عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2020, 10:05 AM   #3
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي














إحـــــــــــــــــــتراق الشُمـــــــــــــــــــــــوع







بسم الله الرٓحمن الرحيم

السٓلام عليكم و رٓحمة الله و بٓركاتة :$ .

أسعد الله مٓسائكُم بكل خير …شٓخباركم ان شاء الله كِل امُوركم تٓمام ؟
شُكراً لكم من القلب عٓلى مُتابعة روايتي و على تٓعليقاتٓكم الي تبهجِني في كُل مره!
في هذا الفصل سيتكشف السِتار عن بعض الشخصيات و ايضاً ستتضح بعض الاحداث !
بتدخل شخصيات بيكون لٓها اثر كبير في سير احداث الرواية …
بعض الشخصيات ما كتبتها في هــذا البارت لأن هنا شخصيات أخرى أريد ان أعطيها
نصيبها في ظُهورهــا
و شكر خاص لـ " نواره" على مشاركتي كِتابه محبوبتي [ إحتراق] !
تواجد حروفها هُنا شرف كٓبير لي و مشاركتي في كمية المشاعر الي احس فيها
البارت هٓذا مليـئ بالأحِداث حاولت أطوله قٓد مٓا أقدر

… مُفــــــاجئتـــــــي لِكــــم …
طرحت في الاسبوع الي فات متى حابين ننزل البارت !؟
الاغلب صوت لبــارت طويل في يوم بالأسبوع و بإذن الله يكون السبت

لـــكـــن !
سألتزم بإتفاقنا و بنفس الوقت كل ما سمح لي إني انزل بارتين ولو احداهم
قصير … ابداً مارح اتردد ، انتم غالين عندي :$ .

ملاحظة مهمه جداً : ركزوا على المداخل كثيييرررر * تغمز لكم بشقاوة* :$ ! .
ربي يوفقنِيْ لما يُحبْ ويرضى . . وأتمنى ماخيّب ظن أحدْ

أنا مازلت قارئة وهاوية وأتمنى ترشدُوني لأخطائي إن وجدت " رحم الله أمرىء أهدى إليّ عيُوبي "!






الشٓمــــــــعة الثٓـــــــــانية



ياذا الظلام اللي حواني من سنين
............. لابد مايظهر على دربي النور
مهما شربت المر والغدر والبين
...... والظلم والتجريح والغبن والجور
يبقى ثباتي لين ما احوز تمكين
...... دليل صبري في متاهات وابحور




المدخلِ يٓتحدث عٓن أحدهِم ()* .





إيــطاليــا ، مِــيــلانُــــو


ضمت جسمها النحيل بيدينها تحميه من لسعات الرياح الباردة …زفرت بتعب و إرهاق وهي صارلها واقفه في مكانها حدود الأربعين دقيقة ! … يمرون الناس من جنبها ولا فكر احد يلتفت لها و بعضهم يتعمد يصقعها عشان يرمي عليها الشتائم البذيئه ! .
هو أمرها تجمع 100 يورو ! ( تتسول) .
بس هي واقفه مكانها ساكنه … ما تقدر ! .
كرامتها ما تسمح لها و بنفس فيها خوف لو لحقها و مسكها و سأل عن الفلوس ؟! … بتنام وهو مخليها حاضنة السوط بعد ما يعذبها فيه ! .

تنفست بعمق وقررت تتحرك من مكانها …مشت مسافة بسيطة وما حست نفسها الا قدام حديقة مخصصة للأطفال … حركت البوابه الحديدية بيد مرتجفة! … تقدمت بخطوات بسيطة ناحية المقعد الخشبي المتأكل مع الغبار و المطر … جلست عليه وحست ببرودة تلسع جسمها … زفرت بتعب وهي تتمتم بكلمات مشجعه نفسها بالإيطالية .

- [ لا بأس جيلان دعواتك لـرب سوف تستجاب غداً ].

تسلسلت أناملها النحيله لتمسك بالقلادة الذهبية المحوطه رقبتها تحمل علامة (الصليب) ! …تأملت المكان الشبه مظلم بعينين فيروزيتين ذابلتين ! …مررت كف يدها على وجهها بمحاولة تمسح فيها اثار التعب و الأرهاق ! … عفست ملامحها بألم لما حست بتقلصات و وخز في معدتها ! … بسبب الجوع! ، تحاول تتذكر متى اخر مره اكلت …تظن امس ؟ ، لا ممكن اليوم الصبح ! …ماتذكر … أستقامت لما حست ان نفسها هدت بجلوسها في هذا المكان ، الحين لازم ترجع و تتلقى العقاب ! .
استدارت عشان تطلع خارج اسوار الحديقة …لكن اصطدمت عيونها مع زوج العيون العسليه الواقف بمسافة قريبه منها …حست بهيبته و وقاره من قامته الطويلة و وقفته الواثقة …نظراته الي ماعرفت تفسرها!؟ …مزيج من الغرور و الغموض ! …كان يحدق فيها بصمت ونظراته مركزة عليها ولا شيئ اخر ! .
نزلت عيونها لما راودتها عدت افكار (بشعة عنه!) مشت بخطوات سريعة و تجاوزته … تغلغل لأنفها رائحه غريبه بس اعجبتها ! …تحس انها سيطرت على خلايا دماغها و إمتلئئ داخلها فيها …نفضت من رأسها كل الأفكار و تمتمت بينها وبين نفسها .

- [ حتى رائحته مُرعبة! ]

بينما هُــو …

كان ساكن مكانه حتى لما مرت من جنبه … تقدم ناحية الكرسي الي كانت جالسه عليه وجلس ! … و سرح بأفكاره لـبعيد …لـــبعيــــد جداً ! .

لــــــــويـــــن بيـــــــــــوصـــــــــل !؟ .


،


السعوديـــة ، الــــريــــاض .

… صٓباح جديد …

الكل في حالة نشاط و حيوية … اليوم السبت تعودوا أفراد العائلة يجتمعون في بيت (ابو فيصل) لـوجبة الإفطار … عادة معروفة عند الجميع ولا في عذر عشان احد يتخلف عن الحضىور ! .

عند الحــريم

كانت ام فيصل مستقبلتهم في المجلس و تظيفهم و تقهويهم بنفسها …قامت معها ام عزام وهي تاخذ منها الدلة :

- الله يهديك يا ام فيصل محنا غرب ولا له داعي الكلافه

ابتسمت لها ام فيصل وردت بود:
- مافيه اي كلافه ننبسط حنا و ينبسطون البنات بعد

نقلت عيونها لزاوية المجلس وهي تتأمل بنات اخوان زوجها … معالي و وبنتها إيلاف جالسين يسولفون مع بعض و العنود بين فتره و الثانيه تشاركهم الكلام … ثبتت نظراتها على الي جالسه بعيده عنهم و حاطه رجل على رجل تطقطق بالجوال ولا هامها احد ! … ناظرت لبسها بإزدراء الي يكشف تفاصيل جسمها اكثر من انه يستر ! … دايماً كانوا عائله اهل رجلها ناس تعرف دينها و حدودها حتى ولو ماكانوا ملتزمين بشكل الكامل و تخالف زوجها في عادات كثير ! … مثل ان البنات يكشفون على عيال عمهم …هي انسانه مصليه و مسميه و عندها الدين خط احمر مهما اخذهم الترف و التطور …تحاول تفهم بتتها ذا الشي حتى ولو كان الكل يخالفها و زوجها اولهم … مطمنها ان بنتها مصاحبه معالي اكثر من بنات (ام كايد) رسل و العنود … ام عزام توافقها الرأي حتى ولو ماكان المقصد واحد بس يشتركون بـ هذا الشي ! … ام عزام من مبدأ انها ماتبي العيال يشوفون بنتها كـ ( أخت ) لهم بالرغم ان عزام ولدها على كلام ولدها فيصل متشدد بـ ذا الشي طالع على عمهم خالد (ابو نايف) الله يرحمه ماكان يرضى بـ ذا الشي ! ولو ماكان ظاهر للكل ، بس بطبيعه زوجها و علاقتهم الحلوه مع بعض كان يشاركها بكل شي حتى بأدق التفاصيل بينه و بين اخوانه ! … بعدت عينها عن رسل الي انتبهت لها بالمثل و ابتسمت ابتسامه مزيفة و رجعت لجوالها … الله يكفيهم شرها حاسة بعدم ارتياح ناحيتها ! …تقدمت ناحية الإمرأةالثلاثينة الجالسة بأحد الزاويا بهدوئها و شارده :

- تواصيف ، فنجانك ما تقهويتي !؟ .

فاقت من شرودها و توها تحس ان الفنجان الي بيدها برد بعد ما كان حار … ابتسمت بشحوب و همست وهي تحط الفنجان على الطاولة الرخامية السوداء الي قدامها :

- مشكوره … بس والله !


ابتسمت لها ام فيصل بود و كملت تصب للباقين … اما هي عادت بشرودها لذاك البعيد و البعــيد جداً ! ، سماء وحده تجمعهم ، لكن !
ألف حاجز بينهم
ألف جدار و ألف بوابة و ألف زنزانة !

حست بغصة تعلق بحلقها و عيونها تحرقها … كل هذا و تعابيرها جامده
لأنــــها أعتــادت الجُمــود وسطهم !
تنفست بعمق و رمشت اكثر من مره تمنع دموعها تتمرد اكثر … قلبها يوجعها و يوجعها بــقوة !
ولدهــــا …
من لحمها و دمــــهــا
كيف ما يبونها تعلن الحداد على نفســها و على حياتها !؟
هي يومياً تنازع روحهــا لا تطلع من جٓسدها … لأيام كانت تفز من لهفة الشوق و الفقد !
تحس و كأن ابواب الدنيا تسكرت بوجهها من بعده … كل الاماكن و الاشياء تذكرها فيه
بدال الفرحه سارت مصدر وجع ينهش روحهـا
و يبعثـرها لبقايا تستنجد فيها تقويها و تقومها من جديد … عشان تجابهم
لأن من يوم ما انحنى وركع ولدها بين ايدين الضباط قدام اخوانها … هــــي أنكســـــــرت !
ولا عــــاد لملمت أشلائهـــا من جديد !





قربت من عند بنت عمها و همست :
- عمتي تواصيف تخــرع !

لفت عليها وهمست بإزدراء :
- إيــــــــــلاف و بعدين. !!

تحلطمت إيلاف ورجعت تطقطق بجوالها و ماهي ثواني الا و بدت من جديد:
- لولي مرا ملل ايش نسوي !؟ … نودي عندها انترفيو العصر و … "ناظرت رسل بطرف عينها و كشرت" مستحيل اصاحب ذي !

نهرتها معالي للمره الثانيه :
- إيـــــــــــــلاف !

تأففت إيلاف ومدت لها لسانها بقهر :
- وانت من ساعه ماعندك غير ايلاف و ايلاف ياخي كرهتيني بأسمــي!!

لفت عنها معالي وضحكت ضكحة ناعمه و قالت لها بعتب ناصح:
- بطلي حكي عن الناس و انشغلي بنفسك و رسل بنت عمك ترا ماهي شخص غريب عشان كل ذي العداوه !

فتحت عيونها بصدمه وهي تشوف ايلاف حاطه يدينها على أذونها و تبتسم لها بشقاوة …صرخت معالي صرخه واطيه وقالت بقهر:
- الشرهه على الي ينصحك يا زفت !

ضحكت ايلاف بإستمتاع على وجه معالي المعصب و جلست تحوس حولها. و تسوي حركات غبيه عشان تراضيها لأنها زعلت منها …و بعد محاولات رضت لكن اجبرتها تسمع نصايحها مثل كل مره
اما هي تسمعها بدون اهتمام لأي حرف ولا كأنها تقول شي ! .

قاطعتها فجأه :
- امشي خلينا نطلع للحديقة !

عطتها معالي نظرة حقد لأنها قاطعت كلامها لها ، تنفست بعمق و قامت معها … تعرف إيلاف عنيده ومالها الا الي براسها بس هي أعند ولو شافت عليها أي حركه بترجع تنصحها بكل حب و أهتمام لأنها ما ترضى على الي تحبهم بأي شي ممكن يضرهم ! … أبتسمت يوم.طرا في بالها نِصفها الثاني !

" العــــزمـــي! "

توائمها !
عزام الفيصل …ماشافته اليوم ، ميلت فمها بإستياء وهي تتذكر حركاته في الايام الأخيرة … نـــــــــار !
ذي الكلمة أقرب وصف لطبعه الحاد ذي الفترة ، تحس ان في شي مضايقه و ومضايقها هي بعد !
كل ما اقبل قدامها " بصورة سريعه " كان يبان انه شايل مصيبه معه من ملامح وجهه المعصبة و تقطيبت حواجبه … كل ما وقفت قدامه أستلمها صراخ و هواش و كلام لاذع و يختمها بجملته … "انا مو بزر تلاحقين وراي! " … يزعلها !
بس هِـــــــي !؟
تتخذ السكوت و الهدوء درع لها في مجابهت لٓهيب ناره !
تنهدت بعمق و هي تشوف إيلاف لاهيه بجوالها تلعب "ببجي" ولا هامها أحد مطنشه الحياة كلها وراها …تتمنى تكون مثلها غارقة في دنيتها و ماخذه الحياة ببساطه ، بس كيف !؟


وهي الغـــــــارقة بتفاصــــــــــــل لحــــد النُخـــــاع


استغفرت ربها و حمدته … ذكرت نفسها ان في ناس محرومين حتى من نعمه العٓقل وهي جالسه تتذمر لأن ربي عطاها كامل الصحه و العافيه … عفست ملامحها بإنزعاج على صرخة إيلاف بعدها تبعتها سيل من سب و اللعن ! :

- يقــٓطع بليســٓكم يـ كـ…… انا اوريكم شغلكم !

وكملت بمصطلحات اللعبة العجيبة و الغريبة و الي تعتبر سخافة بالنسبة لمعالي ! … ابتسمت و هي تشوف السحب البيضاء متكونه على بعضها في السماء الزرقاء الصافية … اخذت شهيق وهي تملأ رئتها بهواء الحديقة المنعش المختلط فيه رائحه الزهور مع الأعشاب المبلله من الرشاشات الزراعية ! .
تسندت على الكرسي و غمضت عيونها بإسترخاء شديد جداً تحاول تشحن فيه طاقتها و تستعيد نشاطها لأن قدامها يوم طويــل جداً … جت عندهم احد المساعدات عشان تناديهم لأن الفطور جهز … ابتسمت لها معالي و شكرتها برقة … بادلتها المساعده الأبتسامة و راحت تكمل شغلها … اما ايلاف قامت بدون اهتمام ، ناظرتها معالي و في خاطرها تأنب بنت عمها على تصرفاتها بس ذكرت نفسها ان الناس تختلف و هي مو مفروض تحاسب كل شخص على ردات فعله و كلامه ! … قاموا الثنتين متوجهين لداخل و كل شخص من المتواجدين جلس بمكانه المحفوظ من سنين ! … رفعت عيونها و تأملت وجوه الموجودين …من امها الغارقة بالسوالف مع أم فيصل … لعمتها تواصيف ! … حست بألم و تعاطف مع هاذي العمه … تعاني و تصارع لوحدها … الكل عارف السبب بس الكل متجاهل ! .


ظُــــلـــــــم !


ومتأكده من ذا الشي …متأكده مثل حفظها لطريقة نُطق حروف أسمها !

عٓمتها و ولد عمتها … هم مُجرد ضحايا هفوات أنانيه … و أحترقواً من لهيب هـاذي الهفوات بدون أي رحمه من إلي أشعل هذا الحريق المحاطين فيه من البدايه … و الي دخلوا وسطه بدون إرادة منهم ! .

تلاقت عيونها البنية مع عيون عمتها المحدقة فيها بهدوء مُهيب !
العيون تحكي يا بشر … و الي بعيون عمتها فوق الحكي !؟

قاطعهم ظهور أحد المساعدات وهي تصف أكواب الشاي على الطاولة و الي حجبت عنهم رؤيه بعض ! .

حالما وخرت المساعدة رجعت معالي تناظر عمتها لكن شافتها غــارقــة بدوامتهـــا من جديد ! .


،


فـــي المٓـــساء .

صرخت بحنق على أختها :

- رُسل ! ، والله لا اعلم عليك أبوي !

ألتفت عليها رسل و تأففت :

- عنيد تراك أقرفتيني !!

تقدمت منها اختها و قالت بعتاب :

- الحين لأني ادور مصلحتك آقرفتك ! ، قسم بالله ان درا عنك ابوي بيدفنا بمكانا ! …هو حذرك قالك بالحرف الواحد رسل مافي طلعه ! .

ردت عليها بنبره متمرده تعكس شخصيتها العاشقة لكسر القيود و تجاوز الخطوط التي وضعت لهم :
- العنود ! ، إلى متى و أحنا على هذا الحال !! … احنا بنات الفيصل إلي الكل يتمنى يكون بيننا شوفي حالتنا كيف ! ، لا طلعات ولا روحات ولا جيات مثل الخلق! .

شهقت العنود بصدمه من كلام اختها و قالت بأستنكار :
- يا الجاحدة !! ، توك قبل امس رحتي لزواج خويتك من ورا أبوي و قبله طالعه في الليل لكوفي مع خوياتك في الجامعة و قبله مع امي "عطتها نظرة ذات مغزى" و الخافي أعظم يا رسل ! .

تشتت رسل من كلمات و نظرة أختها الأخيرة هي تعرف انها تعلم عنها و عن خرابها !
لكن لن تجرؤ العنود على فضحها !

قاطعهم دخول امهم المفاجئ المتزينة بشكل كامل و لابسة "جلابية" فخمة الوانها ما بين السكري و التركوازي و كعب قصير يتناسب مع لبسها و مكياجها الصارخ ! .

- جالسة ادوركم سارلي ساعه ! ، ماشفتوا كايد؟ !
- لا ماما .

ردت العنود بأختصار شديد جداً … هي ماتحب تحتك بأمها كثير لآن نهاية حديثهم تنتهي بتجريح امها لها و تفضيل رسل عليها و ختمها بـ النميمة على عائلة عمها عبدالله ! .
تقدمت أم كايد ناحية رسل تسمي عليها و تتأكد من كشختها لأبعد حد .

- بسم الله عليك طالعه قمر بتغطين عليهم حبيبتي !

ثم التفتت على العنود و شهقت ثم تكلمت بعصبية مبالغ فيها :

- انتي ايش لابسة ! انا كم مره قلت لك لا تتمشي لي في البيت بخلاقينك ذي! … يالله ذي البنت بتجلطني ، اكيد طالعه على ابوك ما منك رجا ! … و بعدين مو انا قلت لك تجهزي عشان تروحي مع رُسل ؟

ردت العنود بأدب وهي مطأطأة رأسها تداري غصتها :

- المره الجايه ماما .

تأففت ام كايد و كشت عليها:

- مالت عليك بس !

اكتفت هي بسكوت و الانسحاب بهدوء من الغرفة و توصيات امها لرسل تتردد على مسامعها …نفاق!…و كذب!… انتهى بضياعها هي ! .
هاذي حالتها وسط عائلتها المتشتته !!
تنهدت من قلب و ركضت ناحية غرفتها … انسدحت على سريرها و مسكت الاب توب وشغلت حلقه من مسلسلها و جلست تتابعها بتركيز عميق جداً … سحبت النوت و القلم المحطوط على الكومودينة و فتحت صفحة جديدة و بدأت تسجل ملاحظاتها على السيناريو !
تشغل نفسها بأي شي … تافه او مهم ، اهم شي عندها تتناسى الحزن الي خيم على قلبها من امها و اختها ! .
تمنت ان كايد يكون موجود بس وين !؟
وهو 24 طالع برا البيت و يالله تشوفه … كان ممكن تتونس معه و تغير جو !
و يــــدافــــع عٓنــــها ، طول عمرها متخبيه ورا ظهره في أغلب الأمور … تعتمد عليه بكل شي
وان كان كايد مو موجود … هي ولا شي بدونه !



،



عُـــــــــــــــتــــــمــــــــتــــي !!


فتحت عيوني على أصوات مُختلطه مابين تصقيع و خربشه و هٓمسات !
داهمتني رائحة المعقمات القوية و ريحــه أخرى أعرفها من ظهر قٓلب … عِيادة السجن !
حركت بؤبؤ عيني بعشوائيه حول المكان وماكنت اشوف الا نور ابيض متوجه نحو عيني بدون رٓحمه … حسيت بحرقان و أعصاب عيني مشدوده!
رمشت اكثر من مره وانا اعرف ان الحركة ما منها فايده !
لأنـــي مُقيــــد بأصفادهم الصدأه مثل قُلوبهم المتحجره !
بعد ثواني حسيت ان الحرقان يخف … عقدت حواجبي وانا احاول اتذكر ايش اخر شي صار !؟

لكــــن !

إنهل عٓلـــــي وجع مميت !


حسيت خلايا جسمي تناجي طالبه التخفيف عن الألم !
سرت رجفه بجسمي لما ضغط الدكتور على ساقي اليمنى بقوه و كأنه قاصد تٓعذيبي … قال بنبره أسف مصطنعه :

- شكل مفعول البنــج خٓلص !

و أبتسم بحقاره و نظراته المستهزئه و المتشمتته ما فارقته لثانيه … انحنيت للجه اليمنى وانا اشوف مجموعه الأنبولات و الأبر المصفوفه فوق الصينيه المعدنيه … اتسعت عيوني بصدمه وانا اشوفه حاط إبرة البنج لكن السائل ما زال داخلها … التفت له و ناظرته بقوه و حده !
الحقير متعمد يذلني
بس يخسى الا هو و أشكاله !
مو هو الي يخليني أنحني … مو امثاله من المُجرمين الي يخلوني انكسر!
جتني ضحكة سُخرية على حٓالي
وانت إيش ، مو مجرم !
مو اسمك سبقة كلمة " مُجرم" … من عضو إستخباراتي في المباحث لـ خاين ومزعزع أمن دولة ! .
حسيت برجفة قهر تسري بأوصالي

وجــــــع !
وجــــع !
وجـــــــــع !

لإي حد بوصل ؟
لإي إحساس و شعور؟
حتى الكلمات ماعاد توصف … و ممكن ماعاد في شعور بعد !
تنفست يقهر أستوطن قلبي و زادت رجفتي بس ما أدري هل من الألم الجسدي أو النفسي !
وقبل ما أغفيد بعتمتي سمعت صرخة الدكتور :

- جيبوا ابره انسولين بسرعه!! .

ودخلت في نــوبه الا شعور !.


،


إيـــــــطاليــــا - ميــــــــلانـــــو



- دخل الشقـة قبل شوي !

همس وهو يراقب احد الشباب داخل و حاضن بنت من على الجنب و واضح ان وضعهم مو تمام . رد عليه الطرف الثاني :

- شوف شغلك معهم
- عُــــــلــــم !!

شال سماعته البلوتوث من أذنه و تفحص شكله بالمراية . خطير و خطير جداً !
هالة خطر تحوم حوله و صقيع بارد مدمر !
أبتسم ونزل من سيارته bmw . طلع نظارته الشمسية السوداء ولبسها ، تقدم بخطوات
ثابته وهو يشوف عين البوديقارد تتبعه من يوم ما نزل من السيارة .

وقف قدامه وهو يناظره من ورا النظاره بهدوء مميت ، تشتت البوديقارد من ثقته و وقفته بسكون قدامه من دون أي حركه .
و كان متأكد ان تظراته كانت بتحرقه لولا عدم وجود النظارة الشمسية ! :

- تفـــضل !

تعداه بدون ما يلتفت عليه او يعبره ، اول ما دخل بجسده من المدخل الرئيسي استنق ريحة الدخان ممزوجه مع الكحول ، حس بقشعريرة تسري بجسده من اصتدام الرائحتين مع بعض مشكلة شعور مقرف ! .
صوت الميوزك العالي يسبب اضطراب لنبضات قلبه يحس و كأن قلبه بيطلع مع كل هزه يحسها تحت رجوله . تنفس بعمق و كمل خطواته وسط الممر المظلم على جوانبه أنارة بنفسجية خافتة تنعكس على السواد الي يغطيه ! .

وقف وهو يتأمل الفساد و الخراب حوالينه . مسوخ بشرية ! ، وكأنهم شياطين يتراقصون على انغام الموسيقى ! .
ما فاتته نظرات بعض الشباب الباين ان عقولهم غادرتهم من فترة ، و البنات من جنسيات مختلفة لكن يتشابهون بالمنظر المشؤم ! مثل الدمى المشوهة منتشرين في زوايا الشقة .

جلس على احد الأراكي المخملية الموزعه حوالين صالة الرقص وهو يدور شخص بعيونه السوداء الجامحة ! . تقدم له شاب في بداية العشرين و انحنى عند اذنه ، تلكم بلكنه إيطالية ركيكة :

- ايش نوع الخدمة التي تريدها سيدي ؟

قال الخادم جملته وعينه معلقة على البزنس كارد المرمية على الطاولة

"ديمتري بيرسكوت "
و بجانبها شعار أحد شركات السيارات الايطالية المشهورة بصناعتها المحلية الفاخره!
لمعت عين الخادم بحماس و جٓشع كبير وهو ينقل أنظاره للمدعوا " ديمتري" !
و بدأ يظهر الأهتمام و الأنبهار الزائد له .

حس بأنفاسه الحاره تصتدم بجانب وجهه و ريحة الحشيش احاطته . كتم انفاسه و عفس ملامحه وهو داخله يلعن ألف مرة ! . حمد ربه ان النظارة تغطي أكثر مما تظهر.

رد عليه بنبرة تنافس الصقيع ببرودتها و لكنه إيطالية متقنه :
- بكم الليلة ؟

أبتعد عنه و أبتسامة شيطانية ارتسمت على شفايفه ، همس بقذاره:
- بضاعتنا مو سهلة !

رفع رأسه ناحية الخادم و أشر له يدنق ناحيته و بداخله منقرف ! ، همس له :
- لــدي شبئ أكبـــــــر من الـ *** هُنــا !

طلع من جيب بدلته الرسميه شيك و طارت عيون الخادم فيه … جا بياخده لكـن بعده عنه بسرعه وهو يأشر له بسبابته بالنفي :

- لا يا عزيزي ان الأتفاقات لا تعقد هكذا !

هز الخادم رأسه وعينه على الشيك :
- انا عبدك سيدي !

ضحك بينه وبين نفسه وشتمه من قلب … قام من مكانه و تقدم ناحيته بضع خطوات و قال بفحيح مرعب :

- هــذه حٓرب أما أنت تُسحق أو تتبعثــر لأشلاء ! .



إنتهـــــــى .

،
،
،

جانسو .








 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 10-09-2020 الساعة 10:10 AM