عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2023, 04:01 AM   #22
imaginary light
ذهبية | مشرفة مميزة


الصورة الرمزية imaginary light
imaginary light غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 80
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 20,667 [ + ]
 التقييم :  84123
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 5 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



رشق الشّابّة القاتمة بلمحة لم تفت المقاتلَ الصّامتَ أو تفُتها,
إذ ردّت بنظرات اشمئزاز, و كادت تدمدم رفضها لمهزلة كهذه,
لكنّها لجمت أيّ كلمة أو حركة
كما حبس الجميع أنفاسهم
بفعل ...بصقة!
مسح "ه" جانب ذقنه, نظر بحقد إلى المقاتل اللا هيّاب يتحدّاه...
العينان و المسلك ينطقان
من يحتاج صوتًا؟!
إذ خلع الشّاب ساترَ جذعه, جاثيًا على ركبة, بعد أن رمى السّوط في وجهِ "ه"
الذي ترك العنان لجحيم غضبه,
فراح يجلد الظّهرَ الحاسر, يمينا شمالًا بلا هوادة,
يستحثّ الدّماء على التناثر لآلئَ قرمزيّة متمرّدة, تزيد وحشيّتَه هياجًا...
حتى أُمسِكت يده بشدّة, و تكلّم المتصدّي برصانة:
-أنت تتعدّى على تابعي...ماذا فعل؟
نكت "ه " يده, من قبضة الرّجل الذي يوازيه المكانة.
-بصق في وجهي....علّم أغراركَ شيئًا من الأدب, "سو"
نظر المذكور بصدمة متسلّية ناحية تابعه الذي لا زال في موضعه,
متعرّقًا لاهثًا مطبق الشّفتين,مكابرًا على حزوز الوجع الحارقة.
تبسّم "سو" بشيء من الشّماتة, حين أومأ "س" توكيدَ تهمتِه.
-سأوبّخه لا عليك ...لمَ فعل هذ على أيّ حال؟
- يفترض ألّا تهتمّ بمعرفة سبب إهانته لأخيك الكبير!
صاح "ه" غاضبًا, فأجاب "سو" بملل حكيم أرهقَه جهل غيره
-حسنًا...كما تشاء...
زالت شحنات الجوّ بمغادرة حاكم الجناح الأيمن,
فالتفت حاكم الجناح الأيسر نحو "س "من جديد:
-لمَ؟
أومأ له ببعض الاشارات, فعلّق "سو" باسمًا:
-أظنّني فهمت...عينا أخي زائغة و تمنّيتَ فقأهما...هذا ما عنيته بإصبعيك ها؟
ضحك بملء القلب لدى إيماءة "س" بتأييد بديهي.
-الوحيد الذي تجرّأ على "الإجهار" بكون أخي بصباص...
اتّجه بالحديث إلى من يعرف أنّها محطّ اهتما شقيقه:
-"م"...لطالما أخبرتك أن تتركي الجناح الأيمن و تنضمّي لي,
- لا زلت عند رأيي...أيسر كان الجناح أم أيمن...سيان. لا أثق بأيّ منكما..-
بدأ الحشد بالانفضاض لدى مضيّها, بينما قال "أو" وهو يرافقها:
-هيه "م"...أخيرًا عُثِر على ندّ لكِ! ألا يستحقّ منكِ نظرة شكر بعد ما فعل,
أو عطف على الأقل؟
ألقت عليه بلمحة , لاقت نظرته الخاطفة نحوها, قبل أن يتباعد بالاتّجاه المغاير,
أَنوفًا لا تهزّه الآلام.
-و هل يحتاج العطفَ من كان ندًّا لي؟
رباطة جأشها مقنعة تمامًا,
لذا لم يتوقّع أحد تسلّلها إلى مهجع الجناح الأيسر,
لتعثر على الباب الموارب, الذي انحسر عن ذلك البدن الملقى بدمائه,
ظهره لأعلى , وجنته تتوسّد الأرض...
حتّى أنّه لم يعبأ بإقفال الباب ولا التمدّد على السّرير.
هبطت عند رأسه, مادّة ذراعيها ...و لأوّل مرّة من زمان, حرّرت من روحِها موجات رائقات, تهادَين ما بين كفيها و لوحَي كتفيه.
تماسكت...حاولت الاسترخاء أكثر فأكثر...علاج ...فقط علاج...
حين أوقفت دفقَ الطّاقة راحت تتأمّله...
مسحت على شعره و الدّموع تنساب أخيرا
إذ أجهشت ببكاء مكتوم موجوع ,
مالبثت أن ابتلعت أنفاسها الحَرّى و انسحبت متهالكة قبل أن يُفتَضح أمرها.
في لحظات نادرة
قد يفقد ثابتُ النُّهى ثباتَه و نباهته ...
فيض مشاعرها أغفلَها عن وعيه الذي لم يكن معدومًا تمامًا,
حيث ظلّ من السّكون أهدأ لدى حضورها.
عندما رحلت رَنا نحوَ الباب ملاحقًا ذيل إزارها,
بتعاطف و أشياء أخرى كثيرة


||مَن ينسب أسلوبي أو أيًّا مِن مؤلَّفاتي لنفسه غيرُ مبريّ الذّمّة||


 
 توقيع : imaginary light


“إنّ الـفـكـــرة الـنّـبـيلــة
غـالـبــًا لا تحـــتــاج للــفهـم
بـــل تحــتـــاج للإحــــســــاس”
~


imaginary light/ zenobya

التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 07-14-2023 الساعة 12:05 AM

رد مع اقتباس