عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2020, 09:04 PM   #8
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




الحـّفـلة ـ




سمـّاء مـّلبـدة بالغـّيوم كالعـادّة و ضـّبـاّب منتـّشـر في الـشـوارّع بـكّثرة ،
تـلكّ الـشجـّرة ذّات الـوريّقـات الـوردّية قـدّ تـّسـاقطّت كـّلها دّاخل تـلكّ الـّشـرفة الصـّغيرة و
قدّ كانت تّحولت للـّون الأصـّفر الـّباهت ،
مسـّتلقية على أريـكةّ ذّات لونّ ازرقّ مخططّ بالأسودّ تـّلفها عـدّيد من الأغـطّية عينيهـّا تـّوجهتـّا
إلى مكـّان الـوحيد الـذّي يـّصدر منـّه الـضـّوء الـتـّلفـاز حيـّث أنّ فـّيـلما قـدّيمـّا قدّ قـّرر
إعـادّته لذّلك هّي فـّضلته على الـذّهـّاب إلى الجـّامعة الـيّوم لأنهـّا لمّ تكـّمله سـّابـّقا.
أدّخلت المـّلعـّقة في فمهـّا لكّن لمّ تشّعـر بـشيء ينسـّاب عبـّر ريّقها فنـظّرت إلى
المـّلعقة الفـّارغة ثـمّ إلى المـثـلجّات التي قدّ نفـذّت ، تنهـدّت بـكّسل لا رغـّبة لهـّا بالذّهـّاب
الآن إلى سـّوبر مـّاركت مشيـّا على الأقـدّام الـذّي يبـّعد مسـّافة شـّارعين .
الـيـّوم هو يـّوم الإعـتـكـّاف المنـّزلي الـعـّالمي و لا أحـدّ سـّوف يـّخرجـّها من هـذّه
الـّشقة حـّتى لو تطـّلب الأمـّر مـّوتهـّا ، رنّ الـجّرس وقفـّت بـبـّرود ثـمّ صـّرخت بـّقوة
و هـّي تـّقـول مخاطّبة الـقـاّدم بكّل غّضـب

ـ أنــــــــــــــــا لسـّت هنــــــــــــــاّ

تـّوقف الـجّرس عن الـّرنين فتنهـدّت بـراحـّة ،
الآن بمـّا أنهـّا قـّد وقفـّت سـّوف تـّذهب لإحضـّار الـشيـكولاطة إنهـّا بـدّيـل نـّافـّع للمثـلجـّات ،
عنـدّمـّا وصـّلت إلى المـطّبخ و نـّظرا لأنـّه يبـعدّ خـطّوتين عن الـباب الخـّارجي
سـمّعت همسـّات خفـّيفة أمـام بـّاب شـّقتها ، أحـدّها لـسيدّة فـرانسيس و الأخـّرى لـشـّاب ،
إنهّ ويـّليـام
فـتّحته على مصـّرعيه و نـظـّرت إليهمـّا ببـرود ، يـّا لهمـّا من جيـّران طـّيبين لا يـدّخلون
أنوفهمّ في شـأنّ الآخـّرين ، ابتسـمّ ويـّليـام إبتسـامته الـجـذابة الـشـهيرة بينّ النـّساء
و قـّال بـودّية
ـ مـّرحبّا مـّاري ، كيـّف حـّالك ؟
لمّ تـستـطّع مـّاري أنّ تـّبقي على مـزاجّها السيئ و هو يرمـّقها بهـذّه النـظرات الـبريئة
و الـلطـّيـفة فابتسـمت بـخّفة و هي تـّرد عليه بـودّية أيـضّا
ـ أهـّلا بـكّ ويـّليـام ، آسـّفة لأننـّي صـّرخت قـّبلا لقدّ كـّنت مـنـزعجّة قـليلا
تذّكـّر ويـّليـام صـدّيقه ذو المـزاجّ المتعكر دومـّا و بدّون سبب في كـّثير من
الأحيـّان و الـذّي يـّؤدي لصـّراخه عليه كـّل يوم ، فقـّال بـضحكّة
ـ لا بـأسّ أنـّأ معـتاد على ذّلك ،
أمـّا ماري فقدّ إحمـّرت وجنتيها و هي تـّظنه يقصدّها بكـّلامه ،
لأنهـّا كـّلما قــّابلته كـّنت إمـا تّصـرخ أو تشـتمّ و هـذّا قدّ يكون كـّون صـّورة سيئة لها بـنظره ،
قـّالت السيدة فرانسيس بغيض مقـاّطعـة حديثهمـّا
ـ مـّاري ، آمـّل أنـكّ لم تـنسي الحــّفلة
مـّاري بتسـاؤل : أيـّة حـّفلة سيدة فرانسيس ؟
زفــّرت الـسيدّة فرانسيس بـّغيض و هي تمسـكّ رأسهـّا بكـّلتـّا يدّيها ،
هـّي تـحـّاول جـاّهدة أن تجـدّ لهـذّه الـطّفـلّة الـغّبية شـّابا يـؤنسهـّا عن وحـدّتها لكنّ
بـلاهتهـّا تمنـّعها من الاستمرار ، رفـّعت أصـّبعها أمـاّم مـّاري المسـّتغربة و
هي تـّقول بـكّل وعيـدّ
ـ إنّ لمّ تجـدّي حبيبـّا سـوّف أقـتّلك بـيداي هـّاتين
ابتسـمّت مـاري بارتبـاك و هي تضـع يدها خلفّ شـّعرها بينمـّا اقتـّرب ويـليـام منهـّا ،
تفحصهـّا بعينّي رجـّل خّبير في النـّساء من بيجامتهـّا ذات الدّب الكـّبير إلى شـّعرها البني الأشعث
و الهـالات الـسوداء تحـّت عينيهـّا ، كـّانت أقـل ما يقال عنها انتحـار في الموضة ،
قـال بعدم رضى
ـ تـبدين كشبحّ ، هـذا لّيس جيدّ يجـّب علينـّا إعـادة تـّرميم شـكّلك بالكـّامل
وافقّته سيدة فرانسيس الـرأي فورا فـقّطبت مـّاري و كـادّت أن تـعّود لولا أنّ ويـّليـام قدّ حمـّلها
على كـّتفه بسـّهولة كمـّا لو كـأنها ليست شيئا يذكّر ،
صّرخت ماّري من شدّة الإحـّراج و قـّالت بخـجّل مدموجّ بعصبية خفيفة
ـ ما الذّي تـّظن نفسكّ فـاعلا ويـّليام ؟ أنـزلني فـّورا
ـ لا يـا عـزيزتي ، أنـّا أريـدّ من رفيقتي أنّ تكون أجمـّل جميـّلات الليـلةّ
لذلكّ هيـّا جـّارني قـليـلا و لنـمّرح الـّيوم
ضحكّت مـاري أجابته : حسنـّا ، حسنـّا لكّن دعني أغـّير ثيـابي أولا

ـ لا طبـّعا لكيّ تعودي إلى الاختباء في جحركّ، أريـدّك أن تغيري وجـّهك العـابسّ إلى
سعيـدّ .. هـّلا فـّعلت ذلك من أجـّلي ؟ فـأنا أريدّ رؤية ابتسـامتك المـّشرقة تلك

ضحكـّت ماري على تـّعليقه و تشّبيه شّقتها بالجـّحر و الذّي هوّ حـّقيقّي تمـّاما بينمـّا أتت
سيدّة فرانسيس مـّسرعة خـّلفهما و هي تـّرتـدّي مـعطّفها مع قّبعتهـّا ،
ركـّبت سيـّارة ويـّليـام بـّرفقة مـّاري و إتجـّهـا إلى أفـخمّ مـحّل لفساتين الـسهـّرات بلندّن أكملّـها ،
لقدّ لاحـظـّت جورجيـّا أنّ مـاري لمّ تـعدّ كمـّا كانت قـّبلا ،
تـلكّ الطـّفلة البـّشوشة التّي لمّ تـزّل الابتسـامة من على محياهـّا لمـدّة فترة
عيشهـّا معهـّا .. لذّلك قّررت و بـّرفقة ويـّليام أن يدّعاها تـّخرج من جّوها الكـئيب هـذّا
و تغـادّر لتـّقابل أنـّاس جددّ بالرغمّ من أنهـّا ليست إجتمـّاعية بـطّبعها لكنّ المحـّاولة
أفـّضل من عـدّم المحـاولة على الإطـّلاق .
وصـّلوا إلى المـحّل المـوعـودّ فـنـزّل الـثـّلاثة من بينهم مـّاري التّي تكـادّ تّغرق إحراجّا
من نـظرات النــّاس حولهـّا لملابسهـّا الطـّفولية تـلكّ
جـّلست على كـّرسي الإنتـظار بينمـّا سيدّة فرانسيس و ويـليـام مع الـبـائعة يحـاّولون جميعهـّم إختيـّار شيء ينـّـاسب بشّرتهـّا و جمـّالهـّا الـبسيطّ ،
في الأخـّير إختـاروا فستاناّ أزرق دّاكن اللون طـّويل عـاّري الكـّتفين بـّه فتـّحة صـّغيرة
في الـظهّر مع قـفّازين بـيضاء ، و حـذاّء بنفـّس اللون ذو كـّعب عـّالي لعلهـّا تـّصل لكـّتف ويـّليام ،
ثـمّ اتجهوا إلى صـّالون الحـلاقة حيـّث صـّففت شعـّرها بـطّريقة جميّلة بسيطّة فقدّ رفعت
بضعة خـّصلات من الخـّلف على شـكّل وردّة و تركـّته منـسدّلا على ظهرهـّا بـعدّما قدّ
أضـافت الحلاقة بـّضعة خـّصلات تـّشبه شعرهـّا الأصـّلي لتـجّعله يّصل إلى منتـّصف خّصرهـّا
و بكثـّافة أيضـّا .وضـّعت أحمـّر شـّفاه و أخـّفت تلك الهالات الـسوداء ثـمّ ألصّقت عدّسات
زرقـاء كـّلون سمـّاء إنتهـّى الأمـّر و خـرجّت من غـّرفة تـّبديل كـأنهـّا ليست مـّاري نفسهـّا
التي دّخلت منذّ دقائّق عدّة
إنبهـّر ويـليـام ـ سيدّة جورجيـّا ـ بـائعة الثـّياب ـ الحـّلاقة الجمـّيع من مـدّى جمـّالها المـّبهر ،
إنهـّا رائـّعة ، لـّيست كمـعظم النـّساء ذّات هـالات طـّاغية من الأنـوثة أو شديدة الجمـّال
لكـّن هنـاك شيء واحدّ فقطّ يميزّها عنهن ّ،
تـلكّ الهـّالة من الـبـراءة و الـسذّاجة التّي نسّجّتها من خـّلف جـمّال وجّهها الطـّفولي و
الأنثوي في نـّفس الـوّقت ، فـّريدة من نـّوعهـّا حقـّا .
تـّوردّت وجنتيهـّا طّبيعيّا من الخـجّل و أغـّلقت عينّيها بإحـّراج لتـّظهر رموّشهـّا
الطـّويلة المـّثيرة و الـبّريئة في آن واحدّ ، غـطّت وجّهها بكـّلتا يدّيها الـّصغيرتين
و هي تقـّول متـّوترة

ـ أنـا قـبيحة أليس كذلك ؟ لقدّ أخبرتـكمّ أنّه لا جـدّوى من فـّعل هـذا ،
أعـلمّ أننّي أفـسدّت حماسكمّ أنـا أسفه ويـليـام ، كّنت أرجّوا أنّ تـّكون بـّرفقة إمـرأة
جميّلة لكّن لمّ يّفت الأوان بّعد يمكّنك الإتصـال بأحدّ زميـلاتـكّ أو إنّ لمّ تـكّن
أحدّاهن متـفّرغة فـسأجّعل كلير تخّرج معكّ ، إنتظر سـأتصّل بها فـّورا

ضحكّ ويـّليام و جـذّبها من ذّراعهـّا نـاّحيته ، قّبل يدّها بكـّل شـّاعرية و هـّو يـّقول مـّبتسما
ـ لـقدّ سـّرقـّـت عـّقلي بـحـّضوركّ الطـّاغي فإعـذّريني إنّ لمّ أجـّبك لأننّي
مشـّغول بتـأمّل جمـّالك الأخـاذ يا آنستي
صفقـّت سيدّة فرانسيس بحـمّاس بـّالـغ و إحتضـّنت البـائعة بكـّل فـّرح ،
إنهـّا تعتبٍّر مـاري إبنتـهـّا التـّي لمّ تـرزّق بها و أنّ تراها في منتهـى تأنقهـّا هو حـّلم يتـّحقق .
لا تكـّاد تنتـظر حتى تـّرى ما الذّي قدّ يحدّث في الحـّفلة ،
فإنّ كان ويليام المعـتاّد على لقـّاء عارّضات الأزيّاء قدّ أعـجّب بها فـلما لا يّفعل الغـير ؟
الـيّوم بكـّل تـأكيدّ لن تـعودّ خائبة الأرجـّاء .
/



 

رد مع اقتباس