الموضوع: زهرة أخر العمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2020, 04:12 PM   #10
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



مارد المصباح


الفصل الثامن
" مارد المصباح!"
ومما لاشك فيه...أن حديث والدها قد دفعها الى الاحساس بتأنيب الضمير ومع هذا لم ترد الاعتراف بخطأها...ان كان يحبها فسيأتي اليها...لقد قال لها كلاماً جارحاً أيضاً وعاملها بازدراء وتعالي...فلابد أن يعتذر اليها أولاً! لهذا لم تجد نفسها تمانع أبداً حينما عرضت عليها جولي الخروج هذه الليلة والاستمتاع كما الايام الماضية....وبما أنها ستكون سهرة فتيات فقط....ووالدها ألح عليها كثيراً في الذهاب خاصة بعد ملاحظته لمزاجها السيء هذه الفترة.....وافقت رينيه على ذلك..بعد أن تأكدت من بقاء السيدة ليديا و زوجها بوب برفقة والدها......
" آه جولي...لكم أنا محتاجة الى هذه السهرة الهادئة...!" قالت رينيه وهي تجلس على كرسيها في أحد المقاهي الهادئة البعيدة عن ازعاج وازدحام العاصمة.....
ابتسمت جولي وهي تجلس في الكرسي المواجه لها...:" هذا صحيح...كما أنها ليلة جميلة رائعة...ستنسيكي كل همومك!!!"
" أوه جولي!! لو أنكي تعلمين!!" قالت رينيه بتنهيدة.....
" اذاً أخبريني أيتها اللئيمة....ما آخر أخبارك مع هذا الطبيب الجليدي؟!"
ابتسمت رينيه رغماً عنها..." جولي! "
" حسناً..حسناً!!لم أقصد الاهانة....لكن اعلمي أنه لا يناسبك! انه يكبركي بكثير يا عزيزتي!!"
" أنا لا أهتم!! أترين؟ انني ربما...؟"
شهقت جولي:" لا!! لا تقولي ذلك!!!"
علت الحمرة وجنتي رينيه....فأردفت جولي :" ولكن هذا جنون رينيه؟؟؟الرجل لا يشعر بشي نحوك!! لم أعرفكي هكذا مندفعة في مشاعرك!!!"
قالت رينيه بسخط:" أنتي الآن تتحدثين مثله!! "
ضحكت جولي وقالت:" حسناً بامكاننا معالجة ذلك...سننسيكي اياه!!"
نظرت رينيه الى جولي بحيرة..:" سننسيكي اياه؟؟ من أنتم؟؟ثم من قال لكي بأنني أود نسيانه...جولي؟!!أشتم رائحة مؤامرة!!"
ابتسمت جولي بحرج...لكن قبل أن تنبس بكلمة....لمحت رينيه شابان وسيمان يدخلان المقهى ويتجهان نحوهما.....
تصاعد الغضب الى وجه رينيه...:" جولي!!!لقد خدعتني!! أخبرتكي أنني لا اريد رؤيته!!!"
حاولت جولي تهدئة رينيه ولكن عبثاً:" أرجوكي رينيه ....أعطه فرصة أخيرة...أنا متأكدة أنكي ستسامحينه....سينسيكي ذلك الطبيب المتحجر!!!"
حملقت رينيه بجولي بعينين غير مصدقتين:" آه...من فضلك..!لا تبدأي الآن بتلك المقارنة المقرفة!!! "
أردفت جولي بصوت خافت:" حسناً حسناً...لكن أرجوك ابقي لدقائق...دقائق فقط ونغادر معاً ....من فضلك رينيه...لا تحرجيني مع جيك!!"
صمتت رينيه وهي تنظر بشزر الى جولي...التي نهضت ترحب بجيك وبيتر....وماهي الا دقائق حتى كان بيتر يجلس الى جانب رينيه وجيك الى جانب جولي.......
تمالكت رينيه نفسها قليلاً...فهي لم ترغب باجتذاب الانظار اليها أو اثارة فضيحة...ستجلس قليلاً ثم تنسحب بهدوء....كما وعدتها جولي!!
لكن ما زاد الطين بلة....هو ذلك الشخص الذي دخل المقهى فجأة وبصحبته طفلين صغيرين..يطلبان الايس كريم.....
" حسناً..حسناً....سآخذ قهوة ونتجه الى بائع الايس كريم...اهدآ الآن!!" قال ذلك والبسمة تعلو وجهه.....فسحرت رينيه ووجدت نفسها تنظر بدون وعي اليه وتراقبه...حتى صحت من شرودها على هز ذراعها ...وهي تحس بأنفاس كريهة معبقة برائحة السجائر...فانزعجت كثيراً ونظرت.....فاذا بها ترى بيتر وقد أحاطها بذراعه ووجهه قريب جداً منها.....
" ماذا تفعل؟" وهي تنتفض منه......
قال وقد بدا الانزعاج على وجهه:" مابكي حبيبتي؟؟؟ كنت أسألكي بماذا تسرحين!! لم أنتي عصبية!!"
قالت بحدة:" أنا لست حبيبتك!!!" لكنها لاحظت أن صوتها كان مرتفعاً قليلاً..فنظرت باتجاه يوهان....حتى صعقت ...كان ينظر لها بعينين ضيقتين...مليئتين بالكره والغضب...ثم ما لبث أن جذب الطفلين وخرج مسرعاً..تاركاً الموظف ينادي عليه ليأخذ قهوته...!
" آه لا!!!" وهي تضع يديها على رأسها.......
" ما الأمر حبيبتي؟ لم أنتي عصبية هكذا اليوم؟؟ألم تشتاقي الي ولو قليلاً!!"
انتفضت رينيه بغضب...ونظرت لجولي التي كانت تراقب رينيه بعينين متوسلتين....ثم التفتت الى بيتر وقالت بصوت هادئ ممزوج بالغضب....:" أخبرتك أنني لست حبيبتك...ولم أشتق اليك أبداً...وان كنت عصبية المزاج...فذلك لأنني لا أطيق وجودك قربي...."
قالت ذلك وهي تهم بالنهوض...لكن بيتر أمسك ذراعها مجبراً اياها على الجلوس.....
مما دفع جيك للتدخل:" بيتر!!ليس هذا ما اتفقنا عليه!!أهكذا تثبت لرينيه مدى ندمك؟؟"
شعر بيتر بالاحراج.....فترك ذراع رينيه على مضض....وأما هي فكانت قد بدأت تغلي من الغضب كمرجل نار.......
بادر بيتر باحراج:" اعذريني رينيه!! لم أكن أقصد....لكنني أحبكي...أحبكي ومشتاق اليكي...وأنتي ترفضين حتى الاستماع الي!!فهل هذا عدل؟؟؟"
نظرت اليه رينيه...لم تشعر بانه تغير قيد أنملة....ولكنها من أجل جولي وجيك...ستنتظر قليلاً....لكنها لن ترجع اليه مهما قال او فعل...
قالت بتنهيدة:" حسناً....أنا أسمعك!"
انفرجت أسارير الجميع..باستثناء صاحبة الشأن....لم تعرف لم كانت تحس بانقباض قلبها؟؟؟ربما ما كان عليها اعادة التفكير في موضوع بيتر أو اعطاؤه اي امل!! ولكنها ستستمع فقط...وستقول له في نهاية الامر...انها لم تعد معجبة به!!!
ومما زاد من انزعاجها...هو مغادرة جولي وجيك الى طاولة أخرى....حتى يعطياهما الخصوصية......
ولما كانت رينيه تود ان تقتل جولي على فعلتها هذه...الا أنها رضخت للأمر الواقع....
وبدأ بيتر الكلام....وتلك الابتسامة الصفراء لا تفارقه.....كان يتكلم ويتكلم....ولم تكن رينيه تسمع شيئاً!! لقد كان عقلها في مكان ما....بعيد عن هنا....!!مع ذلك الشخص الذي ربما أساء الظن بها...ولكن كيف ستقول له بأن بيتر لا يعني لها شيئاً؟؟؟يالها من واهمة, ومغفلة كبيرة!!!
أتظن بأن يوهان يهتم لأمرها حتى يغضب ان رآها مع أحد الشبان؟؟ويغار عليها؟؟؟؟لقد جننتي رينيه حقاً!!!ولكن؟؟ماذا كانت تعني تلك النظرات الغاضبة الشيطانية؟؟؟إن لم يكن لهذا السبب..فلماذا اذاً؟؟؟؟؟
ولما تنبهت من شرودها....وجدت بيتر قد أصبح ملاصقاً لها....ويده القذره تعبث بخصلات شعرها...بينما كان فمه ملاصقاً لأذنها...وهو يهمس لها بكلمات قد تعجب اي فتاة...ولكنها بالتأكيد لن تعجبها هي......
انتفضت من هذا الموقف المقرف.....مما أثار غضب بيتر...فقال غاضباً:" وماذا الآن؟؟هل سنستمر طوال الليل نلعب لعبة القط والفأر؟؟؟؟لقد بدأ هذا الامر يبعث على السأم!!"
نظرت اليه رينيه وقالت بسخرية:" أتعلم؟هذه أول مرة تكون محقاً!! "
قالت ذلك ثم أمسكت حقيبتها ونهضت..لكن قبل ان تهم بالذهاب....أمسك بيتر يدها قائلاً بلهجة تهديد:" رينيه!! لن أقبل أن ترفضيني ثانية!"
نفضت يدها وقالت بغضب ظاهر:" لا تلمسني!"
وخرجت مغتاظة....ولكنه لم يتركها...
أمسك جيك ذراعه:" بيتر! هذا يكفي! اتركها وشأنها!!"
لكن بيتر ابتسم بمكر وقال مهدئاً جيك وجولي:" لا تقلقا....سيعود كلانا الى هنا...ولكن بعد أن نسوي أمورنا! انتظرانا!"
وخرج مسرعاً للحاق بها...كانت ما تزال تمشي على رصيف المقهى...وهي تبحث عن سيارة أجرة....لكن الحظ لم يحالفها....
" الى أين؟ لم ننته بعد؟"
التفتت بذعر...لتجد بيتر يقف خلفها وعلامات الشر ظاهرة على وجهه.....لكنها لم تشأ ان تجعله يلاحظ خوفها...فقالت بصوت حاولت ان تظهره عديم الاكتراث.....
" لقد انتهينا منذ زمن بيتر....فكف عن ملاحقتي!!"
وهنا جذبها من ذراعها بقوة اليه..." اتركني أيها الحقير...!!اتركني!!" وهي تضربه بيديها وترفسه بقدميها...ولكن دون جدوى....لقد كان أقوى منها......
" لن أترككي قبل أن نتفاهم يا حلوتي!!"
بدأ الخوف يغزو قلبها...." أنا أكرهك هل تفهم؟؟! لن نتفاهم أبداً....فاتركني بسلام!!"
قال وهو يمرر اصبعه على جانب وجهها...:" آه....هل حبيبتي خائفة الآن!!"
" اتركني...اتركني!!" وهي تحاول الافلات من قبضته....ونجحت فعلاً..ولكن ليس بقوتها...بل من الشبح الطويل الضخم...الذي بدا خلف بيتر...فألقاه أرضاً....
نظرت الى بيتر ..كان يتلوى من الالم.....والدم ينزف من فمه....وهو ينظر برعب الى يوهان........
جذبها يوهان من ذراعها وحمل حقيبتها وهو يهم بالابتعاد بها..لكنه توقف فجأة....واستدار قائلاً
:" ان فكرت بالاقتراب منها مرة أخرى.....سأحطم...؟؟! أتعلم؟ سأجعلها مفاجأة لك!!!"
ثم عاد للالتفات وهو يسحبها خلفه....وما ان وصلا سيارته حتى فتح لها الباب...فجلست وهي ما تزال ترتعد......أغلق الباب بحدة....وجلس خلف المقود....وانطلق مسرعاً بدون أن يتكلم أي كلمة......
نظرت اليه.....كانت خائفة من التكلم معه......لكنها تشجعت وقالت:" أش..أشكرك...لقد أنقذتني!"
نظر اليها بغضب مشوب بالاستهزاء.....ثم تابع سيره......
أصابها الحنق للتكبر والعجب الذي يصيبه..حسناً لقد أنقذها وهي مدينة له...لكن ماهي ضرورة هذا التكبر والاستعلاء؟؟؟ آثرت الصمت حتى لا تحرج نفسها أكثر.....
وما ان وصل بيتها....حتى توقف ونظره مسمر أمامه.....نظرت اليه..." أترغب في أن تتناول فنجان قهوة...؟؟سيكون أبي سعيداً بذلك!"
نظر اليها:" كل ما أرغبه هو أن تكفي عن توريط نفسكي بالمشاكل!! واهتمي بوالدك..بدلاً من ذلك!"
اتسعت عيناها غير مصدقة....كيف يجرؤ على اتهامها باهمال والدها ..والسعي وراء رغباتها والمشاكل ؟؟الى ماذا يلمح الآن....
قالت بغضب واضح" ولكن؟؟؟لم أطلب منك المساعدة!!! أنت من تدخلت!!"
نظر اليها باستهزاء:" كان يهم بسحبك الى أحد الزقاق...وحقاً بدوتي لي قوية ولا تقهرين..؟؟!! لكنني أتساءل لم لا زلت ترتجفين حتى الآن؟!!! "
كانت حقاً ما تزال ترتجف....لكنها لم تستطع اجابته...فقالت وهي تحاول فتح الباب الذي بدا عالقاً أو مغلقاً لسبب ما...." المرة القادمة ان رأيتني أقتل....لا تزعج نفسك بي!!حسناً؟"
نظر اليها بغضب:" انكي فتاة عنيدة....تستحقين الصفع على مؤخرتك كما الاطفال!!!"
" أنا كالاطفال؟؟؟حسناً..وماذا تكون أنت؟؟؟لم لا تعترف بأنك غاضب لأنك رأيتني مع بيتر؟؟؟؟"
تحرك عرق في فكه....ولكنه اكتفى بالنظر امامه والصمت......
شعرت رينيه بأنها انتصرت ولو قليلاً..فأكملت برقة:" ولكنه ليس صديقي ولا يهمني في شيء!!! حسناً لقد كان في السابق....لكنه؟؟اتضح لي بأنه ....؟"
نظراليها وقال بغضب:" هل آذاكي هذا الحقير؟؟؟"
ومع أن خوفه عليها أسعدها كثيراً لكنها قالت بحنق:" وهل تظنني عاجزة الى هذا الحد حتى أتركه يؤذيني؟؟؟لا ...كان على وشك فعل ذلك....لكنني تخلصت منه في الوقت المناسب!!"
تنهد طويلاً...ثم قال بتعب:" انكي متهورة الى أبعد حد.....حتى أنني لست آمن عليكي من نفسكي!!!"
ضحكت رغماً عنها.....فقال بعصبية:" أتجدين هذا مسلياً أيتها المجنونة؟؟؟؟ماهي آخر تصرفاتك هذه؟؟؟متى ستكفين عن جر نفسكي للمشاكل؟؟ "
قالت وهي ترفع يدها الى جبينها وتغلق عينيها.." هاقد عدنا من جديد!" ثم عادت للنظر اليه وقالت وهي تخرج من السيارة وتصفق الباب خلفها بشدة..." سأتوقف عن ذلك....حينما تتوقف عن التظاهر بأنك تمثال حجري!!!!"
كان يحاول بشتى الطرق السيطرة على قلبه الهائج.....لكن اتهامها الاخير...بدا وكأنه الشعرة التي قصمت ظهر البعير..!!.التفت اليها بغضب...فتبدلت ملامح وجهها المهتاجة فوراً الى القلق والارتياع..أتراها بالغت في اثارته؟؟هي لن تتعلم أبداً متى يتوجب عليها ان تصمت...وتمسك لسانها اللعين...لقد قال لها والدها دوماً بأن ذلك سيوقعها في ورطة كبيرة...في يوم ما..مماقد يعطيها الدرس الذي عجز هو عن تعليمها اياه!!.
بدا أن يوهان يفكر كثيراً حتى لا يتهور...!!....حسناً!!هي ليست بحاجة سوا لدرس صغير......حتى تقتنع وتكف عن مطاردته!!! هذا ما توصل اليه عقله بعد طول تفكير....لقد سئم من كبح عواطفه ومشاعره...فليطلق لها العنان مرة....!!كما أنه سئم افتتان هذه الفتاة المجنونة به.....عليه ان يدفعها لكرهه..علها تبتعد عنه وتفكر ملياً في المرة القادمة قبل التعلق بالرجل الخاطئ.
هل كان يظن بأنه يحميها من نفسها..؟؟؟جائز!!....انها متهورة وتحتاج الى بعض الردع!
وهل كان يظن بأنه يحميها من نفسه؟؟؟بل كان واثقاً من هذا! كان مقتنعاً بأنه بات غير قادر على التحكم بنفسه دائماً......, ببساطة...هو لم يعد يستطيع!!!!!
خرج من السيارة واتجه اليها.....ولما أصبح بالقرب منها بدت ملامحه اكثر استرخاءاً وأكثر استهزاءاً كذلك......أما هي...فكان قلبها يدق بلا رحمة.....
تحسس جانب وجهها الناعم بأصابعه الدافئة فابتلعت رينيه ريقها بصعوبة وأغمضت عينيها وبدا لها بأنها ستتوقف عن التنفس ......
ثم مرر اصبعه على شفتيها.....ولهيب الشوق يشتعل في عينيه......فتحت عينيها وقلبها يكاد يسقط تحت قدميها........
قال بصوت بارد كالثلج:" أواثقة أنتي من كلامك؟؟؟"
بالكاد خرج صوتها ....ومع ذلك....قالت بتحدي:" بالطبع أنا واثقة!"
بدا لها الآن أشبه بوحش....كاسر يستعد للانقضاض عليها في عتمة الليل....بدت عينيه..اكثر قسوة وتوحشاً....وبدا فمه الجذاب الآن...أكثر اثارة.
...فتراجعت خطوة الى الوراء....ولكنه أمسكها من ذراعيها بوحشية...وقال وعلى فمه ابتسامة شيطانية....
" كلا يا صغيرتي!!لم يعد هناك مجال للتراجع....!!!"
ثم عاد وهمس في أذنها باثارة وهي تشعر بأنفاسه الدافئة على عنقها..
:" ما كان عليكي ايقاظ المارد!!"
قال ذلك..ثم جذبها من ذراعيها بقسوة ...وضمها اليه بشدة....كادت تكسر عظامها....
أطلقت رينيه تأوهاً صغيراً...لكن يوهان لم يحفل بذلك...بل استمر في عناقه القاسي والمتطلب.....
" أرجوك يوهان..توقف!! أنت تؤلمني!!"
لكنه لم يفعل....حاولت مقاومته..ولكنها لم تزده الا عناداً واصراراً...فشدها اليه أكثر...ولما وجدت نفسها بلا حول ولا قوة....طفرت الدموع من عينيها وكأنها قطرات المطر....
ابتعد عنها فجأة...وحدق بوجهها بنظرات قاسية...وقال بوحشية:" أيعجبكي هذا؟؟أرأيتي كيف أن الدم الملتهب مازال يمشي في عروقي؟؟أيروقكي هذا المارد المتعطش...أم تفضلين تمثالكي الحجري؟؟أجيبيني الآن!!" وهو يهزها بشدة....
ازدادت دموع رينيه:" أنا..أكرهك!!" لم تكن تظن بأنها ستقول له ذلك في يوم من الايام...ولكن ما فعله بها..كان في غاية القسوة والوحشية...ولن تستطيع ان تغفر له ذلك أبداً!!
رقت ملامح وجهه قليلاً...لكنه استمر بذات النبرة الجافة:" وهذا ما كنت أظنه! هيا ادخلي الى البيت وأغلقي الباب!"
استمرت حالة الذهول والحزن..هي لا تصدق ان بامكانه أن يكون بهذه القسوة؟؟لا يمكن أن تكون قد أخطأت!!كانت تعلم بأن يوهان هو رجلها..وبأنه يحمل كل تلك الصفات النبيلة التي تتمناها في فارس احلامها...لا!!لا يمكن هذا!! لا يعقل ان تتحطم كل احلامها في لحظة!!! ..فظلت مسمرة في مكانها...لا تستطيع التصديق بأن الامر انتهى عند هذا الحد.....
فعاود القول بلهجة تهديد وبصوت اشبه الى الصراخ:" هل ستدخلين؟؟أم نقوم بانهاء ما بدأناه؟؟وبالمناسبة...سيكون ذلك في شقتي!!!"
جفلت من كلماته اللئيمة....فهرعت بسرعة الى المنزل....ودموعها لا تكف عن النزول...ولما أغلقت الباب.....
زفر زفرة طويلة.....وضع يديه في جيبيه...وهو يحدق الى السماء...ثم نظر الى القمر...
تذكر حبيبة قلبه...وضوء القمر الفضي يرسم عينها...ثم ابتسم بمرار....
لقد أرعبها حقاً...لقد كانت ترتجف بين ذراعيه..كورقة شجر في مهب الريح...بينما شحب وجهها الجميل..وتموجت عيناها الفيروزيتان بالدموع..وبدتا كالزجاج المكسور!!
لقد أخافها فعلاً وحقق غايته..ولكن؟؟ ماذا لو لم تكن هذه هي غايته؟؟؟؟؟
لقد قارب على فقدان عقله حينما ضمها بين ذراعيه....شعر بأنه حقق أغلى أمنياته..شعر بأنه ملك الدنيا ومافيها.....قام بذلك لتكرهه وقد نجح في ذلك....لكنه خسر نفسه وقلبه لها...بسبب حمقه...وغبائه...اذ ظن أنه قادر على معالجة امر طفلة.....!!
لقد كان مخطئاً..فقد تغلغلت هذه الطفلة في جميع مسام جلده....وجرت في جسمه مجرى الدم...فأنى له نسيانها؟؟؟؟
أطرق عائداً الى سيارته....
وماهي الا دقائق حتى غاب عن الانظار....



 

رد مع اقتباس