DREAMS ◙ ᴄᴏᴍᴘʀᴇʜᴇɴsɪᴠᴇ

Y a g i m a

تحيةً طيبةً ، بخالص الأمانّي أنكَ تنعم بأشكالٍ من الرضا يا نجمّ
بدايةً ، وُفقتْ في اختيار الموضوع ، محمسّ ، مشوق ، و يتحدث عن غمارٍ عميقةٍ خلال الفِكر الإنسانّي!
أمدح تنسيقي ؟ ترتيبك و أسلوبك مشوق جدًا و يدفع القارئ للمضّي قدمًا خلال الموضوع ،
استمتعت حقًا بترشف أسطرك و التفكير بها ! أحسنت .

تعرف ذلك الموقف للفيلسوف الصيني الذاهل تشانغ تسي حينما حلم أنه فراشة ،
فلما استيقظ لم يعرف أهو إنسان حلم بأنه فراشة أم فراشة حلمت بأنه انسان؟
هذا الجزء المهيب جدًا ، الغامض و المجهول في الحلم ، هو نقطة الجذب في القصة كلها.
النوم بالحدّ ذاته عملية غامضة للمجتمع العلميّ، سبب حاجة الإنسان للنوم مبهم و غامض،
رغم أننا نعرف نوعًا ما التبعات المترتبة على النوم ، و اللي يحدث من كيمياء داخل أجسادنّا.
استمتعت بمطالعة الجزء الخاص بيونغ و فرويد - تعرف أنهم كانوا أصدقاء؟ عندي كتاب مراسلاتهم!-
و كالعادة ، أنا ضد فرويد ، تأمل فقط تحويره للكيآن البشري ليصير محض مخلوق شهواني!-مقزز.
لو كانّ الحلم فعليًا قضاء للرغبة ، لقدرنّا نتوقف عنها أساسًا منذ عهدٍ بعيد ،
لنصبح مجرد آلات تسير في درب العمل و الانجاز.

شخصيًا ، أرى أن جزء بسيط من الأحلام هو المتعلق بالرغبات المكبوتة ،
و ربمّا بدفعٍ من الاعلام المنحط و المروج للانحراف،
و جزء آخر هو هبة من عند الرب ، كرؤيا ، كإلهام !
و عدد ليس بقليل من المبدعين وجدوا اِبداعهم خلال درب الحلم.
لما جبران خليل قال : "الإبداع ينبع من خلالك لا منك ،معك و بذلك ينتمي إليك"
الأحلام في أحد أجزائها وسيلة إليها لإعادة صياغة العالم،
نقطة إلتقاء الوعيّ بالاوعي ، المحسوس بالباطن،
كمال إبداعي متكامل ، يعبر عن نفسه بطرق شتى..!

و بملح التقدم الحالِي، نعرف تمامًا أن النوم مقسم لعدة مراحل، و مرحلة ال (rem) هي اللي يحدث خلالها الحلم.
و لعبقرية أجسادنا ، تفرز مادة كيميائية معينة تشل الجسم أثناء الحلم ، عمومًا كفانا من الجانب العلمي.

نرجع لأنواع الأحلام ، بالنسبة لأحلام اليقظة،
فيه حالة طبية مثيرة جدًا جدًا للانتباه ، بحيث أن المرض يمر بنوع من أحلام اليقظة
- أو الرؤى بحسب تعبيرهم - بها شيء حقيقي و يقظ خلال نوبات من أحلام اليقظة ،
و المذهل فيها أنه بإمكانك التحرك خلال الحلم بسلاسة ، يُشاع أن بروست كان مصاب بها ،
- البحث عن الزمن المفقود ، أومامه ، تانغو ، الصبارة -
و أنا مصابة بقدر لا بأس به من أحلام اليقظة خلال حصتيّ الرياضيات و الفيزياء بالذات،
دائمًا يعمل دماغِي كونسرت لِ آيمر وقتها ، لكنها تساعد على تذكر المعلومات فيما بعد -فِعلًا (: .

أحلام الصحوة الكاذبة هي كوابيس فعلية بالنسبة ليّ، كثيرًا ما أحلم أنني قمت متأخرة و عندي اختبار بعد ساعة..! ياه!

الأحلام التقدمية مثيرة للتفكير حقًا ، تعطيك شعور أنه الأحلام عالم عبقري و واعِي بالحد ذاته،
عمومًا لم تتحدث عن الرؤيا ، و ربمّا هي أكثر الأجزاء إثارة في القصة،
من القصص الوارد عن ابن سيرين ، أن رجلًا أتاه فأخبره أنه رأى نفسه يصب الزيت في أصل شجرة الزيتون،
ففسر ابن سيرين الحلم أن جارية الرجل هي أمه ، فلما رجع الرجع الرجل و فتش عن أحوال الجارية ، تبين أنها أمه فِعلًا.

القصص الواردة عن ابن سيرين و تفسير الاحلام مدهشة، وتعطيك نبذة عن حذاقة هذا الرجل،
وكنفر أحلامها عبارة عن أفيال هزيلة و بحيرات تنوم الناس مغناطيسيًا و كلاب بثلاث رؤوس،
فِعلًا ، لما تتوغل في كونّ الأحلام تحس بالتواضع أمام قدرة المولى على غرسّ عالم كامل لا ندرك كننه بداخلنّا!

سعدت بفقرة الكتبّ جدًا ! بجرب قراءة كتاب فرويد رغم أنني عدوته اللدودة -تبغى تتفاهم معه من قبره-

و مجددًا ، سعيدة بحضور الحفيد هنا ، أبدعت حقًا .
طبت.