^
و برأيي الشّخصي
يقتنع بواحدة و يعتزل الإعراب .gif "هه0")
~
كان أحد السّلاطين محبًّا للغة العربيّة وكان فيه شيء من الحماقة،
فبينما هو يقرأ في كتب النّحو لفت انتباهه عبارة
" ضرب زيدٌ عمْرو "
فراح يبحث في كتب النّحو فوجد العبارة حيثما وردت ثابتة بهذه الصيغة.
فتعجّب و أرسل إلى أحد علماء النّحو وسأله عن ذلك.
قال: يا مولانا, إنّما هي مجرّد أمثلة وضعها علماء النّحو توضيحا للدارسين.
فقال السّلطان: لو كان الأمر كما تقول مجرد أمثلة, لقالوا مرة ضرب زيد عمرو ومرة أخرى ضرب عمرو زيدا,
أمّا أن يجعلوا عمرو هو المضروب دائما فهذه جناية وظلم لا بد من إيقافه،
وحينما لم يستطع أن يقنع السّلطان زجّ به في السّجن, ثمّ أرسل إلى آخر وآخر ...حتى ملأ السجن بأهل النّحو !
وكان في مصر آنذاك عالمٌ داهية فطن . أرسلوا إليه الخبر فشدّ الرِّحال إلى الّسلطان.
أخبره أنه جاء شافعا في علماء النحو .
السّلطان: والله لا يخرجون حتى يأتوني بحجة مقنعة على ضرب زيد لعمرو .
العالم: أصلح الله مولانا السّلطان, إنّ عمرو متطفل وقليل أدب ويستحق أكثر من ذلك!
أليس اسم مولانا السّلطان داود ينطق بواوين ويكتب بواو واحدة؟
فأين ذهبت الواو الثّانية؟
سرقها الخبيث عمرو وألحقها باسمه دونما حاجة إليها, فسلّط عليه علماء النّحو زيدا يضربه أبد الآبدين.
فضحك السلطان وقهقه. وأكرمه وبالغ في إكرامه.
وأفرج عن العلماء المسجونين.
-
*لمن لا يعرف:
زيد و عمرو اسمان يُذكَران في الأمثلة و عادة زيد قبل عمرو
+
عمرو بالواو تُلفظ: عَمْر -ليس مثل عُمَر