تبعته بصمت و أنا أتبعه بين تلك الممرات كنت أتسائل عن مدى غضب ذلك الوحش وأتمنى ألّا يكون كبيرًا لأنني لن أتحمّل مزيدًا من إهاناته
وصلنا لمكتبه ليفتح ذلك الضخم الباب قائلاً : تفضلى
دخلت بخطوات متباطئه حتى وقفت أمام مكتبه مباشرة كانت تلك النظرات تدل على ما بداخل صاحبها وكأنه وحش غاضب ويريد الإنقضاض على من يراه
إبتلعت ريقي ليقول بغضب: ماذا كنت تفعلين في مرحاضي
أعرضت بنظري للناحية الأُخرى بينما قلت بتذمر: وماذا بنظرك يفعل الناس بالمراحيض
حينها صرخ بغضب: فى مرحاضى أيتها القذره
أجبته بسرعة: لقد قلت لك كنتُ أُنظفه
حينها ضحك بسخرية وقال: مرةً تقولين كنتُ أفعل ما يفعله الناس ومرةً تقولين كنتُ أُنظفه أتظنينني ساذجًا أنا لم أوظفك لتنظفى لى المرحاض أظنك تعرفين وظيفتك جيدًا يا غبيه
رددت عليه بثقه: ماذا أفعل إن كان مالك المكان بخيلاً ولم يبنِ مرحاضاً بالقبو وكأنه يريد تعذيبى بالصعود والنزول كل ساعه
حينها ضرب بيده على الطاولة بقوة وقال: لقد تخطيت حدودك أيتها اللعينه من تظنين نفسك أنتِ لست سوى خادمة أم تريدين منى أن أذكرك بهذا كل يوم عليك إلتزام القوانين هنا وإلا فأنك ستندمين أفهمتِ ؟
ومن الأن فصاعدًا لا خروج من القبو إلا بأذنى مفهوم
حينها قلت بسرعه: أنت تريد قتلى من الجوع كما أنني قلت أنه لا يوجد مرحاض هناك فكيف لا أخرج
رد بسرعة: كل شيء سيحل والأن إنصرفى من أمامى بسرعه
ثم نادا على ذلك الحارس وأمره بتوضيح كل شيء لي
ثم خرجنا من هناك كنت أسير والغضب يعتريني كيف سأبقى هناك بدون مرحاض وماذا إذا نسوا أمرى ولم يحضروا لى الطعام أو لن أستسلم وأعدك هكتور سأنتقم منك أيها الغبى
وصلنا للقبو فقال الحارس أُنظري تلك الغرفة الصغيرة ستكون غرفة نومك بها سرير صغير وهذا كل ما ستحاجينه بها أما تلك فهي المرحاض
أجبته بسرعة بأنه مغلق
حينها رد بغلظه: سوف أفتحه وتوجه إليه ثم أخرج كومة مفاتيح من جيبه وبدأ فى البحث بها وما هي إلا لحظات حتى وجد المفتاح وفتحه
نظرت إليه وقلت: إنه قذر
فردّ بسخرية: يمكنك تنظيفه ألا تجيدين تنظيف المراحيض ثم توجه للأعلى وقال أثناء صعوده: أُحذرك من مخالفة القوانين ... سيصلك الطعام مرتين يوميًا أظنكِ لن تحتاجي شيئًا أخر
قلت فى نفسى: إنه أسوء من سيده
جلست فى مكانى وبدأت بالعمل وبعد بعض الوقت رأيت خادمة تدخل وتضع الطعام على الطاوله صدمت وقلت: خادمه خادمه لا أُصدق ظننت أنه لا يوجد أحد هنا
لكنها لم تنطق ولو بكلمه وخرجت بسرعه حينها عرفت أنها ممنوعه من الحديث معى
تناولت طعامى وعدت لمباشرة عملي وبعدها دخلت تلك الغرفة ونمت
وفى الصباح إستيقظت وبدأت بالعمل حتى تعبت لقد أحضرت لى الخادمة الطعام ورحلت تناولته وظللت أجوب بنظري فى ذلك القبو الكبير حتى وقع نظري على تلك النافذة الصغيرة فى أعلى الحائط حينها أصابني الفضول لمعرفة علامَ تطل
دفعت أحد الصناديق الكبيرة ووضعته تحتها مباشرة ثم وقفت عليه وفتحت النافذة بهدوء لقد توقعت أن تكون صعبة الفتح بسبب قلة إستخدامها ولكني وجدت العكس فقد فُتِحت بسهوله
نظرت للخارج محاولةً رؤية شيء ولكن لم تكن سوى أرض منبسطة تمتد على الحديقة التي لايتناهى وسعها
ولكن للأسف لم أستطع أن أرى ولو بقعة من تلك الحديقة التي أسرتني عندما دخلت للبيت الهائل هذا
مازال عندي ذلك الفضول للتمشي فيها ورؤية تلك المناظر الخلابة التي تتزين فيها
فقد كان القبو غاية الإنحدار ولم يسمح لي برؤية ماهو فوق
المكان أبشع من جحور السجون وضيقها
ولكن يا روجينا لاتنسي أنتِ هنا لتبدأي حياة جديدة فأنتِ لم تكونِ في إحدى بقاع الجنة لكي تتذمري الأن من هذا المكان
جمعت مجموعة من السيوف وصرت أشحذها بحذر بتلك الالة الخطرة ولكن من خلال خبرتي في المطاعم واستخدام السكاكين والآلات تقطيع اللحم وجدت نفسي أُجيد هذا العمل شيئًا ما
مرت أيام قليلة والروتين نفسه رغم أنني وعدت نفسي ألا أتذمر
ولكن للصبر حدود فأنا أشعر أني سأصاب بالجنون لو لم أخرج قليلاً
ولو قليلاً فقط
ولكن هل سأعود لإذلال نفسي لذلك الحقير هيكتور وهو يرفض ما أريد وينعتني بالشتائم كالعادة
نعم هذا هو ماكان يمنعني عن طلب الخروج فأنا أجد نفسي البقاء في هذا الجحر ولا مواجهة كلمات ذلك المتبجح
مرت أيام قليلة أخرى ولكن لا أعلم وجدت نفسي أُخاطر بتهور
أنا اخرج خلسة من ذلك القبو ، لما يا روجينا هل تعرضين عملك للخطر لأجل فقط إستنشاق الهواء ورؤية تلك الحديقة
أيستحق الأمر ؟
مع تلك الترددات في داخلي إلا أن قدماي مازالتا تحاولان إبعادي عن ذلك القبو بأي طريقة
فتحت الباب وبت أمشي بتلك الممرات الخالية وأنا اتسائل مرة أخرى عن سبب خلوها من الخدم وكأنه بيت مسكون بالأشباح
ولكن من يهتم
حتى وبدون إرادتي عادت وقادتني قدماي إلى مكتب ذلك السيد الغليظ
ولكن هذه المرة أصبح في واجهتي ذلك الحارس الجامد يقف عند الباب
وكأن المكان الذي يمكله ويعيش فيه هيكتور هو ذلك المكتب فقط فأنا لا أراه بمكان أخر غيره وأيضاً لايوجد حراسه على غير ذلك المكتب
الغرابة تزداد ولكن أعود وأقول : من يهتم
إقتربت منه وقلت : أنا أريد مقابلت السيد هيكتور
أجابني بغلظة بأنه لن يقابل أحدًا
فقلت أنني أريده لأمرٍ مهم
فقال لى بأن أخبره بالأمر وهو سيبلغه
فقلت له : بأن يأخذ لى أذنا بالخروج قليلاً فقط لإستنشاق الهواء ، لا بأس بالحديقة وأؤكد أنني لن أعيد طلبي هذا
حينها دخل وبعد دقائق خرج وقال جملته التى أدهشتني : لقد قال بأنه يمكنك للحديقة ، ولكن الحديقة لا غير
بدايةً لم أصدق ما سمعت وقلت له : أتمزح معي
ولكن جوابه أقنعني فقد قال لي : ومن أنتِ لامزح معكِ
تركته وذهبت بفرح نحو البوابة الرئيسية التي تقودني للحديقة
أركض والإبتسامة مرتسمة على وجهي وكأنني طير قد تم إطلاق سراحة من قفص ضيق وهو يهرع للخرج إلى الحرية
لا أنكر أن فرحتي ليس فقط لأنني سأخرج وانتهى
بل لأنني سأزور تلك الحديقة البهية
لحضات حتى وصلت للباب من سرعة هرولتي ووقفت أمام الباب وأخذت شهيق لإلتقط أنفاسي بسبب الركض ثم مسكت كلتا قبضتا الباب وفتحته على مصرعيه
وخرجت للجنة الارضية
هيكتور أكرهك وأكره قبوك وسيوفك وخادمك ولكن هذه الحديقة أحسدك على إمتلاكها
كيف لك أن تجلس بمكتبك وتترك هذه البقعة
لم أنتبه لنفسي حتى وجدتني أمشي في أرجاء هذه الحديقة هائمة في جمالها لحضة أستنشق الورد ولحضة ألمس الماء البارد في تلك الينابيع النافورية التي تتوسطها تماثيل كأنها ملائكة
ولكن لِمَ أشعر أنني مراقبة ؟
في تلك اللحضات كان هيكتور قد أعطاها إذن الخروج ليس كرمًا منه بل ليراها من كاميراته المخفية في كل مكان ليتأكد إن كانت لصة أو تحاول سرقة شيء فمنزله مليء بالأشياء النفيسة
وهو ينظر لشاشات المراقبة بتلك الجدية وعدم الثقة بها وجد نفسه أحب هذا
لا يعلم كيف ولكن للحضة بات ينظر لها وهي تتنطط هنا وهناك بفرح وتشم الازهار وتلمس الماء وتبتسم كانت قد جذبته حركاتها شيء ما....وبدون ارادته سيطر على عقله حب مشاهدتها وهي مستمتعة هكذا ونسى الامر الرئيسي وهو مراقبتها ان كانت ستسرق شيء...لقد نسي إنه يراقبها بهذا الخصوص تمامًا
وعندما كانت روجينا تتمشى في أرجاء الحديقة لفتت نظرها مجموعة أزهار جمالها لا يمكن وصفه
باتت تنظر لهم والتردد يكاد يقتلها
تمد يدها نحوهم ثم ترجعها وهي تقول:
لو فقط أخذ هذه الزهور معي على الأقل تضيف جمال على المكان البشع الذي أعمل فيه ... على الأقل تحسن هذه الازهار من نفسيتي كلما نظرت لها وأنا أعمل هناك
ولكن ماذا لو قطعتها وأصبحت السبب في طردي
ذلك البغيض يريد أبسط حجة ليطردني
وهي مازالت تمد يدها وتعيدها كان هيكتور متأهب وهو ينظر لها من شاشات المراقبة وكأنه ينتظرها لتقطعهم حتى يطلق جهاز الانذار
هي محقة فهو يريد زلة عليها ليس فقط ليطردها بل ليذلها بالشتم والصراخ
هنا أطفئ هيكتور الشاشة عندما رأى شيء قد خرب عليه تلك اللحضة كلها
وهو بلاخص لا يريد ان يرى شيئا عنه فترك حتى امر روجينا واطفئ الشاشة من فوره حين ظهر
أتعلمون من هو ؟
في تلك الاثناء وعندما كانت روجينا تحاول قطف الورود وتردد لولهة شعرت أن أحدًا أصبح بجانبها ثم مد يده نحو وردة وقطفها وقدمها لها
تفتجئت روجينا وجمدت تماما
خافت كثيرًا وهي تفكر إن كان هيكتور أو حارسه فهم بالنذالة سواء
ولكن لحضة الشخص هذا لم يوجه سلاح او سيف نحو روجينا
لقد قدم لها وردة !!!
التفتت عليه بتوتر وخوف فهي لا تتوقع وجود أحد في هذا القصر إلا وكان أشباه هيكتور وحارسه
ولكن لم يصب توقعها فقد كان شاب في نهاية الثلاثينيات من عمره يشابه هيكتور بعض الشيء ولكن يبدو أنه أكبر منه
مهلا لحضة قلت يشابه هيكتور
انا أسحب كلامي بأبتسامته اللطيفة هذه ونظرته الحنينة ونبالته في تقديم الوردة لي مستحيل أن يمد لهيكتور بصله
قاطع توغُّل أفكاري قوله:
تفضلي أيتها الجميلة إن كنت تودين واحدة
هنا علامات النفي ملأت أفكاري على أنه مستحيل أن يمد لهيكتور بصله
حسنا الحرس أو الحارس الوحيد إن صح القول هو مثله بالنذالة فمن يكون هذا الشخص لا بد من أن هناك تفسير منطقي لوجوده هنا
عاد وقاطع صراع أفكاري التي إمتزجت مع السابقة قائلاً :
ولكن هناك خطب في تقديمي الوردة لكِ أيتها الجميلة حتى تبدي كل هذا الإعجاب والإنصدام
" نعم أنا مندهشة تماما "
وجدت نفسي أُجيبه هكذا بتلكوء
إبتسم وقال:
"وها هو أخي هيكتور يترك إنبطاع سيء في قلوب أشخاص أخرين
أنا متأكد من أنكِ تعملين هنا .. منذ متى تعملين أنا لم أركِ في الأرجاء ..."
قاطعته مذعورة ومصدومة من ما كنت خائفة من سماعه فنعم من حيث الشبه بالشكل هو يشبه هيكتور ولكن ...
ثم وضعت يدي على فمي وأمسكت نفسي كي لا أتمادى أكثر وأكملت
" اعذرني على فظاظتي ولكن فقط لم أصدق إنه أخاك من حيث تناقض الاسلوب بينكما "
أكمل بأبتسامته الساحرة تلك وهو يعود بتقديم الوردة لي
" قبل أن نتحدث عن أخي وعن عملك تقبلي مني هذه الوردة مع التعريف عن نفسي
أنا أدعى ماتيوس بلاديمون أخ هيكتور الكبير "
أخذت الوردة ووجناتي قد إحمرت خجلًا حتى وجدت نفسي أُجيبه بلطف
" وأنا أدعى روجينا تشرفت بمعرفتك "
قال :
" حسنا والأن دعينا نجلس على إحدى المقاعد لنتحدث قليلاً "
هنا هيكتور إشتعلت فيه نار الغضب وهو يعصر بيديه ويقول في نفسه:
"ولكن من طلب منه أن يعود ..كم أكره وجوده حولي .. والان إلتقى بتلك الحمقاء لقد نسيت إنه هنا ماكان علي أن أسمح لها بالخروج .. تبا لهما معا
وفي هذه الاثناء جلس ماتيوس وروجينا على إحدى تلك المقاعد المظللة تحت الخضار والورود
تحدثوا وسألها كيف إنتهى بها المطاف هنا فحكت له عن كل شيء حدث وبعد ان انتهت
ضحك بصوت عالي وقال :
" حقا؟ شحذ السيوف؟! أهذا ماخرج من أخي البائس ؟ "
أجابته روجينا بتساؤل :
" فقط أريد أن أفهم لم يريدني أن أشحذها هل يخطط للهجوم على دولة ما بجيوش من العصور الوسطى؟!! والغريب أيضا كيف أخوك مليونير وليس لديه سوا خادم واحد وطباخة واحدة أو يمكن يكونوا رجال آلين حسب ما أراه في تعاملهم "
عاد ماتيوس وضحك وقال:
"اولا سبب عدم وجود الخدم لانه لا يحب الناس ذوي الطبقات الوسطى ولا يحب وجودهم حوله ولكن لا يعني ان البيت غير مراقب فهو يضع كاميرات في كل مكان من البيت ويراقبهم بشاشات من مكتبه
يعني ماتمر حشرة الا ويراها وعندما يخرج ينغلق البيت بأحكام لانه متطور للغاية بأجهزة الحماية "
اجابته روجينا بأقتناع
" هااا لهذا السبب أشعر أنني مراقبه دائما "
ثم أكمل ماتيوس وقال
"و أخي عنده هوس حب تجميع أسلحة العصور الوسطى ليس إلا ، ولكن جعلكِ تشحذين أنا أعرف السبب "
أجبته بفضول عارم :
" لِمَ لِمَ أخبرني "
أجابني بنبره هادئة تملكها الحزن وقد ظهرت على عينيه:
" عندما كان أخي في السابعة أنا كنت خارج البلاد أدرس ، كنت أعمل وأدرس هناك بكامل جهدي كنت أود أن أعود لهم وأنا ناجح لكِ أعيل عائلتنا فأبي مريض وأمي تعمل لأجل لقمة العيش
كنت على إتصال معهم ولكن في يوم إنقطعت أخبارهم أُراسلهم ولم يجيبوا
كانت قد بقيت أشهر قليلة على انتهاء دراستي ووقتها وجدت أنا وظيفة مرموقة ، تجاهلت أمر مراسلتهم وقلت فلينتظروا بعض أشهر فقط وسأعود لهم وأحسن حياتهم كلها أشتري لأخي هيكتور مايحب وأعفي أمي من العمل تنظيف المراحيض وأدفع تكاليف علاج أبي
ولكن حين عدت
أنزل ماتيوس رأسه وأكمل بحزن أكبر:
" وجدت أن أبي قد مات ووالدتي قد قتلت ...لقد قتلها أحد المتسولون لأ ان يأخذ حقيبتها التي كانت فيها مرتبها الشهري والذي لا يزيد عن 30 دولار
كانت قد تمسكت بها بكل قوتها فطعنها بسكين..
عدت ووجدت هيكتور لا يبكي ...لم يبكي ولا دمعة كان فقط جالس في البيت بكيت عند اقدامه ولاجل ابوينا وقلت له انني لم اعلم ان هذا ماجرى وكنت اود ان اعود لاعينكم اردت ان اعود ناجح بحياتي ولكنه لم يقل شي ولم يذرف دمعة
تركني ورحل...اخذ حقيبته ورحل
توسلت وحاولت منعه وابقاءه معي ولكنه كان يرفضني ويبعدني عنه ....صرت اراقبه ظننت سيصبح مجرما ولكن تبين العكس..،لقد عمل وعمل وعمل ولم يخالف القانون وعمل بأصعب الاعمال حتى تجرح جسده من كل مكان ولكنه لم يتوقف لحضة
كان يقوم بأربع اعمال باليوم ولايترك مجال للراحة ويمرض ويعمل حتى رؤساء عمله يطلبون منه الراحة عندما يصاب ولكنه يرفض وكأنه يعذب نفسه عن قصد
وعندما ينتهي من كل اعماله يذهب ليتدرب على القتال ، تعلم كل اساليب القتال الملاكمة الكانغ فو والمبارزة بالسيف وحمل السلاح
تعلمهم ليحمي نفسه فقط ولا يحتاج ليحميه أحد
ثم كبر واصبح مدير اعمال ومازال للان يعمل بكد ولكنه....ولكنه لم يعد بشر انه آلة للعمل فقط ...يمقت الناس الفقراء يقول انهم مفسدين الارض ليتني استطيع محيهم لا اعلم ربما يكرههم لاننا كنا منهم ولم نستطع الاحتفاظ بوالدينا بسبب وضعنا ذاك او ربما لان احدهم قتل امنا وهو متسول فقير
او ربما بسبب الاثنين معا كره الفقراء
هو جعلكي تشحذين السيوف لكي تصابي بالجروح يريد الفقراء يعانون كما عانى هو "
نظر لها وقال بأبتسامة مصطنعة:
" لو تريه كيف يتكلم مع الناس ذوي الطبقات الراقية لوجدتيه الطف مني اكثر نبل واحترام "
ما هذا ...ما هذا الشعور الذي بداخلي ؟
لم انمحق الكره نحو هيكتور ، لما بت اشعر بالشفقة عليه....هل هذا كل ما مر به؟
هل هذا كل ما مر به هذا الشخص ؟
وانا اقول انني اكثر شخص تعذب بحياته
قاطع تفكيرها كلام ماتيوس حين اكمل وهو يقول :
" رغم انه يسمح لي بالدخول لمنزله كلما آتي لزيارته الا انه لايكلمني ابدا...ولا ينظر في وجهي حتى ...اعلم انه يلومني على ماحصل لانني تركتهم....ولكن لو فقط يسامحني ويعطيني فرصة لأكلمه .. "
هنا فطر قلبي ماتيوس أكثر ايضا، مالذي سأفعله الان ....بت اريد ان انزل البهجة على هذان الاخوان...لقد نسيت امر عملي ومستقبلي ونضالي وبت اريد ان اصالحهم واجعل هيكتور يسعد ويخرج من دهاليز الماضي تلك.....بت افكر هكذا الان.
...
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:06 PM