عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2020, 09:04 PM   #8
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





البارت الثاني


البارت الثاني
.
.
.


صدمتها والدتها، عجنّت قلبها وفلقته إلى نصفين.....لم تستوعب حديثها الذي القتهُ عليها بابتسامتها وتفاؤلها.....كل ما تتذكره تلك الكلمات التي اصبحت كالسّم تتردد في مسامعها(يمه.....انتي كبرتي.....وصرتي تنخطبين مني....وكله اعيي لأنك بعدك صغيرة......بس الحين يمه.....خلاص.....ما ابي اظلمك....وما اقولك...سلطان ولد بو سلطان صديق ابوك....الروح بالروح.....يبيك على سنة الله ورسوله....لا انا ولا ابوك راح نغصبك على شي ما تبينه.....بس اشهد أنّ الرجال طيّب ذو خلق ودين...والكل يتمناه لبنته....فكري زين واستخيري....ولا تستحين يمه.....راح اسمع ردك بعدين تعالي لي وقوليه لي.....ولا تستعجلين بالرد تصبحين على خير)

.....ولم تنم....ولم تستطع التماسك أمام الأمر....ابن صديق ابيها المقرّب الأمر صعب هنا!....تحب والدها .....لا تريد أن تراه حزينًا....لا تريد ان تخذله!....لا تريد أن تكسر قلب ذلك المسكين...ولكن قلبها هي من يداوي جروحه!...ليس لها خيار....هم على معرفة وعلم أنها ستختار ما يريدونه!.....هي قريبة جدًا منوالدها ولم تكسره يومَا بكلمة......بكت هذا الطريق الوحيد للتنفيس عن توترها ......عليها ان تتزن في الاختيار إلا انّ ليس لها أي طريق للاختيار قط!.....هناك شيء يؤلم قلبها....يُرهقه.....ويتعبه.....الحُب.....الآن بدأ بالاستيقاظ من نومه.....هل تُعلنه ام تُخفيه وتتناسى وجوده!.....هل تخبره بالأمر...ام تصدمه في دفعةٍ واحدة؟!القت بنفسها على السرير.....حاولت الصمود وعدم التفكير بالأمر لتنام....ولم تنم!؟


في الصباح الباكر.....طرقت والدتها الباب عليها للاستيقاظ والاستعداد للمدرسة....ولكن هي في الواقع لم تنم كانت جالسة على السرير تحدّق في السقف وتفكر في حبها الأوّل والأخير!.....ما إن انفتح الباب حتى تظاهرت بالنوم
فقالت والدتها: شيخة.....شيخة يمه قومي....الساعة ست ونص قومي تجهزي للمدرسة ....ناصر اليوم بوديك السايق خليته يروح يشتري خبر وادري بيتأخر ما بيمديه يوصلك لأنه الوقت مضى والحين بتجي سبع إلا.....قومي.....تراه مستعجل وما يبيك تأخرينه....
نهضت ببطء لكي لا تثير الشك والظنون في فؤاد والدتها.....ثم نطقت بابتسامة باهتة: صباح الخير يا اجمل ام ....
ابتسمت في وجهها: صباح الخيرات يا اجمل بنت.....يلا قومي...وهااا شيخة.....لا تاخرين اخوك اعرفك.....الصبح يضرب عقلك وتحبين تعاندين الكل.....بس كيفك هذا ناصر....لا تعاندينه عشان .....لا يزعلك....من على الصبح....
ضحكت بخفة ، ثم نهضت من على السرير: طيب يمه....والله مالي خلق اليوم اعاند احد...راسي مصدّع....
فتحت والدتها الستائر لتتسلل اشعة الشمس لأرجاء الغرفة: انزلي اشربي حليب ...واعطيك حبة بنادول قبل لا تروحين المدرسة....
ثم رفعت صوتها بعدما اغلقت باب الحمام وخرجت لتمر بجانبه: ترى مريولك على السرير وعجلي...
ثم نزلت لتدخل المطبخ ، وتشعل النار لعمل القهوة العربية لزوجها!
نزل سعود ويحمل بيده كتابين ومفتاح سيارته دخل المطبخ ليصبح على وجه والدته: صباح الخير يا وجه الخير...
سكبت القهوة في الدلّة الخاصة ثم التفت على ابنها الذي انحنى ليقبّل رأسها ثم يدها: صباح الورد...اجلس افطر.....
اجابها بعجل: لا يمه.....وراي زحمة طريق....و ابي ....القى لي مكان للباركينق......
اشارت له : خلاص اجل يمه...روح الله يحفظك وانتبه لا تسرع......
قبّل رأسها من جديد ودخل ناصر هنا ليردف: ما تجهزت شيخه؟
خرج ناصر بعجل وسكبت في الكوب حليب وقدمته لناصر: إلا جالسة تجهز.....
ناصر تناول من يدها الكوب واخذ يرتشف منه ثم جلست والدته لتخبره بأمر الخطبة: ما قال لك ابوك عن ابو سلطان عمك....
قوّس حاجبيه : لا خير يمه....شصاير...
ابتسمت وابتهجت : بو سلطان يبي يخطب اختك لولده سلطان....
ناصر بصدمة: شيخوه؟.....يبي يخطب هالبزرة؟
عبست بوجهه قليلًا لتردف بعدها: ما رد البزر يكبر يا يمه.....واختك ما عادت صغيرة......
ناصر بعدم تقبل : طيب ودراستها؟
ام ناصر بهدوء: يبي بس خطبة رسمية والزواج بعد التخرج وتقدر تكمل دراستها....
ناصر بعدم اقتناع : الله يكتب لها اللي فيه خير...
ام ناصر بسعادة: آمين يا يمه.....وعقبال ما افرح فيك وفي اخوك...يارب...
تحدث : وينها هذي وراي شغل يمه...
ام ناصر نهضت لتستعجل ابنتها: الحين اناديها لك
اما هو اردف مبتسمًا: والله وكبرتي يا شيخوه....
ثم ارتشف منكوب الحليب
دخلت والدتها عليها وهي ترتدي الزي الرسمي للمدرسة فخجلت شيخه وهي تقول: يمه البس....
دخلت والدتها وهي تنزل الزي لتردف: الف مرة اقول لك ضيّق بشتري لك غيره....ما غير تحبين تترصرصين فيه....شوفي حتى مو عارفة تنزلينه ......الله لا يضيّق علينا....
شيخة رفعت شعرها وهي تردف: يمه مو ضيّق....
ام ناصر بطنز: او واضح لدرجة ينزل من على جسمك بسرعة.....
ثم انتبهت لشعرها المبلل: مجنونة غاسلة شعرك وبتروحين للمدرسة وتحت المكيفات...
شيخة سحبت مجفف الشعر وهي تردف بعجل: بجففه الحين....
ام ناصر بعصبية: ما راح يمديك اخوك مستعجل وراه شغل.....
شيخة بدأت بتجفيفة: بسرعة يمه والله بسرعة
ام ناصر بتذمر: استغفر الله بس...هذا اللي اقول....
ثم خرجت من الغرفة، وبقيت شيخة تفكر في الأمر ....من جديد....فطردت تلك الافكار واغلقت المجفف ورفعت شعرها .....ثم سحبت الحقيبة والعباءة من على السرير ونزلت ....لا تريد البقاء في غرفتها طويلًا لكي لا تجن دخلت المطبخ وهي تقول: جهزت....
ام ناصر بتعجب: بتقنعيني جففتي شعرك كله الحين....
شيخة بلا مبالاة : اهم شي جففت فوق....
ثم قالت: يمه عطيني الحبة ......
نهضت والدتها وهي تقول: راح يزيد مع مكيفات المدرسة ...وتعالي لي.....مرضي....
ناصر نهض : ليش اشفيها؟
شيخة بهدوء: مصدعة؟لأني ما نمت زين....
نظرت إليها والدتها وحدقت فيها طويلًا مع ابتسامة ثم اردفت شيخة لتقطع تفكيرها لتردف: لأني اذاكر عشان الاختبار الزفت....
ناصر لكزها بيده : يلا بسرعة طلعي.....لا تلطعيني انتظرك ساعة ثانية بالسيارة...
شيخة بعبوس: افففف طيب طيب...
ثم اخذت الدواء من والدتها وخرجت ووالتها تردف: طيب شربي حليب....لا تاخذيه على بطن فاضي...
شيخة : بشتري عصير من هناك لا تحاتين يمه......ادعي لي...
ثم خرجت
ام ناصر: الله يوفقكم يارب
.................................................. .................................
في نفس التوقيت ولكن في مكان آخر ، على عكس ذلك المنزل كان الهدوء مخيّم عليهم جميعًا ، كان جالسًا في الصالة يرتشف القليل من الشاي ويقرأ جريدة اليوم بتمعّن....ذهنه عالق ومنهمك في الاشغال والاعمال التي يزاولها...فهو رجل اعمال لن اقول مشهورًا بحد التعبير البحت....ولكن لهُ مكانته

واسمه.....عمل على نفسه ليصل إلى ما هو عليه لسنوات طويلة....ربما هو يختلف عن اخيه في أمور كثيرة ....وصارم في الحياة العملية والحياتية ! فبعد وفاة زوجته القريبة من قلبه....انهك باقي عمره في العمل واشغال تفكيره فيه!لم يتزوجها عن حُب....تزوجها استنادًا للعادات والتقاليد (ولد العم لبنت العم)ولكن احبها بعد ارتباطهما .....عشقها واصبح غير قادر على العيش دونها ....هو تزوجها واختها منيرة تزوجها اخيه يوسف!!....ولكن اخيه لم يرغب في هذا الزواج....كانت افكاره مختلفة كليًا

عنه...خاصة بعد البعثة التي ابتعثها في ذلك الوقت......ولكن بالأخير تقبلها!....وزالت المشاكل بينهما وتوّج هذا الزواج بانجاب ناصر....وسعود....وشيخة.....اما هو انجب من صيته....الجازي...ونوف وخالد وبندر....هم من جعلوه سعيد بحياته حتى بعد وفاة زوجته ملؤا المكان بدفء حديثهم وشغاوتهم التي لا تنتهي......انتبه لقدوم ابنه ...الذي تقدم إليه وانحنى ليقبّل رأسه
: صباح الخير يبه...
ابتسم وهو يهز رأسه: صباح الخيرات ....
جلس بالقرب منه وتساءل: نوف راحت المدرسة...
تحدث بهدوء: لا .....لا بندر نزل ولا هي.....واختك الجازي اليوم ما جات.....المسكينة تعبانة من الحمل....وانا مانكر اني تعبتها بحمل البيت...عشان كذا ابيك ....تروح لمكتب الخدم وتقدم على شغالة....
ابتسم لأبيه باحترام: اخيرًا يبه اقتنعت...
هز رأسه ليردف: نوف تدرس....وابيها تركز على الدراسة وما ابي اشغلها في امور البيت....تساعد بالخفيف.....ما نقول شي....بس البيت كبير ومحتاج وقت للتنظيف....وغيره....فخلاص وانا ابوك....لخلصت من شغلك لا تنسى روح وقدم على شغالة....
هز رأسه بقول: تامر أمر يبه
ثم نهض ابيه ليقول: انا رايح لشغلي...وروح جلّس اخوانك إذا هم نايمين....ما فيني حيل على صعدت الدرج....والصراخ من الصبح.....
وقف بهدوء: لا تاكل هم راح اصعد اشوفهم....(وبتردد) .....بس يبه ابي اكلمك في موضوع البعثة....
تحدث والده بعدما اخذ نفس عميق: نكلّم فيه بعدين ......روح شوف اخوانك
ثم خرج ابيه ، اما هو صعد للدور العلوي ....وبدأ بالطرق على باب اخته تحدث : نوف.....يا نوف....
لم تُجيبه ففتح الباب.....وكان حذر وقف جانبًا دون ان ينظر رفع صوته: نوف وش هالنوم؟
لم تجيبه فدلف الباب ورآها تغط في سبات عميق تقدم لناحيتها هزها من كتفها : نوف.....يا نوف....
اخرجت همهمات تنم عن انزعاجها ، ملّ من الأمر فرفع صوته اكثر: نووووووف.....
ففتحت عيناها وبدأت بالتذمر: ووجع .....
نهض من على السرير وهو يردف: قومي تجهزي للمدرسة الوقت تاخر....يلا...
نوف جلست على السرير ونظرت لوجه اخيها ثم قالت بجمود: خالد ما بداوم اليوم...
خالد بعصبية وحنق: وليش ان شاء الله وش فيك؟...مريضة؟.....ولا رجلك مكسورة....
نوف هزت رأسها ببرود: لا هذا ولا هذاك....مزاجي مو رايق للحصص أبد....
خالد سحب اللحاف بقوة وهو يردف: شكلك ناسية أنك ثثــ
ولم يكمل حتى أنه انصدم من كمية الشوكلاتات المخبئة تحت اللحاف والموضوعة جانبًا من على السرير قوّس شفتيه وعقد حاجبيه وهي انكمشت حول نفسها اشار لها: منو اللي شرا لك هذول ها؟؟؟ منو؟
نهضت من على السرير كالمقروصة اشارت له باصبعها: انا....بسسسس والله....والله....ما كلت واجدددد....
خالد بعصبية : نعنبو شرك ما تخافين على عمرك انتي انهبلتي؟....نسيتي جاك سكر من وراهم.....نوف.....انتي كبيرة....المفروض تفهمين وضعك ولا.....تاكلين هالاشياء اللي تزيد حالتك سوء....
نوف بملل وخوف في آن واحد نظرت إليه بطرف عينيها: وانت لا تحسسني اني.....آخر وحده بالعالم جاها سكر....طيب وفيني سكري.....يعني احرم نفسي....وربي ما آكلهم دفعة وحده.....بس أكلت كتكات واحد امس...و
قاطعها بصرخة: جبببببببب....شكلك نسيتي آخر مرة وش صار لك..
مرّ هنا بندر بجانب غرفة اخته ودخل وهو متعجب من صوت اخيه المرتفع تحدث: يا الله صباح خير....شفيكم....
بكت هنا نوف وذهبت لناحية بندر....
احتضن رأسها ونظر لأخيه وهو يقول: شفيك؟شصاير...
خالد اشار لسريرها: شوف وش تاكل من ورانا....وهي اكثر وحده تعرف حالتها الصحية......وشكلها نست النوبة اللي جلستها شهر في المستشفى.....
بندر مسح على ظهرها لتهدأ فهي تخاف من نوبة جنون اخيها خالد ودومًا ما تحمي نفسها بأخيها بندر اردف له: أهدأ خالد.......
ثم نظر لأخته: نوف.....ليش كذا...حنا ما نقول لك لا تاكلين ...بس لا كثرين منهم....وانتي شارية لك بسطه....
خالد تكتف بحنق: وحضرتها ما تبي تروح المدرسة عشان تبلع فيهم للظهر......
نوف بصوت باكي: ايش دراك انت اني باكلهم؟....بس تعبانة....انا....
خالد بصرخة: توك قلتي لي ما فيني شي؟
بندر اشار لأخيه : خالد لا تصارخ سمّعت الجيران صوتك....كل شي بالهدوء يصير...
التفتت عليها ليتساءل: شفيك تشكين من شي ؟....ليش ما تبين تداومين؟
بكت هنا اكثر ، وودّت فعلًا لو والدتها هنا تتواجد بينهما وتخرسهما ...تشعر بالاحراج.....والتوتر صرخت بانفجار: بطني يوجعني.....يعني لازم اشرح لكم اكثر شنو فيني....
ثم خرجت من الغرفة واحرجت اخوتها بالحديث هذا
فاشار بندر لأخيه: وأنت ما تعرف تكلمها إلا وانت تصارخ......لازم تفهم الجنس الثاني وكيف تتعامل معه....احرجتنا معها.....افففف العيشة معاك تقصر العمر والله......
ثم خرج من الغرفة وهي يقول: نوف.....نووووف تعالي...وانا اخوك...
اما خالد تمتم قائلًا: استغفر الله
ثم نزل للخروج من المنزل
اما هي دخلت الحمام واقفلت على نفسها الباب، طرق بندر الباب عليها اردف: نوف بلا بزارة انتي تعرفين اخوك....
نوف رفعت صوتها بانفعال: مسوي روحه يخاف علي ......وهو بس يبي يتضارب معي...
بندر ابتسم على تفكيرها : وربي خالد حنون ومن زود خوفه عليك يصارخ اخوك ما يعرف يعبّر عن مشاعرة مو مثلي.....انا نادر وانا اخوك...
مسحت دموعها وبلا مزاج : اننننن....نادر قال ....الي اعرفه انك بندر....
بندر ضرب الباب وهو يضحك:" ههههههههههه حلوة منّك بس لا تعيدينها....ويلا طلعي...
نوف فتحت الباب ووجهها محمر اردفت : ماني رايحة المدرسة وباكل الجلكسي......والباقي بخليهم للاسبوع الجاي لا انت ولا الزفت خالد تاكلون منهم....
بندر بجدية: عيب هذا اخوك يا نوف ومن زود المحبة والغلا اللي في قلبه صارخ عليك....وهو خايف عليك .....ولا تشوفيني هادي معك يعني صاف جنب اللي تسوينه.....ولو تموتين ما راح تاكلين غير الجلكسي والباقي بشيله ....وبرميه...
نوف رمشت بعيونها بتودد ورجاء: حرام....
بندر رفع حاجبيه ولينهي النقاش: خلاص انا آكلهم....
تمتمت بضيق: اففففف....
بندر ضربها بمزح على كفها: تجهزي يلا بوديك المدرسة.....
وشتت ناظريه ليردف بهدوء: اخذي مسكن وامورك بكون في السليم....انتي ثالث ثانوي يا نوف شدي حيلك عشان تدخلين الجامعة اللي تبينها والتخصص اللي تبينه....
نوف بلا حول ولا قوة: طيب انتظرني بلبس مريولي ...
بندر ابتسم بحب لها: بنتظرك بالصالة تحت....
اما هي ذهبت لغرفتها لتستعد للذهاب إلى المدرسة!
.................................................. .................................
لم تشاركهم في وجبة الافطار......خرجت على عجلٍ من امرها وهي تتجنب النظر لوجه....تشعر بالإحراج.....وبالضعف كلما تذكرت حديثه.....ضعفها في قبول ابوته التي يزعم بها.....وذهنها انشغل في كلمته التي تنّم انّ والدتها مريضة.....حضرت محاضرتها الأولى والثانية والآن الثانية والربع ظهرًا....ولديها وقت طويل لحضور المحاضرة الثالثة فجلست في (الكفاتيريا) فتحت حقيبتها ....حقيبة الظهر التي اعتادت على ان تشتري هذا النوع من الحقائب حتى بعد التخرج من المرحلة

الثانوية....اخرجت قلم فحم خاص للرسم.....ودفتر الرسم الخاص بها....فهي مجنونة في الصمت وعاشقة للاستماع لأغنيتها الصاخبة اثناء الرسم.....هذا الوضع يجبرها على ألا تفكر كثيرًا ....ألا تُسهب في التدقيق في نظرات الناس.....بدأت ترسم العين اولًا.....وبدأت تظللها ...وترسم التفاصيل من حولها إلى ان بدات ترسم الأنف ودقّته.....استوعبت انها ترسمه .....ولكن لم تتوقف.....ستكمل الرسمه....وستحاول ان تنجزها في هذا الوقت الضائع من حياتها.....ولكن توقفت حينما انصدمت أنّ هناك من قام بإبعاد السماعات عن آذانها رفعت رأسها وحدقت في وجهها لفترة


تعجبت ثم اردفت بالانجلزية: what do you want?
تحدثت الفتاة الشقراء بتعالي ، وبنظرات استحقار: This is my favorite place
لم تتعجب منها....وتعلم جيّدًا هذه الفتاة تعشق وتحب الخناق والتشاجر معها لذا اطالت الحديث :so?
ضربت الفتاة بيدها على الطاولة ثم قالت بوقاحة: you should go to another place
لم تماطل في الأمر جمّعت حاجاتها ووضعتها في حقيبتها على مهلٍ منها ثم اخذت علبة الماء فتحتها وقبل أن تغادر سكبتها على رأس الفتاة أمام انظار باقي الطلبة ثم اشارت لها وهي مبتسمة وتتجه للمخرج: bye my sweety
فاضت بالغيض بينما هي لم تعد الفتاة التي تسكت عن تلك المواقف...اصبحت عدوانية وتتلذذ في الرد على مثل هذه المواقف التافه ....خرجت من الجامعة ستتمشى في الفناء الخارجي إلى ان يحين موعد محاضرتها....جلست في زاوية بعيدة عن الناس .....واسندة ظهرها على الجدار...كان العشب نوعًا ما رطب فاغمضت عيناها متذمره: ohh shit


ولكن لم تدقق في الأمر فاخرجت الرسمة من جديد واسندتها على فخذيها وحاولت التركيز في اكمال التفاصيل....ولكن تمكنّت منها الرعشات والذكريات حول ما حدث بالأمس فنظرت لباقي الطلبة....هنا الكثير من مختلف الجنسيات ....العربية والغربية....فجامعة اكسفورد تضم ما بين جدرانها اعراقًا ، وجنسيات كثيرة ومختلفة.......وما زالت تحبذ الوحدة بينهم!!!...ابعدت خصلات شعرها عن

وجهها ....واخذت نفسًا عميقًا وبدأت في اكمال الرسمة ....مضت ساعة وهي ترسم.....اكملت رسم الوجه وبدأت ترسم التفاصيل الأخرى...كالشعر....الحاجب....الاذن...واخيرًا الذقن واللحية!.....تشعر بالرضى الآن...ابتسمت ونظرت لرسمتها بهدوء....ولم تنتبه للتصفير والاعجاب التي اتى من تلك الفتاة المزعجة كما اسمتها: اووووووه....نورة......الرسمة وايد حلوة......هذا حبيبج؟


دارت عيناها كالمغشي عليه ثم اردفت: لا هذا أمير...وبعدين اسمي نور مو نورة ....
شهقت البنت بقوة وسحبت الرسمة من يديها: هأأأأأ هذا ريّل امج.....يماااه يينن(يجنن)....
ثم جلست بالقرب من نور واعطتها الرسمة ثم اردفت بمزح: تتوسطين لي اتزوجه ...
فتحت نور عيناها بصدمة فضحكت الاخرى: امزح وياج يا معوده....
ثم اردفت بجدية: شخبارج اليوم؟....امس حسيت انج تعبانة او فيج شي...
ادخلت نور اغراضها كلها في الحقيبة وهمّت في المغادرة وهي تردف: بخير....
سحبتها من يدها : وين رايحة....ما يمدي ايي ابي اجلس معاج تروحين......
نور بملل: ايش فيك بعد يا إيلاف....


ايلاف ابتسمت عليها : ولهت عليج وحبيت اجلس معاج ما يصير يعني؟
اخذت نفس عميق وبللت شفتيها ثم جلست وهي تقول: تأقلمتي بالمعيشة هنا؟
ايلاف تنهدت بضيق: مو وايد بصراحة........ولحد الحين احس نفسي ضايعة ...
نور بشتات ذهن: من أي ناحية؟
ايلاف: الدراسية....والحياتية....يعني ما ادل كل الأماكن وما عندي صديقات لحد الحين.....فعندي نواقص بالسكن وما ادل وين اشتريهم....عارفة اكسفورد كلها عرب وهذا يساعد هذاك....والدنيا تمشي....بس تعرفيني ...خوافة ...وما اثق بالناس بسرعة....
ثم اردفت بصدق: زين اني وثقت فيج بعد....
نور ابتسمت بسخرية على حالهما ثم قالت: بتتعودين....يا ايلاف.....بس توك ما خذتي سنة....
ايلاف هزت رأسها: صاجة.....اذكر لم نقذتيني وودتيني لسكن الطالبات...ياربي حدي متفشلة من الريّال....بجيت عنده وتوهق فيني...
ضحكت نور على هذه الذكرى: ههههههههههههه عادي عادي...شفت ناس اعظم منك....
ايلاف سكتت ثم ردفت فجأة: زين متى بصير مثلج اكلّم بطلاقة في الانقلش....مثل ما انتي تعلمتي تتكلمين عربي ...جذيه.....
نور ضحكت هنا حتى أنّ عيناها بدأت تمطر دموعًا لا ارادية
ايلاف بتعجب: الحين شنو اللي يضحك...
نور اخذت نفس عميق: ههههههههههه....دايم تفاجئيني باسالتك.....انا اصولي عربية....
ايلاف بهدوء: عارفة بس امج ابنانية وعلى ما اظن ابوج بعد...وانتي تتكلمين خليجي.....
قاطعتها بهدوء وبنبرة مهتزة واوّل مرة تعترف بهذا الشي: ابوي سعودي.....بس ما عشت كثير في السعودية...
ايلاف شهقت: هأأأأأأأأأأأ حلفي؟
نور ضحكت على ردت فعلها: ههههههههههههه لا تموتين علينا ......اي هذا الصدق....
ايلاف كشت عليها بيدها: مالت....انزين كيف اتقنتي اللغة الانجليزية
نور نظرت لمن حولها: بالممارسة.....حاولي تكلمين حتى في السكن باللغة الانجليزية....
هزت راسها ايلاف: ان شاء الله
ثم اردفت: انزين عندج شي الحين؟
نور لا تريد البقاء اكثر معها ولكن لن تنكر أنها تشعر بالراحة في ظلّ هذه المعرفة: لا عندي بريك اربع ساعات...
ايلاف ابتسمت : مثلي......شرايج؟....نطلع من الجامعة نروح نفطر برا.....احس مليت من اليلسة اهنيه...
سكتت نور قليلًا ثم اردفت: اوك قومي....
ايلاف نهضت وهي تقول: بس شوفي ابيج توديني مطعم اسلامي....اخاف اكل بعد خنزير ولا شي....
فجأة سالتها بتردد: إلا صج نور أنا ملاحظة تلبسين صليب انتي مسيحية؟
نور بللت شفتيها واخذت تفكر بالأمر كثيرًا هي مسلمة ام مسيحية؟ ولكن مقتنعة انها : مسيحية.......انا على ديانة امي هي اللي ربتني....
قرأت علامات التعجب والاستفهامات فاردفت سريعًا وهي تمشي: لم تطلقت امي انا صغيرة فما رباني ابوي....عشان كذا...
قاطعتها وهي تمسك بيدها مبتسمة: فهمت فهمت......المهم الحين وديني على اقرب مطعم...
نور ، ابتسمت ولتفهمها للأمر ...هي الوحيدة التي لم تنظر لها بتعجب او استغراب لطريقة لبسها وعمل شعرها او حتى نسبها! : اوك....
بدآ بالمشي والتجوّل حول الجامعة وابتعدا عنها فهمست ايلاف: العرب هنا اكثر من سكان المدينة ...غزو البلد ...حسبي الله
ضحكت نور: ههههههههه
اكملت ايلاف وهي تنظر للشوارع:صدق من قال المدينة الحالمة.......صدق المعيشة غالية هنا.....بس يكفي انك تشوفين هالوجيه عشان تحسين بالانتماء....
نور بنبرة حزن: الكل يبي يحس بالانتماء عشان يقدر يتأقلم..... على المعيشة الجديدة هنا....المهم...وين تبين نروح....
ايلاف بحنق: الحين منو اللي يدل ويعرف الأماكن أنا ولا انتي...
ضحكت نور مرة اخرى: طيب لا تعصبين...
ثم اتجها إلى اقرب مطعم ، دخلا وهمست ايلاف بقول: متأكدة اسلامي؟
نور هزت رأسها وهي تردف: اوف كورس....
ثم جلسا على الطاولة، اشارت للنادل وطلبت لهما فقالت ايلاف: وش طلبتي لي؟
نور ابتسمت في وجهها: حابة اذوقك شي ......جديد....وحلال لا تخافين....تراني ما آكل لحم خنزير.....ولا...
بكذب: اشرب خمر....
ايلاف ابتسمت وابتهجت اساريرها: انزين.....تعالي.....ابي اسالك عن دكتور.....احس ما رتحت له....
نور باهتمام وضعت هاتفها جانبًا وهي تردف: شسمه؟
ايلاف مسحت على شعرها ولمته جانبًا : ديفيد......يدرس مادة عامة ....
هزت رأسها: اعرفه.....شوفي هو شديد اشوي....بس شرحه بصراحة حلو مرا....وفهمّك المادة غصب......وحاولي تذاكرين أوّل بأوّل وامورك بصير في السليم....
ايلاف هزت رأسها واتى النادل يضع الصحون أمامهم...
نور ابتسمت وطبطبت على يد ايلاف: ايلاف انتي متوترة لأنك طلعتي من مجتمع وجيتي لمجتمع ثاني....بس صدقيني.....راح تجاوزين هالشي....وحتى صعوبة الدراسة بتجاوزينها....
نظرت للصحن ثم اردفت: شكله يشهي....
نور ما زالت مبتسمة: ذوقيه.....
ايلاف بدأت بالتهام واوّل لقمةٍ منه فقالت: لذيذ
ثم اشارت لنور وبتردد ، تريد ان تفهم شيئًا: نور .....بسالج بس اتمنى ما كون متطفلة....بهالسؤال...
نور وهي تلتهم قطعة التشيز كيك!!: سالي.....
ايلاف حكّت انفها ثم اردفت: ما عندك صديقات؟....ملاحظة انّج كله تجلسين بروحج وعليج ملامح حزينة....
نور اجابت دون ان تنظر لها وهي تأكل من صحنها: عندي....بس في لندن.....وما نجتمع إلا في الاجازات....هنا زماله لا اقل ولا اكثر.....
ايلاف ابتسمت بهدوء واكملت الأكل ثم فجأة بدأت تقول: احس اني اشبهج...
نور نظرت لها بتعجب : كيف يعني؟
ايلاف شتت انظارها عنها واسندة ظهرها في ظهر الكرسي ، : امي وابوي منفصلين......الفرق اني اعيش بيت خالتي وانتي تعيشين عند امج...
لم تستطع مضغ القطعة التي في فاهها، هذا يُعني انّ ايلاف تعيش اسوأ ايّام حياتها بعيدًا عن والديها!! تحدثت هذه المرة بلطف: يعني ما تشوفين لا امك ولا ابوك....؟
ايلاف ابتسمت ابتسامة بلهاء تُداري بها تلك الدموع التي ترقرقت في عيناها: لا.....ابوي تزوّج ولهَا مع اخواني ومرته وكذلك امي......آخر مرة شفته فيها لم كلمته عن البعثة عشان يخلّص اوراقي واموري.....
نور تركت الملعقة وشّدت انتباها تلك الرجفة التي انتابت ايلاف: طيب مرتاحة مع خالتك؟
هزت رأسها بلا وفي صوتها نبرة بكاء صدمت بها نور: لا....عشان جذيه قررت اخذ بعثة وابتعد عنهم كلهم....
نور طبطبت على يدها لتهوّن عليها: تدرين ليش؟
نور باندماج وبغصة: ليش؟
ايلاف هنا نزلت دموعها ولم تستطع ان تكبح جموح مشاعر البكاء: لأنه زوج خالتي ....بدا يتحرش فيني وخفت.....يكبر الموضوع وبعدها ماحد يصدقني.....فقلت ايي اهنيه ادرس واعتمد على نفسي.....
نور ، صدمت......بل ضاق صدرها على حال إيلاف ظنت أنها فتاة غير مبالية تضحك بجنون....وكل شيء لديها....ولكن الأمر اصبح اسوأ منها بكثير طبطبت على يديها: وزين سويتي كذا....اهم شي ما قدر..
قاطعتها : لا......الحمد لله....
نور : طيب ابوك يرسل لك فلوس حاليا....
ايلاف هزت رأسها: أي وحتى امي....بس ما يتصلون علي....ما يسألون عني.....خالتي هي الوحيدة اللي تسال...وخايفة زوجها يعبي راسها بخرابيطه ويبعدها عني....
نور بلعت غصتها في الحديث لا تعرف كيف تهوّن على الناس اوجاعهم واحزانهم ولكن فاجأت ايلاف حينما نهضت....وبادرتها بالاحتضان...لفترة تجاوزت بها الدقيقة بسبب بكاء ايلاف المفاجأ حتى انها لفتت الانظار طبطبت على ظهرها ثم مسحت ايلاف دموعها فجأة وضحكت بخفة وهي تردف: هههههههههه ازعجتج.....ووصخت بدلتج بدموعي.....
نور ابتسمت هنا ، : لا يا ايلاف.....انا سعيدة اني عرفتك......صرتي تخففين عني اوجاع بحكيك.....
ثم نهضت وهي تقول: قومي خلينا نروح السوق....
ايلاف بتعجب: يمدي؟
نور ابتسمت : خلاص نسحب على محاضراتنا اليوم.....ونتمشى ونروح لندن....ونرجع....
ايلاف نهضت وسحبت حقيبتها: ما عندي مشكلة.......قدااااااام....يا معوده
ابتسمت لها الحياة مع تلك الفتاة التي شاركتها ورحبّت بتلك الصداقة ، قبلتها باحترام....لم ترفضها....ولن ترفضها فهي بحاجة إلى أُناس من حولها ....يشدون من ازرها تتحدث معهم وتخرج من قوقعة صمتها....ولكن بحدود....وبصعوبة!
.................................................. .................................
عادت للمنزل وتشعر بالرضى هذه المرة بعكس ما حدث لها بالأمس ستنسى طيفه وحبه ولمساته الحانية! ستنسى هذا الحُب ....وستبدأ حياة جديدة ومختلفة عما في السابق!اغلقت الباب والتفتت وهو يقول: ديانا جيـ
لم يكمل كلمته حتى ابتسم لها: هلا نور.....كيف يومك اليوم؟
ابتسمت له وهزت رأسها: it’s ok
تقدم لناحية الكنبات جلس وفي يده كوب شاي اخضر فتقدمت لناحيته وكان يراقبها في خطواتها الخجلة !وضعت الحقيبة على الكنبة فتحتها واخرجت الرسمة بتردد ...ثم مشت بخطوات بطيئة تجاهه وقدمت لهُ وهي تُعيد خصلة ناعمة خلف اذنها......حدّق فيها للحظات لم يفهم حركتها تلك فسحب الورقة بهدوء وذهل من الرسمة.....تطوّرت كثيرًا في هوايتها.....دقيقة تلك التفاصيل.....تشبه للحد الذي تستطيع أن تقول انها صورة ملتقطه من خلال الكاميرا ليس من خلال قلم ويد ترسمه!!!
خرجت عن صمتها تحت انذهاله وهي تقول: مِيرسي .....على كل شِي...
حدّق في عينها للحظات ابتسم ونهض ، ابتعدت خطوتين للوراء بحرج ....تشعر بالحرج من افعالها....وطيشها....وتخاف من القدر أن ينتشل هذه السعادة منها سريعًا.....ولكن أمير لم يمهلها باحتضانه لها .....ثم ابتعد عنها وهو سعيد بقبولها به مرةً اخرى: لا تشكريني على أيّ شِي أنتي بنتي وانا ملزوم اعمل لك هيك....
ثم اردف: اتطورتي كتير بالرسم.....راح افتح لك مرسم خاص لإلك.....وتبيعي لوحاتك فيه....
قاطعته بهدوء: لالا.....احس بدري على هالشي....
تعجب وهو يشير للرسمة: كيف بدري؟....وانتي رسمتيني بهالدقة.....بس اخلص من شغلي راح افتح لك اياه ....وهلأ روحي ارتاحي.....
هزت رأسها ثم سحبت حقيبتها ومشت وانفتح الباب دخلت ديانا ابتسمت لأبنتها ولم تناقشها لأمر تغيبها بالأمس فأمير شرحه لها الأمر وسكتت وبادرت نور بتلك الابتسامة ثم دخلت الغرفة
ذهبت لناحية زوجها قبلته سريعًا وابتسم لها بلطف وقدم لها الرسمة فذهلت : مين رسمها؟
أمير بفخر كبير واعتزاز: نور بنتك.......
ديانا بسعادة: نور.....كتير بجنن...
ثم رفعت صوتها : نور...دخيل الله رسميني كمان أنا....ولا ما استاهل....؟
كانت ترتدي ملابسها سمعت والدتها فرفعت صوتها وهي تقول: تمام ماما.....راح ارسمك باليل....
ثم التفتت ديانا على زوجها بتفاؤل: واضح كلامك معها بالأمس راح يغيّر اشياء كتير....
أمير هز رأسه برضى ثم اطرق متذكرًا: شو اعملتي بالموعد؟
ديانا وضعت الرسمة على الطاولة التي أمامها: ما فيه تطوّر.....ووضعي الصحي تمام.....وراح استمر على العلاج...
امير مسك يديها وشد عليهما وقبلهما بلطف: ربي لا يحرمني منكي.....ديانا ...نور لازم تعرف....
ديانا برفض تام ،عبست بوجهها وهمست له: لالا.....ما بدي تشوّش من جديد.......وانا بخير......وما بحتاج حتى لجلسات كيماوي....لا تخاف انا حريصة على العلاج....
أمير تنهد بضيق ثم اردف: اوك.....في شغلة مهمة لازم اخبرك ايّاها....
ديانا بخوف: شوفي؟
أمير اسند ظهره للوراء ، الأمر خارج إرادته.....ويبدو أنّ هناك فخ حُفر له لإيقاعه : لازم اطلع على لبنان.....
شعرت بضيق، وكتمه قوست حاجبيها: ليش؟
أمير بجدية: شريكتي هونيك عم تنهار......واللي عرفتوه فيه خونه من رجالي....لازم روح ابيعها وانئل كل اموالي هون.....ما بدي مشاكل....مع حدا....فلازم روح....ويمكن اطوّل....
ديانا ضاق تنفسها: تطوّل كمان؟
امير اردف: اسبوع اسبوعين هيك شي....
نهضت ديانا وارتفع صوتها بانفعال: لالا......بترجاك لا تروح......ما فيني اعيش يوم واحد بدون وجودك....أمير.....خلص ئول للموكل بتاعك يعمل اللي راح تعملوه انتّا.....
نهض امير وامسكها من اكتافها: هدي ديانا.....ما فيه شي يستحئق حتى توتري مشانوه......
خرجت نور هنا ونظرت لهما بتعجب تحدث بتردد: what happen?
حكّت ديانا جبينها بتوتر أما أمير شتت نظراته عنهما
فنطقت سريعًا ديانا: خلاص اروح معك..
امير بعصبية: ونور مين يجلس معها هون؟
نور نظرت لهما بتعجب
ديانا بانفعال: تاخذ اجازة مرضية للمدة اللي انتّا بدّك اياها ونروح سوا...
نور تقدمت لناحيتهما: نروح لوين؟
ديانا وأمير بصوت واحد وبعفوية اردفا : لبنان...
تعجبت من انفعالهما واصبح كلًّا منهما ينظر للأخر ولكن حزمت الأمر بابتسامتها وهي تردف: الله......عاد من الله انا ابي اسافر...
أمير مسح على رأسه وبتردد: خلاص جهزوا الاغراض....بكرا راح نسافر.....وراح اكتب خطاب صحي مزوّر لإلك يا نور وراح أأدموه (اقدمه)للجامعة
(نقزت) بسعادة تعجب منها الاثنين: yeeeeeeees
حينما شعرت بنظراتهما حكّت رقبتها بحرج ثم اردفت: مليت من بريطانيا....واي دولة اجنبية.......يعني اقصد....متحمسة اني اشوف....المكان اللي انولدتوا فيه...
عبست بوجهها ديانا ثم جلست وهي تردف لأمير : خليهم ينظفوا الفيلا.....
امير بهدوء: تمام......راح روح اجهز كل شي
جلست نور بالقرب من والدتها بتعجب: عنده فيلا؟وحنا عايشين بشقة اجار....
ديانا تحدثت هنا بهدوء: منو قالك عايشين بأجار....هالعمارة نصها لي ونصها له....
تعجبت نور وانخرست يبدو انها لا تعرف الكثير عن حياتهما سكتت ثم نهضت ديانا وهي تقول: اكيد جايعة ...بقوم اسوي لك اكل...
نهضت نور وهي تردف لتنهي الأمر: لا ماما...اصلا كلت....بروح انام احس تعبانة اشوي...
ديانا هزت رأسها: وانا كمان بدي اغفي اشوي....
.................................................. .................................
كان في سيارته ، الأمر بدأ بالتعقيد....لم يظن أنّ الأمور ستؤول إلى ما هي عليه الآن يريد الخلاص من الأمر ولكن الواقع مُّر ومُشين! اتصل عليه تحدث معه : راح اطلع على لبنان.....بدي شوفك حتى نخلص من هي السيرة .....وننهي الصفقة اللي خدعتوني فيها....
كان جالس على مكتبة الاستقراطي الفخم نفث الدخان من فمه تحدث باللغة الاسبانية_(مترجم): فمن المستحيل مقابلتك أمير...
ضرب امير على مقود السيارة : بظن تعرف تحكي عربي....وتاني شي...انتَّا خدعتني وانا ما فيني اعمل اللي ئلتلي (قلت لي) عليه.....انا شغلي كلوه نظيف....وما بدي اوسّخ مالي وعائلتي بهيك اشياء....
توقف عن التدخين : تزكر العئد الأول اللي وئعت (وقعت) عليه.....هزا أول شاحنة طلعت على بيروت باسمك......يعني انتَّا بلّشت شغل معنا...من اول توئيع على الورق......
عصب أمير وبدأ بسبه وشتمه فقال الآخر: ما فيه مجال للهروب...أمير....كل اللي بدنا منّك .....تسهّل أمور التهريب على لندن بس.....وإزا رفضت.....أنا اسف مضطر افرجيك وجهي الجديد
ثم اغلق الخط في وجهه، ورمى الآخر هاتفه على المقعد الجانبي اخذ يسب ويشتم هذه الصفقة ، وغباؤه.....كيف لم يفهم الأمر....كيف...؟.....ماذا يفعل....الأمور بدأت بالتعقيد اكثر فاكثر وخشى على عائلته منهم....كل ما يشعر به بالعجز....والاحباط.....عليه ان يتزّن.....في افكاره قبل فوات الأوان....حدّق في الطريق وبدأ يقود سيارته.....من أمام العمارة!


انتهى









 

رد مع اقتباس