عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2020, 07:31 AM   #4
imaginary light
ذهبية | مشرفة مميزة


الصورة الرمزية imaginary light
imaginary light غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 80
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 20,667 [ + ]
 التقييم :  84123
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 5 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

في غينجوتسو العجائب





~
فتحتُ عينَيّ على إحساسٍ لاذعٍ عند الوجنة, تلاهُ استيعابٌ لكَوني ملقًى

على أرضٍ مستوية. اتّخذت وضعيّة الجلوس على مهل.حطّت كفّي لا إراديًّا
على مكان الألمِ بينما عينايَ تجوبان ما حولي بحذر....
سرير فوضويّ, منضدةٌ مع مقعد, ملابس مبعثرة هنا و هناك,

صورٌ ملصقَة على جدران ... لا شيء مألوفٌ لديّ من كلّ ذلك
تساءلتُ في -محاولةٍ يائسة للتّركيز- لِم لَم أشعر بأيّ أوجاعٍ أُخرى؟

ألم أكُن في خِضمّ قتالٍ ؟
رحتُ أتلفّت حولي وجِلًا...قتال!
أين ساحة القِتال؟!ماذا حصل بالضّبط؟أين هو؟...


ما إن خطرَ لي , حتّى صدر صريرٌ من جهةٍ معيّنة.. باب يُفتَح!
مع التِقاطِ حقيقة أنّي في حجرةٍ ما,هبَبتُ واقفًا على إثرِ
رؤيته يمثل أمام عينيّ... اقتِلاعُهما كان آخِر أهدافه في تلكَ المواجَهةِ

التي بدا أنّ أجواءها قد غابت تمامًا!
تجمّدتُ مكاني,بلا حركة و لا حتّى نفس, رعبٌ في أعماقي و حسب
ألم يهوِ هذا الرّجل قتيلًا آخر الأمر؟!


-هل ارتحتَ الآن؟هاقد أغضبتَ أبي كفاية ليضربك
اختلط رعبي بذهولي لدى ذكرِ والدي الميت من سنين؛و كأنّه حيّ يُرزق,

راحت أنفاسي تتلاحق بلا سيطرة بينما أصغيت...
-ليسَ أنّه لَم يضربكَ في حياته,لكنّ الأمر مختلف اليوم ,حتّى أنّه منعني من المجيء للاطمئنان عليك.تسلّلتُ خفيةً عنه

على أيّة حال...لا داعي للشّكر.
هادئًا بدا عدوّي,اعتياديًّا للغاية...و كأنّ عراكًا مميتًا لم يكن مُحتدمًا بيننا منذ-مهلًا...منذ متى بالضّبط؟هل انتهى النّزال فعلًا؟! ربّما لا !
حاولت تهدئة أفكاري, أمام نظراتِ أخي المُتسائلة تجاهي,

كما لو كنت أبدو مُريبًا له...ربّما تجلّت على وجهي كلّ انفعالاتي الباطنيّة. عبستُ متحدّيًّا و قد تمكّنت من أن أهسّ به أخيرًا:
-أهذه إحدى قدراتك المعووجة؟ هل نقلتنا إلى هذا المكان المجنون لتفقدني صوابي؟
انبرى بي بوقار عفوي وقد ضاقَ ذرعًا:
-أيّ قدرات يا أبله؟أحقًّا تفكّر أنّني سأطبّق أيّ شيء مخالفٍ للقانون,

بعد تنبيهي الدّائم لك بألا تفعل؟!
همستُ بحيرة:
-مخالف... للقانون؟
-ثمّ, أيّ صواب تبقّى لديك أساسًا؟ ظننتك فقدتّه منذ أن جادلتَ أبي بلا حياء,بعد خطأتِك الفادِحة!
اكتفيتُ بتحديق صامتٍ علّي أفهم ما يجري,بينما هو مُسترسِل:
-كم حاولتُ معك,يا لضياع المجهود! لك أن تتخيّل شكلي أمام أبي
وهو يُريني إلى أيّ مدى وصل بك السّوء,
بعد أن كنت أدافع عنك أمامه ,و أحاول توجيهك خفية عنه,علّك ترتدع ,
و في نهاية الأمر؛يعثر أبي على تلك الصّورة الدّنيئة في حقيبتك!
كان دفقُ التّهزِئة ذاك مفاجئًا بما يكفي ليبقيني ساكنًا,
إنّما لدى سماع آخر جملة لم أتمالك نفسي من الضّحك باستهتار.
- لا...أنا الآن مقتنع تمامًا أنّ هذا وهم, و...
قبل أن أتابع مدّ ذراعه بصورة أمسكها بين أنملتَيه مشمئزًّا, فوجد نفسي

أشيح عنها فورًا كمصعوق بالبرق!رحتُ أرمش في غير تصديق ,
بينما سأل بامتعاض :
-وهم ؟أمصرٌّ أنت؟


شقيقي الذي دمّر حياتي و كلّ شيء,واقف أمامي -بدل أن يكون ميتًا - يوبّخني على مسألة أخلاقيّة-من بين كلّ المسائل-

و أبي رأى مصيبة في حقيبتي؟
أبي ميت-أخي كذلك كما يُفتَرَض- لا أملك حقيبة- أيضًا لا أملك
"مصيبة" حتمًا... في الواقع,لَم أجد أيّ حلّ للاستيقاظ من هذه المهزلة سوى...
-الكمني!
رفع حاجبًا باستفهام فهتفتُ أخيرًا بعصبيّة لا متناهية:
-لا أريد لكمَ نفسي فافعل أنت!
-صدّقني لا أحد يريدك أن تَلكُم نفسك,آخر ما ينقصنا هو أن تصبح "إيمو"
قبل أن أُعطى وقتًا لأفكر ما معنى تلك المفردة,كنتُ منطرحًا على السّرير

بعد لكمة معتبَرة ,على نفس الوجنة التي كانت تؤلمني.
زممتُ شفتيّ أكبتُ الوجع و الغيظ كي لا أبدوَ مبعثرًا أكثر...
ضحك بخفّة رصينة مردّدًا :
-لَم أقاوم وجنتك المُزرقّة .أحسستُ بضرورة تجديد الألم -أخي الصّغير-

أنت تكرهني أيّ حال, ما كان شعورك ليتغيّر لو اخترت الجهة الأُخرى,ها؟

كان صوته عاتبًا عند كلماته الأخيرة...
مسلكُه مختلفٌ عن المهووس السّفّاح الذي كنتُ أحاول الانتقام منه.
بدأتُ أنتبه أكثر و أكثر للتّفاصيل,فلاحظت كيف أنّ هندامي كملابسه
تختلف عمّا كنّا نرتديه في نزالنا, و من خلال تأنيبه-استخلصتُ أنّه كان

يتكلّم عن شابّ جامح,عديم المسؤولية و الأدب .
لستُ أنا المقصود حقًّا بَل شخص غيري, ربّما يمتلك الشّكل نفسه ,

و في هذه اللحظات...هو ربّما يتبادل الأدوار معي ,بطريقة ما!
هذا الواقف أمامي يكون شقيق ذلك الغائب عن هنا...

هذا المكان ليس مكاني أنا -و لا الزّمان ربّما- بل مكانه هو.

قطع سلسلة أفكاري صوتٌ أنثويّ ,تردّد من وراء الباب بصرامة لوّنها القلق:
-ماذا حصل هذه المرّة؟ و ماذا تفعلان عندكما؟ألا أستطيع الدّخول الآن؟
أجفلَ الذي يُفتَرض أنّه أخي الكبير ,و أسرع بتفتيت الصّورة في سلّة المهملات الصّغيرة ,و هو يدعوها للدّخول.
لم أعرف ما انتابَني ما إنْ سمعت ذلك الصوت الحبيب ,ترقّبتُ الباب

وقد خارَت قواي ...صاحبة ذلك الصّوت ميتة,فكيف تتكلّم؟!
و كيف تدخل الحجرة هكذا مقطّبة الجبين؟؟
كنت أحاول-بلا طائل- أن أبقى رابط الجأش "ليس مكاني,ليس زماني,ليسوا أهلي...

شخص آخر يفتَرض أن يكون هنا لا أنا"

رقّت قسماتها تلقائيًّا حين وقع بصرها عليّ . أسرعت إليّ تعانقني

و أنا أتدمّر أكثر من أيّ قت مضى....
- بنيّ!ماذا حصل لك؟ لمَ كلّ هذا الشّحوب؟ لم ترتعِد هكذا؟اهدأ حبيبي
شخص آخر أم لا...
إنّها هي ذاتها بعطفِها ,برقّتها,برائحتها الآتية من الماضي,تهيّجُ كلّ آلامي

و اشتياقي و تدفئ وحشتي الزّمهريريّة , فضممتُها مع شعور بالأمان,
مرخيًا رأسي المٌثقَل على كتفها, و ما تبقى لديّ من إدراكٍ كان يتلاشى

في اللا وعي بينما تنهّدتُ بإرهاق
-أمّي...



~

🖋 هذا المشهد تكرّر في ذهني عدّة مرّات بعدّة صيغ,
من رواية غير مكتملة المعالم في ذهني حقّا
منذ زمن طويل و أنا أفكّر بها ثمّ أطردها
فتعود على شكل مشاهد و لقطات لا متسلسلة...
ممتعة مع ذلك. قد أكتفي بتحريرها كما هي و حسب.






 
التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 04-17-2020 الساعة 06:35 AM

رد مع اقتباس