مَـواعِـيـد قَـاتِـلـة

الفصل الثاني : تحقيق .


في غرفة التحقيق ..


غرفةٌ مربعةُ الشكلِ يتدلى من سقفها مصباحٌ أضاء الغرفة ، أسفله طاولةٌ مستطيلة تموضع كرسيان متقابلان في جانبيها .. زجاج مستطيل أخذ الجدار قرب الباب موضحًا الغرفة من الداخل ..

كان يجلس المحقق آيدن في الكرسي يقابله في الكرسي الأخر ماركوس ذي شعرٍ أشقر يلامس رقبته وعينان كالمحيط في عمقهما يرتدي قميص أبيض وبنطال جينز أزرق مع جاكيت طابق لونه محيطيتاه ، بدى متماسكاً برغم وقوع خبر الحادثة عليه كالصاعقة ..

بدأ التحقيق عندما قال آيدن : " هل تعرف الضحيه السيده ماريغريت ؟ وهل هناك أي صلة قرابه تربطكما ؟ "

أجاب ماركوس : " نعم أعرفها وهي والدتي بالدم "

آيدن : " متى كانت أخر مره شاهدتها فيها ؟ "

ماركوس : " قبل يومين "

آيدن : " وأين ألتقيتها ؟ "

ماركوس : " ألتقينا في منزلها "

آيدن : " وهل أنت معتاد على زيارتها في منزلها ؟ "

ماركوس : " نعم "

آيدن : " قبل يومين كنت قد زرتها ما هي المواضيع التي تحدثتم حولها ؟ "

ماركوس : " سألتني عن أحوالي وعملي وكذلك سألتها بالمثل "

آيدن : " تذكر هل تحدثت عن شئ ما قد يوصلنا للمجرم ؟ "

ماركوس : " أخبرتني عن رغبة رجل في شراء منزلها وقالت إنه لحوح ويريده على الرغم من رفضها "

آيدن : " أتعرف من هو هذا الرجل ؟ "

ماركوس : " إنه السيد توشيرو كوهارو "

آيدن : " بالأمس في الساعة بين التاسعة و العاشرة أين كنت ؟ "

ماركوس : " كنت أعمل في مقهاي في ذلك الوقت "

آيدن : " حسنًا شكرًا لكَ سيد ماركوس .."*

ماركوس : " هذا واجبي سيدي المحقق "

تصافح ماركوس وآيدن ليخرج ماركوس ..
تحدث آيدن لمساعدته خلف الزجاج قائلاً : " تحققِ من حجةِ غيابه "

أجابت : " حسناً "

" أدخلو المشتبه به الثاني " قالها آيدن

دخل توشيرو ذو الشعر الكستنائي القصير و العينان الزمرديتان يرتدي بدلة رسمية بنية اللون ، تصافحا ليجلسا ويبدأ التحقيق ..

آيدن : " من حضرتك سيد توشيرو ؟ "

أجاب توشيرو : " أنا توشيرو كوهارو أبلغ من العمر خمسةٌ وثلاثون أعمل في شركة يوشينو للهندسة المعمارية "

آيدن : " أتعرف الضحية السيدة ماريغريت ؟ "

توشيرو : " نعم تقابلت معها في مقهى للقهوة قريبٌ من الحي الذي تقطن فيه مرة و مرتين في منزلها "

آيدن : " متى أخر مرة شاهدتها فيها ؟ "

توشيرو : " بالأمس بعد الظهيرة تقريباً في الساعة الثانية "

آيدن : " في ماذا تحدثت معها ؟ وأين كنتما ؟ "

توشيرو : " كنا في منزلها و تحدثنا بخصوص المنزل وعن رغبتي في شرائه ولكن رفضت رفضاً قاطعاً "

آيدن : " في الساعة بين التاسعة و العاشرة بالأمس أين كنت ؟ "

توشيرو : " كنت في منزلي أعمل في المكتب "

آيدن : " ألديك شهود يأكدون صحة كلامك ؟ "

توشيرو : " لا .. لايوجد فأنا ليس لدي حراس أو خدم "

آيدن : " حسنًا شكرًا لكَ سيد توشيرو "

توشيرو : " العفو سيدي المحقق "

خرج توشيرو تبعه دخول ميشيرو ذو الشعر الأسود تخللته خصل بيضاء وعينان فضيتان يرتدي قميص أزرق وبنطال أسود ، تصافحا ليجلسا ويبدأ التحقيق ..

آيدن : " منذ متى تعرف الضحيه السيدة ماريغريت ؟ "

ميشيرو : " منذ عشرين سنه "

آيدن : " حدثني عن السيدة ماريغريت "

ميشيرو : " هي سيدةٌ محبوبة لدى الجميع في الحي الذي تقطن فيه وفي المستشفى كذلك ، لم أرى يومًا قسمها فارغ تعالج الكبير وتعتني بالصغير وتهتم بالنساء علاقاتها جيدة مع الناس ، وقد صدمت بخبر وفاتها فليس لديها أعداء والجميع يحبها "

آيدن : "هل ذكرت أنها تعرضت لأي تهديد ؟ و هل تشك أنت في أحدهم ؟ "

ميشيرو : " لا لم تذكر شئ ، لا أعتقد فهي محبوبة لدى الجميع "

آيدن : " في الساعة بين التاسعة و العاشرة بالأمس أين كنت ؟ "

ميشيرو : " كنت في طريق العودة إلى منزلي "

آيدن : " ألديك شهود يأكدون صحة كلامك ؟ "

ميشيرو : " توقفت لدى البقالة القريبة من منزلي لأشتري الحليب والخبز "

آيدن : " حسنًا شكرًا لكَ سيد ميشيرو "

ميشيرو : " هذا واجبي حضرة المحقق أتمنى أن تلقو القبض على المجرم "

بعد خروج ميشيرو دخل سايتو مصافحاً المحقق ليجلس على الكرسي ..

آيدن : " أتعرف الضحية السيدة ماريغريت ؟ أهناك صلة قرابةٍ بينكما ؟ "

سايتو : " أعرفها ولكن ليس حق المعرفة كما أنه ليس هناك صلة قرابةٍ بيننا "

آيدن : " لابد أنك إلتقيتها أين ألتقيتها ؟ "

سايتو : " نعم إلتقيتها في المستشفى مرة و في منزلها مرة "

آيدن : " ما سبب زيارتك لها في منزلها ؟ "

سايتو : " قدمت لأشكرها و أقدم إمتناني لها فقد أنقذت صديقتي من الموت إثر حادث سير "

آيدن : " متى كانت زيارتك لها ؟ "

سايتو : " قبل شهرين "

آيدن : " في الساعة بين التاسعة والعاشرة أين كنت ؟ "

سايتو بتفكير : " كنت مع أصدقائي في سكن الجامعة "

آيدن : " حسنًا شكرًا لكَ سايتو "

سايتو : " هذا أقل ما يمكنني تقديمة حضرة المحقق "

خرج سايتو من الغرفة وذهب لغرفة أخرى مع البقية ..


بعد ساعة تقريباً ..


في مكتب التحقيق يجلس على كرسيه خلف المكتب أمامه المساعدة التي أتت لتو قائلةً : " تحققنا من كل ما قيل آيدن كما أن الحادثة التي ذكرها (سايتو) كانت بالفعل قبل شهرين ،وقد أكد أصدقاءه من السكن تواجده لديهم .. ومما قال السيد ميشيرو فقد تحققنا من جارة الضحية حيث أكدت مغادرته في الساعة التاسعة و أكد صاحب البقالة حضوره في الساعة التاسعة و النصف قبل إغلاق البقالة كما أن المسافة تؤكد عدم مقدرته على تنفيذ الجريمة.. وقد أكد موظفي ماركوس تواجده في المقهى .. وأيضًا شئٌ أخر أثنا فحصنا لمنزل الضحية وجدنا بصمات أخرى في المطبخ وبعد بحث عرفنا هويتها فهي تعود لسيدة من الحي ويقال أنها صديقة الضحية ، لم يتبقى لدينا سوى أخذ أقوالها "

آيدن : " حسنًا.. يمكنكِ الذهاب وأخذ أقوالها بنفسك هيميكو ، وأنا سأهتم بالباقي هنا "

أمأت هيميكو قبل أن تخرج منفذةً أوامره .


~~~••~~~


تجلس على أريكة منفردة تقابلها سيدة في عقدها الخامس ذات شعر أسود بهِ بعض الخصل البيضاء لتعبر عن كبر سنها و عينان خضراوتان ترتدي ثوب عشبي أبرز لون عينيها ..

هيميكو : " يؤسفني فقدك للسيدة ماريغريت "

ردت السيدة بحكمة رغم حزنها على صديقتها : " كلنا سنرحل ونودع هذه الحياة "

هيميكو : " صدقتي في ذلك سيدتي .. أعلم شعورك وأتفهمه لكن أيمكنكِ إجابتي على الأسئلة إذا سمحتي ؟ .. لن أخذ من وقتك الكثير "

ردت السيدة بتأثر : " لا بأس يا بنتي سأدلي بكل ما لدي ، وأتمنى أن تمسكو المجرم وتتحقق العدالة "

هيميكو : " منذ متى تعرف الضحيه السيدة ماريغريت ؟ "

السيدة : " منذ قرابة الثمان سنوات "

هيميكو : " متى أخر مرة شاهدتها فيها ؟ "

السيدة : " شاهدتها بالأمس في المساء "

هيميكو : " هل شاهدتي شيئًا مريباً لدى السيدة ماريغريت ؟ "

السيدة : " لا ، عندما خرجت ألقي القمامة شاهدتها تقف قرب الباب تودع ميشيرو وعند عودتي لوحت لها ودخلت منزلي "

هيميكو : " في الساعة بين التاسعة والعاشرة أين كنت ؟ "

السيدة : " كنت في المنزل "

هيميكو : " ألديك شهود يأكدون صحة كلامك ؟ "

السيدة : " نعم زوجي كان موجوداً معي "

هيميكو : " حسنًا شكرًا لكِ سيدتي "

السيدة : " هذا واجبي يابنتي و أتمنى أن تتحقق العدالة "


~~~••~~~


خرج من مركز الشرطة سايتو يتبعه ميشيرو إلى جانبه ماركوس وقد تفرقوا كلٍ إلى عمله ومنزله أو يتجول ..

في الداخل يجلس آيدن على كرسيه خلف المكتب أمامه يجلس توشيرو وعلامات القلق على وجهه فالجميع خرج إلّا هو ..

تحدث آيدن يقطع الصمت : " سيد توشيرو أنتَ المشتبه به الوحيد هنا ولذلك فأنتَ تحت المراقبه يمكنك ممارسة حياتك بطبيعية لكنك ممنوع من السفر حتى عثورنا على المجرم "

أراد توشيرو الإعتراض ولكن بسبب ما قال المحقق فهو تراجع عن ذلك ، أومأ مخرجاً تنهيدة أزاحت عنه الهمّ قليلاً ليقول : " حسنًا حضرة المحقق .. أيمكنني الذهاب ؟ .. فقد تأخرت كثيراً ، عائلتي ستقلق علي"

آيدن : " حسنًا يمكنك الذهاب "


~~~••~~~


توالت الأيام ومضى أسبوعان على الحادثة .. داخل سيارة جيب سوداء يجلس خلف عجلة القيادة يفكر " هل ما حدث قبل أسبوعين محض لعبة ؟ ولكن ما المغزى منها ؟ وماذا يريد المجرم بذلك ؟ إلى ماذا يريد أن يصل ؟ وما هدفه من هذه الجريمة ؟ .. " إستيقظ من أفكاره على صوت بوق السيارة خلفه لينطلق مكملاً طريقة ...


~~~••~~~


في الظلام يجلس لم يتبين شئ من ملامح وجهه أو حتى المكان الذي يجلس فيه ، الصمت والسكون إحتلا المكان إلّا من أنفاسه المنتظمة بعد برهة ٍ من الزمن إنقطع الصمت والسكون و انطلقت ضحكته مجلجلةً المكان مظهرةً صف أسنانه البيضاء و انزاحت جفناه عن عينيه الخبيثة ليقول بصوت ٍ ملئ بالإثارة و المتعة : " صبرت أسبوعان وكأنها جحيم وقد نفذ صبري ، فلتنتظري ضحيتي سأتمتع بكِ كثيراً "


إنتهى الفصل الثاني ~


عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كيف حالكم جميعاً ؟

أتمنى أن تكونو بصحةٍ وعافية

أعتذر على التأخير ، فعلاً أسفة ..

توقعاتكم ؟؟

إنتقاداتكم ؟؟

شخصيتكم المفضلة في هذا الفصل ؟؟

دمتم سالمين ~ ^_^