الموضوع: شرخ في الذاكرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-15-2020, 10:06 PM   #5
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي






5:10 pm

روتينها أصبح أكثر من مُجرد روتين مُمل ..
وصل الى حد كونه قاتلاً ..!
منذ أن حظرت لهذا المنزل وهي تجلس تأكل تمشي وتنام فيه فقط لا غير ..
مرة واحده خرجت للتسوق مع تلك الشقراء وبعدها لا شيء ..
إنه أشبه بكونه مهجور فأولادها تكاد لا تراهم ..!
بل إن صاحبة المنزل نفسها تكاد لا تراها البته ..!
ماهذا المُجتمع المُمل ..؟!
أصبحت لا تُطيق البقاء فيه أكثر ..
تنهدت بعُمق وهي تجلس على أحد الأرائك المتواجده بالقرب من مدخل الباب وبيدها هاتف محمول جديد كانت قد إشترته لها تلك الشقراء قبل فتره ..
منذ أن فتحته وحتى الآن وهي فقط تدخل الى مُتصفح اليويتوب تُقلب فيه ..
الحسنة الوحيده هُنا هو أن سرعة الإتصال لديهم رائعه ..
أوقفت المقطع المُضحك الذي كانت تراه عندما شاهدة مُدبرة المنزل تمشي مارةً من أمامها ..
نادت عليها قائلاً: لحضه ..
إلتفتت إليها المُدبره وقالت بهدوء: نعم ..؟!
أمالت آليس شفتيها فبحق هذه المُدبره تُزعجها كثيراً ..
إسلوبها مُحترم ولكن من الواضح أنه مُبطّن بالكثير من الوقاحه ..!!
إبتسمت وقالت: هلّا سألتُك بعض الأسئلة إذا سمحتي ..؟!
المُدبره بهدوء: تفضلي ..
مطت شفتيها .. هاهي تفعلها مُجدداً .. تتحدث بإحترام مُبطن بوقاحه ..
حاولت تجاهل هذا وهي تقول: الإبن الأوسط فنان لهذا أستطيع أن أقول بأنه من الصعب عليه أن يكون دائماً في المنزل .. لكن ماذا عن الآخران ..؟! الإبن الأكبر والإبنة الصُغرى ..؟! ما عملها حتى لا أراهما سوى مرة واحده فقط ..؟!
بقيت المُدبرة تنظر إليها لفتره فهمست آليس بداخلها: "إن تجاهلتي الإجابه فلن أغفر لك ..!! هيّا فأنا أُحاول أن أكون لطيفة معك فقط من أجل السيدة جينيفر" ..
المُدبره بهدوء: الإبن الأكبر يعمل في إحدى فروع شركات والده .. والصُغرى في سنتها الثانية من الجامعه ..
رفعت آليس حاجبها تقول: أعرف هذا الأمر ..!! لكن فترة عملهما ودراستهما تكون في الصباح فلما لا يأتيان في المساء وينامان هُنا ..؟! ما الذي يمنعهما ..؟!
المُدبرة: إذا .. هل تُريدين مني إرغامهما على الحضور هُنا كُل يوم ..؟!
تفاجأت آليس وقالت بسرعه: لا ليس هذا ما قصدته ..
المُدبره: حسناً .. أستميحك عُذراً ..
بعدها إلتفتت وغادرت .. تنهدت آليس وهمست: تُزعجني بحق ..
فتحت هاتفها وعاودت إكمال المقطع وهي تُكمل: لن أسألها عن شيء مُطلقاً ..
إنتهى المقطع الذي من المُفترض أن يكون مُضحكاً وهي لم تبتسم حتى ..!
رمت الهاتف بجانبها بملل بعدها وقفت وقررت الخروج الى الحديقة تُراقب غروب الشمس فهذا أفضل ..
فتحت الباب وخرجت مرتديةً حذائاً منزلياً زهري اللون يُناسب لون فستانها الهادئ الذي يصل الى مُنتصف ساقها والذي كان من أحد الملابس التي إشترتها لها جينيفر بالأمس ..
تكتفت تمشي بالحديقة .. لم تكن كبيره ولكن في الوقت ذاته لم تكن صغيرةً أيضاً ..
كانت مُرتبه .. مليئة بأنواع من الشُجيرات والورود التي تم الإعتناء بها جيداً ..
ومن بينها صخور وُضعت للمُشاة تمر بشكل سلس بين كُل هذه الأنواع ..
وبالجهه اليُمنى للحديقة كانت الأرضية مستويه لعبور السيارات حتى وصولها أمام باب المنزل مُباشرةً ..

إبتسمت وهمست لنفسها: المكان مُبهر .. للحضه أتمنى أن أملك منزلاً كهذا حقاً ..
تنهدت بعدها أكملت: كيف كان منزلي ..؟! هل هو جميل هكذا ..؟! أم أني أنحدر من أُسره فقيره ..؟!
وهاهي التساؤلات عادت لتغزو تفكيرها مرة أُخرى ..
مهما حاولت أن تتجنبها تأتيها من حيث لا تعلم ..
هزت رأسها مراراً لتُبعد هذه التساؤلات التي تُقلقها كثيراً وقالت لتُغير الموضوع: ألا يملكون بعض الحيوانات الأليفه ..؟! كالقطط أو الكلاب مثلاً ..؟!
شعرت بإنزعاج كبير عندما أتاها تساؤل في رأسها يقول / هل كُنت أملك حيواناً أليفاً من قبل ..؟!
لما يحدث هذا معها ..؟!
إنها تُحاول تجاهل التفكير بشأن حياتها قبل أن تفقد ذاكرتها فلما لا تستطيع ..؟!
هذا يُتعبها حقاً .. هي لا تُريد ولكن لا يُمكنها ذلك ..!
توقفت عن المشي تدريجياً وهمست لنفسها بشيء من الدهشه: ولكن ..... لما أنا لا أُريد ..؟! لما أرفض التفكير في حياتي الى هذه الدرجه ..؟!
لحضة سكون مرت عليها وهي تتأمل تساؤلها هذا ..
نعم .... لقد أحسّت بهذا ..
بأنها تملك رغبة كبيره بداخلها تجعلها لا تُريد التفكير في ماضيها ..
لما هي أصلاً تملك هذه الرغبه ..؟!
هل السبب حقاً هو الخوف من الإشتياق ..؟!
أو الخوف من طبيعيه حياتها السابقه التي قد تصدُمها ..؟!
نعم .. هذان هما سبباها ..
هذا هو الشيء الذي تخشاه .. الخوف من الإشتياق والخوف من معرفة طبيعة حياتها السابقه ..
بالتأكيد هذه هي الأسباب فهذا طبيعي ..
أي شخص في مكانها سيخاف من هذان الأمران ..
أجل هذا طبيعي .. جداً ..
إتسعت عيناها من الصدمه عندما أحست بدمعة حارقه تشق وجنتيها ..
رفعت أصابعها لتتحسسها ..
لا ..
هذا ... ليس طبيعي ..
هذا ليس هو سببها الحقيقي ..
إرتجفت شفيتها وشعرت بقشعريرة تهز خلاياها بقوه ..
جثت على رُكبتيها وضمت نفسها بيديها ..
هذا الشعور مُخيف ..!
شعور الخوف .... شعور عدم الإحساس بالأمان ..
لما يجتاحها هذا الشعور ..؟!
لما هو يُضيق عليها الخِناق الى هذه الدرجه ..؟!
هذا مؤلم .... جداً ..
: أبي ..!!

إنتفضت للحضه وكأنها إستيقضت من كابوس ما عندما جائها صوتُ شخص يُناديها ..
إلتفتت الى الخلف فإذ هو الحارس العجوز الذي رأته من قبل يحرس البوابه ..
بقيت تنظر إليه بعينيها الجاحضتين قبل أن يُعيد سؤاله مُجدداً يقول: هل أنتِ على ما يُرام ..؟!
بلعت ريقها بعدها إبتسمت بتوتر وهي تقول: أ أجل ..
هز رأسه بإبتسامه حنونه بعدها عاد الى مكانه ..
تبعته بنظرها وهو يبتعد ..
هل كان قلقاً عليها ..؟!
يبدو هذا فلقد ترك مكانه من أجل الإطمئنان ..
وقفت بهدوء ونظرت بعدها الى راحة يديها ..
ذاك الشعور الذي إجتاحها لثواني .... إختفى ..
بقيت تتأمل يديها لفتره قبل أن تهمس: لما هو ..؟! لما هو من بين الجميع ..؟!
ضاقت عيناها بحزن وأكملت: لما ناديتُ على أبي بدلاً من أُمي ..؟!

إنتفضت رُعباً جراء صوت عالي صدر بالقُرب منها ..
إلتفتت الى جهة الصوت تقول: يا إلهي ..!! لقد أخافني هذا ..!
تقدمت من جدار المنزل الجانبي حيث الصوت كان قادماً من منزل الجيران على ما تعتقد ..
نظراً الى المكان .. فالصوت قادم من الجار الذي دائماً ما ترى على بابه صبي يقف أغلب الليالي ..
ما الذي يحدث ..؟!
وصلت الى الجدار الذي كان أطول منها .. تلفتت حولها بحثاً عن أي شيء لتصعد فوقه فشاهدت صف من جرّات خزف فيها بعض أنواع النباتات وعلى ما يبدو فلقد أتت هذه الدُفعة ليتم زراعتها ولكن لم يحدث هذا بعد ..
تقدمت منها وصعدت فوق إحداها مُحاولة تجنب إيذاء النبته فإستطاعت الوصول الى نهاية الجدار ..
تمسكت بنهايته ورفعت جسدها قليلاً فعقدت حاجبها عندما رأت لوحةً كبيره مكسورةٌ في منتصف ساحة منزلهم الصغيره ..
ماذا حدث ..؟! لا أحد موجود سوى اللوحة المكسوره ..؟!
تنهدت بعدها تركت الجدار لتنزل ولكن رجلها لم تأتي سوى على طرف الجرة فإختل توازنها وسقطت أرضاً ..
جلست بسرعه فتنهدت براحه عندما لم تنقلب الجرة معها ..
بعدما إطمئنت للتو شعرت ببعض الآلام ..
وقفت ونظرت الى ملابسها ..
عقدت حاجبها تقول: يا إلهي لقد تمزق من عند الصدر نتيجة الإحتكاك بالجدار ..! إنه جديد ..
شعرت بأنها قد تبكي وهي تُكمل: وثمنه كان باهضاً ..!!! أُراهن بإنه أثمن من حياتي حتى ..!

***








7:30 pm

إسترخى على أريكة صالته المتوسطة الحجم بعد أن أحضر لنفسه علبة مشروب غازي والقليل من المأكولات الخفيفه ..
أخذ نفساً عميقاً وفتح دفتره الكبير الخاص بتلخيص مُحاضراته ..
اليوم كانت المُحاضرة تدريبيه وكُل مجموعه قامت بشرح ما أعطاهم إياه الأسبوع الماضي ..
والآن هو يملك ملفاتهم .. قيّم أدائهم اليوم في الصف وبقي الآن يُقيم تحضيرهم ليُعطيهم الدرجة النهائيه ..
قلّب في الملف الأول لبعض الوقت بعدها كتب في دفتره الأخطاء التي إرتكبوها والتي أيضاً لم يكتبوا عنها ..
أخذ الثاني ثُم الثالث وبعده الرابع ..
أخذ بعدها نفساً عميقاً يُريح نفسه فلقد أنهى أربع مجموعات في نصف ساعه ..
وهذا كثير .. لقد تعب حقاً ..
نظر عن يمينه حيث بقي هُناك سبع ملفات أُخرى ..
أمال شفتيه بعدها عاود الإسترخاء وأخذ جهاز التحكم وبدأ يُقلّب بين القنوات ..
أمال شفتيه للحضه بعدها رمى برأسه الى الخلف وأغمض عينيه ..
هو ..... يرغب بالنوم ..
رن الجرس فمط شفتيه وبدى الإنزعاج على وجهه وهو يهمس: لم تمر ثانية على قول رغبتي ..!
تجاهل الرن فهو إما عجوز العماره يطالبه بدفع إيجار الشقة مُقدماً فلقد إعتاد ذلك العجوز على أن يأخذ الإيجار قبل موعده بثلاث أو أربعه وبعض الأحيان عشرة أيام ..
وهذا مُزعج ..
وربما الطارق هو أحد الجيران فلقد إعتادوا الإطمئنان عليه بين فتره وفتره ..
سيتجاهلهم .. لا رغبة لديه بإستقبال أي أحد ..
فهو مشغول كفاية بمشاريع طُلابه التي لا تنتهي ..!
لو الأمر بيده لما أعطاهم مثل هذه الواجبات ولكن لا يمكنه ذلك ..
عقد حاجبه فلقد إنتبه لتوه أن رن الجرس قد توقف ..
يبدو بأنه مل ..
أغمض عينيه مرةً أُخرى ليأخذ غفوةً قصيره ولكن قبل حتى أن يُتم غمض عينيه رن هاتفه ..
لقد ضاق به الأمر ذرعاً بحق ..!!!
إنها مُجرد غفوه فلما يبخلون بها عليه ..؟!
سحب هاتفه ونظر الى الإسم الذي كان / "الغبي جداً" ..
نظر الى الإسم لفتره بعدها ضحك ضحكة تدل على تورطه وهو يهمس: لا تقولوا لي بأنه هو من كان يرن الجرس ..؟!
أخذ نفساً عميقاً وكأنه يستعد لما هو آتٍ بعدها وقف وذهب بإتجاه الباب ..
فتحه ومثلما توقع .. إنه هو أمامه مُباشرةً ..
إبتسم في وجهه يقول: مرحباً ريكس .. مرة فترة لم تطرق فيها جرس منزلي .. متى كان آخر مره ..؟! قبل ثلاثة أشهر ..؟!
أبعده ريكس من أمامه ودخل ..
ترك حذائه عند الباب ومرّ بهذا الممر القصير قبل أن يصل الى الصالة حيث كان يجلس آندرو قبل قليل ..
نظر الى كُل تلك الملفات والدفاتر على الطاوله بعدها إلتفت وجلس على أريكة منفصله ..
دخل آندرو الذي أغلق الباب خلفه وتقدم يقول: تُريد شرب شيء ما ..؟!
هز ريكس رأسه نفياً وهو يقول بهدوء: لما لم ترد على الباب ..؟!
إبتسم آندرو وجلس على الأريكة المُجاوره يقول: ضننته أحد الجيران وأنا بحق منشغل بما فيه الكفايه ..
نظر ريكس الى ملفات الطُلاب لفتره قبل أن يقول: أما زلت مُصراً على مُزاولة التدريس ..؟!
آندرو وهو يُرتب الملفات جانباً: مهنة مُمتعه .. ولقد إعتدتُ عليها بالفعل ..
نظر الى ريكس وغمز مُكملاً: وراتبها جيد بالإضافة لوجود الكثير من الحسناوات هُناك ..
ريكس بهدوء: وهل يعلم أخاك ..؟!
إنقلب وجه آندرو للحضه بعدها عاود النظر الى الملفات وهو يضعها جانباً وأجاب: ليس وكأنه سيهتم .. دعنا لا نتحدث عنه ..
أنهى ترتيبها فإسترخى بعدها يقول: على أية حال ما سبب هذه الزيارة المُفاجئه ..؟!
إبتسم ريكس بشيء من السُخرية يقول: وهل حدث وأن أعطيتُك موعداً ..؟!
ضحك آندرو يقول: نعم نعم مُحق ..
وقف بعدها يقول: لا يُعجبني الوضع .. أخبرني ماذا تُريد أن تشرب ..
ريكس: أي شيء ساخن ..
هز آندرو رأسه وإتجه الى المطبخ ..
خلال دقائق كان قد أنهى تحضير بعض الشاي الأسود وقدم لريكس كوباً قبل أن يأخذ هو كوباً آخراً ويعود للجلوس في مكانه ..
ريكس: لقد تمت سرقتي ..
شرق آندرو في رشفته بعدها نظر الى ريكس يقول: ماذا تقول ..؟!
رشف ريكس الشاي وهو يقول ببرود: لقد تمت سرقتي ..
لم يستطع آندرو أن يستوعب الأمر .. ربما لأنه قالها بشكل مُفاجئ وعرضي ..
هز رأسه وسأل: ماذا تقصد ..؟!
ريكس بنفس البرود: لقد تمت سرقتي .. ألا يُمكنك أن تفهم جملة بسيطه كهذه ..؟! الأطفال يستطيعون ..
إنزعج آندرو لكنه تجاهل سخريته وهو يقول: حسناً فهمت فهمت .. لكن أي سرقه وماذا سُرق ..؟! إشرح لي ..!
ريكس: قبل ساعه وأنا مُتجه الى السياره .. إصطدم بي فتى صغير مُتعمداً فسقطت الأغراض التي كُنتُ أحملها ..
آندرو بدهشه: وما الذي سُرق ..؟! لا تقل لي أنه ملفاً لصفقة ما أو محفضتك أو ....
قاطعه ريكس: بل قلمي ..
بقي ينظر إليه آندرو للحضات ..
مط شفتيه وشعر بالإنزعاج وهو يقول: سُحقاً لك ..!!!
نظر إليه ريكس ببرود فأكمل آندرو: لا تتحدث بمثل هذه الطريقة قط ..!! جعلتني أقلق على لا شيء ..!! كُف عن هذه التصرفات المُزعجه ..!!
ريكس: وهل أصبحت غلطتي الآن ..؟! أنت من ضن الأمر كبيراً ..
صمت للحضه بعدها أكمل: قلمي هذا كان غالي الثمن إن كُنت لا تدري ..
بدأ آندرو بشرب الشاي وهو بحق مُنزعج ..
فهمس: ليته سرق محفضتك أو أوراقاً مُهمه ..
ريكس بهدوء: وهذا ما حيرني ..
عقد آندرو حاجبه ونظر إليه يقول: ماذا تقصد ..؟!
ريكس: لقد سقطت محفضتي بالفعل .. ولكنه أخذ القلم فقط وهرب ..
آندرو بتعجب: لكن لماذا ..؟! اللصوص بالعاده يسرقون الأشياء التي تُفيدهم ..!! هم يسرقون بحثاً عن المال فبماذا قد يفيدهم القلم ..!!
ريكس: أخبرتُك .. إنه غالٍ ..
آندرو بإنزعاج: لا يهم إن كان غالياً أو لا .. الفتى لن يعرف ثمنه .. المُشكلة ....
قاطعه ريكس: القلم أغلى من محتويات المحفضه ..
لم يفهم آندرو وعندما أراد التحدث عقد حاجبه بعدها قال بدهشه: أنت لا تعني .....
ريكس: الفتى لم يسرق القلم إلا وهو يعرف هذا ..
آندرو بعدم تصديق: مُستحيل ..!! إذا هو ليس مُجرماً عادياً ..!! ماذا فعلتَ بعدها ريكس ..؟!
ريكس ببرود: لا شيء ..
إنفعل آندرو يقول: هل تركت الأمر يمضي فحسب ..!!! الفتى يعرف الكثير عنك .. إنه يعرف حتى محتويات محفضتك ..!!! ألا يعني هذا أن الأمر خطير ..؟! لما تركته يهرب هكذا ..؟!! ياله من تصرف أحمق ..
ريكس: وهل أُطارده لأجل قلم ..؟!
آندرو: بل لأجل نفسك ..!! حتى لو كان مُجرد فتى فبالتأكيد خلفه .....
قاطعه ريكس: من الواضح أنه تهديد غير مُباشر .. تهديد بأننا نعرف الكثير عنك حتى أننا نعرف ثمن أشيائك الخاصه ..
إبتسم بخبث وأكمل: لذا هل تُريد مني التصرف بجُبن وخوف وأُلاحق الفتى وكأن تهديدهم أثّر بي ..؟! دعهم يتخبطوا بتخيلاتهم .. دعني أشغل تفكيرهم بتوقعات كـ"هل فهم وتجاهلنا" أو "هل ضنها مُحاولة سرقة عاديه" أو "هل سرقتنا هذه فشلت بتحقيق مُرادها" أو العديد من التوقعات ..
نظر إليه آندرو لفتره بعدها إبتسم وإسترخى في جلسته وهو يقول: دائماً تتفوق عليّ بتفكيرك ..
رشف ريكس آخر قطرة من الكوب وهو يقول: هذا دليل أنك سطحيّ ..
إنزعج آندرو مُجدداً فصديقه هذا لا يستطيع أن يُنهي أي حوار دون أن يتخلله العديد من السُخريات ..
تجاهل الأمر مُجدداً وهو يقول: ومن تعتقد خلف هذا ..؟!
ريكس ببرود: لا أهتم .. ولن أُحاول معرفة من ..
آندرو: لا أرى من الجيد أن تجعل الأمر ينتهي هكذا .. من الأفضل أن تكون مُلمّاً بكُل شيء حتى تستطيع أن ترد لهم أي هجوم قد يحدث من أي نوع كان ..
ريكس: وأُضيّع وقتي عليهم ..؟! أنت لستَ جاداً ..
تنهد آندرو يقول: أُحب ثقتك العالية بنفسك .. وفي نفس الوقت أخافها كثيراً ..
نظر ريكس إليه يقول بهدوء: هيه آندرو ..
عقد آندور حاجبه وبدأ بالقلق من نبرة صوته فقال: ماذا ..؟!
ريكس: حضّر لي كوباً آخر ..

***










10:30 pm

أنهت لتوها تناول طعام العشاء ..
وكالعاده تناولته وحدها دون وجود أي أحد من أهل المنزل ..
لا الأم جينيفر .. ولا أولادها إدريان وريكس وأليان ..
بإستثناء الإسمين الأخيرين الذين لا تُريد مُقابلتهما فلقد تمنت أن تُقابل جينيفر أو إدريان ..
لقد بدأت تشعر بالملل ..
لا .. بل شعرت بالملل حتى كادت أن تنفجر عروقها من شدته ..
صعدت الى غرفتها كالعاده لتُكمل روتين حياتها مُجدداً ..
جلست على السرير وبدأت تُأرجح رجليها وهي تهمس: إن إستمر الوضوع على هذا الحال فسأموت بلا ريب ..! أفضل أن أكون مُشردة في الشوارع على البقاء في المنزل كأميرة محبوسه ..
صمتت لفتره بعدها إبتسمت وهمست: كالأميرة رابونزل ..
وقفت ومشيت في الغرفة وهي تسرح بخيالها: أبقى كُل يوم لمدة ستة عشر عاماً حبيسة هذه القلعة التي لا أبواب لها .. تأتيني المرأة العجوز كُل يوم و .....
ضحكت وهي تتخيل جينيفر تلك المرأة العجوز وأكملت: تمر الأيام ويزداد شغفي للخروج ..
وقفت أمام النافذه ونظرت منها تقول: حتى يأتي اليوم الذي يأتي فيه الأمير الوسيم على ....
توقفت عن تخيالتها وإختفت الإبتسامة عن وجهها وعبست عندما وقعت عينيها على فتى المنزل المُجاور وهو يقف بهدوء في مكانه المُعتاد ..
سحُقاً .. لقد أفسد عليها تخيلها ..
إلتفتت وعاودت الجلوس على السرير وأرجحت قدميها مُجدداً تقول: إستيقضي أنتِ الأُخرى .. الملل فعل بك الكثير لذا توقفي ..
بدأت تنخفض سرعة أرجحتها لقدمها حتى توقفت تماماً وهي تنظر إليهما بهدوء تام ..
نعم ... لقد نسيت هذا ..
الأمر الذي أشغل تفكيرها كثيراً وهي في المشفى ..
وضعت يدها على رُكبتها وهمست: لقد صدمتني السياره عندما كُنتُ على كُرسي مُتحرك .. هذا ما قالوه لي .. والعجيب أن الطبيب أخبرني بأن قدمي لم تتعرض للكسر خلال السنة الأخيرة على الأقل .. إن كان سبب جلوسي على الكُرسي هو الكسر فهذا مُستحيل فالطبيب أخبرني بأن قدمي لم تُكسر .. وإن كان سبب جلوسي على الكُرسي هو الشلل فإذا من المُفترض أن أكون مشلولة حتى الآن .. فإذاً .... لما كُنت على كُرسي متحرك في حين أني لا أحتاج إليه مُطلقاً ..!! لا يُمكنني أن أفهم ..
وقفت وإتجهت الى المرآه ..
نظرت الى إنعكاس وجهها وهي تهمس: ما الذي كان يحدث لي قبل أن أفقد ذاكرتي ..؟!
بقيت تتأمل نفسها لفتره بعينين حزينتين قبل أن تتسع هذه العينين من الدهشه ..
تقدمت أكثر من المرآه وهي لا تُصدق ما تراه ..
مدت يدها وأعادت شعرها كُله الى الخلف ..
نعم .. لم تُلاحظ هذا فآخر مره وقفت لتتأمل وجهها كان قبل إسبوع تقريباً ..
شعرها .. بالأحرى منابت شعرها ..
إن لونه أشقر ..!!
شعرها لونه بُني محروق .. ولكن ... منابت شعرها الآن ..
باللون الأشقر ..!!
هزت رأسها نفياً وهي تهمس: ما معنى هذا ..؟!
الأمر لا يحتاج لتفكير أبداً ..
فهو واضح .. تماماً ..
شعرها في الحقيقة هو أشقر اللون ..
ولكنها قبل أن تُصدم قامت بصبغه باللون البُني ..
لكن لما ..؟!
اللون الأشقر يبدو جميلاً فلما قامت بتغييره الى لون مُمل كاللون البُني ..؟!
هي لا تفهم .. مُطلقاً ..!




- PART END-






 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:46 PM

رد مع اقتباس