الموضوع: زهرة أخر العمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2020, 04:11 PM   #9
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



طفلة مدللة



الفصل السابع
" طفلة مدللة!"
أمضت رينيه ليلة بائسة مريرة...ومع أنها استيقظت في وقت متأخر الا أن الصداع في رأسها كان شديداً....نفضت عنها الغطاء...ونهضت بكسل الى الحمام....وما ان نظرت الى نفسها في المرآة...حتى راعها منظرها....
" هذا جميل جداً!! ماذا سيقول أبي الآن؟أوه... !!!"
وهي تفتح الصنبور وتعدل درجة حرارة المياه...وبعد ان اغتسلت وارتدت ثيابها...
سرحت شعرها واضافت بعض الزينة لوجهها حتى تخفي آثار البكاء والسهر طيلة الليل...وتمحو الهالات السوداء تحت عينيها.....وظنت أنها نجحت....
اتجهت الى غرفة أبيها لكنه لم يكن هناك....نزلت الدرج وهي تنادي باسمه....لكنها سمعت صوتاً تعرفه جيداً ينبعث من غرفة الجلوس الى جانب صوت أبيها.....
نزلت بحذر...وما ان وصلت حتى تجمد الدم في عروقها....., لكنه ما ان لمحها حتى قال بصوت رقيق....
" صباح الخير يا انسة ثومسون.."
لكن رقته اللامتناهية بعد قسوته أمس أثارت فيها غضباً جارفاً..فقالت بقسوة كبيرة لم تعرفها في نفسها....
" ماذا تفعل هنا؟!"
" رينيه!!" ناداها والدها دهشاً....
لكنها لم تتوقف...فقد أعماها الغضب..:" لم أكن أعلم بأنك على هذا القدر من الوقاحة....لتعود الى هذا المنزل مرة أخرى!! اخرج حالاً!!" وهي تشير باصبعها الى الخارج.....
جن جنون السيد مايكل :" رينيه!!هل جننتي؟؟ما هذا الذي تقولينه؟؟"
استدارت رينيه الى ابيها قائلة:" أبي أنت لا تعرف شيئاً...تفضل دكتور.... يوهان خارجاً (وهي تشدد على دكتور) لا أريد أن اراك بعد اليوم!!"
" رينيه!!! يبدو لي أنني لم أحسن تربيتك!! لقد أخجلتني حقاً يا فتاة...!!"
قاطعته رينيه:" ولكن يا أبي؟"
قاطعها بدوره:" لا أريد أن أسمع منكي أية كلمة!! اصعدي حالاً الى غرفتك.....!!"
نظرت رينيه الى يوهان بحنق... ثم مالبثت أن أسرعت تصعد السلم الى غرفتها كل درجتين معاً.....وهي تكاد تنفجر!! فتحت الباب ثم أغلقته بعنف.....
تنهد السيد مايكل طويلاً:" لم أعد أفهم هذه الفتاة!! لم تكن أبداً بهذه الوقاحة....الجميع يحبها ويحترمها...وهي طيبة الى ابعد حد....!! آه يا الهي!!انها غلطتي ولاشك!! لقد أفسدتها بدلالي وحبي غير المحدود!! ولكن ماذا افعل؟؟ان كنت لها الاب والام والاخ والاخت وكل شيء؟؟؟كنت ارغب ان اعوضها عن كل ذلك!! كنت اظن بأنني أعوضها عن كل ماينقصها ولم أعلم أنني أفسدها وأجعلها انانية!!! آه يالهي!!! كيف ستحيا من بعدي!!"
وهنا تدخل يوهان محاولاً تهدئة السيد مايكل:" ارجوك ان تهدأ! هذا غير مفيد لصحتك!!"
قال السيد مايكل بعصبية وعلامات التعب اصبحت بادية على وجهه:" وأنت؟؟ألم اقل لك ان تترك نصائح الطبيب خارجاً؟؟؟؟"
ابتسم يوهان بهدوء وعاد للقول:" حسناً أنا اقول لك ذلك كصديق!! ولأنه ليس هناك من داع لكل ما تفعله بنفسك!"
" ألم ترى بعينك ماذا حدث منذ قليل؟؟؟أهذه هي ابنتي؟؟لست أصدق ما فعلته للتو!!لا يمكن أن تكون هذه رينيه!!"
" أنا متأكد من أن لديها اسبابها!!! هل تسمح لي بالصعود لأكلمها؟؟"
" آه دكتور يوهان....أخاف أن تزعجك بكلامها؟!!فحينما تكون غاضبة تصبح لاذعة اللسان حقاً!!"
ابتسم يوهان مرة أخرى وقال مطمئناً:" لا عليك! أنا أعرف كيف أتدبر أموري معها!"
قال وكأنه مغلوب على امره:" تفضل ان كنت تصر....ولكن لا تقل بأنني لم أحذرك!"
" لا تقلق!"
بينما كانت ملقية بنفسها على سريرها بشكل عكسي....وقد تقاطع ذراعيها ودفنت رأسها بينهما..وهي تبكي بحرقة...
دق الباب ....ولما لم تجب....فتح الباب ثم عاد للاغلاق......سمعت صوت خطوات تقترب منها..لكنها لم تتحرك...وأحست به يجلس بجانبها على سريرها...ويتحسس شعرها بحنان........
" أنا آسفة أبي عما حدث في الاسفل!! لم اقصد ان افعل ذلك!!لا أدري ماذا حصل لي!! صدقني ابي!!"
وهي تجهش بالبكاء من جديد......
" أصدقكي يا صغيرتي!"
رفعت رأسها بذعر وما ان رأته حتى صدمت فبدأت بمسح دموعها بعصبية وهمت بالوقوف...ولكنه جذبها من ذراعها....وأجلسها الى جانبه كانت ثائرة حانقة عليه..ومع هذا كان له تأثير المغناطيس عليها فأطاعت..لكنها ما لبثت ان قالت وهي تنظر اليه بحقد....
" ماذا...ماذا جئت تفعل هنا؟؟ألا يكفيك ما حدث في الاسفل؟؟؟هذه أول مرة يصرخ فيها ابي في وجهي...ويعنفني بهذا الشكل!! وكل هذا بسببك!!"
وهي تنهض من مكانها وتذرع الغرفة بخطواتها..ثم تعود وتقول له......" ألا يكفيك ما فعلته بي حتى الآن؟؟؟ألم تطلب مني تركك وشأنك؟؟؟ألم توضح بأنني طفلة صغيرة بلهاء..لا تصلح لشيء؟؟؟فماذا تريد مني الآن؟؟؟ ماذا تريد؟؟؟؟؟"وهي تبكي بحرقة.......
فما كان منه الا أن نهض من مكانه..واقترب منها..وهي لا تكف عن ذرف الدموع.....ثم ضمها اليه بحنان....قائلاً
" اهدأي....."
لكنها حاولت مقاومته وهاجت ثائرة....أيظنها لعبة بين يديه..؟؟؟انه يفعل بها مايحلو له...يتحكم بها كيف يشاء..وهي لن تسمح بذلك....
قالت صائحة:" دعني وشأني....اتركني ايها المغرور!!"
ولكنه لم يفعل....بل أخذ يمسح على شعرها بهدوء وحنان...كما لو كان والدها.....ومع كل مقاومتها ورفضها الا أنها رضخت في النهاية لارادته وهي خائرة القوى...فأسندت رأسها الى صدره وهي تلهث...وقلبها يخفق بشدة فقد أضناها التعب.....
قالت باعياء وعينيها شبه مغمضتين:" لست أفهمك! انك تحيرني!!!"
شعر يوهان بجسمها يثقل..ويترنح...فعرف في الحال..بأنها على وشك الاغماء...فمالبث ان حملها سريعاً بين ذراعيه...ووضعها بلطف على سريرها....
نادى بصوت خافت:" رينيه؟؟؟هل أنتي بخير؟؟"
كانت عينيها ترمشان بسرعة....وقالت وهي شبه نائمة:" أنا...متعبة!"
...رفع خصلة من شعرها الناعم الكثيف عن وجهها...."نامي يا صغيرتي...نامي وخلي عنكي كل الاحزان!"
نظر اليها نظرة اخيرة....ثم خرج وأغلق الباب خلفه....................
ولما استيقظت وكان ذلك بعد ساعة تقريباً.....نهضت من مكانها...وهي تشعر بالكسل والخمول...وماهي الا لحظات حتى عادت لها اخر الذكريات....صحيح؟؟لقد كان يوهان هنا...معها في غرفتها؟؟أم كانت تحلم...فما عادت تفرق بين الحلم والحقيقة؟؟؟؟ آخر ما تتذكره هو عناقه الحنون لها...وبعدها....فراغ أبيض!! لم لا تتذكر ماذا حدث بعد ذلك؟؟؟؟؟كيف انتهى بها الامر نائمة على سريرها؟؟؟؟هل يعقل أن يوهان كان في غرفتها...وهي بكل بساطة استسلمت للنوم؟؟؟أي جنون هذا..أو غباء؟؟؟
فتحت باب غرفتها..ونزلت للطابق السفلي....فوجدت والدها يقلب بمحطات التلفاز.....لكنه ما ان رآها حتى أطفأه..ونظر اليها عابساً......وكأنه كان ينتظرها!!
عرفت رينيه بأن هناك محاضرة أخلاقية...على وشك البدء...ولن تكون أبداً سهلة!!!!!
فسارعت الى الاعتذار...:
" أبي..!! أنا..." ولكنه قاطعها......
" سوف تقتلينني أيتها الفتاة قبل أواني....ما الذي حدث لكي هذا الصباح بحق السماء؟؟"
" أبي؟؟ أنا أعتذر...لم أقصد أن..."
وقاطعها ثانية..:" ليس أنا من عليكي الاعتذار اليه....بل هو ذاك الطبيب الشهم....الذي كلف نفسه عناء الاهتمام بنا.....حتى وان اضطر الى تحمل لسانك واهاناتك الطفولية....!!متى ستكبرين رينيه؟؟؟ها؟؟؟أخبريني بالله عليكي؟؟"
قالت رينيه بحنق:" أهو من طلب منك قول ذلك لي؟؟فأنا لا أصدق بأن الصدفة وحدها هي من دفعتكما الى استخدام نفس الكلمات ؟؟؟"
" اذاً هو على حق ولا شك!!! ولكنه لم يخرج حتى جعلني أعده بأن لا أوبخك ولا أزعجك أبداً!! "
قالت رينيه بحيرة:" هو قال ذلك؟؟؟؟"
أجاب السيد مايكل بحنق:" وهل سأكذب عليكي؟؟؟بل انه قال بأنكي فتاة طيبة...ومهذبة....لكنه يعزو سوء تصرفك اتجاهه..الى احساسك بالتعب والتوتر...جراء..مرضي!! فهل هذا صحيح؟؟؟"
" أوه..أبي!!"
نظر اليها السيد مايكل بتساؤل:" لا...ليس الامر كذلك أبداً!!هناك ما تخفينه رينيه؟؟لن تستطيعي الكذب على والدكي العجوز!!"
اقتربت رينيه من والدها....والدموع في عينيها.....وما ان لاحظ ذلك...حتى تنهد طويلاً..وفتح ذراعيه لها....
" آه يا صغيرتي.....لقد ظننت أن هذا اليوم لن يأتي أبداً!!" وهي تضع رأسها في حضنه وتعانقه باكية......
" متى حدث ذلك؟"
قالت من بين الدموع:" حدث ماذا؟"
" حبيبتي قلبي مريض حقاً..لكنه غير عاجز عن الاحساس...كما أنني لست أعمى..."
" أوه أبي!!" وهي تعود لنحيبها المحزن.....
" ألا يبادلكي المشاعر؟!" قالها بأسى...وهو يرى لوعة صغيرته الوحيدة على حبها الضائع...
" انه يراني صغيرة....!! لكنني أعلم بأنه يحبني!!"
" حسناً...حسناً هذا خبر جيد....سيدرك حاجته اليكي مع الوقت...وسترين!!"
رفعت رأسها الى ابيها وقد لاح في عينيها الدامعتين بريق أمل....." أتظن هذا يا أبي؟ أتظن بأنه ..يحبني!!"
قال بابتسامة حانية وهو يمسح دموعها:" ومن يمكنه أن لا يحب ملاكي الصغير!!"
" آه أبي....أنت تقول ذلك..لأنني ابنتك!!" وهي تنهض عن الارض وتمسح دموعها....
" هذا صحيح! ولكنني واثق كذلك بأنه يحبكي...فقط عليكي أن تكوني صبورة...حتى يكتشف ذلك بنفسه!!"
" لكنه طلب مني بالامس فقط أن أبتعد عنه!!"
" وفي الصباح كان على باب بيتك!!!"
بدأ عقل رينيه يعمل بسرعة...ثم قالت بدهشة :" أتعني أنه حضر اليوم من أجلي؟؟"
قال وهو ينهض ويتجه الى المطبخ:" هذا ما كنت أحاول قوله منذ الصباح!! والآن تعالي وحضري الفطور لأبيكي المسكين..فلم آكل شيئاً لشدة حيرتي من تصرفاتك!! .وامسحي هذه الدموع..فهي غالية علي....!!"
" أوه أبي...كم أحبك!!" وهي تبتسم بسعادة و تمسح اخر الدموع المنسابة على وجنتيها وتعانق أباها الذي لم يستطع أن يمنع دمعة صغيرة من الانسياب!
وبعد حديث مطول بين رينيه ووالدها اكتشفت أن يوهان كان يزور والدها يومياً اثناء اقامته في المستشفى وبأنه سأل عنها مرات عدة....وبأنهما أصبحا صديقين..لهذا قام والدها بدعوته الى السهرة اللطيفة التي كانت ليلة الامس...ومما أكد للسيد مايكل اهتمامه برينيه هو حضور يوهان وتلبيته للدعوة.!!!
ومما لاشك فيه...أن حديث والدها قد دفعها الى الاحساس بتأنيب الضمير ومع هذا لم ترد الاعتراف بخطأها...ان كان يحبها فسيأتي اليها...لقد قال لها كلاماً جارحاً أيضاً وعاملها بازدراء وتعالي...فلابد أن يعتذر اليها أولاً! لهذا لم تجد نفسها تمانع أبداً حينما عرضت عليها جولي الخروج هذه الليلة والاستمتاع كما الايام الماضية....وبما أنها ستكون سهرة فتيات فقط....ووالدها ألح عليها كثيراً في الذهاب خاصة بعد ملاحظته لمزاجها السيء هذه الفترة.....وافقت رينيه على ذلك..بعد أن تأكدت من بقاء السيدة ليديا و زوجها بوب برفقة والدها......

Sorry for being late...but iam really sick..( any way..here is the part...enjoy!!
وعلى فكرة لا أحل...أي شخص يقوم بنقل اي رواية من رواياتي بدون ذكر اسمي....ولن أسامحه أبداً..!!


 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:33 PM

رد مع اقتباس