عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2020, 10:30 PM   #14
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الثامن





.
.
.
بسبب سوء حالتها في الأوان الأخيرة ، وما تشعر به من ضغط وإعياء مستمر ذهبت للمستشفى وهي متيقنة أنها أصبحت على مشارف الموت!هي تعلم جيّدًا السبب الذي أدّى إلى تدهور حالتها الصحيّة
فاتصاله عليها ما قبل أسبوع اشعلَ بداخلها قساوة الذكريات التي تحاول نُسيانها وجعلها تفكّر مرارًا وتكرارًا بما اخبرها به
حتى أنه افلق قلبها إلى نصفين !
كيف ساعدته دون ان تشعر في إغتيال ابنتها ،كيف؟
ظنّت أنها بتلك الطريقة حمتها من أيديهم القذرة ولكن ....
ضربت بيديها على مقوّد السيّارة عدّت مرات
وهي تكرر: جبانة.....جبانة
لو أنها وكلّت محامي في ذلك الوقت لأثبتت قذارتهما
واجبرت جورج على الاعتراف بخطيئته!
كيف الآن يعترف بوجود مُراد!
كيف لهُ ببشاعة الفاظه ولسانه يخبرها أنّ اسمه كان مزوّرًا
هل استقلّها بشر افعاله من اجل
من اجل....
صرخت باكية: حقيييييييييييير
أمر الجواز الذي ساعدت على عمله بتدخل سريع بسبب واسطتها المعروفة في مكتب الجوازات
كان لمُراد!!
كان لذلك البشع، ولكن اخبرها في ذلك الوقت أنّ ذلك الرجل لم يكن إلا توأم بهاء الدين!
ولم تعرف كيف انطلت عليها تلك الكذبة
ربما انشغالها في فكرة إنقاذ ابنتها من أيديهما جعلت على عينيها غشاوة لكي لا تعرف الحقيقة!
بكت ، ادركت ما يحدث لها الآن كعقوبة تتجرّع مرارتها لتتذوّق ذنب خيانتها لأمير وبشكل خاص ومؤلم لأبنتها
تطوّر الورم في رأسها ، ورم خبيث وليس حميدي ومن الأفضل أن تخضع لجلسات كيماوية مبتدأه ، ليروا بعدها هل يستطيعون إجراء عملية إزالته ام لا؟
بكت وكأنها لم تبكي يومًا، خوفًا من تلك الحقائق التي اشعرتها بتأنيب الضمير
جورج لم يخبرها بذلك إلا لسبب ولكن إلى الآن لم تعرفه
هل يُريدان استغلالها من جديد ام ماذا؟!
رنّ هاتفها وكان الرقم نفسه هو من يزيّن شاشة هاتفها
مسحت دموعها ونظرت للشوارع تشعر بالإذلال
تحدثت: الو....
جورج نظر لأخيه ، الذي اخبره أن يراقبها عن كُثب ويشدد الرقابة عليها في الأوان الأخيرة ، لأنهما خائفين من ردت فعل أمير خاصة بعد ما اخبراه عن الحقائق!
تحدث: بفكّر أنك زكية(ذكية).......ومستحيل تخوني اللي بيناتنا
ديانا صرخت بقهر: ما بيني وبينك شي؟

جورج ضحك ليستفزها ونهض من على الكرسي ليمشي خطوتين أمام النافذة: لكن السجلات ........ما تئول هيك......والفيديو لحفلة عئد(عقد).....موسكو كما ما يئول هيك

ديانا احمر وجهها وسكتت لِتُداري الدموع من السقوط على خديها وحرقها من جديد
تحدث بسخرية: الو؟.....فين رحتي؟!
ديانا تحاول التماسك: انتّا اللي خبصت كل شي بديك الليلة ما بعرف شو حطيت إللي حتى خليتني أفقد زاكرتي......و....
جورج بوقاحة: وخنتي زوجك معي....
ديانا لم تتحمّل نزلت دموعها على خديها ، ما حدث بينهما لا تتذكره جيّدًا هي لم تشرب لدرجة كافية لتجعلها تفقد الذاكرة ، هي على يقين وثقة جورج قام بوضع أقراص ربما أقراص هلوسة في الأكل او العصير جعلتها تفقد الذاكرة وتتصرف بتلك التصرفات البالية!!!

ديانا لتنهي الأمر ففؤادها يؤلمها: شو بدك؟مني......ليش بتتصل علي ....
جورج هز رأسه لأخيه ليطمئنه ويخبره
بإنها بدأت تتجاوب معه
جورج: بدك تبعدي أمير عنّا....وخص نص....تبعديه عن السكرتيرة داليا......سجلات الشركة الاحتياطية معها ....وفيها كل شي بيخص اعمالنا.......وفيها كمان الفيديوهات المسجلة لكل الحفلات دون استثناء....إزا بدّك زوجك عفوًا! روميو ما يشوف وضعك كيف كان معي.....ابعديه عنّا....بأي طريئة(طريقة)....

ديانا حاولت ان تتمالك نفسها بعد انهيارها من سماع هذا الأمر
أمير لو توصل إلى ذلك الفيديو المسجل لن يرحمها
بل لن يستمع إلى مبرراتها سيحكم عليها بالقصاص لا محالة
لذا قالت: وازا ما ئدرت...؟
جورج نظر إلى مراد بحده: ما راح يحصل شي حلو بعدها بحياتك.....
ثم اردف بتهديد: ولا تحاولي تتواصلي مع بنتي إيلاف حنا نراقب خطوط الاتصال وعرفت اليوم اتصلتي عليها....شو بدك....منها؟....شو تفكري حالك.....
انهارت هنا صارخة: بدي ئلها (قول لها) كل شي........راح احكي انتّا بيّه......راح ئول مشاري منّو بيّك.....وكما حصة منّا أمك........بس مشاري كان صاحب بيّك في اعمال الشر....ومشان بدُّو يحميكي نسبك لمشاري وقطع علاقات الشراكة معوه وخلاه نزيف(نظيف)....مشان يكبرك.....
جورج بصرخة غضب: وكملي القصة لها كمان.....انك سافرتي الكويت.....وتقربتي من والدها.....فترة .....وكنتي سبب طلاقهم ......

ديانا ضربت بيدها على المقود وبكت صارخة: انت جبرتني على كل شي انتّا.........ما كان بدي اعمل ايّ شي......ما كان بدي ....بس كنت أظن بهالطريقة راح ائدر احمي بنتي نور.....من تهديداتك.......بس
قاطعها بملل: اووووووه.....اسمعي الحكي منيح.....حاولي تبعدي أمير عن داليا.......
ثم اغلق الخط في وجهها حتى ضجّت بالبكاء والنحيب، ماذا تفعل؟
ما الذي يجب عليها أن تفعله؟
قادت سيارتها بسرعة جنونية، لناحيه بعيدة عن البشر هي تموت وببطء
أمير سيتوصل إلى السجلات لا محالة ستخفق هذه المرّة في حماية ابنتها وكذلك امير
ولا تُريد ان ترى وجه أمير وهو يظن انها خائنة
الموت تفضله على أن ترى وجهه الغاضب منها
أسندت
جبينها على مقوّد السيّارة ، واخذت تضرب جبينها بقوّة ما فعلته لا يُغتفر ابدًا ، خانت نفسها قبل أن تخون الجميع ، بكت بانهيار وبصوت عالٍ لا يسمعه سواها
كُل شيء بدأ حُطامًا ، خلاف والدها مع عمها قتل حُب الطفولة بينهما!
ابتدأ بإجبارها من الزواج بيوسف والذي كان يأتي بين فترة وأخرى إلى لبنان من اجل الشراكة التي عقدت بين والده محمد ووالدها
كانت شراكة في استيراد وتصدير الاقمشة !
ولكن يوسف أعُجب بها ودمّر الحُب الذي بينها وبين أمير آنذاك
والدها وافق عليه بسرعة لكي يمنعها من رؤية امير
فالخلاف الذي نشب بينهما كان بسبب اختلافهما على تقاسم الأرض التي في جنوب لبنان! سبب تافه دمّر علاقات كثيرة
احداهما يقول ليس من حقك أن نتقاسمها لأنها لم تكن من ضمن الإرث
والآخر يرفض ذلك!!!
حقيقةً والدها هو من اشتراها وقام بتطويرها
ولكن عمها ظنّ انها جزء من إرث ابيهم لذا ، تخاصم مع أخيه من هذا الشأن
فزوجها والدها ليوسف وابعدها بما يقارب الثمان سنوات عن أراضي لبنان!
ولكن هي كانت شغوفة لهذا الحُب ، كانت تحدث أمير سرًا إلى أن وقعت
تحت مسمى الخيانة
تذكرت تلك الفاجعة ، حينما علمت بحملها الثاني
كانت تتحدث مع امير كيف ستتخلّص من الجنين
ولكن دُهمت في هذه الأثناء حتى أكلت ضربًا لن تنساه ابدًا
وتعلم الآن انها تستحقه
كانت في شهرها الثالث لا تعلم لماذا الآن تتذكر هذه الأمور ربما لأنها في حالة سوداوية للغاية وفكرة التخلّص من العيش تتوارد في عقلها ما بين دمعة وأخرى
لم يرحمها يوسف ، ضربها تحت انظار ابنتها نور
ضربها حتى جهضت وبالأخير رأت نفسها في الشارع تجول
ولكن تم نقلها للمستشفى ، وتواصلت مع أمير ليأتي ويأخذها من أحضان بلدٍ لم يتقبلها ابدًا!
أتى بشر لا تعلم كيف بدأ وكيف انتهى
ولكن انتهى بأخذ نور من أحضان ابيها بالإجبار!
والآن في ظلمت هذا الليل ستنهي قصتها، لا تريد أن يضربها كما فعل يوسف حينما علم أنها تخونه!
هي لم تخونه كما يظن ، فقط كانت تحدّث أمير
ولكن ارتفع مستوى الشك حتى بابنته
وأمير لم يقصّر في رفعه إلى درجة الإقتناع
لذلك كان من الصعب عليه أن يستوعب حجم خيانتها
كان سيجري تحليل اثبات الأبوّه ولكن
أمير وحديثه الذي من المستحيل ان تنساه
اخبره
(اقسم بالله ، لو ما كفيت شرك عنّا لا اشتكيك....وأئلب الطاوليه على راسك.....اتار الضرب ما برح على وجّه وجسمه.....بطّل تفكير تاخذ البنت منها وإلا والله بافتح قضية ما راح تسكر ابدًا ...وادخّل السفارة اللبنانية كمان....خلاص تطمن البنت باحضان امه....والأم بلاش تفكر فيها هلأ لأنها ما عادت لإلك...)
لن تنسى تلك العيون الحاقدة التي تنظر إليها
جعلها تدخل المنزل من جديد تأخذ ملابسها سريعًا وابنتها مجبورًا على تصديق ما قالاه لهُ
وكان قلبه وقتها محطمًا!
لا تريد أن ترى انكسار أمير مثلما يوسف
ليس لها القوة والشجاعة في أن تراه
سحبت هاتفها بيدين مرتجفتين
أرسلت رسالتها لأمير بكل شجاعة تخبره بما فعلته بلغة هشّة ومنكسرة
وبدأت بعدها تحثه على اخبار نور بكل شيء
وختمتها متأسفة لكل هذا
ثم قامت باغلاق هاتفها ، وانحنت لتفتح الدرج الأمامي وسحبت سلاحها المرخّص!
جنون تخبطت سريعًا ، هي ستموت عمّ قريب هكذا كانت تظن
المرض بدأ يأكلها أكلًا
وجورج سيستخدمها لصالحة مرةً أخرى لذا
لن تسمح له ان يشوّه صورتها اكثر.....
فهي بعد كل هذا لا تستطيع ان ترى وجه أمير مرةً أخرى وكذلك نور
والذي عانت الكثير بسببها
بكت وجثلة على ركبتها، تشعر بالحرقة .......احرقت نفسها بإرادتها
كان من المفترض ان تخبر أمير بتهديداته في ذلك الوقت ولكن .....
سكتت وجعلته يتمادى عليها اكثر!
رفعت المسدس بيد مرتجفة تحدثت صارخة: ما في شي طالع بإيدي.......سامحيني نووووووووور....ضيّعتك....بأنانيتي....ضيعتك نور.........أمييييييييييير بحبك..........والعذراء ما كان ببالي خونك........هو اعتدى عليّ لأني ما كنت واعيي لأيّ شي........
ثم بكت ، وبدأت تتذكر أمور كثيرة والندم يزداد
وهمس الشيطان لها يزداد في الاقدام على الانتحار
هل ستنتهي الآن؟
نور ماذا سيحدث لها !
هل ستعود لقوقعة الكآبة والعصيان؟!
ماذا سيحدث لأمير؟!
هل سيكرهها
هزّت رأسها بلا بكل عنف، لا تريد ذلك
كل شيء يهون امام هذا الحُب الفولاذي
لا تريد أن ترى انصهاره وتحوّله إلى رماد غير معروف
سيكرهها ، سيشتمها
بكت ، انهارت، صارخت ، لطمت خدّيها أمام هذا العجز
لماذا لم تستطع العيش بهناء ، لماذا تشعر هناك حاجز كبير بينها وبين السعادة
هل سيغفر لها أمير ذنبها العظيم
ام لا؟!
تجزم أنه لن يُسامحها
انحنت للأمام ، اغمضت عينيها تذكرت أوّل قبلةٍ لها ، أول حضنٍ
وأوّل اعتراف حبه لها
هي انتهت ، الألم ....والمرض.....والضغط الناشئ من جورج جعلها تتهاوى في قيعان الضعف
همست بين رجفة جسديها وضعفها
: احبك أمير
ثم
ضجّ المكان بصوت اطلاق الرصاصة!
.................................................. ....................
كان متوترًا ويشك هذه المرة من تعاونها معهما لذا نهض واخذ يفكر
يُريد حلًّا لهذا الأمر، لا يريد أن يقضي بقيّة عمره في السجون
لا يُريد ذلك اعمالهما غير قانونية
وما إن يتم سجنهما سيتم الحكم عليهما إما بالقصاص او السجن المؤبد وهذا ما لا يُريدانه
ضرب على فخذيه تحت انظار أخيه والذي لم يكن أقل توترًا منه
اردفت بعصبية: ديانا هالمرة ما راح تتعاون معانا......
جورج رمى القلم على الطاولة واشعل سيجارته: راح تخاف من أمير يشوف خيانتها لإلوه.....مشان هيك يا مُراد راح تمنعوه....
مراد بخوف وتوتر: اوك.........واذا باوع على الفيديو......قبل ما تتصل عليها الحين ........علمود انه مستعجل من انه ينتقم منا.....شنو راح يسوي؟....ما راح يقتل زوجته....وراح يدوّر عليك ينتقم........وراح يصدق حجيها عنّا وانها كانت مجبورة......
جورج نهض كالمقروص، واخذ يسب وشتم غباء أخيه
الذي ورّطه بالأمر، لم يكن موضوع الزواج من نور ضمن الخطة
دمارها هو الأساس ولكن ليس الارتباط بها
صرخ مراد بقل حيلة: لا تجلس تلومني.....قلت لي بصريح العبارة أذي البنيّة.......وعلقها فيك.......
جورج بصراخ: بس ما ئلت روح تزوجها
مراد أشار له بغضب: ما جان عندي غير هالحل!.......والحين خلنا نفكر نلقى لنا حل ويّا هالأمير.....
جورج سكت ورمى نفسه على الكنبة الجانبية وهو يكرر: ما بعرف ....ما بعرف شو نعمل إيلوه
سكت مراد لوهلة واخذ يفكر بما يقارب الثلاث دقائق ثم ضحك
بخبث
وهو يردف: راح اطلّق نور أهنيه........راح تنهي هالامر بتدخلاتك.......ونرسل ورقة طلاقها مع قاتل مأجور.....
جورج قوس شفتيه: قاتل ماجور؟
مراد بحماس لتلك الفكرة: أي.......يسلمه ورقة طلاق نور......ويخلص عليه ونفتك منه.....وبجيه (وبكذا) نقدر نمشي امورنا بعده مثل ما كنا اوّل واحسن....
ابتسم جورج على هالفكرة ونهض مؤيدًا أخيه: اوك.......
مراد تحدث بأهمية: راح اكلم واحد اعرفه........خلال يومين بنخلص من هالتوتر.....وداليا.......بنفسي بروح اجيبها لك....وانت تصرف معها
جورج ابتسم لأخيه ثم خرج مراد وفي عينيه شر لا يمكن أن ينضب!
.................................................. ..........................

.
.
.
.
امير كان في المنزل الريفي والذي يبعد كيلومترات طويلة عن مدينة أكسفورد
كانت أمامه مقيّدة اليدين والرجلين على الكرسي
تحاول التفلّت والتملّص من تلك الحبال الثقيلة
أشار أمير للحراس حتى خرجوا وتقدم لناحيتها ،نظر لعيناها العسليتين بحده
أزاح عن فمها اللاصق حتى انهالت عليه بالكلمات
: شتريد مني؟.....انطيتك كل اللي يخص جورج.....والسجلّات صارت بإيدك شتريد هسه مني؟.....اتركني .....اتركني....
أمير انحنى ليصل لمستوى جلوسها: حطيتك هون حتى ماحد يتعرض لإلك ......جورج ومراد لو شافوكي ما راح يسمحوا إلك تعيشي يوم تاني.....

تسارعت أنفاسها، واشاحت بنظرها عنه
لا تستطيع ان تُنكر الحقيقة، سيُحاسبها جورج وسيقتلها مُراد بنفسه لأنه هو من قام بتوظيفها معهم في تلك الشريكة وهو المسؤول عن جميع تصرفاتها!
اغمضت عينيها لتمتص غضبها ثم اردفت: أريد ارجع على العراق.......وبجي ما يقدر أحد يأذيني...
أمير كتف يديه: انتي غلطانه....جورج ما راح يتركك بحالك.....

لم تستطع أن تلزم الهدوء اكثر صارخت: خلاص اتركني وآني اتصرف....شتريد مني......ساعدتك في كل شي وسلمتك الأوراق المهمة شتريد مني بعد....
لا يُريد أن يبقى هنا اكثر هو لا يعرف لماذا اتى هنا، مُنذ مشاهدته لذلك المقطع وهو يتردد عليها ليتأكد من صحة ما رآه وقراه!
يريد ان تنفي الحقائق لو بكلمة ولكن لم يحدث ذلك عاد ليلثمها لكي لا تتمكن من ان تصدر الصوت واحكم رباطها
ثم خرج ، لا يريد أن يرى زوجته ففي الصباح هذا رأى ما لا يجب عليه أن يراه
حتى كرهها في وهلة لم يظن يومًا سيكرهها فيها!
حرّص على الحرّاس أن ينتبهوا لأي حركة تحدث هنا
ويشددوا عليها الحراسة
ثم ركب سيارته لن يذهب إلى المنزل اليوم سيعود إلى شركته لكي لا يرى ديانا لن يذهب إليها اليوم مباشرة لكي لا يؤذيها
اغلق هاتفه لكي لا ينزعج من اتصالاتها ثم توجّه لطريق الشركة!
.................................................. ............................
قبل ثمان ساعات في لندن
كانوا يتجولون بخطى متسارعة ، تشعر نور انها في تحسن مع حديث إيلاف وشقاوتها وحبها للحياة
ثم ذهبتا إلى اقرب مطعم منهما وما إن جلسا حول الطاولة حتى تحدثت إيلاف : نور....بسألج....تذكرين قبل أسبوعين لم خلتيني اقابل امج وأمير....
نور: أي....شفيك؟
إيلاف بحماس: انتي عطيتي رقمي امج....
نور سحبت المنديل وهي تردف: هي اطلبتني إيّاه وعطيتها...
ايلاف حكّت انفها بهدوء: قبل لا اطلع لج بعد رسالتج لي كانت متصلة علي...
نور بتعجب: ليش؟
ايلاف : كانت بقول لي شي وصدمت في الريّال وقلت لها اكلمج بعدين....
نور بتفكير: امممم غريبة.......يمكن تبي تسأل عني؟ مثلًا...
ايلاف بهدوء: مادري.....المهم خليني اقولج شي بس لا تعصبين
وصل طلبهما وبدأ النادل بتوزيع الاطباق على الطاولة
ثم اردفت نور بعد انصرافه: أي تكلمي....
إيلاف بتردد نطقت: بس حلفي لي ما تعصبين علي....ولا تطنزين....
نور اخذت اوّل لقمة : تكلمي احسن ما اعصب من أسلوب مقدماتك ذا
ضحكت ايلاف ثم اخذت نفس عميق وهي تردف: احس اني بديت اميل لطارق اللي كلمتك عنه
شرقت هنا نور وبدأت تكح بقوة حتى خشيت إيلاف عليها فنهضت وضربتها على ظهرها بخفة وناولتها كأس الماء
وما إن ابتعدت ايلاف عنها حتى ارتفع صوت نور
غاضبة: شنوووووووووووووووو؟.........يعني بديتي تميلين له؟
إيلاف باحراج من نظرات الناس
: اششش الله يفشلج......سكتي ...كلتيني بقشوري.....
نور تحدثت بجدية: أتكلم جد شنو يعني بديتي تميلين له؟
ثم شهقت بعد استيعابها: هأأأأأأأأأ يعني تحبينه؟!
مسحت ايلاف على وجهها باحراج ونطقت الاحرف ما بين اسنانها: قصري صوتج الناس تطالع تقول وش فيها هالمينونة تصارخ....
نور سحبت كأس الماء وارتشفت القليل منه
ثم اردفت: لا والله مو أنا المينونة على قولتك انتي اللي جنيتي خلاص ودّعتي عقلك أبد......ههههههي لا تنسين انك جيتي هنا عشان تدرسين مو عشان تحبين...
إيلاف بنرفزة: وش فيها اذا حبيت؟
نور وبسبب فشلها بالحب اردفت بسوداوية: وانتي مصدقة انه فيه شي اسمه حب....
ولان صوتها وهي تطبطب على كف ايلاف: حبيبتي ايلاف .....طارق واضح مو نيته حب وخرابيط....هو بس زميلك بالكلاس.....مو كل واحد عاملك بطيبة واهتم بدراستك يعني يحبك ويبي يزوّجك.....ايلاف نصيحة مني ركزي على دراستك وبس ولا ضيعين نفسك في خرابيط .....حب وهم....
إيلاف ترقرقت عينيها وبللت شفتيها وهي تردف: يعني مو من حقي احب.......وانحب.....واعيش زي العالم والخلق....

نور شتت ناظريها عنها، جميعنا يُريد ان يعيش بحُب وشاعرية ، كتلك القصص التي نسمع عنها في الاحلام الحالمة!
ولكن الواقع ليس مليء بالورود، ليس مليء بالألوان الصافية فقط
لابد ان تتخلله الاشواك والألوان العاتمة لتحقق التوازن
ولكن ماذا لو هناك اختلال في ذلك الأمر ولم يعد ما يسمى بالتوازن
كيف ستصبح الحياة؟!
اردفت : من حقك .....بس في الوقت المناسب والمكان المناسب....صدقيني ايلاف اللي تعيشينه الحين مجرد اعجاب لا اقل ولا اكثر....صدقيني راح تكتشفين انه مو حُب...
ايلاف بدأت تأكل واخذت تردف: خلاص خلينا نغيّر الموضوع ....
.
.
.
الآن......صحت من تلك الذكرى
حقيقةً من حقّ إيلاف أن تشعر بالحب، ولكن ليس من حقها أن تُضيّع نفسها ما بين هفواته وأنانيته
هي لا تدري ما وراء هذا الحب
هل سيكون متبادل؟
هل سيكون شريفًا؟
أم فقط مؤقت إضاعةً للوقت والتسلية!
لابد ان تعرف ماهية مشاعرها لكي لا تضيع، ولابد ان تختار الشخص الموثوق به والشخص الصحيح لكي لا تندم
لكي لا تضيع حقوقها وتُهدر مشاعرها بتعب!، لكي لا تبكي على وسادتها كل ليلة نادمةً على مشاعرٍ متأججة ادّت بها للهلاك.....
نظرت للشوارع من خلال النافذة، كل الأشخاص
الذين احبتهم ، رموا سِهامهم في فؤادها بلا رحمه!
أوّلهم والدها، اعتادت على العيش ما بين هفوات ذكرياتهم وأنانيتهم
ولكن جرحها يتجدد ويؤلمها وكأنها جُرحت به أوّل مرة!
ولكن الأمر الأكثر ألمًا حينما سلّمت قلبها لمن لا يستحقه حتى أنه دهسه بلا رحمه
ولم يشفق على ضعفها آنذاك...
مشت بخطى اضعفها الحنين لن تنكر انها تحُن وتتألم وتشتاق لمن كان سببًا في وجودها على الحياة!!
ولكن اصبح الامر ثقيلًا بأن تلقبه بـ (أبي)
رمت نفسها على السرير ، واستلقت على ظهرها حدقّت في السقف مطولًّا
لا تُريد شيئًا من هذه الحياة سوى العيش بهدوء وبعيدًا عن الذكريات!
اغمضت عينيها وحاولت ان تنام وبعد نصف ساعة
غاصت في احلامٍ وردية!
.................................................. .....................
العجز حينما يجتمع بالحيرة يقيّد يديك عن فعل الأمور الصائبة كان جالسًا في سيارته يفكر ماذا عليه أن يفعل ليوقف خزعبلات هذه الليلة المرّة
ماذا يصنع لكي يصرخ بحبها عشقًا ويتأسف لها على ما مضى
ماذا يفعل لكي يبرر لها فعلته من الزواج بغيرها
بعد أن علم بشدة مرضها؟!
وهل ستصدق انه كان مجبورًا على ما لا يُريده!؟
لم يمنع نفسه من أن يبكي...
ولكن بكى بطريقة مختلفة
بلا دموع وبلا صوت
وهذا النوع من أقسى أنواع البكاء
تشعر أنّ هناك جرح عميق في قلبك ولكن داخل هذا الجرح جروح أخرى متناهية في الصغر تؤلمك بشدة وتُرهق عينيك وتمنعها عن افراز الدموع!
لذا
كان ينظر لباب منزلهم ولتلك الانوار التي تزيّنه
وإلى تزاحم السيارات امام منزلهم
بعجز كبير وقلب محطّم
عاد الرنين من جديد .......نظر إلى شاشة الهاتف
(الجازي يتصل بك)
همّ بالنزول وضجّ! الرنين من جديد
وكأن الجازي تثنيه عن الإقدام لفعل شنيع ومجنون،
قلبه يؤلمه......هذا ما يعرفهُ
توقف عن النزول ، وتذكر انه ليس مراهق في سن الخامسة عشر لكي يفعل ما يفكر به!
ما سيفعله سيهدم علاقات عائلية ، ويشوّه سمعتها ايضًا
إن كان يحبها حقيقةً عليه ان يتركها في هذه الليلة تعوّض ما خسرته!
انحنى إلى أن اسند جبينه على مقود السيارة تنهد بضيق
يريد ان يبكي والبكاء لا يريده
يريد ان يصرخ والصراخ يزجره بعنف وينهره عن إخراجه من احباله الصوتية
لم يشعر بالشخص الذي فتح باب سيارته الأمامي وجلس بجانبه
وضع يده على كتفه حتى انتقز ونظر إلى وجهه: قصي
قصي بهدوء: سيف.......ماله داعي تحضر الليلة.....خل الأمور تمشي مثل ما هي عليه......انت تزوجت وهي بتزوج......لا انت من نصيبها ولا هي.....وتذكر الجازي....مالها ذنب....
سيف تحدث بحشرجة: أصلا بمشي بروح البيت....
قصي اربت على كتفه: احسن شي تسويه.....
سيف بهدوء نظر للأمام: مو قادر اتقبل أنها بكون لغيري....
قصي بجدية: بكون لغيرك لانها مو من نصيبك......الجازي هي نصيبك.....وهي بحاجة لك.......لا تكسرها مثل ما كسرت غيرها.....انسى اللي فات......وعش حياتك .....
كان بينزل من السيارة ولكن قال: ترا الجازي ما جات معنا.......قالت بتجي معك........روح البيت .....هي لحالها.....لا تخليها بروحها وتستاحش....
ثم نزل من سيارة أخيه
تاركًا سيف يتخبط بمشاعره ، ثم قاد سيارته لناحية منزلهم
وبعد نصف ساعة وصل
ودخل إلى جناحه ما إن انغلق الباب

حتى استقبلته الجازي وهي تردف بحده: وين اللي بوديني بيت اهلي؟

كان ينظر إليها بنظرات الجازي لم تستطع أن تفسرها
هل هي غضب أم حده ام ...لا تدري
اقترب منها وهو ما زال يحدّق في عينيها الواسعتين ووجهها المتعب بسبب تغلب نومها الناتج عن تغلبات نوم الصغير
تحدث بهدوء: ليش ما كنتي ناوية تروحين ملكة بنت عمي؟
الجازي بللت شفتيها بتوتر من قربه: لا ....لأني تعبانة.....وصار لي زمان ما شفت نوف ولا تطمنت عليها....
سيف ، يُريد أن ينتقم لنفسه ومن الذين تسببوا في أن يبتعد عن غزل
ولكن لا يعرف كيف؟!
يشتاق لها، وليس من حقه هذا الشعور
يحبها وهذه خيانة في حق زوجته الجازي
يتمنى أن يحتضنها
وهذا أثم لوضعه الحالي
عاجز
كل ما يشعر به أنه عاجز ومقهور
تحدث بهدوء وهو يضع كفي يديه على كتفيها حتى انها تعجبت منه
تحدث: بكرا اوديك...
انصدمت قوست شفتيها وتحدثت بشك: سيف انت بخير؟......فيك شي؟

سيف هل بان على وجه الألم لكي تفهمه أم فهمت شيء آخر!؟
تحدث بصوت اشبه للهمس يغلفه الحنين للماضي والندم على الحاضر!!!: تعبان....
الجازي ابتعدت عنه لتزيح كفيه عنها وأشارت بلا مبالاة له: روح المستشفى طيب......واضح فيك حرارة ....حتى خلّتك تهلوس...

ابتسم بسخرية......الآن قربه لها هلوسة !.....هكذا فهمها وهذا ما تقصده الجازي حقًّا ولكن أشار لها : دواي عندك.....
الجازي بحده : وانا ما نيب طبيبة لأي احد.....
سيف ليختبرها: بس أنا مو أي احد أنا زوجك....

الجازي ضحكت بسخرية ثم اردفت: أنت أبو ولدي وبس....
هو يستحق قساوتها تلك ، هو من جعلها هكذا ....فمن الواضح انه خسر الاثنتين
نزلت دمعةٍ على خده حتى صُعِت منه وخافت حقيقةً
ممن يبكي؟
ولكن زادت تساؤلاتها حينما قال: محتاجك يا الجازي.....تكفين لا تقسين علي........هذا يوجعني
وضرب بقبضة يده على قلبه
لم يعطيها أي فرصة للتفكير حضنها وهي لم تبادله الاحتضان بقيت واقفه تُريد ان تستوعب ألمه، تريد ان تشخّص حالته
ممن يتألم؟
احتضنها واعتصرها ما بين يديه، وهي تفكر بما قاله
وتحاول ان تصل إلى خيط يدلها إلى المعنى
إلى ان تسارعت أنفاسها حينما مالت للشكوك والظنون
لماذا قلبه يؤلمه في هذه الليلة خاصة؟
لماذا اظهر حاجته إليها الآن؟
لماذا اظهر ضعفه أمامها وهو الغصن الصلب الذي يصعب كسره؟
اقشعر جسدها عندما وصلت إلى الإجابة وابتعدت عنه ودفعته
وعينيها مليئتين بالدموع
اشارت له بيد مرتجفة وحاجب مقوس وصوت محشرج: انا عمري ما عورت قلبك.........من اللي اوجعك؟.......مين ؟

ادرك سيف زلّة لسانه او ربما سكرة العشق لم تجعله يعي ما يقوله
وادرك أنه من المفترض لم يأتيها لكي لا يُفتضح
كان سيتحدث
ولكن سبقته وهي تتقدم لناحيته تقول: تعاملني بقسوة........وبدون أي مشاعر......تعاملني بطريقة خلتني اشك في نفسي........عشان.....
واهتز صوتها بقول: عشان وجع قلبك صح يا سيف؟
ثم صرخت: صصصصصصصصصح....؟
سيف امسك يديها المرتجفتين ثم قال بصوت مخنوق: عبد لله لا يجلس......قصري صوتك...
الجازي عضت على شفتيها أي قنبلة تلقتها اليوم
لم تستطع ان تصارحه بظنونها اكثر ضربت على قلبه قائلة: طولة هالسنتين وقلبك مو لي صح؟

سيف انربط لسانه ، واغمض عينيه لا يريد ان يرى وجهها
فانفعلت قائلة: شذنبي انا.....هاا....شذنبي؟....سيف .....تخيّل حتى انا قلبي يوجعني.....تصدق يوجعني....
نظر إليها وهي تكمل بسخرية: بس يوجعني قهر منك...
ابتعدت عنه وأشارت له بقل حيلة وضعف من وضعها
الآن فهمت تصرفاته وسببها
هي غير مرغوب بها في حياته هذا ما فهمته
: روح ........روح قول انا ابي غزل.....وانا أولى فيها روح....وقف هالملكة.....روح اخذها.....روح.......تجيني هنا ليه؟.......
ثم سمعت صوت عبد لله يبكي
فذهبت عنه لناحية الغرفة وتبعها
دخلت الغرفة اخذت عبد لله من وسط سريرهما
كانت سترضعه ولكن قال سيف بهدوء: لا ترضعينه وانتي في هالحالة مو زين......
كانت يديها ترتجفان وعبد لله يبكي بصوت مرتفع اخذت تهزه برجليها وهي تبكي بدموع بلا صوت تحاول ألا تخرج صوتًا لكي لا ترعبه
حاولت أن تواسيه في بكاؤه ويواسيها
وهو ينظر لضعفها ورجفتها اخيرًا نام عبد لله
وضعته في سريره وخرجت من الغرفة إلى الصالة جلست على طرف الكنب وضعت كفي يديها على وجهها تشعر بالحيرة
وتشعر برغبتها في احتضان والدتها
اتى بالقرب منها
تحدث : الجازي
الجازي رفعت وجهها المحمر وأشارت له بيديها التي ما زالت ترتجفان
شعرت بثقلها عليه ، كانت مجرد أداء لنسيان الماضي ولم ينساه
كانت مجرد زوجه تُنجب بلا حب وتدير المنزل بلا عواطف!
آه اخرجتها بضيق شديد وألم لم تشعر به يومًا لناحيتها اليُسرى ثم أكملت له
: لا تكلم سيف.....كل شي واضح........
ثم نظرت إلى وجهه: بس قل لي.......وش ذنبي؟ خليتني اجيب عبد لله ليش؟........ليش......ليش تعاقبني على شي مالي دخل فيه...
سيف انصدم لسوء فهمها له من ناحية عبد لله
تحدث بهدوء: تعتقدين عبد لله عقاب لك؟
الجازي ببكاء: واشد عقاب ........كيف أصلا كنت ...
ثم سكتت باكية لتردف بقهر: كنت تتخيّلني غزل.......عشان تقدر.....تعيش معاي صح؟......عشان ما توضح لي أنه قلبك مو لي.....

ثم نهضت غير قادرة على التكملة اخذت تجول ذهابًا وإيابًا أمام ناظريه
سيف ادرك حيرتها وصدمتها يريد التخفيف عنها ولكن لم يستطع

تحدثت بانهيار وهي تشير لنفسها وتنظر لعينيه بعين باكيتين:سيف مو قادرة اصدق......مو قادرة اصدق إني عشت معاك ....وإني غبية لهالدرجة .....استغليتني عشان تنسى حبك........والحين تعترف لي.....سيف تكفى طلقني.......طلقني........ما ابي اشوفك بحياتي مرة ثانية.....ما ابي.....يكفي اللي شفته منك.....ما ابي اشوف منك اكثر من كذا........تكفى طلقني....
سيف نهض وأشار لها: الجازي هدي......هدي تكفين.....خلينا نكلم بهدوء
الجازي بانفعال وازدادت رجفات يديها: وش تبي تقول لي اكثر من كذا؟.....وش تبي تقول سيف....تبي تكلمني عن أيام الخوالي؟.....وكيف اني صرت أداء عشان تنساها.....او فرقت بينكم.....سيف طلقني....حتى عبد لله ما ابيه...اخذه مابي منك شي......ابي بس ابتعد عنك وعن كل شي يذكرني فيك.....طلقني........طلقني......
ثم ركضت لغرفتها وأغلقت الباب
بينما هو جلس يسب ويشتم نفسه وغباؤه الغير محدود
كيف سيصلح الأمر الآن كيف؟
ركل برجله الكنبة ومسح على رأسه عدّت مرات لِيُطفي ما بداخله من نيران
بينما هي دخلت الغرفة واخذت تبكي ، وهي تحاول ألا تخرج صوتًا لكي لا تزعج ابنها
ولكن لم تستطع أن تبقى هنا اكثر
كل ما فعلته نهضت سحبت هاتفها واتصلت على اخيها بندر تُريد أن تذهب إلى منزل ابيها
اتصلت فاجابها: هلا الجازي
الجازي بصوت متحشرج: بندر تعال مرني....
بندر كان في سيارته مُنذ ان خرج وهو يقودها إلى اللاشيء بسبب حيرته وعدم قدرته على اتخاذ قرار ينهي فيه خطبة سلطان من شيخه!
تحدث بأهمية: خير الجازي خوفتيني فيك شي
الجازي لم تتحمل: تكفى بندر تعال.......احس اني مخنوقة ....تكفى تعال.....
بندر بخوف: خلاص بجيك جهزي حالك باي
أغلقت الخط ثم نهضت لترتدي عباءتها، نظرت لابنها انحنت قبلّت جبينه
ثم خرجت لتردف قبل ان تخرج من جناحها: بروح بيت اهلي........عبد لله داخل نايم....
ثم أغلقت الباب
بينما هو ركض ليتبعها: الجازي الجازي....
الجازي نزلت من الدرج تحدثت : الجازي ماتت يا سيف...ماتت!
لم يستطع ايقافها ولم تستطع هي ان تبقى معه في مكان واحد وبقيت في وجهة المنزل تنتظر أخيها
وسيف متندمًا كل الندم على تهوره ، وقراره في المجيء لهنا!
.
.
.
وما هو دواء العاشقين الذي خسروا أنفسهم في طريق الحُب؟
ما زالت تبكي
لا تُريد سوى أن تحتضن حُبها، لا تريد سوى أن تنتهي قصة عشقهما كما خططا لها
لا تُريد لأي شخص أن يُفسد عليها الأمر دخلت إلى دورة المياه بكت ونظرت لوجهها
كيف لهُ أن يقرر عن حياتها، ادخلها في سِجن لا يُعرف مكانه!
كيف له ان يقرر على أن تتجرّع لوعة الفُراق اجبارًا
ارشحت وجهها وفكرت مطولًّا كيف ستتصرف
وارتعبت حينما طُرق الباب عليها ثم انفتح
وكان ناصر اخيها هو من يطرقه
توجّه لها
جلس بالقرب منها قائلًا: شيخه
شيخه بللت شفتيها واخذت نفسًا عميقًا ، وحاولت أن تتمالك نفسها وألا تبكي أمامه
تحدث : تراني كلمت ابوي وقلت له اللي سواه غلط بس...
قاطعته بسخرية: ماقتنع واللي براسه بسويه
ثم التفتت لتنظر لعينيه : عمره ما جبرنا على شي.....ليش الحين يجبرني على الزواج بالذات.....ناصر....تكفى وقّف هالأمر

ناصر شبّك يديه ببعضهما البعض: تعرفين قد ايش ابوي يعز سلطان .....وتبين الصدق سلطان ما فيه شي يعيبه....رجال والنعم فيه...
شيخة برجفة شفتيها اردفت: بس انا ما ابي ازوّج
طبطب ناصر على ظهرها: اذا على الدراسة .....ما راح يمنعك منها.....واذا عليه هو .....بكرا تتأقلمين على وجوده وتحبينه ....كل شي يبيله وقت....
شيخة شهقت ببكاء: طيب أنا مو مقتنعه فيه........ناصر.....تكفى....وقف الملكة....ادري بصير بوقت قريب.....ما ابي ....انحط في موقف غبي وانجبر....واندفن ...وانا عايشة....
ناصر بمواساة: لا تكبرين الموضوع ......شيخه صدقيني سلطان والله ينحب.....بكرا تتقبلينه
فهمت الآن
ناصر لا يستطيع أن يردع والده عن هذا القرار لذا لن تطيل الترجي والعتاب
هزت رأسها لتنهي الأمر وهي ستتصرف
سيضعونها في موقف محرج وصعب
وسيجبرونها على شيء هي لم تفكر به مسبقًا
نهض قبّل رأسها
ليواسيها ثم خرج وما إن خرج حتى سحبت هاتفها واتصلت على
.
.
.
.
كانت جالسة في غرفتها ،تأكل بالخفاء (كيت كات، جلكسي) وفي آذانيها اغنيتها المفضّلة وكانت تترنّح يمينًا ويسارًا على نغماتها
الشكولاتة عبارة عن طاقة ضخمة للسعادة بالنسبة إليها
ولكن عليها ألا تفرط في اكلها من اجل السكري!
انقطعت الأغنية لتنظر إلى الشاشة
(شيخوه يتصل بك)
اجابت برواق: هلا وغلا بحبي...
شيخة بكت هنا ، لم تستطع التحمّل تشعر بثقلٍ كبير على قلبها من شأن هذا الأمر
اردفت بصوت متقطع: نوف ......جـ....بـ...رو..ني....عليه...
نوف لم تفهم ما قالته رمت الكيت كات جانبًا ثم جلست على سريرها: ايش؟.....شيخوه وش فيك احد فيه شي؟
شيخه حاولت ان تأخذ نفسًا لتسكت نفسها عن البكاء ولكن هيهات كانت في حالة انهيار شديد اردفت: بجبروني على سلطان.......قلبي يوجعني يا نوف....

نوف بهدوء: شيخه والله احسن لك من أنك تعلقين آمال واحلام مع هالمعتوه اللي تكلمينه......صدقيني وربي يبي يتسلى فيك....ومتى ما زهق سحب عليك ورماك رمية الكلاب.......والله ما راح تندمين....

شيخة ببكاء وصوت مخنوق: واذا قلت لك اللي احبه واكلمه بندر!

نوف بعدم استيعاب قوست شفتيها: بندر؟.....بندر مَن؟
شيخه ببكاء اقوى مما قبل!: اخووووك

نوف فتحت عينيها على الآخر، ونهضت من على السرير منصدمة
: شنو؟.....مو من جدك.....وليش ما قلتي لي من قبل؟؟هااا....
شيخة ضربت على رجليها: لا تجلسين تلوميني ابي حل....
نوف مسحت على رأسها عدّت مرات واردفت بجدية: مستحيل ابوي يزوجه قبل اخوي خالد
زاد انين شيخه
ووضعت نوف يدها على فمها بندم وبتذكر: انتي قلتي له طيب؟.....يمكن لو قلتي له يكلمه ....ويقنع ابوي....
شيخه ازدردت ريقه: كلمته اليوم ....وقلت له....
نوف باستيعاب: عشان كذا وضعه اليوم مو تمام...
شيخه بخوف: كيف مو تمام؟
نوف : شكله كلم ابوي وطلع ولحد الحين ما رجع.....
ثم اردفت بضيق: شيخوه ليش ما قلتي لي.......وبندر غلطان انه سكت ولا قال أنه يبيك
شيخه بدموع: هو قال لم يتخرج عشان ما يصير لعمي عذر ويقبل الأمر بيكلمه.....بس سلطان عفس كل هالتخطيط....
نوف بضياع: طيب .......يمكن لكلمه الحين يقتنع..
شيخة بغصة: ما اظن يقبل عمي يخطب على خطبة سلطان....
نوف ضربت على جبهتها بتوتر: أي والله صدق ....واصلا ما يجوز...
ثم سكتت وزاد بكاء شيخة
فنهرتها نوف بجدية: لا تبكين يا غبية سكتي خلينا نفكر
شيخه وكأنها طفل كانت تبكي دون ارادتها على كبح هذه الدموع
سكتت نوف قليلًا وما زالت شيخه تبكي
ثم اردفت: اسمعي متى بملكون عليك؟
شيخه بلعت ريقها : مادري....بس اظن قريب....
نوف بتهور لفكرتها: اسمعيني زين.....دامك تحبينه هالكثر....وهو يحبك....اسمعيني ليلة الملكة لسألك الشيخ انتي موافقة قولي لا....
شيخه بخوف وتردد: مستحيل....
نوف بانفعال: ليش مو انتي ما تبينه؟
شيخه بخوف نظرت للباب ثم نهضت واغفلت الباب على نفسها: تبين ابوي يذبحني
نوف بجدية: كلنا نعرف طيبة قلب عمي يوسف.....قولي بيزعل عليك أي....بس يذبحك لا
شيخة مسحت دموعها: شكلك ما تعرفين غلات سلطان ...
نوف بنفس عميق: شيخوه .......ما عندك حل غير هذا........اكيد ما بحطك في الاحضان لم ترفضينه وقدام الجماعة وصعبة بس اذا صدق انتي وبندر تبون بعض ما عندكم إلا هالحل فكري فيه زين وانا بكلم بندر بعد.....وبقوله عن هالفكرة......
شيخه اخذت تفكر ثم اردف: بفكر....
نوف : لا تفلين أمها بالتفكير.......هذا يبيله قرار سريع......ومثل ما قلت لك.......هو صعب.....بس اذا تبين بندر مالك مخرج إلا هالشي.....والحين سوي نفسك طبيعية.....وحتى استعدي لملكتك .......وبعدها حطي النقاط على الحروف...وبالأخير هالشي من حقك ترفضين وتقبلين اللي تبينه....
شيخه بدأت بالارتياح: تمام.....باي...
أغلقت الخط ونوف تعجبت من حبها لأخيها ولكن عليها ان تُحدث بندر لتنظر هل هو جاد لحبه
هل تستحق شيخه العقوبات التي ستنهال عليها بعد الرفض في الملكة من أجله!
بندر لا يمكن ان يكون طائشًا تعرف اخيها كما تعرف نفسها تمامًا!
لذا فتحت الباب
نزلت وسمعت أصوات مرتفعة ومن الواضع صوت اختها وكذلك والدها تعجبت وقوسّت حاجبيها
أكملت نزولها من على الدرج وهي تسمع اختها التي تبكي: قلت لكم ما ابيه .....ابي اطلّق
تحدث والدها بهدوء: وش السبب؟.....وش سوا لك قليل الخاتمة هاللي بكاك.....وخلاط تطلبين الطلاق
بندر بحنية: الجازي اجلسي واهدي وخلينا نفهم منك كل شي
نوف بخوف تقدمت لناحيتهم: الجازي شفيك؟.....ووين عبود
الجازي بانهيار شديد: ما ابيه لا هو ولا عبود
ثم اتجهت لناحية والدها: تكفى يبه قول له يطلقني....وولده انا متنازله عنه ما ابيه
صُعق الأب هنا، خشي من أنّ هناك أمر كبير لا يمكن إصلاحه ما هو السبب الكبير الذي سيجعلها تتنازل عن حضانة ابنها
تحدث بصرامة: الجازي قولي السبب اللي خلاك تطلبين الطلاق
الجازي بصراخ وانفعال ووجه محمر: روحوا سألوه هو.....لا تسألوني عن شي.....بس ماني راجعه له مرة ثانية......ما ابيه ما ابيه...
ثم ركضت لعتبات الدرج وصعدت وهي تنوح ببكاء
نوف نظرت لبندر: وش صاير لها؟........سيف ضربها ولا...
بو خالد بانفعال: يخسي يمد يده عليها كان اكسرها له
بندر تحدث لأخته: اتصلت علي تبكي قالت اجي آخذها رحت لها.....وجبتها حاولت طولة الطريق افهم شصاير ما رضت تتكلم....
بو خالد وهو ممسك بهاتفه: راح اتصل على سيف افهم منه كل شي....
ثم توجه لمكتبه
بينما نوف اقتربت من بندر : واضح السالفة كايدة ولا مستحيل الجازي تطلب الطلاق....وتصر عليه لهالدرجة هذي....
بندر بهم: الله يعين
ثم تقدم للعبور ولكن مسكت يده قائلة: ترى عرفت بحبكم....
بندر فتح عينيه على الآخر: شتخربطين انتي؟
نوف بجدية: اصدقني القول تحب شيخوه صدق ولا تلعب؟
بندر تلعثم بسبب معرفتها تساءل: هي قالت لك.؟....
نوف بنفاذ صبر: اخلص علي .....اي.....قول

بندر بتردد شتت ناظريه عنها: واللي خلق هالروح احبها.....بس كل شي جالس يصير يعقد الأمور.....بيني وبينها...
نوف لتنهي الحديث: راح تنهي الأمر هي......بس صر رجال وقد كلمتك.......وتحمل ما يجيك بعدها.....
بندر بتعجب: شتقصدين...
نوف ابتسمت له: بسوي لكم أحلى سوبرايز......و راح تصدم الكل.......ومثل ما قلت لك.......صر رجال وقد القرار
بندر بضياع: نويّف لا تتكلمين بالألغاز
نوف رمت قنبلتها عليه: راح ترفضه ليلة الملكة......
بندر بصدمة : شلون يعني؟
نوف همست له لكي لا يتسرب صوتها لأبيها: راح تقول للشيخ انها ما هي موافقة عليه.......
بندر بحيرة: عمي يمكن هنا...
قاطعته: مستحيل يأذيها .....بيضربها لكن ما راح يموتها.......انت بعد هالسالفة راح تظل على الأقل شهر وتقدم لها.....
بندر انفتحت الآمال من جديد في حياته ولم يفكر بعواقب تلك الفكرة: وشو شهر من ثاني يوم!! بحن على ابوي يخطبها لي
نوف : كيفكم .......المهم صيروا قد القرار......لأنه بعد هالرفض بصير عواصف وحروب....
بندر بضحكة خفيفة: ربك يحلها...والحين صعدي لأختك شوفي وش فيها
نوف : تمام
ثم ركضت للصعود لأختها ، حاولت الدخول لغرفتها ولكن كان الباب مقفلًا
طرقت الباب عدّت مرات
: جوجو تكفين فتحي الباب......ما عاش من يبكيك....تكفين الجازي....فتحي الباب لا تخليني أحاتيك
اعادت الطرق مرة ومرتين وثلاث
ثم اجتمعت الدموع في عينين نوف: لهالدرجة مالي خاطر عندك يا الجازي......لا تحرقين قلبي عليك......انتي مو بس اختي انتي امي....تكفين فتحي الباب....لا تخليني احاتيك ويرتفع السكر عندي!!
لم تستطع أن تكبح نفسها أمام كلمات اختها تلك نهضت من على السرير فتحت الباب ومن ثم رمت نفسها على الجازي تبكي
نوف مسحت على ظهرها : الجازي....اشششش....اهدي يا عمري اهدي.....
ثم ابتعدت الجازي عنها وامسكت نوف بيدها وادخلتها إلى الغرفة واغفلت عليهما الباب
نوف جعلتها تجلس على السرير ومن ثم جلست بالقرب منها مسحت على كف يدها قائلة: الجازي.....عمري ما شفتك بهالضعف والانهيار.....وربي يعز علي اشوفك بهالحال......قلبي تقطع عليك.....عمري خويتي.....وامي وحبيبتي.....شفيك....شاللي زعلك.....ليش تطلبين الطلاق...مو امورك كويسة مع سيف شاللي حصل....
الجازي ابتسمت وسط انهياراتها وضعفها بسخرية: عمرها اموري معه ما كانت بخير...
نوف بعدم فهم: شلون يعني؟
الجازي تريد ان تفضفض تريد شخصًا يفهم شعورها ومن الواضح انّ نوف ستكون الشخص المُراد
فهي من وقفة معها في الولادة وهي من ستقف معها في كل الأمور
رغم صغر سنها إلا أنها ستتحمل الكثير من اجل اختها
تحدثت: سيف عمره ما عاملني بحب....وحنان....عمره ما اظهر لي انه يحبي....
نوف لتهون عليها تحدثت: يمكن هو أسلوبه كذا.......يعني فيه رجال على قولة خوياتي....ما يحبون يظهرون مشاعرهم....بس يحبون زوجاتهم.....بس هم كذا خلقه ما يعرفون يعبرون إلا بالشدّة....
الجازي بقهر : كان قاسي معاي يا نوف......وساعات احسه يشك فيني....
نوف قوّست شفتيها: شلون يشك فيك؟
الجازي بحيرة: مادري كيف اشرح لك......بس كان رسمي معي وقاسي بتعامله معي......وعمره ما قال لي كلمة حلوة...وإن تكلم.....جرحني بكلامه.....
نوف بتفهم: طيب ليش سكتي؟
الجازي بانهيار: كنت ودي أتكلم بس أتكلم لمَن....لخالتي ؟ولا لعمتي اللي هي امه....تصعبت علي الأمور....وما حبيت اثقل على احد
نوف ترقرقت عينيها: طيب وانا....
الجازي ازدردت ريقها: انتي تحملت الكثير يا نوف.....وما حبيت ادخلك في مشاكلي....
نوف شدّت على يدها: حنّا لبعض يا الجازي انتي اختي....وانتي اكثر وحده تعرفين اني ما اخش عليك شي.......ليش ما قلتي لي عن تصرفاته كان قلتي على الأقل لخالد......يتصرف معه
الجازي بندم: كنت أحاول اعطيه فرصة يتغير......لكنه ما يستاهل......والأمر اللي سكتني لم حملت......
نوف : طيب يا عمري.....عشان كذا طلبتي الطلاق.....
الجازي هزت رأسها بلا وانهارت بالبكاء: لأني عرفت شنو أنا بالنسبة له .....وعرفت سبب تصرفاته وجفاه معاي....
نوف احتضنت اختها: اهدي اهدي يا الجازي....اهدي...
شدّت الجازي على اختها وهي تردف بلا حواجز وبلا قيود: يعاملني وكأني جدار.....حسسني بالنقص.....حسنني انه في شي غير مرغوب فيني.....حسنني انه مجبور علي......وسكت.....سكت لأنه ولد عمتي ولا ابي اضايقها.....لأني شفت كيف فرحانه فيني....بهالزواج.......بس كل شي بينا كان تأدية واجب......وانا دفعت هالثمن بحملي بعبد لله
نوف ابعدتها عنها وامسحت دموع اختها وهي تردف: الجازي.......تكفين اهدي.....لا تسوين في نفسك كذا هو الخسران.....
الجازي بانهيار: عايش معاي جسد بس وقلبه وروحه مومعاي يا نوف....
فهمت الإشارة نوف واغمضت عينيها لتمتص رغبتها في البكاء
اذًا لو وافقت شيخه على زواجها لسلطان سيحدث لها كما حدث للجازي ولكن بتبادل الأدوار
ولكن ربما الشخص حينما يقرر أنه سينسى حبه السابق وسيبتدأ حب جديد ربما سيكون قادر على تقبله بعد ان يقتنع بما كُتب له
ولكن حينما يصّر عليه سيقلب حياته إلى كوارث
وسيهدم آلافًا من المشاعر
سيف هو من قرر على أن يبقى على حبه السابق، وهو من قرر أن يكون وفي بشكل خائن لزوجته
هو من دفن نفسه في تُراب المشاكل
كان لديه فرصة كشيخة الآن ، فرصة لأتخاذ القرار النهائي وإن كان مؤلمًا للبعض
ولكن من شدّت صدمته عجز عن الأمر واتخذت والدته ضعفه مخرجًا للسيطرة عليه
وما فعلته والدته خوفًا عليه وظنًا انّ سعادته لن تكون مع غزل بل مع غيرها
هي تحبه ولن تفكر يومًا في أذيته
ولا يوجد في هذا الكون ام تريد إيذاء ابنها إلا الحمقاء
او التي لا تملك قلبًا في الأصل!
بأنانيتها المغلفة بالخوف على ابنها حطمّت قلبين او ثلاث دون قصدٍ منها!

تحدثت نوف: هو الخسران والله ......هو الخسران يا الجازي....
الجازي ببكاء : اللي يحبها ملكتها الليلة على غيره........وما ابي أقول لأبوي عن السبب عشان لا اخرب علاقات.....واكون سبب في خراب بيوت...
نوف بكسرة خاطر: آه على قلبك الطيّب الجازي.......
ثم حضنتها واردفت لتواسيها: اتركيه عنك يولي......وخليه يبتلش في اسالت ابوي وإن فضح نفسه لا تدافعين عنه.........بس أقول لا تستعجلين على الطلاق.....
ابتعدت الجازي لتكمل نوف: وش ذنب عبد لله....
الجازي مسحت دموعها: عبد لله عقاب لي....
نوف : كيف عقاب لك؟
الجازي بللت شفتيها: وجوده بينا......بأخر الطلاق.....والكل بقول لي نفس جملتك ارجعي لزوجك عشان ولدك.....
نوف انخرست ولم تعرف كيف تجيبها لذا نهضت وهي تقول: اتركي عنك سيف وعبد لله وقومي غسلي وجهك وخلينا نتعشى مع بعض ونشوف لنا فلم....
الجازي بتنهد: مالي خلق خليني بروحي....
نوف بعناد: والله ما راح اخليك بروحك.........قومي غسلي وجهك.....وانا بصعد الأكل وراح اكل معك هنا.....طيب...
الجازي مسحت بقايا الدموع هزت رأسها بالموافقة وانحنت
نوف وقبلت رأسها: ربي يفرجها عليك يا اغلى اخت بالدنيا
ثم خرجت من غرفتها
.
.

وفي مكتب والدها ارتفع صوت ابيهم بقوله: كيف بتحلها!!....اقولك الجازي تبي الطلاق.....بنتي ما جاتني بهالليل وطلبت الطلاق الا لشي كايد.....سيف....انت ولد اختي على عيني وراسي....بس انك تضايق بنتي.....او
قاطعه سيف وهو ينظر لأبنه النائم: خالي.....تكفى لا تضغط علي....خلها هي تهدأ.......وبعد يومين بجي واكلمها......
بو خالد بعصبية: انا متصل عليك افهم السالفة......وش اللي خلاها تطلب الطلاق وتجي لي منهاره كذا ....حتى ولدها ما تبيه وش مسوي فيها؟
سيف تلعثم كيف سيقول انه خائن ولكن بطريقة أخرى
واتخذ من خيانتها القساوة عليها وجعل حالها كحال أي قطعة اثاث امامه
تحدث بحزم: خالي ......لو ما قدرنا نحل الأمر قلت لك......تكفى لا تضغط علي.....
بو خالد سكت لوهلة وبتقدير لحال سيف اردف: طيب.....بس والله يا سيف لو اعرف انّ الغلط عليك ولها الحق في اللي تسويه .....لا تلومني على اللي أنا بسويه بعدها!
سيف تنهد بضيق: طيب ....تصبح على خير
ثم اغلق الخط بو خالد وهي يتمتم: الله يهدي النفوس يارب
.
.
.
.
سيف تقطعّت السُبّل من امامه في إصلاح الأمر
ها هو الآن تسبب في كسر قلبين بدلًا من الواحد، لا يدري كيف سيُدير أمر الجازي
يعلم انّ كسرها كبير وربما لا يُجبر نظر إلى ابنه ، بحسرة وتندم
زفر بقهر: اففففففف......
رمى نفسه على السرير واخذ يفكر ويحدّق في السقف بلا كلل!
.................................................. ........................


لم يستطع النّوم ...كان مستند على كرسيه ويحدّق للاشيء
طيلة الليل كان يفكر بها ، وبحبهما وبالتضحيات التي فعلها من اجلها
انعزاله عن والديه وطلاقه من زوجته التي تزوجها للتخلّص من ذكراها
ولكن لم يستطع وزوجته آنذاك لم تستطع التأقلم مع رجل عقله وتفكيره ليس معها
ودومًا ما يُخطأ باسمها أمامها حاولت ألا تكون غيورة لتلك الدرجة ولكن لم تستطع
فطلبت الطلاق وهو لم يعاند لكي لا يظلمها معه
ومن التضحيات ايضًا
سفره ليسوف وتهديده وخلق كذبة ندم عليها كل الندم
كذبة أنّ نور ليست ابنته وإنما ابنت امير
تسبب في ذلك الوقت بارتفاع الضغط لدى يوسف، وجعله يكره ابنته
حتى أنه اجرى تحليلًا لإثبات الأبوّة ولكن امير هدده وسحب منه الورقة قبل ان يفتحها
كان بينهما مشادّة في الحديث، ورفع يوسف أمامه الورقة
قائلا: هالشي بيثبت حقارتكم يا كـ....
ولكن أمير سحبها قائلا بكل خبث: ماله داعي ......ئلت لك من ئبل نور بنتي.....ما هي بنتك...
فتذبذب يوسف من ناحية أخرى لذلك تنازل عن ابنته ومن قهره وأنانيته لم يبحث عن حقيقة الأمر
بل كان منصدمًا ويريد الخلاص من الاثنتين بلا فضائح!
وللحفاظ على عائلته ، ولام نفسه كثيرًا على الزواج منها وكسر قلب زوجته منيرة من اجلها
كرهها وحاول ان ينهي الأمر بهدوء دون ان يتسرب السبب لأعضاء عائلته وخاصةً والده !
لذا تنازل عن ابنته الذي اسماها بـ (نورة )
ولكن والدتها دومًا ما تسميها بنور ولكن حقيقةً اسمها في الأوراق الرسمية نورة
تنهّد لهذه الذكريات ، هل كل ما فعله لا يعد من الصوّاب؟
هل اظلمت ابنتها هي ايضًا!
ما هي مبرراتها على تلك الخيانة
آه
الآن فهم عجز يوسف وقلة صبره في امر التنازل عنهما ليداري فضيحته
فهم شعوره وتندم على ذلك
قطع عليه هذا التفكير صوت رنين الهاتف المكتبي
ضغط على الزر
فتحدث السكرتير (مترجم): سيد أمير السيّد لويس يُريد مهاتفتك الآن
أمير مسح على رأسه عدّت مرات وبتعب (مترجم): حسنًا.....حوّل الاتصال عليه
لم يأخذ إلا ثوانٍ قليلة وتحوّل الاتصال
فقال امير باحترام شديد ، وكيف لا يحدث هذا وهو يتحدث مع أكبر رجال الاعمال في هذه البلد والمدعوم من قبل مسؤولين كبار
فله العديد من الاعمال الخيرية
ودعم القضايا الإنسانية وحتى السياسية
لذا هو رجل ذو هيبة ، وصرامة في الحديث
(مترجم): اهلا سيد لويس....

لويس بصوت متزن(مترجم): اهلا بك......سيد أمير

ثم نظر للأوراق بحيرة(مترجم): أمير....اتصلت بك من اجل امر طارئ.....

أمير لا يريد شيء آخر يشغل تفكيره اكثر من اللازم
فطاقته نفذت
(مترجم): ماذا حدث سيدي؟
لويس بهدوء(مترجم): تصلني رسائل تهديد من أجل امر.....العمل الخيري الأخير....اعتقد أن هناك عصابة ليست هيّنة....تُريد أن تتخلّص من اعمالنا واخذ المال المدفوع لها .....ليكون من نصيبهم...
امير قوس شفتيه(مترجم): ماذا؟......هل اخبرت المسؤولين ......لن يقبلوا هذا الأمر ابدًا.....حتى المدنيين هنا لن يتقبلوه

لويس اخذ نفس عميق(مترجم): لهذا اتصلت بك........حدثتهم مسبقًا عن تلك التهديدات ووصلني الأمر في التوقف عن عمل الإنشاءات.....والاعمال الخيرية الأخرى....وشددوا على منزلي الحراسة.....من اجل الحماية!
أمير بتعجب(مترجم): هل توصلوا إليهم؟
لويس (مترجم): حدثني رئيس الشرطة أن نفس تلك الرسائل تصل إحدى الرجال المهمين في هذا البلد.....ايضًا .....عصابة كبيرة لها نفوذ واسع.....همها رجال الاعمال والسياسين .....واخذ الأموال منهم لذلك.......اخبرت كل من عملوا معي في نقل أموالهم خارج البلد والسفر بعيدًا في اقرب وقت ممكن.....وستكون هناك حراسة مشددة لحمايتكم من قبل الأمن.....

أمير يبدو أنّ الأمور تعقدت اكثر لذا تحدث بتردد(مترجم): سيدي في هذه الأوان ...لا استطع.......لدي أمور عائلية خاصة ....تلزم علي البقاء هنا...
لويس لينهي النقاش(مترجم): حسنًا......سأضطر بإزالة اسمك من النظام في الاعمال الخيرية والاعمال الأخرى .....لكي لا يتوصّلوا إليك وهذا امر بسيط عليّ ان افعله من اجل حمايتك.......

أمير باحترام(مترجم): ماذا عنك سيدي؟

لويس بهدوء(مترجم): سابقى هنا لأنظر للأمر ومن ثم سآخذ عائلتي وسأسافر بعيدًا بشكل سري....والآن ساغلق الخط ....امير انتبه على نفسك وعائلتك لا اريد أن يتضرر احدًا بسببي....

أمير (مترجم): لا تقلق...سأبذل كل ما بوسعي لحمايتهم .....
ثم اغلق الخط ونهض سريعًا، ساحبًا هاتفه الخلوي
دام الأمر وصل إلى التهديدات لمن هم أكبر منه
حتمًا سيصله الأمر وعليه أن يحمي عائلته وإلا
نفضح الأفكار من عقله
فتح هاتفه انهالت عليه المكالمات برقم مجهول
ورسائل
لفتت انتباهه رسالتها تلك
التي كتبت فيها
(أمير.....عارفة منيح أنك توصلت لحقيقة الأمر ياللي بخاف منها
امير باحلف إلك كنت مجبورة، هددوني لو ما عملت معهم راح يئتلوا بنتي نور
وانا ما عندي اغلى منّا بعدك
احترت شو راح اعمل عملت مع جورج من اجل مهمة وكلني إيّاها
مشان اعمل جواز باسم مُراد بذاك الوئت ما كنت بعرف انه نفسوه ياللي ئتل بنتي
وما فكرت منيح كان يئدر يطلعوا لإلوا بس كان بدوا إياه بطريئه سريعة حتى يهروبوه من البلد عن طريق شخص تاني ما يشكوا فيه الأمن
اللي هوّي انا
لأنه وئتها انمسك بقضية مخدرات ولكن طلع منها!
ساعدته بدون اعرف
واستغلني اكتر في حماية بنتوا.....ايلاف
صديقة نور هي بنت جورج
استغلني بتوقيع عقود........واستغل خوفي على بنتي واعتدى عليّ
عمري ما خنتك أمير
مشان الله لا تفكر فيني هيك
احمي بنتي امير منهم ، وخبرها عن كل شي
خبرها أنه عنّدها بنت
خبرها أن يوسف عمروا ما كرها
وخلها ترجع على بلد ابوها بترجاك
جورج ومراد ما راح يخلوها بحالها
وكمان انتّا ارجع على البنان
وسامحني امير
سامحني ما بئدر شوفك تاني
سامحني)
مسح على رأسه عدّت مرات وقرأ رسالتها بما يقارب الست مرات
من اجل أن يستوعب معنى حديثها الأخير
ثم همس بخوف: لالا ديانا ما بتعملها...
ثم خرج من المكتب راكضًا إلى سيارته
قلبه بدأ ينقبض وعقله يشتم جورج ومُراد بلا كلل
ماذا لو ؟
نفض الفكرة من رأسه ، وبدأ بالقيادة ومن ثم اتصل على نور
والتي كانت تغط في سُبات عميق ، كانت مستلقية على ظهرها بارتخاء شديد
وواضعه يديها بالقرب من رأسها
سمعت الرنين وسريعًا ما نكمشت حول وسادتها وحضنتها وهي تتأفف
سحبت الوسادة الصُغرى وغطّت بها رأسها
ولكن أمير هنا زاد خوفه اكثر وكان هناك زحمة سير فصرخ متوترًا
: يا الله مو وئت هالزحمي
أعاد الاتصال فنهضت وهي تشتم المتصل
ولكن ما إن نظرت للشاشة حتى سكتت واجابت: بونجور بابا أمير...
قاطعها بخوف: نور بنتي....أميك جات على البيت ولا؟
نور أبعدت خصلات شعرها للوراء وبصوت مليء بالنوم: لم كنت بنام ما شفتكم كنت افكر انكم طالعين مع بعض...

أمير اغمض عينيه وبدأ بضرب (البوري_الهرن)
لا يُريد ان يجعلها تتشاغب لذا قال: تمام اجل راحت على شِغله ....يلا ئومي روحي على جامعتك...
نور بهدوء: تمام ...
امير : باي
ثم اغلق الخط واجرى اتصال سريع مع إحدى رجاله ليبحثوا عنها ويتوصلوا إليها
ولكن هناك اتصال جعل موازينه تتغيّر
اتصال بنفس الرقم المجهول الذي انهالت عليه اتصالاته بعد أن فتح هاتفه لهذا الصباح
قلبه وقع في قيعان الشك والخوف توقف أمام الإشارة
أجاب (مترجم): الو....
اتاه صوت رجالي حازم(مترجم): السيّد أمير.....
أمير ازدرد ريقه (مترجم): نعم....معك.....من أنت؟
الرجل تحدث بشكل رسمي(مترجم): عزيزي من فضلك أأتي إلينا ....إلى مستشفى أكسفورد الـ......
أمير انفصل عن العالم
وأخذ يفكر مطولًا
هل هربت من الحياة
أم هم من هربُّوها مرغمة
ماذا حدث يا تُرى !؟
ماذا حدث...
هل يُعقل أنه سيفقدها للأبد بدلًا من فقدانها لثمان سنوات
هل يُعقل أنها ستكون
تحدث الرجل لمقاطعة أفكاره(مترجم): سيد امير هل تسمعني....
أمير نزلت دموعه على خديه مسحها سريعًا وبدأ بالقيادة : ok……I will come to here…..
انقطعت أنفاسه واشتدّت حرارة جسده كل الأفكار السيئة أتت إليه لتحاوطه وتحتضنه بعمق حُزنها
قال له انه سيأتي إليها
قال لسانه ذلك وبه رعشة خوف من فُراق عميق قاهر!
ليس له القدرة على السيطرة على خوفه
هل ظلمها حقًّا....لا يهم
كل ما يعرفه الآن هو ما زال يحبها وخائفًا من فقدانها
ولكن ماذا حدث هل قتلوها؟!
اصبح أمام باب المستشفى ...رجلاه لم تعد قادرة على حمله لم تعد قادرة على ثقله
جرّ قدمه اليُمنى وقدمها على اليسرى ليخطو اوّل خطواتها للفاجعة التي تنتظره
قلبه بدأ ينشد ويعزف ألحانًا غريبة من الخوف
ومن الاشتياق
فجأة اخذ يشتاق إليها ونادمًا على عدم ذهابه بالأمس للمنزل
ترقرقت عينيه
اخيرًا دخل إلى المستشفى ،
من هم في الاستقبال وقفوا احترامًا له لأنهم عرفوه فهو رجل أعمال مشهور كما ذكرت سابقًا ويظهر في التلفاز والجرائد
اخبروه بأن يتوجّه إلى الطابق الثاني لمكتب الدكتور براد
ذهب، وعقله يسترجع الذكريات القديمة
وقلبه ينزف حُبًا جديد واشتياق عظيم
وندم كثير !
وصل إلى المكتب رأى افراد الشرطة ، امام باب المكتب المفتوح
والطبيب يتحدث معهم
وما إن رآه الطبيب تقدم إليه
تحدث بضعف أمير(مترجم): أين ديانا؟
الطبيب اخذ نفس عميق وطبطب على كتفه(مترجم): سيّد امير.....لا اعرف كيف اخبرك ولكن...
أمير ما زالت عينيه مليئة بالدموع وشفتيه ترتجفان خوفًا مما يدور في عقله(مترجم): ماذا.......ماذا حدث لها؟
الطبيب بهدوء(مترجم): تم العثور عليها في الحدود الغربية......مطلقًا النار عليها
اغمض عينيه امير وشعر بدوران رأسه
أصبحت مخاوفه امام عينيه وتحت مسامعه
اكمل الطبيب شارحًا الأمر(مترجم): وبعد التحقيق الجنائي السريع.......والعثور على البصمات أكدت انها عملية انتحارية .....
صُعِق وخانته رجلاه من ان تشيله فجثل على ركبتيه
وامسكه طبيب (مترجم): سيد امير
امير تحامل على اوجاعه ، نهض وعينيه مليئتين بالدموع
(مترجم): أين هي......
اتى احدى رجال الشرطة بقول: سيد امير عليك أن تراجعنا في المركز لإنهاء الإجراءات اللازمة
امير نهض وسأل الطبيب متجاهلًا الشرطي: اين هي؟
الطبيب نظر للشرطي وكأنه يريد الاذن وفعلًا هزّ رأسه الشرطي للذهاب معه وتوجهوا إلى الغرفة المنعزلة
تحدث امير(مترجم): اتركنا لوحدنا
الطبيب برفض يعلم أمير ربما دخل في حالة صدمة ولا يدري ما الذي قد يحدث الآن له
فقال(مترجم): سيّد..
قاطعه أمير بضعف (مترجم): رجاءً

دخل أمير وانغلق الباب عليهما رأى جثتها الممددة على السرير الأبيض والغطاء الأبيض ايضًا مغطي جسدها ووجهها
يُريد أن يتأكد هل هي ديانا أم لا؟
اهتز جسده بضعف
واقترب منها، مدّ يديه لإزاحة الغطاء وهو يرتجف خوفًا
واخيرًا ازاحه
ونظر لوجهها وخارت قواه وانحنى للأمام مغمض العينين يبكي
بلا صوت
وجهها شاحب وشفتيها مبيضتين
رأسها ملفوفًا بشاش ابيض وعلى جانبه بقعة حمراء !
تحدث بهمس: ليش عملتي هيك؟.....ليييييييييييييييييييش....
نظر لوجهها واخذ يمسح على خصلات شعرها المرتخية جانبًا على السرير
سقطت قطرات دموعه على وجهها تحدث بألم: ديانا ......انا مسامحك .....بس ما فيني اسامحك على هروبك مني وانتحارك......ديانا....

انخرس برغبة شديدة للبكاء بكى بصوت شبه مسموع
ولم يُمانع نفسه في أن يرفع الجزء العلوي من جسدها لاحتضانه بشدة
وبكى وهو يلومها ، ويوبخها
واخيرًا جلس على طرف السرير واخذ يطبطب على ظهرها
وعينيه محمرتين والطبيب ينظر إليهما من خلال النافذة الدائرية المتوسطة الباب
تحدث: ديانا.......كيف راح عيش......ونور كيف راح ئلها انك ...
شدها إليه اكثر ، قبّل كتفها الأيمن
بكى وهو يهزها يمينًا ويسارًا
وهمس في اذنها: ليش اضعفتي؟.....للللللللللليش...

ومن ثم نهض ووضعها على السرير وهو يبكي بدموع كثيفة وبهلوسة : نامي.....نامي حبيبتي نامي...
قبلها على جبينها ومن ثم ارخى جبينه عليها واغمض عينيه
لا يُريد ان يتركها ،يشعر بالخوف من فكرة العيش دونها
كيف سيتأقلم على فقدانها
يشعر بالألم ،لا يريد ان يودعها لا يريد ان يعيد تلك اللحظات بالقرب من الجبل حينما بكت تريد منه حلًّا لزواجها من يوسف
ففي تلك المنطقة التي ترككها قبلها قُبلة الوداع وافترقا
هل حان موعد هذا السيناريو
هل حان موعد الحلقة الأخيرة من حياتهما مع بعض!
ودّ لو يحطّم جورج ومُراد ولكن الآن هو ضعيف
ضعيف لدرجة غير قادر على ان يقف مرةً أخرى على الأرض
وثقله كله في نقطة اتزان جبينه المسند على جبينها
بكى بصوت وشدّ على كتفها
لا يريد منها ان تختفي لا يريد ان يبقى وحيدًا كما في السابق
لا يريد أن تترك على كتفه عبء ثقيل ومظلم!
فتح عينيه ، سقطت دموعه على وجنتيها
همس بضعف: كسرتيني.....كسرتيني ....ديانا.....الله يخليك .....ئومي.....

قبلها قُبلة الوداع ثم نهض ، وجسده يهتز بضعف ، العالم كله اصبح ضيقًا عليه اصبح خانقًا له
غطاها ببطء وكأنه لا يريد ان ينسى ملامح وجهها خائفًا ان ينسى شكلها
ثم
لم يخرج!
لم يستطع أن يخرج سحب يدها من تحت الغطاء قبلها وجثل هنا على ركبتيه ودخل الطبيب
انهار كليًّا هنا وبكى بلا حول ولا قوة
اخذ يلومها وتارة يلوم نفسه
صرخ الطبيب لإحدى الممرضات في جلب المهدأ
وهرعت إليهما سريعًا سحب الطبيب يده من يد زوجته وثبت امير حتى حقنوه وبدأ يتجاوب مع المهدأ
وترك يد ديانا تتدلّ من على السرير وهو جسده ارتخى كليًّا على الأرض واتى بنقالة ونقلوه لغرفة جانبية أخرى
.................................................. ........................
.
.
.
.
.
استيقظت من نومها ، تشعر بالارتياح بعدما ما حدث بينها وبين قصي بالأمس
ولكن بدأت تفكر ما هي نهايتها معه؟! ولكن لم تطوّل في التفكير
سحبت حقيبتها لترتيب جدولها الدراسي
وتبدأ بالمذاكرة ولكن شعرت بالجوع، نهضت من على الكنبة متوجهة للمطبخ
فتحت الثلاجة
والتي تحملها بداخلها مالذ وطاب من الأصناف
قصي لا يقصر معها ابدًا من هذه الناحية ولكن
اين (الشيبسات الشوكلاتات، والحلويات)
هل قام برميهم بالأمس قبل ان يذهب؟
تأفأفت
وضربت برجلها على الاض بقول: ياربي ليش؟
ثم نظرت لأرجاء المطبخ بملل : والله مالي خلق اطبخ....
فكرت اكثر وهي تردف: شكلي راح انزل للبقالة واشتري كيسة السعادة
ثم ركضت لناحية الغرفة ، وسحبت من على الشماعة
عباءتها وغطائها ارتدتهم بعجل
ومن ثم خرجت دون ان تأخذ هاتفها الخلوي وبينما نسيت أن تأخذ مفتاح الشقة معها!

.
.
.
انتهى








 

رد مع اقتباس