عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2022, 09:18 AM   #2
DEX
عضو مكانه في القلب


الصورة الرمزية DEX
DEX غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6139
 تاريخ التسجيل :  Oct 2021
 المشاركات : 18,243 [ + ]
 التقييم :  46627
لوني المفضل : Midnightblue
شكراً: 0
تم شكره 20 مرة في 7 مشاركة

مشاهدة أوسمتي













سيبويه هو عمرو بن عثمان بن قنبر من بلاد فارس، عالم من علماء النحو،
اهتم بتعلم الفقه والحديث لمدّة ثمّ انصرف إلى تعلم اللغة العربيّة فأتقنها وأبدع فيها،
وقد أملى عليه حماد بن سلمة، وأخذ علوم النحو من عيسى بن عمر، ويونس بن حبيب، وأبي الخطاب الأخفش الكبير، والخليل،
وقد أبدع في علوم اللغة حتى صار علماً من أعلامها وحجة، وله كتاب في النحو يعدّ معجزة لا مثيل لها.






تعود أصول سيبويه الى البيضاء وهي مدينة من مدن فارس سُميّت بذلك لاحتوائها على قلعة بيضاء فيها كانت تظهر عن بُعد،
وهي أكبر مدينة في إصطخر، لكنّ سيبويه نشأ في مدينة البصرة حيث هاجر أهله، وهي من حواضر المدن الإسلاميّة،
فقد اعتاد الناس في تلك الفترة الهجرة إلى تلك الحواضر أي المدن الكبيرة أو العواصم،
حيث إنّ مدن العراق بغداد والبصرة والكوفة أقرب إلى بلاد فارس فكانت الهجرة إليها أكبر،
وكانت مدينة البصرة التي بُنيت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أقربهنّ،
وقد شيّدت قبل مدينة الكوفة بستة أشهر عام أربعة عشر هجرية.
لم يستطع المؤرخون معرفة ولا تحديد تاريخ مولد سيبويه، لكنهم استطاعوا حساب ذلك بشكل تقريبي،
فقد ذكر ياقوت في كتابه "معجم البلدان" أنّ عيسى بن عمر الثقفي كان أول أساتذة سيبويه،
وقد أجمع المؤرخون على أنّ هذا الأخير قد توفي سنة مئة وتسع وأربعين،
لذا من غير المعقول بأن يكون سيبويه قد بدأ بتلقّي العلم قبل بلوغه سن الرشد أي الرابعة عشر من عمره،
فيكون حساب ذلك بأنّ ميلاد سيبويه في العام مئة وخمسة وثلاثين.






لم يرد في كتب التاريخ أي شيء يدلّ على أنّه كان لسيبويه زوجة وأولاد،
فمن المرجح أنّه لم يتزوج بل وهب نفسه وحياته للعلم والتعليم،
ولم يكن له أقارب غير أخٍ واحدٍ كان مقرب له كثيرًا،
ومما دلّ على ذلك تلك الروايات التي تتحدث عن مرضه،
فقد مرض مرضاً شديداً وفي الرواية أنّه كان يضع رأسه في حضن أخيه
فسالت عبرات الشفقة من عيون أخيه وسقطت على وجهه،
فلما شعر بها نظر إلى أخيه قائلاً:
" أُخيَّينِ كنَّا، فرَّقَ الدهرُ بينَنا إلى الأَمدِ الأَقْصى، وَمَن يَأْمَن الدَّهْرا "







هاجر سيبويه مع أهله من بلاد فارس إلى البصرة كما سبق وذكرنا،
فكان يحيا في أرجائها يطلب العلم ويبني لنفسه مجداً خالداً، وكان الحديث من أول ما يدرِِّس العلماء فأعجبه ذلك،
فصحب الفقهاء وأهل الحديث، وكان يستملي الحديث على حماد بن سلمة،
ويروي حماد أنّه جاء إليه سيبويه مع قومٍ يكتبون شيئاً من الحديث،
قال حمّاد: فكان فيما أمليت ذكر الصفا، فقلت صعد رسول الله عليه وسلم الصفا، وكان هو الذي يستمل،
فقال صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفاء، فقلت يا فارسي لا تقل الصفاء لأنّ الصفا مقصور،
فلما فرغ من مجلسه، كسر القلم وقال: لا أكتب شيئاً حتى أتقن العربية،
فلزم الخليل، وفي رواية مجالس العلماء للزجاجي أنّه لزم مجلس الأخفش مع يعقوب والخليل وسائر النحويين.












 

رد مع اقتباس