عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2020, 10:16 AM   #11
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




الساعة السابعة صباح يوم الأحد 2 / 4 / 1427 هـ :
في مستشفى الملك فهد عنبر المرضى النفسيين :

فتحت أزهار عيونها ببطء وهي ترمش بسبب الضوء الغريب اللي يغمرها , يولع شوية ويتلاشى ويرجع يولع , وصلها صوت صفير متقطع ممزوج بصوت صراخ غريب وهمهمة مزعجة وصوت نسائي حاد : هزا مريز مافي نوووووم دكتور , كله سويه هااااااااااهاااااااااااا..
: أعطية إبرة منوم ..
اكتشفت إن النور اللي جهرها مجرد لمبة صغيرة على طرف جهاز كله أزرار , كانت تبغى تلف لكن جسمها ماطاوعها , حست نفسها صخرة مايتحرك فيها إلا عيونها , كانت تبغى تشوف من هذا اللي وراها واللي تحسه يهمهم في أذنها
غمضت عيونها اللي ماقدرت تثبتها أكثر وغاصت في سوااااد كبيييير , شوية شوية السواد هذا بدأ يتلون للون أزرق مخضر وسماوي وأبيض وأصفر ...
فتحت عونها وشهقت لمن لقيت نفسها لسه وسط البحر وهي طافية بسبب سترة النجاة , كانت تحس وسطها يعورها بسبب عدم ارتكاز رجولها على سطح صلب لفترة طويلة , وبسبب السترة كان من الصعب إنها تنسدح على ظهرها وتسترخي , كانت في أصوات حولينها ورجة لكنها أول ما طالعت في ساعتها , لاحقة تشوف الهم اللي هي فيه , كانت مهي متأكدة من صحة ساعتها بسبب التكثف اللي على سطحها الداخلي بسبب نقاط الموية اللي نفذت لها , الأصوات كانت تتزايد بشكل غريب و تعلى , مسحت السطح بأصابع بيضا مجعده وطقطقت عليها إلين قدرت تلمح إنها في الظهر , لكن في أي يوم , النوم المتقطع والصحيان بسبب الجوع والعطش والنوم مرة ثانية ما خلاها تحس هي في أي يوم , كان الشي الوحيد اللي يحسسها بالأمان لمن تلقى إنها في وقت صلاة فتتوضأ وتصلي , سمعت أصوات حادة تخترق الضوضاء ممزوجة بصراخ وعويل وصوت تخبيط على الموية , طالعت تدور عن الجماعة اللي كانوا معاها آخر مرة وقبل ما تلف وراها نحو الرجة يد مسكت كتفها , صرخت بخوف وهي تسبح وتحاول تتملص منه ..
: أزهااااار ..
الصوت اللي نطق اسمها خلاها تتجمد وتلف بحماس صرخت وهي تضمه : عماااااااااار , ما أصدق عمااااااااااااار ..
تأوه بألم وقال : الحمد لله , انتي حية ..
بعدت عنه وطالعت في وجهه كان شااااااااحب وهو راص بيده اليمين عضده اليسار اللي الدم ينزل منه ويسوي بركة ملونه على سطح الموية , شهقت وقالت : عمار يدك ..
قال بصوت تعبان : دوبي انجرحت لمن انقلب القارب اللي كنت فيه ..
شهقت وقالت : دوبك , قارب ..
وانتبهت تو للناس والخليقة اللي تحاول تسبح واللي يدور على شخص كان معاه , ضمت عمار بقوة وهي تهمس : وين كنت ؟؟ خليتوني لوحدي , كنت بأنجن ..
غمض عيونه بألم وهو يسمع عبارة خليتوني لوحدي , ضمها وهو يئن غصب عنه , بعدت عنه وقالت بخوف : عموري يدك ..
قال وهو يبتسم : ما عليك هو بسيط بس شكله بسبب الموية مو راضي يوقف نزف , عرفتك من بعيد , ما شاء الله متحجبة ..
كانت تقرأ في عيونه شي غريب , مسح على راسها اللي ما نزلت الطرحة عنه وسأل : كيف مر عليك الأمس ؟؟
قالت باستنكار : هو الأمس بس , من غرقنا وأنا بموت خوف و جيعانة وعطشانة كمان ..
سكت , ما كان يبغى ينبهها إنهم دوبهم ظهر الجمعة ولسه ما كملوا 14 ساعة من غرقت السفينة , كان جرحه يعوره وفوق هذا كله ملوحة البحر تحرقه وتحسسه بنار على طول ذراعه , أي قوارب هذه اللي يطلقون عليها قوارب نجاة , الحديد مصدي ومتآكل كان مستعد ينقز من القارب لمن لمحها من بعيد لكن الناس اللي كانوا معاها تدافعوا على القارب وسووا خلل في توازن القارب اللي انقلب بهم كلهم , يده انحشرت في مكان و ما حس إلا بسخونة غريبة في ذراعه قبل ما يغطس في الموية , حمد ربه إنه لابس سترة نجاة , ومن ارتفع سبح لأزهار اللي شهقت وفاقت من نومها ورغم كل هالضوضاء مالفت تشوف الرجة اللي وراها , ابتسم وسألها : قابلتي أمي ولا واحد من أخواني ؟؟
ما قدرت تقوله أمي وعمر غرقوا , سألته عشان تتفادى الإجابة : إنت ما شفتهم ؟؟ ما شفت عمير؟؟ انت رحت تدور عليه صح ؟؟
قال وهو يلف عيونه عنها : إن شاء الله إنهم في واحد من القوارب أو في مكان وصلته النجدة ..
قبل مايحول عيونه عنها قرت فيها ألم غريييييب , هزت راسها بإيوه وهي تحس بألم فضيع بداخلها وهمست : إن شاء الله ..
مسحت على لحيته وقالت بحب : المهم إنك عندي هنا ..
رجعت لعيونه نظرة غريبة مختلفة وهو يقول بهدوء : أهم شي أبغاك قوية ومؤمنة بقضاء الله وقدره , زهورتي , ترى الدنيا معبر ولازم تنتهي يوم والدار الحقيقة هي الآخرة اللي فيها الخلود ..
حست بخوف من كلماته فقالت : عارفة مو لازم تقولي ..
قال بصوت حازم مناقض للحنان اللي في عيونه : اسمعي مني , إذا افترقنا في الدنيا الجنة موعدنا إن شاء الله ..
بدأت دموعها تنزل , ليش تحسه قاعد يودعها ؟؟ ليش يحسسها بهالشعور وهي الخايفة اللي ما صدقت تقابله ؟؟ قال برباطة جأش عجيبة : حبيبتي احنا في عرض البحر ولازم تكون فيه كائنات مهي زي الموجودة على الشاطي زي القروش وغيرها , ومعروف إنه سمك القرش يشم ريحة الدم من آلاف الكيلو مترات ...
صرخت وهي تطالع في يده : لااااااااااا ..
قال بحزم : أزهار , المؤمن ما يخاف الموت , أبغاك تكونين قوية إذا صار لي شي , أبغى البنت اللي ربيتها على الإيمان تتسلح بإيمانها في المصايب , الله يثبت الإنسان المؤمن الحق عند المصيبة ويربط على قلبه ..
ضمته وهي تقول : لاااااااااا ما حيصير لك شي , أنا متأكدة ما حيصير لك شي , عمااااااار , عمار إذا مت أنا راح أموت , والله راح أموت ..
استغفر وضمها بيده السليمة وهو يحس قلبه يتقطع من جوة على أخته اليتيمة , ضمممممها وقال بحنان : ما راح تموتين إذا ربي كاتب لك حياة , محد يموت قبل يومه , وأنا عارف إنك بتكونين قوية ..
قالت وهي تبكي وتلف يدينها حولينه وتضمه لها أكثر وهي مقهورة من سترهم اللي ما خلتها تحس بحضنه : لا ماني قوية , عمار خلاص ما أبغى أسمع أكثر ..
قال : أزهار , أبغاك توعديني إنك تكملين حفظ القرآن ..
ولمن ما جاوبته بعدها عنه وهو يقول : أوعديني ..
رفعت وجهها وطالعت فيه , كانت ثانية وحده بس اللي شافت فيها وجهه الحازم المبتسم قبل ما يطلع بوز غريب يلمع من يساره ويسحبه بسرعة رهيبة لداخل البحر , حاولت تستوعب اللي صار ما قدرت , صرخت بطول صوتها : عمااااااااااااااااااااار..
تعالت صرخات الناس اللي حولينها وشقت عنان السماء , قامت زي المجنونة تفك سترتها عشان تغطس وراه , السترة اللي كانت حاضنتها انفتحت فجأة فغطست جوة الموية بلا هدى بسبب المفاجأة , أكتافها الدافية من أشعة الشمس حست جلدها ينكمش من برودة الموية ..
رفعت راسها للسطح وهي تشهق , سمعت صوت صراخ الناس ورجتهم وهو يحاولون يشردون من هالمكان , لكن عيونها تركزت على عمار اللي شافته بعيد عنها شوية وهو يصرخ بوجع ينادي ربه وهو حاط كفه على كتفه اللي ما عاد لذراعها وجود , صرخت وهي تسبح له : عمااااااااااااااااااار ..
صرخ فيها : لا تجين يا مجنونة ..
وانسحب مرة ثانية , لكن هالمرة شافت البوز الغريب بوضوح , شافت الفكين بأسنانها الحادة المتراصة مع بعضها اللي لمعت تحت أشعة الشمس وهي تطبق بكل قوتها على خصر عمار الله صرخ صرخة زلزلت أعماقها وخلتها توقف في مكانها وهي مبلمة وعيونها مثبته على النقطة اللي غاب فيها أخوها ...
حاول عمار يتملص من فك القرش اللي أسنانه مغروزه في بطنه وظهره لكن اش حيلته بيد وحده , خرجت أنفاسه اللي ما قدر يحجزها أكثر ما آلمه شي زي ما آلمه عدم قدرته على نطق الشهادة بصوت عالي لكنها كانت ترن في باله ملايين المرات وهو يدعي إنه ربي يكتبه شهيد ويبعثه يوم القيامة شهيد ..
انتبهت من جمودها لمن طفى جسم عمار مرة ثانية , صرخت بفرحة : عمااااار ..
وسبحت له رغم محاولة بعضهم إنهم يمنعونها , و تصنمت وهي تشوفه , جزء علوي بلا أرجل , عيون شاخصة و يد وحده , صدرها حسته بيتفجر من اللي جوتها , لمسته بتردد , غمضت عيونه وضمته لصدرها وهي تتذكر آخر كلماته : إنا لله وإنا إليه راجعون , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
جلست ترددها عشان تصبر نفسها وهي تحاول تتذكر كم مسجد أمه , كم خطبة جمعة ألقاها , كم ليلة قامها , كم عمرة اعتمرها , كم طالب حفظه القرآن , كم قبلة طبعها على جبين أمه الأرملة , كم بسمة رسمها على شفاه أخته اليتيمة , كم يوم إثنين وخميس صامهم , ضمته أكثر و صرخت ودموعها تنزل مالحة أكثر من ملوحة البحر اللي هم في : لاااااااااااااااااااااااا , عمااااااااااااااااااااااااار , لاااااااااااااااااااااااااااااااا , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
صرخت وهي متشبثة ببقايا أخوها وصرخت و صرخت وصرخت ...
فتحت عيونها فجأة وهي تشهق , لقيت الزر الصغير مازال يضيء ويتلاشى بلا كلل , طالعت في المحلول المغروز في ذراعها , انقلبت على جنبها اليمين بعد ما بعدت يدها عنها عشان مايتحرك المحلول , غطت وجهها بيدها اليسار وقبضت على المخدة وعصرتها وهي تدفن وجهها فيها و رصت شفايفها اللي ارتجفت بقوووووة , حست بنفس شعورها أول ما شافته , أول ما شافت أخوها الكبير اللي بالنسبة لها الأب الحنون والصديق المخلص والأخ الناصح , شهقت من كثر مهي كاتمة بكاها شهقة قوية وانفجرت بعدها تصيح وهي تصرخ من أعماقها : أنا ماني قوية ياعمااااااااااار, ماني قوية زيــك , آآآآآآآآآآآآآآآآه ...
ما حست كم مر من الوقت مابين صراخها وبين تهدئة الممرضات وبين اليدين اللي ضمتها بقوة وصاحبها يقول : زهورة خلاص , أنا هنا جنبك ..
الصوت الحنون المألوف , النبرة الخايفة , الصدر الدافي حتى الريحة كانت نفسها , قالت من بين دموعها وهي تضمه : مااااااااااااااااااااات يا عمر , عماااااااااااار مااااااااااااات , مات قدام عيوني , و ما قدرت أسوي له شي ..
قال بشجاعة وهو يمسح شعرها : أنا أمي ماتت بين يديني و ما قدرت أسوي شي , ناسية ؟؟ ليش ما سويت زيك ؟؟ لأني عارف إن البكاء ما بيرد ميت , لو بيرد البكى أحد كان رد الرسول للصحابة ..
صرخت بحرقه وهي تدفه بعيد عنها : أكـــله القررررررررررش , أكل عمااااااااااااااااااااار , أكل يده و رجوله , أكله والله أكله ..
ضمها بقوة رغم كل مقاوماتها وهو يقول : عارف , عارف ..
صرخت وهي ترفع راسها : ماااااااااااااااااااااااااااااااات , عمااااااااااااااااار مااااااااااااات , ماما مااااااااااااااااااتت , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
ضمها وهو يقول بحزم : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون ..
صرخت من أعماقها وهي تحس روحها بتخرج من جسدها , شدها أكثر وصرخ : لله ما أعطى ولله ما أخذ , أزهار وين إيمانك , قولي إنا لله وإنا إليه راجعون ..
كلماته ذكرتها بذيك اللحظة اللي غرقت فيها أمها وصرخ فيها بنفس الكلمات لدرجة حست ببرودة موية البحر حولينها وبحركة أمواجه , سمعت صراخ الناس وبكى الأطفال , صرخت من أعماقها : إنا لـــــــله وإنا إليه راجعووووووون , إناااااااااااا لــــــــــله وإنا إليه راجعووووون..
أشر مطلق للمرضة اللي ماسكة إبرة وصرفها ووقف عند راس السرير , دوبه عرف سبب دموعها وسبب حجب عقلها لهالذكرى حس بانقباض لمن تذكر صور عمار المرفقة بملفها , وقف صاااامت وهو يشاهد المنظر , وابتسم وهو يتأمل عمر اللي احتواها بين يدينه وهو شوية و يدخلها داخل قفصه وكل شوية يمسد على شعرها ويسلم على راسها , كان شبيه بدكتور نفسي وهو يكلم أخته عشان يصبرها ..
قال عمر وهو يطبطب على ظهرها بعد ما حس إنها بدأت تهدأ : حبيبتي انتي عارفه إننا لقيناه ..
رفعت راسها ومسحت دموعها وهي تقول بلهفة : والله ؟؟ لقيتوه ..
قال بصوت حنون وهو يبعد خصلات شعرها : وغسلناه هو وأمي بسدر وكافور وكفناهم وصلينا عليهم وعلى عمير ودفناهم جنب بعض ..
تجنب إنه يقولها إنه صلاتهم على عمير كانت غيبية , غطت وجهها لمن سمعت اسم عمير وصاحت بصمت , صاحت الأم والأخ الأب بالنسبة لها والأخ الابن , لكنها في أعماقها حست براحة إنهم صلوا عليهم ودفنوهم , بالذات عمار حتى لو كان بقاياه , أحسن من إنه يكون في بطن القرش ..
رص مطلق على كتف عمر وهمس له بابتسامة : قلت اللي كنت بأقوله وأكثر ..
شد عمر على يده من دون ما يلف عليه ورص عليها بقوة كإنه يشكي له الألم اللي حابسه بداخله , مد مطلق يده الثانية وطبطب على يد عمر بتفهم ...


**************************


تم بحمد الله الفصل السادس ...


تتابعون في الفصل السابع من عندما عبروا حدود الظلام : أين أنت ؟؟؟

.................طالع مطلق فيها وقال بحرص : متأكده من هالخطوة ياأزهار ............
...................كان وده يضمها لكنه عرف إنها حتبدأ مناحة , فهمس ..............
.......................قال وهو يعقد ذراعينه قدام صدره : مو حضرتك اللي طالبة هالمسرحية كلها ؟؟ ........
................. عورها في يدها وهو يدفها لكنها تمسكت بجوالها ...............


.
.
.
.
.
.
ودمتم في رعاية الله

أختكم

& عاشقة أمها &



 

رد مع اقتباس