الموضوع: زهرة أخر العمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2020, 04:09 PM   #7
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



كيف الخلاص



الفصل الخامس
" كيف الخلاص؟"
قرع الجرس أكثر من مرة....وقبل أن يلتفت ليغادر وهو يلعن نفسه على اندفاعه وتهوره للانسياق وراء رغبة حمقاء كهذه...., فتح الباب,,,,وأطل منه وجه رينيه الناعس الرائع الجمال..., تساءل يوهان ان كانت تشبه ضياء الشمس....أم ندى الصباح....أم زهرة برتقال يانعة!!
كانت تقف هناك مرتدية شورتاً قطنياً ذو لون وردي....وقميصاً أبيض واسع وبأكمام طويلة...لا تظهر يديها منها...كان واضحاً بأنه يخص أباها......
أما هو, فكان كالابله ينظر اليها غير مصدق....بدءاً من أقدامها الصغيرة الحافية.....وانتهاءاً بخصلات شعرها الملتفة اللامعة......
" أنا...أنا آسف..هل أيقظتكي ؟!"
كان هذا واضحاً تماماً......, كانت رينيه تفرك عينيها بيديها الاثنتين...وهي تحاول طرد شبح النعاس من عينيها...وما لبثت أن قالت....:" آه...دكتور يوهان؟ ظننت انك غادرت...!( ولكنها تنبهت فجأة وقالت بذعر)...هل حدث لأبي سوء؟؟!"
أحسنت صنعاً دكتور يوهان!! فلا يكفي أنك أيقظتها من نومها وهي التي لم تنم الا لساعات قليلة ليلة الامس...بل أيضاً تفزعها وتخيفها بظهورك المفاجئ كطبيب لوالدها!!
أي حماقة سترتكب بعد؟؟؟
سارع للقول:" لا لا..أبداً! لا تخافي.....انما؟!"
تشجع وقال بعصبية..:" " كنت أتساءل ان كانت دعوتك...ما تزال قائمة!!"
ابتسمت رينيه ابتسامة واسعة..., وهي تفتح الباب ليدخل..:" طبعاً! تفضل!!"
لكن يوهان سريعاً ما شعر بالذنب, فلا بد أنها متعبة ولم تقم بدعوته الا من باب المجاملة...
ولماذا لم يستطع التفكير في هذا قبلاً!!لماذا يستمر بوضع نفسه في المواقف الحرجة..الواحد تلو الآخر....كل هذا بسببها!! نعم...هذه الفتاة التي تقف أمامه!! هي من غيرت حياته..وقلبت عالمه رأساً على عقب.....
" ربما علي الذهاب....فأنتي لم ترتاحي..وسوف..."
لكنها قاطعته وهي تشده من ذراعه...." لا تكن سخيفاً!! بل أنا أرحب بك كثيراً! أرجوك تفضل!!!"
لم يملك الا أن ينساق تحت تأثير سحرها ولمستها, حتى بدأ يتساءل....هل هناك من يمكنه قول "لا" لهذا الوجه البريء....؟؟؟؟ لا لا يمكن ذلك...وبالتالي لا يمكنه هو كذلك!! هو استطاع التعامل مع اغواء وفتنة الكثير من النساء خلال حياته...ولكنه غير محصن أبداً لكل هذه الجاذبية والدلال....! لا...انه غير مستعد بعد للتعامل مع أمثال رينيه...وهل لها مثيل؟؟؟ انها فريدة من نوعها...فهو لم ير لها شبيهاً من قبل.....
استيقظ من صراعاته على صوتها الناعم وهي تسأله ان كان يحب الحليب والسكر مع قهوته...,
" نعم...من فضلك!!"
علا صوتها من المطبخ:" هذا ممتاز....أنت تشربها مثلي تماماً!!!"
مع أنه يشربها خالية من أي اضافات....ما الذي حصل له الآن؟؟؟انها تشل قدرته على التفكير......
تثاءبت ..ثم بدأت تمط ذراعيها وظهرها لتطرد الكسل عنها....لكن أجفلها صوت من خلفها.....
" هل أساعدك.....(وهو ينظر اليها مشدوهاً!ثم تابع) في شيء؟؟"
تنبهت رينيه لنظراته...فنظرت بسرعة الى نفسها..ثم اعتذرت قائلة..
" أوه... آسفة على مظهري...؟؟لكنني....شعرت بالوحدة...لم اعتد النوم بعيداً عن أبي........فقمت بارتداء قميصه...أعرف أن هذا طفولي وسخيف!!! ولكنني؟؟"
" بل هذا شيء جميل..وحساس!! كما أنني أنا الذي ظهرت فجأة عند باب منزلك فأرجو ان تعذريني!!"
" أرجوك لا تقل هذا!"
قالت وهي تتنقل أمام ناظريه وتسخن بعض الفطائر المحلاة التي قامت بتحضيرها مسبقاً...
" أتعلم..بأنني لم أذق شيئاً منذ ظهر الامس؟؟ ولولا ظهورك الآن...لما تذكرت أن آكل أي شيء!!!"
جلس يوهان على كرسي قريب...وهو يقول بنبرة لطيفة:" ألا يوجد هناك أحد من أقاربك..يمكنه مساعدتك خلال مرض ابيكي؟؟"
هزت رأسها بالنفي:" أخبرتك أنه لايوجد سواي وأبي!!"
قال وعقله على بعد ألاف الاميال:" فهمت!"
ابتسمت رينيه وهي تناوله طبق الفطائر المحلاة:" لا تضخم الامور....!! ها أنا سآكل الآن..والفضل يرجع لك!!! ألم أقل لك بأنك بطلي!!!"
نظر اليها يوهان طويلاً..مما أربكها ثم مالبث أن قال:" أنتي فتاة شجاعة ..وأنا واثق بأن السيد ثومسون فخور بكي!!"
ضحكت رينيه وعادت لها روحها المرحة:" أشعر من كلامك بأنني جندي يحارب في الصف الاول من الجيش....أو كأنني معاقة..أو مازلت طفلة تبلل نفسها...؟؟"
ضحك يوهان حتى بانت أسنانه البيضاء..كأنها حبات اللؤلؤ.....مما سلب رينيه عقلها كلياً...
" هل أخبركي أحدهم كم أنتي مجنونة آنسة ثومسون؟؟" وهو يحاول كتم ضحكاته...
" أتظن بأن هذا اكتشاف خاص بك دكتور يوهان؟؟؟يؤسفني أن أخبرك...بأنه لايوجد هناك من لا يعرف ذلك.....! كان الامر مربكاً في البداية..بالطبع لهم وليس لي......!!لكنني أظنهم اعتادوا أخيراً على ذلك!! ان أبي متمسك بضرورة دفع كل مدخراته للاحمق الذي ينوي ان يتزوجني.....مع أنه أحياناً كثيرة..يشك بأن هذا الشخص هو موجود حقاً!"
قال يوهان وهو ينظر اليها متأملاً والابتسامة ما تزال مرسومة على ثغره المثير....
" أظن بأن هناك الآلاف وليس واحداً...سيتمنون لو تنظري اليهم....أنستي!"
سرحت بكلماته....أحقاً ما يقوله؟؟؟أيقصد ذلك؟؟ أم يحاول رفع معنوياتها!! أم أنه يحاول أن يكون فقط مهذباً!!
نظرت اليه ورأت أن أسلم حل هو الدعابة...كعادتها!! فقالت:" أرأيت؟؟يتمنون لو أنظر اليهم...!! النظر وليس الزواج!!! أنت الاخر متفق مع أبي في هذا الامر!! لا أحد يفهمني في هذا العالم؟؟ربما...علي التوجه للمريخ!! ما رأيك؟؟؟"
عاد يوهان للضحك من جديد قائلاً:" سأفكر وأخبرك رأيي لاحقاً!! والآن...تعالي وكلي شيئاً أيتها الاسفنجة المزعجة!!!"
ضحكت رينيه من قلبها....وهي تقدم له قهوته....وتجلس أمامه لتناول قهوتها.....
كانت تتكلم وتتكلم....محاولة كسر الرتابة والجمود في تصرفات يوهان....مما دفعه للشرود والتأمل في قسمات وجهها....تارة يحدق بعينيها الجميلتين اللتين بلون الفيروز النقي....وتارة في خصلات شعرها المتناثرة بعدم ترتيب....ومرة أخرى تتركز نظراته على تلك الشفتين الحمراوين....انهما تجذبانه الى أبعد حد....وتغريانه الى أقصى درجة...!
لاحظت رينيه بأنه يحدق في شفتيها....أحست بالحرج الشديد...فقالت محاولة التهرب...
" هل أملأ لك فنجانك؟؟"
وكأنه صحى من غفلته:" اي...نعم..نعم!"
ابتسمت ونهضت لتحضر المزيد من القهوة...عاد للنظر اليها ...كيف تمشي وكيف تتحرك...كيف ترفع أكمام قميصها المتهدل....كيف تتكسر ثنيات شعرها على جبينها وجانبي وجهها الناعم.....
انه يحس برغبة عارمة في عناقها....أه..لكم سيكون ذلك جميلاً ورائعاً......! لطالما شعر بحاجته هذه منذ أول مرة رآها فيها!....وها هو الآن يحس بأن جسدها يدعوه لمعانقتها! هذه الساحرة رينيه تدعوه لفعل ذلك بكل جاذبية وفتنة دون أن تدري!!! وهذا ما يزيد عذابه!! انها تتصرف على سجيتها لكنها تدير عقله كما لو كان ما يزال فتى أرعن....كل ذرة في جسمه تصرخ فيه طالبة الرحمة للحرارة التي تحرقه...
لم يستطع التحمل أكثر...فنهض فجأة..مما أجفلها......
" أنا..علي الذهاب الآن....أشكرك على القهوة والفطائر....انها حقاً لذيذة!! وداعاً!!"
وبسرعة انسل من كرسيه متجهاً نحو الباب......ولكن قبل أن يخرج.....توقف عند الباب...التفت اليها..لاحظ علامات الدهشة والضيق بادية على وجهها....لكنه عاد ففتح الباب وأغلقه خلفه بكل هدوء!!!



 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:33 PM

رد مع اقتباس