عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2020, 03:14 AM   #5
Rola‏
عضو الماسي
عضو الماسي


الصورة الرمزية Rola
Rola غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 269
 تاريخ التسجيل :  Apr 2020
 المشاركات : 1,611 [ + ]
 التقييم :  4176
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة




الفصل الثاني ( مرض )

دخلت الى بيتي أخيرا، لقد كنت متعبا حقا بعد تلك المهمة.
وقفت بعض الوقت أمام الصورة التي اعتدت رؤيتها كل يوم، ساسكي، ساكورا شان، كاكاشي سينسي وأنا..
ابتسمت ثم رميت نفسي على السرير بملل.. لم أتعب نفسي بتبديل ثيابي، لقد أردت أن أنام بسرعة... لقد مر الوقت وحل الظلام... كنت أعتقد أن كل شيء على ما يرام، ولكن...
بدأت أشعر ببعض الألم حتى اشتد بشكل مفاجئ، كأن شيئا كان يتقطع داخل جسدي!
"لما...ذا..."
لم أفهم لماذا شعرت بهذا الألم فجأة بلا أي مقدمات،بدأت أحرك يداي ببطء أتحسس مكان الألم الفظيع... لقد كان معدتي...
الألم كان يزداد أكثر وكنت أكتم صوتي بحزم، سيكون محرجا لو سمعني أحدهم أصرخ بسبب ألم كهذا! هذا ما كنت أفكر به وأنا أكتم صرخاتي.
كان يقال لي لا يجب على البطل أن يفعل هذا أو ذاك، حتى صرت مجبرا على أن أكون البطل المثالي أمام الجميع، لم أكن اريد أن افسد تلك الصورة حتى في مثل هذه الظروف.
ما هو الا وقت قصير حتى أحسست أن جسمي بدأ يشتعل، أحسست بحرارة عالية وبدأت اتصبب عرقًا.. بالتأكيد الامر لم يكن عاديًا!
كنت أريد الوقوف لكي أغسل وجهي ببعض الماء البارد ولكنني فوجئت بأن جسمي لا يتحرك!
شعرت بالقلق، بقيت أحاول مع ذلك الألم الفظيع، ولكني حقا عجزت عن الوقوف حتى استسلمت وشعرت أن نفسي بدأ يضيق.
في تلك اللحظات القاسية... كنت أفكر في أمي وأبي... ماذا لو كانا معي الآن؟ ماذا لو كنا نعيش معا كأي عائلة أخرى؟
تراءت صورة أمي أمامي... لقد كانت تمسح يدها بشعري، وتتحسس حرارة وجهي.. كنت أشعر بعطش شديد فرأيت أبي يحضر كأسا من الماء...
لقد ضحيا من أجلي، وحياتي ليست ملكي وحدي... انهما بجانبي دائما...
أردت أن أشجع نفسي حتى أتناسى ذلك الألم،ربما كنت وحيدًا في تلك الغرفة والظلام حولي، ولكن تلك الصور التي صنعها خيالي جعلتني أشعر ببعض الراحة...

نظرت الى الساعة لقد كانت الثانية بعد منتصف الليل، والألم لم يتوقف... ما زال جسدي يرفض الحركة...
حاولت أن اشغل نفسي ببعض التفكير، حتى تمر هذه الليلة الفظيعة، كنت أفكر في نفسي
" ما سبب هذا الالم؟! زكام؟ "
ابتسمت قليلا، لاني تذكرت أن ساكورا شان قالت لي ذات مرة
" الحمقى لا يمرضون ولا يصابون بالزكام "
ساكورا شان هذا الأحمق قد مرض! حتى وإن لم يكن زكامًا ولكنه مرض ما! لقد كان هناك مرة مرات أشعر فيها بألمٍ في معدتي عندما كنت أتناول شيئًا فاسدًا..
"ماذا أكلت هذه المرة؟!"
فجأة اتسعت عيناي، تلك الحقيقة كانت ما أشعرتني بالخوف.
" ماذا لو كانت تلك الثمار الصغيرة هي السبب؟! "
" لا ... مستحيل.... "
كنت أريد أن انزع تلك الأفكار من رأسي... ولكن لم أستطع ذلك، لقد كانت مثل حقيقة لم ارد تصديقها...
" ساسكي .... "
لقد شعرت بالقلق عليه، صرت أحاول النهوض مرة أخرى، أردته أن يكون بخير فقط!
" ساسكي... ارجوك كن بخير! "
عجزت عن النهوض فلم يكن لدي الا أن أتمنى ذلك بصمت...
لم يكن بيدي أي حيلة، أردت أن أحاول النوم قليلا علّ كل شيء يتغير صباحًا.
حتى لو حصل الأسوء ولم استطع النهوض... لقد اعدتنا ان نلتقي الثلاثة في كل يوم... ساكورا شان ستعرف بالأمر بكل تأكيد!
ساسكي قوي، سوف يحتمل هذا الألم... ولكني شعرت بتأنيب الضمير حقا... فأنا من وجد تلك الثمار وانا من قال لساسكي أن يأكل منها وبسبب ذلك ربما ساسكي يعاني الآن؟
" سامحني "
كنت أفكر بطريقة لأعتذر فيها من ساسكي عن كل هذا.
نزلت من عيني دمعة... لم أفهم هل كانت بسبب شعوري بالذنب؟ ام بسبب ذلك الألم الفظيع! لم أعرف...



فتحت عيني ببطء، لم يعد هناك اي ظلام.. لقد حل الصباح..
كنت اشعر بالدوار ونظري كان مشوشا، نظرت الى السماء من النافذة بجواري، كانت الشمس في منتصفها، يبدو ان الوقت كان قريبا من الظهيرة.. ولكن لم يتغير شيء... لقد كنت ساذجا عندما اعتقدت انني ساستيقظ وكأن شيئا لم يكن...
أغمضت عيني متألمًا، لقد كان حلقي جافا تماما!
اردت ان اتسائل لماذا يحصل هذا... ولكن لم استطيع ان اتكلم...
العرق لا زال يتصبب من وجهي، الحمى لم تفارقني بعد!
كل ما رغبت به كان كاسًا باردًا من الماء، اردته بشدة لدرجة أن حلقي جف وكأنه يحترق وصوتي لم يعد يخرج...
لم أكن لأستطيع أن اطلب المساعدة من أحد، ولمن سأفعل ذلك؟ لا أحد سيسمعني في هذا البيت...
انتظرت احدًا يطرق باب بيتي... تمنيت أن يكون ذلك سريعًا ...
ولكن ذلك لم يحصل.... كنت مستلقيا متالما... أتأمل سقف الغرفة طوال الوقت، اسمع دقات الساعة في كل ثانية، واصوات قليلة من الخارج، ذلك اليوم كان طويلا حقا!
كنت قلقا على ساسكي... تمنيت لو اتت ساكورا شان ودقت الباب كما تفعل عند تأخري... وربما أحدهم يجلب لي أوامر مهمة جديدة أو ما شابه.. ولكن في ذلك اليوم لم ياتي احد!
رأيت أن الظلام قد بدأ يحل... تعبت حقا... كنت اتنفس بصعوبة وتلك الحرارة ارهقتني بكل تأكيد...
تساءلت كثيرا في نفسي
" لماذا لم تأتي ساكورا شان اليوم؟ "
عزمت النهوض بكل ما استطيع... حاولت دفع نفسي حتى سقطت أرضا... واصطدم رأسي بطرف الطاولة وسقطت بقوة على وجهي... كنت أرى بعض نقاط الدم سالت من طرف رأسي من الأعلى...
لم أكن أتخيل ان الامر سيكون بهذا السوء حقا... استطعت ان اقلب نفسي الى الجهة الاخرى... ولكن كما اعتقدت لم استطيع ان انهض او ان اقف ابدا!
لقد زاد شعوري بالاحباط وبكثير من الأفكار السلبية في رأسي...
لم أعرف ماذا حصل بعد ذلك... لكني استيقظت في اليوم التالي على صوت طرق الباب..
تلك اللحظة التي كنت أنتظرها، الخلاص من هذه المعاناة!
لقد كنت متأكدا انها ساكورا شان، كنت اريد ان اجيب واطلب المساعدة... ولكن لم استطع... لم يخرج صوتي أبدا...
انتظرت ولم أقلق على ذلك، ساكورا شان كانت تدخل لإيقاظي من نومي عندما لا افتح الباب... لا بد أنها ستفعل ذلك!
" هيا... هيا ... "
رددت في نفسي كثيرا... طرق الباب لعدة مرات .... ولكنه لم يفتح!
ثم اختفى الصوت! هل رحل الشخص الذي كان يطرق الباب؟! لم تكن ساكورا شان؟!
" انتظر... لا ترحل ... "
كل ما تمنيته ذهب ادراج الرياح.
لقد طال الانتظار... وحل الظلام بسرعة،كم من الوقت قضيته نائما؟ الأمر اصبح متعلقا بالحياة حقا... لم أكن لأستطيع الانتظار أكثر... ان لم أستطع النهوض فلن أستطيع الوصول الى ساسكي! ربما كان يعاني أيضًا، كنت أحمل نفسي مسؤولية ما يحصل لهذا كان يتوجب علي أن أسرع إليه قبل أن تسوء الحال أكثر!
وصلت الى الماء أخيرا، كأس الماء ذاك كان الشيء الذي انقذ حياتي من ذلك العطش الشديد. شربت الكثير حتى ملأت معدتي الفارغة به، وكم أعطاني شعورا عميقا بالراحة والامتنان.
توجهت باتجاه الباب لكن سقطت ارضا بعد عدة خطوات... كنت ما زلت زلت اشعر بالدوار واقدامي أبت الحركة، لم يكن السير ممكنًا ولكنني قررت الزحف أكثر لأصل هناك.
أقنعت نفسي بأني لا أملك أي خيار آخر... علي الوصول اليه ومساعدته، وقبل ان ينام الجميع... سأحظى بمن يقدم المساعدة بكل تأكيد...
كلها كانت امنيات في رأسي والحقيقة المؤلمة كانت أني لم اصل الى ذاك الباب، لم أدرك كيف مر الوقت حينما فتحت عيني ووجدت أني قد نمت من جديد!
تمسكت مرة أخرى بالحائط ووقفت أخيرا... تمكنت من فتح الباب انه كان الوقت باكرًأ، لم يكن هناك أي صوات...
خرجت من بيتي، لقد كنت بحال أفضل وقادرًا على السير، اعتقدت أنني قد شفقت، وأن ذلك النوم الكثير والماء كان كل ما أحتاجه، كل ما تبقى لي هو الوصول الى ساسكي... سرت حتى وصلت الى أمام بيته أخيرا.
ابتسمت بفرح، لقد استطعت فعلها! كان علي أن اراه بسرعة لاتأكد انه بخير...لأني أردت إنقاذه إذا كان يعاني، لم أرغب بأن يكون وحيدًا!

أردته ان يكون بحال أفضل مني...لكن لم أتخيل أن رؤية ما تمنيته سيكون كالطعنة في صدري!



 

رد مع اقتباس