الموضوع: شرخ في الذاكرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-15-2020, 09:57 PM   #2
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي







- Part 1 -






18 desamber

سبعة أيام ..
سبعة أيام مرت مُنذ أن إستيقضت ..
وسبعة عشر يوماً منذ حدوث الحادث لي ..
تشافت بعض جروحي وتم فك الخياطه بعدما تثبتت ..
بعض الرضوض لا تزال في جسدي وسترحل مع مرور الأيام ..
زارتني تلك الشقراء جينيفر أربع مرات تقريباً لتطمئن عليّ ..
إنها لطيفه ولقد أحببتُها لدرجة أني تسائلت هل أمي بمثل لطافتها ..؟!
لكني أترك هذه التساؤلات بسرعه فهي تجذب تساؤلات أُخرى كـ
من أنا ..؟! هل أُمي على قيد الحياة ..؟!
هل أملك إخوه ..؟! هل أنا يتيمه ..؟!
لذا أُحاول تجنب التفكير في هذا لأن التفكير أشبه بجحيم بالنسبة لي ..
واليوم .. هو يوم خروجي من المشفى ..
يوم الرُعب الحقيقي ..
فأنا حتى الآن لا أعرف الى أين أذهب ..
كلفت تلك الشقراء الطيبه مُحامياً للبحث خلف من أكون ..
وزعوا نشراتٍ لي وصور في الإنترنت ..
وحتى الآن لم يأتي أي بلاغ ..
تسائلت كثيراً عنهم .. لما لم يأتوا لإخذي ..؟!
صوري في كُل مكان .. لابد من أنهم رأوني فلما لم يأتي أي أحد ..؟!
حتى لو صديقه .. جار .. بواب ..
أي أحد ..؟!
لكن لا أحد ..
إستيقظتُ من أفكاري على صوت تلك الشقراء اللطيفه ..
كان صوتها يصل إلي بالرغم من أنها واقفه خارج الغرفه ..
من تُحدث ..؟!
لكن ... غريب أنها أتت في يوم خروجي ..
هل لأنها تُريد توديعي ..؟!
وااه .. إنها تفعل الكثير لفتاة غريبه ..
عقدتُ حاجبي عندما بدأ صوتي الداخلي بالتحدث ..
* كلا .. هي فقط ترد الدين ففي النهاية إبنُها من تسبب بإدخالك المشفى وفقدانك لذاكرتك *
ظهر الإستنكار على وجهي .. ياله من صوت داخليّ مُتغطرس ..!
إنها لطيفة وعادلة بالفعل .. إنها حتى أصرت على أن آخذ حقي ولكني رفضت ..
تنهدتُ وأكملت ترتيب سريري وبعدها جلستُ على الكُرسي أنتظر الطبيب ..
دقائق قليله مرت حتى دخل وهو يحمل ملحوظاته معه ..
إبتسم لي قائلاً: وقُمتي بترتيب سريرك أيضاً ..؟! واااه الفتيات أمثالك نادرات هذه الأيام ..
إكتفيتُ بإبتسامة شُكر على مدحه اللطيف ..
بدأ بالكتابه في دفتر ملحوظاته وهو يقول: حسناً ستخرجين الآن لكن عليك تغيير الضُمادات التي على خاصرتك مرة كُل يومين وسأكتب لك الطريقة التي يجب أن تتبِعيها وهُناك بعض المضادات الحيويه والمُسكنات عليك أخذها في مواعيدها بدون تأخير وخصوصاً المضادات .. لو شعرتي بالتوعك فإذهبي الى المشفى أفضل من أخذ مُسكن عادي من الصيدليه .. هناك مرهم جروح وعليك دهنه على الرضوض المنتشره بجسدك مرتان في اليوم .. إستمري على الحال حتى تختفي فهمتي ..؟!
هززتُ رأسي فقطع الورقه من الدفتر وسلمها لي قائلاً بإبتسامه: وأخيراً الحمد لله على خروجك من المشفى سالمه ..
إبتسمتُ له وبعدها وقفتُ وخرجت من الغرفه ..
وجدتُ السيدة الشقراء جينيفر واقفة مع رجل في الخمسينات من عمره ويبدو بأنهما يتجادلان نوعاً ما ..
ما إن رأتني جينيفر حتى إبتسمت قائله: عزيزتي فلتنتظري قليلاً لأني أُريد محادثتك حسناً ..؟!
هززتُ رأسي بإبتسامه ووقفتُ بمكان بعيد بعض الشيء حتى يأخذان راحتهما في النقاش ..
نظرتُ الى مرآة مُعلقه في الممر وإبتسمت هامسه لنفسي: أنا جميله صحيح ..؟!
وضعتُ خصلة من خصلات شعري البُني خلف أُذني وأكملت: شعري ليس طويلاً وفي الوقت ذاته ليس قصيراً .. يقولون بأن الشخصيات تُبنى على حسب الشكل الخارجي .. في هذه الحاله ماذا تكون شخصيتي ..؟!
رمشتُ بعيني البُنيتان قائله: خساره .. تمنيتُ لو كان لي لون عيون مُميز .. على أية حال ... لا أعلم لكن لا يوجد عيوب بشكلي وفي الوقت ذاته لا توجد مُميزات .. ملامح عاديه .. إذاً هل كنتُ فتاة عاديه بشخصية عاديه ..؟!
تنهدتُ .. أنا حقاً لدي فضول شديد لأعرف نفسي القديمه ..
أي نوع من الفتيات كُنت ..؟! ما الأشياء التي كُنت أحبها والأشياء التي كُنت أكرهها ..
ما هي أحلامي .. طُموحاتي ..؟!
وفي الجانب الآخر أتسائل أي نوع من المخاوف كنتُ أملك ..؟!
حسناً في السبعة الأيام التي بقيتُ فيها مُستيقظه عرفتُ عدة أشياء عن نفسي ..
تقديراً لشكلي فأنا في العشرون من عُمري ..
أزن 45 كيلو غراماً .. قليل صح ..؟!
طولي حوالي المائة وستة وخمسون سانتي متراً ..
هههههه على الرغم من أنه نوعاً ما قصير إلا أني إكتشفتُ بأن تلك الشقراء اللطيفة أقصر مني قليلاً لكنه غير واضح بسبب حذائها المُرتفع ..
نعم قد أخبرتني بأنها في الثامنة والثلاثون من عُمرها ..
يااه .. هذا حقاً غير واضح ..
إنها جميله .. جذابه .. شعرٌ أشقر غجري حتى الكتف وجسد مُتناسق وعينان كزرقة البحر ..
وجه لطيف وبشرة بيضاء ناعمه ..
نظرتُ الى شكلي العادي جداُ .. أنا حقاً أغبطُها ..
لا .. لا لا لا بأس .. ففي النهايه إكتشفتُ بأني جميله ..
نعم تقريباً ثلاث ممرضات قد رأيتهن والكُل يملك وجهاً قبيحاً جعلني أُدرك بأني جميله ..
عقدتُ حاجبي وهمستُ لنفسي: وجهاً قبيحاً ..!! واااه ما بال هذه الكلمات السيئه والمغرورة التي أتفوه بها ..؟! مسألة القُبح والجمال ليس شيئاً يخترنه بل هو مصير يلتصق بهن منذ الولاده ..
إلتفتُ الى الشقراء اللطيفة عندما سمعتُها تُناديني ..
أشارت إلي فتقدمت منها وأنا أبتسم بداخلي ..
على الرغم من أنها أخبرتني بأسمها إلا أني ما أزال أصفها بالشقراء الجميله ..
وقفتُ أمامها فقالت لي بإبتسامه: هل كتب لك الطبيب الأدويه ..؟!
هززتُ رأسي فقالت: حسناً والآن أين ستذهبين ..؟!
رديتُ عليها قائله: الى الأسفل لكي يُعطوني الأدويه ..
سألتني: وبعدها ..؟!
سكتُ قليلاً قبل أن أُجيب: الى مركز الشرطه كما إقترح علي الطبيب من أجل أن يأخذوا معلومات عني وإن لم يتعرف علي أحد أُسجل في .... في شيء نسيتُ أسمه وبعدها لا أعلم ماذا سيحدث .. لكن قال الطبيب بأنه ربما يرسلوني الى دار للأيتام أو للعمل كراهبه مُستجده في مكانٍ ما ..
قطبت جينيفر حاجباها وأبعدت خصل شعري عن وجهي وهي تقول: ياللأسف .. فتاة صغيرة وجميلة مثلك تعيش هذه الحياة الصعبه ..؟! شبابك سيضيع والسبب هو نحن .. أشعر وكأننا طُغاة ..
رددتُ عليها بسرعه: كلا كلا .. فما حدث قد حدث وكان سيحدث لي على أية حال فهو القدر لذا لا تُبالي ..
وبعدها نظرتُ الى الأرض وأنا أبتسمُ بداخلي ..
لقد قالت لي قبل قليل جميله ..!
هذا ... أسعدني للغايه ..
جينيفر بإبتسامة: عزيزتي ..
رفعتُ رأسي لها فقالت: إسمعي .. هذا ريكارد .. إنه المُدير لأعمال أُسرتنا .. ههههه لا يغرك شكله فهو قد تجاوز الخمسين .. أياً كان ما تريدينه فهو سيُلبيه لك كإعتذار عما فعله إبني بك .. فقط قولي له ماهو طلبك عزيزتي ..
إندهشتُ من كلامها وشعرتُ بالحرج ..
هي حقاً حقاً لطيفة للغايه .. لطيفة لدرجة أنها .... تجعلني أشعر بالبُكاء ..
شيء بصدري يؤلمني ..
إنها لطيفه .. حنونه .. طيبه ..
إرتجفت شفتي وبدأتُ أشعر بحرقة في عيني ..
بدأتُ أشعر بضيق في التنفس .. بحرقة غريبه في قلبي ..
أهو .... الإشتياق ..؟!
فتحتُ فمي بغير وعي قائلة بصوتٍ مُتهدج: أُريد أُماً ...
ومن بعد كلمتي هذه بدأت الدُموع تنساب من عيني للحضات حتى أدركتُ الموقف الذي أنا به ..
رفعتُ يدي وبدأتُ بمسح دموعي غير مُصدقة بأني تفوهت بهذه المشاعر علنياً ..
تفوهتُ بها حتى قبل أن أُدركها ..
إنحنيتُ مُعتذرة وإختفيتُ من أمامهما مُسرعة قبل أن أسمح لهما بإيقافي أو حتى النطق بأي كلمه ..
دخلتُ الى أقرب دورة مياه وبدأتُ بغسل وجهي بالماء وبعدها أغلقت الصنبور ..
نظرتُ الى وجهي في المرآه .. عيناي حقاً حمراوتان ..
* أُريد أُماً *
ضاقت عيناي بألم .. نعم ..
أكثر شيء أحتاجه ليس المال أو الطعام أو المسكن ..
أنا حقاً ... أُريد أماً .. وأب وأخوه وعائله ومكان أنتمي إليه ..
أريد وطناً وذكريات وبيئة أعرفها وتعرفني ..
فتحتُ صنبور الماء لأغسل وجهي فهاهي الدموع مُجدداً تنساب على وجنتي ..
غسلتُه جيداً وأقفلت الصنبور ..
رفعتُ رأسي للمرآة فإندهشت عندما رأيتُ إنعكاس تلك الشقراء ..
إلتففتُ الى الخلف بتفاجؤ فإذ هي تنظر إليّ بعينان حزينتان ..
تقدمت مني فإرتبكتُ ولم أعرف ما أفعل ..
إتسعت عيناي بصدمة عندما إحتضنتني بهدوء هامسة في أُذني: فلتبكي عزيزتي ..
تقوست شفتاي ولا إيرادياً أجهشتُ بالبُكاء الشديد ..
أنا خائفه .. أنا حقاً خائفه ..
لا أحد لي في هذا العالم .. ولا أعرف أي شيء عن نفسي ..
أشعر بالخوف ..
لا أعلم أين أذهب ولمن أشكي ..
لا أعرف ماذا أفعل وبمن أثق ..
لا أدري ماذا ينتظرني وكيف سأواجهه ..
هذا مُخيف .. مُخيفٌ جداً ..!

**







7:15 pm

فُتحت تلك البوابة البيضاء الضخمه ودخلت السيارة التي تقلنا من خِلالها بِكُل هدوء ..
إتسعت عيناي وتقدمتُ أكثر من نافذة السياره أنظر الى هذه الساحة الفخمة على الرغم من مساحتها الصغيره والتي كانت تقبع خلف تلك البوابه ..
المكان .... مُبهر ..!
الأشجار مقصوصة بإتقان والأزهار المُتنوعه بألوانها والمُتناسقه بترتيبها تنتشر في المكان ..
يااه .. أتمنى لو أنزل فقط لألتقط لنفسي صورة وسط هذه الأزهار .. أُحبها ..
أُحبها ..؟!
لا أعلم لما لكن منذ أن رأيتُها شعرتُ بأني أُحبها ..
زادت دهشتي أضعاف عندما وصلنا الى المنتصف حيثُ تلك النافورة المُميزه والمُبهره التي تُضيء من داخلها بعض الإضائات التي تتراوح ما بين الزهري والبنفسجي بدرجاتهما ..
توقفت السياره فرفعتُ رأسي الى الأعلى أنظر الى هذه الفيلا الكبيرة الضخمه صاحبة الأربعة أدوار ..
شكُلها مُذهل وجميل .. لونها أبيض ناصع والزُجاج الكثير الذي يدخل في تصميم الفيلا كان نظيفاً ويعكس لمعة القمر الذي قد أصبح بدراً هذه الليله ..
إلتفتُ إليها أقول بعدم تصديق: هل هذا هو منزلك ..؟!
إبتسمت لي تقول: هل أعجبك ..؟!
أجبتُ بكُل إنبهار: إنه جنونيّ حقاً ..!!
إكتفت تلك المرأة الشقراء بإبتسامه وقالت: فلننزل إذاً ..
نزلت فنزلتُ بكل حماس ودُرتُ حول نفسي أنظر الى كُل هذه الأشياء المُبهره حولي ..
هذه المرأه بالفعل تبدو غنيه ففيلتها مُذهله مُذهله لدرجة البُكاء من شدة الإذهال ..
ضحكت في نفسي بعدها لحقتُ بها عندما أشارت لي بأن أتقدم ..
مشيتُ بجانبها وخلفنا ريكارد مُدير أعمال الأسره كما قالت لي ..
فتحت الباب وفور دُخولها تقدمت خادمه فاتنة المظهر وأخذت الحقيبة ومعطف الريش من الشقراء اللطيفه وإختفت عن أنظارنا ..
إلتفتت إلي تقول: هذا هو منزلي .. وكما وعدتُك .. سأعتني بك ليومين حتى أجد لك مكاناً مُلائماً لتعيشي فيه .. ريكارد سيتكفل بالبحث لذا .... يُسعدني أن تكوني إبنتي الرابعه حتى تجدي أُسرتك ..
شعرت بالخجل من كلامها اللطيف ..
إبنتي ..؟!
إنها لطيفه حقاً .. لطيفة لدرجة لا أعلم كيف أردُ لها لطفها ..
وحتى أُغير مجرى الموضوع المُحرج سألتُها: الرابعه ..؟!
إبتسمت لي وتقدمت قائله: أجل فأنا أملك ثلاثة أطفال ..
تبعتُها أقول: الشاب الذي صدمني أحدهم صحيح ..؟!
هزت رأسها قائله: إنه الأكبر .. يليه إبني إدريان ثُم صغيرتي المُدلله .. للأسف لا أحد منهم في المنزل الآن كي أُعرفك إليهم لكني سأُعرفك بماري ..
دخلت الى غرفة المعيشه فدخلتُ خلفها ونظرت الى الغرفه بإبتسامة لم أستطع إخفائها ..
إنها جميله .. الأرائك بيضاء يتخللها بعض الرسومات الفنيه بعدة ألوان من الألوان البارده ..
المدفأه تتوسط الجدار المُقابل وعليها لوحة كبيره تبدو وكأنها كانت رسماً يدوياً لأفراد الأُسره ..
لفتت إنتباهي فتقدمتُ منها ونظرت الى الصوره ..
رأيتُ تلك الشقراء تقف بجانب رجل يبدو مظهره صارماً بعض الشيء وملامحه قاسيه وأمامها شابان يبدو أحدهم في نهاية المرحلة الإعداديه تقريباً والآخر في بدايتها أو ربما في نهاية الإبتدائيه وفتاة صغيره تقف أمامهم جميعاً بإبتسامة لطيفة على وجهها ..
هل هُم أبنائها ..؟! بالتأكيد ولكن نظراً الى أعمارهم فتبدو الصورة قديمه ..
لكن ...
صحوتُ من سرحاني عندما تذكرتُها وإلتفتُ إليها أقول بإحراج: آسفه .. إني أنظر الى أشياء قد لا يجب علي رؤيتها ..
ضحكت تقول: ماذا ..؟! أنتِ حقاً لطيفه .. لا بأس لا بأس لم تُعلق إلا لكي تُرى ..
إبتسمتُ لها ثُم تقدمتُ وجلستُ بجانبها فقالت: بعد قليل ستأتي ماري وسأُعرفك عليها .. إنها المُربية في المنزل وهي من يعتني بأبنائي منذ طفولتهم وحتى الآن .. هههههههه هي الأُم الثانية لهم ..
ما إن أنهت جُملتها حتى فُتح الباب ودخلت امرأة في أواسط الأربعينات من عُمرها ترتدي ملابس عاديه وملامحها بشوشة بعض الشيء ..
إبتسمتُ لها في حين قالت جينيفر بإبتسامه: كان هذا سريعاً ماري ..! هل كُنتُ مُتفرغه ..؟!
ردت ماري: ليس تماماً لكن كُنت قريبه من الغرفه لذا حضرتُ بسرعه ..
أشارت جينيفر إليّ وقالت: حسناً أردتُ أن أُعرفك الى هذه الفتاة .. ستبقى عندنا لفترة من الزمن لذا أرجو منك الإعتناء بها وكأنها طفلةً لي حسناً ..؟!
إلتفتت تلك المُربيه ونظرت إليّ بهدوء قد أخافني قليلاً بعدها إبتسمت لي قائله: أهلاً صغيرتي .. سُررت بمعرفتك .. أنا أُدعى ماري ..
إبتسمت .. ماذا .. لقد كانت حقاً لطيفه ..
جينفر بتفكير: حسناً لا أستطيع الإستمرار هكذا ..
نظرتُ إليها فنظرت هي أيضاً إليّ وقالت: عليّ أن أجد لك إسماً .. لن نستطيع الإستمرار على مُناداتك بدون إسم .. سيكون هذا غريباً صحيح ..؟!
إبتسمتُ لها قائله ببعض الأحراج: أضن ذلك ..
جينيفر: لا تتذكرين إسمك .. إذاً هل هُناك إسماً ما تُحبين أن نُناديك به ..؟!
هززتُ رأسي نفياً فأنا حقاً لا أملك أي فكره عن هذا الأمر ..
لذا سأجعلها هي من تختار ..
بقيت تنظر الى ملامحي لفتره وكأنها تُريد أن تجد إسماً يُلائمني بعدها قالت: آليس .. ما رأيُك به ..؟! كقصة الفتاة اللطيفه ببلاد العجائب .. جميل ..؟!
إبتسمتُ لها قائله: أحببته ..
ضمت يديها ببعضها ونظرت الى ماري تقول: حسناً مُنذ الآن هي آليس .. أخبري ريكارد بذلك كي يُخرج لها هوية وأوراق جديده بهذا الإسم ..
فتحت ماري شفتاها وبدأت بالتعليق في الأمر وتبادلتا الحديث وأنا أنظر الى الأرض بهدوء شديد ..
إبتسمتُ إبتسامةً مؤلمه ..
إنها حتى قررت أن تُخرج لي هويةً جديده ووثائق رسميه ..
لطيفه لدرجةٍ تجعلني أُحبها أكثر من عائلتي التي لم تسأل عني ولا لمره ..
هذا مؤلم ..
رفعتُ رأسي حالماً سمعتُ إسمي الجديد فإبتسمت لي جينفير تقول: هههههه إستدعيتُك لثلاث مرات .. يبدو بإنك لم تعتادي الإسم بعد ..
إبتسمتُ هامسه: هههه ربما ..
جينيفر: حسناً إذهبي مع ماري وهي ستُريك غرفتك الجديده ..
وقفتُ قائله: حسناً ..
جينيفر: خُذي راحتك في النوم لو أردتي .. سنُوقظك حالما يأتي موعد العشاء ..
هززتُ رأسي لها مُبتسمةً ومن ثُم إلتفتُ وغادرتُ مع ماري ..
بقيتُ أمشي خلف ماري التي كانت هادئة على نحو غريب أثار فضولي ..
أعني لقد كانت تتحدث ببشاشه مع جينيفر وفجأه أصبحت هادئه جداً ..
تنهدتُ وبعدها بدأتُ أنظر حولي ..
إبتسمتُ بهدوء وكم تمنيتُ لو أن والداي يملكان فيلةً بهذه الفخامة والجمال ..
فتحت لي ماري باباً وقالت: إستقلي هذه الغرفة لهذه الفتره .. والآن نامي جيداً ولو أردتي شيئاً ما فأخبريني ..
تعجبتُ وقُقلتُ لها: هذه الغرفه .... لمن ..؟!
نعم .. إنها بالتأكيد لأحد ما بالنظر الى أنهم لم يقوموا لي بتجهيز أي غرفه ..
يستحيل أن تكون الغرفه لأبنة صاحبة المنزل لأنها لا تزال تعيش هنا بكُل تأكيد ..
إبتسمت ماري تقول: غرفة قديمه لأحد أفراد الأُسره قبل أن يقوم بتغيير حُجرته ..
هززتُ رأسي بتفهم بعدها دخلتُ وأغلقت الباب خلفي ..
لم أُشعل الأضواء ولم أُلقي أي نظرةٍ على الغرفه فأنا بحق أشعر بتعب شديد ..
إستلقيت على السرير وماهي إلا ثواني حتى غطيتُ في نومٍ عميق ..

***










9:30 PM
في إحد مكاتب شركات الترفيه الشهيره ..

إبتسمت بموده ناظرةً الى عينيه الناعستين مُباشرةً وهمست: رُبما يحدث ذلك مُستقبلاً ولكن ليس الآن ..
نظر إليها لفتره قبل أن يبتسم بتكلف قائلاً: هذا جيد ..
دخل الى المكتب رجل في الثلاثين من عُمره يرتدي نظارةً طبيه ونظر الى الشاب بعينيه الصغيرتين الحادتين قبل أن يقول بهدوء: هل أتيت ؟!
الشاب دون أن ينظر إليه أجاب بسخريته المعروفه: ليس بعد ..
جلس الرجل على كُرسيه ووضع الملف على المكتب ناظراً إليهما بهدوء بالغ قبل أن يبتسم قائلاً للفتاه: كاتي .. كيف كانت جلسة التصوير ..؟!
إلتفتت إليه قائله: لم تكن مُريحه ..
إستند الشاب بظهره على الأريكة مُطلقاً ضحكةً مرحه وهو يقول: بالتأكيد ليست كذلك فأنا لم أكون موجوداً فيها ههههههههههه ..
إبتسمت له ثُم وقفت حاملةً حقيبتها .. أرسلت اليه قُبلةً بالهواء ثُم إتجهت الى الخارج قائله: أراكم غداً ..
وأغلقت الباب خلفها ..
نظر الشاب الى الباب لفتره ثُم إلتفت الى الرئيس المسؤول عليهم قائلاً بإسلوبه الساخر المُعتاد: في ماذا طلبتني ..؟! لقد فوّت عليّ سهرةً برفقة أصدقائي ..
نظر الرئيس بهدوء الى هذا الشاب صاحب المظهر المُستهتر والذي كان لا يزال في بداية العشرين من عمره ..
تنهد ثُم أخرج صورةً من الملف ورماها على المكتب ..
أمال الشاب شفتيه بعدها قال: ماذا أيضاً ..؟! قُل لي ما فيها فأنا لن أُحرك جلستي من أجل رؤيتها ..
الرئيس بهدوء: أُلتقطت لك بالأمس في إحدى البارات الغير رسميه .. وبدوتَ فيها بشكلٍ مُخزٍ للغايه ..
ظهر الإمتعاض على وجهه وأدار رأسه بعيداً فأكمل الرئيس: أنت تعرف صورةً كهذه إن إنتشرت فماذا سيحدث ..
ضاقت عيناه وأكمل بشيء من الحده: إدريان كم مرةً عليّ التستر على مشاكلك التي أصبحت في إزدياد !! أعمالُك هذه ستجلب لشركتنا الكثير من المشاكل !! متى تفهم بأنه مُنذ ظهورك الأول على المسرح يعني بأنك قد أصبحتَ مشهوراً وأصبحت كُل تحركاتك تحت الأضواء ؟! أتريد أن تُشوه سمعتك بهذه السُرعه ؟!!!
إلتفت إدريان إليه وقال بشيء من اللا مُبالاه: حسناً فهمت .. سأكون حذراً المرة القادمه ..
ضاقت عينا الرئيس من هذا الرد المُستهتر بعدها وقف وغادر المكان قائلاً بهدوء: أتمنى بأنه كذلك ..
هدأ المكتب بعد خروج الرئيس لفتره بعدها وقف إدريان وتقدم بهدوء وأخذ الصوره ..
نظر إليها قليلاً بعدها كوّمها ثُم رماها بإتجاه سلة المُهملات ..
إبتسم بسخريه قائلاً: ماذا إذاً ؟! لا تقل لي بأنك تريدني أن أحبس نفسي في المنزل ؟! ما دُمتَ تستطيع التغطية على مشاكلي فإستمر في ذلك دون شكوى ..
إتجه الى الباب هامساً: مُزعج ..

***








 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:20 PM

رد مع اقتباس