عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2022, 09:58 AM   #4
DEX
عضو مكانه في القلب


الصورة الرمزية DEX
DEX غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6139
 تاريخ التسجيل :  Oct 2021
 المشاركات : 18,243 [ + ]
 التقييم :  46627
لوني المفضل : Midnightblue
شكراً: 0
تم شكره 20 مرة في 7 مشاركة

مشاهدة أوسمتي


















كتاب سيبويه هو كتاب جمع فيه سيبويه قواعد النحو والصرف، فحمله ونشره بين الناس تلميذه الأخفش سعيد بن مسعده،
ومات سيبويه قبل الانتهاء من إخراجه بشكله النهائي فلم يتسنّى له أن يسميه،
فسماه الأخفش "الكتاب"، كما أنّه لم يجعل له مقدمة وخاتمة ولم يقم بتنقيحه،
وبالرغم من ذلك فهو يعتبر من أعظم كتب النحو والصرف في الماضي والحاضر،
أشاد به وامتدحه معظم النحاة، منهم أبو عثمان المازني تلميذ الأخفش الذي قال:
"من أراد أن يعمل كتاباً كبيراً في النحو بعد كتاب سيبويه فليستحي
كما كان يتهاداه الناس فيما بينهم، فقد أهداه الجاحظ الى محمد بن عبد الملك،
فقال له: "أردت أن أهدي لك شيئًا فلم أجد أشرف من هذا الكتاب"، فردّ عليه قائلًا:
"والله ما أهديت شيئًا أحب إليّ منه"، كما أطلق عليه أبو الطيب اللغوي: "قرآن النحو".
من الجدير بالذكر أن نعرف أنّ كتاب سيبويه هو أول كتاب جمعت فيه قواعد الصرف والنحو،
وقد تميّز بكثرة المصطلحات النحويّة والصرفيّة التي درجت على ألسنة الناس حتى يومنا هذا،
وقسمه سيبويه إلى قسمين كبيرين؛ جمع في القسم الأول مباحث النحو كلها،
وقام بشرحها بالتفصيل الدقيق في الجزء الثاني، ثمّ قسمه إلى أبواب كل باب منها يشرح باستفاضة ناحية من نواحي القواعد،
لكنّه لم يضع عناوين واضحة لهذه الأبواب، ومن الأمثلة على ذلك كأن يقول:
"هذا باب نظائر ضربته ضربة ورميته رمية"، فسمّاه النحاة بعده "باب المرّة"، وكأن يقول:
"هذا باب اشتقاقك الأسماء لمواضع بنات الثلاثة التي ليست فيها زيادة من لفظها
وسمّاه النُّحاة بعده "المكان المشتق"، و"باب الفاعلين والمفعولين اللذين كلّ واحد منهما يفعل بفاعله
مثل الذي يفعل به وما كان نحو ذلك
"، فسمّاه النحاة باب "التنازع
واعتمد سيبويه في توضيح الأبواب على ذكر أمثلة لتوضيح مقصده.
ذكر سيبويه في كتابه ألفاً وخمسين بيتًا شعريًا، وقال الجرمي:
"فأما ألف عرفتُ أسماء قائليها فأثبتها، وخمسون لم أعرف أسماء قائليها
كنّ سيبويه كان من الثقاة بحيث لم يطعن أحد بالشعر الذي لم يذكر أسماء قائليه،
كما تميّز كتابه بالصعوبة والغموض في طريقة تناول مسائل النحو والصرف،
وهذا ما جعل العديد من النحاه يتناولونه بالشرح، والتبسيط، والتفسير، والتعليل،
ومن هؤلاء: تلميذه الأخفش وأصحابه الجرمي والمازني، ومن أشهر شروحه شرح المازني،
وشرح السيرافي.
منهج سيبويه في الكتاب: يحتوي كتاب سيبويه على أكثر من تسعمئة وعشرين صفحة،
ويتكون من جزأين،
الجزء الأول في النحو،
والجزء الثاني في الصرف،
كما يشتمل الكتاب على مباحث اللغة العربية عامة،
كالشعر وإنشاده، والمجاز، ومعاني الكلمات، وتعريب الأعجمي منها،
وفيه أيضًا مباحث الأصوات العربية، وأكثر فيه سيبويه من الأبواب كما أسلفنا سابقاً،
ونذكر هنا مثالاً على منهج سيبويه في كتابه وكيفيّة تقسيم أبوابه: (باب ما ينتصب فيه الخبر):
(لأنّه خبر لمعروف يرتفع على الابتداء، قدمته أو أخرته وذلك قولك: فيها عبداً قائماً، وعبدالله فيها قائماً.
فعبد الله ارتفع بالابتداء لأنّ الذي ذكرت قبله وبعده ليس به، وغنما هو موضع له،
ولكنه يجري مجرى الاسم المبني على ما قبله. ألا ترى أنك لو قلت: فيها عبد الله حسن السكوت وكان كلاماً مستقيماً،
كما حسن واستغنى في قولك: هذا عبد الله وتقول: عبدالله فيها، فيصير كقولك عبد الله أخوك. إلا أن عبدالله يرتفع مقدماً كان أو مؤخراً
).






يونس بن حبيب


بعد وفاة سيبويه قيل ليونس إنّ سيبويه ألف كتاباً من ألف ورقة في علم الخليل،
فقال يونس ومتى سمع سيبويه من الخليل هذا كله؟، جيئوني بكتابه،
فلما نظر في كتابه ورأى ما حكى قال: (يجب أن يكون هذا الرجل قد صدق عن الخليل فيما حكاه كما صدق فيما حكى عني)،
وقال العباس بن فرج: سمعت عمرو بن المرزوق يقول؛ رأيت سيبويه والأصمعي يتناظران، قال:
يقول يونس الحق مع سيبويه، وقد غلب ذا يعني الأصمعي بلسانه.

أبو عبيدة معمر بن المثنى


قال المازني: كنّا عند أبي عبيدة يوماً وعنده الرياشي يسأله عن أبيات في كتاب سيبويه
وهو يجيبه، ثمّ فطن فقال أتسألني عن أبياتٍ في كتاب الخوزي؟ فهذا قولٌ طاعن لا أجيبك.


أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش


هو تلميذ سيبويه وكان أسن منه قال: كان سيبويه إذا وضع شيئاً من كتابه عرضه علي،
وهو يرى أني أعلم به منه وكان أعلم به مني، وأنا اليوم أعلم منه.

أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري


قال: كان سيبويه يأتي مجلسي وله ذؤابتان، قال:
(فإذا سمعته يقول حدثني من أثق بعربيته فإنما يريدني)، فهذا قول مفتخرٍ بتلميذه.


محمد بن سلام


كان يقول: كان سيبويه النحوي غاية في الخلق، وكتابه في النحو هو الإمام،
وقد لقي محمد بن سلام سيبويه فسأله في قوله تعالى:
(يا ليتنا نرد ولا نكذب في آيات ربنا) قلت: لسيبويه كيف الوجه عندك؟ قال: الرفع.

أبو عثمان بكر بن محمد المازني


قال: من أراد أن يعمل كتابًا في النحو بعد سيبويه فليستحي، وقال أيضاً:
قرأ علي رجل كتاب سيبويه في مدةٍ طويلة، فلما بلغ آخره قال لي أما أنت فجزاك الله خيراً
أما أنا فما فهمت حرفاً.

أبو العباس المبرد


إذا أراد أحدهم أن يقرأ عليه كتاب سيبويه، يقول: له هل ركبت البحر يومًا؟،
تعظيماً لكتاب سيبويه، واستصعاباً لما فيه.


أبو جعفر النحاس


قال: لم يزل أهل العروبة يفضلون كتاب أبي بشرعمرو بن عثمان بن قنبر المعروف بسيبيويه،
حتى لقد قال محمد بن يزيد، لم يعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتاب سيبويه؛
وذلك لأنّ الكتب المصنّعة في العلوم مضطرة إلى غيرها،
وكتاب سيبويه لا يحتاج من فهمه إلى غيره.

أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي


هو صاحب مراتب النحويين، قال عن سيبويه: هو أعلم الناس بالنحو بعد الخليل،
وألّف كتابه الذي سماه الناس قرآن النحو، وعقد أبوابه بلفظه ولفظ الخليل.

أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي


قال في كتابه أخبار النحويين البصريين: وعمل كتابه الذي لم يسبقه إلى مثله أحد قبله،
ولم يلحق به بعده، وردد هذا القول ابن النديم.

ابن الأنباري، أبو البركات عبد الرحمن بن محمد


قال عن سيبويه وكتابه: وبرع في النحو وصنّف كتابه الذي لم يسبقه أحد إلى مثله
ولا لحقه أحد من بعده.


المستشرقون


عرف المستشرقون قيمة سيبويه جيدًا، فكتب عنه المستشرق "Huart"
في كتابه الأدب العربي، وعن تلاميذه وأساتذته، أما المستشرق "Silvestre De Sacy"،
فقد ترجم بعض فصول كتابه إلى الفرنسية، وطبع المستشرق ديرنابورج سيبويه في مجلدين كبيرين في 1000 صفحة،
ثمّ ترجم إلى الألمانية.










مات سيبويه في ريعان شبابه حزنًا وقهرًا أثناء عودته من بغداد بعد فشله في مناظرته الشهيرة
مع الكسائي، وهو متوجه إلى بلاد فارس، حيث إنّه لم يرغب بعودته إلى البصرة، فطلب تلميذه أبو الحسن الأخفش
فبثّه حزنه وهمه، وما أن وصل بلدته حتى اشتد عليه المرض وفارق الحياة، وهناك من قال إنّه مات في ساوة،
وقيل في البصرة وفي شيراز، كما اختلفوا في تاريخ وفاته واجتمع الأغلبية على أنّه توفي سنة 188هـ رحمه الله.
ما قصة المناظرة، فقد توجه سيبويه إلى بغداد لمناظرة الكسائي شيخ الكوفيين،
زمن خلافة هارون الرشيد ووزارة يحيى البرمكي، فنصحه يحيى ألا يفعل لكنّه أصرّ على ذلك،
ثمّ واجه الكسائي وناظره في المسأله المعروفة "بالمسألة الزنبورية"،
ويبدو أنّ الكسائي قد أعدّ العدة لإفشال سيبويه، ولم يكن إخفاق سيبويه إخفاقًا علميًا إنّما هو اختلاف في المذهبين
الكوفي والبصري، وكانت مناظرة غير عادلة وبعيدة كلّ البعد عن الحق.













 

رد مع اقتباس