••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > قصص قصيرة


رغبة في الانتقام ♡

قصص قصيرة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-28-2023, 03:47 PM   #1
Nour99‏
عضو مقاوم


الصورة الرمزية Nour99
Nour99 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7861
 تاريخ التسجيل :  May 2023
 العمر : 25
 المشاركات : 167 [ + ]
 التقييم :  34769
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 45
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
رغبة في الانتقام ♡



رغبةٌ في الانتقام ~
الحبكة :
لكل منا أحلام وردية كانت تراوده في طفولته ..
ينام فيحلم بأنه سيكون الشخص الذي يطمح أن يكون يوماً ما ..
طفولة بريئة مفعمة بالسعادة ..
فرح و مرح ..
و أحلام تعانق سحاب السماء !
لكن تلك الفرحة لم تكتمل ..
فالظلام خيّم ..
و الحزن طوّق المكان ..
أحلام باتت مخبئة تحت رماد الحرب ..
قتل و تشريد !
صرخات مكتومة ضائعة في ساحات ضجيج عالمنا ..
لم يُرد أن تُسلط عليها الأضواء ..
ليالي من الصبر عايشتها ..
و لا أدري كيف احتفظتُ بكل رباطة جأشي ..
حينما حدثت ماهراً بقصتي ..
و حكايتي المأساوية ..
فأضفت تلك الحكاية بعداً جديداً في حياتي ..
جرح بات يرافقني طيلة سنوات عمري ..
لكني رجل قوي يرفض الاستسلام ..
أو الرضوخ للإغراءات و تهديدات العدو ..
عشت متشبثاً ببصيص أمل ..
أنتظر تلك اللحظة ..
لحظة الانتقام من أولئك الأوغاد !
**********


 

رد مع اقتباس
قديم 07-28-2023, 03:49 PM   #2
Nour99‏
عضو مقاوم


الصورة الرمزية Nour99
Nour99 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7861
 تاريخ التسجيل :  May 2023
 العمر : 25
 المشاركات : 167 [ + ]
 التقييم :  34769
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 45
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة


يجلس على كرسي وسط الحرم الجامعي ، الخالي من أي إنسان ما عداه ، فأغلب الطلاب الآن يجلسون على مقاعد الدراسة ، يقدمون امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني ، يحتسي كوب النسكافيه الخاص به ، بكل هدوء ، يُعكر التفكير صَفوَ هدوءه ، صراع بينه و بين نفسه ، مع كل رشفة يرتشفها يظهر له سؤالاً جديداً ، يُهدد هدوءه بالكامل ، بدأ يحادث نفسه بحيرة :
- " همم ، و الآن يا بيان أوشكتَ على التخرج ، ما الخطة المراد تنفيذها فيما بعد ، أحان وقت الانتقام فعلاً! ؟! .. "
بدا و كأنهُ تائهاً في دوامة زمنية لا متناهية الأبعاد، تائهاً في بحرٍ من الأفكار المتلاطمة التي تأبى أن تبتعد عنه ، أعاد سؤال نفسه ثانيةً :
- " أحان وقت تحقيق الحلم الذي انتظرته منذ أمد طويل ؟! ، أحان وقت الانتقام ، والأخذ بثأري من أولئك المجرمين الذين عاثوا فساداً في الأرض ، فقتلوا أحلامي و جعلوا منها سراباً مستحيل التحقيق ؟! "
قطع حبل أفكاره ، صوت صديقه الصحفي ماهر الذي اقترب منه ، فهمس بصوت عالٍ " بياااان، بيان ، هل تسمعني ؟! "
- " أماهر عندنا ؟ ، يا مرحباً يا مرحباً ، أنرت يا حبيب " تنهد متأسفاً فاسترسل مبتسماً
- " النور نورك يا رفيق ، ناديك لأكثر من عشرة مرات ، ألم تسمع صوتي ؟! "
- بيان معتذراً : " آسف ، كنت شارد الذهن قليلاً ، فغرقت في بحر أفكاري "
- " هون عليك ، لا بأس لا بأس ، أهٍ تذكرت مبارك تخرجك .. "
- " بارك المولى بعمرك يا رفيق ، و أخيراً أنهيت اليوم تقديم آخر اختبار لدي ، الحمد لله ! "
- " ما هي خطتك بعد التخرج من كلية المحاماة ؟! "
- بيان و هو يشعر بلذة :" الانتقام "
- " الانتقام ؟! ، هههه انتقام ماذا يا فتى ، أتريد الانتقام من الكلية ؟ ، هَون عليكِ ، هكذا هي الحياة الجامعية ، مكتظة بالتكاليف و الواجبات ، تتسم بالضغط و التعب " ماهر باستغراب و دهشة
- " هههه ، كلا أنت مخطئ ، أقصد الانتقام من مجرمين قتلوا أحلامي ، و بددوا أمالي " ضحك ثم قال بجدية
- " مجرمون ؟! "
- " أجل ، مجموعة من الطغاة ، كسروا إرادة الحياة بداخلي ، فقاومت الألم مرات و مرات ، أمضيت حياتي بعد تلك الحادثة ، متشبثاً بذلك الهدف ، مرتشفاً جرعات من الأمل حتى أعيش هذه اللحظة .."
- " الحادثة ؟! ، أي حادثة تقصد ؟" ماهر يتساءل بدهشة ..
تنفس الصعداء ، ثم شرع يتحدث عن حكاية ألم عاشها في صغره ، عادت بهِ الذاكرة و أوقعته في ذكرى ما حدث بعد فقدانه روحهِ ، بدا ذلك و كأن الحياة قد عصفت به و أوقعته وسط عاصفة هيجاء لا تعرف الرحمة البتة ، تلك الأيام التي قضاها وحيداً ، تعصف به الحياة أينما تشاء ، حكايات ألم و تراتيل وجع قضاها ، ثقته بنفسه هشمتها الحياة إلى ألف قطعة ، أصبح يسير في طريق العتمة ، الظلام أنيسه ، و الليل ملاذه في هذا العالم ..
_ " لا بد بأنك سمعت بحرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها المجرمون بحق أهل مملكة الفضة ، أليس كذلك ؟"
= : " أجل ، لقد سمعت الكثير عنها ، يُقال بأنها كانت حرباً دامية ، أبادت كل معالم الإنسانية ، فانعدم ضمير مجرميها ، سمعتُ بأن مملكة الفضة وقتئذٍ أُبيدت بالكامل ، فقُتّل الكثير من أبناء شعبها، و اختفى من نجا منها ، بل إن معالم تلك المملكة أُبيدت تماماً ، سمعت بأنها كانت معركة طاحنة بالفعل "
- " هههه أنا من أبناء تلك المملكة العريقة " بيان بفخر
= " أتمزح معي ؟! " ماهر بدهشة
- " كلا إنها الحقيقة ، صحيح أن الكثير من أبناء شعبنا قد استشهدوا جراء تلك الحرب ، إلا أن هناك من استطاع النجاة بأعجوبة ، و أنا أحد أولئك الناجين ، استطعت النجاة أنا و أمي و أبي ، لكننا أخفينا حقيقة من نكون ! "
= " أكنت واعياً عندما حدثت تلك المعركة القاسية ؟! ، أتتذكر ما حدث فيها ؟! ، لِمَ تخفون حقيقة من تكونون ؟! "
- " أتذكر كل ما حدث فيها ، لحظة بلحظة ، كيف لا و أولئك الطغاة هم من قتلوا أحلامي ، فكسروا إرادة الحياة داخلي ؟! "
= " أخبرني ما الذي تتذكره عن تلك الحرب الشرسة ؟! " ماهر بلهفة
تنفس الصعداء مرة أخرى ثم بدأ يسرد أحداث تلك الحرب معدومة الإنسانية ، كانت الدموع تسيل على خده فور تذكره تلك الواقعة الأليمة ، فبدأ يسرد أحداثها ،بينما كان يستمع إليه ماهر بكل إصغاء :
في إحدى الليالي الحارة ، في شهر تموز ، كنت جالساً في حديقة منزلنا على العشب الأخضر برفقة توأمي يمان [ابن التسع سنوات ] ، و أختي لين " لولو الصغيرة " [ابنة الخمس سنوات ] ، و ابن عمي يزن [ابن التسع سنوات ] و أخته جود [ ابنة الأربع سنوات ] ، نلعب و نمرح ، سرعان ما شعرنا بالملل ، فأحببنا تغير ذلك الروتين المسائي ، فاقترحت عليهم أن نلعب لعبة من أنا ؟ ، و ماذا سأكون في المستقبل ؟ ، بحيث يتحدث كل منا عن أحلامه و ماذا سيكون عندما يكبر ؟! ..
أحب الجميع الفكرة ، جلسنا مرصوصين على هيئة صف واحد ، يقف أمامنا من يريد التحدث و التعبير عن أحلامه .
فوقفتُ أنا أقول : " و الآن سيداتي و سادتي ، سيقف أمامنا المبدع يزن ليحدثنا عن نفسه "..


 

رد مع اقتباس
قديم 07-28-2023, 03:50 PM   #3
Nour99‏
عضو مقاوم


الصورة الرمزية Nour99
Nour99 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7861
 تاريخ التسجيل :  May 2023
 العمر : 25
 المشاركات : 167 [ + ]
 التقييم :  34769
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 45
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة


هتف الجميع باسمه : " يزن ، يزن ، يزن "
وقف ابن عمي بكل ثقة قائلاً بطفولية : اسمي يزيد ، عمري تسع سنين، أطمح أن أكون طبيباً كبيراً في المستقبل ، لأنني أحب الأطباء ، فوالدي طبيب متميز ، أطمح أن أكون مثله يوماً ما .. "
صفق له الجميع بحرارة ، ثم وقفتُ ثانية أعيد ترديد تلك العبارة : " و الآن سيداتي و سادتي ، سيقف أمامنا توأمي المبدع يمان ليحدثنا عن نفسه .."
هتف الجميع بصوت عالٍ : " يمان ، يمان ، يمان "
وقف توأمي بكل ثقة ، متحدثاً بصوته الرقيق ، الذ اشتقت لسماعه كثيراً : " اسمي يمان ، عمري تسع سنين ، أخطط أن أكون محامياً بارعاً ، أدافع عن المظلومين ، و الأبرياء ، فأقذف المجرمين في السجن ؛ لئلا يكرروا فعلتهم مرة أخرى ، لنعيش في مملكتنا بسلام و حب و عطاء " قالها بيان و بصوت يجهش بالبكاء ، محاولاً كتم صرخات تصدح داخله ..
ثم صفق له الجميع ، فجاء دوري ، أخبرتهم بأني أطمح أن أكون مهندساً متميزاً كوالدي ، أسهم في بناء مباني مملكتنا الجميلة ، و ختامنا أخبرتنا لولو الصغيرة برغبتها أن تكون معلمة للأطفال ، و جودي رسامة بارعة ..
كانت أحلامنا الوردية تعانق سماء مملكتنا الجميلة ، كنا قد حظينا بوقت ممتع مع بعضنا البعض ، قمت لأحضر عصيراً بارداً ، يبرد علينا حر تلك الليلة ، دخلت المطبخ لأجلب العصير ، سرعان ما سمعنا أصوات قنابل و صواريخ ، نوافذ البيت و أبوابه اُهتزت ، و كأن زلزالاً بقوة 7 ريختر يضرب مملكتنا ، أصوات إخوتي و أولاد عمي و هم يصرخون طالبين النجدة ، بكاؤهم ما زال يرن في أذني يا ماهر ، فجأة توقف البكاء ، وقع حائط الغرفة العلوية على الأطفال في الحديقة ، بدأت أنادي بصوت عال ، أصرخ طالباً النجدة : " أمي !!! ، أبي ، عمي ، عمتي ، يماااااااااااااان ، سااااعدوني ، كنت خائفاً ، بل كنت أرتجف من شدة الخوف ، وقع سقف المطبخ علي ، سرعان ما أغمضت عيني ، كنت واثقاً كل الثقة بأني سأكون في عداد الأموات ، و أني سألحق بأهلي .
استيقظت فجأة ، بدأت أفتح عيني ببطء ،أسمع صوتاً قريباً مني ، أحدهم يقول بصوتٍ باهت فَرِح : " إنه حي ، إنه حي ، الحمد لله ! "
بعد دقائق بدأت أتفحص المكان، محاولاً استيعاب ما الذي يجري هنا ، أحدث نفسي : " أين أنا ؟! "
فهم والدي نظراتي فأجاب يطمئنني و هو يربت على شعري برقة : " أنت بخير يا حبيبي لا تقلق "
حاولت النهوض محاولاً الاستعانة بما تبقى لدي من طاقة ، ساعدني والدي على الجلوس ، فهمت أننا نجلس في نفق تحت بيتنا ، كان قد بناه والدي لحالات الطوارئ هذه ، كيف لا و هو مهندس متميز ، لكنه أخفى هذا الأمر عنا !
بدأت أُفتش عنهم عَلِ أجدهم ، لكن هيهات ، حاولت أن أبحث عنهم كثيراً و أنا أفتش في وجوه من حولي لم أجدهم ، صرختُ بهلع : " أين يمان ، لولو ، جود و يزن ؟! ، أين هم ؟! "
- والدي بحزن : " لم نجدهم بعد يا صغري . "
بدأت دموعي تذرف كشلال أبى أن يتوقف .
والدي و هو يحاول أن يطمئنني : " لا تقلق ، سنجدهم بإذن الله "
أنا و دموعي في انهمار : " أبي لا بد أنهم يتألمون ، أرجوك اذهب و أنقذهم ، أرجوك "
سرعان ما سمعنا صوت صاروخ و يكأنه بركان هائج ..
والدي و قد احتبست الدموع داخل ملقتيه : " لا تقلق يا حبيبي ، سيكونون بخير إن شاء الله ، نم الآن و كن مرتاح البال ستكون بخير هنا ، و بإذن الله سيكون إخوتك بخير أيضاً ، فهم في عناية الرحمن "
لم أرغب في النوم مطلقاً ، لكن النوم باغتني ، فنمت لفترة طويلة دامت لأكثر من يومين ، حالماً بعودة إخوتي و أبناء عمي بسلام ..
استمرت الحرب لأكثر من أسبوع ، و في اليوم العاشر أُعلنت هُدنة مؤقتة بين المملكتين ، مملكة الفضة و مملكة الخيزران .
خرج والدي برفقة عمي من النفق ، كانت وُجهتهم المقصودة الحديقة ، فهرعوا مسرعين ، ليُصدموا بأن حائط الغرفة العلوية وقع عليهم ، و بعد مرور ثلاث ساعات من البحث تحت الأنقاض ، وجدوا أشلاء الأطفال الأربعة تحت تلك الأنقاض ، اللافت للنظر أنهم كانوا ممسكين بأيدي بعضهم البعض ، مصفوفين على سطر أفقي واحد ، و هم يبتسمون ، بكى والدي و عمي ، حتى نفذ مخزون الدمع من مقلتيهم ، استيقظتُ من نومي فوجدت أمي بجانبي تربت على رأسي ، سألتها عن أبي فأخبرتني بأنه في بيتنا ، خرج من النفق قُبيل ثلاث ساعات ، فهرعت مسرعاً محاولاً تجميع ما تبقى لدي من مخزون طاقتي ، لحقتَ بي أمي ، بينما بقيت عمتي و زوج عمي في النفق ، وصلنا إلى وجهتنا المقصودة فوجدنا الأطفال مرصوصين بصف واحد ، بكيت حتى وقعتُ بسبب نفاذ ما تبقى لدي من طاقة ، أمي بكت أيضاً ، ذهب والدِي فأخبر عمتي و زوج عمي بما حدث ؛ سرعان ما هرعن بسرعة إلى الحديقة ، رأين المشهد المؤلم ، فبكينا جميعاً لساعات و ساعات ، ثم جاء المشهد الأكثر ألماً من سابقه ، " مشهد الدفن " !
تم تكفينهم ثم الصلاة عليهم و دفنهم في الحديقة .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-28-2023, 03:51 PM   #4
Nour99‏
عضو مقاوم


الصورة الرمزية Nour99
Nour99 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7861
 تاريخ التسجيل :  May 2023
 العمر : 25
 المشاركات : 167 [ + ]
 التقييم :  34769
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 45
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة


عشر أيام ارتكب فيها المجرمون فيها أبشع جريمة على مستوى البشرية ، قتلوا الكثير من أبناء مملكتي ، دمروا المنازل و المساجد ، عاثوا فساداً في الأرض ، فأضحت مملكتنا أرض خراب ! .
استشهد الأطفال ، فباتت أحلامهم مخبئة تحت رماد تلك الحرب المروعة
تلك الواقعة أضفت لحياتي بُعداً جديداً ، فقَتلتْ من أُحب ، كسرت إرادة الحياة لدي ، و استبدلتها برغبة كبيرة للانتقام من أولئك المجرمين ، ليالي الصبر التي عشتها من أجل الانتقام منهم ، كنت أحاول ارتشاف أكبر قدر ممكن من جرعات الأمل ، حتى أعيش لهذا اليوم .
خلال سنوات دراستي الجامعية ، كنت أبحث عن كل أثر يدلني على أولئك الأوغاد ، حتى وصلت لغايتي ، و تمكنت من الحصول على الكثير من الملفات السرية التي تُدينهم بارتكاب جرائم أفظع بكثير مما سردته عليك ، استطعت الحصول على أسمائهم اسماً اسماً .
أما بالنسبة لسؤالك لم أخفينا هويتنا هنا ؟ ، أنت تعلم أن سكان هذه المملكة التي نقطن بها الآن " مملكة الخيزران " يكرهون مملكة الفضة ، و يعتبرون ما قام به أولئك المجرمون بحق أبناء شعبي ما هو إلا عمل بطولي تفخر به ، " يا للعار !! " ، و إذا ما سمعوا بأنني من مملكة الفضة فسيزجونني في السجن لا محال ، إنهم يعتقدون أن مَن قتل جيش بلادكم قبيل عشرين سنة هم من مملكة الفضة ، و هذا غير صحيح ، القتلة هم جواسيس و خونة للأعداء من مملكة الخيزران ، هذه قصة معاناتي ، فقدت فيها توأمي الذي لطالما اشتقت لألعب معه ، لأسمع صوته ، اشتقت للولو الصغيرة ، لمشاكساتها ، اشتقت لأبناء عمي ، لقد فقدتهم جميعاً بسبب أولئك القتلة ، و ما عشت إلا لأكون سنداً لأهلي في وقت ضعفهم بعد استشهاد إخوتي و أبناء عمي ،و لأنتقم لهم من أولئك الأوغاد .
ماهر و هو يبكي = : " قصة مؤلمة ، مؤلمة جداً يا صديقي ، و أنا معك قلباً و قالباً ، سأساعدك في كشف جريمة أولئك الأوغاد و تسليمهم ليد العدالة . "
توالت الأيام وراء بعضها بسرعة ، حتى مضى شهر و كأنه قرن بالنسبة لبيان .
و أخيراً أتى اليوم الموعود ، قدّم فيه بيان كل دليل يثبت إدانة أولئك المجرمين اسماً اسماً ، و تم الحكم عليهم بالإعدام .
بعد إعدام أولئك المجرمين الأوغاد ، ذهب بيان برفقة والديه ، عمه ، عمته ، و زوج عمه ، بالإضافة إلى صديقه ماهر ، و أخيه الصغير يمان ابن الثلاث سنوات ، إلى حديقة بيتهم القديم ، قرأوا القرآن عند قبور عصافير الجنة " الأطفال الصغار " ، قضوا ساعات و هم جالسون يتذكرون أيام الخوالي ، برفقة الأطفال الصغار ، فتارة يبكون على رحيلهم ، و تارة يضحكون على مشاكساتهم قبيل رحيلهم عن الدنيا .
بعد صلاة المغرب هَمً الجميع بالمغادرة .
= " بيااان ، هيا يا فتى ، أوشكت الحافلة أن تصل " ماهر لبيان
- " قااادم " بيان
قبل أن يغادر ، وقف أمامهم بثقة قائلاً : " مرحباً ، اسمي بيان ، عمري خمسة و عشرون سنة ، مهندس و محامي ، فلقد درست التخصصين ، و تخرجت منهما بمعدل امتياز ، ثم توجه لقبر يمان هامساً : " يماان ، لقد حققتُ حلمكَ بالنيابة عنك ، و لقد أثبت جدارتي و أخذت بثأري و بثأركم من أولئك الأوغاد ، لقد أثبتُ بأن بيان إنسان يُعتمد عليه ، هههه سأكون ضيفاً ثقيل الدم و سأزوركم كثيراً ، دُمتم بود ، فلترقد روحكم بسلام يا أحِبائي "
خرجت من المنزل مودعاً ، و إلى زيارة قريبة لهم بين الفينة و الأخرى ، الحرب إنها جريمة عنف قبيحة ، تُزهق فيها أرواح كثيرة ، تُدمر فيها البلدان ، تترك في النفس جرحاً لا يُضمد مع مرور الزمن ، ألمه النفسي أكبر مما يتوقع ، لا أدري حقاً كيف لإنسان أن يحارب و يقتل أخيه الإنسان !!
القد سردت قصة واقعية ، لكني أضفت عليها بعض قطرات من قارورة الخيال ..
حقيقة دهشت من نفسي ، عندما كتبتها ، دموعي سالت كشلال أبى أن يتوقف ..
أعتذر على الإطالة ^__^
#Nour_Tayseer


 

رد مع اقتباس
قديم 07-28-2023, 03:54 PM   #5
Nour99‏
عضو مقاوم


الصورة الرمزية Nour99
Nour99 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7861
 تاريخ التسجيل :  May 2023
 العمر : 25
 المشاركات : 167 [ + ]
 التقييم :  34769
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 45
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة


- السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
كيفكم مينا ؟
إن شاء الله تكونوا بألف خير جميعاً ..
هذه قصة كتبتها قبل ثلاث سنوات ..
و حبيت أضعها هناك ..
يشرفني مطالعتكم لها..
و رأيكم فيها ♡
جمعتكم مباركة


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 AM