••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


السجين "2"

روايات الانمي_ روايات طويلة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-24-2022, 01:48 PM   #1
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً

السجين "2"






السجين

وميض ذكرى "1"

هي حياة فانية .. معدودة الأيام زائلة

نعيشها لنموت , نستميت لنحياها

بدايتها لها نهاية حتمية

وفي نهايتها بداية جديدة

كما لو كانت إجابة لاسؤال لها

ولغزاً بلا حل ...

.................................................

ثلاثة كنا , تشاركنا الصداقة والأخوة

عشنا زمناً واحداً لكن لكلٌ منا حياة مختلفة , يصارع فيها ماخط في كتابه

نسير ممسكين بخيط رفيع لانحيد عنه

ليرسم مصيرنا ويلقينا في متاهاتٍ مغلقة لانهاية لها .


عصفت السماء برياحها العاتية بعد أن ساقتهم رياح القدر لذلك المنزل المتهالك

الذي لم يجدو سواه ملجأً لهم , بيد أنها نطقت بصبر " حمداً لله " لدينا مسكن جيد يؤينا .

قانعاً مثلها ابتسم مؤيداً : لنرتبه اذاً علنا نخلد للراحة قليلاً , للحق الرحلة كانت منهكة جداً أمي .

- تفديك أمك يا عزيزها , سأعد لك ألذ وجبة ساخنة .

بدأ ينفض الغبار عن الطاولة والسرير المهتريء وبينما هي تطبخ العشاء

كان ابن العاشرة ينظف المنزل بجهد وهي تعينه بين الحين والآخر ,

حتى اذا ماانتهوا جلسوا أمام المنضدة يحتسون الحساء الساخن بسيط المكونات .

- سلمت يداكِ أمي انه شهي جداً .

- هنيئاً مريئاً يا صغيري .

طُرق الباب فذُعرت لوهلة وكأن الذكريات المظلمة لازالت تهيمن عليها

واستدركت خوف ابنها الذي كان يرقب الدنيا من عينيها منعكسة مشاعرها عليه ,

وضعت كفها على كفه تطمئنه بصوتها الحاني :

لابد أنه صاحب المنزل قد نسي شيئاً ما , أكمل طعامك ريثما أحادثه .

وضعت على رأسها ردائها الداكن ذو النقوش النباتية

وفتحت الباب بخوفٍ تلاشى تماماً حين شاهدت الأربعينية بابتسامتها الواسعة

وفضولها الذي لامسته بعينيها اللتان كانتا ترمقان الداخل بين الفينة والأخرى

بينما تقول بلطافة مبالغ بها : مرحباً بكِ أيتها الجارة العزيزة , علمت بانتقالك تواً فجئت ألقي التحية .

- شكراً لكِ عزيزتي تفضلي بالدخول , واعذريني لم أنه ترتيب المكان بعد .

- لابأس أنا هنا ان احتجتِ للمساعدة , انظري المنزل المجاور لكِ تماماً
ذو السقف القرميدي هو منزلي , مُرَحَّبٌ بكِ في كل وقتٍ أنتِ ومن معكِ .

قالتها وهي تتفحص البقعة بعينيها ولما لم تم تجد سوى ابن العاشرة يتقدم نحوها ليلق التحية

سألت بتعجب : أين زوجكِ ؟

أجابت هامسة لها مخفية ألمها : لقد توفي منذ أشهرٍ قليلة .

همهمت بتفهمٍ وأسف : لايزال الفتى صغيراً , ولكن أليس لديكِ عائلة تحتويكِ بمثل

هذه الأوقات السيئة , هذا المنزل المهتريء بحاجة للكثير لتتمكني من العيش فيه مع طفلك .

- لدي عائلة تقطن بعيداً , علي أن أجمع المال الكافي لأتمكن من القيام بتلك الرحلة الطويلة

, ولاأفكر حالياً سوى بالاستقرار لفترة من الزمن , سأحاول فعل ماأستطيع لاصلاح المنزل ,

على كلٍ تفضلي اجلسي وشاركينا العشاء .

- ممتنة لكِ ياعزيزتي سأعود لمنزلي وسأطلب من زوجي مساعدتكِ في ترميم المنزل ,
فنحن لبعضنا البعض عون , لاتقلقي بشأن شيء .


بامتنان ضمت يد الجارة بين كفيها : أنا ممتنة حقاً لكِ ليهبكِ الله سعادة يستحقها قلبكِ العطوف سيدتي .

بادلتها الابتسام بمحبةٍ وغادرت لتعود بعد حينٍ مع أغطية دافئة وابنتها بجانبها تحمل

طبقاً من اللحم وآخر من الخبز الساخن .

- خمنت أنكِ بحاجة لأغطية دافئة تدثرك وصغيرك فالجو بارد جداً , ولاتقلقي انها نظيفة للغاية ,
كما أحببت مشاركتكِ شيئاً من عشائنا وواثقة أنكِ ستحبيه فكل الجارات تتسابقن لمعرفة سر وصفاتي .


ابتسمت ضاحكة وأجابت بمودة : مهما قلت لاأفيكِ شكراً وامتناناً .

أخذتهم منها وودعتها بسعادة وشكرٍ وقد التفتت لصغيرها تخاطبه: أرأيت .. إن الله لم ينسنا أبداً .

- معكِ حقٌ أمي , مهما كان ماسنواجهه اليوم أو غداً لن يكون مهماً طالما نحن معاً بعينه صحيح ؟

أومأت له ايجاباً بعينين دامعتين وأسرعت ترتب الأغطية بعد أن وضعت الطعام على الطاولة وعادا

يتما عشائهما يتبادلان أطراف الحديث الجميل معاً .

مضت تلك الليلة الباردة دافئة له اذ كانت تحتضنه وهي تنشد له بصوتها العذب الحاني , تأملها وهو

يعلم أنها مثله لازالت أعماقها تحترق ألماً لفقدهما ذلك الحبيب الذي لا يُنسى , لكنه كما هي

يحاول جاهداً أن يمحو التعاسة من قلبها ويفكر ملياً بما عليه القيام به لإسعادها, دفن رأسه

بحجرها وأغمض عينيه داعياً أن يحمل الغد في طياته ما تستحق .

................................

في أعماق العتمة كان يجلس محتضناً صغيرةً شقراء كدمية حلوة

بيد أنها شاحبة المُحَيَّا، خاطبته مرعوبة : أنا خائفة أخي لما نختبأ هنا .


كان الآخر يقلب زرقاويه بينها وبين الباب حتى همس لها وهو يزيد من عناقه مطمئناً إياها : لا

تخافي , كوني شجاعة , لعبة الاختباء تتطلب شجاعة كبيرة , ثم انظري اني معكِ أحميكِ.

- لكن لم نلعب في الظلام والجميع يحتفل في الخارج ؟لما لاننضم لهم ؟

- لايمكن , هناك أشرارٌ في الخارج , أخشى أن يؤذوكِ .

فُتح باب الغرفة التي اختبأ الطفلان بها فجأة فأسرعت تدفن وجهها في صدره مذعورة

وكذا هو عانقها بشدة وجلاً محاولاً قدر الامكان اخفاء جسديهما خلف تلك الأريكة كي لايلحظ القادم وجودهما .

كانت الخطوات تقترب حيناً وتبتعد أخرى كما لو كان صاحبها يبحث عن شيء دون أن يستطيع

ايجاده , صرخ بعدها بصوته الخشن : لم أجد شيئاً تذكري أين وضعتها ؟

خطواتها اقتربت من الغرفة وصوتها المبحوح أتاه مؤنباً : لمرة جد ماأريد دون أن تسألني .

فتحت الخزانة وأخرجت منها صندوقاً أعطته له وهي تخاطبه با ستياء : لم يتبق معي سوى هذا

القدر , لقد بات لا يعطيني شيئاً من المال بالكاد استطيع جمع القليل بين الحين والآخر .

- يالهذا لديكِ زوج ثري ولكنه قابض اليد على الدوام , يالكِ من مسكينة .

- لاتطل الهراء أعط هذا لسيدك عله يرسل بضاعة جيدة لنا .

- بأمركِ ياعزيزتي .

باغتهم صوت جلبة في الخارج فتنهدت بيأس : كسروا شيئاً ما حتماً , سيحطم هؤلاء الثمليين منزلي .

- وكأنكِ لستِ كذلك .

ضحك كليهما بينما يقودان خطاهما للخارج والصغيرة قد تجمعت الدموع في عينيها هامسة
لشقيقها : ليت أبي يعود بسرعة .

أجابها مؤيداً بقلق : ليته يأتي لعل هذا المساء الثقيل ينتهِ سريعاً .

..........................................

- هي أيها الفتى هل غفوت ؟

- نعم جدي اني أحاول النوم ان أمكنك الصمت رجاءاً .

قفز من فراشه متألماً اثر ضربة مباغتة من عكاز ذلك العجوز الجالس قبالته والذي نطق بانتصار :

هذا مايستحقه من يتذاكى معي .

حدجه بنظرة ساخطة وهو يمسد مؤخرته المتألمة : مالذي أردته الآن جدي ؟

- قم بتدليكي أيها الكسول جسدي الضعيف يوجعني بشدة .

تمتم باحتجاج : جسدك الضعيف ؟ رغم أنك عجوز الا أن لديك جسداً يحطم الصخر .

- هل قلت شيئاً ؟

- لا مطلقاً , هاأنا أدلكك استرخ جدي العزيز .

- برفق أيها اللعين .

- حقاً لاشيء يرضيك .

أكمل بهمس " عجوز خرف " .

- تريد تلقي ضربة أخرى أكثر ايلاماً ؟!

- تباً ولك أُذنا حمارٍ أيضاً .

- ديريك اللعين سليط اللسان سأريك مامعنى عقاب العجوز أيها الوقح .

- أخي أنقذنييي .

قالها صارخاً وقد خرج من الغرفة والعجوز يتبعه حتى اختبأ خلف شقيقه الواقف بحيرة والذي كان

يكبره ب6 أعوام , نظر نحوه متسائلاً : أغضبت جدي مجدداً ؟ لا أستطيع حمايتك في كل مرة ديريك .

- لكنه مزعج للغاية ويستمر بمضايقتي .

- أسمعته لويس ! ليتك علمته شيئاً ليكون مثلك , عديم التربية .

- لابأس جدي سامحه رجاءاً أعدك أني سأجعله يعتذر ويصحح خطأه .

- لن أفعل لاتحلم بذلك .

- بل ستفعل .

قالها بحزم وهوينظرله مؤنباً فأشاح بوجهه دون اكتراث .


وبينما العجوز الغاضب يهم بضربه خرجت ذات الشعر الشائب مستندة على عكازها تخاطبهم كمن

يعيش عالماً آخر : ابنتي ديانا هل جاء العريس أم لا ؟ لاتنسي أن ترتبي المائدة جيداً
وضعي بعض الزهور ولتكن بيضاء فهو يحبها .

نظر الأخوين لبعضهما والأصغر يخاطب الأكبر : من ديانا ؟ أتكون أنت ؟

أجابه ببرود واستخفاف : لم لا تكون أنت أيها الجاهِل .

- ديريك عقابك لم ينتهِ .

تلك الصرخة المدوية ذكرته بماهو مقبل عليه ودون أن يتمكن من الهرب كان العجوز قد نال منه

وأشرك المسكين "الأكبر" في العقاب حتى نال هو الآخر من الضرب ماناله الًغر الذي لم يفلته محتمياً به .

.................................................. .......................................
رُمِّمَ شيء يسير من المنزل بمساعدة الجار الذي قدم مااستطاع ليكون المنزل صالحاً للسكن

رغم أنه احتاج لما هو أكثر لكن كونه جيدٌ بالنسبة لهما ويحميهما من العواصف فهذا كفاهما

ليعيشا فترة من الاستقرار .

وعلى مدى عامين كان على الفتى تعلم الكثير عن موطنه ومسكنه الجديد

والذي كان مقر ولادته , واستغرق الأمر الكثير من الجهد في محاولة للتأقلم

مع ما استجد في حياته , أولجا والتي حملت على عاتقها حمل دور الأم والأب معاً

بدأت تضعف يوماً تلو آخر دون أن تبدي استسلاماً أو انهزاماً ودائماً كانت ترفض المساعدة

من الآخرين حفاظاً على كبريائها وكرامة ابنها والذي أدخلته لمدرسة القرية حيث كانت تسكن .

كان يتناول افطاره البسيط بينما هي تخيط بجهد دون تناول مايُذكر , خاطبها قلقاً :

طوال الليل كنتِ تخيطين وتعملين أمي , أريحي نفسك قليلاً رجاءاً .

دون أن تلتفت له أجابته : لم يبق الكثير سأنهيها قريباً وأخلد للراحة لاتقلق
وأسرع بتناول افطارك والذهاب لمدرستك .

شرب ماتبقى من كأسه ونهض يقبل جبينها فبادلته بقبلة على خده .

- أرجوكِ كوني بخير اهتمي بنفسكِ لأجلي رجاءاً .

- لاتقلق حبيبي أعدك أن أرتاح فور انتهائي هيا أسرع .

خرج من المنزل بعد أن ألقى عليها بنظرة أخيرة يائسة حين شاهدها تعود لاكمال عملها

وهي تمسد مابين عينيها بين الحين والآخر .

في الظهيرة كانت قد خرجت لشراء مااحتاجته من أجل الغذاء وبيع ماأنتهت من خياطته تواً ,

أثناء ذلك توقفت تتبادل الأحاديث مع النسوة الللواتي تجمعن أمام بائع البيض متزاحماتٍ

لأنه يقدم عرضاً ممتازاً وإذ بها تلمح طيف شخصٍ تعرفه فأمعنت النظر غير مصدقة

حتى سمعت الرجل يصرخ باسمه منادياً :

آدم بعد أن تنهي رصف أكياس الطحين خذ سلة البيض هذه وأوصلها لمنزل السيدة .

ما إن أنهى جملته وإذ بالفتى يسقط متعثراً وكيس الطحين من فوقه ليتناثر بعضاً منه على الأرض

وعلى ملابسه فصرخ الرجل به مستاءاً : مالذي فعلته ستدفع ثمن كل ذرة تهدرها أيها الأحمق .

- أنا آسف سيدي .

قالها فزعاً وأسرع يلملم ماتناثر بقلة حيلة بينما أمسكه الرجل من ياقته وهم بضربه بيد أن المرأة أوقفته بصوتها الغاضب : إياك !

توجهت وسط ذهول العينين الذهبيتين لتقف بمهابة أمام الرجل وقد وضعت النقود أمامه :

إن لم تكفك هذه سأعطيك أخرى لكني لن أسمح لك أبداً بإهانة ابني واذلاله .

- سيدتي , أنا !

أمسكت بيد الفتى الذي كان يتأمل الغضب في عينيها بقلق وترقب وكما توقع لقد كانت ترمقه

بخيبة , أبعدت ناظريها عنه وسارت معه مبتعدة بينما نطق الرجل بسرعة : لم تأخذي البيض سيدتي .

- احتفظ به لنفسك .

ظل كليهما صامتين حتى وصلا المنزل فدخلت وهو من خلفها مطأطأً رأسه بخجل .

بتردد نطق : أمي .. أنا ..

-خذلتني !

ألجمته تلك الكلمات وقد زم شفتيه أسِفاً بينما أكملت بحرقة :

في الوقت الذي كنت أبذل جهدي من أجلك لتتعلم وليكون مستقبلك مشرقاً ولكي لاتُذل ..
كنت أنت من وثقت بك وصدقتك .. تكذب علي !

- أنا آسف أمي لم أقصد الكذب لكنكِ لم تكوني لتسمحي لي .

- عذرٌ أقبح من ذنب , طالما تعلم لم تفعل ؟!

- لأن لم أستطع رؤيتكِ تبذلين جهدكِ وحدكِ , كان علي فعل شيء ,أنا أقلق كثيراً بشأنك.

- لاتقلق لاتفكر بي لقد أفنى والدك عمره من أجلك ولايهم ان فعلت أنا ذلك انه واجبنا ليس
من حقك بعد هذا معارضتي وفعل ماتشاء فقط لأنك تظن أنه في صالحي , أنا هنا المسؤولة عنك لاأنت !

قالتها باختناق محاولة احتجاز دموعها وأردفت بألم :

ادخل الى الغرفة ولن تخرج منها طيلة اليوم ولن أحادثك حتى تعترف بخطأك وتستشعر قُبح مااقترفت .

- لاتفعلي أمي .. تعلمين أني لاأطيق غضبكِ مني لاأحتمله أتوسل لكِ افهميني , لم أرد إحزانكِ.

- لقد فعلت وانتهى , كان ذلك الرجل سيصفعك , هل تعرف مايعني هذا!

- كثير من الصبية يعملون أمي هذا ليس معيباً يجب أن أعينك لاأقوى على خسارتكِ أنتِ أيضاً .

- وأنا لاأحتمل أن يُذلك أياً كان .. لقد ائتمنني والدك عليك , واجبي حمايتك.

- هل علي أن أحتمل ألم عذابكما فقط لأجل أن أكون سعيداً هذا تصرف أناني .

- هذا يكفي آدم , لامزيد من الحديث , لن تخرج من غرفتك ولن تكلمني حتي تفكر في خطئك .

تنهد بيأس ودخل الغرفة بأسى وهو يفكر كيف عليه إقناعها وكيف سيحتمل مشاهدتها تذبل دون أن يحرك ساكناً .

.................................................. ........................

انتهى اليوم الدراسي المرهق ككل يومٍ حيث كان يقضي أسوأ الأوقات وحالما يفكر بأن ما

سيعود له سيكون أسوأ يزداد ضيقه لكن ما يخفف عنه هو شقيقته التي ستكون بانتظاره وقد بات

موعد رجوع والدهما قريباً , ابتسم لتلك الفكرة وهو يتذكر مايحدث حينها عادة , فالمنزل يصبح أكثر

أماناً وهدوءاً واستقراراً , وستتناول العائلة ألذ الأطباق في المطعم الفاخر , مدينة الملاهي

والسينما وكل ماهو ممتع سيكون بانتظارهم حين يعود .

قاطع سيل أفكاره اصطدامه بأحدهم مما أجبره على رفع زرقاويه نحوه وقد هم بالاعتذار لولا

استدرك أنه ومن يقف خلفه ذاتهم الزمرة الذين لطالما أحدثوا المتاعب واعترضوا طريقه .

- إلى أين أيها الفتى الضعيف.

نطق صديقه مصححاً : تقصد الفتاة .

تجاهلهما وحاول تغيير مساره إلا أنه عاد يقف أمامه بابتسامة ماكرة : هل تتجاهلني ؟

- اووه حتماً لايجرأ يعرف ماستكون النتيجة لو فعل .

- ابتعدا عن الطريق وكفا عن مضايقتي .

- مضايقة ؟! لم نفعل أي شيء .

- أبداً هل فعلنا ؟

واذا بهما يباغتاه بضربة قوية على صدره أوقعته أرضاً بينما شد الآخر شعره ورفعه ليوقفه وهو
يحاول ابعاد يده بجهد : اتركوني وشأني .

- لوهلة كنت سأشفق عليك ولكنك لا تستحق الشفقة , يا ابن مارجريت السكيرة .

أبعده بكل قوته ودفعه بغضب عارم : ابتعدوا عن طريقي والا شكوتكم لأبي !

- يا الهي أخفتنا ! وهل يعلم والدك أن أمك كانت تتسول المال من والدي مساء الأمس بل
ودعته لحفل في منزلكم أيضاً فطالما والدك المسكين يحاول أن يظهر نزيهاً زوجته تسعى ما
استطاعت لتلطيخ سمعته .

ضحك الفتية جمعاً مما جعل الدم يغلي في عروقه وبسرعة هاجم قائدهم محاولاً لكمه

بما استطاع من قوة بيد أنهم كانوا الأكثر وبسهولة طرحوه أرضاً وأوسعوه ضرباً حتى كاد يفقد وعيه ,

لكن صوتها فاجئهم وهي تصرخ بأعلى صوتها : روبن أيها الوغد ان لم تتوقف سآتيكم بوالدي ليضعكم في السجن جميعاً .

التفت الفتية جمعاً لابنة القائد ليونيل الشهير وأسرعوا بالهرب بعر أن سرق أحدهم محفظة

الملقى على الأرض كآخر انتقام منه بينما اقتربت حمراء الشعر منه ووضعت حقيبتها على الأرض

وجثت بجانبه تعينه على الجلوس: هل أنت بخير؟

حاول الجلوس والألم قد غزا جسده بأكمله وقلبه كان ينتفض غضباً وزرقاويه

احتجزتا الدموع بتجلدٍ محاولاً الحفاظ على ما تبقى من كرامته.

أسندته لينهض وهي تخاطبه بتأنيب: حذرتك مراتٍ عدة من أن تواجههم.

ظل بصمته يحاول كبت آلامه فما كان منها الا أن تنهدت بيأس

وأسندته تقوده للسيارة التي كانت بانتظارها.

- لست أفهم لما لازلت تكابر دون أن تشكوهم لوالدك كان سيوقفهم حتماً .

صمت قليلاً قبل أن يجيب بحرقة : لاأريد احزانه أكثر , يكفيه مايعانيه .

- يجب أن أحادث أبي اذاً ليوقفهم والا سيقتلوك يوماً ما .

- لاتفعلي !

- مالسبب ؟ألا تعي بعد مايمكنهم فعله بك , منذ أيامٍ فقط قاموا باحتجازك
وكدت تموت ورغم كل ذلك كذبت بقولك أنك اختبأت دون أن يعلم أحد بذلك أتظنه
صدق تلك الكذبة لابد أن يقلق أكثر باخفائك للأمر وأنك تُعامل بسوء دون أن يعرف الفاعل !

- أنتِ لاتعرفين شيئاً , لو فعلت .. سيذلني هؤلاء أكثر وحسب .

- لن يتمكنوا من فعل شيء ان كان سيد آرون ووالدي خلفك .

- ولكن .. والدي سيعلم حينها أيضاً بما تفعل أمي في غيابه , لايمكنني المجازفة بهذا , لاأريد ايلامه أكثر كريس .

صمت بغضب وألم وهو يشتمها في أعماقه ويتمتم بحرقة : ليتها تموت فبوجودها لن نعيش السلام حتى ليومٍ واحد .

نظرت له بتفهم وتعاطف ثم أخرجت منديلها تمسح الدم من وجهه : سآخذك لمنزلي الآن لنعالج جراحك ولترتح بعدها جيداً , ستسعد والدتي حتماً برؤيتك

- لكن ماذا عن تيريزا ؟

- لنصحبها الآن في طريقنا , ما رأيك ؟

- حسناً , فكرة جيدة .

ابتسمت برضاً وهي تتأمله وقد أسند رأسه لمقعد السيارة عله يريح رأسه لبعض الوقت .


.................................................. ....................

فُتح الباب ليطل منه كستنائي الشعر بحذر كما لو كان يهرب من أحدهم , وبسرعة تسلل لغرفته

وأغلق الباب من خلفه متنهداً بارتياح , لكن صوتاً أجفله من خلفه وجعله يرتعش حين خاطبه : ماذا تفعل !

- أفزعتني لويس !

- تهرب من جدي؟! اذاً أنت فعلاً من كسرت تحفته الثمينة , لا تحتم بي مجدداً رجاءاً .

- أي تحفة ثمينة بالله عليك مجرد غوريلا بشعة قبيحة لا ذوق فيها , ثم إني لم أعمد لها

لأكسرها هي وقعت وحدها بينما كنت أبحث عن كتابي من طلب منه وضعها بين حاجياتي ؟

- على كلٍ هذا لن ينجيك من غضبه انه ينتظرك متوعداً منذ ساعات .

- ليحلم برؤيتي سأجمع أشيائي وأهرب لأمي سأمضي معها أسبوعاً كاملاً.

أخرج حقيبة متوسطة الحجم وأسرع يضع فيها بعض ما يحتاج بينما أجابه الآخر ضاحكاً: ستتحمل زوج أمك؟

سكت الآخر مقطباً جبينه وبتردد قال: سأختبأ عند والدي.

- اوه مع زوجة أبيك؟ كنت لا تحبها!

- تباً لك لويس، حسناً انها ليست بذلك السوء لقد صنعت لي بودنغ في آخر زيارة لي إليهم.

- اوه هذا رائع، وزوج أمنا اشترى لك دراجة ان كنت قد نسيت.

- آه نعم دراجة لم أهنأ بها لأن جدك المحترم ركبها وحطمها ثم يغضب لأني كسرت تحفته السخيفة هذه!

- أتتحدث عني؟!

انتفض بشدة ما إن سمع صوت العجوز من خلفه فتمتم بارتعاش: يا ويلي!

أغلق الحقيبة وبسرعة انسل هارباً من النافذة: سأذهب لأحدهما ولن أهتم ان كان جحيماً يبقى أفضل من تلقي الضربات منك أيها العجوز الخرف.

أخرج لسانه مستفزاً والعجوز يصرخ متهكماً بينما لويس يحاول إخفاء ضحكاتٍ أفلتت منه

رغماً عنه بيد أنه توقف حين صرخ العجوز به: أحضر أخاك والا نلت العقاب عوضاً عنه لويس

أجاب بارتباك: يبدو أني أيضاً سأمنح نفسي إجازة قصيرة عند أحد والديّ.

وإذا بصوتٍ من خلفهما: ماذا تفعلين هنا يا ابنتي، سيبدأ العرس ولم ترتدي زينتكِ بعد.

التفت كليهما بإحباط للعجوز الواقفة أمام الباب فتمتم بإحباط: يالهذا الزفاف الذي لا ينتهي.

............................................

الفصول:

الفصل الثاني

الفصل الثالث



 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 09-14-2023 الساعة 11:12 AM

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كوّن كلمة "صابون" و زحلق العضو اللي تريده 🧼 Giso تسالي و ألعاب 489 11-17-2024 06:59 PM
ألماسـي | صيدليه العلاج بالثوم | The Garlic. " قاموس متجدد". MiMi صحة وصيدلة 17 08-06-2022 09:57 AM
𝐁𝐋𝐎𝐆𝐒 | " قسم المدونات ". MELODY مدونات الأعضاء 2 02-24-2021 09:03 PM


الساعة الآن 12:26 PM