الموضوع: شرخ في الذاكرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-15-2020, 10:04 PM   #4
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي






ـ PART 2 ـ



1:40 am

تحت السماء المُظلمه ..
أسوار حديدية مُرتفعه ومُدبدبة من الأعلى تُحيط بهذه الحديقة المليئة بالأشجار الشائكه ذات الأوراق الجافه والتي نجحت ببراعه في إخفاء ذاك المبنى المُستطيل الشكل والذي يبدو أشبه بكراج ضخم للسيارات ..

بداخل المبنى ..
الحديد والصناديق المتعددة الأنواع والأحجام مُنتشره هُنا وهُناك تُغطيها الأتربه وبعض آثار مرور الفئران والقطط ..
عود ثِقاب بدد الظُلمه وإقترب من فمه ليُشعل سيجارته الثالثه على التوالي ..
رماه أرضاً بعدها لينطفئ من فوره أمام هذا الرجل المُتهالك على هذا الكُرسي الخشبي الوحيد في المكان ..
بدأ يُدخن سيجارته ببطئ وعيناه تُراقب هذا الرجل المُقيد بإحكام والذي يبدو بأنه لم يستعد وعيه بعد ..
أطلق بعدها تنهيدة طويله وهو يهمس: تأخر أكثر مما يجب ..

إنعقد حاجبيه وفتح عينيه للحضه ولم يرى أمامه سوى رجليه ..
ماذا ..؟! ماذا حدث ..؟!
بدأ يستعيد ذاكرته شيئاً فشيئاً ..
خروجه من العمل ... ذهابه الى الملهى .. تناوله للكثير من الشراب .. مُساعدة أحد له للذهاب الى السياره بعدها ....
إتسعت عيناه من الصدمه ..!
رفع رأسه ونظر الى الشاب الطويل الذي يستند بكُل هدوء على العامود الذي أمامه ..
إنه الشاب نفسه .. صاحب العينين السوداوتين والشعر الأسود الطويل الذي يربطه بإهمال الى الخلف وتلك الأقراط الفضيه التي تملأ أُذنه اليُسرى ..
زاد إتساع عينيه وإكتسح الرُعب ملامح وجهه ..
إنها نهايته ..!!
إنها نهايته بكُل تأكيد ..!
إنتفض جسمه بكُل رُعب عندما وجّه الشاب نظره إليه ..
إبتسم الشاب وأبعد السيجاره عن شفتيه هامساً: إستعدت وعيك ..؟!
تصبب العرق من جبينه وهز رأسه بالنفي لا إيرادياً ..
لقد فهم الوضع الذي هو فيه .. فهمه بكُل سهوله ..
وهذا الوضع هو الأسوء ..!
نهايته بالتأكيد قد حلّت ..
رفع الشاب حاجبه وبعدها إلتوت شفتيه بإبتسامه ساخره وهو يقول: أفترض بأنك عرفتني ..؟!
بلع الرجل ريقه وحاول قدر الإستطاع أن يستجمع شجاعته وثقته وهو يقول: أنت .... من طرف ريكس ..!
ضاقت عينا الشاب بخُبث وإبتسم قائلاً بهمس: ذكي ..
إرتعش الرجل بخوف فقد حصل على تأكيد لشكوكه التي لم يتمنى حدوثها ..
بعدها رفع الشاب قدمه ووضعها على رُكبة الرجل الذي تآوه من الألم ..
وضع الشاب يده على ركبته ونظر الى وجه الرجل هامساً: ألديك شيئاً لتقوله ..؟!
بلع الرجل ريقه وهو ينظر الى الشاب الذي على الرُغم من ملامحه الجذابه إلا أنها حاده للغايه ومن السهل صنع وجه مخيف بها كالذي يراه الآن ..
إبتسم الشاب يقول: أنا أملّ بسرعه .. وعندما أملّ أتصرف تصرفات متوحشه ..
جمع الرجل شجاعته وتحدث بصوته الذي لم يستطع إخفاء نبرة الإرتجاف منه: لو تأذيت فلن تنجو لا أنت ولا ريكس أبداً ..!! لذا أنصحك بأن تجعل الأمر ينتهي عند هذا الحد ..
ظهرت علامات التعجب على وجه الشاب وهو يقول: "عند هذا الحد" ..؟! ولكني لم أبدأ بعد ..!
إضطرب الرجل أكثر ولكن تهللت أساريره فجأه عندما أتته هذه الفكره وقال بسرعه وبإبتسامة إقناع: كم دفع لك ..؟! سأدفع لك أكثر صدقني .. سأدفع خمس آلاف دولار .. لا بل عشره .. سأُضاعفها الى عشرون لو أردت ..
إبتسم الشاب وهمس: أنت تعرفني يا عزيزي .. خمس آلاف دولار ليست ثمن قتل ذُبابة حتى بالنسبة لي .. أتُريد أن تشتريني بمبلغ أعلى مما دفعَه ريكس ..؟!
إتسعت إبتسامته وأكمل: قدّم لي مائة ألف دولار ..
إتسعت عينا الرجل بصدمه فأكمل كلامه بسخريه: أوليس هذا ثمنٌ بخس مُقابل حياتك ..!
تجمدت الدماء في عروقه .. مُقابل حياته ..؟!!!
هل هذا يعني .....؟!
أطلق صرخة ألم دوى صوتها وصداها في هذا المكان الكبير والمُغلق حالما غُرزت سكين حاده في كتفه الأيسر ..!
بدأ يتحرك بشكل شبه مجنون من شدة الألم فأخرج الشاب سكينه ولوح بها بجانبه لتسقط قطرات الدماء على الأرض ..
قال بعدها بهدوء وبرود: أين لُعبتك التي تُخبئها ..؟!
لم يستطع الرجل أن يُجيبه على الفور فلقد كان الألم شديداً وأرهق هذا حتى قُدرته على الكلام ..
قال بعد ثواني بنفس متقطع: بالخزانه رقم 67 .. قسم الأمانات .. بالمكتبه المركزيه التي تبعُد ... شارعين عن المصنع ..
إبتسم وهمّ بفعل أمرٍ ما لكنه تراجع ..
إستقام واقفاً وأخرج سيجارته وبدأ بإشعالها وهو يُسند ظهره على العامود الذي خلفه ..
أخذ نفساً عميقاً بها ثُم نفثها بكُل هدوء ..
تحدث بعدها قائلاً: زميل لي في عالم الجريمه .. مر بموقفٍ مُشابه لموقفنا هذا .. بل كان أكثر أهميه بكثير .. أخبرتُه رهينته عن مكان تلك الملفات التي تعني النهاية بالنسبة له لو خرجت للعامه .. قام بقتلها فوجودها حيه خطر كبير على حياته ..
نظر إليه الرجل وهو لا يزال يتنفس بشكل مُتقطع ويقول بداخله: "وما شأني أنا بقصصك هذه !!!"
أكمل الشاب غير آبه بنظرات الرجل: إتجه مُباشرة الى المكان المحدد وهو يتنفس الصُعداء فأخيراً سيرتاح بعد قلق دام لسنة كامله فتلك الملفات حقاً حقاً كانت تعني النهايه .. ولكن .... كانت رهينته تكذب ..
دُهش الرجل في حين راق للشاب دخوله في الأحداث فأكمل: لقد تم قتل الرهينه .. الرجل بالفعل مات .. كذب عليه وجعله في معمعة لا نهاية لها .. فلا أحد مُطلقاً يعرف عن مكانها سواه هو والذي بذكاء قرر الكذب بما أنه لا مناص من الموت على يديّ هذا المُجرم .. مرت على هذه القصه العديد من السنوات وزميلي هذا ما زال يبحث كالمجنون عن تلك الملفات ولم يستطع أن ينام براحه ولا لليله ..
توقف عن سرد قصته بعدها إبتسم وقال: هذه القصه لا علاقة لها أبداً بما يحدث هُنا ..
إمتعض وجه الرجل ببعض الإستياء المصحوب ببعض علامات الألم الواضحه على وجهه في حين قال الآخر: كُل مافي الأمر أني منذ سماعي لهذه القصه وأنا لا أقتُل رهينتي أبداً قبل التأكد من وجود ما أُريد في المكان الذي أخبرتني به ..
إعتدل في وقفته وتقدم من الرجل ..
إنحنى بعد أن سحب نفساً عميقاً من سيجارته وقال بإبتسامه: لهذا لك فترة وجيزه للتفكير بحياتك حتى أتأكد من الشريط الذي أُريده .. بعدها سآتي لأُلقي عليك تحيةً أخيره ..
ونفث بعدها الدُخان في وجهه وإعتدل واقفاً وتعلو شفتيه إبتسامه ملتويه وخبيثه وهو يستمع الى سُعال الرجل ..
إلتفت وخرج من المكان مُتجاهلاً صراخ الرجل وهو يُلقي عليه وابل من العروض المُثيره والتي إنتهت بترجيه لتركه يعيش ..
ولكن هذا الترجي لم يطول فلقد أُغلق الباب وإنقطع صوته تماماً ..

***











20 Desember
4:20 pm


إنتهت من إرتداء ما أُعطي لها من ثياب ..
بنطال جينز طويل وضيق رماديّ اللون وقميص أبيض أنيق من الشيفون مع وشاح خفيف لفّته على عُنقها ثُم أخرجت خُصلات شعرها القليله والقصيره من تحته وأسدلته بكُل أريحيه ..
إرتدت القبعة الصوفية الرمادية اللون التي غطت مُقدمة رأسها وأُذنيها ولم يتبقى من شعرها سوى تِلك الخُصلات التي لا يتجاوز طولها حد كتفيها ..
تنهدت وتقدمت من المرآة لتُلقي نظرةً عامه على شكلها ..
حدثت نفسها قائله: يبدو بأن هذه الملابس تعود لإبنتها التي حتى هذا اليوم لم أُقابلها قط .. قالت بأنها تملك ثلاثة أبناء وعلمتُ من حديثها بأنها مُتزوجةٌ أيضاً وزوجها على قيد الحياة .. فلما إذاً لم أُقابل سوى إدريان هذا ..؟! أين البقيه ..؟! هل من المُمكن بأن والدهم مثلاً قرر السفر فذهبوا معه بينما بقي إدريان من أجل عمله ..؟!
هزّت كتفيها بعدها توقفت عن التفكير بالأمر وبدأت تنظر الى نفسها ..
لأول مرة تستوعب بأن آخر مره وقفت لتتأمل مظهرها كان في آخر يوم لها بالمُستشفى ..
أخذت تُفكر بالأمر بشكل أعمق .. ما السبب الذي دعاها تنسى هذا ..؟!
إنها مُتفرغة دائماً ولا عمل لها سوى النوم والأكل فلما ..؟!
هل السبب يعود لأنها قبل أن تفقد ذاكرتها كانت تكره مثل هذه الأمور الخاصة بالفتيات كالتزيين المُستمر وتأمل الوجه كُلما تم المُرور بالمرآه ..!
فترة صمت حلّت عليها قبل أن تبتسم وهي تقول لنفسها: كُفي عن المُبالغه وربط كُل تصرف بشخصيتك السابقه ..
أخذت المعطف السُكري الذي يصل الى منتصف فخذها وإرتده وهي تخرج من الغرفه ..
نزلت الى الدرج فهذا اليوم سوف تذهب مع الشقراء الجميله جينيفر للسوق ..
أصرت عليها جينيفر بالنزول الى السوق وشراء كُل ما تحتاجه من ملابس وأدوات تزيين ومُكملات أُخرى ..
قالت لها بأنك قد تمكثين أكثر ولابد بأن تسدي حاجتك من كُل شيء ..
إبتسمت وهمست لنفسها: إنها طيبه للغايه .. أحسد إدريان والبقيه على أُمٍ مثلها ..
خرجت فإذ بجينيفر كانت للتو قد إستقلت السياره فتقدمت وجلست في الخلف بجانبها وهي تقول: أعتذر على تأخُري ..
إبتسمت لها جينيفر تقول: لا لم تتأخري قط ..
صعد السائق وجلست بجانبه إحدى الخدم والتي ستتكفل بحمل المُشتريات في السوق ..
تحركت السياره وخرجت من سور المنزل وشقت طريقها الى المكان المقصود ..

ألقت آليس نظرة خاطفه الى جهة جينيفر وهي بحق مُنبهرة من جمالها وأناقتها في كُل شيء ..
من يراها لن يُصدق بأنها تملك ثلاثة أبناء أصغرهم يدرس بالجامعه ..!
تسائلت في نفسها هل زوجها أيضاً يبدو صغير السن أو لا ..؟!
هل عندما يذهبان مع بعضهما يضنونهم الماره متزوجان أو أب يخرج مع إبنته ..؟!
إبتسمت ضاحكه على التخيل الأخير بعدها تسائلت عن إبناها الآخران ..
إدريان كان بغاية الوسامه وقد ورث كُل الصفات الجيده من والدته - هي أصلاً لا تملك أي عيب - !
تسائلت عن شكل إبناها الآخران ..؟! هل هما بمثل جمالها أم أن الجينات الجيده لم تُحالفهما حظاً ..؟!
نظرت الى جينيفر قليلاً بعدها قالت: امم لم أُقابل بقية العائله .. إدريان فقط من رأيته .. فماذا عنهم ..؟! هل هُم مُسافرون ..؟!
إبتسمت جينيفر تقول: ماذا ..؟! مُستحيل .. هذان الإثنان الوحيدان الذان لا يُمكنهما السفر بسهوله ..
أبعدت الخصلة الشقراء التي سقطت على وجهها وأكملت: إبنتي الصُغرى طالبةٌ جامعيه وهذه سنتها الأولى في تخصصها الجديد لذا لا يُمكنها السفر بل التركيز على الدراسه لكي تثبّت الاساسيات العامه بقسمها .. والآخر هو الإبن الأكبر لذا هو منشغلٌ كثيراً مع والده في إدارة شؤون العمل ..
هزّت رأسها بتفهم ولكن لم تستطع منع فضولها فقالت: وهل هذا سبب كافي لتغيبهم الطويل عن المنزل ..؟!
ما إن أنهت جملتها حتى إستوعبت بأنها لم تستعمل الكلمات المُناسبه لتسأل سؤالها ..
بل إن الكلمات التي إختارتها ... جعلتها تبدو وكأنها سُخريه أو إستنقاص ..!
ظهرت الصدمه على وجهها بعدها تداركت الأمر بسرعه تقول: لا لم أقصد أن أسأل بهذه الطريقه الوقحه .. أعتذر و...
قاطعتها جينيفر تضحك وتقول: أنتي مُمتعه ..! لا بأس لا ألومك فالأمر بحق يبدو غريباً بالنسبة لك ..
توقفت السياره وترجل السائق منها فاتحاً الباب فنزلت جينيفر وهي تقول لها: سأشرح لك الأسباب لاحقاً فلدينا مشوار طويل لهذا اليوم ..
إبتسمت آليس وهي تتأملها قبل أن تهمس لنفسها: طيبه ومُتفهمه .. أتمنى لو تكون أُمي ... أُماً رائعه مثلها ..
تنهدت بضيق ونزلت هي الأُخرى من السياره بعدها دخلتا الى هذا المُجمع الضخم والذي يحتوي على شتى أنواع مراكز الملابس والمُستلزمات الأُخرى ذات الماركات العالميه الشهيره ..
دخلت تنظر حولها بإنبهار فكُل شيء هُنا مُلفتاً للنظر ..!
الأضواء المُختلفه حيثُ لكُل جهة ألواناً خاصةً بها لتُعطيها مظهراً مُميزاً أو لأنها الأضواء التي تُمثل ألوان ماركتهم ..
هذا غير عن تلك اللوحات الضخمه المنتشره والمليئه بالإعلانات الجذابه ..
فهُنا إعلان مُثير لعطر نسائي وهُناك إعلان لشركة أفلام تستعرض فيها أحد أهم أفلامهم الناجحه وهُناك ....
توقفت تنظر الى هذه اللوحه الإلكترونيه التي تستعرض صورةً لفتاة تُعلن عن قُرص غِنائي ..
لم تستطع منع نفسها من عدم الوقوف .. الفتاة جذابه ..!
عيناها ساحرتين ذات لونٍ أخضر عميق وشعرها قصير جداً بلون أسود قاتم يتخلله خصلتين أو ثلاث خصلات زرقاء ..
على الرغم من وجهها الصغير إلا أنها تمتلك جاذبيه كبيره ..
جينيفر: ماذا تفعلين ..؟!
إستيقضت آليس من تأملها الطويل ونظرت الى جينيفر تقول: آه أعتذر .. جذبتني هذه الفتاة فنسيت نفسي ..
نظرت جينيفر الى الفتاة فإبتسمت تقول: آه إنها كاتالين .. آيقونة جمال مؤوسسة WRPG الترفيهيه .. مُغنيه ومُمثله وعارضه ..
أكملت قبل أن تُكمل مشيها: بالمُناسبه هي في ذات المؤسسه التي ينتمي إليها صغيري إد ..
عقدت آليس حاجبها قليلاً بعدها لحقت بها عندما إستوعبت بأنها تقصد إدريان ..
بقيت تمشي بجوارها وهي تقول: مُغنيه ومُمثله وعارضه ..! يالها من مواهب من الصعب أن يجمعها الفنان مرةً واحده ..
جينيفر: نسيت أن أضيف بأنها تُجيد الرقص لذا هي من تؤدي الرقصات في كليباتها ولا تحتاج الى راقصات رئيسيات سوى بعض المُساعدات .. إنها نادره والكثير من المؤسسات ترغب حقاً بضمها إليها .. ولكن من ظفر بها هي WRPG ..
هزت آليس رأسها وهي تنظر الى اللوحة التي إبتعدوا عنها كثيراً ..
في إعلانها عن قرص الموسيقى ... هل يُخيّل لها بأن تلك الفتاة غامضه وكئيبه أم أنها الحقيقه ..؟!
لا تدري .. رُبما في هذا الإعلان حرصت المؤسسه على تُعطي هذا الطابع ليتناسب مثلاً مع أغاني الألبوم الذي تُعلِن عنه ..
إضطُرت بعدها التوقف عن التفكير في هذا الأمر بعدما دخلوا الى أول محل ملابس وإنشغلت بعدها كثيراً ..
لأكثر حتى من أربع ساعات ..!

***











5:55 pm


شركة WRPG الترفيهيه ..
جلس على الأريكة الكبيره بداخل الإستديو وزفر بتعب بعد أن أنهى لتوه تسجيل مقطع من أُغنيته الجديده ..
تقدمت منه إحدى الفتيات وناولته كوب ماء فأخذه وشربه على دُفعات ..
نظر الى الرجل البدين الذي يجلس أمام العديد من الشاشات المليئه بالتردادات الصوتيه وسأله: كيف كان ..؟!
إبتسم الرجل وعدّل من نظارته الطبيه يقول: لقد كان أدائك أفضل من الأمس بكثير .. عليك أن تكون هكذا دائماً إدريان حتى لا تُتعب نفسك بإعادة التسجيل أكثر من عشرات المرات ..
ضحك إدريان وقال: لا أُتعب نفسي أو تقصد لا أُتعبُك ..؟!
ضحك الآخر بعُمق يقول: ذكي كعادتك وهذا ما أُحبه فيك ..
سحب إدريان عُلبة مشروب للطاقه من على الطاوله ورشف منه قليلاً قبل أن يسأل: كم ستأخذ وقتاً حتى تُصبح الأُغنية جاهزه ..؟!
تكتف الرجل قليلاً بتفكير قبل أن يقول: بالوضع الطبيعي رُبما يومان ولكن يُمكنني إنهاؤها مُبكراً لو كُنتَ مُستعجلاً ..
تنهد إدريان يقول: لا لا عليك فلدي تسجيل أُغنيتان أُخرتان قبل أن يكتمل الألبوم .. وأنا حقاً أُعاني من هذا ..
عقد الرجل حاجبه يقول: من ماذا تُعاني ..؟! كُل شيء مُتوفر في الشركه .. وإن كُنتَ تقصد الإجهاد فيُمكنُك أخذ قسطاً من الراحه فعلى أية حال نحن لم نُحدد بعد موعد إصدار الألبوم للعامه لذا لا حاجة لأن تضغط على نفسك ..
هز إدريان رأسه يقول: ليس هذا ما أقصده ..
إمتعض وجهه وأكمل بإنزعاج: بعد إصداري لإلبومين أصبحتُ مزاجياً وصُلب الرأس أكثر مما يجب .. مهما بلغت عدد كلمات الأغاني التي عُرضت علي سواءاً كُتّابها من داخل المؤسسه أو خارجها فأنا لا يُمكنني الإقتناع بأي واحده منهن ..!
خلخل يده في شعره مُكملاً بإنزعاج: ولارك المُزعج يضغط عليّ كثيراً بقوله ككلمات مثل كفاك دلالاً أو كُن جدياً والكثير ..! لما لا يُمكنه فِهم مزاجي ..؟!
تنهد الرجل وقال: لما لا تأخُذ من كتابات لورا ..! أغانيها ذات إحساس عميق ..!
أمال إدريان شفتيه يقول: أراها مُمله ..
الرجل: إذاً ماذا عن كلمات فابريان ..؟! إنه يستخدم العديد من المُصطلحات الدارجه بين أواسط الشباب وهذا ما يجعلها الأقرب لهم ..
أمال شفتيه وأجابه: نعم كلماته جميله ولكن تناسُقها يُزعجني ..
الرجل: إذاً جان ..؟!
إدريان بملل: كلماته تجعلني أشعر بأني أقرأ نثراً أو نصوصاً في كُتب الأدب ..!
مط الرجل شفتيه يقول: لارك مُحق .. أنت مُدلل وكُل أعذارك تدل على هذا ..
إدريان بملل: إني لا أشتكي كي تقف في صفه ..! ساعدني يا رجل ..
تنهد وقال له: لو أنك تترك التسكع المُستمر وتُركز أكثر على عملك لما زاد تفكيرُك المُتمرد هذا .. حسناً لا بأس سأبحث لك عن كاتب أغاني جديد ومُميز .. هل هذا جيد الآن ..؟!
إبتسم إدريان يقول: لهذا أُحبك وأُحب التسجيل عندك على الرغم من وجود من أهم أفضل منك في المُؤسسه ..
ضاقت عينا الرجل يقول: تُجازيني بسخريه ..؟! أهكذا تردُ الجميل ..؟!
ضحك إدريان يقول: يكفيك أني أُحبك ..
قطع حديثهما فتحُ الباب ..
صفر الرجل البدين يقول: أميرتُنا في مكان عملي ..! ياله من تشريف ..
إبتسمت إبتسامه خافته تكادُ لا تُرى وتقدمت مُصدرةً صوتاً عاليا بكعبها الأسود حتى وقفت أمام إدريان والذي إبتسم يقول: ماذا هُناك كاتي ..؟!
وضعت يديها خلف ظهرها تقول: أُحب عندما تُناديني بهذا الإسم ..
إبتسم ووقف فرفعت رأسها الذي بالكاد يصل الى كتفيه في حين إنحنى مُقترباً من أُذنيها وهمس: أنتي مُتفرغةٌ هذه الليله ..؟!
أمالت رأسها قليلاً تقول: آه كثيراً جداً .. لكن إن كان لديكَ شيئاً مُهماً أستطيع تأجيل أعمالي من أجله ..
إلتوت شفتيها بإبتسامه وهي تنظر الى عينيه بطرف عينها وسألت: لذا هل أنت مُصر للغايه ..؟!
إبتسم مُظهراً نابيّ أسنانه وهمس: خبيثه ..! سأنتظرك بسيارتي عند العاشره ..
بعدها تفاداها وخرج فإبتسمت في حين تنهد الرجل البدين وعلق: أحسدُ إدريان على علاقته مع فتاةٍ جميلةٍ مثلك يا كاتي ..
إختفت إبتسامتها فوراً ونظرت إليه بهدوء ولكن بعينين تشُعان حدةً وغضباً ..
إرتعش مُتفاجئاً من نظرتها هذه ولم يعلم ماذا يفعل فهو لا يضن بأنه أخطأ بكلمةٍ واحده ..
إستدارت بعدها خرجت وصفقت الباب خلفها بقوةٍ تُناقض مظهرها الهادئ والرقيق ..
بلع ريقه وهمس: هل قُلتُ ما يُغضبها ..؟! وااه عليّ تحذير إدريان من التعمق بعلاقته مع هذه المُضطربة الشخصيه ..!
إبتسم بعدها وهمس: سُحقاً لها ..! كيف لها أن تكون بهذا الجمال حتى وهي غاضبه ..؟!


أخرج إدريان هاتفه وتوقف في مُنتصف الممر الواسع والذي يُطل عن يساره على جدار زُجاجي كبير يُطل على المدينه ..
أمال شفتيه مُتعجباً من إتصالها فرد مُجيباً: أهلاً إليان ..
جاءه صوت أُخته التي تصغره بثلاثة أعوام تقول: إد لا تذهب الى منزل ماما لهذه الليله .. أُريد الإختلاء فيه لوحدي ..
رفع حاجبه وإبتسم مُستفزاً: هل تُعاني أُختي من صدمةٍ عاطفيه يا تُرى ..؟!
إبتسمت وردت على إستفزازه قائله: إنها أنا من تُصيب جميع الرجال بصدمات عاطفيه لذا هذا مُستحيل ..!
ضحك إدريان وعلق قائلاً: أُحبك وأنتي تُجيبينني بهذا الشكل ..
إبتسم بعدها وغمز قائلاً: إيلي حبيبتي .. هل تعرفين فتاةً بمثل شخصيتك كي أُواعدها ..؟!
أجابته بنبرةٍ فيها بعض الإستنكار قائله: مثلي ..؟!! إد لما لا تكفُ عن طلب المُستحيل مني ..!! أنا لستُ بساحرةٍ كما تعلم ..!
ضحك قائلاً: صدقيني أنتِ كذلك ..
إليان: وعلى أية حال ألا تملُ من علاقاتك الكثيره ..؟! كيف لك أن تمتلك ذاكرةً لتحفظ جميع الفتيات هكذا ..؟! أحسُدك ..
إبتسم يقول: عليّ ألا أجعل وسامتي تضيعُ هبائاً ..
تنهدت قائله: أنواعك من الشباب هم آخر نوع أُفكر بالإرتباط به .. على أية حال كما أخبرتُك .. لا تأتي هذه الليله الى المنزل ..
وأغلقت بعدها الهاتف فتنهد ونظر الى شاشة هاتفه يقول: كعادتها وقحه .. هههههه أُحبها وهي كذلك ..
وضع الهاتف في جيبه وأكمل طريقه ولكنه توقف قليلاً وقال: صحيح .. إيلي لا تعرف بعد بأمر الفتاة التي تقطن في منزل والدتي ..!
إبتسم بعدها وهمس: يااه يالها من خساره .. سيفوتني العرض المُبهر الذي ستفعلُه صغيرتي إيلي ..

***




 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:43 PM

رد مع اقتباس