عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2020, 03:50 PM   #12
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




الفصل السادس


البارت السادس


متوتّر، خائف من أن يفشل الأمر ويظهر أمر آخر يجهله
خشي من الغدر، الخيانة التي تمر مّر السّلام في دمه ما كان عليه أن يتهاون في طريقة تعامله بكل حِسن نيّة في تلك الصفقة التي اصبحت كالصفعة على وجه، شدّ بيديه على مقوّد السيارة قلبه يرتجف خوفاً على زوجته وابنته أجل يشعر بالأبوّه ناحيتها والخوف الشديد ممّا قد يؤذيها ، فاتصال جولي بالأمس في الوقت المتأخر وهي تردف بالأنجليزية اشعل في صدره ضيق وخوف من أجلها!
مترجم: سيّدي ابنتكم تُعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة .....أحببت أن اخبرك بهذا فقط.....واليوم هي بخير....ولكن لا تريد الذهاب إلى المعهد التعليمي للغة العربية فماذا افعل؟
خرج من الغرفة بحذر وهو ينظر لديانا اغلق الباب وتحدث بصوت واطي (مترجم): حسنًا لا داعي لها للذهاب ......فربما رفضت بسبب التعب الذي تشعر به.....جولي اعتني بالطفلة جيّدًا .......هل سمعتني....
تحدثت برسمية (مترجم): لا تقلق سيّد أمير سندرا في رعايتي وأمانتي ....لا تقلق...ولكن هُناك أمر لا استطيع أن اردعه ....فقد جاء رجل مع زوجته بالأمس ويريدان أن يتبنا الطفلة.....ولا استطع إيقاف ذلك الأمر

مسح على وجه هذا ما كان ينقصه فوق توتره زفر بغضب(مترجم): اتركِ الأمر لي.........والآن أنا مضطر لإغلاق الهاتف ....ولكن هل هناك شيء آخر؟
تحدثت (مترجم): لا.....تصبح على خير
وبعد انتهاؤه من مكالمته معها حدّث مدير المستشفى ليُنهي مسألة التبنّي تلك
صحى على صوت رنين هاتفه من موج بحر افكاره اجاب: لك فينك أمير؟
أمير انعطف يمينًا: وصلت
ثم أركن سيارته جانبًا وترجل منها لمقابلة دانيال وهو يردف: المصاري هون؟
وأشار إلى الحقيبة السوداء تنهد أمير بضيق: تأكدت من عددوهم؟
دانيال حرّك رأسه باهتمام: لا تاكول هم كاملين .....
ثم قال بتردد: أمير بدي روح معك على إني البودي قارد ......بخاف عليك منّن(منهم) بخاف بيغدروا فيك.....خيي...
أمير بغضب: لا ....لا شو تروح معي ...
دانيال بعصبية فاقت خوفه الذي تربّع في فؤاده : أمير....دخيل الله لا تخليني ماعطيك المصاري....
أمير بنرفزة سحب بخفة الحقيبة من يد صاحبه وصاح في وجه: ما بتئدر تروح معي....
دانيال مسك كتفه الأيمن : ليش؟
أمير ابعد يده عنه بصوت عال: بدّي إيّاك تبئى هون بجنب زوجتي وبنتي حتى لو صار إلي شي....بتكون انتّا موجود....افهمها بائه....

دانيال ، خفق قلبه بشدّة مسك بيد صاحبه برجاء: ما فيني اتركك لهيك وحوش.......ديانا ما بينخاف عليها راح تحمي حالها وتحمي بنتها متّل ما عملت في السنوات الماضية....دخيل الله ......خلّيني روح معك....

أمير مسح على وجه عدّت مرات رمى الحقيبة السوداء على الأرض ثم ولّه بظهره عن صاحبه وصرخ بقل حيلة وهما كانا بالقرب من الجبل وتردد صوته في ارجاء المكان ثم التفت على صاحبه بقول: اركب السيارة يلا ما بدي اتأخر...
ثم سحب الحقيبة من على الارض بكل غضب فهم دانيال شعور أمير بهذا الوقت
شعور العجز والخوف سيطران عليه ، خائف من الفقد وخائف من أن يُفتقد
لا يريد أن يتركه وهو على هذا الحال لوحده لابّد أن يذهب معه ليفهم جورج أنّ أمير لهُ قدره على أن يُبيده بوجود رجاله الذي يستنّد عليهم!
وهو سيكون إحدى رجاله في هذه اللحظة اغلق الباب وانطلق أمير بعجل للمكان الذي حدده ذلك الملعون لم يكن قريب
غضب أمير في هفوات أفكاره وضرب على المقوّد بينما دانيال التزم الصمت كعادته لا يُريد أن يخفف ولا يزيد الحمل على كاهل صاحبه نظر للطريق وتنهد الآخر بتوتر!
.................................................. .................................
اغلق باب السيّارة بقوّة وركض لناحية العمار السكنية والتي تحضن بداخلها تلك الضعيفة بجسدها وربما لحالها ! فتح المصعد دخل
ثم اغلق الباب هو يتواجدون في الطابق الثالث ما إن انفتح حتى ركض في الممر والذي لم يكن واسعًا بكفاية ثم توجّه لناحية شقته
أدار بغضب المفتاح ثم فتحه صرخ بعد أن اغلق الباب
ظّن أنه سيجدها لن تستطع أن تكسر قوانينه فهي جبانه تهابه وتخافه في الآن نفسه : مُهرررررررررررررره مُهره...
ثم أخذ يبحث عنها مشى في الممر القصير الذي يؤدي إلى غرفة الجلوس المتوسطة في مساحتها نظر إلى الشيبسات المرمية
وللقراطيس والملابس المرمية في كل جانب تعجب من هذا الإعصار ....التلفاز كان شغالّا على قناة تبث فقط السوّر القرآنية والصوت كان متوسطًا لم يكون عاليًا ولم يكن خافتًا لدرجة لا تُسمع!
ألتف ليدخل المطبخ الصغير كان مرتبًا ونظيف، ثم توجّه إلى دورت المياه اعزكم الله وهو يصرخ: مُهررررررررررررره....
عجز في أن تُجيبه لا يريد ان يلتمس معنى عدم وجودها لأنه سيُميتها لا محاله!
ذهب لغرفة النّوم ....وكانت رأسًا على عقب.....ملابسها مرمية في كل جانب......أحذيتها كذلك.....ودفاترها ...وأقلامها على السرير....
عبس بوجه.....اخرج هاتفه من جيبه اتصل على
.............................

كان جالسًا على مكتبه سمع رنين هاتفه سحبه وعندما نظر إلى الاسم تحدث بهدوء: هلا قصي......
قصي حاول أن يتمالك نفسه : هلا يا عم......اخبارك؟
تحدث الرجل الكبير في السن قليلًا: بخير أنت طمني عليك صار لك مدّه ما نشوفك .....
قصي لينهي الرسميات : بخير....ولكن يا عم ودي اطلبك طلب بسيط وخايف اكلّف عليك.....
رمى القلم من يده تحدث بأهمية : لا ما بينا كلافة يا ولدي آمر.....

قصي شد على يده وتحدث: أنا جيت الشقة ولا قدرت ألحق على مُهره راحت المدرسة وكان ببالي افاجئها بجيّتي ولا اتصلت ولا عطيتها خبر.....عشان كذا ممكن تروح المدرسة وتسوي لها استئذان...مثل ما انت عارف أنا ماقدر أروح ... وإلّا الكل بيعرف بزواجها!
سكت لوهلة ، اغمض عينيه اخذ نفس عميق وبنبرة هدوء: ابشر....يا ولدي.....الحين طالع لها....
قصي ابتهجت أساريره: ما تقصر يا بو محمد.....وسامحني كلفت عليك....
بو محمد سحب مفتاح سيارته وبحسن نيّة سيذهب لها لإعادتها لشقتها لِـ تلك المفاجأة: ما بينا يا ولدي.....
ثم سكر الخط.....وجلس قصي على الكنب وابعد ملابسها وكومة اكياس الشيبس برجليه وهو يقول: والله لا أربيك يا بنت صالح.....

وبعد خمس دقائق نهض واغلق التلفاز ....واتجه لناحية النافذة وابعد الستارة عنها لتتسسل أشعة الشمس الحارة لهذا الصيف إلى أرجاء المكان بعثر بقدمه الأشياء....
فنظر إلى كيسة (اندومي) مفتوحة ومأكول نصفه ، ثم نظر إلى كيسة شيبس بحجم كبير لـ(شيتوس) مع قطعة ليمون اصفر مُلقاه بجانبها
ولم يخفى عليه الشوكلاتات بمختلفها مرميّة على الأرض تأفأف وكوّم بيديه ملابسها الذي لا يعلم هل هي نظيفة أم لا؟ ورماها على الكرسي الهزاز لِيهتز قليلًا لن يُنظّف الوسط ....أمر تنظيفه سيكون جزءًا من العقاب الذي خطط عليه.....
مرت العشر دقائق بملل وهو يتجوّل ذهابًا وإيًابًا ما بين غرفة النوم والجلوس......وهو يسب ويشتم اخوته ويشتمها .....
تنهد: وش هالوساخه....أنا اوريك بس تعالي هيّن....
واخذ يكمل احتراقه الداخلي بالحديث مع نفسه لتمر العشر الدقائق الأخرى بصعوبة عليه
رنّ هاتفه سحبه واجاب ظنّ انّ ابا محمد اتصل لعناد زوجته من الخروج : هلا....
تحدث بعتب: أفا .....صار لي شهر ما شفتكم ولم جيت افطر معاكم تهج ويّه وجهك....
تحدث بهدوء: اعذرني يا سيف.......فجأة اتصل علي صاحبي مسوي حادث وطلعت ....
سيف ابعد كوب الشاي عن فاهه: اوه......وش صار له الحين...
عزام وجسّار بحلقّوا بأعينهما عليه بينما والدته اردفت بهمس: الله يستر....
قصي بهدوء: لا الحمد لله جات بسيطه رضوض وكسر....
سيف همس لهم بهدوء: صديق قصي مسوي حادث...
عزام وجسّار فجأة نظروا لبعضهما لبعض غير مصدقين!
ووالدتهم همست: الله يطلعه بالسلامة
سيف: بأي مستشفى هو؟
شعر انه دخل في عمق المأزق من سؤال اخيه ولينهي الحديث: اقول اجلس مع أمي ولا تجي وربي أمس تحاتيك وانا إن جيت وما شفتك اشوفك بكرا....يلا ما ابي اطوّل بدخل اطمّن عليه مع السلامة

واغلق الخط ليترك سيف يخبر أهله عن صاحبه الوهمي!

وقبل أن تكتمل العشر الدقائق الأخير كانا في الطريق تعجبت من فعل عمها ، وخرجت له دون تردد بعد ان رأت بطاقته الشخصية ، فمن الواجب عليه أن يدخلها ويتأكدوا من هويته وصلّته من الطالبة ليسمحوا له بأخذها .....تحدثت بتردد: عمي ليش استأذنت لي...
تحدث وهو مبتسم: يا بنتي انتي تعبانة صار لك اسبوع تشكين من هالحرارة.......المفروض غبتي اليوم....أنا ما جيت آخذك للمدرسة عشان تغيبين....
عقدت حاجبيه اخبرها في الصباح انه مشغول لهذا السبب لم يأتي لها !
ثم انعطف يمينًا لترى العمار وهو يردف: جبتك لشقتك عشان ترتاحين......يا بنتي......والدراسة لاحقة عليها...
تحدثت بتردد وبشك : بس انا ما فيني شي عمي...
تحدث بهدوء مبالغ فيه وممل لها وعلم أنها تتسائل عن مكالمته الأولى في الصباح: أنا جلست أحاتيك بعد ما سكرت منك المكالمة ........وبصراحة ما ظنيتك تروحين المدرسة عشان كذا جيت ورنيت الجرس ولا رديتي وخفت عليك واستوعبت حبك للدراسة وعرفت انك رحتي المدرسة ولا هان علي....اتركك...لازم يا بنتي ترتاحين يوم واحد ما يضر ....عشان كذا استأذنت لك
هنا اقتنعت قليلًا بحديثه سحبت يده وقبلتها بحنان: ما تقصر يا عمي....ربي لا يحرمني منك...
اركن سيارته بالقرب من العمار سحبت حقيبتها وقالت: انزل......عمي اشرب شاي عندي...
ونست أنّ شقتها ليست مُتاحه للضيوف بسبب سهرتها الطويلة بالأمس....!

بو محمد بعجل: لا يا بنتي خليها بوقت ثاني....بروح شغلي والحين نزلي...وروحي ارتاحي وانا عمك....
ابتسمت وفتحت الباب ....دخلت العمارة
بينما هو نظر لساعة يده لم يتبقى إلا خمس دقائق وتكتمل النصف ساعة تملل ودخل دورة المياه اغلق الباب.....
بينما هي شعرت بالسعادة بسبب خوف عمها عليها وإظهار اهتمامه لها ، وتحمد الله وتشكره أنّ المعلمة اختبرتها الاختبار الذي فاتها بالأمس في اوّل حصة لها فانزاح الهم من على صدرها ، صعدت المصعد شدّت نقابها للأسفل قليلًا لتبعده عن جفن عينيها السفلي بعد مضايقته لها انفتح الباب فشدت بيديها على الحقيبة لتجلعها أمامها ممسكة بها من يدها اليسرى وفتحتها من يدها اليمنى لتسحب مفتاح الشقة ما بين كومة الأقلام والكتب وعطرها المفضل! وما إن سحبته اكملت طريقها في الممر المؤدي للشقة
وأخيرًا الآن اكتملت الخمس دقائق وفتحت الباب وهو ايضًا فتح الباب الخلاء ليخرج
وهي دخلت واغلقت الباب فسمع صداه وابتسم بخبث
ابعدت النقاب عن وجهها وعدّت الممر لتصل إلى غرفة الجلوس ورمت حقيبتها على الكنبة وقبل ان ترمي نفسها عليها
سمعت صوته مردفًا: يا هلا والله وغلا....
ارتعبت وبحلقّت بعينيها عليه ازدردت ريقها ، ما هذه الصدفة لم تظن أنّ عمها استأذن لها من أجل قصي لم تظن بذلك أبدًا!
أما هو حقيقةً انصدم من حالها ، ضعفت كثيرًا وجهها شاحب مائل للصُفره......شفتيها متقشرتَين ومائلة للبياض الناشف! عينها محطيتان بالهالات البنيّة وبِهما نظرة إرهاق وربما حُزن!
تقدم لناحيتها وكتف يديه: صار لي ثلاثين دقيقة بالضبط انتظرك...
صُعِقت إذًا عمها يعلم انه هنا وربما متفق معه من اجل...
قاطع افكارها عندما قال بصوت شبه مرتفع: لم اقولك لا تروحين المدرسة يعني غصبن عليك لا تروحين....وتبقين في مكانك
ازدادت نبضات قلبها، حدّقت في عينيه ، شهر كامل كفيل أن يجعله يتغيّر عليها من الناحية الشكلية والمظهر الخارجي!
اصبح جسده رياضيا اكثر مما قبل، شعره لم يعد طويلًا ليغطي رقبته بينما عينيه حادتين أكثر من اللازم وذقنـ.....
لم تكمل التدقيق بعد أن امسك معصمها بقوله صارخًا: ومرة ثانية سكري الخط في وجهي ....صدقيني ما راح يصير لك طيّب

ارتعبت وسحبت يدها من يده أزاحت العباءة عن جسدها لتبقى بالزي المدرسي ورمت الحجاب على الكنب جلست على الكنب الآخر مسحت على وجهها وابعدت خصلات شعرها خلف أُذنيها وبلا نفس اردفت: قصي انا تعبانة وما فيني حيل لكلامك....ممكن تأجله؟
أتى بالقرب منها وامسكها من زندها ليصرخ: وطلع لك لسان......وترادديني......
اغمضت عيناها بشدة واردفت بهدوء بعدما أن وقفت وقابلته بوجهصا بوجه وحدّقت في عينيه: الحين انت ليش معصب...
رماها على الكنب : انتي غبية ولا تتغابين علي........
نهضت مرّة أخرى لتردف بانفعال: بس عشاني رحت المدرسة جيت طيّارة لي عشان تعاندني.....وتاركني هنا شهر لا تتصل ولا تسأل عني....دراستي أهم من اجلس هنا انتظرك تجي....
انقض عليها بيديه ليهزها بعنف: لا تخليني احرمك من دراستك.....وربي إني قادر واسويها!......وشكلك ناسية شروط زواجي....تلبين أوامري بدون عصيان وبدون مرادد...قلت لك بجي كان اختصرتيها على نفسك وقلتي ان شاء الله .....ما بروح المدرسة...
اوجعتها مسكته لها حاولت التفلّت من بين يديه ونجحت في ذلك وانهالت عليه بالكلمات بنبرة عتاب: مانسيت شروطك....بس شكلك انت نسيت أنك مسؤول عن إنسانه تعيش هنا و معلقة برقبتك...
انفعلت واحمر وجهها: تاركني هنا .......شهر.....ما تدري عني آكل اشرب محتاجة شي.......مت ...مرضت....ويوم تجيني تبيني استقبلك بالأحضان وألبي لك رغباتك.....أنا انسانة يا قصي...ما نيب جماد ما يحس.....مرضت لي اسبوع كامل....عجزت ألاقي احد يوديني المستشفى....
صرخ في وجهها وهو قابض على قبضت يديه: وعمك وينه عنك؟....هاااااااااااااا......وبعدين قلت لك روحي بيتهم قبل لا ارجع الشرقية (اشار لها) انتي رديتي علي ارتاح هنا اكثر......
مُهره اغرقت عيناها: عمي موجود ......والله يعطيه العافية ما قصر ....خدمني.......وتحملني...ولبى احتياجاتي من أكل وشرب وغيره......وحتى لم مرضت ما قصر....بس ما حبيت ازيد عليه واصير حمل ثقيل من جديد.....
قصي دفعها من كتفها: فلوسك تخدمك..... اكلك .....شربك..... وحتى دواك المفروض من فلوسي اللي عطيتك اياهم وما ظنتي قصرت عليك من هالناحية.....
بكت بانفعال شديد: عارفة.......بس صرت استحي كله اطلبه......وساعات يتعذر لأنه ولده تعبان........وقطعت ما اطلبه وصرت انا ....اروح اقضي للبيت....واروح المدرسة مشي....

غضب هنا وصرخ بانفعال: لا تجلسين لي تبربرين وتعاتبيني.....قلت لك من الآخر روحي بيت عمك ورفضتي فتحملي ما جاك.....شكلك ناسية زواجنا بالسسسسسسسر ....وما راح تشوفيني....في وجهك اربعة وعشرين ساعة......افهمي هالشي...
.
لم تجيب عليه كل ما فعلته نهضت ومرّت بجانبه تريد أن تذهب لغرفة النوم ، لتبكي براحتها لن يفهم ما تقوله ولن يقدّر قولها ابدًا ، لذا ستهرب من غضبه وستقفل عليها الباب إلى ان يهدأ لتحدثه بهدوء وليستوعب هو ما تقوله!
ولكن امسكها من معصم يدها وتحدث بغضب : وشالحوسة اللي بالشقة.....وش هالقرف.......وش مسوية ......سمعيني راح تنظفين كل شي حالًا....
وقربها منه اكثر وهو يحدّق في عينيها المحمرتين أثر الدموع: وتلبين رغبتي......
مُهره صرخت في وجهه وانهملت دموعها على خديها بِلا توقف: تعبانة.......ولا لي خلق بروح أنام ولجلست نظفت
وشدّت على اسنانها بقهر: ولبيت لك رغبتك....
شد على يدها اكثر: إلا في هالشي لا تعانديني لأنه وربي ....راح اكسر لك راسك......والحين رتبي الشقة....

سحبت يدها من يده واتجهت للغرفة وهي تصرخ: اوووه انقلع عني .....روح بيتكم جايني بشرّك ليه....

تبعها للغرفة وكانت ستغلق الباب ولكن وضع رجله وشدّها من يدها وثبتها على الحائط ليردف بصراخ صدّع رأسها منه في هذه اللحظة: صوتتتتتتتتك لا يعلا علي يا بنت صالح........لا ادفنك....

حاولت ان تبعده ولم يتزحزح من أمامها صرخت بالمثل: انقلع عني....انقلع...مو قادرة اتحمل لا قربك ولا صوتك......ليتك كملت جميلك ولا جيت لي سنة قداااااااااااااااام ......انقلع....

لم يعد قادرًا على السيطرة على غضبه ، لم تكن هكذا قبل أن يتركها لتلك المدّة التي غيرتها ، لم ترفع صوتها يومًا عليه، لم تكن هكذا متوحشة....كاره وجوده ، أحبّ أن يعاندها بالمثل وشدها لناحية صدره تحدث بفحيح موحش لقلبها ،: بتتحملين قربي والحييييييييييييييييييييين .....
فهمت قصده ارتجف جسدها ما بين يديه ، وغلبها البكاء ، بدلًا من أن يأتي ليطمئن عليها أتى لينتقم مما فعلته في الصباح، تعلم أنها إن ضعفت اكثر ستُهان هكذا كانت تفكر فدفعته وهي تبكي وتصرخ: ما راح يصير شي غصب عني...
لم يتحدث كل ما فعله أنه سيطر عليها بقوة جسده في وسط صرخاتها وضع يده على فمها بصرخة: لا تصارخين وتزعجين الجيران.......ولا تصدعيني....
مُهره ما زالت تقاوم قبضة يده من على كتفها: قصي....مانت قصي اللي اعرفه......تكفى بعد عني وربي تعبانة ........
وبضعف: خلاص بقوم ارتب الشقة ......و
قاطعها بنفس النبرة والغضب: اششششششششششششش......

وألتهما بنيران غضبه وتهوّر افعاله، لم يكن واعيًا حقيقةً لفعله وتصرفه ، يشعر بالحرقة من حديث اخوته، وزادوا عليه الأمر حينما اخبروه ما ذا لو تسلل الأمر لوالديه؟ اشعراه وكأنه طفل لا يعي لتصرفاته وغير مسؤول عنها وفي الواقع هو لم يؤدبها على حد قوله بل انتقم من نفسه ومن اخوته اللذان نبّها لأمر هو حقيقةً لم ينساه ولكن مقتنع انه لن يحدث ولن يُفسد عليهم لذة الهدوء في المنزل ، كان غاضب وهي كانت منقهرة منه
عاندته وزاد غضبه اضعاف مضاعفة ورآها فرصة لتفريغ هذا الإنهيار الذي بداخله عن طريقها! بالصراخ، والانفعال......وقتل روحها هنا
تركها وهي تكوّمت على نفسها تبكي.....ما حدث لها الآن اشعرها بالمهانة والذّل كيف وافقة عليه كيف؟ لو بقيت في منزل عمها أفضل بكثير من حالها معه....شدّة على اللحاف على جسدها الذي يرتعش خوفًا مما هو آتي لها في المستقبل ! تشعر أنّ الحرارة ستعود لتلهب جسدها من جديد الصداع والطنين بدأ يزداد.....دموعها لم تكف....شهقاتها تصل إليه ولكي يبتعد عنها بخطوات بطيئة ...دخل الخلاء واغلق الباب بقوة ...وانتقزت لصوت صداه!
.................................................. .................................
في تمام الساعة الثانية والنصف ظهرًا كان المنزل في حالة نشاط، الجميع متحمّس لرؤية وجه ذلك الطفل الصغير بينما ناصر وسعود وكذلك سيف كانوا في الغرفة التي ستنام فيها الجازي خلال الأربعين يوم!
كانوا مجتهدين في تركيب سرير الطفل ووضعه جانبًا بالقرب من سرير والدته...
تحدث سعود وبعد ان استقامة بوقفته: هااا وش نويتوا تسمونه....
ناصر بتدخل سريع نافخًا صدره: اكيد على عمه ناصر... عشان يطلع مثل جمالي واخلاقي
سيف كش بيده : الله لا يقوله
ضحك هنا سعود : طارت الجبهة هههههههههههههه
ناصر وكان يحمل بيده كرتون متوسط الحجم: اسكت بس اسكت ولا وربي اكسر اغراضكم الحين...
سيف ضحك وسحب الكرتون من يده: لا يا شيخ لا تخسّرني....
سعود جلس على طرف السرير بتعب: قول عاد وش بسمونه....
سيف ابتسم له: عبد لله......
ناصر بجدية: الله يخليه لكم وان شاء الله تبلغون فيه معرس....
سيف باستعجال: المهم مشكورين على المساعدة وان شاء الله نردها لكم في زواجكم .......والحين سلام بروح اسوي اجراءات الخروج....
ناصر ابتسم: الله معاك.....
سعود بانتباه: لحظة سيف امي ترا بتروح معاك.....
سيف: أي عطيتها خبر ....وقلت لها تجهّز حالها والحين بتصل عليها .....يلا فمان الله....
ردا في الآن نفسه: فمان الكريم....
ناصر تحدث: وانا بروح اجيب أختك شيخوه من بيت عمي....
ولكن قبل أن يخرج اطرق : إلا صج سعود مستانس على اللي سويته أمس....
نهض سعود وهو يحّك رقبته ثم اردف: تراني سامحته .....بس ما زلت زعلان ....الكـ......كسر لي يدي .......
ناصر لم يحبذ ان يُطيل الحديث العقيم معه فاردف: تراه بسافر يكمل دراسته برا ويمكن ما نشوفه إلا بعد فترة طويلة فالأحسن تتقبل اعتذاره لك على أنك انت الغلطان...
كان سيعترض ولكن اشار له أخيه: أي انت غلطان ....وعمي عاقبه على شي ما سوّاه......المسكين من زود الحرّه كسر يدك بالغلط....ولا هو مستحيل ينوي لك شر بس أنت مصختها معه.....
ثم خرج تاركَا سعود يُعيد نظره للأمر من جديد رغم أنّ خالد يكبره بسنوات ليس هيّنة إلا أنه أتى بالأمس واعتذر وهو المخطأ أجل يقر بذلك ما بينه وبين نفسه ، لن يطيل الأمر ولن يطيل صدّه عن ابن عمه بعد الآن!
.................................................. .................................
خرجت من الشقة تمشي على قدميها مستعجلة للذهاب إلى الجامعة ، صدمت في أحدهم وهي تردف: سوري...
واكملت الطريق لم يتبقى على محاضرتها إلا خمس دقائق بالأمس أطالت السهر في المذاكرة !
الأمر بالنسبة إليها صعب بسبب ضعف لغتها قليلًا ، في الواقع بدأت تتطوّر ولكن ما زالت تحتاج وقت لتطويرها للأفضل لتختصر على نفسها أمر الترجمة أثناء المذاكرة!
أخيرًا وصلت والتجهت لناحية السلالم تركض مما لفتت أنظار الجميع بسبب ركضها ، تشعر بالجوع ولكن ليس هناك وقت للأكل....
صعدت من خلال السلالم للدور الثاني فهناك قاعتها لم يتبقى سوى دقيقة
أخيرًا وصلت ودخلت وجلست على اقرب كرسي متاح لها واخرجت كتابها وقلمها وكان صوت تنفسها مسموعًا فتعجب الدكتور من الأمر
وكذلك الطلاب
فتحدث: are you ok?
(هل أنتِ بخير)
هزت رأسها وهي تنطق بصعوبة: yes…….but,……can I drink water?
(أجل ولكن هل أستطيع شرب الماء)
تحدث الدكتور قبل ان يشرع في شرح درسه لهذا اليوم: sure
)بالتأكيد)
سحبت علبة الماء أو ما تسمى بـ ( مطرت ماء)من حقيبتها وهنا الطامة نسيت من أن تملئها بالماء
ضربت على جبهتها بخفة تشعر بالتعب ، جفّ حلقها تريد أن تبلله
الطالب الذي بجانبها لاحظ توترها ورأى قارورة الماء الفارغة فهمس لها
بلطف وفي يده قارورة ماء جديدة ونطق بالعربي لأنه
علم بعد ان سمعها تهمس لنفسها (صج إني غبية) وكذلك ملامحها انها ليست اجنبية!
تحدث بهمس: اختي خذي هذي جديدة ما فتحتها
نظرت له بحرج وهمست له: مشكور ماله داعي.....
لم يترك لها مجالًا وضع القارورة على طاولتها ، وابتسم قائلا: شربي بلّي ريجج(ريقك) ولا تعاندين نفسج....
نظرت له، ملامحه خليجية ولكن إلى الآن لم تخمّن هل هو كويتي مثلها أم لا؟
فانصاعت لرغبتها هي بحاجة لشربه فشربت القليل واردفت له: مشكور...
ثم ركزّت في المحاضرة وبعد مضي ساعتين اسندت نفسها على الكرسي ومدّت رجليها للأمام تشعر بالخمول، لم تنم جيّدًا
اما ذلك الشاب وضع كتابه في حقيبة الظهر وتحدث: اليوم طولّت المحاضرة .....
اعتدلت في جلستها وقالت بتوتر : أي حضرته خذ ربع ساعة من البريك.....ما كفته الساعتين اللي هذر فيهم.....
الشاب ابتسم لها : والدرس بعد يبيله....
تحدثت بتأييد: أي وايد .....
الشاب حكّ انفه بتوتر ومدّ يده: معاج طارق محمد. الـ...
ابعدت شعرها عن وجهها بتوتر ووقفت لتصافحه: إيلاف أحمد الـ....
طارق بهدوء: تشرفت بمعرفتج......
حكّت ارنبة انفها بتوتر شديد: أنا اكثر....
الشاب بهدوء : شكلج أوّل سنة اهنيه....
إيلاف اجمعت اغراضها في الحقيبة: أي اول سنة وانت؟
طارق وضع يديه في جّيب الجاكيت: انا ثاني سنة بس تو آخذ هالمادة....
سحبت حقيبتها فقال: عندج بريك؟
إيلاف فهمت يُريد ان يصبح زميلًا لها : أي .....وانت ؟....
لم تنتظره يجيب فقالت خجلى: إذا عندك تعال معاي على الكفتيريا نفطر....
طارق: عندي بريك مدته ساعة....
إيلاف بملل وبدأت تتمشى معه: مع الأسف انا عندي بريك بو ساعتين ...وصديقتي المقربة تعبانة ولا جات ...
طارق نظر إليها: شكلج ما عندج صديقات وايد ولا زملاء...
إيلاف اندمجت معه بالحديث: خلها على ربك لحد الحين احس بالضيّاع فما فكرت اصادق احد إلا لم اتعرف على المكان عدل.....
ضحك بخفة وبدآ ينزلان إلى الدور الارضي: عادي تتعودين....
إيلاف : نفس كلام نور صديقتي....وما زلت احاول اتأقلم....
ثم توجهوا لناحية الكفتيريا كل ما طلبته موكا حاره وكروسان أما هو طلب قهوة سادة وجلسا بالقرب من النافذة المطلّة على فناء الجامعة
كان سيتحدث ولكن سمع تنبيه من هاتفه فتحهُ وتأفأف
حتى قالت إيلاف: شفيك تتأفأف
طارق بهدوء: الدكتور قدّم موعد محاضرته بسبب ظرف طارىء له
إيلاف ارتشفت القليل من الموكا: أحسن لك والله .....عشان تفتك من غثاه...
طارق نهض وابتسم لها: مضطر اقوم....
ثم مد يده: اسعدت بمعرفتي فيج....
سكتت لوهلة ابتسمت له وصافحته وهي تردف: وأنا اكثر....
طارق سحب نظارته من على الطاولة: عن اذنك....
إيلاف : موفق
وما أن انصرف عنها حتى ابتسمت لطيف خياله واردفت: واضح عليه دافور يبيلي اتمصلح عنده عشان يساعدني في المادة.....
ثم اكملت اكل افطارها وطرأت على بالها نور ولم تتردد في تلك اللحظة من الإتصال عليها

كانت للتو استيقظت من نومها بطلب من والدتها لتتجهّز للعودة للديّار الذي حمل بين طيّاته الكثير من المُعاناه والأنانية!
تأفأفت كانت تتمنى لو تبقى اسبوعًا كاملًا هُنا ولكن الظروف لم تسمح لهما في البقاء
في الواقع حقيبتها جاهزة لم تُخرج ملابسها كلها سحبت السحّاب لتغلقها ثم نهضت متجه للخلاء تُريد أن تستحم لتتنشّط خلايا جسدها
ولكن استوقفها رنين هاتفها
سحبته من على وسط السرير نظرت للاسم ابتسمت ثم أجابت: هلا إيلاف....
إيلاف بحماس: هلا نور اخبارك طمنيني عنج؟ .......ياختي الجامعة بدونك ظلام ......أحس بملل تصدقين.....
نور : لا تبالغين ....إيلافوه....
إيلاف ضحكت: ههههههههههههههههه بصراحة فقدت أجمل شي كان عندي اللي هو إني الاحقج بدون ما تحسين عشان اعرف عنج اكثر...
نور مسحت على شعرها لتجعله خلف آذانيها: يعني كنتي تراقبيني...؟
إيلاف بتردد: تبين الصج!.....اي..
نور بتعجب وانذهال: طيب ليه؟
إيلاف حكّت أرنبة أنفها بتردد في نطق: سمعت عنج اشياء وايد بالجامعة ...مثل انج غريبة......وصعب أحد يتعرف عليج.......واشياء غبية بس لمَ تعرفت عليج كل اللي سمعته عنج طلع جذب....
نور لم تنكر أنّ حديثها ادخل في فؤادها حزنًا لحالها ولحديث الناس عنها
ولكن اردفت بهدوء: الناس تحب تألف اشياء مو بالواقع...
إيلاف : وانتي الصادقة
ولكي تنهي المسالة: المهم إيلاف بكرا بشوفك وللأسف راح تنشبين لي...
إيلاف بسعادة: زين ما طولتوا.....
ثم اردفت بغرور: غصبن عنج بتتحمليني.....
نور ضحكت: هههههههههههههه وربي مجنونة يلا باي بروح اتروش
ايلاف ما زالت مبتسمة: باي
دخلت الخلاء استحمت لمدة لم تقل عن عشر دقائق ثم خرجت لتجفف شعرها وبعد ذلك اتجهت لغرفة والدتها اطرقت الباب ثم دخلت
ابتسمت ديانا بعد أن رأتها ثم قالت: جهزتي كل شي؟
نور بزعل: أي.....ماما....قولي لبابا أمير يمدد هالسفرة....
ديانا نهضت من على السرير وأبعدت عن حضنها الحقيبة اتجهت لناحية والدتها وامسكت بأكتافها : ما بيئـ....
وقبل ان تكملها بلهجتها اللبنانية تحدثت باللهجة السعودية الثقيلة: ما يقدر.....لأنه هالسفرة مو مشان الترفيه .....لا هي عبارة عن سفرة عمل ....وخلص شغله هنا....
نور عاد توترها من جديد ابتعدت عن والدتها وتوجهّت لناحية النافذة وهي تردف بصدق: الود ودي ما ارجع بريطانيا أبد.....كل ذكرياتي السيئة بدت هناك......
ديانا فهمت ما تُرمقها ابنتها إليه لذا تحدثت: ما نقدر نبقى هنا يا نور.....هالبلد طلّعنا من جواتوه .....من عشرين سنة....
التفتت عليها نور وأردفت بنبرة منكسرة: وذاك البلد أكل لحمي وشرب دمي ببرود....يمه....
هي معتادة على تسمية ديانا بـ (ماما) ولكن ديانا تعرف ذلك جيّدًا ما إن ابنتها تنطق كلمة (يمه) إلا انها منكسرة ، حزينة، خائفة ولم تعد قادرة على موازنة الحياة!
اقتربت منها واحتضنتها من الخلف لتلصق ظهرها على صدرها وأحاطتها بيدها وبيد الاخرى تمسح على شعرها
وهي تقول: انسي ..... نور.....كل شيء انتهى.....افتحي لنفسك صفحة جديدة.....والأهم اعطي نفسك فرصة ثانية لهالحياة....
نور أخذت نفسًا عميقًا، وحدّقت للفراغ، تذكرت أمور كثيرة في هذه اللحظة، تذكرت الخيانة....الوعود المستحيلة....الحُب العقيم....والصرخات في قاع مجهول....وألم جعلها تتمنى الموت بدلًا من تجرعه....طأطأت برأسها قليلًا وضعت يدها على بطنها وازدردت ريقها في تلك اللحظة ....انهملت دموعها بلا توقف واهتّز جسدها ...لم تتحمّل ديانا كل هذا لذا سحبتها من يدها لتصبح أمامها وباغتتها في احتضان عميق
حتى بكت نور بلا توقف وتكرر: بليييز .....مابي ارجع....
ديانا طبطبت على ظهر ابنتها تنهدت بضيق : ابكي يا بنتي....ابكي ......بلكي ترتاحي......
وشدت عليها لتمنعها من الانهيار، والهروب وكذلك التردد في مواجهة ما تخافه.....شاركتها الإحتضان وعانقتها بحُب الأم وحنانها لتهدأ عواصفها....وتمنع سيول الانهيارات المتراكمة بداخلها!
.................................................. .................................
قبل ساعات قليلة!
في المزرعة البعيدة عن المدن وضجيجها في الريّف ما بين طبيعة جميلة أفسدتها نوايا البشر التي تُحيطها من كل جانب، خطى خطواته ناحية الوجهة التي يحيطها الرجال من كل جانب ، تقدم معه دانيال وقلبه يعزف ألحانًا كثيرة تفسّر معنى الخوف!

اقترب من الرجل الذي يجلس على كرسية أمام الطاولة الخشبية ما إن اقترب أكثر ودقّق في ملامح وجهه حتى اقشعرّ جسده وكادت رجليه تضعف لحمل ثقل جسده ولكنه تماسك!
اردف باسمه وبصوت مسموع: بهاء الدّين؟
لوّ لسانه في فمه بطريقة تنم على السخرية ثم نهض ليبان طوله وعرضه وتغيّر شكله على أمير !
تحدث بصوت عالي: جورج .....عِندنا خطّار ؟(عندنا ضيوف بالعراقي!)
خرج جورج واضعًا يديه خلف ظهره اقترب من أمير ودانيال لم يفهم صدمت صاحبه ولكن اقترب منه ليبقى بجانبه
مدّ جورج يده لأمير: نوّرتنا ...
لم يمد أمير يده ليبادله بالتصافح ، ما زال يحدّق في ذلك الخبيث الذي يقف خلف جورج كما يقف دانيال خلفه
تحدّث ما بين اسنانه: شو عم يصير؟
ثم التفت على جورج واشار له: فهمني شو عم يصير ئلت إلك(قلت لك)
جورج ببرود اشار له: تفضل لتعرف كل شي...
أمير بغضب بلغ منتهاء انقضّ سريعًا على بهاء الدّين وألكمه على وجهه وهو يقول: مو متت من ئبل(قبل) خمس سنين......ليش أنتا هون هااااااااااا؟......ليششششششششششش؟!
اقتربوا رجال جورج بأسلحتهم الموجهة لناحية أمير ودانيال الذي ابعد أمير بالقوّة عن ذلك الرجل لم يستوعب سرعة أمير في اللكم والضرب
بينما جورج أمر رجاله بصراخ: بعدوا لورا......بعدووووووووا...
نهض بهاء الدّين وهو يبصق الدم على الارض تحدث بسخرية: واضح ما عندك وكَت(وقت) تريد تعرف كل شي هسّه ولا بعد ما تسلم الفلوس لأخوي...
عقد أمير حاجبيه نظر إلى جورج دقق في ملامح وجه لم يخفيه الشبه عنه ولكن اللهجة ليست واحدة ماذا يحدث ؟
صرخ في وجه جورج: فهمني .......هادا اخوك؟
جورج بهدوء: اخوي من امي.....
دانيال لم يندهش، لأنه لم يعرف أمر الرجل الذي انطرح ارضًا على الارض بيد أمير لم يفهم شي ولكن ما إن اقترب أمير من جورج اقترب معه
تحدث أمير: كيف أخوك.....واللـ...
قاطعه بهاء الدّين بسخرية: امنا تركية......أنا ابوي عراقي وعشت بأرضها .....واخوي ابوه بناني وهم عاش على ارضها.......وكل واحد خذ لهجة ابوه.....وش الغريب!
أمير عضّ على شفتيه وهمّ بضربه ولكن اوقفه جورج وهو يصرخ: مراد بكفي .....ابعود على ورا......
أمير رمى الحقيبة السوداء امام جورج: خوذ المصاري........بس ئبل(قبل) ما امشي فهمني.....مو على أساس الخسيس ....مات من خمس سنوات ....بجرعة زايدة ....وترك نور.....بـ...
لم يستطع ان يُكمل، أدار نفسه للجهة المخالفة لهم مسح على شعره بِلا حول ولا قوّة ودانيال يُراقب تصرفاته عن قرب لم يتحمل أمير صرخ في وجه بهاء الدّين وعيناه محمرتين ووجهه محمر: هدمت كيانها ومشيت يا نذل......كيف انت عايش؟
جورج تحدث: كان مزوّر هويته الشخصية بشخصية بهاء الدّين ابن عمه اللي توفى بجرعة زايدة حقيقةً قبل سنة من الأحداث اللي صارت عليكوم......
لم يتحمل هذا الكم الهائل من الضغط اتجه لناحية ذلك الرجل شدّه من ياقته تحدث بغضب وصراخ في آن واحد: كزبت على بنتي....ضيّعت إلها شرفها.....زوّرت إلها عمرها حتى تكون بالسن القانوني حتى تتزوجها .......حطمتها.......بشرب....وسكر....وإدمان..... بالأخير رميتها بالشارع .......مشان شو؟.....بدي اعرررررررف مشان شو؟
جورج سحب أمير تحت انظار دانيال المذهول من حقيقة ما تحدث وتلفظ به امير
جورج بصراخ: عشان الصفقة تتم....!
أمير ابعد يدين جورج عنه صرخ: شو الرابط العجيب هاد...
جورج بحقد: أنت جبرتني على هادا الشي أمير....أخزت مني ياللي بحبّه.....وصرت تنافسني كتير في اعمالي.....صرت إللي مُنافس بكل شي......خليت....مُراد....ياللي جبرتوا بسافر على اكسفورد....مشان يلتقي بنور.....وبعيش معها قصة حُب وهمية......ونخليك بوئتها(وقتها).....متشوّش....وتأثر على شغلك...وتخسر في اسهمك الروسية سنة 2014 لأنك من الأساس كنت خسران بنسبة ضئيلة ما راح تأثّر في اسهمك بس حنّا زدنا عليك الهم حتى تخسر أكثر.....وهون انا رجع اسمي يلمع ما بين رجال الأعمال البارزين ياللي بقائمة لندن.....
أمير كان واقفًا يستمع بِلا عقل وبِلا تركيز أي خبث وصل إليه هذا الرجل بينما دانيال حكّ جبينه بتوتر من هذه الحقائق
اكمل جورج: صفقتنا بوقتها مربحة بالنسبة لخسارتك ياللي كسرت إلك ظهرك.....انشغالك ببنتك ما خلتك تفكر كتير بالصفقة وافقت عليها متل ما انا خططت .....وهلأ جاء وئت المكافاءة وانتا بنفسك اعطيتنا إيّاها وصدئني(وصدقني) ماراح تشوفني لا أنا ولا خيي مُراد تاني مرة.....

أمير عقله مشوّش بالذكريات، استغلوه عن طريق نور.....ومُراد استغلها لأنها كنت مضطربة في ذلك الوقت ومن السهل التحايل عليها.....دمروا حيات أحبّ الناس إلى قلبه .....لم يستطع أن ينصت أكثر لهذه الحقائق كل ما فعله ضرب جورج على وجهه وامسك سريعًا بمراد
واجتمع الرجال من حولهم وكاد احدهم يطلق النار على أمير ولكن صرخ جورج: بعدوااااااااااااا......مابدي اسمع صوت رصاص هون.....بعدووووووووا....
نظر أمير إلى عين مُراد الخبثتين شدّ على رقبته حتى انّ مراد بدأ يختنق ودانيال يتحدث: دخيل الله أمير لا تعملها وتروح فيها.....
جورج أتى بالقرب من أمير تحدث بهدوء: امير ....ما تئدر (تقدر) تغيّر أي شي حتى لو قتلت خيي.....المصاري وصلتنا......والعئد وصلكم .....خلاص امشي من هون.......
أمير شد اكثر على رقبت مُراد وهو يردف: اخذتها منّا بعمر صغير....ما كانت فاهمه إيش حُب وإيش زواج....جيت انتا...ولوثتها بأفكارك....ضربتها......عيشتها في مُر........تركتها إللي بهدية ببطنها......تعرف هيدا الشي ولا لا؟....نور كانت حامل لم تركتها بالشارع....وانتا هربت .......ولم عرفت أنك مت كتير.....تألمت لأني وئتها كان بدي أموّتك بإيدي هدول...
جورج بخوف على اخيه الذي قلب وجهه للأزرق: امير....
دانيال حاول أن يسحب أمير: امير دخيل اسموه اتركوه.....
أمير تحدث وعيناه تمطران بالدمع والاحمرار يزداد: احترت انا وإمها شو بدنا نعمل ......بتزكر (بتذكر) كم كان عمرها؟......كان عمرها 16سنة.......حِملت وهي بهاد العمر.......كنت افكر نعملها إلها عملية اجهاض لكن حذرتنا الدكتورة
وشّد على رقبته ليردف: تعرف ليش؟
صرخ جورج هنا: اميييييييييييييير.....
مُراد يحاول ان يبعد نفسه عن يديه بحركاته العشوائية
اكمل أمير: لأنها صغيرة وما تتحمل.....وحتى عملية ولادتها ....كانت كتير صعبي.....جسمها صغير......واجبروني على اني اوقع على العملية القيصيرية بتعرف مكان العملية شو عملت فيه ؟
دانيال برجاء: امير ......اصحى على نفسك اتركوه.....اتركوه....
امير ارخى قليلًا من قبضته وبدأ مُراد يكح واكمل: عملت إلها وشم حتى يخفي الجرح .....رغم العملية التجميلية اللي ساووها إلها إلا انها بشوف هذا المكان كتير بشع........
أخيرًا دانيال سحب امير وسقط مُراد على الارض وانحنى اخيه جورج ليردف: خيي....
دانيال بهمس: أمير خلينا نمشي....
أمير بصراخ : حرقوها......حرقوها يا دانيال........آه ....آه....
سحبه دانيال واجبره على ركوب السيارة
بينما مُراد حدث اخيه بقول: لازم نسافر ألمانيا علمود ما يلحقنا هالمجنون......
جورج تنهد بضيق: حذرتك كتير من أنك تتمادى معها ......
قاطعه بعدما ان وقف: قلب أخوك ما يرفض الحلوين....وهالنور......آخ...بس......عليها جمال بنات الكون كله.......
ثم سحب جاكيته من على الكرسي ثم اردف: وهسه ضروري نروح عالمطار .....قبل لا يسوي هالأمير مصيبة علينا....ترا بالموت وصلنا لهاليوم.....بعد هالتخطيطات ما نريد شي يخرب علينا بآخر الموّال....
جورج بخوف: اوك....
دانيال قاد سيارته بجنون من هذا المكان ، وأمير اخذ يبكي في السيّارة بصوت مسموع!

أنانيته اوصلت نور في اسوأ الإنتقامات ! لم يكن يعي سبب خسارته المفاجآة في ذلك الوقت ...كُل شيء انهدم أمام عينيه حتى جعله يذعر ويبحث عن سُبل أخرى تمكنّه من الصمود أمام رجال الأعمال خاصةً بعدما سحبوا أيديهم عنه ! فتشبّث في تلك الصفقة وتوارت عليه أحداث نور الغير متوقعة!
ضيّعها بأنانية قرارٍ ليس له مثيل....تجاهلها في بداية الأمر ولم يهتم لهروبها ....بل كان يُسكت ديانا بكلمات الإطمئنان دون أن يبحث عن خيط يدلّه عليها كان منهمكًا في العمل والصفقات المربحة

لتعويض خسارته التي تُعتبر عار عليه كونه رجل أعمال معروف في بريطانيا!
ما إن رأى أنه بدأ الدّم يعود لمجراه ويشد من عود ثروته حتى نظر إلى نور المحطمّة في زواج بُنيّ على باطل.....لم يعرف كيف تعرفت نور على ذلك المدعو!

ولكن عرف في وقتها انها احبته واستغل ذلك الخبيث حبها له في انتهاك عرضها وشرفها حتى لو كان تحت مسمى الزوّاج! ففي ذلك الوقت كانت تعاني من الأكتئاب وتتناول عقاقير لتخفيفه ولديها جلسات محددة مع دكتورة للأمراض النفسية لذلك مراد استطاع أن يقنعها بحبه ويحتضنها بحب كذب!
ولكن سريعًا ما غدر في ذلك الحب بعد مرور ستة اشهر عادت إلى بابهم معنّفة ترتجف بردًا وخوفًا ممّا حدث لها والطامة الكُبرى ظهرت بعد مرور اسبوعين
اكتشفت أنّ بداخلها طفل من ذلك الخائن، وحاولت عدّة مرات للإقبال على اللإنتحار وحُجِزت في مستشفى الامراض النفسية لمدة لم تقل عن التسعة اشهر وانجبت .....و....

ضرب على فخذيه بتحسّر ، ظلمها .....ولن يستطع أن يعوضها عمّ حدث!
اوصله دانيال لمنزله نزل من السيارة ودانيال لم يستفسر عن الأمر فأمير في حالة يُرثى لها وربما في هذا الوقت يُريد زوجته بجانبه لتخفف عنه لذا اوصله ثم غادر المكان بهدوء ، دون التلفظ بأية كلمة!
دخل أمير إلى المنزل وهو يجر قدميه بصعوبة على الارض كانت نور ووالدتها تجلسان في الحديقة الخارجية ما إن رآتاه حتى نهضتا واقتربتا منه
تحدثت زوجته بابتسامة: جهزنا كل شي......
نور بزعل: كان خاطري نبقى اكثر هنا
أمير كان يحدّق لنور بنظرات انكسار وخجل، كانت عينيه محمرتّين للغاية، يظن أنه كان سببًا رئيسيًا في جعلها تغوص في بحرٍ من الأحزان بلا توقف والإنخراط في طريق الزلل لفترة وجيزة من الزمن!

لأنه وبكل بساطة لم تكن اولى اهتماماته في ذلك الوقت ...بل كان يظن أنه اعطاها الكثير من وقته وبسبب صدها عنه وعدم تقبلها له جعلها تفعل ما تشاء دون مراقبةٍ منه ولكن والدتها لم تتركها يومًا لطيش افعالها ولكن لم تستطع السيطرة عليها !

نور في ذلك الوقت ليست كما هي عليه الآن! كانت عنيدة....متسلطة على نفسها للإنتقام من قرار والدتها في العيش مع أمير! كرهت والدتها لفترة وانتقمت من أمير في جعل والدتها تتشاغب عليها وتحزن عليها في اقتراف ما لا تحبذه والدتها....كـ السهر....والنوم خارج المنزل....وحتى الشرب....لنسيان ما حدث لها من تنمّر....ومن ابتعاد شديد اللؤم عن والدها!......عاشت في هذا البلد مرغمة وقامت بأفعال مخجلة للإنتقام من قرارات والدتها وأمير إلى أن وقعت في ظلال الطريق المظلم!

خرجت من حالتها العاطفية والإكتئاب الحاد قبل حوالي سنة! ودخلت في حالة عاطفية مع توم وخرجت منها دون خسائر هذه المرة! بل هي الرابحة في هذه العلاقة .....لأنها تقبلت ما هي عليه ....وتقبلت العيش مع حُب والدتها لأمير وحبهما لها! اعتادت على العيش على هذه الحياة دون ان تختار لها طريقة للعيش ولكن هذه المرة اختارت أن تعيش على حُب ودفء امير وديانا مهما حدث فهما الوحيدَين اللذين يهتمان لها هم فقط دون غيرهم! لا شيء يستحق حزنها فالجميع ابتعد عنها .....حتى والدها تخلّى عنها ولم تعد تشتاقُه!

ابتسمت في وجه بعد ان أنطق بضعف لم يخفى على زوجته: اوعدك نرجع لهون مرّة تانية

ثم هرب من ملامح وجهها وفي قلبه ألم ،ضعف ، خوف من الكذبة التي اختلقها لها بل الأكاذيب....ما إن ستنكشف يجزم أنها ستعود من جديد في قوقعة مظلمة وهذا ما لا يُريده اختفى عن انظارهما هاربًا إلى الخلاء!
بكى بِلا صوت وبِلا دموع ......يريد الهروب من جديد من هذا البلد حالًا بالًا قبل أن يكون قاتلًا !
سينتقم لها ولكن ليس الآن لا المكان ولا الزمان مناسبَين
فتح صنبور الماء ارشح وجهه واخذ تنفس الصعداء ثم خرج لرؤيتهم
.................................................. .................................

في بعض الحين لا الحُب يكفي ولا الإحتضان يكفي لتهدأت رجفات القلب وتسكين ألم الرُّوح!
بل الإعتياد على الأمر وتقبله هو من يمتص كل هذه الرعشات والآلام ....سواءًا ببطء أو سريعًا كلمح البصر.....
الإعتياد على العيش.....على البُعد....على الغُربة.....على الحُب.....على حتى الخيانة.....يجعلك تعيش بألم طفيف.....وربما مع مرور الوقت يُبهت الأحاسيس في قلبك....وينتزع العواطف من خلايا جسدك لتصبح بلا مشاعر وبِلا مبالاة للأمور التي تجري من حولك!
.................................................. .................................
بعد مرور ثلاثة أسابيع
.
.
.
.
الغُربة، إمأ أن تجعلك رجلًا كالجبل أو ذكرًا بلا معنى في الوجود!
إما ان تصقل شخصيتك وإما ان تهدمها في عواصف ملذّات الدنيا....
.................
وصل إلى اكسفورد قبل اسبوعين رتّب أموره من سكن .....ودراسة.....وتهيئة نفس لتقبل المحيط الذي سيعيش فيه.....
خرج للتسوّق لشراء ملزمات المنزل وعاد إلى الشقة
وضع الأكياس في المطبخ وبدأ يرتب الفواكة وإدخالها في الثلاجة وكذلك أدوات التنظيف وضعها في مكانها الخاص .....
ثم خرج من المطبخ ورمى نفسه على الكنب سحب الكتاب ليبدأ بالمذاكرة ولكن سمع رنين هاتفه
سحبه ما إن رأى اسمها يزيّن الشاشة حتى اردف: هلا والله بأم عبد الله....
كان ابنها في حضنها تهزه برجليه ببطء لينام: هلا فيك زود يا الغالي....بشرني عنك......اخبارك ؟....طمني عليك....
ترك الكتاب من يده واسند ظهره على للوراء: بخير.....لا تحاتيني ....أنتي طمنيني عنك وعن عبادي....؟
تنهدت الجازي: بخير....بس اشتقت لك واتصلت .....
خالد بحنان: جعلني ما انحرم منك يا الحنونة.....
ثم اردف بتساءل: صدق اللي سمعته من نوف....؟
الجازي : وش خربطت عليك نوف بعد
خالد ابتسم : رجعتي شقتك قبل لا تكملين الاربعين....
الجازي بهدوء: أي.......صدق عمي وخالتي فرحانين بوجودي بس احس فشلة اتم أكثر من كذا ....والحمد لله وضعي في التمام.....وكذا اريح لي ولحتى....
بدون نفس: سيف ...
خالد بتفهم: اهم شي راحتك.....وانتبهي على نفسك زين......إلا اخبارنوف من زمان ما كلمتها ؟
الجازي نظرت لزوجها بعد أن دخل عليها فجأة الغرفة: بخير ومطلعة عيون الخدامة ......هجدها عن هالموال لا تذبحها زين جبت طاريها وذكرت....
ضحك خالد: هههههههههههههه ليش؟
الجازي ابتسمت رغما عنها: على قولتها خايفة تلف ابوي حولها ....وصايرة تشغلها بتنظيف البيت اربعة وعشرين ساعة وتراقبها.....وما تنام إلا إذا نامت......ونام بندر بعد....
خالد انهار ضاحكًا: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله مو سهله اختي.......
الجازي نهضت وهي حاملة ابنها مبتعدة عن وجود زوجها: امانة عليك لا تشجعها على هالخبال......والله الخدم يوم يطفشون يسوون بالواحد اللي ما يتخيله اتصل عليها .....وهجد شياطينها....وخلها تشيل هالوساويس اللي معشعشة براسها .....
خالد ما زال يضحك: ههههههههههه ابشري...
الجازي وضعت الهاتف على كتفها لتشده ناحية اذنها ووضعت ابنها في سريره تحت انظار زوجها : يلا ما اطول عليك مع السلامة....
خالد : سلمي لي على سيف...
ثم اغلق الخط والتفتت على زوجها : يسلم عليك خالد....
سيف نظر إليها: الله يسلمك وسلمه....
وهمّت في الخروج ولكن تحدث: على وين؟
الجازي دون ان تنظر له: بروح اتروّش
سيف: جهزتي الشنط؟ ترا بكرا راح نروح ....
الجازي نظرت له: على إني ماني راضية نسكن في بيت عمتي.......لا اخوانك ولا أنا راح نرتاح بس جهزت كل شي....
سيف لينهي النقاش: قلت لك جناحنا منفصل عنهم ......
الجازي تأفأفت ثم دخلت الخلاء
أما هو لم يحبذ إطالة الأمر تنهد ثم رمى نفسه على السرير لينام بعد دوام
طويل.....
.................................................. .................................
الحُب.....ليس وعود تُعقد....وليس كلمات تُقال في منتصف الليل.....الحُب احتضان الرّوح وابعادها عن المفسدات......عن المشوّهات .....وعن الانكسارات المتتالية......احتضانها بشدّة وربطها برباط وميثاق غليظ....
حان موعد المواجهة!
حان موعد إبداء الرّأي
حان موعد التخلّص من رداء الخوف
ابتعدت عن حبها لفترة لم تقل عن اسبوعين لا تجيبه على اتصالاته ولا حتى عن رسائله تُريد أن تفكر بهدوء لتواجه أمر الخطوبة!
تقدمت لناحية الباب طرقته إلى ان اذنت لها والدتها بالدخول
تقدمت وهي خجلة: يمه ابي اقول لك شي
تركت والدتها ترتيب الملابس ونظرت لأبنتها بهدوء : خير يمه تكلمي.....
شيخة فركت بيديها: يمه ادري طولت وأنا افكر بس جيت اليوم اقولك رايي...
والدتها بتوجس: عن خطبة سلطان لك؟
شيخة هزت رأسها (أي)
ازدردت والدتها ريقها واقتربت من والدتها وهي تقول: اجلسي يمه....
هنا خشيت شيخة من الأمر فقالت : يمه انا مو موافقة....بصراحة احس إني مو على استعداد للزواج....
تحدثت والدتها بتردد: يمه تفكرين ابوك مارد على بو سلطان طولة هالفترة؟ هو رد عليه من زمان.....
شيخة وقفت نبضات قلبها، وبحلقت في عين والدتها بذعر: وش رد عليهم؟
نهضت من ناصر وبهدوء: رد عليهم بالموافقة....
شيخة نهضت كالمقروصة : شلووووون ؟....يعني يبي يجبرني؟؟!
ثم قابلت والدتها وجهًا بوجه وعيناها مليئتين بالدموع: يمه......تكفين لا تخلينه يجبرني .....يمه....ادري هو يعز بو سلطان وصديقه من عمر بس لا يبني سعادته من هالنسب على حسابي....
ام ناصر بقلب عطوف مسكت ابنتها من اكتافها: والله قلت له......يمه....بس ابوك يشوف سلطان مناسب لك.....وهو لو شايف غير كذا والله ما وافق عليه.......يمه ...هو
صرخت شيخة ببكاء وانهيار: قولي له شيخه مو موافقة.....والله لو تجبروني عليه لأموت نفسي....
ثم خرجت من الغرفة تركض باكية ووالدتها تبعتها تردد: شيخه.....شيخووه......
اصطدمت في صدر سعود وامسكها من معصم يديها وهو يقول: هي وش فيك عميا؟
لاحظ دموعها وشهقاتها ورأى والدتها التي تردف : يمه شيخه....ابوك يبي مصلحتك....وسلطان ما يعيبه شي...
نفضت يديها من يد سعود صارخة: بس انا مو موااااااااااااااااافقة......مو موااااااااااااافقة
ثم دخلت الغرفة واغلقت الباب بقوة
سعود بتعجب: شسالفة؟
ام ناصر بخوف على ابنتها: رافضة الزواج من سلطان وابوك عطاهم الموافقة....
سعود بصدمة: يعني بيجبرها؟
ام ناصر سكتت
سعود بعدم تصديق: والله ابوي غريب.......ما ينفع كذا .....انا راح اكلمه.....
ام ناصر بتنهد: كلمه ناصر ولا نفع.....سكر على الموضوع....بكرا تتقبل الأمر....
سعود باستنكار: والله ما عرفتي شيخة .....وش تتقبل.......هذا إذا ما رفضته في ليلة الملكة........وابوي غلطان يعطيهم الرد قبل لا يسمعها
ام ناصر: اختك الله يهديها طولت عليه....وظن انها مستحية وموافقة.....ومن زود محبته لهالسلطان عطاهم الموافقة ....
سعود هز رأسه متعجبا من فعل ابيه ثم دخل غرفته!

أما هي بكت خوفًا من أن تجهض حبها ، مسكت هاتفها بيدين مرتعشتين وارسلت له رسالة نصية قصيرة وقلبها يرفرف خوفًا من هذا الأمر!
.................................................. .................................
كان يزورها بين فترة وأخرى ، ولكن لا يجد فيها روح ....لا يجد فيها لون يدله على الحياة....كانت تلبي أوامره ورغباته دون مشاعر.....دون حضور لروحها وحتى لكيانها!....حتى أنّ هذا الأمر بدأ يزعجه ويشعره بقلّة إنسانيته خاصة بعد أن يتقرب منها دون إجابةٍ منها!

يشعر انه قتلها...اجل قتلها ......وهي لم تقاومه.....سمحت له وفي كل مرة يقترب منها تموت وتتلاشى أكثر.....يأتي يراها منكبة على كتبها
ما إن تراه تهرع سريعًا لتنظيف المكان وتلملم بعثرة الكتب والدفاتر
تتحمم....ترتدي اجمل ما لديها في الدولاب....تتعطر تأتي بجانبه
جسد بلا روح!
لا تحدثه .....لا تشاركه ألمها.....لا تعصي أوامره......مستسلمه لقوله وفعله.....تلوم نفسها على هذا الزواج .....تلوم نفسها على التسرّع في امور كهذه وأدركت شيئًا كان واضحًا مُنذ زمن ليس بعيد
عمها قبل أمر الزواج للتخلص من عبء وجودها في محيط مليء بالذكور
فذريته كلها ذكور لم ينجب الإناث!
ولكي يحميها ويحمي ابنت اخيه زوجها .....وافق على زواج السر هذا لحمايتها
ولكن هي وافقة على هذا الزواج التي ركضت خلفه بعد تلك الحادثة التي حدثت لها في منزل عمها
لم تستطع ان تخبر أحدًا عنها ولم تستطع أن تواجه أحدًا لتبرهن ما حدث لها!
هناك ظلم راكدٌ في قلبها وذعر متمكّن من احلامها!
فاستسلمت لكل هذه العواصف....والريّاح الشديدة
سمعت الباب ينغلق عرفت بمجيئة لم تنهض بقيت مستلقية على ظهرها على الكنبة .....اليوم الخميس....لماذا اتى؟
لم تنهض تظاهرت بالنوم لا تريد أن تنهض وتتعامل معه برسميات تثير اشمئزازها
تقدم لناحيتها ووضع الاكياس جانبًا تحدث
بهدوء: مهره.....مهره...
فتحت عيناها ببطء ونظرت إليه كان واقفًا بالقرب من رأسها
صراحةً ملّ من هدوئها خاصةً بعدما أن بعثر كيانها في ذلك اليوم
جثل على ركبتيه أمامها وهي جلست تحدّق في وجه بلا تعبيرات
تحدث: تعبانة؟
هزت رأسها بـ (لا)
وهمّت بالنهوض وهي تردف: بقوم ارتب الاغراض اللي جبت...
امسكها من معصم يديها وجلس بجانبها على الكنبة: لا تتهربين.....مني....ابي اكلمك...
جلست دون أن تنطق كلمة واحدة امسك بذقنها بلطف ولّف وجهها لناحيته
وجهها مليء بالشحوب، ونظرات الحزن تكتسح ملامحها وعنَيها
تحدث: تكلمي وش فيك؟.......مانتي على بعضك.....
مُهره اخذت نفس عميق واشاحت بنظرها عنه وهي تردف: ما فيني شي قصي.....
مسك يدها بلطف تشمئز منه!: شلون ما فيك شي......وانتي لا اكل مثل الناس تاكلين ....ولا حتى تكلمين.....ومنّك راضية تطلعين من هالشقة زورين اهلك او تروحين معهم في رحلة.....وتنفهين عن نفسك....
وبشك اردف: مُهره....اذا فيك شي....او مخبية علي شي خايفة من ردت فعلي......فقولي لي....
مُهر التفت عليه بعد ان القى قنبلته عليها، إذًا هو مهتمًا بها خوفًا من أنها تخفي عليه امرًا ابتسمت بسخرية : لا تخاف ما فيه شي اخبيه عليك ...

قصي مسح على رأسه وبلا صبر وبخوف من شكوكه وظنونه التي تدور في عقله كل ليلة قبل أن ينام: أنتي تاخذين حبوب منع الحمل بانتظام...
مُهره اسندت ظهرها على الكنب وكتفت يديها وببرود نظرت لوجه: أي....
قصي يحاول كتم غيظه: يعني منّك حامل؟
مُهره اقتربت منه وحدقت في عينيه بحده: لا ......ولا ابي عيال
وبنبره جافة: منك ....
استشاط غيظه امسكها من زندها راصًا عليه: انتبهي لألفاظك وافعالك ترا بدآ صبري ينفذ....
مهره نفضت يدها منه قائلة: وانا بعد نفذ صبري منك....
قصي صرخ في وجهها: وش الحل معك يعني؟
مُهره بصرخة مماثلة لصرخته: طلقننننننننننننني


.
.
.
.


انتهى


قراءة ممتعة
واعتذر عن التأخير










 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 06-10-2020 الساعة 05:40 PM

رد مع اقتباس