06-18-2020, 07:15 AM
|
#43
|
لا تحصروني في سطر واقرأوا القصيدة كاملة.
The song of Tragedy
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 182
|
تاريخ التسجيل : Mar 2020
|
المشاركات :
18,171 [
+
] |
التقييم : 8117
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Black
|
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
|
وحين يتعاظم شعورك بقلَق الحياة، ستتملّكك الرغبة في العثور
على مكان وادعٍ تستقر فيه، لكنّك ستدرك أن الحياة شاقّةٌ حيثما حلَلت،
وعندها يولدُ فيك الشِّعر والفنّ.
نعم، إنّ بوسع قصيدةٍ أو لوحةٍ أن تطرد كلَّ ضجرٍ من هذا
العالم، حيث يصعبُ العيش. فهي تعرض أمام عينيكَ عالمًا من
الجمال، وكذا تفعل الموسيقى والنّحت. وعلى وجه الدقة، لا حاجة
إلى تقديم هذا العالم من خلال الفنّ، إذ يكفي أن تتأمّله مباشرةً كي
تعثر على قصيدةٍ حيّة، ونبع من غناء. لا حاجة إلى أن تخطّ أفكارك
على الورق، فصوت البلّور يرنّ أصلاً في القلب، ولا حاجة إلى أنْ
تسكب ألوانك على قماش اللوحة، فأطياف العالم وألوانه الكثيرة
تلمع أصلاً في عينك الباطنيّة. يكفي أن نكون قادرين على تأمّل
المكان الذي نحيا فيه، وعلى أن نلتقط بكاميرا القلب المرهف صورَ
البراءة والصّفاء في عالمنا الملّوث هذا. وعليه، فإنّ شاعرًا مجهولاً لم
يكتب بيتًا واحدًا، أو رسّامًا غامضًا لم يرسم لوحةً واحدة، لأَسْعَدُ
من صاحب ملايين أو أميرٍ، بل ومن مشاهير العالم المبتذل كافّةً، ذلك
لأنّهما قادران على رؤية الحياة الإنسانية بعين الفنّان ولأنّ بوسعهما
التحرّر من كلّ انشغال، والدخول في عالم النقاء، وتشييد عالم فريد،
والتخلّص من قيود الأنانيّة.
|
|
ألم أقل لك في أول لقاءٍ بيننا، أنا ثعبان صاحب دم بارد ليس له
مشاعر، يدور حول المكان ويبتلع كل ماهو شهي، ذلك هو أنا.
|