارّة أجرة بينما استمعت لزوجة أبيها على الهاتف تتذمر من كونها جاحدة للجميل ويجب أن تشكرها.
تنهدت ماريآن بينما صعدت للسيارة قائلة لجينيڤر على الهاتف: "لستُ أفهم لماذا طلبتِ مني تغيير مجال دراستي."
أجابت جينيڤر بنفاذ صبر: "ستعرفين لاحقاً، والآن لديكِ مقابلة عمل لتنجحي فيها."
مهما حاولت ماريآن تفسير تغيير جينيڤر المفاجيء.. لا تستطيع، فهي كانت لطيفة جداً معها وقد كان كلّ شيءٍ مثاليّ حتى توّفى والدها، بدأ كلّ شيء ينهار، تغيرت جينيڤر وبدأت تتذمر من ماريآن، وتخبرها بأنهُ عليها العمل في وظيفة براتبٍ جيد حتى تساعدها في الأمور الماليّة، ثم جلبَت إبنتها المراهقة 'لورا' من زوجها السابق لتعيش معهما، وكأنهُ كان ينقصها فرداً آخر.
كان مجال دراسة ماريآن هو الشيء الوحيد الذي قد يُبهجها والآن قد فقدته..
...

أجراس الكنيسة العتيقة دقّت..
وخفقَ قلبي مع كُل دقّة..
ثوب زفافي الطويل يحملُ في ذيله أحزاني..
وصوتُ ذلك الرّجل في أُذني يحثني على الهرب.
كانت جينيڤر تعملُ كمُصممة أزياء مبتدئة في عملها وقد دعتها إحدى صديقاتها لحفلة خيرية لأطفال السرطان وقد قابلت السيد ستايلز الذي لم تنفكَ جينيڤر عن الحديث معه، خصوصاً بعد معرفتها بأنهُ يملك شركة ستايلز لإنتاج الموسيقى، حتى أقنعتهُ بإجراء مقابلة مع ماريآن، وقد ظنّت ماريآن بأنهُ على الأرجح وافق فقط ليجعل جيني تخرس للحظة.

ركنَ سائق الأُجرة مقابل مدخل الشركة ثم نزلت ماريآن بعد أن دفعت له أجرته.
رتبت ثيابها الرّسمية ثم قبّضت يداها على حقيبتها الصغيرة ودخلت.
كان المكانُ كبيراً جداً، وقد بدا الجميعُ هناكَ رسميّ ببذلاتهم باهظة الثمن، الجميعُ مشغول، كان مكاناً لم تنتمي لهُ ماريآن مطلقاً.. على الأقل ليسَ الآن.

تقدمت ماريآن نحو مكتب الإستقبال ثم ابتسمت للموظفة متسائلة: "عذراً، لدّي مقابلة عمل الساعة الثانية والنصف."
نظرت موظفة الإستقبال نحو ماريآن بإستغراب، ربما لأنها بدت صغيرة جداً لتطلبَ عملاً هُنا.
ابتسمت الموظفة أخيراً ثم تفحصّت الأوراق التي أمامها وعادت تنظر لماريآن قائلة: "في الوقت تماماً، إتبعيني."
نهضت الموظفة وتبعتها ماريآن نحو المصعد، ثم صعدا للأعلى.
أشارت الموظفة نحو بابٍ في الرّكن قائلة: "السيد ستايلز في إجتماعٍ الآن، سيقابلكِ السيد هوران."
تمنّت ماريآن بداخلها أن يكون السيد هوران لطيفاً.

طرقَت ماريآن الباب ثم دخلت بعد أن سمعت صوت السيد هوران من الداخل يسمح لها بالدخول.
رتبّت ماريآن ملابسها مجدداً في حركة توتر ثم نظرت أرضاً قائلة بهدوء الكلام الذي تدربت عليه مسبقاً: "مرحباً، أنا ماريآن سكوفيلد، وقد تقـ.."
قاطعها السيد هوران ضاحكاً: "لماذا التوتر؟ إهدئي أنا لستُ هاري."

رفعت ماريآن وجهها من الأرض نحو وجهه بصدمة، وقد انصدمت أكثر عندما رأت كم يبدو السيد هوران صغيراً في العُمر، بشعرهِ الأشقر وعيناهِ الزرقاوين.

"المعذرة؟" قالت ماريآن مجدداً.
ابتسم السيد هوران ثم أشار لها بالجلوس في الكرسيّ مقابل المكتب.
جلست ماريآن، ثم همّت بالتحدث لولا أن قاطعها السيد هوران مجدداً بقولهِ: "إذاً، تدرسين في مجال المُحاسبة والإقتصاد، وقد قامت السيدة سكوفيلد بالتوصية عليكِ.."
بينما تصفّح ملفّها على جهاز الحاسوب أمامه.
"صحيح." همست ماريآن وقد حاولت إستجماع شجاعتها لتبدو واثقة.
"إصغي لي جيداً، آنسة سكوفيلد." قال السيد هوران بينما نهضَ من كُرسيه وتقدم ليجلس على الكرسيّ الذي أمامي.

قام السيد هوران بتعديل ربطة عُنقه التي بدت غير مربوطة بشكلٍ صحيح، مما إستفزّ ماريآن.
قاطع تفكيرها صوت السيد هوران يقول: "في الحقيقة هاري سيقوم بتوظيفكِ فقط لأنهُ شعرَ بالحرَج من رفض والدتك، ولكن عليكِ إثبات نفسك، صحيح وظيفتكِ لن تكون مميزة ولكنها مهمة، سيكون لكِ مكتب صغير مع زملائكِ في قسم الماليّة، ونظراً لوجود إصلاحات فقسمكم يقع في القبو، كوني دقيقة في المواعيد، ولا تتطفلّي على شؤون من في هذا الطابق."

كانت هذهِ كميّة كبيرة من المعلومات لتستوعبها ماريآن، لقد بدت هذه الوظيفة صعبة بالنسبة لها وخصوصاً من نبرةِ صوتهِ المُحذّرة، فدراستها في مجال علم النفس قد أكسبها عدّة خبرات في إستشعار العواطف من نبرات الصوت.

"تهانيّ لكِ." قال السيد هوران ببساطة وقد وقفَ ومدّ يدهُ لمصافحتها.
كانت هذهِ أغربُ مقابلة عمل خاضتها ماريآن، ليس وكأنها خاضت الكثير من المقابلات ولكنها حتماً تسمعُ وتقرأ بشأن هذهِ الأمور.
نهضت ماريآن من كُرسيها لتُصافح السيد هوران قائلة بإبتسامة صغيرة: "شكراً لك، هل أبدأُ غداً؟"
أومأ السيد هوران برأسهِ نعم ثم أضاف: "الثانية والنصف في الظهيرة، نظراً لكونكِ لازلتِ جامعية."
بادلتهُ ماريآن الإبتسام ثم شكرتهُ مجدداً وغادرت المكتب.

أثناء طريقها لم تتوقف ماريآن عن التساؤل، من هو هاري الذي ذكرهُ السيد هوران؟ هل هو السيد ستايلز أم أنهُ رجلٌ منصبهُ أعلى؟
ألقت ماريآن نظرة على ساعتها ثم أسرعت متوهجة نحو المقهى المجاور للشركة، كانت قد وعدَت برادلي صديق والدها القديم بأن تُقابله.
بالنسبة لها، كان كوالدها في المقام، فهو كان معها منذُ والدتها وكانت دائماً ما تراهُ يتسكّع مع والدها في نهاية الأسبوع، لذا فهو كلّ ماتبقى لها.







هي بس البداية
أن شاء الله التشويق رح يبلش بالبارتات القادمة
وشكراً
اشكر evie على حماسها ودعمها
احبكك يابنت
دمتم بحفظ الله










 
 توقيع : EINAS






نسمات عطر نبع الأنوار




التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 04:39 PM

رد مع اقتباس